• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

التعريف المفيد بالعهد الجديد

حسن محمد فؤاد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/7/2013 ميلادي - 21/9/1434 هجري

الزيارات: 26018

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التعريف المفيد بالعهد الجديد


مقدمة

نحمد الله الذي هدى من شاء بفضله، وضلَّ مَن أراد بعدله، وبيَّن سُبُل الهدى والرَّشاد لمبتغيه، وأبان طريقَ الحقِّ لِطالبيه، فانقسم الناسُ إلى فِرَقٍ وأشياع شَتَّى، فَمُهتَدٍ راشدٍ، وضال باحث عن حقٍّ، وَمُبتغ غير سبيل الهدى طريقًا، والله برحمته أرسل رسله حجَّةً على خَلْقه ليكونوا للعالمين مبشِّرين ومُنذِرين.

 

وبعد:

فهذا بحث عن (العهد الجديد)، مكوِّناته، وكُتَّابه، وأصل وضْعه وواضعه وجَمْعِه وجامعيه، ولعل هذا البحث من باب أن الحكم على الشيء فرع عن تصوُّره، فلا بد لنا من معرفة أصل هذه الديانة التي انتَشرت في ربوع العالم، يتديَّن بها ما يَزيد على المليار ونصف المليار نَسمة، من كافة دول العالم.

 

وقد اعتمدتُ في البحث على ثلاثة مصادر لمؤلفين نصارى، وقدَّمت أقوالهم على غيرهم؛ إنصافًا لهم، وقَدَّرتُ المنصفين منهم، فأوردتُ أقوالهم بكل تقدير لصِدْقهم وتَجرُّدهم للحقيقة، وقد رأيتُ في أقوالهم ما يأتي بنيانهم من القواعد حتى يَخِر عليهم سقفُ المبادئ العلميَّة التي من المُفترَض وجودها في الكتاب المقدَّس الموحى به من عند الله - سبحانه.

 

وقد اقتضى البحث كونه في ثلاثة مباحث، ومدخل، ونتائج:

المبحث الأول: التعريف بالإنجيل.

المبحث الثاني: المسار التاريخي للإنجيل.

المبحث الثالث: التعريف بكَتَبَة العهد الجديد.

• النتائج.

 

مدخل:

يؤمن المسلمون بنزول كتاب مُقدَّس على نبي الله عيسى - عليه السلام - وهو الإنجيل، كذا نؤمن بأن هذا الكتاب حُرِّفَ، ولم يَبقَ على حاله.

 

حقائق مُتَّفَق عليها:

المسيح - عليه السلام - لم يكن له أتباع كثر، بل كانوا قليلين جدًّا، وهؤلاء القليل تمزَّقوا في البلاد تمزُّقًا شديدًا بعد رفْعه - عليه السلام - قُتِل بعضهم، وعُذِّب البعض.

 

فمتى كُتِب الإنجيل؟

• وبأي لغة وُضِع؟

• ومَن كتَبه؟ وأين النسخة التي كتبها الكُتَّاب الأُول؟

 

اتَّفقت كلمة النصارى على أن هذا الإنجيل الذي بين أيدي الناس اليوم، لم يكتبه ولم يُملِه ولم يقرأه المسيح - عليه السلام - إنما كُتِب بعد رفْعه وفي عصور مُتفرِّقة، ومن أشخاص عديدين.

 

فمَن هؤلاء الأشخاص؟

• وما صِلتهم بالمسيح؟

• وما صِلة كَتَبة العهد الجديد بعضهم ببعض؟

 

سنترك كلَّ هذه الأسئلة الآن، وسنعود إليها، ونتجاوز القرن الأول الميلادي إلى القرن الرابع الميلادي، حيث أهم حدثٍ في تاريخ النصرانيَّة، ألا وهو (مجمع نيقيَّة)، الذي فيه تَحدَّدت ملامح الديانة النصرانية، وتَغيَّر مسار ديانة بأكملها، فقد أَقرَّ المجتمعون في هذا المجمَع الطبيعة المزدوجة للمسيح - عليه السلام - كذلك اتَّفقوا على الأناجيل الأربعة الموضوعة في العهد الجديد، ونبْذ ما عداها من الأناجيل، بالإضافة إلى رسائل بولس، وأعمال الرسل، ورسالة يعقوب، ورسالتين لبطرس، وثلاث ليوحنا، وواحدة ليهوذا، ورؤيا يوحنا اللاهوتي.

 

فلماذا وقع الاختيار على هذه الأسفار والأناجيل دون غيرها؟

• وماذا كان موجودًا من الأناجيل قبل ذلك؟

• وما الذي كان يتعبَّد به النصارى قبل هذا المجمع؟

• هل يؤمن جميع النصارى بهذه الأناجيل والأسفار؟

 

بعد هذا المدخل نستطيع أن نصوغ تساؤلاتِ البحث في هذا الشكل:

متى وأين كُتِب الإنجيل؟

• مَن الذي كتبه؟ وما هي مؤهلاته من حيث صِلته بالمسيح؟

• ما هي اللغة التي كُتِب بها الإنجيل؟ وكيف تم انتقاله من لغة لأخرى؟

• متى ظهر الإنجيل لأول مرة بصورته الحالية؟

• كيف كان الإنجيل قبل هذه المدة؟

 

الفصل الأول

(التعريف بالإنجيل):

كلمة إنجيل: كلمة يونانيَّة تَعني (البِشارة)[1]، أو (الأخبار السارة)[2]، حيث يزعُمون أنه سُمِّي بذلك؛ لأنه يُبشِّر بقدوم الرب يسوع بالجسد إلى العالَم مخلِّصًا.

 

فالإنجيل يَقصُّ علينا قصةَ مجيء وحياة وأعمال وموت وقيامة يسوع المسيح[3].

 

فالنصارى يَعتقِدون في الإنجيل أنه استبشار بقدوم المسيح الذي سيُخلِّص أرواحهم ويُدخِلهم الجنة؛ لذا فلا مشكلة أن يروي هذه البِشارة (متى) أو (لوقا)؛ لذلك يُورِدون كل إنجيل مُصدَّر بقولهم: (الإنجيل كما كتبه فلان).

 

فالمسؤول عن كتابةِ الإنجيل هم النصارى من الجيل الأول والثاني، وهم أُناس الله؛ لذلك هيمن الرُّوح القدُس على كل ما كُتِب فيه[4]، هذا ما يَعتقِدونه ويعترفون به هو تلك القَصص التي كُتِبت بعد رفْع المسيح - عليه السلام - تقُصُّ أحواله وأعماله وأقواله التي وعَظ بها، ومعجزاته التي أجراها الله على يديه وغير ذلك[5].

 

"ونحن نُقرِّر أن يسوع لم يترك شيئًا مكتوبًا، فلقد كان يُعلِّم ويُودِع تعاليمَه مجموعةً من التلاميذ، وبهذا يتَّضِح أن اهتمام يسوع الأول لم يكن الكِتاب، لم تكن الوثيقة؛ بل الإنسان"[6].

 

يقولون: "إن الله بحكمته أعطانا أربعة أسفار تتضمَّن تاريخ حياة المسيح وأعماله"[7].

 

لذلك يرفُض النصارى فكرةَ أن الإنجيل هو كتاب نزل على المسيح من الله، بل يرون أن المسيح نفسَه هو الإنجيل والكلمة في صورة حيَّة واقعة، وهو البِشارة إلى العالم بالخلاص.

 

فالإنجيل مجرد قَصص عن حياة المسيح:

والكنيسة تزعُم أن هذه القَصص تلقَّاها الحواريون عن طريق الوحي والإلهام، وإن لم يدَّعِ أحد الحواريين ذلك، وها هو أحد الكُتَّاب النصارى ينقُل نصًّا عن لوقا يُثبِت أن الأمر كله مجرد نقل لحياة شخص ولا علاقة لها بالإلهام والوحي، يقول لوقا: "إن كان كثيرون من الناس قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقَّنة عندنا، كما سلَّمها إلينا الذين كانوا في البَدء معاينين وخدامًا للكلمة، رأيتُ أنا أيضًا إذ تتبَّعتُ كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز"[8]، فالنص واضح كما يَستدلُّ المؤلف نفسه على:

• أن كُتَّابًا كثيرين حاولوا تدوين قَصص عن المسيح، وليس فيه أي إشارة للإلهام، بل الأمر قائم على المشاهدة لأفعال المسيح ونقْلها وتدوينها.

 

ثم في مكان آخر يَشهد المؤلف النصراني أن الإنجيل كان مجرَّد قصص عن حياة المسيح جُمِعت على مدار الزمان لتُعَلَّم للمتنصِّرين: "كانت تُروى القَصص عن يسوع وتنتقل من شخص لشخصٍ لوصف حياته، وقد جُمِعت تدريجيًّا، وكانت تروى للتعليم وللعبادة، وسموا هذه الرسالة: (الإنجيل، أو البِشارة، أو أخبارًا مُفرِحةً)"[9].

 

ويُصرِّح مرة أخرى أنَّ كُتَّاب الإنجيل ليسوا مُلهَمين ولم يدَّعِ أحد ذلك، بل كتبوا ما كتبوه من تلقاء أنفسهم حسب مقتضيات الظروف[10]، وللإنصاف فالمؤلِّف يرى أن الإلهام هو إلهام توفيق لما يكتبه المُبشِّر؛ لكنه مع ذلك يكتبه بأسلوبه، والدليل أن كل واحد يرسُم الصورة بأسلوبه الخاص، فلم يكن أحدهم آلة تكتب ما يُملى عليها[11].

 

مكونات العهد الجديد:

القسم الأول: الأناجيل، وهي أربعة: (متى، ولوقا، ويوحنا، ومرقص)، تم اختيارها من بين عشرات الأناجيل.

 

القسم الثاني: سِفر أعمال الرسل، ويُنسَب للوقا، كاتب الإنجيل.

 

القسم الثالث: رسائل بولس، وعددها (أربع عشرة) رسالة، كما يلي:

1- رسالة بولس إلى أهل روميَّة.

2- رسالته الأولى إلى أهل (كورنثوس).

3- رسالته الثانية إلى أهل (كورنثوس).

4- رسالته إلى أهل (غلاطية).

5- رسالته إلى أهل (أفسس).

6- رسالته إلى أهل (فيلبي).

7- رسالته إلى أهل (كولوسي).

8- رسالته إلى أهل (تسالونيكي).

9- رسالته الثانية إلى أهل (تسالونيكي).

10- رسالته إلى (تثيماوس).

11- رسالته الثانية إلى (تثيماوس).

12- رسالته إلى (تطيس).

13- رسالته إلى (فيلمون).

14- رسالته إلى (العبرانيين)[12].

 

القسم الرابع: مجموعة الرسائل الكاثوليكيَّة، وعددها (سبع) رسائل، وهي كالتالي:

• رسالة يعقوب.

• رسالة بطرس الأولى.

• رسالة بطرس الثانية.

• رسالة يوحنا الأولى.

• رسالة يوحنا الثانية.

• رسالة يوحنا الثالثة.

• رسالة يهوذا.

 

القسم الخامس: سِفر رؤيا يوحنا اللاهوتي:

وسُمِّيت بذلك؛ لأنهم يزعُمون أن يوحنا رآها على أنها أحلام يقظة وليست مناميَّة[13].

 

وهذا هو الترتيب الوارد في الطبعات الحديثة عند البروتستانت[14].

 

تعريف الرسائل:

جمع رسالة، وهي الكلام المُرسَل إلى الغير كتابةً، وفي العهد الجديد تُطلَق على الواحد والعشرين سفرًا التي كتبها الرسل إلى جهات مختلفة كنائس وأفرادًا.

 

الفصل الثاني

المسار التاريخي للإنجيل:

الدين النصراني تَعرَّض لمؤثِّرات على مدار تاريخه شكَّلت اتجاهه، وتَسبَّبت له في تغييرات جِذريَّة في مساره، ويمكن أن نلخِّص مراحل النصرانية في الأطوار التالية:

الطور الأول: هي دين الله الحق، ولما رفع الله -تعالى- عيسى - عليه السلام - بقي عددٌ من أتباعه وأنصاره على الحق مدة يسيرة، حيث كان اليهود الذين لم يؤمنوا بعيسى - عليه السلام - لهم بالمرصاد يُطارِدونهم ويقتلونهم، وَيشون بهم عند السلطات، وهذا هو.

 

الطور الثاني: واستمر قُرابة نصف قرن.

 

الطور الثالث: ويبدأ في النصف الثاني من القرن الأول الميلادي، وهو عهد كتابة الأناجيل المبتدَعة، وهي عبارة عن اجتهادات لم تُسمَع من عيسى - عليه السلام - مشافهة، وبعضها من دسِّ اليهود، واستمرَّ هذا الطور ثلاثة قرون، عاشت فيه النصرانية في تخبُّط وافتراق، وتأثَّرت بالفلسفات الوثنيَّة السائدة، إضافة إلى ما لعِبه اليهود خلال هذه الفترة، من الدس والتحريف وإشاعة الفُرْقة والاختلاف العَقَدي والمذهبي.

 

الطور الرابع: ويبدأ بالتجمع النصراني الكبير الذي عقده قسطنطين مَلِك الرومان في نيقية 325م، وهو تجمُّع حاسم قرَّر فيه مُبتدِعة النصارى الاتجاه نحو النصرانيَّة الضالة، والتي هي مزيج من الوثنيَّة الرومانية السائدة آنذاك، ومن اليهودية المُحرَّفة، وبقايا النصرانية المشوَّشة، والديانات الوثنيَّة الهندية.

 

هذه المراحل التي مرَّت بها النصرانيَّة كدِين، ومن البديهي أن تؤثِّر هذه الظروف المتباينة في تاريخ كتابِهم المقدَّس، وتؤثِّر على تشكيله، فسيتبيَّن لنا من خلال استعراض تاريخ الكتاب المقدَّس أن الاضطهاد الديني، واختلاف البيئات والأديان التي وُجِّهت الدعوة إليهم، كانت سببًا في تشكيل مسار (الإنجيل)، ونُجمِل هذه المراحل في التالي:

الطور الأول: الإنجيل الذي نزل على سيدنا عيسى - عليه السلام - وسلَّمه للتلاميذ، وأمرهم أن يُبشِّروا به، لكن قطعًا إنجيل عيسى ليس هو هذا الإنجيل الموجود اليوم؛ إذ هو منسوب لأصحابه، وقد كُتِبت بعد رفْعه عن تاريخه وأحداث حياته إلى رفْعه، وقد ورد ذِكر هذا الإنجيل في عدد من النصوص في الأناجيل الأربعة، منها:

• متى 26: 13: "الحقُّ أقول لكم حيثما يَكرِز بهذا الإنجيل في كل العالم، يُخبِر أيضًا بما فعلته هذه تذكارًا لها".

 

• مرقص 1: 14، 15: "وبعدما أسلَم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يَكرِز ببشارة ملكوت الله، ويقول: قد كمل الزمان، واقترب ملكوتُ الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل".

 

إذًا إنجيل المسيح قد ضاع بسبب ما ذكرناه من الاضطهاد والتعذيب، ثم التبديل والتحريف، وقد اعترف بذلك أئمةُ وعلماء النصرانية، فقد نقل المُحقِّق (نورتن) عن (إكهارن) قوله: "إنه كان في ابتداء النصرانية في بيان أحوال المسيح رسالة مُختَصرة، يجوز أن يقال: إنها الإنجيل الأصلي"[15].

 

أين هذا الإنجيل الآن؟ غير موجود ولا يعترفون أنه كان موجودًا أصلاً.

 

الطور الثاني: واستمرَّ لنصف قرن تقريبًا نقل الحوادث الهامَّة في حياة المسيح شفهيًّا، ويمكن الظن أن بعض أتباع المسيح دوَّنوا بعض أقواله التي يَرونها مهمَّة، وإن لم يَصِل لنا من ذلك شيء، كذلك بعض المعلِّمين دوَّنوا بعض ما يرونه مهمًّا للتعليم[16]، لكن النقل كان يغلِب عليه الشفهيَّة في هذه المرحلة المُبكِّرة بعد وفاة المسيح - بحسب اعتقادهم.

 

وهنا نلاحظ بجلاء تحوُّل الإنجيل (الكتاب المقدس) من كتابٍ إلهي مُنزَّل من عند الله، مُرشِد للعباد وهادٍ للقلوب، إلى سيرة شخص واحد وقَصص حياته وأقواله وقليل من تعاليمه، ونُسِب كلُّ هذا إلى الوحي - بلا دليل ولا برهان.

 

الطور الثالث: يبدأ في النصف الثاني من القرن الأول الميلادي، وهو عهد كتابة الأناجيل المُبتدَعة، واستمرَّ هذا الطور ما يَزيد على ثلاثة قرون، حيث تمَّ تدوين هذه الأخبار التي كانت تُنقَل شفهيًّا في شكل سيرة لأقوال وقَصص المسيح[17]، فظهرت البِشارات الأربع الأولى، أو أناجيل: (متى، ومرقص، ولوقا، ويوحنا)، وظهر غيرها الكثير جدًّا من البِشارات التي ستُغربَل بعد ذلك، ويتم الاختيار منها في سنوات وأماكن مُتفاوِتة، فلم يجتمعوا عليها، بل كلٌّ يكتب ما وصله وما علِمه، وكُتِبَت لتُناسِب أشخاصًا معيَّنين لهم ديانات ومعتقدات متباينة، فكان واجبًا على كَتَبَةِ هذه الأناجيل مراعاةُ هذه العقول، فقد كتب (متى) إنجيله لليهود خاصة[18]، أما البِشارة الرابعة، فقد كُتِبت للعالَم اليوناني؛ فكان واجبًا أن تُناسِب عقولهم المثقَّفة[19].

 

ولنا أن نعرف أن أقدم بشارة (إنجيل) ترجع إلى سنة 65 م؛ أي: بعد خمس وثلاثين سنة من موت المسيح[20].

 

الطور الرابع: اختيار المجامع الكنسيَّة للبِشارات التي تراها قانونيَّة وصحيحة ونبْذ غيرها، وقد استغرقت هذه العملية قرونًا عدة، وخلافات شديدة، فنجد (مجمع قرطاجنة) سنة 397م هو أول مَجمع صدَّق على المجموعة الكاملة لأسفار العهد الجديد، أما مجمع الكنائس الشرقية، فلم يُصدِّق على هذه الأسفار إلا بعد ذلك بثلاثة قرون في سنة 692م[21]، ويزعُم البعض أن المجامع الكنسية قَبِلت البشائر الأربعة بالإجماع، واختلفت فيما عدا ذلك، وقد استمرَّ هذا الاختلاف لثلاثة قرون كاملة من القرن الثاني إلى القرن الخامس الميلادي[22].

 

بعد هذه الأطوار كيف تمَّ جمع الأناجيل؟

اعتمد النصارى في جمْعهم لكتابهم على ثلاثة مصادر، هي:

1- المخطوطات اليونانية.

2- الاقتباسات التي اقتبسها الآباء.

3- الترجمات المختلفة من اليونانيَّة[23].

 

من الأمور التي لا تُنكَر أن النسخ التي خرجت من أيدي المؤلفين الأوائل مفقودة، وأقدم نسخة وصلت إلينا من المخطوطات ترجع إلى النصف الأول من القرن الثاني، ولا تحوي إلا أعدادًا قليلة من إنجيل يوحنا[24]، وقد تمَّ اكتشاف مخطوطات كثيرة باللغة اليونانية، مع أن لغة المسيح هي الآرامية، وهذه المخطوطات بالآلاف، لكن المُعتمَد والمشهور منها هو:

1- السينائية:

اكتُشِفت عام 1844م بدير سانت كاترين بسيناء، ثم نُشِرت عام 1862م، وتعود إلى النصف الثاني من القرن الرابع، وتحوي هذه المخطوطة كلَّ العهد الجديد[25].

 

2- الإسكندرية:

وجدت في أبروشية الإسكندرية، وأهداها البطريرك (كيرلس) إلى أحد ملوك إنجلترا سنة 1627م، وتحوي العهدَ الجديد إلا بعض أجزاء من (متى)، ويرجع تاريخُها إلى النصف الأول من القرن الخامس الميلادي[26].

 

3- الفاتيكانية:

سمِّيت بذلك؛ لأنها موجودة في المكتبةِ الفاتيكانيَّة من قبل عام 1475م، ويرجع تاريخُ كتابتها إلى أواسط القرن الرابع[27].

 

4- الإفرايمية:

يرجع تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي، وهي موجودة في المكتبة الوطنية بباريس[28].

 

5- البيزية:

سمِّيت باسم مَن وجدها وهو (تيودور بيزا)، الذي أهداها إلى مكتبة جامعة كمبردج، وهي مكتوبة باللغة اليونانية واللاتينية، اليوناني على الصفحة اليسرى واللاتيني في اليمني[29].

 

هذه المخطوطات كُتِبت باللغة اليونانية، وهناك ترجمات بلغات أخرى، أشهرها اللغة اللاتينية وغيرها، لكن كل هذه لغات ميِّتة لم يتكلَّم بها أحد، فكيف وصل الإنجيل إلينا نحن العرب؟

• في أوائل القرن السابع عشر أمر المَلِك (جيمس) عام 1611م بتأليف لجنة من سبعين شخصًا لمراجعة الكتاب المقدَّس بعهدَيه القديم والجديد، فأصدرت النسخة المعروفة باسمه نسخة الملك جيمس، ثم تَمَّ تنقيح هذه النسخة وتصحيح ما بها من أخطاء سنة 1901م، وسُمِّيت بالنسخة القياسيَّة المُراجَعة، وهي المتداولة حاليًّا، وما زالت التعديلات والتحسينات مستمرَّة؛ بسبب أن الأصل مفقود[30].

 

ثم تبنَّت السلطات الدينية في البلاد العربية ترجمة الكتاب المقدس والتعليق عليه بما يتناسِب مع مُعتقَداتهم ومذاهبهم[31]، وأهم هذه الطبعات:

1- الكتاب المقدَّس للكاثوليك: طبعة دار المشرق بيروت 1983.

2- الكتاب المقدس للبروتستانت: طبعة دار الكتاب المقدَّس في الشرق الأوسط 1983.

3- العهد الجديد للكاثوليك: طبعة دار المشرق بيروت 1985.

4- العهد الجديد للمطبعة الكاثوليكية: بيروت 1969.

 

بعد هذه الأطوار أين الإنجيل الأصلي الذي أنزله الله على عيسى - عليه السلام؟

نقول: النصارى ظلوا ثلاثة قرونٍ مضطهَدِين:

نعتقد أن هذا الإنجيل اتَّخذ سبيلَه إلى الضياع والفِقدان؛ بسبب الاضطهادات التي تَعرَّض لها النصارى بعد رفع المسيح - عليه السلام - والتي دامت أكثر من ثلاثة قرون متواصلة[32].

 

وبسبب هذه الاضطهادات المستمرة المُنظَّمة كان انتقال النصرانيَّة من تلامذة المسيح لغيرهم أمرًا تَحوطه كثير من العواقب، مع قلة عددهم وكثرة المناوئين لهم؛ لذا رأينا أقدم مكونات العهد الجديد هي - في رأي بعض الشراح - رسالة بولس إلى تسالونيكي على أرجح الأقوال، كتَبها من كورنثوس حوالي سنة 50 بعد الميلاد؛ أي بعد الصلب بعشرين سنة، ويقول آخرون: إن الرسالة إلى غلاطية هي أقدم هذه الوثائق، أما أقدم بشائر الإنجيل، فهي بِشارة مرقس، كُتِبت في رومية حوالي سنة 65 بعد الميلاد؛ أي: بعد أكثر من ثلاثين سنة من تاريخ الحوادث التي دوَّنتها[33].

 

وواضح تأخُّرُ كتابة الإنجيل عن موت عيسى - عليه السلام - ما بين عشرين أو ثلاثين عامًا، هذا في أقدم الوثائق، هذا غير ما كُتب بعد ذلك.

 

فكيف يمكن أن يؤدي شخص نصًّا صحيحًا بعد عشرين عامًا على الأقل؟

• يُجيبنا (متى) على هذا السؤال، وهو جواب يُدخِلنا في إشكاليَّة الوحي عند النصارى، فيقول:

"لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلَّمون به؛ لأن لستم أنتم المتكلمين، بل رُوح أبيكم الذي يتكلَّم فيكم"؛ (10- 16 - 20).

 

إلحاح النصارى على أن هذه الأناجيل بوحي من الروح القدس لمؤلِّفيها:

فهذه الأناجيل في سندها -كما يعتقد النصارى - ذات مَيزة قلَّ أن توجد في كتاب مقدَّس آخر؛ وذلك لأن كتبتها رُسلٌ ملهَمون يوحى إليهم، فما كتبوا شيئًا في هذه الأناجيل إلا بوحي من الله، فيجزم أحدهم بأنها إلهام من الروح القدس: "إن هذه البشائر المكتوبة بإلهام من الرُّوح القدس"[34].

 

الفصل الثالث

التعريف بكَتَبة العهد الجديد:

• كَتَبَة الإنجيل هم:

"متى" و"مرقس" و"لوقا" و"يوحنا"؛ أصحاب الأناجيل الأربعة، و"بولس"، و"بطرس" و"يعقوب" و"يهوذا".

 

وسنتعرَّف بعد ذلك على لغة كلٍّ منهم، لكن ما هي لغة المسيح - عليه السلام؟

• يُورِد الدكتور (جمال الدين الشرقاوي) أدلةً دامغةً على أن لغة أهل فلسطين، وبالتالي لغة المسيح ولغة الإنجيل، هي الآرامية، وليست العبريَّة ولا اليونانية، ثم يقول بعد سرْد الأدلة الواضحة: "مما سبق يتبيَّن لنا بوضوح شديد أنَّ لغة الأصل التي تكلَّم بها المسيح - عليه السلام - وتلاميذه هي اللغة الآرامية، ولا يوجد في أي مكان من أسفار العهد الجديد عبارة تفيد أو تقول بأن المسيح - عليه السلام - أو أي من تلامذته قد تكلَّموا أو كتبوا باليونانية، بل العكس هو الصحيح، وسوف أَذكُر أمثلةً من داخل نصوص أسفار العهد الجديد في كتابي هذا تدل على ما قلناه"[35].

 

هذا عن لغة المسيح، فماذا عن لغة كُتَّابِ الأناجيل؟

لغة إنجيل متى وجميع الأناجيل:

"تؤكِّد دائرة المعارف البريطانية أن جميع كتب العهد الجديد كُتِبت باللغة اليونانية، ما عدا إنجيل متى والرسالة العبرانية، حيث كتِبا باللغة العبرانية" (ص: 48)، ونحن الآن أمام رأيين: رأي يؤكِّد أن (متى) كتب إنجيله باللغة العبرية، وهذا يؤكِّده جَمْع كبير، ورأي يغلب كتابة هذا الإنجيل باللغة اليونانية، والتأكيد مُقدَّم على التغليب، والجمع الكثير مُقدَّم على الآحاد، وعلى ذلك فالرأي الراجح عندي - وليس المؤكَّد - أن إنجيل (متى) كتب باللغة العبرية ثم تُرجِم إلى اليونانية.

 

الفاتيكان يدَّعي والرُّسل يُكذِّبونه:

نقلاً عن وثيقة مجمع الفاتيكان الثاني 1962- 1965، يقول عن كُتَّاب الأناجيل الأربعة: فقد نقلوا إلينا، وبتأثير من الوحي الإلهي للرُّوح كتاباتٍ هي أساس الإيمان، ونعني الإنجيل المربع حسب (متى ومرقس ولوقا ويوحنا)، إن كنيستَنا الأم المقدَّسة قالت وتقول بحزم وثبات دائمَين: إن هذه الأناجيل الأربعة، التي تؤكِّد أصلها الرسولي دون أي ترجيج، تنقُل بشكل أمين فعلاً أقوال وأفعال المسيح طيلة حياتِه بين البشر لخلاصهم الأبدي وإلى أن رُفِع إلى السماء".

 

وحينما نُطالِع الأناجيل لا نجد واحدًا من كَتَبتِها ادَّعى أنه كتب إنجيله بإلهام من الله، بل نجد (لوقا) في مقدمة إنجيله يَعترِف بكل صراحة أنه تلقَّى ما كتب عن شهود العيان من تلاميذ المسيح، وأنه بتأليفه الإنجيل قد نحا نحو كثيرين قبله ممن ألَّفوا أناجيل، ولم يدَّع (لوقا) أنه مُلهَم أبدًا[36]، جاء في مقدمة لوقا: "إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقَّنة عندنا كما سلَّمها إلينا الذين كانوا منذ البَدء معاينين وخدامًا للكلمة، رأيت أنا أيضًا، إذ قد تتبَّعت كلَّ شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفليس؛ لتعرف صحَّةَ الكلام الذي علِمت به"؛ (لوقا1: 1- 4).

 

التعريف بكَتَبَة العهد الجديد:

الأول: متى:

• من هو متى؟

تزعُم بعض المصادر النصرانية أن (متى) هو تلميذ المسيح، فنجد في كتاب (مُرشِد الطالبين) يقول: "لكنه بنعمة الله تركها - أي: عمله عشارًا - حبًّا بالمسيح، وقَبِل دعوتَه وصار تابعًا أمينًا له، وشاهدًا لمعجزاتهِ من جملةِ تلاميذه الاثني عشر"[37].

 

فلماذا يتحدَّث عن نفسه بصيغة الغائب فيقول (9: 9): "وفيما يسوع مجتاز هناك رأى إنسانًا عند مكان الجباية اسمه (متى)، فقال له: اتبعني، فقام وتَبِعه"، ولو كان (متى) هو نفسه التلميذ لقال: "رآني"، "قال لي"، "تَبِعته".

 

ينقُل الدكتور صابر طعيمة[38] عن موريس بوكاي في كتاب دراسة الكتبِ المقدَّسة قوله (ص: 80): "إنه لم يَعُد مقبولاً اليوم القول أنه (متى) أحد حواري المسيح"، كذلك مما يؤيِّد عدم نسبة هذا الإنجيل إلى (متى) أن أكثر الشراح والمُحقِّقين يرون أن الإنجيل كُتِب بعد عام 70م، وهي السنة التي مات فيها (متى) الحواري.

 

ولِما سبق؛ فإن كثيرًا من علماء النصارى يُنكِرون نسبة (إنجيل متى) إلى تلميذ (المسيح)، ويؤيِّدون القولَ بجهالةِ كاتبه، ومن هؤلاء: القديس "وليمس"، والأب "ديدون"، والبروفيسور "هارنج"، والقس "فهيم عزيز"، ومُفسِّر "إنجيل متى" جون فنتون"[39].

 

"نلاحظ أن التخمين والظنَّ هي الصفاتُ الطاغية على كتابات اللاهوتيين النصارى حول شخصيَّة (متى)، وقد ورد ذِكْر متى في إنجيل متى مرتين، (وفيما يسوع مجتاز من هناك رأى إنسانًا جالسًا عند مكان الجبانة اسمه متى، فقال له: اتبعني، فقام وتَبِعه)، يرى مُفسِّر الإنجيل ((JC.Fenton في كتابه: "إن ربْط مؤلف هذا الإنجيل شخصيته بهذا التلميذ هي بالتأكيد محض خيال"، وهذا دليل على أن (متى) صاحب الإنجيل ليس هو (متى العشار) المذكور في الإنجيل؛ إذ لو كان هو لتكلَّم بصيغة المُتكلِّم[40].

 

والخلاصة:

كما يقول (الشيخ محمد أبو زهرة) - رحمه الله - عن (إنجيل متى):

"مجهول الكاتب، ومُختلف في تاريخ كتابته، ولغة الكتابة، ومكانها، وتحديد مَن كتب له هذا الإنجيل، ثم شخصيَّة المُترجِم وحاله من صلاح أو غيره وعِلمٍ بالدين، واللغتين التي تَرجَم عنها والتي تَرجَم إليها، كل هذا يؤدي إلى فِقدان حلقات في البحث العلمي".

 

ما هي لغة إنجيل (متى)؟

• وقد كتب (متى) إنجيله باللغة العبرية، ثم تُرجِم إلى اليونانية، لكن لم يُعرَف المترجم، ويَذكُر ابن البطريق أن صاحب الترجمة هو يوحنا صاحب الإنجيل لكن لم يؤيِّده أحد من المؤرخين في ذلك"[41].

 

متى كتب (متى) إنجيله؟

• يَذكُر الشيخ محمد أبو زهرة نقلاً عن هورن أن هذا الإنجيل كُتِب في سنة 61 أو 62 أو 63 أو 64 من الميلاد، أما فنتون فيرى أنه كُتِب في الفترة من 80 إلى 105 ميلادية، وأن خلاف الدارسين النصارى حول المكان الذي ألِّف فيه هذا الإنجيل ليس بأقل من خلافهم حول شخصيَّة متى نفسه أو السنة التي حَرَّر فيها إنجيله[42].

 

وفاته:

مات في بلاد (كوش) بطعنة رمحٍ سنة 62م[43].

 

ملاحظات على إنجيل (متى):

هل كان حقًّا (متى) يهوديًّا؟ وهل وجَّه إنجيله لليهود؟

1- ومنها أنهم يُقِرون بأن (متى) قد كتب إنجيله أصلاً لليهود؛ لذلك كان حرصه فيه على الحِفاظ على الناموس، ومراعاة شعائر اليهود وعوائدهم، وانفرد لذلك بحكاية قول المسيح[44]: "لا تظنوا أني جئتُ لأنقُض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأُكمِل"؛ (متى 17: 5س).

 

2- يتَّفِق الدكتور جرانت مع موريس بوكاي ويقطع بأن: "مؤلِّف إنجيل (متى) يهودي ولا شك"[45].

 

الثاني: مرقص (مرقس):

ويسمَّى بالعبرانية يوحنا، وهو ابن امرأة تقيَّة من (أورشليم)، قيل: إنه آمن بواسطة (بطرس)، وكان مرافقًا (لبولس) و(برنابا) في سفرهما الأول للتبشير[46]، لا أحد يَملِك حجَّة أو وثيقة تُعرِّفنا بشخص مرقص، وينقُل (أبو زهرة) أنه يهوديٌّ اتبع المسيح، وكان المسيح يأكل في بيته[47]، وينقُل الدكتور موريس بوكاي عن (أ. كولمان) وهو باحث لاهوتي قوله: "إن هناك كثيرًا من تراكيب الجمل في هذا الإنجيل تدعم الفرض القائل بأن مؤلِّف هذا الإنجيل يهودي الأصل".

 

وقد كتب أ. كولمان في كتابه فيما ينقُل عنه بوكاي: أنه لا يعتبر (مرقص) تلميذًا للمسيح[48]، ونقل (تيني) أن مرقص مجهول العين؛ فميلاده وتاريخه وسبب كتابته لإنجيله فيها اضطراب شديد لا ينضبِط[49].

 

متى وبأي لغةٍ كتب مرقص إنجيله؟

إنجيل (مرقص) كُتِب على أكثر تقدير بين عام 65م، 70م حسب الترجمة المسكونية، وفي 70م حسب أ. كولمان، وقد كتَب إنجيله باللغة اليونانية، ولم يُخالِف أحدٌ في ذلك[50].

 

وفاته:

قُتِل في الإسكندرية، فقد قيل: إن بطرس أرسله لمصر للتبشير بها، فهاج عليه الوثنيون في الإسكندرية حتى قتلوه[51].

 

الثالث: لوقا:

كان يهوديًّا وصديقًا لبولس، ورافَقه في أسفاره الكثيرة[52]، أما (تيني) و(جورج كيميل) فيريان أن الأخبار الواردة عنه كلها مبنيَّة على الظن، ولا يوجد أدلَّة ثابتة، كذلك لم يَثبُت تاريخيًّا أنه لقي المسيح، وإن كان قد قابل بولس وجاب معه البلاد[53].

 

متى كتب إنجيله وبأي لغةٍ؟

كتَبه في نحو عام (63م)، وقيل في (64م)[54]، وكتبه باللغة اليونانية[55].

 

وفاته ولغة إنجيله:

قيل: إنه قُتِل في عهد نيرون المَلِك الروماني[56].

 

الرابع: يوحنا:

وُلِد في مدينة الجليل، وهو من حواري المسيح، وكان المسيح يحبه حبًّا جمًّا، حتى إنه أوصاه بأمه وهو على الصليب، وكان محبوبًا عاش إلى سنة 100م[57]، لقد كان يوحنا مسيحيًّا، وبجانب ذلك فإنه هللينيا... وقد كتب إنجيله في أنطاكية أو روما أو الإسكندرية أو أفسس، فهذه مراكز عالمية للدعاية العقائدية في القرنين الأول والثاني[58].

 

كتب بالإضافة إلى إنجيله سفرَ الرؤيا والرسائل الثلاث باسمه، وقد أورد (كيميل) الخلاف في شخصيَّة يوحنا، هل هو الحواري أم هو شخص انتحَل شخصيَّتَه وكتب الإنجيل تحت اسمه؟ وقد أدخل أفكارًا غريبةً على النصرانية، مما يدل على أنه غير مُهتم بأقوال

 

المسيح، حتى قال بعض العلماء: إنه اعتمد على الفلسفة اليونانيَّة كثيرًا[59]؛ لذلك فإن له شأنًا خطيرًا على النصرانية، فقد ورد في إنجيله ذِكْر صريح لألوهية المسيح؛ لذلك شكَّك بعض المُحقِّقين أن يكون هو تلميذ المسيح، وجاء ذلك صريحًا في دائرة المعارف البريطانية ما نصُّه: "أما إنجيل يوحنا، فإنه لا مِرية ولا شك كتابٌ مزورٌ، أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضهما لبعض، وهما القديسان (يوحنا) و(متى)، وقد ادَّعى هذا الكاتب المزوِّر في متن الكتاب أنه هو الحواري الذي يحبه المسيح، فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاتها، وجزمت بأن الكاتب هو يوحنا الحواري"[60].

 

تاريخ وسبب تدوين:

كالعادة اختلف المؤرِّخون في تاريخ تدوين هذا الإنجيل بين عامي: 68 و97 على أقوال عدَّة، لكن الذي ينبغي التوقُّف عنده هو سبب تأليف هذا الإنجيل، فقد أسلفنا أن هذا السفر يحوي تصريحًا بألوهية المسيح، وهذا أمر غاية في الخطورة، ولم يكن موجودًا قبل؛ لذا يجب أن نعرف أن سبب تأليف يوحنا لإنجيله هو "الرد على مَن يقولون: إن عيسى مجرد إنسان، وأنه لم يكن قبل أمه شيئًا، وذلك بطلب من أساقفة آسيا"[61].

 

ويمكن أن نَستنبِط من ذلك: "أن إنجيل يوحنا كُتِبَ لإثبات ألوهية المسيح، إذًا فالأناجيل الثلاثة الأولى، ليس فيها ما يدلُّ على ألوهية المسيح، أو هي كانت كذلك قبل تدوين الإنجيل الرابع على الأقل، وهنا حقيقة، وهي أن النصارى مكثت قرنًا من الزمان ليس فيها نصٌّ على ألوهية المسيح، وأيضًا أن اعتقاد ألوهية عيسى سابق على وجود نص بذلك"[62].

 

الخامس: بولس:

أصله يهودي[63]، وكان يضطهد المسيح، واسمه بالعبرانية (شاول)، ولم يكن يهوديًّا عاديًّا؛ بل أرسله أبوه إلى أورشليم ليتعلَّم السنة اليهودية من (غمالائيل)، الذي كان أفضل الحكماء في أمته، وكان بارعًا في عِلمه، وقد اتجهت براعته إلى إثبات التقليدات اليهودية وخراب كنيسة المسيح والقضاء على دينه[64].

 

ويُمكِن أن نلاحظ نشاطه في بثِّ دعوته من خلال عدد الرسائل التي أرسلها للجهات المختلفة، كذلك الأسفار التي قام بها للتبشير بكلمة الرب.

 

قصة تَنصُّر بولس:

ليس من الغريب أن يتحوَّل قلب من الكفر إلى الإيمان، لكن من غير المتوقع أن يتحوَّل رجل من الكفر والعداء والتنكيل بأهل دين معيَّن، ثم يؤمن ويُصبِح رسولاً مُلهمًا يوحى إليه؛ أي: إنه لم يأخذ إنجيله عن بشر؛ إنما عن طريق الوحي والإلهام مباشرة[65]، يحكي قصة تنصيره فيقول[66]:

• حدث لي وأنا ذاهب ومُتقرِّب إلى دمشق أنه نحو نصف النهار، بغتة أبرق حولي من السماء نور عظيم، فسقطتُ على الأرض وسمِعتُ صوتًا قائلاً لي: شاول.. شاول، لماذا تضطهدني؟

فأجبتُ: مَن أنت يا سيد؟

 

قال لي: أنا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده.

والذين كانوا معي نظروا النور وارتعبوا، ولكنهم لم يسمعوا صوت الذي كلَّمني.

 

فقلت: ماذا أفعل يا رب؟

فقال لي الرب: قم واذهب إلى دمشق، وهناك يقال لك عن جميع ما رُتِّب لك أن تفعل.

 

بولس هو صاحب النظريَّة التي أفسدت النصرانية:

فهو الذي تبنَّى فِكرة سفْكِ دم المسيح كفارةً للبشر عن خطاياهم، وروَّج لذلك في رسائله، تلك الرسائل التي لم تُكتب إلا بعد رفع المسيح بخمسة عشر عامًا، وفكرة الصلب هي التي عاش لها وكرَّس لها حياته، وجعل النصرانية كلها تدور حول هذه الفكرة؛ "لأني لم أَعزِم أن أعرف شيئًا بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا"؛ (رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 2:2).

 

وفاته:

قُتِل في عصر (نيرون) سنة 62م، وقد ترك أربع عشرة رسالة في الإنجيل[67].

 

السادس: يعقوب:

قُتِل في سنة 62م، وله رسالة باسمه.

 

السابع: بطرس:

وُلِد في صيدا، وهو من تلاميذ المسيح، وكان من أثبت الناس إيمانًا، إلا أنه أهوج وجحَد الرب، لكنه عاد وتاب[68].

 

وفاته:

قُتِل مصلوبًا مُنكَّس الرأس سنة 66م، وله رسالتان باسمه[69].

 

الثامن: يهوذا:

بشَّر بالنصرانية في السامرة والجليل وبلاد العرب وسورية وفارس والعراق، وكانت له معجزات، وله رسالة مختصرة باسمه[70].

 

النتائج:

بعد التعرف على العهد الجديد في هذه العجالة: من استعراضٍ لتاريخ الكتاب المقدس وتاريخ الديانة النصرانية، وكذلك أخبار ومعلومات عن كُتَّاب الإنجيل، يمكننا استنتاج التالي:

1- هذا العهد الجديد ليس من تأليف أو إملاء أو كتابة المسيح عيسى - عليه السلام - وهم أنفسهم لا يُمارُون في ذلك.

 

2- أن قواعد نقْد النص تقطع بأن هذه النصوص التي بين أيدينا، والتي ترجع إلى القرن الرابع والخامس الميلادي؛ أي: بعد رفْع المسيح بأكثر من أربعة قرون - لا يمكن أن تكون سلِمتْ من يد التحريف والتبديل، خاصة وأن لغة المسيح هي الآرامية، وليس عندنا مخطوطات باللغة الآرامية.

 

3- أن معظم مؤلفي أسفار العهد الجديد مشكوكٌ في تاريخهم وأشخاصهم وأعيانهم، وكذلك حبهم أو عدائهم للمسيحية، وهذا أمر لا يقبله عاقل على دينه أن يكون مرجعُه الأساس أناسًا مجهولي العين.

 

ثم ختامًا أحب أن أضع مقارنة بين القرآن والإنجيل؛ ليتَّضِح ما ذهبنا إليه في النتائج:

أولاً- القرآن الكريم:

1- كلٌّ مُتكامِل، مترابطة أجزاؤه، ليس فيه تَناقُض.

 

2- كُتِبَ في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم.

 

3- حفَظَتُه وكُتُّابُه هم أصحابُ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم.

 

4- نُقِل من جيل إلى جيل عن طريق التواتر والحفظ والإسماع.

 

5- مخطوطاته الأولى محفوظةٌ إلى الآن بحالة جيدة، وهي المخطوطات الأولى التي كُتِبَت في عصره وبأيدي أصحابه -صلى الله عليه وسلم- وعلى مشهد منهم وبشهود عدول، وبعد مقابلة على النسخ الموجودة.

 

6- نزَل وقُرِئ وحُفِظ واستمرَّ بلغة واحدة، وهذه اللغة معروفة مُنتشِرة إلى الآن.

 

أما الإنجيل أو العهد الجديد:

1- فهو أجزاء مُتفرِّقة، منسوب لأكثر من شخص في أزمانٍ وأماكنَ متفرقةٍ.

 

2- لم يُكتب إلا بعد رفع سيدنا عيسى بنصف قرن على الأقل.

 

3- كُتَّابه بعضهم لم يُعاصِر ولم يرَ عيسى - عليه السلام - أصلاً، وكتبوه بشكل مُنفرِد بلا مقابلة أو مراجعة أو إجماع عليه من معاصري الإنجيلي الذي كتبه.

 

4- أقدم مخطوطاته تَعود للقرن الرابع الميلادي، وهذا فارق زمني كبير جدًّا.

 

5- لغة سيدنا عيسى هي الآرامية، أما المخطوطات التي بين أيدينا، فباللغة اليونانية.

 

والحمد لله الذي هدانا للإسلام دينًا، وجعلنا من أتباع النبي محمد رسولاً.

 

اللهم اهدِ الضالين إلى صراطك المستقيم وأَبِن لهم طريق الهدى!

 

أولاً: المراجع إسلامية المصدر:

• أبو زهرة (محمد) - محاضرات في النصرانية، دار الفكر العربي، القاهرة، الطبعة الثالثة، 1966م.

 

• أحمد عبدالوهاب، طائفة الموحِّدين من المسيحيين عبر القرون، مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة الأولى، 1400 -1980م.

 

• ألارو (عبدالرازق عبدالمجيد)، مصادر النصرانية (دراسة عقديَّة)، دار التوحيد للنشر، الرياض، الطبعة الأولى 2007م،1428 هـ.

 

• السعدي (طارق خليل)، مقارنة الأديان دراسة في عقائد ومصادر الأديان السماوية، دار العلوم العربية، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1425هـ.

 

• المدخل إلى العهد الجديد، دار الثقافة المسيحية، دار الجيل، بدون اسم مؤلف1980.

 

• السقار (منقذ بن محمود)، هل العهد الجديد كلمة الله؟ مكة المكرمة 1423هـ.

 

• الزيات (عبدالفتاح حسين)، ماذا تعرف عن المسيحيَّة؟ - مركز الراية للنشر والإعلان -القاهرة - الطبعة الثالثة -2001 م.

 

• الشرقاوي (محمد عبدالله)، بحوث في مقارنة الأديان، دار الفكر العربي - القاهرة - الطبعة الثالثة 2010 م.

 

• العجماوي (صلاح)، نصرانية عيسى ومسيحية بولس - دار لواء الحمد للنشر - الإسكندرية - مصر - الطبعة الأولى، 1989م - 1409.

 

• جَسْتَنِيَّه (بسمة أحمد)، تحريف رسالة المسيح - عليه السلام - عبر التاريخ: أسبابه ونتائجه، دار القلم، دمشق، الطبعة الأولى 2000م.

 

• شتيوي (محمد شلبي)، الإنجيل دراسة وتحليل، مطبعة الفلاح، الكويت، الطبعة الأولى، 1404هـ.

 

• شرقاوي (جمال الدين)، يسوع النصراني الجنِّي، مسيح بولس، مكتبة النافذة، الجيزة، الطبعة الأولى 2006.

 

• صابر طعيمة، قراءة في الكتاب المقدس، مكتبة دار الزمان للنشر والتوزيع، المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1426هـ.

 

• طويلة (عبدالوهاب عبدالسلام)، الكتب المقدسة في ميزان التوثيق، دار السلام، القاهرة الطبعة الثانية 2002م، 1423هـ.

 

• عزية علي طه، منهجية جمع السنة والأناجيل دراسة مقارنة.

 

• محمد السعدي، دراسة في الأناجيل الأربعة والتوراة، دار الثقافة، قطر الطبعة الأولى، 1985-1405هـ.

 

ثانيًا: المصادر النصرانية:

• المدخل إلى العهد الجديد، دار الثقافة المسيحية، دار الجيل، 1980.

• حبيب سعيد، المدخل إلى الكتاب المقدس، دار التأليف والنشر للكنيسة الأسقفية بالقاهرة.

• مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين، طبع في بيروت سنة 1869م.

 

الفهرس

المقدمة

1

المدخل

2

المبحث الأول: التعريف بالإنجيل

4

المبحث الثاني: المسار التاريخي للإنجيل

8

المبحث الثالث: التعريف بِكَتَبَة العهد الجديد

14

النتائج

23

المراجع

25

الفهرس

26



[1] مرشد الطالبين، (ص: 216).

[2] مدخل للعهد الجديد (ص: 78).

[3] مدخل للعهد الجديد (77).

[4] مدخل للعهد الجديد (76).

[5] طويلة، عبدالوهاب عبدالسلام، الكتب المقدسة في ميزان التوثيق، دار السلام، القاهرة، الطبعة الثانية، 1423هـ، 107.

[6] مدخل للعهد الجديد (76).

[7] مرشد الطالبين (ص: 216).

[8] حبيب سعيد، المدخل إلى الكتاب المقدس، دار التأليف والنشر للكنيسة الأسقفية بالقاهرة، (ص: 213) بتصرف.

[9] المدخل إلى الكتاب المقدس (215).

[10] المدخل إلى الكتاب المقدس (223).

[11] المدخل إلى الكتاب المقدس (223، 224).

[12] هذه الرسالة الأخيرة يُشكِّك فيها بعض علماء اللاهوت، ولا يُقِرون بصحتها.

[13] انظر: الشرقاوي، محمد عبدالله، بحوث في مقارنة الأديان، دار الفكر العربي، القاهرة، الطبعة الثالثة 2010م، (ص:129، 134).

[14] الشرقاوي، محمد عبدالله، بحوث في مقارنة الأديان (134).

[15] طويلة، عبدالوهاب عبدالسلام، الكتب المقدسة في ميزان التوثيق، دار السلام، القاهرة، الطبعة الثانية 2002م، 1423هـ، (ص: 111،112) بتصرف.

[16] المدخل إلى الكتاب المقدس (216).

[17] المدخل إلى الكتاب المقدس (218).

[18] المدخل إلى الكتاب المقدس (219).

[19] المدخل إلى الكتاب المقدس (220).

[20] السابق (216).

[21] السابق (228).

[22] السابق (229).

[23] مدخل للعهد الجديد (118).

[24] مدخل للعهد الجديد (111، 112).

[25] السابق (119، 121) بتصرف.

[26] السابق (121).

[27] السابق (122).

[28] السابق (124).

[29] السابق (125).

[30] العجماوي صلاح، نصرانية عيسى ومسيحية بولس، دار لواء الحمد للنشر، الإسكندرية، مصر، الطبعة الأولى 1989م، 1409، (ص: 19، 20) بتصرف.

[31] السابق (21، 22) بتصرف.

[32] محمد السعدي، دراسة في الأناجيل الأربعة والتوراة، دار الثقافة، قطر، الطبعة الأولى، 1985، 1405هـ، (ص: 9).

[33] حبيب سعيد، المدخل إلى الكتاب المقدس، دار التأليف والنشر للكنيسة الأسقفية بالقاهرة، (ص:210).

[34] مرشد الطالبين (ص: 217).

[35] شرقاوي، جمال الدين، يسوع النصراني الجنِّي، مسيح بولس، مكتبة النافذة، الجيزة، الطبعة الأولى، 2006، (ص: 25، 26).

[36] محمد السعدي، دراسة في الأناجيل الأربعة والتوراة، دار الثقافة، قطر، الطبعة الأولى، 1985، 1405هـ، (ص: 27).

[37] مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين، طبع في بيروت سنة 1869م، (ص: 212).

[38] السابق، ص: 211.

[39] أحمد يحيي، أين إنجيل عيسى، بحث منشور على موقع صيد الفوائد بتاريخ 5 /2010، (ص: 4، 5).

[40] صابر طعيمة، قراءة في الكتاب المقدس، مكتبة دار الزمان للنشر والتوزيع، المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1426هـ، ص: 210.

[41] السابق، ص: 212، وقارن: أبو زهرة، محمد، محاضرات في النصرانية 1966م: 43.

[42] أبو زهرة، محمد، محاضرات في النصرانية، دار الفكر العربي، القاهرة، الطبعة الثالثة، 1966م، ص: 51، 52.

[43] مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين، طبع في بيروت سنة 1869م، ص:213.

[44] صابر طعيمة، قراءة في الكتاب المقدس، مرجع سابق، ص: 214.

[45] السابق، ص: 211

[46] مرشد الطالبين: 212.

[47] أبو زهرة، محمد، محاضرات في النصرانية، 46.

[48] صابر طعيمة، قراءة في الكتاب المقدس، مرجع سابق، ص: 243.

[49] عزية علي طه، منهجية جمع السنة والأناجيل دراسة مقارنة، ص: 459، 461 بتصرف.

[50] أبو زهرة، محمد، محاضرات في النصرانية، 46.

[51] مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين، طبع في بيروت سنة 1869م، ص: 213.

[52] مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين ص: 213، قارن: أبو زهرة ( محمد - محاضرات في النصرانية: 47.

[53] منهجية جمع السنة وجمع الأناجيل: 467، 469 بتصرف، قارن: أبو زهرة، محمد، محاضرات في النصرانية 48.

[54] مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين، ص: 213.

[55] أبو زهرة، محمد، محاضرات في النصرانية: 49.

[56] مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين، ص:214.

[57] مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين، ص: 214.

[58] السابق، 281 نقلاً عن: جورج كبرد 32، 33.

[59] منهجية جمع السنة والأناجيل: 470، 472 بتصرف.

[60] أبو زهرة، عبدالرحمن، محاضرات في النصرانية: 50.

[61] أبو زهرة، عبدالرحمن، محاضرات في النصرانية: 53.

[62] السابق: 53، 54 بتصرف.

[63] وهو يعترف بهذا في الإصحاح الثاني والعشرين من أعمال الرسل: "أنا رجل يهودي ولدت في طرسوس كليكة، لكن ربيت في هذه المدينة، أورشليم".

[64] مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين، ص:214 بتصرف، ولعله نجح في إفساد عقائدهم من حيث لا يدرون.

[65] الشرقاوي، محمد عبدالله، بحوث في مقارنة الأديان، دار الفكر العربي، القاهرة - الطبعة الثالثة 2010م، ص: 246.

[66] السابق: 264.

[67] مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين، ص: 215.

[68] مرشد الطالبين، ص: 215.

[69] مرشد الطالبين، ص: 216.

[70] مرشد الطالبين، ص: 216.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دعوى الإلهام والحجية في أسفار العهد الجديد
  • البشارة بالنبي عليه الصلاة والسلام في العهد الجديد ( الإنجيل )
  • إدخال فقرة التثليث زورا في أسفار العهد الجديد

مختارات من الشبكة

  • هيئة التعريف بالرسول عليه الصلاة والسلام تصدر موسوعة التعريف بنبي الرحمة باللغة الإنجليزية(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تعريف المجتهد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفهوم المفهوم والفرق بينه وبين المصطلح(مقالة - حضارة الكلمة)
  • لغة التعريف وتعريف اللغة (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مشروعات جديدة للتعريف بالرسول باللغة الإسبانية تتبناها هيئة التعريف بالرسول واتحاد الأئمة بأسبانيا(مقالة - ملفات خاصة)
  • الحرام: تعريفه وبعض مسائله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحكام المكروه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عقد التأمين في الفقه الإسلامي والقانون المقارن (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أصول الفقه الذي لا يسع الفقيه جهله (ملخص أول)(مقالة - الإصدارات والمسابقات)
  • التعريف بالخوارج وصفاتهم(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب