• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

اعتقاد مؤسسي البهائية وأتباعهم

اعتقاد مؤسسي البهائية وأتباعهم
الشيخ عبدالرحمن الوكيل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/5/2013 ميلادي - 16/7/1434 هجري

الزيارات: 6792

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اعتقاد مؤسسي البهائية وأتباعهم


ليست البهائية بالنحلة المحدثة التي لم يتقدم لها في النحل المارقة من الإسلام ما يشابهها؛ أو تتخذه أصلاً تبني عليه مزاعمها، وإنما هي وليدة من ولائد الباطنية، تغذت من ديانات وآراء فلسفية ونزعات سياسية، ثم اخترعت لنفسها صورًا من الباطل؛ وخرجت تزعم أنها وحي سماوي، ولولا أن في الناس طوائف يتعلقون بذيل كل ناعق لما وجدت داعيًا ولا مجيبًا لندائها. وها نحن أولاء نسوق إليك كلمة في مذهب الباطنية ونحدثك عن البابية أو البهائية حتى تعلم أنها سلالة من ذلك المذهب الأثيم.

 

تقوم دعوة الباطنية على إبطال الشريعة الإسلامية، وأصل نشأة هذه الدعوة: "أن طائفة[1] من المجوس راموا عند شوكة الإسلام تأويل الشرائع على وجوه تعود إلى قواعد أسلافهم، وذلك أنهم اجتمعوا فتذكروا ما كان عليه أسلافهم من الملك؛ وقالوا: لا سبيل لنا إلى دفع المسلمين بالسيف لغلبتهم واستيلائهم على الممالك، لكنا نحتال بتأويل شرائعهم إلى ما يعود إلى قواعدنا ونستدرج به الضعفاء منهم، فإن ذلك يوجب اختلافهم واضطراب كلمتهم".

 

وقد رسموا لهذا المذهب خطة دبروها بنوع من المكر، وهو أنهم جعلوا الدعوة مراتب:

1) تفرس حال المدعو أقابل هو للدعوة أو لا؟

2) استهواء كل أحد بما يميل إليه من زهد أو خلاعة.

3) التشكيك في أصول الدين.

4) أخذ الميثاق على الشخص بأن لا يفشي لهم سرًا.

5) دعوى موافقة أكابر رجال الدين والدنيا لهم ليزداد الإقبال على مذهبهم.

6) تمهيد مقدمات يراعون فيها حال المدعو لتقع لديه موقع القبول.

7) الطمأنينة إلى إسقاط الأعمال البدنية.

8) سلخ المدعو من العقائد الإسلامية ثم يأخذون بعد هذا في تأويل الشريعة على ما تشاء أهواؤهم.

 

اتخذ هذه الخطة وسيلة إلى محاربة الدين الإسلامي طوائف كانوا يتظاهرون بأنهم من شيعة آل البيت، وهم لا يؤمنون بنبي من الأنبياء، ولا بشيء من الكتب المنزلة، ولا بيوم الجزاء، ولا أن للعالم خالقًا. وتراهم يستدلون بالقرآن والحديث؛ ولكن يحرفونهما عما أراد الله ورسوله منهما.

 

ومن الباطنية المتظاهرين بالتشيع لآل البيت من ادعى النبوة لبعض آل البيت كفرقة الإسماعيلية؛ قالوا بنبوة "محمد بن إسماعيل بن جعفر"؛ بل زعمت هذه الفرقة أنه لا يخلو زمان من نبوة نبي إلى يوم القيامة. ولم يقفوا عند دعوى النبوة؛ بل تجاوزوها إلى القول بإلهية جماعة من آل البيت وغيرهم. فقالوا بإلهية علي عليه السلام وإلهية كثير من أولاده وأحفاده.

 

وكم أحدث هؤلاء الذين يدعون المهديّة أو النبوة أو الإلهيّة من فتن!! وكم جروا على العالم الإسلامي من بلاء!!

 

وكان أهل العلم يقاومون باطلهم، ويهتكون أستارهم، وممن تصدى للرد عليهم:

أبو حامد الغزالي فألف كتابه المسمى (حجة الحق)[2] وكتابه المسمى (فضائح الباطنية)[3]، وذكر في مقدمة هذا الكتاب أنه طالع الكتب المصنفة فيهم فوجدها مشحونة بفنين: فن في تواريخ أخبارهم وأحوالهم من بدء أمرهم إلى ظهور ضلالهم، وتسمية كل واحد من دعاتهم في كل قطر من الأقطار، وبيان وقائعهم فيما انقرض من الأعصار. وفن في إبطال تفاصيل مذاهبهم وعقائد تلقوها من الثنوية والفلاسفة وحرفوها عن أوضاعها وغيروا ألفاظها قصدا للتغطية والتلبيس، ثم بين أنه قصد في كتابه إلى الإعراب عن خصائص مذهبهم، والتنبيه على مدارج حيلهم، والكشف عن بطلان شبههم.

 

ولأبي بكر بن العربي مع بعض زعمائهم مناظرات ذكرها في كتاب (القواصم والعواصم)[4].

 

وتناول الشيخ ابن تيمية مذهب الباطنية ورد على بعض فرقهم في بعض مؤلفاته.

 

عرفنا تاريخ الباطنية وقرأنا بعض كتب البابية والبهائية؛ فوجدنا روح الباطنية حلت في جسم ميرزا علي وميرزا حسين علي، فخرجت باسم البابية والبهائية.

 

الباطنية يستدلون بكلام النبوة ويحرفون كلم القرآن والحديث عن مواضعه، كما فسروا حج البيت العتيق بزيارة شيوخهم. والبابية أو البهائية يستدلون بالقرآن والحديث ويذهبون في تأويلهما إلى مثل هذا الهذيان نفسه، ولميرزا علي المسمى بـ"الباب" تفسير لسورة يوسف مشى فيه على هذا النمط؛ فقال في قوله تعالى: ﴿ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ﴾ [الآية: 4]، المراد من يوسف: حسين بن علي، والمراد بالشمس: فاطمة، وبالقمر: محمد، وبالنجوم: أئمة الحق، فهم الذين يبكون على يوسف سُجَّدًا.

 

وهذا أحد دعاتهم المسمى "أبا الفضل الجرفادقاني" قد أورد في كتابه المسمى (الدرر البهية) قوله تعالى: ﴿ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ﴾ [يونس: 39]. وقوله تعالى: ﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ﴾ [الأعراف: 53]. وقال: "ليس المراد من تأويل آيات القرآن معانيها الظاهرية ومفاهيمها اللغوية؛ بل المراد المعاني الخفية التي أطلق عليها الألفاظ على سبيل الاستعارة والتشبيه والكناية" ثم قال بعد هذا: "قرر الله تنزيل تلك الآيات على ألسنة الأنبياء، وبيان معانيها وكشف الستر عن مقاصدها إلى روح الله حينما ينزل من السماء" وقال: "إنما بعثوا عليهم السلام لسوق الخلق إلى النقطة المقصودة، واكتفوا منهم بالإيمان الإجمالي حتى يبلغ الكتاب أجله، وينتهي سير الأفئدة إلى رتبة البلوغ فيظهر روح الله الموعود ويكشف لهم الحقائق المكنونة في اليوم المشهود" وقال: "وفي نفس الكتب السماوية تصريحات بأن تأويل آياتها إلى معانيها الأصلية المقصودة لا تظهر إلا في اليوم الآخر، يعني يوم القيامة ومجيء مظهر أمر الله، وإشراق آفاق الأرض ببهاء وجه الله" ثم قال: "ولذلك جاءت تفاسير العلماء من لدن نزول التوراة إلى نزول البيان[5] تافهة باردة عقيمة جامدة؛ بل مضلة مبعدة محرفة مفسدة".

 

كنا نود أن نصرف القلم عن نقل مثل هذا السخف، ونصون صحف المجلة [6] عن أن تحمل لقرائها شيئا من الزيغ والإلحاد في آيات الله، والاعتداء على علماء الإسلام الذين رفعوا منار الحق وأذاقوا بحججهم أعداء الإنسانية عذابا أليمًا، ولكن دعاة هذا المذهب قد استهووا فريقًا من أبناء المسلمين، وأصبحوا يدعون إلى مذهبهم في النوادي، ويتحدثون عنه في الصحف، وألفوا كتبا تقع في أيدي بعض الشباب فذلك ما اضطرنا إلى أن نبسط القول في بيان نحلتهم وسرد أقوالهم؛ حتى يكون المسلمون على بينة من أمرهم.

 

لهج البابية البهائية مقتفين أثر إخوانهم الباطنية بهذا النوع من التأويل ليدخلوا منه إلى العبث في تفسير القرآن والحديث، وصرفهما عن ما يراد بهما من حكمة وهداية ﴿ إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

 

أنزل الله تعالى القرآن بلسان عربي مبين، ودلنا على أن الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - يقوم ببيان ما خفي على الناس علمه فقال تعالى: ﴿ وَأَنزلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نزلَ إِلَيْهِمْ ﴾ [النحل: 44]. وما زال السلف - من الصحابة والراسخين في العلم من بعدهم - يفسرون القرآن بما يروونه عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وبما يفهمونه منه على مقتضى استعمال لغتهم أساليب بلاغتهم، فجاؤوا بعلم كثير وأدب غزير، وتركوها حكما رائعة وشريعة سمحة باهرة وقوانين اجتماع طاهرة، حتى قام جماعة من أوشاب الناس يزعمون أن هذا القرآن الذي أنزله الله بلسان العرب لم يوكل بيانه إلى من كان يقرؤه على الناس بكرة وعشيا، ولم يفهم المراد منه أولئك الذين يتهجدون به في الأسحار سجّداً لله وبكيّاً، وإنما وكل بيانه إلى أمثال "ميرزا علي محمد" وميرزا حسين "وعباس" و"أبي الفضل الجرفادقاني" ليخوضوا فيه بلغو من القول ويعثوا في تأويله مفسدين.

 

قال "أبوبكر بن العربي" في كتاب (القواصم والعواصم) يرد على إخوانهم الباطنية - قولهم إن خليفة الله هو الذي يبلغ عنه: "الخليفة هو النبي الذي بين ثم استأثر الله به ولا معصوم بعده".

 

وفي كتاب (فضائح الباطنية) بسطة في رد ما يدعونه من ظهور الإمام المعصوم؛ وحصر مدارك الحق في أقواله، وقد عرفت أن الإمام المعصوم الذي يدعيه الباطنية هو ما يسميه البابية والبهائية بـ "من يظهره الله" ويزعمون أنه هو الذي يعرف تأويل ما جاء به الرسل عليهم السلام، ويصرح هذا الإيراني في كتابه هذا بأن قصص القرآن غير واقعة وقال: "لا يمكن للمؤرخ أن يستمد في معارفه التاريخية من آيات القرآن" وقال: "إن الأنبياء عليهم السلام تساهلوا مع الأمم في معارفهم التاريخية وأقاصيصهم القومية ومبادئهم العلمية، فتكملوا بما عندهم، وستروا الحقائق تحت أستار الإشارات، وسدلوا عليها ستائر بليغ الاستعارات".

 

دعوى أن في القرآن قصصًا غير واقعية بزعم أنها رمز إلى معان خفية، ليس لها من داع سوى ما يضمره أصحابها من الكيد للقرآن الكريم، وإدخال الريب في أنه تنزيل من لدن حكيم عليم.

 

لم يقم حتى الآن دليل تاريخي أو نظري يطعن في صحة قصة ساقها القرآن الحكيم، ونحن نستند في صحتها إلى الآيات الدالة على أن المبعوث به لا ينطق عن الهوى، فالمؤرخ المسلم ومعلم التاريخ لأبناء المسلمين يستمد في معارفه التاريخية من آيات الذكر الحكيم، وهى عندنا أصدق قيلا وأقوى سندا مما يقصه المؤرخ من حوادث تقع في عصره أو قريب منه، وهذه الثقة بالطبيعة لا تحصل لمن ينكر أو يرتاب في أن القرآن حجة الله على العالمين، فلا نطالب المجوسي أو البهائي بأن يدخلوا في مؤلفاتهم التاريخية ما جاء في القرآن من أنباء الأولين، وهم لم يطمئنوا إلى أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول صادق أمين.

 

يزعم هذا الإيراني أن الرسول ينطق ببعض المبادئ العلمية مجاراة لقومه وهي في الواقع غير صحيحة، وهذه جهالة غبي وجراءة غوي، والرسول عليه الصلاة والسلام وإن لم يبعث لتقرير المسائل العلمية التي تدركها عقول البشر بسهولة أو بعد جهد كالطبيعيات والرياضيات لا يتحدث عن شيء منها حديث من يصدق بها إلا أن تكون صوابا، ودعوى أن لها رموزا إنما اخترعها الإيراني وأمثاله ليستروا بها وجه جحودهم، والبرقع الشفاف لا يحجب ما وراءه.

 

ولم يكن تأويل البهائية وأسلافهم الباطنية لنصوص الشريعة على هذا الوجه الناقض لأصولها بشيء ابتدعوه من أنفسهم ابتداعا، وإنما هو صنع عملوا فيه على شاكلة طائفة من فلاسفة اليهود من قبل. فإنا نقرأ في ترجمة "فيلون" الفيلسوف اليهودي - المولود ما بين عشرين وثلاثين قبل ميلاد المسيح - أنه ألف كتابا في تأويل التوراة ذاهبا إلى أن كثيرا مما فيها رموز إلى أشياء غير ظاهرة.

 

ويقول الكاتبون في تاريخ الفلسفة:

إن هذا التأويل الرمزي كان موجودًا معروفًا عند أدباء اليهود بالإسكندرية قبل زمن "فيلون"، ويذكرون من أمثلة تأويلهم أنهم فسروا آدم بالعقل، والجنة برياسة النفس، وإبراهيم بالفضيلة الناتجة من العلم، وإسحاق عندهم هو الفضيلة الغريزية، ويعقوب الفضيلة الحاصلة من التمرين، وهذا الكلام لا يقول به إلا الجاحدون المراؤون، ولا يقبله منهم إلا قوم هم عن مواقع الحكمة ودلائل الحق غافلون.

 

و"أبو الفضل" هذا من أبعد دعاة البهائية في الهذيان شأواً، وأشدهم لعلماء الإسلام ضغينة، وإذا أخذ في شتمهم لا يشفى غليله إلا أن يصب كل الجمل التي يعرفها في المعنى الذي أراد شتمهم به، انظروا إلى قوله في صفحة 147 من ذلك الكتاب المسمى بـ (الدرر البهية):"فتمادوا في غيهم، وأصروا على باطلهم، وتاهوا في ضلالتهم، ومردوا في جهالاتهم، وعموا في سكرتهم وانهمكوا في غوايتهم".

 

فالرجل حفظ جملا التقطها من بعض الصحف السائرة، أو من الكتب الغابرة، صار يلقيها فيما يكتب من غير وزن، حاسبا أن هذا الصنيع من تزويق القول ينقل الناس من الجد إلى الهزل، ومن الحق إلى الضلال.

 

في الباطنية من يدعي أنه نبي أو يعتقد في آخر أنه نبي يوحى إليه. وميرزا علي الملقب ب"الباب" يدعي أنه رسول من الله، ووضع كتابا ادعى أن ما فيه شريعة منزلة وسماه (البيان) وقال في رسالة بعث بها إلى الشيخ محمود الألوسي صاحب التفسير المشهور المسمى (روح المعاني) يدعوه فيها إلى مذهبه: "إنني أنا عبدالله قد بعثني الله بالهدى من عنده" وسمى في هذه الرسالة مذهبه دين الله فقال: "ومن لم يدخل في دين الله مثله كمثل الذين لم يدخلوا في الإسلام".

 

وكذلك يدعي زعيمهم المسمى "بهاء الله" ففي كتاب (بهاء الله والعصر الجديد): "وقرر بهاء الله أن رسالته هي لتأسيس السلام على الأرض". وقال صاحب هذا الكتاب يتحدث عن الباب والبهاء: "من المستحيل إيجاد أي تغيير لعظمهما إلا بالاعتراف بأنهما إنما عملا بوحي من الله".

 

يدعي الباب الرسالة، ويزعم أن شريعته ناسخة للشريعة الإسلامية فابتدع لأتباعه أحكاما خالف بها أحكام الإسلام وقواعده، فجعل الصوم تسعة عشر يوما من شروق الشمس إلى غروبها، وعين لهذه الأيام وقت الاعتدال الربيعي، بحيث يكون عيد الفطر عندهم هو يوم النيروز على الدوام، وفي كتابه (البيان): "أيام معدودات وقد جعلنا النيروز عيدا لكم بعد إكمالها" وجعل "ميرزا حسين" الملقب ببهاء الله الصلاة تسع ركعات في اليوم والليلة، وكان "عبدالله ابن الخراب الكندي" الذي اعتقد إلهيته كثير من أشباه الناس قد جعلها تسع عشرة صلاة في اليوم والليلة.

 

وقبلة البهائيين في صلاتهم التوجه أين يكون ميرزا حسين المسمى "بهاء الله" فإنه يقول لهم: "إذا أردتم الصلاة فولوا وجوهكم شطري الأقدس" وقال ابنه "عباس": "يلزمنا التوجه إلى مركز معلوم وهو مظهر الله" ومظهر الله في زعمهم هو هذا المسمى بهاء الله.

 

أما الحج فقد أبطله البهاء، وأوصى بهدم بيت الله الحرام عند ظهور رجل مقتدر من أشياعه.

 

ومن الباطنية من منع العوام من مدارسة العلوم، والخواص من النظر في الكتب المتقدمة حتى يبقوا في عماية، وهو "الحسن بن محمد الصباح" ونجد ميرزا علي المسمى "الباب" قد حرم في كتابه (البيان) التعلم وقراءة كتب غير كتبه، فكان كل من يؤمن بالباب يحرق القرآن الكريم وما وقع في يده من كتب العلم، ولكن الميرزا حسين المسمى "بها الله" أدرك ما في هذا التحجير من خطا مكشوف وأنه مما يصرف عنهم ذوي العقول النابهة فأتى في كتابه الذي سماه (الأقدس) بما ينسخه فقال: "قد عفا الله عنكم ما نزل في البيان من محو الكتب وأذناكم بأن تقرؤوا من العلوم ما ينفعكم".

 

وفي الباطنية من يدعي حلول الإِله في بعض الأشخاص؛ كما قال القرامطة بإلهية محمد بن إسماعيل بن جعفر، وهذه الدعوى أعنى دعوى الحلول تظهر في بعض مقالات البهائية.

 

قال "عباس" المقلب ب"عبدالبهاء": "وقد أخبرنا بهاء الله بأن مجيء رب الجنود والأب الأزلي، ومخلص العالم الذي لابد منه في آخر الزمان - كما أنذر جميع الأنبياء - عبارة عن تجليه في الهيكل البشري، كما تجلى في هيكل عيسى الناصري؛ إلا أن تجليه في هذه المرة أتم وأكمل وأبهى، فعيسى وغيره من الأنبياء هيأوا الأفئدة والقلوب لاستعداد هذا التجلي الأعظم".

 

يريد بهذا أن الله تجلى فيه بأعظم من تجليه في أجسام الأنبياء على ما يزعم.

 

وقال مهذارهم "أبو الفضل" الإيراني: "فكل ما توصف به ذات الله ويضاف ويستند إلى الله من العزة والعظمة والقدرة والعلم والحكمة والإرادة والمشيئة وغيرها من الأوصاف والنعوت إنما يرجع بالحقيقة إلى مظاهر أمره ومطالع نوره ومهابط وحيه ومواقع ظهوره".

 

ويظهر هذا من اللوح الذي كتبه المسمى "بها الله" في التنويه بشأن ابنه "عباس" فإنه قال: "إن لسان القدم[7] يبشر أهل العالم بظهور الاسم الأعظم[8] الذي أخذ عهده بين الأمم أنه نفسي ومطلع ذاتي ومشرق أمري. من توجه إليه فقد توجه إلى وجهي؛ واستضاء من أنوار جمالي؛ واعتراف بوحدانيتي؛ وأقر بفردانيتي... الخ".

 

وقلد البهائية الفلاسفة فيما يدعونه من قدم العالم، ففي كتاب (بهاء الله والعصر الجديد): "علم بهاء الله أن الكون بلا مبدأ زمني، فهو صادر أبدي من العلة الأولى، وكان الخلق دائما مع خالقه وهو دائما معهم" وقد تصدى أهل العلم الراسخ لتزييف ما تعلق به هؤلاء في الاستدلال على هذا الرأي، وحققوا أن المعلول لابد أن يتأخر عن العلة في الوجود، إذ معنى العلة ما أفاض على الشيء الوجود، والمعلول ما قبل منه هذا الوجود، ولا معنى لإفاضة الوجود على الممكن إلا إخراجه إلى الوجود بعد أن كان في عدم، وذلك معنى الحدوث.

 

ومن عجيب أمر هذه الطائفة أنهم يدعون النبوة والرسالة وما فوق الرسالة وينكرون المعجزات بدعوى أنها غير معقولة، تجدون هذا الإنكار في كتاب داعيتهم المسمى "أبا الفضل" فقد ذكر انفلاق البحر وانفجار العيون من الحجر لموسى عليه السلام، وإبراء عيسى عليه السلام للأكمة والأبرص وإحياءَه الموتى بإذن الله، ونبع الماء من بين أصابع محمد صلى الله عليه وسلم وقال: "وكثير من أهل الفضل وفرسان مضمار العلم اعتقدوا بأن جميع ما ورد في الكتب والأخبار من هذا القبيل كلها استعارات عن الأمور المعقولة والحقائق الممكنة مما يجوزه العقل المستقيم"، ثم أخذ يؤول ما ورد في تلك المعجزات من قرآن وحديث ويحمله على معان لا يقبلها منه إلا من فقد عقله قبل أن يفقد إيمانه، وإنكارهم للمعجزات ينبئكم أن القوم يمشون مكبين على وجوههم وراء الفلسفة التي لا تؤمن بأن لهذا العالم خالقا فعالًا لما يريد.

 

وملخص القول في البابية والبهائية أنه مذهب مصنوع من ديانات ونحل وآراء فلسفية. قال صاحب كتاب (مفتاح باب الأبواب) يصف البابيين: "لهم دين خاص مزيج من أخلاط الديانات البوذية[9]، والبرهمية الوثنية[10]، والزرادشتية[11]، واليهودية، والمسيحية، والإسلامية، ومن اعتقادات الصوفية والباطنية".

 

وما زالت البهائية مذهبًا قائمًا على أطلال الباطنية، يحمل في سريرته القصد إلى هدم الإسلام بمعول التأويل، ودعوى الرسالة والوحي بشريعة ناسخة لأحكامه، حتى جاء "عباس عبدالبهاء" إلى هذا المذهب المصنوع وأراد أن يكسوه ثوبا جديدا فخلطه، بآراء التقطها مما يتحدث به بعض الناس على أنها من مقتضيات المدنية، أو مما كشفه العلم حديثا، نحو التساوي بين الرجال والنساء في التعليم ونزع السلاح، واتفاق الأمم على لغة واحدة تدرس في العالم كله، وتأسيس محكمة عمومية تحل مشاكل الأمم، وأن الإنسان تدرج بالارتقاء من أبسط الأنواع حتى وصل شكله الحالي (نظرية دروين) ولهجوا بعد هذا بكلمة نشر السلام العام، ونبذ التعصبات الدينية.

 

وقد تخيل "عباس" أنه بإدخال مثل هذه الآراء في مذهب البهائية يستدرج المولعين بالجديد من النابتة الحديثة، ولهذا الطمع ترونه يقول: "تحتوي تعاليم بهاء الله على جميع آمال ورغائب فرق العالم سواء كانت دينية أو سياسية أو أخلاقية، وسواء كانت من الفرق القديمة أو الحديثة، فالجميع يجدون فيها دينا عموميا في غاية الموافقة للعصر الحاضر[12] وأعظم سياسية للعالم الإنساني" وصرح في مقال آخر "بأنه يريد أن يوحد بين المسلمين والنصارى واليهود ويجمعهم على أصول نواميس موسى عليه السلام الذين يؤمنون به جميعًا"[13].

 

ولا أحسب عبدالبهاء عباسًا يقصد من هذا الحديث إلا التزلف لليهود والتظاهر بموالاتهم ليجعلهم من أشياعه، وإلا فكيف يقع في خاطر من عرف القرآن أن يعمل على صرف الناس عن شريعة الإسلام، ويرجع بهم إلى شفا حفرة من النار بعد أن أنقذهم الله منها.

 

يذكر الشيخ "ابن تيمية" أن الباطنية "هم دائمًا مع كل عدو للمسلمين" وقال: "إن التتار ما دخلوا بلاد الإسلام وقتلوا خليفة بغداد وغيره من ملوك الإسلام إلا بمعاونتهم" وكذا نجد في البابية تحيزا إلى أعداء المسلمين، وانظروا إلى "عباس عبدالبهاء" كيف يتحيز إلى اليهود ويبشر بأن فلسطين ستصير وطنا لهم فقال: "سيجتمع بنو إسرائيل في الأرض المقدسة وتكون أمة اليهود التي تفرقت في الشرق والغرب والجنوب والشمال مجتمعة" وقال: "تأتي طوائف اليهود إلى الأرض المقدسة، ويزدادون تدريجا إلى أن تصير جميعًا وطنًا لها".

 

فالبهائية شأنهم شأن الباطنية في بغض الإسلام وموالاة خصومه، ولنا الأمل الوثيق في أن العرب وسائر المسلمين من ورائهم سيقفون في وجه الاستعمار الصهيوني والدعاية البهائية التي تظاهرها وتسندها حتى تبقى فلسطين وطنا عربيا إسلاميا على الرغم من عبدالبهاء والبهائيين.



[1] كتاب (المواقف وشرحه)؛ للسيد الجرجاني.

[2] ألفه باللسان الفارسي.

[3] ألفه باللغة العربية وطبع في لندن، وفي إدارة هذه المجلة نسخة منه.

"وقد طبع في مصر بتحقيق د. عبدالرحمن بدوي. أحمد حمدي".

[4] كتاب (العواصم من القواصم) طبع في جزأين بالجزائر سنة 1347ه. وأشرف على طبعه الإمام الجزائري الثائر "عبدالحميد بن باديس". والموجود منه بين الناس قسم من الجزء الثاني. أما الكتاب الكامل فيكفي أن الذي وقف على طبعه "ابن باديس" لما فيه من الفوائد في الآراء والعقائد (أحمد حمدي).

[5] هو الكتاب الذي وضعه (ميرزا علي محمد) الملقب بالباب.

[6] هي (مجلة الأزهر) التي نشرت هذه المقالات في أعدادها.

[7] يفسره البهائية ببهاء الله.

[8] يفسرونه بعباس عبدالبهاء.

[9] دين الصينيين واليابانيين.

[10] أصل ديانة الهنود.

[11] ديانة قديمة تنسب إلى إبراهيم زرادشت الإيراني، ولا يزال لأتباعها طائفة بالبلاد الهندية وأخرى بالبلاد الإيرانية.

[12] كتاب (عبدالبهاء والبهائية) ص87.

[13] كتاب (عبدالبهاء والبهائية) ص93.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقيقة البهائية
  • البابية والبهائية وجهود التصدي لهم
  • البهائية والاعتقاد في الحشر والجنة والنار والنبي
  • البهائية واعتقادهم بنبي غير محمد صلى الله عليه وسلم
  • الواجب عمله لإحباط مساعي البهائيين حتى لا يقع أحد في شراكهم
  • تقدمة كتاب " البهائية .. تاريخها وعقيدتها .. وصلتها بالباطنية والصهيونية "
  • البهاء والجريمة
  • عبدالبهاء والبهائية (1)
  • مراتب الحقيقة الإلهية في زعم البهائية
  • معنى ختم النبوة وبدئها في عقيدة البهائية
  • عقيدة البهائية في البهاء وزعمهم ربوبيته
  • من عقيدة البهائية: الطعن في أدلة الرسل
  • دين البهائية وشريعتها

مختارات من الشبكة

  • اعتقاد أهل السنة أن ترك الأسباب قدح في التشريع، والاعتماد عليها قدح في الاعتقاد(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • دراسة اعتقاد أهل الحديث من خلال أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (حقيقة الإيمان - الإيمان بالله)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • تحية ونصيحة لمؤسسي جمعيات وخدمات المتقاعدين ومؤسسي كل المبادرات النافعة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الرقابة الشرعية وعلاقتها بالبنوك فكريا ومؤسسيا (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الحكم على جماعة (البريلوية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الاعتقاد في النجوم والأنواء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تهافت دعوى حرية الاعتقاد(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الإرشاد في شرح ثلاثين حديثا في الاعتقاد (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - السادس: اعتقاد الشيعة الإمامية بالتقية وأنها تسعة أعشار الدين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الانعقاد في تقريب قواعد الاعتقاد (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 9:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب