• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

الولاء والبراء

الشيخ عبدالله بن محمد البصري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/6/2009 ميلادي - 14/6/1430 هجري

الزيارات: 33967

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أيها المسلمون:
ونحن في عالم التغيُّرات والمتغيِّرات، عالم المتناقضات والمختلفات، عالم طاعة الأهواء المتَّبَعة، والفتن المضلَّة، فإن ثمة أصولاً راسخةً، يجب على المسلم أن يتَّخذ فيها موقفًا ثابتًا لا يحيد عنه، ويكون فيها على رأيٍ قاطعٍ لا يتنازل عنه، ذلك أنها أسسٌ مصيريةٌ تُبنى عليها نجاتُه في آخرته أو هلاكُه، ويكون بها فوزُه يوم يلقى ربَّه أو خسارتُه.

إنها أصولٌ لا تقبل اللَّعب بها، وثوابتُ لا يمكن زعزعتُها؛ إذ فِعلُها إيمانٌ وتقوى، وتركُها كفرٌ وردَّةٌ، والشك فيها نفاقٌ وفسوقٌ.

من تلك الأمور: الولاء والبراء، الولاء لله، ولرسوله، ولكتابه، وللمؤمنين، ولاتهم وعامتهم، والبراء من الكفر والكافرين، ومن سار بدربهم.

ذلكم الركن العظيم من أركان العقيدة، والشرط المهم من شروط الإيمان، الذي تغافل عنه كثيرٌ من الناس في هذا الزمان، جهلاً أو تجاهلاً، وأهمله بعضهم يوم اختلطتْ عليه الأمور، واشتبهت لديه الأحوال.

وإنه في هذا العصر الذي ذلَّ فيه المسلمون وضعُفوا واستكانوا، وقلَّ فيه العِلم بالله، وعميت عن طريق الحق البصائرُ، وصارت الشوكة فيه والغلبة لأعداء لله ورسوله من الكفرة والملحدين والمنافقين، وأُسكت فيه العلماء ونطق الرويبضة، إذ ذاك ضعف الولاء والبراء في النفوس، وقلَّتْ مكانتُه في القلوب، وخلَتْ منه بعضُ الصدور، وتساهَلَ به من يُنسَبون للثقافة والمعرفة، مع أنه أوثق عُرَى الإيمان.

ومن ثَم؛ فإن المسلم بحاجةٍ إلى أن يتعاهد هذه العقيدةَ العظيمة في قلبه، ويقيس مستواها في نفسه، ويكون منها على ذِكرٍ دائمٍ، ويضعها نُصب عينيه، فيعرف مَن يحب ويوالي، ويتبين من يكره ويعادي، لا أن تختلط عليه الأمورُ وتشتبه، فيعادي من أُمِرَ بموالاته، ويوالي من أمر بمعاداته؛ فيهلك بذلك ويخسر خسرانًا مبينًا؛ قال الله - عز وجل -: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22]، وقال - سبحانه -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51].

وقال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ * إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} [الممتحنة: 1، 2]، وقال - تعالى -: {تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة: 80، 81].

وقال - تعالى - في الحديث القدسي: ((من عادى لي وليًّا، فقد آذنتُه بالحرب))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن آل أبي فلانٍ ليسوا لي بأولياء، إنما وليي الله وصالح المؤمنين))، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من أحبَّ لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان))، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((أوثقُ عرى الإيمان الحبُّ في الله والبغض في الله)).

وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يُبايِع أصحابَه على تحقيق هذا الأصل العظيم؛ فعن جرير بن عبدالله البجلي - رضي الله عنه - قال: أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يبايع، فقلتُ: يا رسول الله، ابسُطْ يدك حتى أبايعك، واشترط عليَّ فأنت أعلم، قال: ((أبايعك على أن تعبد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين)).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، يقتضي أن لا يُحِبَّ إلا لله، ولا يُبغض إلا لله، ولا يوادَّ إلا لله، ولا يعادي إلا لله، وأن يحب ما أحبه اللهُ، ويبغض ما أبغضه الله.

وقال أبو الوفاء ابن عقيلٍ - رحمه الله -: إذا أردتَ أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجِهم في الموقف بـ(لبيك)، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة، عاش ابن الراوندي والمعري - عليهما لعائن الله - ينظمون وينثرون كفرًا، وعاشوا سنين، وعظِّمت قبورُهم، واشتُريت تصانيفُهم، وهذا يدل على برودة الدين في القلب.

وقال الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب - رحمهم الله -: فهل يتم الدين، أو يُقام عَلَمُ الجهاد، أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إلا بالحب في الله والبغض في الله، والمعاداة في الله والموالاة في الله؟! ولو كان الناس متَّفقين على طريقةٍ واحدةٍ، ومحبةٍ من غير عداوةٍ ولا بغضاء، لم يكن فرقانٌ بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.

وقال الشيخ حمد بن عتيقٍ - رحمه الله -: فأما معاداة الكفار والمشركين، فاعلم أن الله - سبحانه وتعالى - قد أوجب ذلك وأكَّد إيجابه، وحرَّم موالاتهم وشدَّد فيها، حتى إنه ليس في كتاب الله - تعالى - حكمٌ فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم، بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده.

أيها المسلمون:
إن من الحلاوة واللذة التي لا يجدها إلا المؤمنون: حلاوةَ الحبِّ في الله والبغض في الله، تلك الحلاوة التي حالَ بين كثيرٍ من الجهال وبين تذوقها ضعفُ الإيمان، ومنَعَهم التمتعَ بها رضاهم بالحياة الدنيا، واطمئنانُهم إلى زخارفها، ومدُّهم الأعينَ إلى ما مُتِّع به الكافرون من زهرتها، وجعلها مقياسًا للرقي والسعادة، وجعل قلَّتها أو الإخفاق في جوانبها دليلاً على التخلف والشقاء، وأما من ذاق طعم الإيمان، ووجد برد اليقين، فإنه لا يجد لذةً هي أحلى، ولا مكسبًا هو أغلى من محبة الله ورسوله، والولاء لعباد الله المؤمنين، وكره الكفر والبراءة من الكافرين؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاثٌ من كنَّ فيه، وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، ومن أحبَّ عبدًا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار)).

وإن ما نراه اليوم ونلحظه، وخاصةً على المستوى الرسمي، وفي وسائل إعلامنا - نحن المسلمين - من مدحٍ للكفار، وإشادةٍ بما هم عليه من المدنية والحضارة، أو إعجابٍ بأخلاقهم، وانبهارٍ بمهاراتهم، أو انخداعٍ بخطاباتهم ولقاءاتهم التي يدَّعون فيها حسن النيَّات تجاه المسلمين، دون نظرٍ إلى بطلان عقائدهم، وفساد دينهم، وما دبَّروه ويدبِّرونه ضد المسلمين من مكائد، وما حاكوه ويحيكونه ضد مقدساتهم من مؤامراتٍ، وتلك الحروب التي أوقدوها وما زالوا يوقدونها يمنةً ويسرةً.

أقول: إن هذا الإعجاب بالكفار، والتغافل عن عداوتهم التي لا تخفى، إنه لمن ضعف الإيمان بالله، واختلال عقيدة الولاء والبراء؛ بل هو مما يغضب اللهَ ويسخطه؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تقولوا للمنافق: سيدٌ؛ فإنه إن يك سيدًا، فقد أسخطتم ربكم - عز وجل -))، هذا في مدح المنافق المظهِر للإيمان، فكيف إذا كان المدح للكفار؛ بل لرؤوس الكفار وقوَّاد أعظم الدول عداوةً للإسلام وحربًا على المسلمين؟!

ألا فاتَّقوا الله - أيها المسلمون - وتمسَّكوا بدينكم، وعضُّوا عليه بالنواجذ، ولا يغرنَّكم مَن ضلَّ عنه وفرط فيه، مهما كانت مكانته ومنزلته؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالكٌ، مَن يَعِشْ منكم، فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ)).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 23، 24].

 

الخطبة الثانية

أما بعد:
فاتقوا الله - تعالى - وأطيعوه ولا تعصوه.

أيها المسلمون:
إن البراءة من الكفار ومَن والاهم وداهنهم هي العقيدة الحنيفية السمحة، والملةُ الإبراهيمية التي لا عِوَجَ فيها، والعروةُ الوثقى التي لا انفصام لها، وبذلك أُمِرنا وجُعِلَ إبراهيمُ لنا فيه أسوةً؛ قال - سبحانه -: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4].

وإنه مهما حاول أعداء الله المراوغةَ، وسلكوا طريق المخادعة، مهما ادَّعَوْا حسن النيات تجاه المسلمين، وزعموا محبتهم لهم، وإرادتهم الخيرَ بهم، فإن الله قد تولَّى فضْحَهم في أصدق كلامٍ وأَبْينِه؛ قال - سبحانه -: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 119].

ثم إنه مهما حاول كُتَّابُ الجرائد وأُغيلِمة الصحافة بعد ذلك أن يثبتوا للقراء حسن نيات الكافرين، ويميِّعوا عقيدة الولاء والبراء ويخرجوها من قلوبهم، ومهما صدَّق بذلك من صدَّق، وأخذ به من أخذ، وانخدع به من انخدع، فإن التأييد من الله والنصر والتمكين يبقى لمن بقي على عقيدة الولاء للمؤمنين، والبراء من المشركين؛ قال - تعالى -: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [هود: 113]، وقال - سبحانه -: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} [المجادلة: 22].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في شأن هذه الآية: فهذا التأييد بروحٍ منه لكل مَن لم يحبَّ أعداءَ الرسل وإن كانوا أقاربه؛ بل يحب مَن يؤمن بالرسل وإن كانوا أجانبَ، ويبغض من لم يؤمن بالرسل وإن كانوا أقاربَ، وهذه ملة إبراهيم.

وقال - رحمه الله -: وليعتبر المعتبرُ بسيرة نور الدين زنكي وصلاح الدين ثم العادل، كيف مكَّنهم الله وأيَّدهم، وفتح لهم البلاد، وأذلَّ لهم الأعداء، لما قاموا من ذلك بما قاموا به، وليعتبر بسيرة مَن والَى النصارى كيف أذلَّه الله - تعالى - وكَبَتَهُ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نظرات نقدية حول بعض ما كتب في تحقيق مناط الكفر في باب الولاء والبراء
  • الولاء والبراء في الإسلام
  • الولاء والبراء (1)
  • محبة الكافر والأخوة الإسلامية
  • الولاء لله ولرسوله أولا وأخيرا
  • موانع المحبة (الكفر والشرك والحلف بغير الله تعالى)
  • أصل الولاء والبراء في الإسلام
  • من أسس العقيدة الإسلامية موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين
  • الولاء والالتزام وأثرهما في بناء شخصية المسلم
  • من صفات الداعية: تحقيق عقيدة الولاء والبراء
  • صحة الولاء والبراء السبيل الصحيح للذين أنعم الله عليهم
  • الولاء والبراء في الشريعة الإسلامية
  • معقد الولاء والبراء في الإسلام
  • الولاء والبراء.. حوار بين الشيخ والتلميذ
  • بر وإحسان.. لا تنازل عن الدين!
  • بعض الأمور التي يجب التنبه إليها في الولاء والبراء
  • الولاء والبراء
  • الولاء والبراء بين الغلو والجفاء (خطبة)
  • الولاء والبراء (خطبة)
  • خطبة: الولاء والبراء

مختارات من الشبكة

  • معنى الولاء والبراء وكيفيته(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الولاء والبراء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وعن هبته(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • الولاء والبراء في الإسلام (س/ج)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفهوم الولاء والبراء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الولاء والبراء من لوازم لا إله إلا الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفهوم الولاء والبراء (WORD)(كتاب - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معلا اللويحق)
  • تطبيقات معاصرة على معقد الولاء والبراء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دروس في العقيدة ( الولاء والبراء )(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • الولاء والبراء في الإسلام(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
2- بل الخلاف جوهري وحقيقي
خالد الرفاعي - مصر 23-06-2009 06:55 PM

بل الخلاف جوهري وحقيقي
فإنَّ الولاء والبراء أصلٌ أصيلٌ من أصول الإسلام عند أهل السنَّة والجماعة، ومظهرٌ من مظاهر إخلاص المحبَّة لله ولأوليائِه وعباده المؤمنين، وكراهية الباطل وأهلِه.
أمَّا الولاء والبراء عند الإباضيَّة - كما هو منصوص عليْه في كتبهم المعتمدة - فعلى العكس من ذلك؛ إذْ هم كبقيَّة فرق الخوارج غلَوا في هذا الباب، فأخرجوا خِيار الأمَّة الإسلاميَّة وقرونِها الخيريَّة كلِّها من الولاء إلى البراء؛ إلاَّ بعض الصَّحابة ممَّن مات قبل فِتْنة علي ومعاوية - رضِي الله عنْهُما.
فزعموا - وبئس الزَّعمُ زعْمُهم - أنَّ عثمان ذا النورين وعليًّا - رضي الله عنْهم – بدلوا وحرفوا في الشريعة!
بل جزموا أنَّه لن يدخل الجنَّة إلاَّ مَن كان إباضيًّا، وأنَّ مَن مات على غير دينِهم خُلِّد في النَّار.
ومن التَّطبيق العملي للإباضيَّة في الولاء والبراء: أنَّهم يَجعلون أهل القبلة فريقين: فريقًا يُوالى أبدًا، وهُم الإباضية، وفريق يُتبرَّأ منه أبدًا، وهم كلّ مَن خالف الفرقة الإباضيَّة، ومنهم أهل السنَّة.
وكل أحدٍ يُدْرِك - وبلا أدْنى تأمُّل - أنَّ هذا يخالف دين المسلمين، فعندنا - معاشرَ أهل السنَّة - أنَّ الشَّخص الواحد يَجتمع فيه ولاء على ما فيه من طاعة، وبراء على ما فيه من معصية.
انظر "مشارق أنوار العقول"، لنور الدين عبدالله بن حميد السالمي الإباضي.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية "مجموع الفتاوى" (ج 28/ ص 209): "وأنزل الكتُب ليكون الدين كلُّه لله، فيكون الحبُّ لأوليائِه، والبغض لأعدائِه، والإكْرام لأوليائِه، والإهانة لأعدائِه، والثَّواب لأوليائِه، والعقاب لأعدائه، وإذا اجتمع في الرَّجُل الواحد خيرٌ وشرٌّ، وفجور وطاعة، ومعصية وسنَّة وبدعة - استحقَّ مِن الموالاة والثَّواب بقدْر ما فيه من الخيْر، واستحقَّ من المعاداة والعقاب بِحَسب ما فيه من الشَّرِّ، فيجتمع في الشَّخص الواحد موجبات الإكْرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا كاللِّص الفقير تُقْطَع يده لسرقتِه، ويُعْطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته، هذا هو الأصْل الَّذي اتَّفق عليه أهل السنَّة والجماعة، وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومَن وافقهم عليه، فلم يجعلوا النَّاس إلا مستحقًّا للثواب فقط، أو مستحقًّا للعقاب فقط، وأهل السنَّة يقولون: إنَّ الله يعذِّب بالنَّار من أهل الكبائر مَن يعذِّبه، ثم يخرجهم منها بشفاعة مَن يأذن".
وكذلك ممَّا خالفوا فيه أهل السنَّة: الدعاء؛ فلا يجوز الدعاء لغيرهم بخيرٍ، حيًّا ولا ميتًا، ولا يصلُّون الجنازة إلاَّ على الإباضي، وإنِ اضطرَّ للصلاة على مخالفيهم، صلَّى كما كان النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يصلِّي على المنافقين، ولا يطْلِقون على غير الإباضي اسم المسلم؛ بل يسمونه: كافرًا، وفاسقًا، ومنافقًا، أو عدو الله.

1- وجهة نظر
داود - الجزائر 12-06-2009 08:01 PM

أرى أن موضوع الولاء والبراء لا يختلف كثيرا بما عند الإباضية والذي يسمى الولاية والبراءة وتحت هذا التقيسم عندهم ولاية الأشخاص وبراءة الأشخاص أليس كذالك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب