• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب الحرمين الشريفين / خطب المسجد النبوي
علامة باركود

خطبة المسجد النبوي 18/2/1430هـ

الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/2/2009 ميلادي - 18/2/1430 هجري

الزيارات: 35944

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التربية الصالحة للصغار

 

الحمد لله ولي الصالحين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله العالمين، وأهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، سيد الأنبياء والمرسلين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين،، أما بعد..

فيا أيها المسلمون:

أوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا -، فتقواه هي السعادة العظمى، وطاعته هي الغنيمة الكبرى.

 

أيها المسلمون:

لقد حرص المسلمون على تنظيم الأسرة وفق توزيع الحقوق، وتحديد الواجبات، وأحاطها بسياجات من الأحكام التي تكفل لها السعادة والمستقبل المشرق، وتحفظها من زعازع الأهواء وعناصر الهدم والتدمير.

 

فالأسرة في الإسلام قيِّمةٌ في نفسها، عاليةٌ في أهدافها وغاياتها، وإن من وظائف الأسرة التي عُني الإسلام بتحقيقها هو أنها المحضن الطبَعي الذي يتولى حماية الناشئة ورعايتها، وتنمية أجسادها وعقولها وأرواحها، وفي ظلها تتلقى مشاعر الحب والرحمة والتكافل، وعلى ضوء صلاح الأسرة تصلُح الناشئة، وعلى وفق فسادها تفسُد الرعية، ولهذا أثبتت التجارب العملية أن أي جهازٍ آخر غير جهاز الأسرة لا يُعوِّض عنها، ولا يقوم مقامها.

 

ومن هذا المنطلق؛ فإن من الواجبات الكبرى والفرائض العظمى في الإسلام: القيام بتربية الأولاد تربيةً إسلامية، وتنشئتهم تنشئة صالحة تقودهم للآداب الحميدة والأخلاق الإسلامية، وتسير بهم نحو المعالي ومدارج المراقي، ربُّنا - جل وعلا - يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6]، قال المُفسِّرون: أي: أن يؤدِّب المسلم أولاده ونفسه، فيأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر.

 

ومن مضامين الأمانة المُلقاة على العواتق: توجيه الأولاد نحو القِيَم المُثْلى، وإرشادهم إلى الأخلاق العُليا، والاهتمام بهم وفق تربية شاملة مادية، وجسدية، ونفسية، وروحية، وعقلية، وسلوكية، واجتماعية، ليكون الولد ناشئًا نشأة طيبة من جميع الوجوه التي تتطلبها الحياة الطيبة والعيشة السعيدة، لتحيا الذرية - حينئذٍ - حياةً تتميز بالسُّمْعة الطيبة، وتتبوَّأ بالمكانة العالية.

 

روى أحمد، والترمذي، والحاكم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((ما نحَلَ والدٌ ولدَهُ أفضل من أدبٍ حسن)).

 

إخوة الإسلام:

إن من حقوق الأولاد بمقتضى أمر الله - جل وعلا -، وتوجيه رسوله - صلى الله عليه وسلم -: أن يرعى الوالدان أولادهما بتعليم أحكام الله - جل وعلا -، وإرشادهم إلى تعاليم الإسلام وآدابه، فربُّنا - جل وعلا - يقول لنبيِّه آمرًا لأمته: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ﴾ [طه:132]، ويقول - صلى الله عليه وسلم -: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرِّقوا بينهم في المضاجع))؛ رواه أحمد، وأبو داود بسندٍ صحيح، ويقول - صلى الله عليه وسلم - في هذا الجانب: ((خيرُكم من تعلَّم القرآن وعلَّمه))؛ رواه البخاري.

 

وعليٌّ - رضي الله عنه - وهو أحد تلامذة مدرسة النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (أدِّبوا أولادكم على ثلاث خِصال: حبِّ نبيِّكم محمد - صلى الله عليه وسلم -، وحبِّ آل بيته، وقراءة القرآن)، وفي هذا النموذج رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يُوجِّه لابن عمِّه ابن العباس - وهو غلامٌ صغير -، فيقول: ((يا غلام ! إني أُعلِّمُك كلماتٍ: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجِده تُجاهك ..)). الحديث.

 

فعلى الوالدين ترويض أولادهما على محبة الله - جل وعلا -، ومحبة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وعلى العبادة الصحيحة، وعلى الفضائل والمحاسن، وعلى احترام الأوامر الشرعية، والانزجار عن النواهي القرآنية، فبالتربية الخَيِّرة تحصُل النشأة الطيبة، وبالتربية السيئة توجد الانحرافات المتنوعة.

 

وليحذر الوالدان من تنشئة الأولاد على المساوئ، والسلوكيات الشاذة، والعادات القبيحة، فرسولنا - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما من مولودٍ يُولَد إلا ويُولَد على الفطرة، فأبواه يُهوِّدانه، أو يُنصِّرانه، أو يُمجِّسانه))؛ متفق عليه.

 

معاشر المسلمين:

الإحسان في تربية البنات، والاجتهاد في تأديبهن ورعايتهن وتعليمهن آداب الإسلام وتعاليم القرآن من أعظم أسباب دخول الجِنان، والفوز برضى الرحمن، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من ابتُلِي من هذه البنات بشيءٍ، فأحسن إليهن كُنَّ له سِترًا من النار))؛ متفق عليه، واللفظ لمسلم، وفي رواية: ((من كان له ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، أو بنتان، أو أختان، فأحسن صُحبتهنّ، واتقى الله فيهن فله الجنة))؛ أخرجه أحمد، والترمذي، وابن حبان.

 

أيها المسلمون:

في التربية الصالحة يجني الوالدان الثمار اليانعة والعوائد الخَيِّرة، رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا مات الإنسان انقطع عملُه إلا من ثلاث))، وذكر منها: ((أو ولدٍ صالحٍ يدعو له))؛ متفق عليه.

 

بل وحينما تُفقَد التربية الإسلامية، ويُهمِل الوالدان في الإصلاح والتربية، ويُقصِّران في التوجيه والإرشاد يعود ذلك على الوالدَيْن قبل الولد بكل شقاءٍ وأناة، وإلى هذا المعنى يُذكِّرُنا نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - حينما يقول: ((إن من أكبر الكبائر: أن يلعن الرجل والدَيْه)). قيل: يا رسول الله ! كيف يلعن الرجل والدَيْه؟ قال: ((يسُبُّ أبا الرجل، فيسُبُّ أباه، ويسُبُّ أمَّه، فيسُبُّ أمَّه))؛ متفق عليه.

 

إخوة الإيمان:

إن لتهاون في تربية الأولاد، والتساهل في رعايتهم وفي العناية بهم في أمور دينهم ودنياهم معصية عظمى، وخيانة كبرى، فربُّنا - جل وعلا - يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال:27]، ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - يُعلِنُها دستورًا عظيمًا خالدًا إلى يوم القيامة، فيقول: ((كلُّكُم راعٍ ومسؤول رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ عليهم، وهو مسؤولٌ عنهم، والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسؤولةٌ عنهم ..)). الحديث؛ متفق عليه.

ليس اليتيم من انتهى أبواه من
همِّ الحياة وخلَّفاه دليلاً
إن اليتيم هو الذي تلقى له
أمًّا تخلَّت أو أبًا مشغولاً

 

إخوة الإسلام:

من إهمال المسؤولية: أن تعهد الأم رعاية أطفالها إلى غيرها من عاملين وغيرهم، ففي ذلك من المفاسد والمخاطر ما يشهد به الواقع، وتُثبِتُه التجارب، فالأم مؤتمنة وربَّة مملكة رعيتها البنات والبنون، والزوج الرؤوم، فلتكن خير مُربِّيةٍ، وأحسن مُؤدِّبةٍ، في ظل طاعة الله - جل وعلا -، وعليها أن تُوجِّه كل اهتماماتها وفكرها ووقتها لفلذات أكبادها، فوراء إخلاصها وحرصها غريزة الأمومة التي لا يمكن أن يقوم بها غيرُها مهما بالغ في أداء الواجب، ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - يُذكِّر فيقول: ((المرأة راعية في بيت بعلها وولده، وهي مسؤولةٌ عن رعيتها))، وقديمًا قال:

الأم مدرسةٌ   إذا   أعددتَها ♦♦♦ أعددتَ شعبًا طيبَ الأعراق

 

أيها الفضلاء:

ومن مسؤوليات الوالدين: تعليم الأولاد من علوم الدنيا ما تقوم به حياتهم على خير حال مما يُوفِّر لهم حياةً طيبةً هانئةً، كتب عمر الفاروق إلى المسلمين: (علِّموا أولادكم السباحة، والرميّ، والفروسية)).

 

أيها الفضلاء:

من مسؤولية الوالدين: تدريب الأولاد على ما ينفعهم في حياتهم ودنياهم، ومحاولة تنمية مداركهم وقدراتهم، فربنا - جل وعلا - يقول: ﴿ وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ﴾ [النساء:6].

 

معاشر المسلمين:

من ركائز التربية الصالحة: تعويد الأولاد على فعل الخير، والتحلِّي بالسمات الخُلُقية حتى تصير عادةً لهم في جميع مراحل الحياة.

قد ينفع الأدبُ الأولادَ في صِغرٍ ♦♦♦ وليس ينفعهم من بعده أدبُ

 

من ركائزها أيضًا: الموعظة الحسنة، والنصيحة الجميلة بما يُعرِّفهم بحقائق الأشياء، ويدفع بهم إلى معالي الأمور، ربنا - جل وعلا - يقول: ﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان:13]. الآيات.

 

من أعظم ركائز التربية وأقوم وسائل الإصلاح: أن يكون الوالد قدوةً حسنةً للأولاد، فليُحسِن الوالدان الفعلَ، وليُجمِّل القول، ولتكن سيرتهما على الهدي المُرتضى، والمنهج الأسمى الذي يُرضِي الله - جل وعلا -، وليكونا خير مثالٍ لأولادهما في حسن التصرُّف والسلوك، رسولنا - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من قال لصبيٍّ: تعال هات ليُعطِه ثم لم يُعطِه، فهي كذِبةٌ))؛ أخرجه أحمد، فللقدوة الحسنة بالغ الأهمية في عملية التربية والتنشئة، كما ثبت بذلك أدلةٌ من الشريعة ومن قواطع السنة، وقديمًا قيل:

وينشأ ناشئُ الفتيان فينا ♦♦♦ على ما كان عوَّده أبوه

 

وفي المثل: كل فتاةٍ بأبيها مُعجَبة، ولهذا فيجب على الأب والأم أن يكونا نعم القدوة في الخير والفضيلة، وأن يكونا مدرسةً عمليةً سلوكيةً لأولادهما في تنفيذ أحكام الشريعة، وسلوك كل طريقةٍ حميدة، ربنا - جل وعلا - يقول: ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الطور:21]، ومن المقولات المشهورة: صلاح الآباء يُدرِكُ الأبناء، وربنا - جل وعلا - يقول: ﴿ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ [الكهف:82].

 

ومن أهم ما يجب على الوالدين: اختيار الرفيق الصالح لأبنائهم، أهل الدين والتقوى، وألَّا يترك الحبل على الغارب ليُصاحِبَ الولدُ من يشاء؛ إذ الصديق له أكبر الأثر على صديقه صلاحًا وفسادًا، رسولُنا - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((المرء على دين خليله، فلينظر أحدُكم من يُخالِل))؛ رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وفي (الصحيحين) قال - عليه الصلاة والسلام -: ((مثلُ الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المِسكِ ونافخِ الكِيْر))، وقال عديُّ بن زيد:

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ♦♦♦ فكل   قرين   بالمُقارِن   يقتدي

 

وعلى الوالدين أن يصحبا أولادهما بحُسن خُلُقٍ، وسعة نفسٍ، وتمام شفقةٍ مع صفحٍ عن العثرات، وغضٍّ عن المساوئ ما لم يكن إثمًا، أو معصية، وعليهما أن يعرفا أولادهما وما هم عليه من مسلكٍ، ومدخل، ومخرج.

 

بارك الله لي ولكم في القرآن، ونفعنا بما فيه من الآيات والهدي والبيان، أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، الرحمن لرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدً عبدُه ورسوله أفضل المتقين، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين،، أما بعد..

فيا أيها المسلمون:

أوصيكم ونفسي بتقوى الله - جل وعلا -، فمن اتقاه وقاه، وأسعده ولا أشقاه.

 

أيها المسلمون:

إن التربية المطلوبة هي التربية التي تغرس في الأولاد فضيلةً وتخلق فيهم مُثلاً وفق المنهج المُحمَّدي والهدي النبوي، عن البراء - رضي الله عنه - قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى عاتقه الحسن، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((اللهم إني أُحبُّه، فأَحِبَّه))؛ متفق عليه.

 

إنها تربية الرفق واللين، والحكم والموعظة الحسنة وفق الموازنة بين الترهيب والترغيب، لا تربية الضعفِ والغِلظة، ولا التساهل أو الشدة المُفرِطة، إنها تربية الإصلاح والاستقامة، لا تربية الإيلام والتنفير والعنف، فالله - جل وعلا - يقول عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران:159]، ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن الله رفيقٌ يحبُّ الرفق))، فيجب أن يكون التوجيه المُوجَّه للأولاد مُقارنًا بالعطف والحنان، ((خيرُ نساءٍ ركِبنَ الإبل: نساءُ قريش، أحِنَّاه على ولدٍ في صِغَره، وأرعاه على زوجٍ في ذات يده))؛ متفق عليه.

 

إن التربية التي يجب أن يجدها الأولاد لابد أن تكون تربية تنبثق من الرحمة والشفقة التي أمرت بها الشريعة الغرَّاء، جاء في (الصحيحين) عن عائشة - رضي الله عنها وعن أبيها - قالت: قبَّل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسنَ والحسين وعنده الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الأولاد ما قبَّلتُ منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: ((من لا يرحم لا يُرحَم)).

 

ثم إن الله - جل وعلا - أمرنا بأمرٍ عظيم، ألا وهو: الصلاة والسلام على النبي الكريم.

 

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيِّنا وسيدنا محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم دمِّر أعداءنا وأعداء المسلمين، اللهم عليك بأعداء المسلمين فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم عليك بأعداء المسلمين فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم عليك بهم فإنهم لا يُعجِزونك، اللهم أنزِل عليهم عذابك إلهَ الحق، اللهم أنزِل عليهم عذابك إلهَ الحق، اللهم أرِهم عجائب قدرتك، اللهم أرِهم عجائب قدرتك، اللهم أرِهم عجائب قدرتك.

 

اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تُحبُّ وترضى، اللهم وفِّقه لما تحبُّه وترضاه يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أصلِح حكَّام المسلمين، اللهم أصلح حكَّام المسلمين، اللهم أصلِح حكَّام المسلمين.

 

اللهم اجعل ولايتنا فيمن يخافك ويتقيك، اللهم اجعل ولاية المسلمين فيمن يخافك ويتقيك، اللهم اجعل ولاية المسلمين فيمن يخافك ويتقيك، اللهم ولِّ عليهم خيارَهم، اللهم ولِّ عليهم خيارَهم، اللهم ولِّ عليهم خيارَهم ومكِّن لهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم جنِّبهم شرارهم، اللهم وجنِّبهم شرارهم يا ذا الجلال والإكرام.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم هيِّئ لنا أمرًا رشدًا، اللهم هيِّئ لنا أمرًا رشدًا، اللهم احفظنا واحفظ ذرياتنا بالإسلام، اللهم احفظنا واحفظ ذرياتنا بالإسلام، اللهم احفظنا واحفظ ذرياتنا بالإسلام.

 

اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار.

 

اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها.

 

اللهم أنت الغنيُّ الحميد، اللهم أنت الغنيُّ الحميد، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم أغِثنا، اللهم اسق ديارنا وديار المسلمين، اللهم اسق ديارنا وديار المسلمين، اللهم اسق ديارنا وديار المسلمين.

 

عباد الله:

اذكروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبِّحوه بكرةً وأصيلاً.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التربية بين طموح الآباء وواقع الأبناء
  • أهداف التربية الإسلامية ومقاصدها
  • تربية الأولاد وتعليمهم
  • التربية.. قواعد وأصول
  • التربية عن طريق السلوك العملي
  • التربية عن طريق القدوة الصالحة
  • التربية عن طريق التوجيه والإرشاد
  • التربية عن طريق اللعب المباح
  • التربية عن طريق جماعات الأصدقاء
  • تربية الأولاد
  • نظام التربية والتعليم الإسلامي ودوره في التنمية
  • منهج قرآني في التربية
  • التربية في ظل الانفتاح
  • تربية الأبناء

مختارات من الشبكة

  • خطبة المسجد النبوي 13 / 12 / 1434 هـ - دوام الاستقامة والثبات على الطاعات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 6 / 12 / 1434 هـ - العبر والدروس من الحج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 28 / 11 / 1434 هـ - الأخوة بين المسلمين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 21 / 11/ 1434 هـ - سرعة الاستجابة لله ورسوله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 14 / 11 / 1434 هـ - فضل صلة الرحم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 7 / 11 / 1434 هـ - خلق الرحمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 30 / 10 / 1434 هـ - الاستعداد للموت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 23 / 10 / 1434 هـ - عبودية الكائنات لله تعالى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 16 / 10 /1434 هـ - الاعتصام بالكتاب والسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد النبوي 9 / 10 / 1434 هـ - أهمية الدعاء(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- تشكرات
زهري - الجزائر 09-07-2009 07:52 PM

بسم الله الرحمن الرحيم نشكركم جزيل الشكر وأنتم أهله ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله جزاكم الله خيرا على نشر هذه الموعظة التي نحن وغيرنا في أمس الحاجة لمثلها أكثروا من نشرها وأمثالها ودمتم في خدمة الصالح العام.

1- شكرا
مؤمن - جمهورية مصر العربية 05-04-2009 05:38 PM

نجاح أولادك في حياتهم العامة والخاصة يتوقف عليك ، فالأم هي الأساس في كل أسرة وتذكري أن :
مستقبل الأولاد يتوقف أولاً وأخيراً على جو الحياة داخل الأسرة.
* مطلوب من الآباء والأمهات تقبل مسؤولية رعاية الأبناء بصدر رحب.
* التحدث باستمرار مع الأبناء مطلوب ، فإن مسؤولية تلقين الأبناء مكارم الأخلاق تقع أولاً على البيت.
* علمي أولادك تجنب الوقوع في الخطأ.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب