حديث: الدعاء موقوف حتى تصلي على نبيك

[1] للحديث طرق عن عمر:

• فرواه الترمذي (486) -ومن طريقه ابن بشكوال في القربة إلى رب العالمين (4)- وابن راهويه في مسنده (كما في المطالب العالية 13/757 رقم 3321) والإسماعيلي في مسند عمر (كما في جلاء الأفهام ص138-140 مشهور سلمان) من طريق النضر بن شميل، عن أبي قرة الأسدي، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب موقوفا.

قال ابن كثير في مسند الفاروق (1/138) والفيروزآبادي في الصلات والبشر (ص142): إن إسناده جيد.

وقال ابن حجر (كما في الفتوحات الربانية 3/334): في سنده أبو قُرَّة الأَسَدي: لا يُعرَف اسمُه ولا حالُه، وليس له عند الترمذي ولا أصحاب السُّنن إلا هذا الموقوف.

قال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (6/447 رقم 6177): هذا إسناد موقوف، رجاله رجال الصحيح، إلا أبا قرة الأسدي، فإني لم أر من تكلم فيه بعدالة ولا جرح، لكن أخرج ابن خزيمة حديثه في صحيحه [4/95]، وقال: لا أعرفه بعدالة ولا جرح.

قلت: ووقعت عبارة البوصيري في مختصر الإتحاف (9/8 رقم 6926): رواه إسحاق بن راهويه موقوفا بسند الصحيح، إلا أبا قرة.. الخ.

وقال السَّخَاوي في القول البديع (ص321): في سنده مَن لا يُعرف.

وقال السيوطي (كما في كنز العمال 2/269): رواه ابن راهويه بسند صحيح!

وقال الألباني في الإرواء (2/177): ضعيف موقوف.

• ورواه السمرقندي في تنبيه الغافلين (ص255) عن محمد بن فضيل بإسناده عن سعيد به نحوه.

• ورواه أيوب بن موسى عن سعيد بن المسيب عن عمر قوله. (كما في مسند الفاروق 1/138 وتفسير ابن كثير 3/515 الأحزاب: 56).

وأيوب ضعيف، ولم أقف على السند إليه لأكشف عن حاله.

• ورواه ابن البطر في الثاني من فوائده (31) من طريق سليمان النخعي، عن أبي حازم، عن سعيد، عن عمر موقوفا.

والنخعي متهم.

• ورواه إسماعيل بن إسحاق القاضي (74) - ومن طريقه ابن حجر في تخريج الأذكار (كما في الفتوحات الربانية 3/335) - من طريق عمرو بن مسافر، قال: حدثني شيخ من أهلي، قال: سمعت سعيد بن المسيب من قوله بمعناه.

وعمرو ضعيف، وشيخه لم يسم، وقال الألباني: إسناده واه. (الإرواء 2/177)

• ورواه معاذ بن الحارث عن أبي قرة الأسدي عن سعيد عن عمر مرفوعا.

قال ابن حجر (كما في الفتوحات الربانية 3/334) والسخاوي في القول البديع (ص321): أخرجه الواحدي، ومن طريقه عبد القادر الرهاوي في الأربعين، وفي سنده أيضا من لا يُعرف.

وقال عبدالقادر الرهاوي بعد أن أخرجه: رُوي عن عمر موقوفا من قوله، وهو أصح من المرفوع. (كما في كنز العمال 2/269)

وقال ابن القيم (ص140): "لكنه لا يثبت، والوقف أشبه، والله أعلم"، وقال ابن كثير في مسند الفاروق (1/176): إن الموقوف أصح.

وعزاه في الكنز للديلمي مع الرهاوي، فلعله عند الديلمي من نفس الطريق.

• وأورده رزين في التجريد (كما في جامع الأصول 4/155) فزاد في سنده ومتنه، أما الإسناد فقد جعله مرفوعا، وأما المتن فزاد فيه: "فلا تجعلوني كغمر الراكب، صلُّوا علَيَّ أول الدعاء وآخره وأوسطه"!

قال ابن كثير في تفسيره: وهذه الزيادة إنما تروى من رواية جابر بن عبد الله.

قلت: وقد تقدم في الحديث الثاني الكلام على زيادات رزين وتفرداته، وأنها واهية غالبا.

• قال أبوبكر بن العربي في عارضة الأحوذي (1/273-274): "مثل هذا إذ قاله عمر لا يكون إلا توقيفا، لأنه لا يُدرك بنظر".

وأشار الإسماعيلي (كما نقل ابن القيم ص140) لنحو ذلك، واستظهره السخاوي في القول البديع، ونقل ذلك عن جماعة من أئمة أهل الحديث والأصول.

قلت: هذا لو صح الخبر إلى عمر.

• وفي الباب مرفوعا عن علي، ومعاذ، وجابر، وعبد الله بن بسر، وأنس، وأبي عمرو بن العلاء عن أبيه، ولا يصح منها شيء، قال الحافظ أبواليُمن ابن عساكر: لا يثبت في هذا الباب حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم. (نقله في القول البديع ص322)، وهو كما قال، والله أعلم.

وقد أجابت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز عن الحديث أنه ليس بصحيح. (فتاوى اللجنة 4/440).