• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

بين السيد المسيح والنبي محمد في القرآن والإنجيل (تعقيب على مقالة 3)

بين السيد المسيح والنبي محمد في القرآن والإنجيل (تعقيب على مقالة 3)
د. إبراهيم عوض

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/6/2013 ميلادي - 24/7/1434 هجري

الزيارات: 11219

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بين السيد المسيح والنبي محمد في القرآن والإنجيل (3)

حقائق الإسلام الدامغة وشبهات خصومه الفارغة

الرد على ضلالات زكريا بطرس


إننا نحب سيدنا عيسى ونُجلُّه ونَحترمه ونضَعه في العيون منَّا والقلوب، بل نَعُدُّ أنفسنا أتباعه الحقيقيين المخلصين، لكننا لا يمكننا القَبول بألوهيَّته، وإلا كفرْنا بالله - سبحانه - وبرُسله الكرام الذين إنما أتَوا ليَدعُوا أول شيء إلى وحدانيَّة الله - سبحانه - وعدم الإشراك به.

 

والآن لتنظر أيها القمص إلى قوله - تعالى - في النصوص التالية التي تَشهد لما نقول، وذلك لو كان لك عينان للنَّظر أو أُذنان للسمع، وأشكُّ في ذلك كثيرًا؛ يقول صالح - عليه السلام - لقومه: ﴿ وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ ﴾ [هود: 64]، ويقول - سبحانه - عن قوم فرعون: ﴿ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ﴾ [الأعراف: 133]، ﴿ إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * قَالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [المائدة:112 - 114]، ويقول - تعالى - مخاطبًا زكريا - عليه السلام -: ﴿ قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴾ [آل عمران: 41]... إلخ.

 

ثم إن "الآية" هي شيء يخلُقه الله؛ أي: إنها شيء مخلوق، لا إله، ولا ابن إله!

 

هل رأيتَ الآن بنفْسك أيها القارئ الكريم، كيف ضاقت - بل استحالت - على الرجل السُّبل والمذاهب؟ وينتقِل الجاهل إلى نقطة أخرى؛ ليوقِع كالعادة نفْسه في مأزقٍ جديد ما كان أَغناه عنه لولا سُخْف منطقه، إنَّه يذكر الآيات التي أجراها الله - سبحانه - على يد عيسى - عليه وعلى نبيِّنا الكريم أفضل الصلاة والسلام - وهي كلامه في المهد، وإبراؤه الأكْمَه والأبرص، وشفاؤه المرضى، وإحياؤه الموتى، وخلْقه الطيرَ من الطين بإرادة الله وقُدرته، لا بقدرة منه هو ولا بإرادته، فضلاً عن تمكينه - سبحانه - إياه من التنبُّؤ بما يأكل الناس وما يدَّخِرونه في بيوتهم، ثم يتساءل قائلاً: وماذا عن محمد؟ يعني: أن الرسول الكريم لا يمكن أن يُسامِيَ عيسى - عليه السلام - هنا أيضًا! وهذه مُكايدة صغيرة مُضحِكة؛ فإن لمحمد - عليه السلام - معجزاته التي روتها كتُب السيرة والأحاديث، وإن كانت من نوع مختلف، مثلما أنَّ لكل من الأنبياء والرسل الآخرين معجزته الخاصة به؛ أي: إن عيسى لا يتميَّز عن غيره من النبيِّين والمرسلين هنا أيضًا، وهبه انفرَد بوقوع المعجزات على يديه دون غيره من الأنبياء والرسل الكرام، أفينبغي أن نعُدَّ هذا تميُّزًا منه عليهم؟

 

لا؛ لأنه لم يَفعل ذلك، ولم يستَطعه من تلقاء نفسه، بل بقدرة الله - سبحانه - وإرادته، وهو قبل هذا وبعد هذا، ليس إلا نبيًّا من الأنبياء ورسولاً من المرسلين؛ أي: عبدًا من العباد، وهذا هو المهم؛ لأنه هو جوهر الموضوع، أما وقوع المعجزات أو عدم وقوعها، فلا يعني شيئًا ذا بالٍ في تلك القضية!

 

أما الإنباء بالغيب، ففي القرآن نُبوءة بانتصار الروم على الفرس في بضع سنين، وقد تحقَّقت، وفي القرآن نُبوءة بانتصار الإسلام على غيره من الأديان، وقد تحقَّقت، وفي القرآن نبوءة بأن الناس لن تستطيع قتْل الرسول - عليه السلام - وقد تحقَّقتْ، وفي القرآن أن الحُليَّ تُستخرَج من البحر العذب ومن البحر المِلْح كليهما، وهو ما لم يكن أحد يعرِفه في منطقة الشرق الأوسط على الأقل، ثم اتَّضح الآن أنه صحيح، وفي القرآن نبوءة بأن عبدالعُزَّى عم الرسول سيَصلَى نارًا ذات لهب، وقد تحقَّقت؛ إذ مات كافرًا.

 

وفي الحديث نبوءة بأنه سيأتي يوم على المسلمين تتدَاعى عليهم الأمم كما تَتداعى الأَكَلَة على قصْعتها، لا من قلَّة في العدد، بل لأنهم غُثاء كغثاء السيل، وقد تحقَّقت في الأعصر الأخيرة، وبخاصة هذه الأيام كما يرى كل من له عينان، وقد قال الرسول ذلك والمسلمون في عزِّ قوتهم الإيمانية، حينما كان الإسلام لا يزال أخضر غضًّا في النفوس، وهو ما لم يتصوَّره الصحابة حينذاك؛ لأنه كان غريبًا تمام الغرابة على العقل والمنطق، إذ كان مَدُّ الإسلام من العنفوان والجَيَشان بحيث لم يكن أحد يتصوَّر خلاف ذلك!

 

وعلى كل حال، فليست العبرة بالمعجزات الحسية، وإلا فمن الأنبياء من لم تأتِ معجزاتهم بالثمرة المرجوَّة منها؛ لأن أقوامهم قد بَقوا رُغم ذلك متمسِّكين بكفرهم وعِصيانهم، ومن هؤلاء السيد المسيح؛ إذ كفَر به اليهود إلا القليلين منهم، مما اضطرَّ تلاميذه - حسبما ورَد في كتُبهم ذاتها - إلى التحوُّل بدعوته إلى الأمم الأخرى، رُغم أنه كان في البداية يستنكِر أن يتطلَّع أي من هذه الأمم إلى مشاركة بني إسرائيل في الدعوة التي أتى بها، وكان يشبِّههم بالكلاب، الذين ينبغي في رأيه أن يُحْرَموا من الخبز، ويُذَادوا عنه؛ لأنه مخصَّص للأبناء وحدهم، بل لم تنفع المعجزات هنا أيضًا؛ إذ إن هؤلاء قد انحرَفوا بالتوحيد الذي أتاهم به - عليه السلام - وحوَّلوه إلى تثليث مثلما فعلتِ الأمم القديمة: كالأغارقة، والهنود، والفرس، والمصريين، وأخيرًا وليس آخرًا، فالمعجزات ليست من البراهين الحاسمة، فعلاوة على عدم استطاعتها تليين القلوب اليابسة والرؤوس الصُّلبة، والرقاب الغليظة، وإضاءة النفوس المُعتِمة - كما قلنا - فإنَّها لا تستطيع أن تُغالِب الأيام؛ إذ ما أن يمرَّ زمانها، حتى تَنصل صورتها في النفوس، ولا يعود لها أي تأثير، بل تصبح مظنَّة التزييف والتلفيق! وهي في حالة نبينا - عليه وعلى إخوانه الأنبياء السلام - لم تكن ردًّا على تحدِّي الكفار له، بل كانت موجَّهة إلى المؤمنين (في الدرجة الأولى على الأقل)؛ تثبيتًا لإيمانهم، لا إلى الكفار الذين ثبَت أنهم لا يُصيخون السمع إليها!

 

وبالمناسبة، فإن النصارى لا يُقرُّون بكلام عيسى في المهد؛ لأنه غير مذكور في الأناجيل التي يعترفون بها، وإن جاء في بعض الأناجيل الأخرى غير المعتمَدة عندهم شيء قريب من ذلك؛ أي: إن القمص يحاجِجنا بما ورَد في القرآن، رُغم إعلانه الكفر به، وعلى كل حال، فليست العبرة بإحياء شخص أو عدة أشخاص، ثم ينتهي الأمر عند هذا الحد، بل العبرة كل العبرة في إحياء الأُمم من العدم الحضاري والخُلُقي، والنفسي والسياسي، والاجتماعي والذوقي، وهو ما كرَّم الله محمدًا به؛ إذ أَنهضَت يداه المبارَكتان الميمونتان أمة العرب من حالة الهمجية والوحشية والتخلُّف المُزري، الذي كان ضاربًا أطنابه فوق بلادهم ومجتمعاتهم، بل فوق حياتهم كلها، فجعل منهم حُكَّامًا يَسوسون العالم ويقودونه ثقافيًّا وخُلُقيًّا وعقيديًّا لعدة قرون دون سنَدٍ، اللهم إلا سند القرآن والإيمان! ولم يَحيدوا حتى الآن عن عقيدة التوحيد رُغم كل المصائب التي وقَعت فوق رؤوسهم، سواء كانت من صُنع أيديهم، أو من صُنع أعدائهم، بخلاف غيرهم من الأمم، التي ما إن يغيب عنها نبيُّها، حتى ترتدَّ إلى الوثنية والكفر - والعياذ بالله - وكأنك يا أبا زيد ما غزوتَ!

 

وبالمناسبة فملاحِدة النصارى يفسِّرون معجزات عيسى - عليه السلام - بأنها حِيَلٌ وتواطُؤات مع المرضى الذين شفاهم أو أعادَهم إلى الحياة، على حين أنهم - حسبما يقول هؤلاء المُلحدون - لم يكونوا قد ماتوا ولا كانوا مرضى أصلاً! كما أن الموتى الذين عادوا على يديه إلى الحياة، لم يُحدِّثونا عما خبروه في العالم الآخر، ولعَمري إنه لأمر غريب أن يسكتُوا فلا يذكروا شيئًا عن تلك التجرِبة العجيبة! وفوق هذا فما الفائدة التي عادت على العالم أو حتى على المجتمع الإسرائيلي أو الروماني من عودة من أعادهم إلى الدنيا كَرَّة أخرى؟

 

إنها معجزات وقتيَّة لا قيمة لها إلا لمن شاهَدها، بل لا قيمة لها إلا لمن كتَب الله له الإيمان، وإلا فاليهود بوجْه عام لم يُولُوا هذه المعجزات أية أهميَّة، وظلُّوا يكفرون بالمسيح، ويتَّهمون أمه بأنها بَغيٌّ، فضلاً عن تآمُرهم عليه ليَصلبوه، لولا أن تَوفَّاه الله إليه، وترَكهم في ظلمات لا يبصرون، بعد أن شبَّه لهم أنهم قتلوه فعلاً! بل إن معظم الذين اتَّبعوه قد انحرَفوا بدعوته أفظع الانحراف؛ إذ قلَبوها رأسًا على عقِب، وحوَّلوها من التوحيد إلى الشرك، والعياذ بالله!

 

كذلك أحيا النبيُّ إيليا ميتًا مِثلما فعل عيسى، فهل نعُدُّه ابنًا ثانيًا لله؟ وهذه قصة إيليا حسبما حكاها الكتاب المقدَّس (الملوك الثاني: 17): "17وبعد هذه الأمور مرِض ابن المرأة صاحبة البيت، واشتدَّ مرضه جدًّا حتى لم تبقَ فيه نسمة، 18فقالت لإيليا: "ما لي ولك يا رجل الله! هل جئتَ إليَّ لتذكير إثمي وإماتة ابني؟"، 19فقال لها: "أعطيني ابنكِ"، وأخَذه من حضنها، وصعد به إلى العُلِّيَّة التي كان مُقيمًا بها، وأضجَعه على سريره، 20وصرَخ إلى الرب وقال: "أيها الرب إلهي، أأيضًا إلى الأرملة التي أنا نازِل عندها قد أسأتَ بإماتتك ابنها؟"، 21فتمدَّد على الولَد ثلاث مرات، وصرَخ إلى الرب وقال: "يا رب، إلهي، لتُرجِع نفْس هذا الولد إلى جوفه"، 22فسمِع الرب لصوت إيليا، فرجعتْ نفس الولد إلى جوفه فعاش، 23فأخذ إيليا الولَد، ونزَل به من العُليَّة إلى البيت ودفَعه لأمه، وقال إيليا: "انظري، ابنك حي"، 24فقالت المرأة لإيليا: "هذا الوقت علمتُ أنك رجل الله، وأن كلام الرب في فمك حق".

 

كما صنَع أليشع نفْس المعجزة، فأحيا طفلاً آخر لأمه، فهل نعُدُّه ابنًا ثالثًا لله، أستغفر الله؟ وهذا ما كتَبه مؤلِّفو الكتاب المقدس في سفْر "الملوك الثاني" (إصحاح رقم 4) عن هذه الحكاية: 32ودخَل أليشع البيت، وإذا بالصبي ميت، ومضطجع على سريره، 33فدخل وأغلَق الباب على نفسيهما كليهما، وصلَّى إلى الرب، 34ثم صعد واضطجَع فوق الصبي ووضَع فمه على فمه، وعينيه على عينيه، ويديه على يديه، وتمدَّد عليه فسخُن جسد الولد، 35ثم عاد وتمشَّى في البيت تارة إلى هنا وتارة إلى هناك، وصعد وتمدَّد عليه، فعطَس الصبي سبع مرات، ثم فتَح الصبي عينَيه، 36فدعا جيحزي وقال: "ادعُ هذه الشونمية" فدعاها، ولما دخَلت إليه قال: "احملي ابنكِ"، 37فأتتْ وسقَطت على رجليه، وسجدت إلى الأرض، ثم حمَلت ابنها وخرجت".

 

أما قول القمص البهلوان: إن عيسى - عليه السلام - يتميَّز عن سيد الأنبياء والمرسلين بأنه "قد خَلَتْ من قبله الرُّسل"، فهو ما لم أَفهم مقصدَه منه؛ إذ إنه -صلى الله عليه وسلم- قد خلت الرسل من قبله هو أيضًا، ألم يسبِقه عيسى ويحيى وزكريا، واليَسَع وموسى، وهارون وشُعَيْب، وسليمان وداود، ويعقوب وإسحاق، وإسماعيل ولوط، وإبراهيم وهود، وصالح ونوح وغيرهم؟

 

اللهم إلا إذا كان زكريا بطرس لم يفهم معنى "خَلَتْ"، وهو ما أرجِّحه، بل ما من نبي إلا خلت من قَبله الرُّسل، ما عدا أول نبي بطبيعة الحال، بَيْدَ أني - رغم ذلك - لا أستطيع أن أفَهم كيف يمكن أن يكون هذا ميزة لأحد من الأنبياء على أحد! أترى أول نبي كان يقِلُّ عمن جاؤوا بعده لا لشيء إلا لأنه لم يَخْلُ قَبله أحد من الرسل؟ أما إذا أصرَّ القمص على ما يهرِف به، فإن محمدًا - عليه السلام - يَزيد على عيسى من هذه الناحية بدرجة؛ إذ إن عدد من خلا قَبله من الرسل يزيد على من خلا قبل عيسى برسول، هو عيسى نفسه، أليس كذلك؟ لا بل إن محمدًا هو الذي يَفْضُل عيسى من هذه الناحية، فعيسى مَحُوطٌ بالمرسلين من قبلُ ومن بعد، أما الرسول الكريم، فكان خاتم النبيين، وهو أمر لم يُكتب لأحد من إخوانه الكرام، فهو الختام المِسْك الذي بلغَت على يديه الكريمتين ظاهرة النبوة أسمقَ مستوياتها، ولم يعد هناك من جديد يمكن أن يُضاف إليها، وبخاصة أنَّ الكتاب الذي أتى به ما زال باقيًا على حاله الأول غَضًّا نضِرًا، لم تمتدَّ يد التضييع أو التزييف والعَبث إليه على عكس بعض الكتب السابقة عليه.

 

إنَّ ما قاله القرآن هنا ليَجري في عكس الاتجاه الذي يلوي القمص الآية نحوه، فالقرآن يقول: ﴿ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ﴾ [المائدة: 75]، ومعناه أن المسيح لا يمكِن أن يكون إلهًا أو ابن إله، إنما هو واحد من الرسل الكثيرين الذين مَضَوا من قبله، فكما كانوا بشرًا، فهو أيضًا مثلهم بشر من البشر، وعلى أية حال فقد قيل الشيء نفسه عن محمد - عليه الصلاة والسلام - وبنفْس التركيب، وهذا هو: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ﴾ [آل عمران: 144]، وكان ذلك حين ظُنَّ في معركة أُحُد أنه قد مات -صلى الله عليه وسلم- ومسَح الأرض بكرامة من يتطاوَل عليه من كل ضالٍّ مُضلٍّ رجيم، وعُتلٍّ فاسد زنيم، فقال الله لهم: إن محمدًا ليس إلا رسولاً كسائر الرسل الذين سبَقوه، وسيموت كما ماتوا، ولا معنى لانقلاب أحد على عقِبَيه بعد موته؛ لأن الله صاحب الدين حيٌّ لا يموت، أما محمد، فلم يكن إلا رسولاً جاء ليبلِّغ العبَاد دعوة الله!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بين السيد المسيح والنبي محمد في القرآن والإنجيل (تعقيب على مقالة 1)
  • بين السيد المسيح والنبي محمد في القرآن والإنجيل (تعقيب على مقالة 2)
  • البشارة بالنبي عليه الصلاة والسلام في العهد القديم ( التوراة )
  • بين السيد المسيح والنبي محمد في القرآن والإنجيل (تعقيب على مقالة 4)
  • أيهما أعظم: محمد أم المسيح؟
  • ولادة محمد والمسيح عليهما السلام
  • الوعود الإلهية عن محمد والمسيح عليهما السلام

مختارات من الشبكة

  • تضرع وقنوت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أدعية الاستفتاح: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيني وبين فتاة علاقة عاطفية وعرف أهلها ما بيننا(استشارة - الاستشارات)
  • مخطوطة فائدة في الفرق بين الكتاب والصلاة وبين ذكر الله والقرآن في القرآن الكريم(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الاختلاف: مفهومه في اللغة والاصطلاح وفي القرآن الكريم، والفرق بينه وبين الخلاف(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيني وبين الشيخ العلامة محمد ناصر العجمي (2)(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب