• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    كيفية مواجهة الشبهات الفكرية بالقرآن الكريم
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: الشائعات والغيبة والنميمة وخطرهم على
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    أيهما أسهل فتح المصحف أم فتح الهاتف؟ (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    فوائد من سورة الفاتحة جمعتها لك من كتب التفسير ...
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    حديث: كان الإيلاء الجاهلية السنة والسنتين
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    من عمل صالحا فلنفسه (خطبة) - باللغة النيبالية
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    قصة نجاة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    فقه السير إلى الله تعالى (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    اليوم الآخر أهوال وفوز وخسران أبديان (خطبة)
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    الوسطية ومجالاتها وتطبيقاتها (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    تفسير: (ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    السنة في حياة الأمة (2)
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الاستعاذة باعتبار المستعيذ والمستعاذ به
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    أعمال يسيرة وأجور عظيمة
    صلاح عامر قمصان
  •  
    إطعام الطعام يورثك النضرة والسرور
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    صحيح الأخبار المروية فيمن تنبأ ببعثه خير البرية ...
    عبدالله بن عبدالرحيم بن محمد الشامي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

حب الصحابة وفضلهم

عبدالعال سعد الشليّه

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/6/2013 ميلادي - 5/8/1434 هجري

الزيارات: 22656

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حب الصحابة وفضلهم


الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وصحبه أجمعين.

 

لقد أثنى الله - عز وجل - على صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مواضع عديدة من كتابه الكريم، وامتدحهم بأحسن الأوصاف وأكملها، وامتنَّ عليهم بالرِّضوان والتوبة، وأخبرهم بما أَعدَّ لهم من الأجر الكريم والثواب العظيم.

 

قال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].

 

قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتَّبعوهم بإحسان، فيا ويل من أبغضهم أو سبَّهم أو أبغض أو سبّ بعضهم! ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم، أعني الصدّيق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة - رضي الله تعالى عنه - فإن الطائفة المخذولة يُعادون أفضل الصحابة ويُبغِضونهم ويَسبُّونهم - عياذًا بالله من ذلك - وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة، وقلوبهم منكوسة، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبُّون مَن - رضي الله تعالى عنهم - وأما أهل السنة فإنهم يترضَّون عمن - رضي الله عنه - ويَسبون مَن سبَّه الله ورسوله، ويوالون مَن يوالي الله، ويُعادون مَن يعادي الله، وهم مُتَّبِعون لا مُبتدِعون ويقتدون ولا يبتدعون، ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون))[1] اهـ.

 

قال الإمام البخاري - رحمه الله -: ومَن صحِب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو رآه من المسلمين، فهو من أصحابه))[2].

 

قال ابن تيمية - رحمه الله -: "والصحبة اسم جنس يقع على مَن صحِب النبي - صلى الله عليه وسلم - قليلاً أو كثيرًا؛ لكن كل منهم له من الصحبة بقدر ذلك، فمَن صحِبه سنة أو شهرًا أو يومًا أو ساعة أو رآه مؤمنًا، فله من الصحبة بقدر ذلك"[3].

 

قال الشوكاني - رحمه الله -: "ويعرف كون الصحابي صحابيًّا بالتواتر والاستفاضة، وبكونه من المهاجرين أو من الأنصار، وبخبر صحابي آخر معلوم الصحبة"[4].

 

الأحاديث الواردة في فضائلهم:

• عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خير الناس قَرْني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تَسبِق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته))[5].

 

قال ابن حجر - رحمه الله -: "والمراد بقرن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث: الصحابة"[6].

 

• عن جابر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة))[7].

 

• قال النبي- صلى الله عليه وسلم - لعمر - رضي الله عنه -: "وما يُدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتُم فقد غفرتُ لكم؟!"[8].

 

قال العلامة خليل بن أحمد السهارنفوري - رحمه الله -:كأنه تعالى علِم مِنهم أنه لا يجيء منهم ما يُنافي المغفرة، فقال لهم: اعملوا ما شئتم، إظهارًا لكمال الرضا عنهم، وأنه لا يُتوقَّع منهم من الأعمال بحسب الأعم والأغلب إلا الخير، فهذه كِناية عن كمال الرضا وصلاح الحال، وتوفيقهم غالبًا للخير"[9].

 

عدالة الصحابة:

• قال تعالى في تعديلهم: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18].

 

• قال ابن كثير - رحمه الله - في قوله تعالى: ﴿ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ﴾ [الفتح: 18]؛ أي: من الصدق والوفاء والسمع والطاعة، ﴿ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ ﴾ [الفتح: 18]، وهي الطمأنينة[10]. هـ.

 

• وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: "والرضا من الله صفة قديمة، فلا يرضى إلا عن عبد علِم أنه يوافيه على موجبات الرضا، ومَن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبدًا"[11].

 

* قال أبو محمد بن حزم - رحمه الله -: فمن أخبرنا الله - عز وجل - أنه علم ما في قلوبهم ورضي عنهم وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقُّف في أمرهم ولا الشك فيهم البتَّة، ولقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة))[12].

 

* قال ابن كثير - رحمه الله -: "الصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة؛ لِما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السُّنة النبويَّة في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذَلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل والجزاء الجميل"[13]ا. هـ.

 

• قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: فإن القدح في خير القرون الذين صحِبوا الرسول قدْح في الرسول - عليه السلام - كما قال مالك وغيره من أئمة العلم هؤلاء طعنوا في أصحاب رسول الله، وإنما طعنوا في أصحابه ليقول القائل: رجل سوء كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلاً صالحًا لكان أصحابه صالحين"[14]ا. هـ.

 

ثناء العلماء على الصحابة:

• عن سعيد بن زيد - رضي الله عنه - قال لمشهدِ رجل منهم - أي الصحابة - مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغبرّ فيه وجهه خير من عملِ أحدكم عمره، ولو عمّرَ عُمر نوح[15].

 

• عن شعبة عن منصور بن عبدالرحمن: سمعت الشَّعبي يقول: أدركت خمسمائة أو أكثر من الصحابة، يقولون: علي وعثمان وطلحة والزبير في الجنة، قلت - أي الذهبي -: لأنهم من العشرة المشهود لهم بالجنة، ومن البدريِّين، ومن أهل بَيْعة الرّضوان، ومن السابقين الأولين، الذين أخبر تعالى أنه رضي عنهم ورضوا عنه، ولأن الأربعة قُتِلوا ورُزِقوا الشهادة، فنحن مُحبُّون لهم[16].

 

• قال الشافعي - رحمه الله -: "وقد أثنى الله - تبارك وتعالى - على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القرآن والتوراة والإنجيل وسبَق لهم على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفضل ما ليس لأحد بعدهم، فرحِمهم الله وهنأهم بما أتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين، أدوا إلينا سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشاهَدوه والوحي ينزل عليه فعلِموا ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامًّا وخاصَّا وعزمًا وإرشادًا، وعرفوا من سنَّته ما عرفنا وجهِلنا، وهم فوقنا في كل عِلم واجتهاد وورع وعقل"[17].

 

• قال ابن القيم - رحمه الله -: "والمقصود أن أحدًا ممن بعدهم - أي الصحابة - لا يساويهم في رأيهم، وكيف يساويهم؟! وقد كان أحدهم يرى الرأي فينزل القرآن بموافقته"[18]!

 

• قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: "فمَن اتَّبع السابقين الأولين كان منهم وهم خير الناس بعد الأنبياء، فإن أمة محمد خير أمة أُخرِجت للناس وأولئك خير أمة محمد كما ثبت في الصِّحاح من غير وجه أن النبي قال: ((خير القرون القرن الذي بُعِثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم))، ولهذا كان معرفة أقوالهم في العِلم والدين وأعمالهم خيرًا وأنفع من معرفة أقوال المتأخِّرين وأعمالهم في جميع علوم الدين وأعماله؛ كالتفسير وأصول الدين وفروعه والزهد والعبادة والأخلاق والجهاد وغير ذلك، فإنهم أفضل ممن بعدهم كما دلَّ عليه الكتاب والسنة؛ فالاقتداء بهم خير من الاقتداء بمن بعدهم، ومعرفة إجماعهم ونزاعهم في العلم والدين خير وأنفع من معرفة ما يُذكَر من إجماع غيرهم ونزاعهم؛ وذلك أن إجماعهم لا يكون إلا معصومًا، وإذا تنازَعوا، فالحق لا يخرج عنهم"[19].

 

• قال العلامة ابن القيم - رحمه الله - في ميميَّته.

أولئكَ أتباعُ النبيِّ وحِزْبُهُ
ولولاهُمُ ما كان في الأرضِ مُسْلِمُ
ولوْلاهُمُ كادَتْ تَمِيدُ بأهْلِهَا
ولكنْ رَوَاسِيها وأوْتادُها هُمُ
ولوْلاهُمُ كانتْ ظلامًا بأهْلِها
وَلكنْ هُمُ فِيها بُدُورٌ وَأنْجُمُ
أولئكَ أصْحَابي فحَيَّهَلاً بهِمْ
وحَيَّهَلاً بالطيِّبينَ وأنعِمُ
لِكُلِّ امْرِئ منهم سَلامٌ يَخُصُّهُ
يُبلِّغه الأدنَى إليهِ وينعَمُ
ويَا لائِمِي فِي حُبِّهُمْ وَوَلائِهمْ
تأمَّلْ هَدَاكَ الله مَنْ هُوَ ألْوَمُ
بأيِّ دَلِيلٍ أمْ بأيَّةِ حُجةٍ
ترَى حُبَّهُمْ عَارًا عَليَّ وَتنقِمُ
ومَا العارُ إلا بُغْضُهُمْ وَاجْتِنابُهُمْ
وَحُبُّ عِدَاهُم ذاكَ عارٌ ومَأثمُ

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] تفسير ابن كثير (2: 398).

[2] البخاري (3: 5).

[3] مجموع الفتاوى (4: 464) الصارم المسلول (575).

[4] إرشاد الفحول (108).

[5] رواه البخاري (3651) ومسلم (2533).

[6] فتح الباري؛ لابن حجر (7: 8، ح3651).

[7] رواه مسلم (2496) وأبو داود (4: 213، ح4653) الترمذي (5: 652 ح3860).

[8] رواه مسلم (2494) وأبو داود (3: 47 ح2650).

[9] بذْل المجهود في حل أبي داود (18: 178).

[10] تفسير ابن كثير (4: 205).

[11] الصارم المسلول (572).

[12] الفِصَل في الملل والنحل (4: 148).

[13] الباعث الحثيث (176).

[14] مجموع الفتاوى (4: 429).

[15] رواه أبو داود (4: 212ح4650).

[16] السير (1: 62).

[17] إعلام الموقعين (1: 80).

[18] إعلام الموقعين (1: 81).

[19] جموع الفتاوى (13: 24).

حب الصحابة وفضلهم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وصحبه أجمعين.

لقد أثنى الله - عز وجل - على صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مواضع عديدة من كتابه الكريم، وامتدحهم بأحسن الأوصاف وأكملها، وامتنَّ عليهم بالرِّضوان والتوبة، وأخبرهم بما أَعدَّ لهم من الأجر الكريم والثواب العظيم.

قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100].

قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتَّبعوهم بإحسان، فيا ويل من أبغضهم أو سبَّهم أو أبغض أو سبّ بعضهم! ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم، أعني الصدّيق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة - رضي الله تعالى عنه - فإن الطائفة المخذولة يُعادون أفضل الصحابة ويُبغِضونهم ويَسبُّونهم - عياذًا بالله من ذلك - وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة، وقلوبهم منكوسة، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبُّون مَن - رضي الله تعالى عنهم - وأما أهل السنة فإنهم يترضَّون عمن - رضي الله عنه - ويَسبون مَن سبَّه الله ورسوله، ويوالون مَن يوالي الله، ويُعادون مَن يعادي الله، وهم مُتَّبِعون لا مُبتدِعون ويقتدون ولا يبتدعون، ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون))[1] اهـ.

قال الإمام البخاري - رحمه الله -: ومَن صحِب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو رآه من المسلمين، فهو من أصحابه))[2].

قال ابن تيمية - رحمه الله -: "والصحبة اسم جنس يقع على مَن صحِب النبي - صلى الله عليه وسلم - قليلاً أو كثيرًا؛ لكن كل منهم له من الصحبة بقدر ذلك، فمَن صحِبه سنة أو شهرًا أو يومًا أو ساعة أو رآه مؤمنًا، فله من الصحبة بقدر ذلك"[3].

قال الشوكاني - رحمه الله -: "ويعرف كون الصحابي صحابيًّا بالتواتر والاستفاضة، وبكونه من المهاجرين أو من الأنصار، وبخبر صحابي آخر معلوم الصحبة"[4].

الأحاديث الواردة في فضائلهم:

* عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خير الناس قَرْني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تَسبِق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته))[5].

قال ابن حجر - رحمه الله -: "والمراد بقرن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث: الصحابة"[6].

* عن جابر - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة))[7].

* قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر - رضي الله عنه -: "وما يُدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتُم فقد غفرتُ لكم؟!"[8].

قال العلامة خليل بن أحمد السهارنفوري - رحمه الله -: كأنه تعالى علِم مِنهم أنه لا يجيء منهم ما يُنافي المغفرة، فقال لهم: اعملوا ما شئتم، إظهارًا لكمال الرضا عنهم، وأنه لا يُتوقَّع منهم من الأعمال بحسب الأعم والأغلب إلا الخير، فهذه كِناية عن كمال الرضا وصلاح الحال، وتوفيقهم غالبًا للخير"[9].

عدالة الصحابة:

* قال تعالى في تعديلهم: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 18].

* قال ابن كثير - رحمه الله - في قوله تعالى: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ} [الفتح: 18]؛ أي: من الصدق والوفاء والسمع والطاعة، {فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ} [الفتح: 18]، وهي الطمأنينة[10]. هـ.

* وقال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: "والرضا من الله صفة قديمة، فلا يرضى إلا عن عبد علِم أنه يوافيه على موجبات الرضا، ومَن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبدًا"[11].

* قال أبو محمد بن حزم - رحمه الله -: فمن أخبرنا الله - عز وجل - أنه علم ما في قلوبهم ورضي عنهم وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقُّف في أمرهم ولا الشك فيهم البتَّة، ولقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة))[12].

* قال ابن كثير - رحمه الله -: "الصحابة كلهم عدول عند أهل السنة والجماعة؛ لِما أثنى الله عليهم في كتابه العزيز، وبما نطقت به السُّنة النبويَّة في المدح لهم في جميع أخلاقهم وأفعالهم، وما بذَلوه من الأموال والأرواح بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورغبة فيما عند الله من الثواب الجزيل والجزاء الجميل" [13]ا. هـ.

* قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: فإن القدح في خير القرون الذين صحِبوا الرسول قدْح في الرسول - عليه السلام - كما قال مالك وغيره من أئمة العلم هؤلاء طعنوا في أصحاب رسول الله، وإنما طعنوا في أصحابه ليقول القائل: رجل سوء كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلاً صالحًا لكان أصحابه صالحين" [14]ا. هـ.

ثناء العلماء على الصحابة:

* عن سعيد بن زيد - رضي الله عنه - قال لمشهدِ رجل منهم - أي الصحابة - مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغبرّ فيه وجهه خير من عملِ أحدكم عمره، ولو عمّرَ عُمر نوح[15].

* عن شعبة عن منصور بن عبدالرحمن: سمعت الشَّعبي يقول: أدركت خمسمائة أو أكثر من الصحابة، يقولون: علي وعثمان وطلحة والزبير في الجنة، قلت - أي الذهبي -: لأنهم من العشرة المشهود لهم بالجنة، ومن البدريِّين، ومن أهل بَيْعة الرّضوان، ومن السابقين الأولين، الذين أخبر تعالى أنه رضي عنهم ورضوا عنه، ولأن الأربعة قُتِلوا ورُزِقوا الشهادة، فنحن مُحبُّون لهم[16].

* قال الشافعي - رحمه الله -: "وقد أثنى الله - تبارك وتعالى - على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القرآن والتوراة والإنجيل وسبَق لهم على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفضل ما ليس لأحد بعدهم، فرحِمهم الله وهنأهم بما أتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين، أدوا إلينا سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشاهَدوه والوحي ينزل عليه فعلِموا ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامًّا وخاصَّا وعزمًا وإرشادًا، وعرفوا من سنَّته ما عرفنا وجهِلنا، وهم فوقنا في كل عِلم واجتهاد وورع وعقل"[17].

* قال ابن القيم - رحمه الله -: "والمقصود أن أحدًا ممن بعدهم - أي الصحابة - لا يساويهم في رأيهم، وكيف يساويهم؟! وقد كان أحدهم يرى الرأي فينزل القرآن بموافقته"[18]!

* قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله -: "فمَن اتَّبع السابقين الأولين كان منهم وهم خير الناس بعد الأنبياء، فإن أمة محمد خير أمة أُخرِجت للناس وأولئك خير أمة محمد كما ثبت في الصِّحاح من غير وجه أن النبي قال: ((خير القرون القرن الذي بُعِثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم))، ولهذا كان معرفة أقوالهم في العِلم والدين وأعمالهم خيرًا وأنفع من معرفة أقوال المتأخِّرين وأعمالهم في جميع علوم الدين وأعماله؛ كالتفسير وأصول الدين وفروعه والزهد والعبادة والأخلاق والجهاد وغير ذلك، فإنهم أفضل ممن بعدهم كما دلَّ عليه الكتاب والسنة؛ فالاقتداء بهم خير من الاقتداء بمن بعدهم، ومعرفة إجماعهم ونزاعهم في العلم والدين خير وأنفع من معرفة ما يُذكَر من إجماع غيرهم ونزاعهم؛ وذلك أن إجماعهم لا يكون إلا معصومًا، وإذا تنازَعوا، فالحق لا يخرج عنهم"[19].

* قال العلامة ابن القيم - رحمه الله - في ميميَّته.

أولئكَ أتباعُ النبيِّ وحِزْبُهُ = ولولاهُمُ ما كان في الأرضِ مُسْلِمُ

ولوْلاهُمُ كادَتْ تَمِيدُ بأهْلِهَا = ولكنْ رَوَاسِيها وأوْتادُها هُمُ

ولوْلاهُمُ كانتْ ظلامًا بأهْلِها = وَلكنْ هُمُ فِيها بُدُورٌ وَأنْجُمُ

أولئكَ أصْحَابي فحَيَّهَلاً بهِمْ = وحَيَّهَلاً بالطيِّبينَ وأنعِمُ

لِكُلِّ امْرِئ منهم سَلامٌ يَخُصُّهُ = يُبلِّغه الأدنَى إليهِ وينعَمُ

ويَا لائِمِي فِي حُبِّهُمْ وَوَلائِهمْ = تأمَّلْ هَدَاكَ الله مَنْ هُوَ ألْوَمُ

بأيِّ دَلِيلٍ أمْ بأيَّةِ حُجةٍ = ترَى حُبَّهُمْ عَارًا عَليَّ وَتنقِمُ

ومَا العارُ إلا بُغْضُهُمْ وَاجْتِنابُهُمْ = وَحُبُّ عِدَاهُم ذاكَ عارٌ ومَأثمُ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] تفسير ابن كثير (2: 398).

[2] البخاري (3: 5).

[3] مجموع الفتاوى (4: 464) الصارم المسلول (575).

[4] إرشاد الفحول (108).

[5]رواه البخاري (3651) ومسلم (2533).

[6] فتح الباري؛ لابن حجر (7: 8، ح3651).

[7] رواه مسلم (2496) وأبو داود (4: 213، ح4653) الترمذي (5: 652 ح3860).

[8] رواه مسلم (2494) وأبو داود (3: 47 ح2650).

[9] بذْل المجهود في حل أبي داود (18: 178).

[10] تفسير ابن كثير (4: 205).

[11] الصارم المسلول (572).

[12] الفِصَل في الملل والنحل (4: 148).

[13] الباعث الحثيث (176).

[14] مجموع الفتاوى (4: 429).

[15] رواه أبو داود (4: 212ح4650).

[16] السير (1: 62).

[17] إعلام الموقعين (1: 80).

[18] إعلام الموقعين (1: 81).

[19] جموع الفتاوى (13: 24).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • شين بلال لم تكن سيناً قط!!!
  • أخلاق النصر في جيل الصحابة رضي الله عنهم
  • الصحابة والقرآن
  • فضل الصحابة
  • حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
  • نماذج من سماحة الصحابة
  • مثل من اختلاف الصحابة
  • حرص صغار الصحابة رضي الله عنهم على الصلاة
  • معرفة الصحابة والتابعين
  • مجالس الصحابة
  • رسالة الصحابة وغايتهم
  • عدالة الصحابة وحكم سبهم رضي الله عنهم
  • خلاصة مذهب أهل السنة والجماعة في الصحابة
  • الوقيعة في الصحابة
  • حب الصحابة (1)

مختارات من الشبكة

  • "حب بحب" حب الأمة لحاكمها المسلم "مسؤوليات الأمة تجاه الحاكم"(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • بالحب في الله نتجاوز الأزمات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كلمات الحب في حياة الحبيب عليه الصلاة والسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حب الصحابة (6)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حب الصحابة (4)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حب الصحابة (3)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حب الصحابة (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شغف الصحابة بحب وتوقير المصطفى صلى الله عليه وسلم(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • شغف الصحابة بحب وتوقير المصطفى صلى الله عليه وسلم(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • مقامات القلب السعيد (1) مقام حب الصحابة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/1/1447هـ - الساعة: 9:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب