• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم قرآن
علامة باركود

الوقف والابتداء

الوقف والابتداء
الشيخ إسماعيل الشرقاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/11/2012 ميلادي - 28/12/1433 هجري

الزيارات: 93062

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الوقف والابتداء

أهمية هذا الباب:

معرفة الوقف والابتداء الصحيحين وكيفيتهما وأسبابهما، وإتقان القارئ لهذا الباب يزيد المعاني وضوحًا، ويكسب المستمع فهمًا صحيحًا، ويذكر أن الإمام عليًّا - رضي الله عنه - سئل عن معنى قوله - تعالى -: ﴿ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴾ [المزمل: 4]، فقال - رضي الله عنه -: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف.

 

وهناك مصطلحات لا بد أن تعلم قبل المضي في هذا الباب:

الوقف لغة: الكف، واصطلاحًا: قطع الصوت على الكلمة زمنًا يتنفس فيه بنية استئناف القراءة، ويكون في رؤوس الآي وأوساطها، ولا يكون في وسط الكلمة ولا فيما اتصل رسْمًا.

 

السكت لغة: الامتناع، واصطلاحًا: قطع الصوت زمنًا دون زمن الوقف عادة من غير تنفس مع قصد القراءة، وهو مُقيد بما ثبت به النقل وصحت به الرواية، ويكون في وسط الكلمة وفيما اتصل رسْمًا.

 

القطع لغة: الإبانة، واصطلاحًا: فصل أو إزالة القراءة بالكلية، والانتقال عنها إلى حال أخرى، ولا يكون القطع إلا على رؤوس الآي، ويستحب الاستعاذة بعده للقراءة المستأنفة.

 

وأعود للوقف فأقول: إنَّ الوقف ينقسم من حيث السبب إلى أربعة أقسام عامة:

1- الوقف الاضطراري، وهو أن يقف القارئ على أي كلمة في أثناء التلاوة؛ بسبب ضيق نفسٍ أو سُعال أو ما شابه ذلك، فلا بأسَ بذلك مع وجوب الابتداء بالكلمة الموقوف عليها أو بما قبلها إن صَحَّ المعنى بذلك الابتداء.

 

2- الوقف الانتظاري، وهو أن يقف القارئ على الكلمة؛ ليعطف عليها غيرها عند جمعه؛ لاختلاف الروايات في أثناء قراءته للقراءات.

 

3- الوقف الاختباري، وهو أن يوقف القارئ على الكلمة اختبارًا؛ لبيان كيفية الوقف الصحيح على الكلمة، كالمقطوع والموصول والثابت والمحذوف ونحوه.

 

4- الوقف الاختياري، وهو أن يُوقَف القارئ على الكلمة متعمدًا لغير سبب من الأسباب السابقة، وينقسم الوقف الاختياري إلى أربعة أقسام[1]، وهي: التام والكافي والحسن والقبيح.

 

1- الوقف التام:

وهو الوقف على ما تم معناه، ولم يتعلق بما بعده لا لفظًا ولا معنى، فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، وكثيرًا ما يكون ذلك الوقف في أواخر الآيات، كما في قوله - تعالى -: ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [البقرة : 5].

 

يُوقَف هنا وقفًا تامًّا، ثم يُبْتَدأ بقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [البقرة: 6].

 

وقد يكون الوقف التام وسط الآية، كما في قوله - تعالى -: ﴿ لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ﴾ [الفرقان: 29]، يوقف هنا وقفًا تامًّا، ثم يُبتدَأ بقوله - تعالى -: ﴿ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 29].

 

وقد يكون الوقف التام بعد انتهاء الآية بكلمة كقوله - تعالى -: ﴿ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ﴾[الصافات: 137 - 138].

 

يُوقف هنا وقفًا تامًّا، ثم يُبتدأ بقوله - تعالى -: ﴿ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الصافات: 138].

 

2- الوقف الكافي:

وهو الوقف على ما تم في نفسه لفظًا، وتعلق بما بعده معنى، فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده، ويكون هذا الوقف على رؤوس الآي وفي وسطها.

 

مثال للوقف الكافي على رؤوس الآي:

الوقف وقفًا كافيًا على قوله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 6].

 

ثم يُبتدأ بقوله - تعالى -: ﴿ خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ﴾ [البقرة : 7].

 

مثال للوقف الكافي في وسط الآي:

الوقف وقفًا كافيًا على قوله - تعالى -: ﴿ رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ﴾ [الإسراء: 25].

 

ثم يُبْتَدَأ بقوله - تعالى -: ﴿ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 25].

 

3- الوقف الحسن:

وهو الوقف على ما تم في ذاته، وتعلَّق بما بعده معنى لا لفظًا، على ما رجَّحه الشيخ الحصري - رحمه الله - من تعريف الوقف الحسن، وعليه يحسن الوقف على الكلمة الموافقة له، ثم الابتداء بما بعدها.

 

والتعريف المرجوح وهو ما آخذ به وأميل إليه هو أن الوقف الحسن يعني الوقف على ما تم في ذاته، وتعلَّق بما بعده لفظًا، ويَجوز الوقف عليه لتمامه، ولا يَجوز الابتداء بما بعده؛ لتعلقه بما قبله لفظًا ومعنى، إلا أن يكون الوقف على رأس آية؛ قال الإمام ابن الجزري - رحمه الله -:

فَاللَّفْظُ إِنْ تَمَّ وَلاَ تَعَلُّقَا
تَامٌ وَكَافٍ إِنْ بِمَعْنًى عُلِّقَا
قِفْ وَابْتَدِئْ وَإِنْ بِلَفْظٍ فَحَسَنْ
فَقِفْ وَلاَ تَبْدَأْ سِوَى الْآيِ يُسَنْ

 

مثال للوقف الحسن في أواسط الآيات وفقًا للتعريف الراجح:

الوقف على كلمة: ﴿ وَبَرْقٌ ﴾ في قوله - تعالى -: ﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ ﴾ [البقرة: 19]، وذلك أن الجملة بعدها وهي:

﴿ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴾ [البقرة: 19].

 

مستأنفة لا موضعَ لَها من الإعراب وقعت جوابًا عن سؤال نشأ من الجملة السابقة، كأنَّ سائلاً قال: فما يصنعون إذا أصابتهم تلك الشدة؟ فأجيب بقوله - تعالى -:

﴿ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴾ [البقرة : 19].

 

مثال للوقف الحسن في أواسط الآيات وفقًا للتعريف المرجوح:

يَحسُن الوقف على قوله - تعالى -: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ [الفاتحة: 2]، ثم الابتداء بما سبق ووصله بما بعده هكذا: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2].

 

مثال للوقف الحسن في أواخر الآيات وفقًا للتعريف المرجوح:

قوله - تعالى -: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3]، يحسن الوقف هنا، ثم الابتداء بالآية التالية هكذا: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4].

 

قال الإمام ابن الجزري في مقدمته:

وَبَعْدَ تَجْوِيدِكَ لِلْحُرُوفِ
لاَ بُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الْوُقُوفِ
وَالابْتِدَاءِ وَهْيَ تُقْسَمُ إِذَنْ
ثَلاَثَةً تَامٌ وَكَافٍ وَحَسَنْ
وَهْيَ لِمَا تَمَّ فَإنْ لَمْ يُوجَدِ
تَعَلُّقٌ أَوْ كَانَ مَعْنًى فَابْتَدِي
فَالتَّامُ فَالْكَافِي وَلَفْظًا فَامْنَعَنْ
إِلاَّ رُؤُوسَ الآيِ جَوِّزْ فَالْحَسَنْ

4- الوقف القبيح:

وهو الوقف على ما لم يتم معناه؛ لتعلُّقه بما بعده لفظًا ومعنى، كالوقف على قوله - تعالى -: ﴿ الْحَمْدُ ﴾ من الآية: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، ومن الوقف القبيح أيضًا الوقف على ما يغير المعنى، كالوقف على قوله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ ﴾ [النساء: 43].

 

بل يجب عليه أن يكمل التلاوة حتى يفيد المعنى المراد، فيقرأ بالوصل هكذا:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ﴾ [النساء: 43].

 

هذا ويستحب للقارئ حال تلاوته أن يكون متيقظًا متفهمًا لما يقرأ، فلا يقف على موضع لا يفيد المعنى، ولا يصل إذا رأى تغييرًا للمعنى، ولا يَبْتَدِئ التلاوة بما يغير المعنى كأن يبدأ فيقول: ﴿ إِنِّي كَفَرْتُ ﴾ [إبراهيم: 22]، أو يبدأ فيقول:

﴿ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ ﴾ [الممتحنة: 1]، فإذا انقطع نَفَسُه اضطراريًّا، فيجب أن يختار وقفًا معقولاً؛ فلا يقف مثلاً على قوله - تعالى -: ﴿ جَنَّاتٍ تَجْرِي ﴾، بل يقف على ﴿ جَنَّاتٍ ﴾، أو ﴿ الْأَنْهَارُ ﴾؛ لأن الجنات لا تجري، وعند استئناف التلاوة بعد قصور النفس يستحب الابتداء بالرجوع إلى ما قبل انقطاع النفس؛ ليفهم المعنى المراد.

 

قال الإمام ابن الجزري في مقدمته:

وَغَيْرُ مَا تَمَّ قَبِيحٌ وَلَهُ
الْوَقْفُ مُضْطَرًّا وَيُبْدَا قَبْلَهُ
وَلَيْسَ فِي الْقُرْآنِ مِنْ وَقْفٍ وَجَبْ
وَلاَ حَرَامٌ غَيْرَ مَا لَهُ سَبَبْ

 

هذا وأحب أن أنبه ها هنا على خطأ قد فشا في كثير من القراء، وهو الوقف بسورة الفاتحة على قوله - تعالى -: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة: 7]، ثم تلاوة ما بعد ذلك، ولا يجوز هذا عند حفص، وإنَّما الصحيح وصل الآية كلها هكذا: ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7].

 

وينقسم الوقف من حيث آخر الكلمة إلى خمسة أنواع:

1- السكون المحض، ويكون في الفتحة والكسرة والضمة، نحو الوقف على قوله - تعالى -: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ يوقف بالهاء الساكنة.

 

2- الرَّوْم، وهو الإتيان ببعض الحركة - بثُلُثها - ويسمعه القريب من القارئ، ويكون في أواخر الكلمات المرفوعة نحو: ﴿ النَّاسُ ﴾، أو أواخر الكلمات المجرورة نحو: ﴿ الْأَرْضِ ﴾، كما يجوز الرَّوْم في هاء الضمير نحو: ﴿وَيُعَلِّمُهُ ﴾، ﴿ فِيهِ ﴾، ﴿ فَضْلِهِ ﴾، ولا رَوْمَ في وسط الكلم إلا في كلمة: ﴿ تَأْمَنَّا ﴾.

 

3- الإشمام، وهو الإشارة بالشفتين إلى حركة الضمة التي ختمت بها الكلمة من غير صوت، فهو يُرى ولا يُسمع، ولا بُدَّ من اتِّصال ضم الشفتين بالإسكان، والإشمام يكون في المرفوع والمضموم فقط نحو: ﴿ مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا ﴾ [يوسف: 11]، ﴿ الْمَصِيرُ ﴾، ﴿ نَسْتَعِينُ ﴾.

 

ويَمتنع الرَّوْم والإشمام في المفتوح وميم الجمع وهاء التأنيث وعارض الشكل، كما في الأمثلة الآتية: ﴿ الكُفَّارَ ﴾، ﴿ أَنفُسُكُمْ ﴾، ﴿ لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ ﴾ [التوبة: 48]، ﴿ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ ﴾ [الإسراء: 110]، ﴿ نِعْمَةً ﴾.

 

4- الإبدال، وهو تحويل التنوين المنصوب إلى ألف مدية عند الوقف نحو:

﴿ خَبِيرًا ﴾، ﴿ كَبِيرًا ﴾، ما لم يكن التنوين على هاء التأنيث، فإنه لا يبدل ويوقف على الهاء بالسكون بغير رَوْمٍ ولا إشمام نحو: ﴿ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾، ﴿ خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً ﴾.

 

قال الإمام ابن الجزري في مقدمته:

وَحَاذِرِ الْوَقْفَ بِكُلِّ الْحَرَكَهْ
إِلاَّ إِذَا رُمْتَ فَبَعْضُ حَرَكَهْ
إِلاَّ بِفَتْحٍ أَوْ بِنَصْبٍ وَأَشِمْ
إِشَارَةً بِالضَّمِّ فِي رَفْعٍ وَضَمْ

 

تتمة هامة

إذا وقع سكون عارض للوقف بعد حرف المد أو حرف اللين، سُمِّيَ المد حينئذ مدًّا عارضًا للسكون، وقد سبق بيانه.

 

وإذا كان آخرُ الكلمة مَهموزًا، فإمَّا أن يكون منصوبًا أو مَجرورًا أو مَرفوعًا، فإن كان منصوبًا نحو: ﴿ وَالسَّمَاءَ ﴾، ففيه ثلاثة أوجه وهي: مدُّه أربع أو خمس أو ست حركات بالسكون المحض، وإن كان مَجرورًا نحو: ﴿ مِنَ الْمَاءِ﴾، ففيه ستة أوجه وهي: الثلاثة التي في المنصوب ومثلها مع الروم، ويكون هذا جمعًا لطرق الطيبة، وأما طريق الشاطبية فخمسة أوجه فقط؛ لأنَّ الروم مثل حالة الوصل، وإن كان مرفوعًا نحو: ﴿ يَشَاءُ ﴾، ففيه تسعة أوجه وهي: الثلاثة التي في المنصوب، ومثلها مع الروم، ومثلها مع الإشمام، ويكون هذا جمعًا لطرق الطيبة، وأما طريق الشاطبية فثمانية أوجه فقط؛ لأنَّ الروم مثل حالة الوصل.

 

وأما إذا كان آخرُ الكلمة بلا همز، فإما أن يكون مَنصوبًا أو مَجرورًا أو مرفوعًا، فإن كان منصوبًا نحو: ﴿يُؤْمِنُونَ﴾، ففيه ثلاثة أوجه وهي: مَدُّه حركتين، أو أربعًا، أو ستًّا مع السكون المحض بغير رَوْم ولا إشمام، وإن كان مَجرورًا نحو: ﴿ مِنَ الرَّحْمَنِ ﴾، ففيه أربعة أوجه وهي: الثلاثة التي في المنصوب، ويزاد الروم على القصر، وإذا كان مرفوعًا نحو ﴿ نَسْتَعِينُ ﴾، ففيه سبعة أوجه وهي: الأربعة التي في المجرور، ويزاد الإشمام على كل من القصر والتوسُّط والإشباع، وأما إذا كان العارضُ للسكون حرفَ لين نحو: ﴿ الْبَيْتِ ﴾، ﴿ خَوْفٍ ﴾، فإن الروم يكون على عدم المد مُطلقًا؛ لأن الرَّوْم مثل حالة الوصل، وقد علمت أنَّ اللين لا يمد عند الوصل مطلقًا.

 

5- الحذف، وهو حذف التنوين في المرفوع والمجرور عند الوقف نحو: ﴿ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾، ﴿ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ﴾ [2].



[1] كذا قسمه الإمام ابن الجزري، والحافظ أبو عمرو الداني، وهناك تقسيمات أخرى اجتهادية كتقسيم الشيخ الحصري - رحمه الله - في كتابه "معالم الاهتداء"، وقد أضاف إلى الأربعة السابقة خمسة أقسام، هي الوقف اللازم، والوقف الصالح، والوقف الجائز، ووقف المعانقة، ووقف السنة، كذا وقف الأشموني العقائدي - نحو: الوقف على ﴿ وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ ﴾ [الأنعام: 3] في أول سورة الأنعام الآية 3، وسترى بعضها في علامات الوقف، ولا حاجة للإطالة بذكرها تفصيلاً.

[2] بتصرف من كتاب "مرشد المريد"، للدكتور محمد بن سالم محيسن - عفا الله عنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سلسلة: (مقدمة أحكام التلاوة)
  • سلسلة: (أحكام النون الساكنة والتنوين)
  • أحكام النون الساكنة والتنوين
  • أحكام اللام
  • أحكام المد
  • إرشاد القراء إلى الوقف والابتداء
  • معرفة الوقف والابتداء
  • الكلام على الوقف القبيح
  • من أقسام الوقف : الوقف الاختباري
  • الوقف الاضطراري والانتظاري في التلاوة
  • الابتداء في تلاوة القرآن
  • صياغة معنى "قلـﮯ" علامة الوقف التام في الثالث الإعدادي الأزهري
  • الوقف والابتداء وأمثلة عليهما
  • الوقف
  • جهود العلماء المصريين في علم الوقف والابتداء لهادي حسين الحرباوي

مختارات من الشبكة

  • من أقسام الوقف : الوقف الاختياري(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحفة النبلاء في معرفة الوقف والابتداء (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كفاية الاهتداء في الوقف والابتداء (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أشهر قاعدة في الوقف والابتداء لسورة الناس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الشواهد النحوية والتصريفية في كتاب إيضاح الوقف والابتداء لأبي بكر ابن الأنباري ت (328هـ) دراسة وتقويما(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • أسباب الاختلاف في الوقف والابتداء(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة الإيضاح في الوقف والابتداء (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مشروعية علم الوقف والابتداء من السنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصف الاهتداء في الوقف والابتداء لبرهان الدين الجعبري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • خريطة أحكام الوقف والابتداء(كتاب - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
4- شكر
اسماعيل الجربه - مصر 03-08-2014 02:06 AM

زادكم الله علما

3- كلمة شكر
zozo - اليمن 27-01-2014 08:22 PM

أوجه لكم خالص شكري وتقديري والله استفدت كثير جزاكم الله خيرا

2- جزاكم الله خير
عاليه جابر - اليمن 04-01-2014 01:45 PM

شكرا علی طرح هذا الموضوع استفدت كثيرا الله يجزاكم خير

1- جزاكم الله خيرًا
محمود عبد الجليل روزن - مصر 14-11-2012 01:26 AM

بارك الله فيكَ شيخنا على هذا الطرح، ونفعك الله ونفع بكَ، وجعل عملكَ لوجهه خالصًا، ورزقنا وإياك القبول..
واسمح لي بهذين التعليقين:
التعليق الأوَّل: في تحرير مصطلح (الوقف الحسن) يحتاج لإطالة النَّفَسِ، وتتبُّع كلام العلماء ونقده، وهو مجال خصبٌ، فالوقف الحسن قبل الداني (ت444هـ) ليس هو بعد الداني، يقول الداني في (المكتفى في الوقف والابتدا) ما نصُّه (ص22): واعلم أن الوقف الحسن هو الذي يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده لتعلقه به من جهة اللفظ والمعنى جميعًا.
وهذا التعريف هو الذي سار عليه كثيرٌ من المصنِّفين في الوقف والابتداء بعد الداني، ومنهم ابن الجزري والأشموني والمتأخرون، وعنهم أخذ جامعو معاجم الاصطلاحات في علوم القراءات بدون تحقيق ولا تحرير وإنما هو نقل مجرَّد.
أمَّا ظاهر اصطلاح أبي جعفر النحَّاس (338هـ) في (القطع والائتناف) فإنَّه يُطلق الحسن على الكافي، وكثيرًا ما يستعمله في رؤوس الآي، على أنَّه قد يُطلقه أيضًا على الحسن بالاصطلاح المستقرّ الآن، وهو قليل .
والشيخ زكريَّا الأنصاري (ت926هـ) يقول في تلخيصه للمرشد (تصنيف الشيخ العماني) : «ثم الوقف على مراتب: أعلاها التام، ثم الحسن ، ثم الكافي، ثم الصالح ، ثم المفهوم.....إلخ».
فالمصطلح – كما هو واضحٌ – مضطربٌ، وإن استقرَّ – إلى حدٍّ ما – في الاصطلاح المعاصر على أنَّه: ما يحسن الوقف عليه ولكن لا يحسن الابتداء بما بعده لوجود تعلُّق لفظيٍّ، كالوقف على (الحمد لله) حسن، ولكن لا يبدأ (ربِّ العالمين). ولي على ذلك مؤاخذتان:
المؤاخذة الأولى: أنَّ الحسن في هذه الحالة ما هو إلا نوعٌ من الجواز المشروط إن جاز التعبير، وبذلك ينفصل المعنى اللغوي عن المعنى الاصطلاحي، وهو ما يُضعف قوة الاصطلاح.
المؤاخذة الثانية: أنَّ مصطلحيْ (التام) و(الكافي) يعنيان: تمام الوقف وتمام الابتداء، وكذلك كفاية الوقف، وكفاية الابتداء.. وهو ما لا يصلح أن نقول به في (الحسن) فهو – وإن كانَ به شيءٌ من الحُسْن وقفًا – إلا أنَّه عارٍ من هذا الحُسْن ابتداءً، ويلزمُ القارئَ – لزومًا صناعيًّا لا شرعيًّا – العَوْدُ، ثمَّ إنَّ مراتب هذا العَوْدِ تتفاوتُ كفاية وحُسْنًا وصلاحًا بحسب المعنى المفهوم، والذي - غالبًا - ما يختلف باختلاف موضع الاستئناف.
والخلاصة من هاتين المؤاخذتين: أنَّ مصطلح (الحسن) قد يحسُن أن يستبدل به مصطلحٌ آخر كالجائز مثلًا.
التعليق الثاني: في كيفية الوقف على آخر الكلمة، فيه ثمانية أقسام، وهي : السكون المحض، والروم، والإشمام، والإبدال، والحذف، والإطلاق، والإلحاق، والنقل أو الإتباع. فهناك ثلاثة أقسام لم يُشَرْ إليها وهي:
الإطلاق: وهو إشباع الفتحة حتى تصيرَ ألفًا (حركة طويلة) وذلك في نحو (الظنونا) [الأحزاب :10) ، (وأطعنا الرسولا) [الأحزاب:66) (فأضلونا السبيلا) [الأحزاب 67] و(كانت قواريرا) [الإنسان:15]، وقد يأتي الإطلاق لبيان الحركة وذلك في كلمتين هما (أنا)، و(لكنَّا) التي هي (لكنْ أنا) فهي في الأصل تؤول إلى كلمة واحدة (أنا) ، وفي غير القرآن كلمة (حيَّهلا) وليس لهما ثالث، قال ابن الغزَّال في الوقف والابتداء (1/106): «وليس في الكلام حرفٌ وُقِفَ عليه بالألف ووصِل بغير ألف إلا هذين الحرفين».
أمَّا إلحاق هاء السكت، والنقل والإتباع؛ فغير واردين في رواية حفص فلذلك لن أتوسع في شرحهما.
والحمد لله ربّ العالمين.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب