• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

كشف الغطاء عما في كتاب: " أسماء حسنى غير الأسماء الحسنى" من الأخطاء "

ناصر عبدالغفور

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/8/2013 ميلادي - 24/10/1434 هجري

الزيارات: 54396

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كشف الغطاء عما في كتاب:

"أسماء حسنى غير الأسماء الحسنى" من الأخطاء"


اقتنيت من بعض المكتبات كتابا بعنوان "أسماء حسنى غير الأسماء الحسنى" للدكتور عقيل حسين عقيل[1] ولكوني كثير الاهتمام بهذا الباب العظيم من أبواب العقيدة ألا وهو باب الأسماء، فقد فرحت بهذا الكتاب حيث ظننت أنه سيكون مصدرا جديدا ومرجعا أثري به مكتبتي الخاصة، وكم كانت الصدمة كبيرة حينما وصلت إلى المنزل وتصفحته..

 

فقد وجدته مخالفا تماما لما عهدته في الكتب التي اختصت بموضوع الأسماء الحسنى، ضاربا بعرض الحائط الأصول و القواعد المعتمدة في هذا الباب، مما جعلني - من باب الأمانة العلمية - أقرر الوقوف على بعض الأخطاء والمخالفات سواء العقدية أو المنهجية التي حواها هذا الكتاب وإن كان بيان كل ما فيه من الأخطاء و المخالفات يحتاج إلى صفحات، لكن أكتفي بإشارات، ولعل الله يقيض من ينخله نخلا.

 

1- مخالفته لمذهب أهل السنة والجماعة في باب الأسماء وهو أنها توقيفية لا مجال للآراء والعقول فيها:

فقد صرح الكاتب باجتهاده في استخراج ما ضمنه في كتابه من الأسماء، حيث قال في مقدمته: "و لذا فتح باب الاجتهاد في الأسماء الحسنى المرتبطة في الأفعال والصفات.." (ص: 11).

 

و لا ريب أن هذا قول مردود فلا مجال للرأي أو الاجتهاد في أسماء الله تعالى فلا نثبت له سبحانه من الأسماء إلا ما أثبته لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته.

 

يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى: "وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص، لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36] اهـ[2].

 

فلا سبيل للاجتهاد في أسماء الله تعالى لا نفيا ولا إثباتا فالمرجع هو النص من كتاب أو سنة، فإثبات اسم لله جل وعلا لم يرد في الكتاب أو السنة أو نفي اسم ثابت له سبحانه من التقول على الله بغير علم، وهذا من أعظم المحرمات، يقول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33].

 

و التوقف في باب الأسماء هو مذهب أهل السنة خلافا لمن خالفهم كالمعتزلة.

 

يقول الخازن رحمه الله تعالى في اللباب: "قال العلماء: وكما يجب تنزيه الله عن جميع النقائص فكذلك يجب تنزيه أسمائه أيضاً وقوله سبحانه وتعالى: ﴿ فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ يعني ادعوا الله بأسمائه التي سمى بها نفسه أو سماه بها رسوله ففيه دليل على أن أسماء الله تعالى توقيفية لا اصطلاحية ومما يدل على صحة هذا القول ويؤكده أنه يجوز أن يقال يا جواد ولا يجوز أن يقال يا سخي ويجوز أن يقال يا عالم ولا يجوز أن يقال يا عاقل.."[3] اهـ.

 

و يقول الإمام البغوي في تفسيره:

"وجملته: أن أسماء الله تعالى على التوقيف، فإنه يسمى جوادا ولا يسمى سخيا، وإن كان في معنى الجواد، ويسمى رحيما ولا يسمى رفيقا، ويسمى عالما ولا يسمى عاقلا وقال تعالى: ﴿ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾ [النساء: 142] وقال عز من قائل: ﴿ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 54]، ولا يقال في الدعاء: يا مخادع، يا مكار، بل يدعى بأسمائه التي ورد بها التوقيف على وجه التعظيم، فيقال: يا الله، يا رحمن، يا رحيم، يا عزيز، يا كريم ونحو ذلك."[4] اهـ.

 

و لعل ما ذكره بعض أصحاب التراجم في ترجمة الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى وأعني تلك المناظرة التي جرت بينه وبين الجبائي المعتزلي من أروع الأمثلة على أنه لا سبيل للعقل في باب الأسماء.

 

"فقد كان أبو الحسن الأشعري يرى أن أسماء الله توقيفية - بخلاف شيخه الجبائي فمرة دخل رجل على الجبائي، فقال له: هل يجوز أن يسمى الله تعالي عاقلاً فقال الجبائي: لا لأن العقل مشتق من العقال، وهو المانع، والمنع في حق الله محال، فامتنع الإطلاق، فقال أبو الحسن الأشعري: فقلت له: فعلى قياسك لا يسمى الله سبحانه حكيماً لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:

فنحكم بالقوافي من هجانا
ونضربُ حين تختلط الدماء

 

وقول الآخر:

أبني حنفية احكموا سفهاءكم
إني أخاف عليكمُ أن أغضبا

 

أي نمنع بالقوافي من هجانا، وامنعوا سفهاءكم.

 

فإذا كان اللفظ مشتقاً من المنع، والمنع على الله محال، لزمك أن تمنع إطلاق (حكيم) على الله سبحانه وتعالى.

 

قال: فلم يجب الجبائي إلا أنه قال لي: فلم منعت أنت أن يسمى الله سبحانه عاقلاً وأجزت أن يسمى حكيماً؟

 

قال: فقلت له: لأن طريقي في مأخذ أسماء الله الإذن الشرعي دون القياس اللغوي فأطلقت حكيماً لأن الشرع أطلقه ومنعت عاقلاً لأن الشرع منعه ولو أطلقه الشرع لأطلقته ا هـ.

 

2- اشتقاقه لكثير من الأسماء التي ذكرها من الأفعال والصفات:

وهذا لا يجوز على إطلاقه، فإن باب الأسماء أضيق من باب الصفات والأخبار والأفعال، ولنا أن نشتق من الاسم صفة أو صفات لكن ليس لنا أن نشتق من كل صفة اسما، فمثلا من صفات الله الغضب ومن أفعاله أنه يغضب كما دلت عليه آيات من القرآن الحكيم، لكن ليس لنا أن نسميه غاضبا، ومن صفاته المكر لكن ليس لنا أن نسميه سبحانه بالماكر، لأن هذه الصفة قد تفيد المدح كما تفيد الذم، ولا تثبت لله إلا على وجه الكمال والمدح التام.

 

وقد صرح الكاتب في مقدمته بهذا المنهج الذي سلكه وهو اشتقاق الأسماء من الأفعال والصفات بقوله:

"فكان العجز مرافقا لإحصاء الأسماء الحسنى الصادرة عنها تلك النعم وذلك انطلاقا من بديهية تقول:

• كل نعمة أحدثت كانت نتيجة فعل.

• كل فعل أحدث نعمة لا بد له من فاعل.

• الفاعل هو وجود اسم يسمى به الفاعل.

فإذا كانت أفعال النعمة من الله فقد اتصف الله باسم ذلك الفعل.

 

و عليه لا يستقيم وجود نعمة دون وجود فعل صدر عن فاعل وكل فعل من أفعاله تعالى يدل على اسم من أسمائه الحسنى تصريحا أو تضمينا، علمناه أو جهلناه..." (ص: 11).

 

و يلاحظ أنه استعمل لفظ "كل" الدال على العموم فكل فعل عنده يدل على اسم من أسماء الله، وهذا فهم خاطئ وقول مردود، وقد انتقد الأئمة هذا القول نقدا ونقضوه نقضا، منهم شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله تعالى، ومن ذك قوله في المدارج: " ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها بأسماء الفاعل كأراد وشاء وأحدث ولم يسم بالمريد والشائي والمحدث كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء، وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما... فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك"[5] اهـ.

 

و على مذهب الكاتب يجوز تسمية الله تعالى بالمغرق لأنه سبحانه أثبت لنفسه فعل الإغراق في أكثر من آية، قال تعالى: ﴿ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ ﴾ (الأعراف: 136)، وكذا المفتي لقوله تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ... ﴾ [النساء: 127]... و هذا لا شك من التقول على الله بغير علم.

 

وقد رد الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى هذا المنهج الباطل - ألا وهو اشتقاق الأسماء لله تعالى من أفعاله - من ستة وجوه، يقول رحمه الله تعالى في طريق الهجرتين: "ومن هنا يعلم غلط بعض المتأخرين وزلقه الفاحش في اشتقاقه له سبحانه من كل فعل أخبر به عن نفسه اسما مطلقا فأدخله في أسمائه الحسنى فاشتق له اسم الماكر والخادع والفاتن والمضل والكاتب ونحوها من قوله ﴿ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ﴾ ومن قوله ﴿ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ﴾ ومن قوله ﴿ لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ﴾ ومن قوله يضل من يشاء وقوله تعالى ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ ﴾، وهذا خطأ من وجوه:

أحدها: أنه سبحانه لم يطلق على نفسه هذه الأسماء فإطلاقها عليه لا يجوز.

 

الثاني: أنه سبحانه أخبر عن نفسه بأفعال مختصة مقيدة فلا يجوز أن ينسب إليه مسمى الاسم عند الإطلاق.

 

الثالث: أن مسمى هذه الأسماء منقسم إلى ما يمدح عليه المسمى به وإلى ما يذم فيحسن في موضع ويقبح في موضع فيمتنع إطلاقه عليه سبحانه من غير تفصيل.

 

الرابع: أن هذه ليست من الأسماء الحسنى الذي يسمى بها سبحانه كما قال تعالى ولله الأسماء الحسنى وهي التي يحب سبحانه أن يثني عليه ويحمد بها دون غيرها.

 

الخامس: أن هذا القائل لو سمي بهذه الأسماء وقيل له هذه مدحتك وثناء عليك فأنت الماكر الفاتن المخادع المضل اللاعن الفاعل الصانع ونحوها لما كان يرضى بإطلاق هذه الأسماء عليه ويعدها مدحة ولله المثل الأعلى سبحانه وتعالى عما يقول الجاهلون به علوا كبيرا.

 

السادس: أن هذا القائل يلزمه أن يجعل من أسمائه اللاعن والجائي والآتي والذاهب والتارك والمقاتل والصادق والمنزل والنازل والمدمدم والمدمر وأضعاف ذلك فيشتق له اسما من فعل أخبر به عن نفسه وإلا تناقض تناقضا بينا ولا أحد من العقلاء طرد ذلك فعلم بطلان قوله والحمد لله رب العالمين"[6].

 

3- عدم نقله في غالب الأحيان للأدلة من القرآن أو السنة على ما يذكره من الأسماء:

و ذلك موافقة لمذهبه حيث اعتمد العقل وما سماه اجتهادا في هذا الباب العظيم الذي يحرم فيه إعمال الرأي أو القياس والاجتهاد.

 

و إذا ذكر دليلا فإنا يذكر ما يدل على الفعل لا الاسم، فمثلا سمى الله "الناهي" واستدل بقوله سبحانه: ﴿ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ.. ﴾ [الأنعام: 56] وبقوله سبحانه: ﴿ قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ.. ﴾ [غافر: 66]، ثم قال معلقا مستنبطا: "وعليه من الآيتين السابقتين من الذي نهى الرسول محمدا صلى اله عليه وسلم؟

 

• الله تعالى.

و بأي صفة من صفاته الحسنى قد نهاه؟

• بصفة الناهي جل جلاله"[7].

 

و من الأمثلة كذلك استدلاله على اسم "الواعظ" الذي أثبته لله سبحانه بقوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ ﴾ [البقرة: 231]، وقوله عز شأنه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ﴾ [النساء: 58][8].

 

4- إثبات الكاتب لأسماء لم تثبت لا في الكتاب ولا في السنة، يعد من صور الإلحاد في أسماء الله جل جلاله:

يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في معرض الكلام عن أنواع الإلحاد في أسماء الله تعالى: "الثالث: أن يسمى الله تعالى بما لم يسم به نفسه، كتسمية النصارى له: (الأب) وتسمية الفلاسفة إياه: (العلة الفاعلة) وذلك لأن أسماء الله تعالى توقيفية فتسمية الله تعالى بما لم يسم به نفسه ميل بها عما يجب فيها" اهـ - القواعد المثلى.

 

و يقول الإمام البغوي في تفسيره:

قال أهل المعاني الإلحاد في أسماء الله تسميته بما لم يتسم به ولم ينطق به كتاب الله ولا سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -."[9] اهـ.

 

و هذه لائحة بالأسماء الذي أثبتها في كتابه والتي لا دليل عليها من كتاب أو سنة ولعله لم يسبقه أحد إلى إثباتها كما صرح بذلك في مقدمته حيث قال: "لذلك كان اجتهادنا منصبا على الوقوف على أسماء حسنى هي موجودة لم يقف عليها أحد[10]، معتمدين الدليل النقلي الذي جاء به الشارع، واستنبطنا منه دليلا عقليا يدعم رأينا فيما ذهبنا إليه من الأسماء الحسنى التي لا تحصى" (ص: 13):

• الآمر - الناهي - الواعظ - المنزل - الراضي - المدرك - المطعم - الفالق - المتم - الشديد - المسيطر - الجاعل - الموفي - المدخل - المخرج - المرجع - المؤتي - المكيد.

 

و الملاحظ أنه لم يذكر من الأسماء الثابتة لله سبحانه إلا القليل كاسم الرب والشافي والمنان والقريب والمقتدر.. ومعظم الأسماء التي ذكرها لا دليل عليها ولم يعتمد لاستخراجها إلا العقل والرأي والاشتقاق من الأفعال، وهذا مذهب خاطئ كما سلف.

 

5- دعائه سبحانه بأسماء لم تثبت:

فتجده يختم كل اسم بدعاء يدعو الله تعالى فيه بهذا الاسم، من ذلك قوله في نهاية اسم "المكيد": "اللهم إنك المكيد الذي لا يكيده كيد فكد كيد من أراد بنا كيدا..." (ص: 299)، ويقول في نهاية اسم "الواعظ": "اللهم الواعظ، عظ إيماننا بما وعظتنا به، واجعلنا من المنتهين عما نهيت...اللهم الواعظ، إن إتباع مواعظك يوفي الكيل والميزان ويضاعف الحسنات ويزيد النعم، فأنعم علينا بإتباع مواعظك التي أنزلتها في الكتب الحكيم..." (ص: 55).

 

و هذا مخالف لما أمرنا الله به، فإنه سبحانه ما أمرنا أن ندعوه إلا بأسمائه الحسنى الثابتة له، لا بأسماء اخترعنها من أنفسنا أو أعملنا فيها آرائنا واجتهاداتنا، قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180].

 

يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:

"ويفرق بين دعائه والإخبار عنه فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى؛ وأما الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيئ؛ لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ وإن لم يحكم بحسنه"[11].

 

و قال في موضع آخر: " وقال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ فلا يدعى إلا بأسمائه الحسنى"[12].

 

فهل من أسمائه سبحانه المكيد أو المدرك أو الراضي حتى ندعوه بها دعاء مسألة أو دعاء عبادة أو دعاء ثناء؟

 

6- ختمه لكتابه بخاتمة أسماها: "دعا الأسماء":

ومما ورد في هذا الدعاء قوله: "ربي أنت - جل جلالك - صفاتك تتعدد وأنت لا تتعدد، أعبدك في ذاتك يقينا راسخا، سواء خلقت حور العين أم لم تخلق، وسواء خلقت النار أم لم تخلقها، وسواء خلقت الجنة أم لم تخلقها، وسواء خلقت أنهارا من عسل مصفى أم لم تخلقها، يكفيني ربي أنك واحد لا شريك لك، بيدك الملك وإنك على كل شيء قدير." (ص: 384).

 

فهو يعبد الله لكونه سبحانه واحد لا شريك له، فلا يعبده طمعا في جنته أو خوفا من ناره، وهذا ضلال بين فإن الله تعالى يقول: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [الإسراء: 57]، وقال تعالى عن أصفيائه من رسله: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90].

 

قال الثوري: ﴿ رَغَبًا ﴾ فيما عندنا، ﴿ وَرَهَبًا ﴾ مما عندنا.

 

و أمر عباده بقوله جل في علاه: ﴿ وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 56]، أي: خوفا من عقابه، وطمعا في ثوابه.

 

يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:

"قال من قال من السلف: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد" (العبودية: 1/112) و مما جاء فيه دعائه كذلك: "ربي النار تخشاني باتقائك والجنة تميل إلي بطاعتك... وفي النار تتبدل الجلود وهي تقول: هل من مزيد، فأشهد أن النار رحمة للكافرين، وأن الجنة رحمة للمؤمنين" (ص: 385).

 

يقول تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 131]، ومهما عظم إيمان العبد وتقواه، فإنه يخشى النار، بل كلما عظم إيمانه وتقواه عظم خوفه وخشيته من عذاب الله، فكيف يدعي أن النار هي التي تخشاه لتقواه؟

 

و كيف يزعم أن النار رحمة للكافرين، والله تعالى يقول للنار: " إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي"[13].

 

كيف تكون النار رحمة للكافرين وقد أعد الله لهم فيها ألوانا من العذاب الذي لا يطيقه أحد، يقول تعالى: ﴿ إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [المزمل: 12، 13]، ويقول عز شأنه: ﴿ فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا ﴾ [النبأ: 30].

 

كيف تكون رحمة للكافرين وهم يصطرخون فيها ويسألون الخروج والرجعة للدنيا لإصلاح ما فات، كما قال جل في علاه: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾ [فاطر: 36، 37].

 

﴿ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ * لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ * وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ * وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ ﴾ [الزخرف: 74 - 77].

 

و المخالفات العقدية والمنهجية التي حواها هذا الكتاب يحتاج بيانها إلى صفحات عدة كما أسلفت، ولكن أكتفي بما ذكرت، وإن كان الأمر يحتاج إلى قراءة متأنية للكتاب بأكمله للوقوف على كل الأخطاء والمخالفات، ولعلي أختم، بمثال آخر لهذه المخالفات، وهو ما سطره عنده تفسيره لاسم "الراضي" الذي أثبته بلا دليل بين، يقول: " الراضي: من يرضى بالأعمال، سالبها بالعقاب وموجبها بالثواب" (ص: 67).

 

كيف يرضى الله بسالب الأعمال، بما فيها من المعاصي والكفر، والله تعالى يقول: ﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ.. ﴾ [الزمر: 7].

 

يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى: ﴿ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ﴾ لكمال إحسانه بهم، وعلمه أن الكفر يشقيهم شقاوة لا يسعدون بعدها، ولأنه خلقهم لعبادته، فهي الغاية التي خلق لها الخلق، فلا يرضى أن يدعوا ما خلقهم لأجله."[14].

 

و الله أعلم وأحكم.



[1] جامعة الفاتح - كلية الآداب - ليبيا - طرابلس الغرب.

[2] القواعد المثلى.

[3] لباب التأويل في معاني التنزيل: 2/319.

[4] معالم التنزيل: 3/307.

[5] مدارج السالكين: 3/415.

[6] طريق الهجرتين: 1/486-487.

[7] أسماء حسنى غير الأسماء الحسنى: 46.

[8] نفسه: 51.

[9] معالم التنزيل: 3/307.

[10] لكن وجدت أن بعض هذه الأسماء سبقه غيره إلى ذكرها، وقد جعلها الدكتور محمد بن خليفة التميمي في قسم الأسماء التي يرجح عدم ثبوتها، وذلك في كتابه" معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى".

[11] مجموع الفتاوى: 6/142.

[12] نفسه: 10/554.

[13] جزء من حديث أبي هريرة المتفق عليه.

[14] تسير الرحمن: 719.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شرح بعض الأسماء الحسنى (3)
  • شرح بعض الأسماء الحسنى (4)
  • شرح بعض الأسماء الحسنى (5)
  • اقتران الأسماء الحسنى في أواخر الآيات من سورة البقرة حصرها، معانيها، مناسباتها
  • معرفة الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى
  • عدد أسماء الله الحسنى
  • تعريف الأسماء الحسنى وما الفرق بين الاسم والوصف والفعل؟
  • الدرة الحسنا في نظم تسعة وتسعين اسما من أسماء الله الحسنى
  • بديع اللف والنشر في الأسماء الحسنى المقترنة في القرآن الكريم

مختارات من الشبكة

  • كشف الالتباس عن " كشف الالتباس "(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس (ج3) (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس (ج2) (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس (ج1) (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كشف الباس عما رواه ابن عباس مشافهة عن سيد الناس(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كشف الالتباس عما أورده الإمام البخاري على بعض الناس(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • كشف النقاب عما روى الشيخان للأصحاب للحافظ العلائي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة كشف الخفا ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • تنبيه النيام وكشف اللثام عما يقوله اللئام عن تحريف في القرآن (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة كشف الغطاء(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب