• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    تحريم الإهلال لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    مشاهد عجيبة حصلت لي!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (2)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الدرس السابع عشر: آثار الذنوب على الفرد والمجتمع
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

أصحاب الأخدود.. تاريخ يتجدد

أصحاب الأخدود.. تاريخ يتجدد
الشيخ إبراهيم بن صالح العجلان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/2/2012 ميلادي - 4/4/1433 هجري

الزيارات: 35133

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أصحاب الأخدود.... تاريخ يتجدد

(خطبة)

 

الخطبة الأولى

معاشر المؤمنين:

يا من تحملون بين جوانحكم قلوباً قد امتلأت كمداً وألماً على حال إخوانكم في الشام.

 

يا من تحجرت دموعكم في مآقيها، وذرفت مدراراً على قوافل الشهداء، ومناظر الأشلاء، وشلالات الدماء.

 

يا من تنغصت حياتكم، وتكدر عيشكم، وتفطَّرت قلوبكم على شعب يحكم عليه بالإعدام والحصار والتجويع.

 

يا أيتها النفوس المؤمنة الطيبة تعالوا نورد القلوب شيئاً من عِبر القرآن، وهدايات الذكر الحكيم، نستلهم شيئاً من معانيها، ونتدارس بعضاً من فقهها حتى نكون في إبًّانِ الأزمات كما يريد ربُّ الأرض والسموات.

 

نقف مع نبأٍ من أنباء الغيب، وقِصة من القصص الحق، مليئة بالدروس، مشحونة بالعبر، ﴿ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 176].

 

فأحداث الله في أرضه ليست وقائع ماضية، بل سنن باقية حاضرة.

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ﴾ [البروج: 1 - 4].

 

من هم أصحاب الأخدود؟ ما دينهم؟ ما خبرهم؟

من قَتلوا؟ ولماذا قَتلوا؟ وكيف قَتلوا؟ وما حال من قُتِلوا؟

 

أسئلة كثيرة، استعرضتها سورة البروج القصيرة، التي نزلت على قلب سيد المرسلين في مكة في حال الاستضعاف والابتلاء في الدين، يوم أن كان الصحابي يستفزع النبيَّ صلى الله عليه وسلم ويستنصرُه (ألا تدعوا الله لنا؟)، فيأتيه الجواب: ((إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَيُمْشَطُ أَحَدُهُمْ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ، مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَيْنِ، مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَلَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ)).

 

نزلت هذه الآيات في مكة ليتربى المؤمنون على هذه المعاني الجليلة، في الفدائية، والاستعلاء بالدين، والوقوف في وجه الطغاة المستبدين، وبيان حقيقة الانتصار، والتصبر على الألم واللأواء، وأن طريق الإيمان مرير.

 

لا يهمنا أين كان أصحاب الأخدود، ولا متى عاشوا، وإنما الأهم كيف عاشوا، وكيف حكى القرآن خبرهم، وفصل فيه.

 

أما إيمان أهل هذه القرية فقد كان في أفراد قليلين، ومستخفين أيضاً، خوفاً من بطش ملوكهم وحكامهم الذين كانوا على الإشراك، فسلبوا من الناس حرية اعتقادهم، وخوفوهم بسلطانهم تغيير دينهم.

 

وكان ممن آمن غلام صغير قص علينا نبينا صلى الله عليه وسلم خبره في حديث طويل، تربى هذا الغلام على يد راهب في صومعته، وتلقى عليه دروساً في الإيمان والتوحيد والثبات.

 

ودارت الأيام فابتلي هذا الغلام على يد الطغاة المتجبرين، وثبت على دينه ومبادئه حتى قُتل وسفك دمه من أجلها.

 

نعم لقد ضحَّى غلام الأخدود من أجل مبادئه، فتأثر لتضحيته أُلوف مؤلفة من قومه، فآمنوا بربهم، ولامس الإيمان بشاشة قلوبهم، فوحَّدوا بعد إشراكهم، وآمنوا بعد كفرهم.

 

هنا تحركت عقارب الطغيان في صدور المتجبرين، فحاولوا منعهم بسياسة التخويف والتهديد، فتمنَّعت الفئة المؤمنةُ بعقيدتها، فثبتت ثبات الجبال الراسيات، فالدين لا يعلوا فوقه شي، فلم تهتز، ولم تتراجع، ولم تتنازل رغم ألوان التضييق، بل التعذيب والتنكيل الذي لا يُطاق.

 

لقد قست قلوب هؤلاء الطغاة فهي كالحجارة أو أشد قسوة، فلم يُبالوا بعدها بدم الإنسان، وكرامة الإنسان، وحقِّه في أن يعيش حُراً في دينه واعتقاده.

 

نعم... دخلت تلك الفئة المؤمنة المستضعفة معركتها مع الطغيان، سلاحها الإيمان، غايتها رضا الرحمن، يقينها فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا.

 

أما الطغيان فاختار طريق التصفية الجسدية، والإبادة الجماعية، في صور لا تصدر حتى من الوحوش الكواسر.

 

فخدوا الأخاديد، واضرموها ناراً، وقد ملئت قلوبهم غيضاً وناراً، وما أشد عذاب النار، ما أشد الموت بالنار.

 

نزعت من قلوب هؤلاء الرحمة فلم تُحرِّكها مناظر البكاء، ولا توسلات الضعفاء، ولا نحيب النساء.

 

غضبت رموز الطغيان، وغضبت لغضبتها زبانيتها، ومرتزقتها، وبلطجيتها، وشبيحتها، ففتكت بهذه الفئة المؤمنة، والتي كانوا يتعايشون معهم في أرض واحدة.... ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [البروج: 8].

 

تأمل في التعبير القرآني، فبعد قوله ﴿ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [البروج: 8]، قال سبحانه ﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [البروج: 9]، فلا يجري شيء في الأرض إلا بإرادة الملك سبحانه، إن قَدِر هؤلاء وأطغاهم المُلْك للتسلط على الضعفة المؤمنين، ففوقهم ملك يملك الأرض كلها، والسموات فوقها.

 

هذا الملك لو يشاء لانتصر من هؤلاء الطغاة الظلمة الجبارين، ولكنْ ليبلوا بعضكم ببعض، ولكنْ ليعلم سبحانه المؤمنين من الكافرين والمنافقين، ولكنْ ليتخذ سبحانه من الأمم شهداء، والله يحب الصابرين.

 

هذا الملك خلق الجنة، وأعد فيها منازل عليا، لا يبلغها إلا أهل هذه التضحيات العليا.

 

هذا الملك لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وسِع سمعه الأصوات، سمع آهات المظلومين، سمع أنات المكلومين، سمع حنين الخائفين الوجلين، سمع ذلك كلَّه، وشهد على ذلك كلِّه، ﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [البروج: 9].

 

إنها رسائل سماوية تطمئن القلوب المؤمنة، وتقذف فيها شحنات من اليقين، والتوكل، والصبر والمصابرة.

 

قُتل أهل الإيمان في أخاديدهم، وتفحَّمت جثثهم، حُرِّق الرجل وأخيه، وسُجِّر المرء مع أمه وأبيه، وتلهَّمت النارُ الزوجَ وصاحبتيه وبنيه.

 

رحل هؤلاء من دنياهم، عُذِّبوا وقُتِّلوا، ونُكَّل بهم وحُرِّقوا، ولكن هل انتهت حياتهم؟ وهل انطمس ذكرهم؟ وهل نسي أثرهم؟

 

في حساب الأرض يبدوا أن النصر واضح، وأن معركة الصراع حُسمت لصالح الطغاة، فبقوا في دنياهم يتنعمون، ولكنْ في حساب السماء مقادير أخرى، ومنح عظمى، في حساب السماء أن هذه الفئة المؤمنة ما انتهت حياتهم، بل هم أحياء، عند ربهم يرزقون، وأنَّ تقلُّب الطغاة في البلاد قليل، ومتاعهم فيها زهيد، ثم مأواهم جهنم، وبئس المصير.

 

في حساب الأرض أن هؤلاء أُبيدوا، فلا أثر لهم بعد النار، وفي حساب السماء أنَّ هذه الفئة أصبحت رمزاً ومثلاً لكل فئة مؤمنة تُضطهد في عقيدتها، وتُؤذى في دينها، فهل أثر أعزُّ وأشرف من أن يُسطَّر خبرهم في كتب الله، ويردد اسمهم على ألسنة أنبياء الله.

 

في حساب الأرض أنًّ هذه الفئة ذُلَّت وأهينت، وفي حساب السماء أن هذه الفئة ماتت عزيزة كريمة من أجل مبادئها، فاستحقت وساماً خالداً سامقاً، الذل الحقيقي في حساب السماء أن يبيع المرء دينه ومبادئة من أجل لُعاعة يتنعم بها.

 

ليس الذل في موت الإنسان، كل نفس ذائقة كأسَ الموت، اختلفت أسباب هذا الكأس والموت واحد، ولكن فرق بين موت وموت، فرق بين أرواح تموت فكأنها ما كانت، وأرواح تموت فيُعلو ذكرها، ويحفر في صخرة الزمان اسمها.

 

الفوز والانتصار الحقيقي ليس هو الفوز في هذه الحياة الدنيا، الفوز الخالد الباقي هو فوز الآخرة، في الحياة الأبدية التي لا خوف فيها،ولا حزَن ولانصب ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [الحشر: 20].

 

وبعد مشهد التعذيب والتسلُّط من الطغاة تأتي الرسائل من الجبار الواحد القهار لجبابرة الأرض الذين استخفوا بالدماء، واسترخصوا أرواح الأبرياء لأجل نعيم زائل، وملك لا يدوم، فيقول سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴾ [البروج: 10].

 

كرر سبحانه التعذيب بالحريق مع أنَّ جهنم كلَّها حريق في حريق ليخبرهم أن جزاءهم جزاءً وفاقاً، فكما عذبوا المؤمنين بالنار، فمآلهم يوم الدين إلى نار، ولكن شتان بين نار ونار.

 

وبعد أن تكاملت صورة الحدث في الدنيا، ومصير كل فريق في الآخرة، يُعقِّب المولى سبحانه على ذلك بقوله: ﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴾ [البروج: 12]، فهؤلاء الذين استخدموا سياسة البطش في الدنيا، يبقى بطشهم ضعيف هزيل، فهو بطش في رقعة محدودة، ومدة مُحدّدة، وأما البطش الشديد فهو البطش الدائم الباقي مع كل المعرضين المكذبين، ثم ذكر سبحانه صور البطش التي ذاقتها الأمم السابقة ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ ﴾ [البروج: 17، 18]، هذا بطش الجبار في الدنيا، وأما في الآخرة فهو بطش لا يطاق، ﴿ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى ﴾ [طه: 127].

 

ونلاحظ في آيات البروج أن الله سبحانه لم يذكر عقوبة الطغاة في الدنيا، وهذا لحِكمٍ يريدها الحكيم، فليس كل طاغية حقُّه أن يُعذَّب في الدنيا، ﴿ وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ ﴾ [يونس: 46]، بل يتركه الله سبحانه طغاة الأرض يستمرون في الإجرام، ويوغلون في الدماء ليزدادوا إثماً وفجوراً، حتى تكون عقوبتهم مضاعفة في الآخرة. ﴿ وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [آل عمران: 178].

 

الخطبة الثانية

أما بعد فيا إخوة الدين والإيمان: ما أشبه حديث الأمس بواقع اليوم، ما أشبه طغيان النصيرية المشاهد، بطغيان أصحاب الأخدود الغيبي ﴿ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴾ [الذاريات: 53].

 

لقد تجاوز أصحاب الأخدود اليوم جميع الشرائع السماوية، والحدود الإنسانية، فأي نوع من البشر هذا الذي يمطر شعبه بوابل من نار، إبادات جماعية، جثث محرقة، أجساد ممزقة، قتلى تجاوزوا بالأرقام المعلنة ثمانية، وعشرات الآلاف من المفقودين والمعتقلين.

 

من الخطأ والتسطيح أن نفسر هذا الإجرام تفسيراً سياسياً مادياً، أول خطوة في رؤيتنا لهذه الأزمة أن نضع هذه المعركة والمجازر في مكانها الصحيح، فأهلنا في الشام يخوضون حرباً دينية عقائدية من طائفة منافقة فاجرة، تكفر أهل السنة، وتتشفى بتعذيبهم وإذلالهم وقتلهم، تاريخهم وواقعهم يقطر دماً، وينضح خيانة.

 

إن ما يجري اليوم في سوريا لهو والله ملحمة من ملاحم الجهاد التاريخية، ملحمة بين كفر وإسلام، ونفاق وإيمان.

ملحمة حروفها دماء الشهداء الزكية، وأغلال الأسرى الأبية، كلماتها صرخات اليتامى، وأنَّات الثكالى.

 

والله لن ينس التاريخ ملاحم أبطالنا في أرض الشام.

سيشهد التاريخ أن أهل سوريا قبضوا على لهيب الجمر، ظاهرين على الحق لم يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم.

 

سيذكر التاريخ أن أهلنا في الشام قد مسَّتهم البأساء والضراء وزلزلوا، وكل ذنبهم أنهم آمنوا برب العبيد، ولم يركعوا لسياسة العبيد.

 

سينطق التاريخ أن أهل حمص وحماة وإدلب ودرعا، وكل شبر في أرض المقاومة قدموا أرواحهم وأموالهم وأطفالهم قرباناً من أجل دينهم ورفع الظلم القاهر عليهم، ولسان حالهم:

لا تسقني ماء الحياة بذلة ♦♦♦ بل فأسقني بالعز كأس الحنظل

 

سيدون التاريخ أن أحفاد الأمويين ما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله، وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين.

 

فتحية إجلال إلى أولئك الرجال الذين حطموا صنم الخوف، وأعلنوا المقاومة والجهاد في وجه العصابات المتوحشة التي بلغت جرائمها عنان السماء.

 

هذه هي الشام الأبية، وهذا خبر أهلها، فما خبرنا نحن؟

ما خبرنا نحن أهل السنة الأغلبية، ونحن نرى تنادي وتعاضد الطوائف الباطنية الأقلية على دماء جزء من جسدنا.

 

يا أهلنا في الشام: لا عذر والله فنعتذر، وما لنا عن سهام العار مستتر.

عذرًا شامَ العزِّ والكرامة؛ فقد أقعدنا الهوان، وأعجزتنا الحيلة عن نصرتكم وإغاثتكم.

 

عذرًا أيتها الأرض المباركة؛ فقد طفئت غيرتنا، وبردت نخوتنا، فتخلينا عن قضيتك لتستفرد بك أيادي الإجرام والإرهاب.

 

عذرًا شامنا؛ فما في الأمة معتصم، ولا نور الدين، أو صلاح.

عذرًا، عذرًا؛ فغاية شجاعتنا ونجدتنا أن ندرس تقديم المساعدات، لنكون لكم هلالاً أحمرا.

 

عذرًا، عذرًا؛ فقد لجمت أفواه رجالاتنا أن تطلقها صيحة،ليس للجهاد معكم، وإنما لدعم المجاهدين في أرضكم.

 

عذرًا موطن خالد بن الوليد، ففينا من الحزن والغم لجرحكم ما لا نبثه ونشكوه إلا إلى الله، فليس لنا من حيلة، والله يشهد، إلا أن نرفع أيدينا إلى الله متضرعين مبتهلين، قائلين كما قال كليم الله: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض.

 

فصبرًا يا أهل الرباط، صبرًا يا من قطعتم بثباتكم أطماع الصفويين وتمددهم، صبراً فإن موعدكم النصر أو الجنة، وبشراكم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ حتى يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ)، وابن مريم سينزل كما أخبر الصادق المصدوق عند المنارة البيضاء شرقي دمشق.

 

وأخيرا يا أهل الإيمان من حق إخواننا علينا أن نؤازرهم بالدعاء وبالقلم وباللسان، وأن تبقى قضيتهم حية في إعلامنا ومساجدنا ومنابرنا ومجالسنا، مع إصلاح ذواتنا، واستحيائنا من ربنا أن ننشغل بحفلات يُجاهر فيها بالطرب والرقص، وإخواننا على هذه الحال التى لا تخفى، فاللهم خفف عنا الحساب، وارفع عن إخواننا العذاب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الثابتون على الحق (4) أصحاب الأخدود
  • أصحاب الأخدود

مختارات من الشبكة

  • فائدة في فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحاب موسى وعيسى عليهما السلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فلنكن من أصحاب الهمم أصحاب المعالي والقمم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أصحاب النور في الآخرة هم أصحاب نور الوحيين في الدنيا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كتاب أسماء الصحابة الرواة لابن حزم (ت 456هـ / 1064م)(مقالة - موقع د. أنور محمود زناتي)
  • أصحاب الأخدود تاريخ يتجدد مع أهل الصمود(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • صبر أصحاب الأخدود(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أصحاب الأخدود (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قصة أصحاب الأخدود(مقالة - موقع د. أمين بن عبدالله الشقاوي)

 


تعليقات الزوار
2- أصحاب الاخدود
يوسف الجالودي - الأردن 06-03-2012 12:45 PM

بارك الله فيكم
الذي يحدث في الأمه الإسلاميه وخاصة في سوريا مثل أصحاب الأخدود الآن العالم أجمع يشاهد المجازر التي تحدث في سوريا وغيرها شاهد ومشهود وهذه مسؤولية كل فرد لأنه يعرف ويعلم ما يحدث ويراه رأي العين.
نسأل الله السلامه وأن يفرج على أهلنا في سوريا وفي كل مكان.

1- أصحاب الأخدود
مشعل مليح الشمري 04-03-2012 11:12 PM

إسقاطات تنم طيب معدنكم .. بوركت .. ليت الخطباء يجولون في فلك الواقع..!!
وأتصور أنَّ الخطيب المفوه هو من إذا خرجت من الجامع وقد علق شيء في ذهنك..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب