مجموع أخبار آخر الزمان وأشراط الساعة (21)

مجموع أخبار آخر الزمان وأشراط الساعة (21)

باب: فيما جاء أنه يطلع رايات سود تأتي من قبل المشرق يقاتلون قتالاً شديداً وينصرون وفيهم المهدي وسيأتي ناس من المشرق يوطئون للمهدي سلطانه كما سيأتي من قبل المشرق رايات سود لا يردها شيء حتى تنصب بإيليا ويأتي رايات من جهة خراسان

• عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تطلع عليكم الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالاً شديداً لم يقاتله قوم مثلهم فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج فإنه خليفة الله المهدي.. رواه ابن ماجه والحاكم.

• وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم -: قال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء ً شديداً وتشريداً وتطريداً حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الحق فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي فيملك الأرض فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً فمن أدرك ذلك منكم أومن أعقابكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج.. أخرجه ابن ماجه.

• وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون وينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملأها قسطاً كما ملئوها جوراً الحديث.. رواه ابن ماجه وابن أبي شيبة.

• وعن سعيد بن المسيب مرسلاً قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تخرج من قبل المشرق رايات سود صغار تقاتل رجلاً من أولاد أبي سفيان وأصحابه من قبل المشرق ويؤدون الطاعة للمهدي.. رواه أبو نعيم بن حماد.

• وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شيء حتى تنصب بإيلياء.. رواه الإمام أحمد والترمذي.

• وعن علي - رضي الله عنه - أنه قال: والذي نفسي بيده لا يذهب الليل والنهار حتى تجيء الرايات السود من قبل خراسان حتى يوثقوا خيولهم بنخلات بيسان والفرات.. رواه ابن المنادي.

• وعن علي - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يخرج ناس من قبل المشرق فيوطئون للمهدي سلطانه.. رواه ابن ماجه.

• وعن عبدالله بن الحارث - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي سلطانه.. أخرجه ابن ماجه.

• وعن ثوبان - رضي الله عنه - قال: إذا رأيتم الرايات السود جاءت من قبل خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج فإن فيها خليفة الله المهدي.. رواه أحمد والبيهقي.

• وعن بريدة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ستكون من بعدي بعوث كثيرة فكونوا في بعث خراسان.. رواه ابن عدي وابن عساكر.

باب: في ذكر بعض الأحاديث الواردة بتبشير النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمهدي وما ورد أن من كذّب بالمهدي أو بالدجال كفر وأقوال العلماء في الأحاديث الواردة بخروج المهدي وإيراد أسماء رواة الأحاديث من الصحابة والأئمة أصحاب السنن

• عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأً يلجأ إليه من الظلم فيبعث الله رجلاً من عترتي من أهل بيتي فيملأ الأرض قسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطرها شيئاً إلا صبته مدراراً ولا تدع الأرض من مائها شيئاً إلا أخرجته حتى تتمنى الأحياء الأموات يعيش في ذلك سبع سنين أو ثمان أو تسع سنين.. رواه عبدالرزاق.

• وعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: يكون على الناس إمام لا يعد لهم الدراهم ولكن يحثو.. رواه وأخرجه البزار ومسلم وعبدالرزاق من حديث أبي سعيد وجابر.

• وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي أجنى أقنى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت قبله ظلماً يكون سبع سنين.. رواه الإمام أحمد.

• وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض يقسم المال صحاحاً قال رجل وما صحاحاً قال بالسوية بين الناس قال ويملأ الله قلوب أمة محمد غنى ويسعهم عدله حتى يأمر منادياً ينادي فيقول من له في مال حاجة فما يقوم من الناس إلا رجل فيقول ائت السادن يعني الخازن فقل له إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً فيقول أحث حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم فيقول كنت أجشع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - نفساً أو عجز عني ما وسعهم قال فيرده فلا يقبل منه فيقال له لا نأخذ شيئاً أعطيناه فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده أو قال ثم لا خير في الدنيا بعده.. رواه أحمد في المسند.

• وروى الإمام الحافظ بن الإسكاف عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من كذب بالدجال فقد كفر ومن كذب بالمهدي فقد كفر.

[قلت] من تعرض لتكذيب خروج المهدي يخشى عليه فالأحاديث الواردة في خروج المهدي كثيرة متواترة وأقوال علماء السنة لا تخفى في التصديق بخروجه وسنذكر بعضها فيما يلي:

قال ابن القيم رحمه الله:

اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر العصور أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلامية ويسمى المهدي.

وممن خرج أحاديث المهدي جماعة من الأئمة منهم: أبو داود والترمذي وابن ماجه والبزار وأحمد والحاكم والطبراني وأبو يعلى الموصلي وعبدالرزاق وأسندوا أحاديث المهدي إلى الصحابة ومنهم علي وابن عباس وابن عمر وطلحة وعبدالله بن مسعود وأبي هريرة وأنس وأبي سعيد الخدري وأم حبيبة وأم سلمة وثوبان وقرة بن إياس.

وقال الإمام السفاريني:

كثرت الروايات بخروج المهدي حتى بلغت حد التواتر المعنوي وشاع ذلك بين علماء السنة حتى عد من معتقداتهم.

[قلت] نقلنا ما فيه الكفاية من الأحاديث الواردة في المهدي وأقوال العلماء وإني أبرأ إلى الله أن أتعرض لتكذيب خروج المهدي وأي أرض تقلني وأي سماء تضلني إذا خالفت أقوال العلماء والسلف الصالح والأحاديث الواردة في خروج المهدي ولقد بلغني وسمعت أن أناساً ابتلوا بالتكذيب فظلموا أنفسهم.. هداني الله وإياهم وجميع المسلمين صراطه المستقيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

باب: لن تقوم الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات كبار هائلة يتبع بعضها بعضاً آخر الزمان تتوالى أولها طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة ضحى ثم لا تقبل التوبة ولا ينفع الإيمان بعد طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة وآخر الآيات نار تطرد الناس إلى محشرهم

• عن حذيفة بن أسيد الغفاري - رضي الله عنه - قال: اطلع النبي - صلى الله عليه وسلم - علينا ونحن نتذاكر فقال: ما تذاكرون قلنا نتذاكر الساعة قال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ويأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب.. وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.. رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود وأهل السنن.

• وعن واثلة بن الأسقع - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا تقوم الساعة حتى تكون عشر آيات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب والدجال والدخان ونزول عيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر تحشر الذر والنمل.. رواه الطبراني والحاكم في مستدركه وقال صحيح الإسناد.

• وعن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الآيات خرزات منظومات في سلك فإن يقطع السلك يتبع بعضها بعضاً.. رواه الإمام أحمد.

• وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خروج الآيات بعضها على أثر بعض يتتابعن كما يتتابع الخرز في النظام.. رواه ابن حبان في صحيحه والطبراني في الأوسط.

• وعن حذيفة بن أسيد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بين يدي الساعة عشر آيات كالنظم في الخيط إذا سقط منها واحدة توالت خروج الدجال ونزول عيسى بن مريم وفتح يأجوج ومأجوج والدابة وطلوع الشمس من مغربها وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها.. رواه ابن عساكر في تاريخه.

[قلت] إن أول الآيات الكبار خروجاً طلوع الشمس من مغربها ثم خروج الدابة كما جاء في الأحاديث التالية وهي:

• عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أول الآيات طلوع الشمس من مغربها.. رواه الطبراني.

• وعن عبدالله بن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثاً لم أنسه بعد.. سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة ضحى فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها ثم قال عبدالله وكان يقرأ الكتب وأظن أولها خروجاً طلوع الشمس من مغربها.. الحديث رواه الإمام أحمد ومسلم وأبو داود.

• وعن حذيفة بن أسيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقوم الساعة حتى تروا عشر آيات فذكر أولها طلوع الشمس من مغربها.. رواه ابن ماجه.

• وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بادروا بالأعمال ستاً طلوع الشمس من مغربها والدجال والدخان والدابة وخاصة أحدكم وأمر العامة.. رواه الإمام أحمد ومسلم.

• وعن أنس - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بادروا بالأعمال ستاً طلوع الشمس من مغربها والدخان ودابة الأرض والدجال وخويصة أحدكم وأمر العامة.. رواه ابن ماجه.

• وعن عمرو بن العاص قال: حفظت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها.. رواه مسلم.

• وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله عز وجل: ﴿ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ ﴾، قال: طلوع الشمس من مغربها.. رواه الإمام أحمد والترمذي.

• وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمن من آمن فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمن من قبل.. رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم.

• وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً.. طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض.. رواه مسلم والترمذي.

باب: في أن التوبة يقبلها الله سبحانه إلى أن تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت من المغرب أغلق باب التوبة وطبع على كل قلب بما فيه وأن ليلة طلوع الشمس من المغرب تطول على الناس فبينما هم يرقبون طلوعها إذ طلعت من المغرب

• عن معاوية - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها.. رواه الإمام أحمد وأبو داود.

• وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من تاب قبل طلوع الشمس من مغربها تاب الله عليه.. رواه الإمام أحمد ومسلم.

• وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها.. رواه أحمد ومسلم.

• وعن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله، ما آية طلوع الشمس من مغربها فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: تطول تلك الليلة حتى تكون قدر ليلتين فينتبه الذين كانوا يصلون فيها فيعملون كما كانوا يعملون قبلها والنجوم لا ترى قد غابت مكانها ثم يرقدون ثم يقومون فيصلون ثم يرقدون ثم يقومون تبطل عليهم جنوبهم حتى يتطاول عليهم الليل فيفزع الناس ولا يصبحون فبينما ينتظرون طلوع الشمس من مشرقها إذ طلعت من مغربها فإذا رآها الناس آمنوا فلم ينفعهم إيمانهم.. رواه ابن مردويه.

• وعن صفوان بن عسال - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر باباً من قبل المغرب مسيرة عرضه أو يسير الراكب في عرضه أربعين أو سبعين عاماً خلقه الله يوم خلق السموات والأرض مفتوحاً يعني للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه.. رواه أحمد والترمذي.

• وعن عبدالرحمن بن عوف - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تزال التوبة مقبولة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت طبع الله على كل قلب بما فيه وكفى الناس العمل.. رواه الإمام أحمد والطبراني.

• وعن عبدالله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة وعبدالله بن عمر بهذا اللفظ.

باب: في خروج دابة الأرض وأن الدابة تخرج وتكمن ثلاث مرات وما جاء فيها وفي تسمية المكان والجهة التي تخرج منها الدابة آخر الزمان وصفتها وأنها تخطم أنف الكافر وتجلو وجه المؤمن حتى إنه يهرب منها إلى المساجد وينادي بعض الناس بعضاً بعلاماتهم هذا يقول يا مؤمن وهذا يقول يا كافر

• عن أبي الطفيل قال كنا جلوساً عند حذيفة فذكرت الدابة فقال حذيفة - رضي الله عنه - إنها تخرج ثلاث خرجات في البوادي ثم تكمن، ثم تخرج في بعض القرى حتى يذعروا حتى تهريق فيها الأمراء الدماء ثم تكمن، قال فبينما الناس عند أعظم المساجد وأفضلها وأشرفها حتى قلنا المسجد الحرام وما سماه، إذ ارتفعت الأرض ويهرب الناس ويبقى عامة المسلمين يقولون إنه لن ينجينا من أمر الله شيء فتخرج فتجلو وجوههم حتى تجعلها كالكواكب الدرية وتتبع الناس.. رواه الحاكم.

• وعن طلحة بن عمر - رضي الله عنه - في حديث طويل قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الدابة فقال: لها ثلاث خرجات في الدهر، فتخرج خرجة من أقصى البادية ولا يدخل ذكرها القرية أعني مكة، ثم تكمن زمناً طويلاً ثم تخرج خرجة أخرى دون تلك فيعلوا ذكرها في البادية ويدخل ذكرها القرية يعني مكة.. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ثم بينما الناس في أعظم المساجد عند الله حرمة وأكرمهم المسجد الحرام لم يرعهم إلا وهي ترغو بين الركن والمقام تنفض رأسها عن التراب فارفض الناس عنها شتى ومعاً وتثبت عصابة من المؤمنين عرفوا أنهم لم يعجزوا الله فبدأت بهم فجلت وجوههم حتى جعلتها كالكوكب الدري وولت في الأرض لا يدركها طالب ولا ينجو منها هارب حتى إن الرجل ليتعوذ منها في الصلاة فتأتيه من خلفه فتقول يا فلان الآن تصلي فيقبل عليها فتسمه في وجهه ثم تنطلق ويشترك الناس في الأموال ويصطحبون في الأمصار يعرف المؤمن والكافر حتى إن المؤمن ليقول يا كافر اقضني حقي.. وحتى إن الكافر يقول يا مؤمن اقضني حقي.. رواه أبو داود.

• وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه قال: ألا أريكم المكان الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرى أن الدابة تخرج منه فضرب بعصاه الشق الذي في الصفا وقال إنها ذات ريش وزغب وإنه يخرج ثلثها حضر الفرس الجواد ثلاثة أيام وثلاثة ليال وإنها لتمر عليهم أيام ليفرون إلى المساجد فتقول لهم أترون المساجد تنجيكم مني فتخطمهم يساقون في الأسواق ويقال يا كافر ويا مؤمن.. رواه أبو يعلى.

• وعن عطية قال: قال عبدالله: تخرج الدابة من صدع في الصفا كجري الفرس ثلاثة أيام لا يخرج إلا ثلثها.. رواه ابن أبي حاتم.

• وعن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: ذهب بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى موضع بالبادية قريب من مكة فإذا بأرض يابسة حولها رمل فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تخرج الدابة من هذا الموضع فإذا فتر في شبر قال ابن بريدة فحججت بعد ذلك بسنتين فأرانا عصاً له فإذا هو بعصاي هذه كذا وكذا يعني أن كلما له يتسع حتى يكون وقت خروجها.. رواه ابن ماجه.

• وروى عن قتادة أن ابن عباس قال: هي دابة ذات زغب لها أربع قوائم ثم تخرج من بعض أودية تهامة.

• وعن عبدالله بن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: تخرج الدابة من تحت صخرة شعب جياد فتستقبل المشرق فتصرخ صرخة تنفذه ثم تستقبل اليمن فتصرخ صرخة تنفذه ثم تروح من مكة فتصبح بعسفان قيل ثم ماذا قال: لا أعلم.

• وعن أبي الزبير أنه وصف الدابة فقال: رأسها رأس ثور وعيناها عين خنزير وأذنها أذن فيل وقرنها قرن أيل وعنقها عنق نعامة وصدرها صدر أسد ولونها لون نمر وخاصرتها خاصرة هر وذنبها ذنب كبش وقوائمها قوائم بعير بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعاً يخرج معها عصا موسى وخاتم سليمان فلا يبقى مؤمن إلا نكتت في وجهه بعصا موسى نكتة بيضاء فتفشو تلك النكتة حتى يبيض لها وجهه ولا يبقى كافر إلا نكتت في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان فتفشو تلك النكتة حتى يسود لها وجهه حتى إن الناس يتبايعون في الأسواق بكم ذا يا مؤمن وبكم ذا يا كافر حتى إن أهل البيت يجلسون على مائدتهم فيعرفون مؤمنهم من كافرهم ثم تقول الدابة يا فلان أبشر أنت من أهل الجنة ويا فلان أنت من أهل النار فذلك قول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ﴾، رواه ابن أبي حاتم وجاء في النهاية لابن كثير عن ابن جريح.

• عن ابن عمر - رضي الله عنه -ما في قوله عز وجل: ﴿ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ﴾، قال إذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر.. رواه الحاكم.

وقال ابن كثير في التفسير هذه الدابة تخرج آخر الزمان عند فساد الناس وتركهم أوامر الله وتبديلهم الدين الحق.

وقال ابن عباس والحسن وقتادة تكلمهم كلاماً تخاطبهم مخاطبة.

وقيل (تكلمهم كَلْماً أي تجرحهم وقيل كلاهما تكلمهم وتجرحهم).

• وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: تخرج الدابة ومعها عصا موسى وخاتم سليمان فتخطم أنف الكافر بالخاتم وتجلو وجه المؤمن بالعصا حتى إن أهل الخوان ليجتمعون على خوانهم فيقول هذا يا مؤمن ويقول هذا يا كافر.. رواه الإمام أحمد والترمذي والحاكم.

قوله الخوان: أي موضع الأكل.

• وفي رواية لابن ماجه بلفظ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: تخرج الدابة ومعها خاتم سليمان بن داود وعصا موسى بن عمران عليهما السلام فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتخطم أنف الكافر بالخاتم حتى إن أهل الخوان ليجتمعون فيقول هذا يا مؤمن ويقول هذا يا كافر.. رواه ابن ماجه.

• وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم ثم يعمرون فيكم حتى يشتري الرجل البعير فيقول ممن اشتريته فيقول: اشتريته من أحد المخطمين.. رواه الإمام أحمد.

• وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: يبيت الناس يسيرون إلى جمع وتبيت دابة الأرض تسري إليهم فيصبحون وقد جعلتهم بين رأسها وذنبها فما مؤمن إلا تمسحه ولا منافق ولا كافر إلا تخطمه وإن التوبة لمفتوحة ثم يخرج الدخان فيأخذ المؤمن منه كهيئة الزكمة ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالشيء الحنيذ وإن التوبة لمفتوحة ثم تطلع الشمس من مغربها.. رواه الحاكم في مستدركه.