• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / من ثمرات المواقع
علامة باركود

رفع الضرر في غض البصر

أبو سليمان المختار بن العربي مؤمن

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/11/2012 ميلادي - 10/1/1434 هجري

الزيارات: 47731

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رفع الضرر في غض البصر


الحمد لله القائل في كتابه ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: 30]، والصلاة والسلام الدائم على نبي الهدى الداعي إلى رضوان الله وعلى آله وصحبه وسلم.

 

وبعد:

فما أجمل ديننا الحنيف الذي جعل الوقاية من كل الأضرار قبل وقوعها، وأمر المسلم أن يجتنب خطوات الشيطان قبل اقتراف المنكرات والسقوط في براثن الموبقات، وأنزل قرءانا يتلى وجعله سبيل النجاة ومن سوره الحسنى سورة النور التي من تأملها وتدبرها وعمل بها كانت له نورا في الدنيا والآخرة نورا، "هذه سورة النور.. يذكر فيها النور بلفظه متصلا بذات الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [النور: 35] ويذكر فيها النور بآثاره ومظاهره في القلوب والأرواح ممثلة هذه الآثار في الآداب والأخلاق التي يقوم عليها بناء هذه السورة. وهي آداب وأخلاق نفسية وعائلية وجماعية، تنير القلب، وتنير الحياة ويربطها بذلك النور الكوني الشامل أنها نور في الأرواح، وإشراق في القلوب، وشفافية في الضمائر، مستمدة كلها من ذلك النور الكبير[1].

 

قال الله - تعالى -: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40].

 

لقد جاءت بداية السورة توجه المجتمع بأوامر ربانية ليحافظ على كيانه، ويسمو بعيدا عن سفاسف الشهوات والملذات، فينال رفيع الدرجات ولن يكون إلا بامتثال الأوامر الربانية واجتناب النواهي الإلهية لكي تشرق بين ربوعه شمس الهداية الإيمانية والسعادة القرءانية.

 

ما معنى الغض:

أمَّا معنى الغضِّ: فَمادَّةُ الغضِّ تُفيدُ مَعنَى الخفضِ والنَّقصِ، فغَضُّ البَصَرِ:هُو عِبَارَةٌ عَنْ تَرْكِ التَّحْدِيقِ وَاسْتِيفَاءِ النَّظَرِ، فَتَارَةً يَكُونُ ذَلِكَ لِأَنَّ فِي الطَّرْفِ كَسْراً وَفُتُوراً خِلْقِيَّيْنِ، وَهُوَ الْمُرَادُ فِي قَولِ كَعْبٍ بنِ زُهيرٍ:

وَمَا سُعَادُ غَدَاةَ البينِ إذ رَحَلُوا
إلا أغنُّ غَضِيضُ الطَّرفِ مَكحُولُ

 

كما أنه َيكونُ تَارةً من مَذَلَّةٍ كَمَا قَالَ جَريرٌ:

فَغُضَّ الطَّرفَ إنَّكَ مِن نُمَيرٍ
فَلا كَعبَاً بَلغتَ وَلا كِلابَاً

 

ويَكُونُ َتَارَةً لِقَصْدِ الْكَفِّ عَنْ التَّأَمُّلِ حَيَاءً أو خجلاً مِنْ الخَلقِ كما قال عَنتَرَةُ:

وَأغُضُّ طَرفِي حِينَ تَبدُو جَارَتِي
حَتى يُوَارِي جَارَتِي مَأواهَا

 

وهَذِه المَعانِي كُلُّهَا غُيرُ مَقصُودَةٍ هنُا، وإنمَّا المقصُودُ: غَضُّ البَصَرِ خَوفَاً مِنَ اللهِ تَعَالى وَعِقَابِهِ، وَامتِثَالاً لأمرِهِ.

 

ولذلك جاء غض البصر مأمورا به ليشمل جميع الشهوات الفاتنة والمهالك المضلة وليس مقصورا كما نفهمه كثيرا عند إطلاقه أنه أمر يختص بغض البصر عن النّساء، فهنّ لاشك جزء من أخطر الفتن المحدقة بدين الرجل وآخرته كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا تَرَكْتُ بَعْدِي عَلَى أُمَّتِي فِتْنَةً، أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ" أخرجه أحمد" 5/200(22089) و"البُخَارِي" 7/11(5096). و"مسلم" 8/89(7045).

 

ومن تأمل القرءان وجد أنّ غض البصر يتجاوز ذلك المفهوم القاصر الذي ندور حوله، وإن كان كما ذكرنا أنه من رأس الشهوات، وقد قسم العلماء غض البصر إلى عدة إلى أمور:

أولها: غض البصر عن عورات الناس، ومن ذلك زينة المرأة الأجنبية.

إن الله سبحانه قد أمر فى كتابه بغض البصر وهو نوعان:

غض البصر عن العورة، وغضه عن محلّ الشهوة.

فالأول كغضّ الرّجل بصره عن عورة غيره.


وأما النوع الثاني من النّظر كالنظر إلى الزينة الباطنة من المرأة الأجنبية، فهذا أشد من الأول، كما أن الخمر أشد من الميتة والدم ولحم الخنزير، وعلى صاحبها الحد... لأن هذه المحرمات لا تشتهيها النفوس كما تشتهى الخمر" انتهى[2].

 

وقد تواردت نصوص الشرع في التحذير من النظر إلى المرأة الأجنبية والتلذذ:

قال الإمام أبو مُحَمَّدٍ ابنُ حَزمٍ - رَحِمَهُ الله تَعَالَى - في "مراتب الإجماع‏": "واتَّفَقُوا على وُجُوب غَضِّ البَصَرِ عَن غَيرِ الحَريمَةِ والزَّوجَةِ والأمَةِ، إلا من أراد نِكاحَ امرأةٍ حلَّ لهُ أنْ ينظُرَهَا".

 

وقال الإمَامُ أبو بكرٍ بنُ عَبدِ اللهِ العَامِريُّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى في "رِسَالتِه في أحكَامِ النَّظر‏": "إنَّ الذي أجمعتْ عليه الأُمَّةُ، واتَّفَقَ عليهِ عُلماءُ السَّلفِ وَالخلفِ مِن الفُقَهاءِ والأئمَّةِ: هُو نَظَرُ الأجانِبِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ بَعضُهُم إلى بَعضٍ، وَهُم مَن لَيسَ بينَهُم رَحِمٌ مِن النَّسبِ، ولا مَحرَمٌ مِن سَببٍ كالرِّضَاعِ وَغيرهِ، فَهؤلاءِ حرامٌ نَظَرُ بعضِهم إلى بَعضٍ".

 

أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، الْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ أَوْ يُكَذِّبُهُ"‏.

 

وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ وَأَبِي دَاوُدَ:"‏وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ وَزِنَاهُمَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ فَزِنَاهُمَا الْمَشْيُ، وَالْفَمُ يَزْنِي فَزِنَاهُ الْقُبَلُ"‏.

 

وَأَخْرَجَ الْأئمة أَحْمَدُ وأبو بكرٍ الْبَزَّارُ وَأَبُو يَعْلَى الموصِليُّ رَحِمَهُم الله تَعَالَى بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ‏:"‏الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ، وَالرِّجْلَانِ تَزْنِيَانِ، وَالْفَرْجُ يَزْنِي".

 

قال الإمامُ أبو زكريا النَوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: "مَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنَّ اِبْنَ آدَمَ قُدِّرَ عَلَيْهِ نَصِيبٌ مِنْ الزِّنَا، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُون زِنَاهُ حَقِيقِيًّا بِإِدْخَالِ الْفَرْجِ فِي الْفَرْجِ الْحَرَامِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُون زِنَاهُ مَجَازًا بِالنَّظَرِ الْحَرَام أَوْ الِاسْتِمَاع إِلَى الزِّنَا وَمَا يَتَعَلَّق بِتَحْصِيلِهِ، أَوْ بِالْمَسِّ بِالْيَدِ بِأَنْ يَمَسّ أَجْنَبِيَّة بِيَدِهِ، أَوْ يُقَبِّلهَا، أَوْ بِالْمَشْيِ بِالرِّجْلِ إِلَى الزِّنَا، أَوْ النَّظَر، أَوْ اللَّمْس، أَوْ الْحَدِيث الْحَرَام مَعَ أَجْنَبِيَّة، وَنَحْو ذَلِكَ، أَوْ بِالْفِكْرِ بِالْقَلْبِ. فَكُلّ هَذِهِ أَنْوَاع مِنْ الزِّنَا الْمَجَازِيِّ، "وَالْفَرْج يُصَدِّق ذَلِكَ كُلّه أَوْ يُكَذِّبهُ": مَعْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ يُحَقِّق الزِّنَا بِالْفَرْجِ، وَقَدْ لَا يُحَقِّقهُ بِأَلَّا يُولِجَ الْفَرْجَ فِي الْفَرْجِ، وَإِنْ قَارَبَ ذَلِكَ. وَاَللَّه أَعْلَم".

 

وقد جاء  نحو هذا المعنى عن أبي مُوسَى الأشعَرِيِّ رضي الله عنه قال:"كُلُّ عَينٍ فَاعِلَةٌ" يعني: زَانِيَةٌ. أَخْرَجَهُ الإمامُ أبو بكرِ ابنُ أبي شيبةَ رَحِمَهُ الله تَعَالَى في "مُصَنَّفِه" وأَخْرَجَه ابن الجوزي عن أبي مُوسَى مرفوعاً في "ذمِّ الهوى".

 

وجاء كتابِ "عُيونِ الأخبَارِ" للإمام أبي محمَّدٍ ابن قُتيبَةَ الدينوريِّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى: نظر رجل يوماً إلى ابنه وهو يديم النظر إلى امرأة فقال: "يا بنُيَّ! نظرُك هذا يُحبِل!".

 

2: غض البصر عن بيوت الناس وما أغلقت عليه أبوابهم:

"وكما يتناول غض البصر عن عورة الغير وما أشبهها من النظر إلى المحرمات، فإنه يتناول الغض عن بيوت الناس، فبيت الرجل يستر بدنه كما تستره ثيابه، وقد ذكر سبحانه غض البصر وحفظ الفرج بعد آية الاستئذان، وذلك أن البيوت سترة كالثياب التي على البدن" انتهى[3].

 

"ومن النظر الحرام النظر إلى العورات، وهي قسمان: عورة وراء الثياب. وعورة وراء الأبواب"[4].

 

قَال تَعَالَى: ﴿ إنَّا عَرضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرضِ وَالجِبَالِ فَأبينَ أنْ يَحمِلنَهَا وأَشفقنَ مِنها وَحَمَلَهَا الإنسانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُومَاً جَهُولاً﴾ [الأحزاب: 72].

 

قالَ ابنُ عُمَرَ رضي الله عنه فِي تَفسِيرِ هذِهِ الآيةِ: "مِن تَضِييعِ الأمَانَاتِ النَّظَرُ في الدُّورِ وَالحُجُرَاتِ". أَخْرَجَه الإمامُ أبو بَكرٍ ابنُ أبي الدُنيَا رَحِمَهُ الله تَعَالَى في "الورع‏" والإمام أبو بكر البيهَقيُّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى في "شُعَبِ الإيمَان‏".

 

3: غض البصر عما في أيدي الناس من الأموال والنساء والأولاد والمتاع ونحوها:

قال تعالى: ﴿ لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الحجر: 88].

 

قال ابن سعدي- رحمه الله - في "تفسيره" (434): "أي: لا تعجب إعجابا يحملك على إشغال فكرك بشهوات الدنيا التي تمتع بها المترفون، واغترَّ بها الجاهلون، واستغن بما آتاك الله من المثاني والقرآن العظيم" انتهى.

 

وقال أيضا (ص/516): "أي: لا تمدن عينيك معجبا، ولا تكرر النظر مستحسنا إلى أحوال الدنيا والمُمَتَّعين بها، من المآكل والمشارب اللذيذة، والملابس الفاخرة، والبيوت المزخرفة، والنساء المجملة، فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا، تبتهج بها نفوس المغترين، وتأخذ إعجابا بأبصار المعرضين، ويتمتع بها - بقطع النظر عن الآخرة - القوم الظالمون، ثم تذهب سريعا، وتمضي جميعا، وتقتل محبيها وعشاقها، فيندمون حيث لا تنفع الندامة، ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا في القيامة، وإنما جعلها الله فتنة واختبارا، ليعلم من يقف عندها ويغتر بها، ومن هو أحسن عملا" اهـ.

 

‏وما أحسن قول الشاعر‏:‏

وغض عن المحارم منك طرفا
طموحا يفتن الرجل الأريب
فخائنة العيون كأسد غاب
إذا ما أهملت وثبت وثوبا
ومن يغضض فضول الطرف عنها
يجد في قلبه روحا وطيبا

 

ثانياً: قواعد ذهبية معينة على غض البصر:

الأولى: إذا نظرت نظر الفجأة فاصرف بصرك:

ففي صحيح مسلم عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال سَأَلْت رَسُول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - عَنْ نَظْرَة الْفَجْأَة، فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِف بَصَرِي.

 

قال النووي - رحمه الله - في "شرح مسلم" وَمَعْنَى نَظَر الْفَجْأَة أَنْ يَقَع بَصَره عَلَى الْأَجْنَبِيَّة مِنْ غَيْر قَصْد فَلَا إِثْم عَلَيْهِ فِي أَوَّل ذَلِكَ، وَيَجِب عَلَيْهِ أَنْ يَصْرِف بَصَره فِي الْحَال، فَإِنْ صَرَفَ فِي الْحَال فَلَا إِثْم عَلَيْهِ، وَإِنْ اِسْتَدَامَ النَّظَر أَثِمَ لِهَذَا الْحَدِيث، فَإِنَّهُ - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَهُ بِأَنْ يَصْرِف بَصَره مَعَ قَوْله تَعَالَى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: 30]

 

فاصرف بصرك أيها الموفق ما استطعت إلى ذلك سبيلا.

 

دخل الإمام الأعمش حماما فرأى رجلا عريانا فأغمض عينيه وصار يتلمس الحائط فانتبه إليه الرجل وقال: متى فقدت بصرك يا إمام؟ فقال: منذ أن كشف الله عورتك.

 

القاعدة الثانية:

اجتنب تكرار النظر بعد الفجأة ففي الحديث: (يا علي! لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة) رواه الإمام أحمد وأبوداود وهو حديث حسن.

 

وهذه قاعدة متصلة بالقاعدة السابقة، ومكملة لها، وهي قاعدة ذهبية في غض البصر وحفظه عن الحرام، لا سيما في هذه البلاد.

 

قال ابن الجوزي‏:‏ "وهذا لأنّ الأولى لم يحضرها القلب‏،‏ ولا يتأمل بها المحاسن،‏ ولا يقع الالتذاذ بها‏،‏ فمتى استدامها مقدار حضور الذّهن كانت كالثانية في الإثم".‏

 

القاعدة الثالثة: تجنب الجلوس والتسكع في الطرقات:

في صحيح مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: ((إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ قَالُوا: وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ)).

 

قال النووي: "هَذَا الْحَدِيث كَثِير الْفَوَائِد، وَهُوَ مِنْ الْأَحَادِيث الْجَامِعَة، وَأَحْكَامه ظَاهِرَة، وَيَنْبَغِي أَنْ يُجْتَنَب الْجُلُوس فِي الطُّرُقَات لِهَذَا الْحَدِيث".

 

فقد نهاهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الجلوس في الطرقات لأنها مظنة التعرض للنظر المحرم، ولا يعطى الطريق حقه إلا بغض البصر، وكف الأذى.

 

القاعدة الرابعة: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ ٱلاْعْيُنِ وَمَا تُخْفِى ٱلصُّدُورُ ﴾ [غافر:19].

 

قال ابن عباس رضي الله عنهما: (هو الرجل يكون جالساً مع القوم فتمر اّلمرأة فيسارقهم النّظر إليها، وعنه: هو الرّجل ينظر إلى المرأة فإذا نظر إليه أصحابه غضّ بصره، فإذا رأى منهم غفلة تدسس بالنظر، فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره، وقد علم الله عز وجل منه أنه يود لو نظر إلى عورتها).

 

وقال مجاهد: هي مسارقة نظر الأعين إلى ما نهى الله عنه.

 

وقال قتادة: هي الهمزة بعينه وإغماضه فيما لا يحب الله تعالى[5].

 

سئل الجنيد: بم يستعان على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق إلى ما تنظره.

 

وكان الإمام أحمد ينشد:

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا
تقل خلوت ولكن قل على رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة
ولا أن ما يخفى عليه يغيب

 

القاعدة السادسة: ((احفظ الله يحفظ)):

يا أخي أحطت نفسك بأسوار الشيطان، وتخندقت في حبائله، ثم بعد ذلك تطالب نفسك بما لا مقدرة عليه، وتتمنى أن تغض بصرك.

ترجو السلامة ولم تسلك مسالكها
إن السفينة لا تجري على اليبس

 

قال ابن تيمية - رحمه الله -: وتأمّل كيف عصم الله عز وجل يوسف عليه السلام من فتنة امرأة العزيز، فقد كانت مشركة فوقعت مع تزوجها فيما وقعت فيه من السوء، ويوسف عليه السلام مع عزوبته ومراودتها له واستعانتها عليه بالنسوة وعقوبتها له بالحبس على العفة عصمه الله بإخلاصه لله تحقيقاً لقوله: ﴿ وَلاغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحجر:39، 40]، قال تعالى: ﴿ إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌ إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ ﴾ [الحجر:42].

 

القاعدة الثامنة: ((وأتبع السيئة الحسنة تمحها)):

إذا وقع منك ما وقع فاتبع السيئة بحسنة من صلاة أو صدقة واستغفار وغيرها مما يرضي الحليم الغفار.

 

ثالثاً: من فوائد غض البصر:

"في غض البصر عدة منافع[6]:

أحدها: أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده، وليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى، وما سعد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره، وما شقي من شقي في الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره.

 

الثانية: أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذى لعل فيه هلاكه إلى قلبه.

 

الثالثة: أنه يورث القلب أنسا بالله، وجمعية على الله، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ويبعده من الله، وليس على العبد شيء أضرّ من إطلاق البصر، فإنّه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه.

 

الرابعة: أنه يقوي القلب ويفرحه، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه.

 

الخامسة: أنه يكسب القلب نورا، كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة، ولهذا ذكر سبحانه آية النور عقيب الأمر بغض البصر، فقال: ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ [النور: 30] ثم قال إثر ذلك: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ﴾ [النور: 35] أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه، وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان، فما شئت من بدعة وضلالة واتباع هوى واجتناب هدى وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب الشقاوة، فإن ذلك إنما يكشفه له النور الذي في القلب، فإذا فقد ذلك النور بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلام.

 

السادسة: أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل والصادق والكاذب،... والله سبحانه يجزي العبد على عمله بما هو من جنس عمله، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فإذا غض بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته، عوضة عن حبسه بصره لله، ويفتح له باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة المصيبة، التي إنما تنال ببصيرة القلب، وضد هذا ما وصف الله به اللوطية من العمه الذي هو ضد البصيرة فقال تعالى: ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الحجر: 72].

 

السابعة: أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقوة، كما في الأثر: (الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله) ومثل هذا تجده في المتبع هواه من ذل النفس ووضاعتها ومهانتها وخستها وحقارتها، ما جعله الله سبحانه فيمن عصاه، كما قال الحسن: (إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين، فإن المعصية لا تفارق رقابهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه).

 

الثامن: أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب، فإنه يدخل مع النظرة، وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهوى في المكان الخالي، فيمثل له صورة المنظور إليه، ويزينها ويجعلها صنما يعكف عليه القلب، ثم يَعِدُهُ ويُمَنِّيه، ويوقد على القلب نار الشهوة، ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة، فيصير القلب في اللهب، فمن ذلك اللهب تلك الأنفاس التي يجد فيها وهج النار، وتلك الزفرات والحرقات، فإن القلب قد أحاطت به النيران بكل جانب، فهو في وسطها كالشاة في وسط التنور، لهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور المحرمة أن جُعل لهم في البرزخ تنورٌ من نار.

 

التاسع: أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها، وإطلاق البصر يشتت عليه ذلك ويحول عليه بينه وبينها، فتنفرط عليه أموره، ويقع في اتباع هواه، وفي الغفلة عن ذكر ربه، قال تعالى: ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف: 28].

 

العاشر: أن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما عن الآخر، وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده، فإذا فسد القلب فسد النظر، وإذا فسد النظر فسد القلب، وكذلك في جانب الصلاح" انتهى [7].

 

وأما في عصرنا الحاضر فظهرت أمور كثيرة عن طريق الوسائل الحديثة التي تكشف لنا يوميا أن القرءان والوحي الذي نطق به نبينا - صلى الله عليه وسلم - يمثل للحضارة إعجازا علميا رائعا ففي مجال البصر كتب الشيخ الدكتور زغلول النجار فقال:

الإعجاز العلمي في القرآن في غض البصر:

يقول الله عز وجل: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ﴾ [النور: 30]؛ فقال العلماء أزكى معنى أطهر وأنفع وأطيب.

 

والسهم إذا دخل الجسم أحدث جرحا فقد يتلف مكانا معينا، أما حين يكون السهم مسموما فإن السم يسري إلى كل أنحاء الجسم.

 

فالنبي عليه السلام قبل أربعة عشر قرنا بيَّن مخاطر النظرة التي تتبع النظرة، فالنظرة كالضغط على الزناد، الذي تبدأ بسببه سلسلة من التفاعلات والإفرازات الهرمونية الجنسية المعقدة، التي لها تأثير على كل عضو، بل على كل خلية والتي تهيء الجسم لعملية الاتصال الجنسي وكل هذا يجب أن يتم في وقت محدد، أما إذا استمر انطلاق هذه الهرمونات في الجسم دون تفريغ هذه الشحنة، فإنها سوف تؤدي إلى مضاعفات خطيرة في الجسم.

 

وفي بحث أجري قبل 20عاما توصل إلى النتائج التالية:

أولا: هذه الهرمونات تجري في الأوعية، وتجول في الجسم الإنسان الذي يطلق بصره في الحرام طوال النهار.

 

والنبي الكريم نهى عن إتباع النظرة النظرة، ونهى عن تبرج النساء، وعن تعطر المرأة إذا خرجت من بيتها، ونهى عن الخلوة بالأجنبية، ونهى عن المصافحة، ونهى أن تمتنع المرأة عن فراش زوجها، وكل هذا للوقاية من أمراض كثيرة.

 

فما الذي يحدث؟

أولا: ظهور رائحة كريهة جدا من الإبطين والقدمين من أثر دورة هذه السموم في الجسم طوال النهار بسبب إطلاق البصر والمجلات ومشاهد جنسية وأفلام ونساء كاسيات عاريات ….

 

فهذا بدوره يؤدي إلى دورة هذه الهرمونات طوال النهار وزيادة كميتها وامتداد دورانها في الجسم (الهرمونات الجنسية الزائدة عن الحد تعتبر سموما إذا زادت عن الكمية المحددة وكذالك إذا امتد إفرازها في الجسم طوال النها).

 

ثانيا: توسع فتحات الغدد العرقية والدهنية في الكعبين وأسفل القدمين وفي المؤخرة، وهذا يسبب البواسي.

 

وتوسع الفتحات الدهنية يسبب حب الشباب من دورة الهرمونات …

 

والهرمونات الجنسية، التي هي كالسموم، وتهيجها لحد أكثر من المتوسط يسبب داء الشقيقة أو الصداع النصفي الذي لا يوجد له علاج ليومنا هذا.

 

أما الشيء المخيف فآلام المفاصل ولا سيما الكبيرة..

 

كمفصل الركبة والورك، ويبدوا أن هذه الهرمونات تقلل من لزوجة السائل الذي بين العظام وهذا يؤدي إلى جفاف السائل ثم احتكاك العظام ثم إلى آلام مفصلية لا تحتمل.

 

أما في مجال القلب والأوعية الدموية فاستمرار هذه الهرمونات في الجسم تسبب هبوط في ضربات القلب وبطء في الدوران الدموي.

 

ثم أن هذه السموم قد تسبب جلطة دهنية إذا ما ترسبت في مكان معين، ومن بعض هذه الآثار هو حدوث توسع في غدة البروستاتة، وكل هذا مصداقا لحديث رسولنا الكريم الذي أخبر به عن الله عز وجل: النظرة سهم من سهام إبليس المسمومة، فمن تركها من خوف من الله عز وجل أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه)[8].

 

المرخص لهم في النظر:

قال ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله تعالى: (ولا) حرج (في النّظر إلى المتجالة) أي كبيرة السن (ولا) حرج (في النّظر إلى الشّابة) وتأمّل صفتها (لعذر من شهادة عليها) في نكاح أو بيع ومثل الشّاهد الطّبيب والجرّاح ولا يجوز له ان يتعدى النظر إلى غير موضع العلة (وقد أرخص في ذلك) أي في النّظر إلى الشّابة (للخاطب) وذلك لما روى أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه[9] من حديث المغيرة بن شعبة  أنه خطب امرأة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "انظر إليها فإنّه أحرى أن يؤدم بينكما" وروى أحمد ومسلم[10] من حديث أبي هريرة قال: "كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتاه رجل فأخبره أنه تزوّج امرأة من الأنصار فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنظرت إليها، قال: لا، قال: اذهب فانظر إليها فإنّ في أعين الأنصار شيئا "،وغيرها من الأحاديث.

 

فيرخص للخاطب والشاهد على امرأة أمام القضاء والطبيب بقدر علة المريض.

 

قصص واقعية:

ساق أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه "ذم الهوى" بقوله: "بلغني عن رجل كان ببغداد يُقال له: صالح المؤذن، أذّن أربعين سنة، وكان يُعرف بالصلاح، أنه صعد يوماً إلى المنارة ليؤذن، فرأى بنت رجل نصراني كان بيته إلى جانب المسجد، فافتتن بها، فجاء فطرق الباب، فقالت: من؟ فقال: أنا صالح المؤذن، ففتحت له، فلمّا دخل ضمّها إليه، فقالت: أنتم أصحاب الأمانات فما هذه الخيانة؟ فقال: إن وافقتني على ما أريد وإلاّ قتلتك. فقالت: لا؛ إلا أن تترك دينك، فقال: أنا بريء من الإسلام ومما جاء به محمد، ثم دنا إليها، فقالت: إنما قلت هذا لتقضي غرضك ثم تعود إلى دينك، فكُلْ من لحم الخنزير، فأكل، قالت: فاشرب الخمر، فشرب، فلما دبّ الشراب فيه دنا إليها، فدخلت بيتاً وأغلقت الباب، وقالت: اصعد إلى السطح حتى إذا جاء أبي زوّجني منك، فصعد فسقط فمات، فخرجت فلفّته في ثوب، فجاء أبوها، فقصّت عليه القصة، فأخرجه في الليل فرماه في السكة، فظهر حديثه، فرُمي في مزبلة"[11].

 

أما الحكاية الثانية: فقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في حوادث سنة ثمان وسبعين ومائتين ما يلي: "وفيها توفي عبدة بن عبد الرحيم قبحه الله ذكر ابن الجوزي أن هذا الشقيّ كان من المجاهدين كثيراً في بلاد الروم، فلما كان في بعض الغزوات والمسلمون يحاصرون بلدة من بلاد الروم، إذ نظر إلى امرأة من نساء الرّوم في ذلك الحصن، فهويها، فراسلها: ما السّبيل إلى الوصول إليك؟ فقالت: أن تتنصر وتصعد إليّ، فأجابها إلى ذلك، فما راع المسلمين إلاّ وهو عندها، فاغتمّ المسلمون بسبب ذلك غمّاً شديداً، وشقّ عليهم مشقة عظيمة، فلما كان بعد مدة مرّوا عليه وهو مع تلك المرأة في ذلك الحصن، فقالوا: يا فلان ما فعل قرآنك؟ ما فعل علمك؟ ما فعل صيامك؟ ما فعل جهادك؟ ما فعلت صلاتك؟ فقال: اعلموا أني أُنسيت القرآنَ كلّه إلاّ قوله - تعالى -:﴿ رُّبَمَا يَوَدُّ الَذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ * ذَرْهُمْ يأكلوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾[12] وقد صار لي فيهم مال وولد"[13].

 

قصة واقعية عامل محطة بنزين يتزوج بأجمل جميلات نيوزلندا:

كانت إحدى ملكات جمال نيوزيلندا يهفو إليه الجمهور الكبير في داخل بلدها وخارجه لينعموا بنظرة إلى جمالها، ولكن كان هناك شاب مسلم من جنسية آسيوية يعمل في محطة بنزين قريب من بيتها، وكلما جاءت الملكة لمحطة البنزين لتزود سيارتها بالبترول غض الشاب بصره وملأ ما تحتاجه وأخذ الثمن، مما جعل الملكة تمتلئ غيظا وحنقا عليه، فهو لا يبالي بها وهي التي فتنت الجماهير في العالم، ولم يطل صبرها ففي يوم من الأيام نزلت من سيارتها لتصب جام غضبها على الشاب الذي قهرها بامتثاله لربه، فسألته من أنت؟ ومن أين أنت؟ هل أنت بشر أم جماد؟ وما ديانتك؟ لماذا تقهرني بعدم الالتفات إلي والنظر في جمالي ومحاسني؟ فأخبرها بأنه مسلم وأن دينه يحرم عليه إطلاق بصره في غير ما ضرورة، فأسلمت على يديه، وقالت لابد أن تكون زوجا لا أرضى بغير ذلك، فتزوجها وحسن إسلامها.

 

وفي قصة أخرى حكاها الشيخ الداعية محمد حسان أن شابا مغربيا سافر إلى أمريكا وفي يوم من الأيام قدر له أن يجتمع بفتاة جميلة في إحدى الأبراج العالية إلا أن الشاب لم يرفع رأسه لينظر إلى هذه الجميلة التي كانت طول الوقت خائفة من هذا الذي ركّز نظره في الأرض دون أن يغويه جمالها، ويغويه الشيطان لفعل ما يخل بإيمانه ودينه، فما إن وطئت أقدامهم باحة البرج ومر ذاهبا حتى نادته قائلة، ألم يعجبك جمالي؟ فقال لها وهو غاض بصره لم أر جمالك ليعجبني أو لا يعجبني!، فأنا مسلم أمرني ربي بغض البصر؟ فقالت من ربك هذا فقال: الله، قالت أي ديانة تعتنقها، قال: الإسلام، فقالت ما أجمل هذا الدين الذي ينهاك عن إيذاء الغير حتى بالنظر، قالت وهي مندهشة من أخلاقه وسمته هل تتزوجني، قال أنا مسلم ولا يجوز لي أن أتزوج امرأة على غير ديني؟ قالت فإن دخلت دينك، قال: نعم، فأسلمت، وتزوج بها، وأعطته جميع ما تملك وكانت من أسرة ثرية جدا فاصبح بغضِّ بصره مليارديرا. صدق الله العظيم القائل: ﴿ ..وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

 

من الأشعار الرائقة في الباب:

قال الشاعر:

وكنت متى أرسلت طرفك رائداً
لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر
عليه ولا عن بعضه أنت صابر

 

والنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية، فإن لم تقتله جرحته، وهي بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس، فإن لم يحرقه كله أحرقت بعضه، والناظر يرمي من نظره بسهام غرضها قلبه، وهو لا يشعر فهو إنما يرمي قلبه.

 

وقال الشاعر:

إذا أنت لم ترع البروق اللوامحا
ونمت جرى من تحتك السيل سائحا
غرست الهوى باللحظ ثم احتقرته
وأهملته مستأنسا متسامحا
ولم تدر حتى أينعت شجراته
وهبت رياح الوجد فيه لواقحا
فأمسيت تستدعي من الصبر عازبا
عليك وتستدني من النوم نازحا

 

وقال آخر:

يا راميا بسهام اللحظ مجتهدا
أنت القتيل بما ترمي فلا تصب
وباعث الطرف يرتاد الشفاء له
توقه فإنه يأتيك بالعطب
ترجو الشفاء بأحداق بها مرض
فهل سمعت ببرء جاء من عطب
وبائعا طيب عيش ما له خطر
بطيف عيش من الأيام منتهب
‏غبنت والله غبنا فاحشا فلو اس
ترجعت ذا العقد لم تغبن ولم تخب

 

ورُفِعَتْ لِلْإِمَامِ أَبِي الْخَطَّابِ بْنِ أَحْمَدَ الْكُلُوذَانِيِّ مِنْ أَكَابِرِ الأئمة والعلماء رُقْعَةٌ فِيهَا‏:‏

قُلْ لِأَبِي الْخَطَّابِ نَجْمِ الْهُدَى
وَقُدْوَةِ الْعَالَمِ فِي عَصْرِهِ
لَا زِلْت فِي فَتْوَاك مُسْتَأْمَنًا
مِنْ خُدَعِ الشَّيْطَانِ أَوْ مَكْرِهِ
مَاذَا تَرَى فِي رَشَإٍ أَغْيَدَ
حَازَ اللَّمَا وَالدُّرَّ فِي ثَغْرِهِ
لَمْ يَحْكِ بَدْرَ التِّمِّ فِي حُسْنِهِ
حَتَّى حَكَى الزُّنْبُورَ فِي خَصْرِهِ
فَهَلْ يُجِيزُ الشَّرْعُ تَقْبِيلَهُ
لِمُسْتَهَامٍ خَافَ مِنْ وِزْرِهِ
أَمْ هَلْ عَلَى الْمُشْتَاقِ فِي ضَمِّهِ
مِنْ غَيْرِ إدْنَاءٍ إلَى صَدْرِهِ
إثْمٌ إذَا مَا لَمْ يَكُنْ مُضْمِرًا
غَيْرَ الَّذِي قُدِّمَ مِنْ ذِكْرِهِ

 

فَأَجَابَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُ‏:‏

يَا أَيُّهَا الشَّيْخُ الْأَدِيبُ الَّذِي
قَدْ فَاقَ أَهْلَ الْعَصْرِ فِي شِعْرِهِ
تَسْأَلُ عَنْ تَقْبِيلِ بَدْرِ الدُّجَى
وَعَطْفِ زَنْدَيْك عَلَى نَحْرِهِ
هَلْ وَرَدَ الشَّرْعُ بِتَحْلِيلِهِ
لِمُسْتَهَامٍ خَافَ مِنْ وِزْرِهِ
مَنْ قَارَفَ الْفِتْنَةَ ثُمَّ ادَّعَى
الْعِصْمَةَ قَدْ نَافَقَ فِي أَمْرِهِ
هَلْ فِتْنَةُ الْمَرْءِ سِوَى الضَّمِّ
وَالَتَّقْبِيلِ لِلْحِبِّ عَلَى ثَغْرِهِ
هَلْ دَوَاعِي ذَلِكَ الْمُشْتَهَى
إلَّا عِنَاقُ الْبَدْرِ فِي خِدْرِهِ
وَبَذْلُهُ ذَاكَ لِمُشْتَاقِهِ
يُزْرِي عَلَى هَارُوتَ فِي سِحْرِهِ
وَلَا يُجِيزُ الشَّرْعُ أَسْبَابَ مَا
يُوَرِّطُ الْمُسْلِمَ فِي حَظْرِهِ
فَانْجُ وَدَعْ عَنْك صُدَاعَ الْهَوَى
عَسَاك أَنْ تَسْلَمَ مِنْ شَرِّهِ
هَذَا جَوَابُ الْكُلُوذَانِيِّ قَدْ
جَاءَ يَرْجُو اللَّهَ فِي أَجْرِهِ

 

قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ بَعْدَ إيرَادِهِ لِمَا ذكر:‏ فَهَذَا جَوَابُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَهُوَ مُطَابِقٌ لِمَا ذَكَرْنَا، يَعْنِي مِنْ عَدَمِ إبَاحَةِ النَّظَرِ لِلْمَحْبُوبِ، حَيْثُ زَعَمَ أَنَّ النَّظَرَ رُبَّمَا يُذْهِبُ مَا الْتَاعَ بِهِ فُؤَادُهُ الْمَحْجُوبُ، فَإِنَّ احْتِمَالَ مَفْسَدَةِ أَلَمِ الْحُبِّ مَعَ غَضِّ الْبَصَرِ وَعَدَمِ تَقْبِيلِهِ وَضَمِّهِ أَقَلُّ مِنْ مَفْسَدَةِ النَّظَرِ وَنَحْوِهِ، فَإِنَّ هَذِهِ الْمَفْسَدَةَ أَعْنِي مَفْسَدَةَ النَّظَرِ وَنَحْوِهِ تَجُرُّ إلَى هَلَاكِ الْقَلْبِ وَفَسَادِ الدِّينِ، وَغَايَةُ مَا يُقَدَّرُ مِنْ مَفْسَدَةِ الْإِمْسَاكِ عَنْ ذَلِكَ سَقَمُ الْجَسَدِ أَوْ الْمَوْتُ تَفَادِيًا عَنْ التَّعَرُّضِ لِلْحَرَامِ [14].‏

 

الخاتمة:

اللهم أحسن خاتمتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين

 

المصدر: الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ مختار الجزائري الشنقيطي



[1] في ظلال القرآن (4/2485).

[2] شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "مجموع الفتاوى" (15/414).

[3] ابن تيمية "مجموع الفتاوى" (15/379)

[4] ابن القيم رحمه الله في "مدارج السالكين" (1/117)

[5] تفسير القرطبي (15/303).

[6] ابن القيم في "الجواب الكافي" (125).

[7] بتصرف من موقع سؤال وجواب.

[8] من كتاب الإعجاز  العلمي في القرآن  د / زغلول النجار

[9] أخرجه أحمد (4/244) والترمذي (1087) والنسائي (6/69) وابن ماجه (1866).وصححه الألباني.

[10] أحمد" 2/286(7829) و2/299) (7966) و"مسلم"( 3469 ) و"النَّسائي" 6/69، في "الكبرى( 5327).

[11] ذم الهوى لابن الجوزي رحمه الله تعالى(ص409).

[12] الآيتان (2-3) الحجر.

[13] البداية والنهاية لابن كثير (11/64).

[14] انظر غذاء الألباب شرح منظومة الآداب ففيها أخبار أخرى ظريفة ورسائل منيفة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • غض البصر ونعمة الوقت
  • غض البصر
  • استشعار بما يلحق من الضرر، للمشردين من أبناء البشر ( خطبة )
  • غض البصر مع كثرة المغريات ( خطبة )
  • غض البصر
  • لماذا غض البصر؟
  • عيناك وغض البصر
  • من أضرار النظر المحرم
  • غض البصر: وجوبه وفوائده وحال السلف معه
  • من فوائد وثمرات غض البصر
  • فوائد غض البصر
  • لماذا نغض البصر؟
  • كيف نغض البصر؟
  • خطبة عن غض البصر
  • غضوا أبصاركم (خطبة)
  • نفي الضرر في الإسلام
  • من فوائد غض البصر

مختارات من الشبكة

  • قاعدة: يتحمل الضرر الخاص لأجل دفع الضرر العام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القاعدة الفقهية: الضرر لا يزال بالضرر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الضرر والضرار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رفع البصر إلى السماء في الصلاة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • ضوابط الضرورة الشرعية(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • الضرر الناتج عن تأديب العبد(مقالة - موقع د. إبراهيم بن صالح بن إبراهيم التنم)
  • أضرار إطلاق البصر في المحرم(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • رفع اليدين في الصلاة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من إلحاق الضرر بالمسلمين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الضرر الطبي، وأثره في الأحكام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر وتقدير
محمود مكاوي - مصر 05-02-2015 03:34 PM

شكراً جزيلاً اخى وبارك الله فيك وجعله في ميزان حساناتك, ولكن هناك تعديل من فضلك في

2: غض البصر عن بيوت الناس وما أغلقت عليه أبوابهم:

سورة الاحزاب
اية 72.(وَأشفقنَ منهاَ)

(شكراً)


قَال تَعَالَى: بسم الله الرحمن الرحيم﴿ إنَّا عَرضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرضِ وَالجِبَالِ فَأبينَ أنْ يَحمِلنَهَا وَاشفقنَ منهاَ وَحَمَلََهَا الإنسانُ إنَّهُ كَانَ ظَلُومَاً جَهُولاً﴾ [الأحزاب: 72].

صدق الله العظيم

سكرتير التحرير:

شكرا للملاحظة وقد تم التعديل.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب