• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب الحرمين الشريفين / خطب المسجد النبوي
علامة باركود

خطبة المسجد النبوي 16 /3 /1430هـ

الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/3/2009 ميلادي - 18/3/1430 هجري

الزيارات: 14089

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة المسجد النبوي 16 /3 /1430هـ

القول على الله بغير علم، وبيانُ أخطر المعاصي والآثام


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

أما بعد، فيا أيها المسلمون:

أوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا، فبتقواه تُفلِحوا تسعدوا في الدنيا وفي الآخرة.

إخوة الإسلام:

أخطر المعاصي وأشد الذنوب: القول على الله جل وعلا بغير علمٍ وبيان، والخوض في الشريعة بغير حُجَّة ولا بُرهان، فربُّنا جل وعلا يقول: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون ﴾ [الأعراف: 33].

معاشر المسلمين:

التصدُّر للفتوى أمرٌ عظيمٌ وشأنٌ كبير، لا يجوز الإقدامُ عليه إلا لمن كان ذا علمٍ ضليعٍ وعقلٍ سديد، جثَت الرُّكَب أمام العلماء الربانيين، وسهر الليالي لتحصيل أدلة الوحيَين، والتفصُّل بقواعد ومقاصد الدين.

وعلى هذا المنهج سرى الصالحون وتواصى عليه العلماء الربانيون، قال أبو بكر رضي الله عنه: (أيُّ سماء تُظِلُّني، وأيُّ أرضٍ تُقِلُّني إن أنا قلتُ في كتاب الله ما لا أعلم).

ويقول عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمه الله: (أدركتُ عشرين ومائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما كان منهم مُحدِّثٌ إلا ودَّ أن أخاه كفاه الحديث، ولا مُفتٍ إلا ودَّ أن أخاه كفاه الفُتيا).

الفتوى مجالٌ عظيمُ الخطر، كبيرُ القدر، فلابد من إحكام قواعدها الشرعية، وضوابطها الدينية خاصةً في نوازل الأمة وأيام الفتن، قال سبحانه: ﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُون ﴾ [النحل: 116].

ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: ((من قال عليَّ ما لم أقُل فليتبوَّأ بيتًا من جهنم، ومن أُفتِيَ بغير علمٍ كان إثمُه على من أفتاه))؛ متفق عليه.

يقول سُحنون بن سعيد رحمه الله: (أجرأ الناس على الفُتيا أقلُّهم علمًا).

إخوة الإيمان:

ناصبُ الفتوى مما لا يُستفاد بتنصيب الآخرين للشخص، وإنما مدارُه على العلم الحقيقي، والدراية التامة بنصوص الوحيَين وأقوال العلماء السابقين، ومقاصد الشريعة وأهدافها العظيمة.

وإن الويلات لتنزل، والمصائب تحُلّ حينما يتصدَّر من فيه جِراءةٌ على الفتوى بغير بحث عميق، ولا علمٍ دقيق ودراية وافية، فرسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالمًا اتخذ الناسُ رؤوسًا جهَّالًا، فسُئِلوا فأفتوا بغير علمٍ، فضلُّوا وأضلُّوا)).

معاشر العلماء:

احذروا من السقطات، وتذكروا العرض على بارئ الأرض والسماوات، ولنتذكَّر قول الخطيب البغدادي رحمه الله: (قلَّ من حرص على الفتوى، وسابق إليها، وثابَر عليها إلا قلَّ توفيقه، واضطرب في أمره، وإذا كان كارهًا لذلك غير مختارٍ له، وما وجد مندوحةً عنه، ولم يقدِر أن يُحيل الأمر فيه على غيره كان المعونة له من الله أكبر، والصلاح في فتاويه وجوابه أغلب) انتهى.

يا من يُطالع العالم في الفضائيات والشبكات فما سأله أحدٌ إلا وجدتَه مُتصدِّرًا للفُتيا مسارعًا، تذكَّروا أنكم ستقفون أمام رب العالمين، فاحذروا من التسرُّع في الفتوى، وتجنَّبوا تعجُّل القول في كل صغيرة وكبيرة، وفي كل شأن.

يقول ابن مسعود رضي الله عنه: (إن الذي يُفتي الناس في كل ما يسألونه لمجنون).

تذكَّروا منهج السلف الصالحين، وأقوال العلماء العاملين، قال عليٌّ رضي الله عنه: (وابُردها على كبدي - ثلاث مرات -، أن تسأل الرجل عما لا يعلم فيقول: الله أعلم)، ويقول ابن عباس رضي الله عنهما: (إذا غفل العالم عن (لا أدري) أُصيبت مقاتلُه).

وعن عقبة بن مسلم قال: صحبتُ ابن عمر رضي الله عنه أربعةً وثلاثين شهرًا، فكثيرًا ما كان يُسأل فيقول: لا أدري، ثم يلتفتُ إليَّ فيقول: تدري ما يريد هؤلاء؟ يريدون أن يجعلوا ظهورنا جِسرًا إلى جهنم.

وأقوال التابعين في ذلك مشهورة متواترة، قال أبو حصين: (إن أحدكم ليُفتي في المسألة ولو وردت على عمر لجمع لها أهل بدر)، وقال أبو عثمان الحدَّاد: (من تأنَّى وتثبَّت تهيَّأ له من الصواب ما لا يتهيَّأ لصاحب البديهة)، ومكث سُحنون متحيِّرًا في فتوى ثلاثة أيام، ولما قيل له، قال: مسألةٌ معضِلة، قال المُستفتي: أنت لكل مُعضِلة. قال: (هيهات يا ابن أخي، ليس بقولك هذا أبذُل لك لحمي ودمي إلى النار).

معاشر المسلمين:

ومع هذا فقد ظهر من الكُتَّاب والمُثقَّفين في إعلام المسلمين - وللأسف - من نصَّب نفسه مُفتيًا في علوم الدين، والإفتاء بما يخالف قواعد الدين؛ مثل: تلك الدعوات التي تدعو لبدعة المولد النبوي، وأنها لا بأس، مع تقرُّر أقوال العلماء في أنها بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، ومثل: الدعاوى التي تتضمَّن تحرير المرأة المسلمة من حجابها وعفَّتها، وغيرها من الدعوات التي تُخالف ثوابت الدين، وقواطع الوحيَين.

فلنحذر كل الحذر - أيها المسلمون - من مثل هذه الكتابات السخيفة، والأقوال الممزوجة، وقديمًا قال ربيعة شيخ مالك: (وبعض من يُفتي هنا أحقُّ بالسجن من السُّرَّاق).

معاشر العلماء:

تذكّروا منهج الصحابة والتابعين، وأن الفتوى تتطلَّب تصوُّرًا صحيحًا للمسألة النازلة، تصوُّرًا يحيط بجوانبها، ويكشف مُلابساتها، ويتعمَّق في باطنها وظاهرها، مع تنزيل ذلك على الأدلة الشرعية الصحيحة، والقواعد القرآنية العامة، والنصوص النبوية، وفق تقوى للرب - جل وعلا، وصحة فهمٍ، وحسن قصد، وتحرٍّ للحق، ووفق منهجية سليمةٍ في إحكام قواعد الاستدلال وضوابط النظر التي سطَّرها العلماء وقرَّروها.

وليتذكَّر من ابتُلِي بالفتوى وجوب التثبُّت والتأنِّي، ومراعاة المشورة وتقليب أوجه النظر، وعدم التسرُّع والتعجُّل، فبذلك يقع المُفتي في الزلل، ويُجانبُ الصواب، كما نرى ذلك في أرض الواقع.

قال مالك: (العجلة في الفتوى نوعٌ من الجهل والخَرَق)، وقال ابن القيم: (وكان السلف من الصحابة والتابعين يكرهون التسرُّع في الفتوى).

ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: ((أشد ما أتخوَّف على أمتي ثلاثة: زلَّة عالم - إنما يحصل في الفتوى -، وجدل منافق بالقرآن، ودنيا تقطع رقابكم، فاتهموها على أنفسكم))، وصحَّ عن عمر أنه قال: (يهدِمُ الإسلامَ زلةُ العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المُضلين).

معاشر العلماء:

ولنتذكَّر أن أعظم الضمانات لصحة الفتوى واستقامتها على طريقة الشريعة الإسلامية: الحرص على مراعاة التورُّع عن الفتوى ما أمكن، قال عطاء رحمه الله: (أدركتُ أقوامًا إن كان أحدهم ليُسأَل عن الشيء فيتكلَّم وإنه ليرعُد).

وكان ابن المسيّب لا يكاد يُفتي إلا قال: (اللهم سلِّمني، وسلِّم مني)، وقال سفيان الثوري: (أعلمُ الناس في الفُتيا أسكتُهم عنها، وأجلهم بها أنطقُهم).

وقال مالك - رحمة الله على الجميع -: (ما أفتيتُ حتى شهِد لي سبعون من أهل المدينة أني أهلٌ لذلك)، ثم قال: (أدركتُ أهل العلم والفقه في بلدنا إذا سُئِل كأن الموت أشرف عليه)، ويقول أيضًا لمن سأله: (ويحك! تريد أن تجعلني حُجَّة بينك وبين الله، فأحتاج أنا أولاً أن أنظر كيف خلاصي، ثم أُخلِّصُك).

ويقول الشافعي رحمه الله: (ما رأيتُ أحدًا جمع الله جل وعلا فيه من آلة الفُتيا ما جمع في ابن عيينة، أسكت منه على الفُتيا).

وعن سُحنون أنه قال يومًا: (إنا لله، ما أشقى المُفتي والحاكم)، ثم قال: (ها أنذا يُتعلَّمُ مني ما تُضرَب به الرقاب، وتُوطَأ به الفُروج، وتُؤخَذ به الحقوق، أما كنتُ عن هذا غنيًّا؟!).

ومع هذا أيها الناس فلابد للناس ممن يجيبهم في مسائل دينهم، ويُبيِّن لهم أحكام ربهم، ولكن هذا يجب ألا يقوم به إلا العلماء المُؤهَّلون الذين بلغوا في العلم أعمقه، وفي العقل أرجحه، وفي الحكمة أتمَّها، وفي التروِّي أشُدَّه، وفي الخبرة أعظمها.

معاشر طلبة العلم:

احرصوا على مراعاة مقاصد الشريعة في الفتاوى، فلا يبلغ طالب العلم درجة الاجتهاد حتى يتمكَّن من ذلك، كما قال الشاطبي، فإنه قال: (لا يتمكَّن طالب العلم من الاجتهاد حق الاجتهاد حتى يفهم هذه المقاصد على كمالها، ثم يتمكَّن من الاستنباط بناءً على الفهم فيها).

ولهذا؛ فمن الخطأ: الإفتاء بالأدلة الجزئية دون ربطها بالكليات العامة للتشريع، والمقاصد العامة للشريعة، يقول الشاطبي أيضًا: (فزلَّة العالم أكثر ما تكون عند الغفلة عن اعتبار مقاصد الشرع في ذلك المعنى الذي اجتهد فيه) انتهى.

ولهذا أيها المسلمون ما يقع الاضطراب والتخبُّط في الفتاوى إلا حينما تصدُر الفتاوى بمنأى عن هذا المنهج، ذلكم أن القواعد الكبرى والمقاصد العامة أساس لإنضاج الاجتهاد وتقويمه، وأساس لتوسيعه وتمكينه من استيعاب نوازل الحياة بكل تقلُّباتها وتشعُّباتها، ولكن الشأن: أين العلماء الربانيون؟

ولنعلم أن الواجب: حملُ الناس على المعهود الوسط، فلا يُذهَب بالناس مذهب الشدة، ولا يُمال بهم إلى درجة الانحلال والرُّخَص التي تخالف صريح القرآن والسنة.

وإن مما يجب أن يُراعَى في الفتاوى: النظر في مآلات الفتاوى، وأن يُقدِّر العالمُ عواقب فتواه، وما يترتَّب عليها في الحاضر والمستقبل.

يقول ابن القيم رحمه الله في كلام بديع: (فإذا كان في المسألة نصٌّ أو إجماعٌ فعليه تبليغه بحسب الإمكان، فمن سُئِل عن علمٍ فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجامٍ من نار، هذا إذا أمِن المُفتي غائلة الفتوى، فإن لم يأمن من غائلتها وخاف من ترتُّب شرٍّ أكبر أمسك عنها ترجيحًا لدفع أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما).

إلى أن قال: (وكذلك إذا كان عقل السائل لا يحتمل الجواب لما سأل عنه، وخاف المسئول أن يكون فتنة له أمسك عن جوابه) انتهى.

كما أن الواجب: الحذرُ من الوقوع في الزلل في الفتاوى أيام الفتن والمحن، فقد حذَّر من ذلك العلماء، فمن قواعدهم التي برهنوا عليها في نصوص الوحيين ومنهج الصحابة قولهم: (مما لا يُطلب نشرُه ما يُؤدِّي إعلانُه إلى مفسدةٍ) مما لا يُطلب نشرُه؛ أي: من العلماء والمُفتين ما يُؤدِّي إعلانُه إلى مفسدةٍ أو ضررٍ أو إثارة فتنة، أو غوغاء، أو ما يُؤدِّي إلى تأثيرٍ بالمنهج العام للأمة، أو يُؤدِّي إلى الحيرة والفساد في دنيا الناس ودينهم. ومثَّلوا لذلك بالفتاوى بالأقوال الشاذة والخلافات الضعيفة، واستجلاب الرُّخَص المخالفة للنصوص.

ألا فليحذر شبابُنا من فتاوى لا مصدر لها، أو من فتاوى لا يتبنَّاها علماء الأمة، ولا تجتمع عليها كلمتُهم، خاصة في المسائل العامة والنوازل التي تنزل بالأمة الإسلامية اليوم، كما أن الواجب على المسلمين الحذر من الفتاوى التي تتقمَّص الرُّخَص، خاصةً ما يقع اليوم في المعاملات الاقتصادية من فتاوى مبناها على مجرد دعوى التيسير، ومع هذا تُبنى على بعض القواعد الفقهية عند الفقهاء التي هي مجرد اجتهادات يُحتجُّ لها، ولا يُحتجُّ بها.

وقديمًا قال العلماء المُحقِّقون: (القاعدة الفقهية التي تُؤخَذ من أقوال الفقهاء ليست حُجَّة في نفسها، وإنما الحُجَّة في الدليل الشرعي).

أيها المُفتون:

احرصوا على وضوح العبارة في الفتوى، وألا تحمل عبارة غامضة ولا مصطلحًا غريبًا، ولا كلامًا مُجملاً لا يحصل به المقصود، أو تختلف فيه الأنظار والأفهام، وحينئذٍ الضحية من؟ هو المجتمع.

فمن مُقرَّرات العلماء: عدمُ جواز الإفتاء بما يُحيِّر السائل ويُلقيه في الإشكال؛ بل لابد من بيان مُتضمِّن لفصل الخطاب، كافٍ في حصول المقصود.

ثم لابد من الانبساط للناس، ورحابة الصدر لهم، وتحمُّل سماع مسائلهم ومشاكلهم بطيب نفس وسعة بالٍ، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس)).

بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه من البيان، أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله ولي الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله إمام المتقين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد، فيا أيها الناس:

أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فمن اتقى الله وقاه، وأسعده ولا أشقاه.

أيها المسلمون:

الواجبُ على المُستفتي: سؤال العالم الذي تواتر عند الناس بفضله وعلمه، وبالسير على المنهج الصحيح، وكنه أهلاً للفتوى، لا أن يأخذ الفتوى من كل ما هبَّ ودبَّ.

ذكر الخطيب البغدادي أنه سمع مُناديًا يُنادي في المدينة المُنورة ألا يُفتي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى مالك.

ذلك أنه اشتهر وتواتر عند الناس بفضله وعلمه، وتقواه وورعه.

المسلم مُطالَبٌ بالبحث والتحرِّي عمن يرى به الأمانة والتقوى والعقل والتأنِّي، فأثمنُ شيءٍ لدى الإنسان هو دينُه، وأعظمُ بضاعةٍ تحقيق تقوى الرب جل وعلا، ومطلب ذلك لا يكون إلا بالعلم الشرعي الصحيح.

ثم إن الله جل وعلا أمرنا بأمرٍ عظيم، ألا وهو: الصلاة والسلام على النبي الكريم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على سيدنا وحبيبنا محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم دمِّر الكفر والكافرين، اللهم دمِّر الكفر والكافرين، اللهم عليك بأعداء الدين فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونك.

اللهم من أرادنا أو أراد المسلمين بسوءٍ فأشغِله بنفسه، واجعل تدميره في تدبيره يا رب العالمين، اللهم اجعل تدميره في تدبيره يا رب العالمين.

اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق والتقوى، اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق والتقوى، اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق والتقوى.

اللهم ولِّ عليهم خيارَهم، اللهم ولِّ عليهم خيارَهم، اللهم ولِّ عليهم خيارَهم، اللهم اجعل ولايتهم فيمن يخافك ويتقيك، اللهم اجعل ولايتهم فيمن يخافك ويتقيك، اللهم اجعل ولايتهم فيمن يخافك ويتقيك يا رب العالمين.

اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تُحبُّ وترضى، اللهم إنا نسألك أن تُصلِح إعلام المسلمين، اللهم إنا نسألك أن تُصلِح إعلام المسلمين، اللهم أصلِح القائمين عليه، اللهم وأصلِح كُتّابنا ومُثقَّفينا إلى ما فيه خيرُ دينهم ودنياهم يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم من أراد هذا الدين بسوءٍ فأشغِله في نفسه، اللهم من أراد هذا الدين بسوءٍ فأشغِله في نفسه، اللهم من أراد هذا الدين بسوءٍ فأشغِله في نفسه، اللهم ورُدَّ كيدَه في نحره، اللهم ورُدَّ كيدَه في نحره، اللهم ورُدَّ كيدَه في نحره يا ذا الجلال والإكرام.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المسلمين.

اللهم إنك أنت الغني الحميد، لا إله إلا أنت، يا ودود، يا ذا العرش المجيد، يا فعَّالٌ لما يُريد، نسألك أن تُنزِل علينا الغيث، اللهم أنزِل علينا الغيث، اللهم أنزِل علينا الغيث، اللهم أنزِل علينا الغيث، اللهم أنزِل علينا الغيث فإنه قد مسَّنا وأهلنا الضر وأنت أرحم الراحمين، اللهم مسَّنا وأهلنا الضر وأنت أرحم الراحمين، اللهم مسَّنا وأهلنا الضر وأنت أرحم الراحمين، اللهم مسَّنا وأهلنا الضر وأنت أرحم الراحمين.

اللهم لا تردَّنا خائبين، اللهم لا تردَّنا خائبين، اللهم لا تردَّنا خائبين.

عباد الله:

اذكروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبِّحوه بكرةً وأصيلاً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نبذة عن الفتوى وأحكامها
  • الفتوى: ضوابطها وآثارها - قضية للبحث
  • مع شعار.. تغيير الفتوى
  • الفتوى.. بين المفتي والمستفتي
  • القنوات "الفضائحية".. السيل الجارف
  • سبب القول والفتيا بما يخالف القرآن أو السنة
  • القنوات الفضائية
  • قراءة في واقع القنوات الإسلامية

مختارات من الشبكة

  • خطبة المسجد النبوي 11/7/1433 هـ - فضل المدينة والمسجد النبوي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المسجد النبوي: عودة الأئمة إلى المحراب النبوي في الصلوات(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • تجديد سجاد الروضة الشريفة بالمسجد النبوي(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • المدينة المنورة: كلية المسجد النبوي تطلق مسابقة تعريفية(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • خطبة المسجد النبوي 13 / 12 / 1434 هـ - دوام الاستقامة والثبات على الطاعات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 6 / 12 / 1434 هـ - العبر والدروس من الحج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 28 / 11 / 1434 هـ - الأخوة بين المسلمين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 21 / 11/ 1434 هـ - سرعة الاستجابة لله ورسوله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 14 / 11 / 1434 هـ - فضل صلة الرحم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 7 / 11 / 1434 هـ - خلق الرحمة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب