• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطر الظلمات الثلاث
    السيد مراد سلامة
  •  
    تذكير الأنام بفرضية الحج في الإسلام (خطبة)
    جمال علي يوسف فياض
  •  
    حجوا قبل ألا تحجوا (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تعظيم المشاعر (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرفيق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (10)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    القلق والأمراض النفسية: أرقام مخيفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    آفة الغِيبة.. بلاء ومصيبة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الإسلام هو السبيل الوحيد لِإنقاذ وخلاص البشرية
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    خطبة: فاعبد الله مخلصا له الدين (باللغة
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / قضايا المجتمع
علامة باركود

العام الدراسي الجديد

د. ناصر بن عمر العمر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/10/2008 ميلادي - 8/10/1429 هجري

الزيارات: 22287

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العام الدراسي الجديد

 

الحمد لله مدبِّر الليالي والأيام، ومصرِّف الشهور والأعوام، الملك القدوس السلام، المتفرِّد بالعظمة والبقاء والدَّوام، المتنزِّه عن النقائض ومشابهة الأنام، يرى ما في داخل العروق وبواطن العظام، ويسمع خفيَّ الصوت ولطيف الكلام، وأشهد أن لا اله إلا الله، وأشهد أن محمد عبده ورسوله أفضل الأنام، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان على الدوام، وسلم تسليمًا كثيرًا.


أما بعد:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18].


أيها المسلمون.. أيها الأبناء:

مضت أيام الإجازة وانقضت، والأيام إذا انصرَّفت لا تَعُد، تمتَّع في هذه الإجازة مَنْ تمتَّع، وجدَّد الناس نشاطهم؛ استعدادًا لعامٍ حافلٍ بالجدِّ بإذن الله.


انقضت الإجازة، استفاد مَنِ استفاد وخسر مَنْ خسر، كم من شابٍّ رأيناه في الإجازة نهل من علوم العلم المختلفة، فذلك يتلو كتاب الله ويحفظه، وآخر قدم على أحاديث السنَّة يحفظها ويسمع شرحها، وثالث ثنى ركبته عند العلماء؛ ينهل من علومهم وفيض أنوارهم، وآخرون التحقوا بدورات تدريبية في العلوم المختلفة.

هذه الإجازة قد ولَّت، وهاهي الدراسة قد أقبلت؛ فافتحوا صفحةً جديدةً بيضاءَ، واستغفروا ربَّكم على ما فات.

أيها الآباء والأمهات:

أنتم شركاءُ للمدرسة في مسؤوليتها؛ فليست مسؤولية الآباء توفير الدفاتر والأقلام، ولكن دورهم أعظم وأكبر.

الله.. الله أيها الآباء في أدب أبنائكم، احرصوا على إرضاعهم الأدب قبل العلم؛ فلا قيمة للعلم بدون أدب، فهذه والدة الإمام مالك رحمه الله ورحمها لما كان صغيرًا ألبسته أحسن الثياب ثم قالت له يا بني اذهب إلى مجالس ربيعة واجلس في مجلسه وخذ من أدبه قبل أن تأخذ من علمه.

فنشأ على الأدب الرفيع أجيال يخلف بعضها بعضًا تعرف للعلماء والمؤدبين قدرهم، حتى يقول الإمام الشافعي رحمه الله، وهو تلميذٌ للإمام مالك -: كنت أصفح يعني أقلب الورقة بين يدي مالك رحمه الله صفحًا دقيقًا، هيبةً له؛ لئلا يسمع وقعها!!

وهذا الربيع بن سليمان رحمه الله، وهو من تلاميذ الشافعي يقول: "والله ما تجرأتُ أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليَّ؛ هيبةً له"!!

وكان الإمام الحافظ شعبة بن الحجاج رحمه الله يقول: "كنتُ إذا سمعتُ من الرجل الحديث؛ كنتُ له عبدًا ما دام حيًّا"!!

وكان الإمام أحمد رحمه الله، وهو تلميذ للشافعي يقول لابن الشافعي: "أبوكَ من الخمسة الذين أدعو لهم كلَّ سَحَرٍ"!!.

معاشر الآباء:

الله... الله في حقوق المعلِّمين والمعلمات، واغرسوا في نفوس أبنائكم حب معلميهم واحترامهم وتقديرهم.

إن من الآباء من يتكلم بكلام فيه إنقاص من قدر المعلم أو المعلمة أمام مسامع الأبناء، فوالله إن فعل أحدكم هذا ماذا يبقى للقدوة، وماذا يبقى للتعليم، وماذا يبقى لهيبة العلم والمعلم والتعليم؟!! لما أساء بعض الآباء في قلة تقديرهم للمعلمين؛ نتج لنا جيل يلعن المعلم، ويضرب المعلم، ويُتلف ممتلكات المعلم.

أترجون أن نعلوا على الأمم وهذه أخلاقنا مع مَنْ يعلِّمون أبنائنا!! قد يكون هناك معلم سيء، ونموذج سيء؛ فلا ينبغي هَتْك ستار الهيبة والاحترام الذي له؛ لأن في إهانة المعلم إهانة للعلم والتعليم.

إذا كان الطالب يأتي للمدرسة وهو ينظر للمعلم على أنه ليس بشيء؛ لما استقر في ذهنه تجاه هذا المعلم، وإذا كان المعلم يرى من سوء أدب طالبه، وسوء أدب والده؛ فأيُّ خيرٍ نرجوه من التعليم!!

إن على أولياء الأمور أن يدركوا هذه الحقيقة، وإن الأب الناصح الشفيق إذا رأى ما يزعجه أو ما يلاحظه من خلل؛ فليس له إلا التوجه للمعلم، والإسرار بما في نفسه من ملاحظات ومكاشَفات، أما أن يجلس الأب يلعن المعلم، والأم تلعن المعلمة أمام الأبناء؛ فإني أقولها لكم صريحةً: لا ترجوا من التعليم ومن أبنائكم شيئًا.

يا أيها الآباء:

أعينوا أبناءكم على مشاقِّ العلم ومتاعبه؛ فهذا سفيان الثوري العالِم المشهور لمَّا كان صغيرًا، وقد توفي والده وله أخوة - رأى أن يترك العلم والدراسة؛ ليطلب العيش والرزق؛ قالت له أمه - جزاها الله خيرًا -: "أي بني، اطلب العلم؛ أَكْفِكَ بمغزلي"، فانطلقت الأم تغزل وتكافح، وانطلق سفيان يتعلَّم العلم؛ حتى أصبح سفيان من أعلام المسلمين الكبار، وكل ذلك في ميزان تلك المرأة الصالحة.

معاشر الآباء.. أيها الآباء:

لا تتركوا الحبل على الغارب لأبنائكم؛ يمكثون في الشوارع والأزقَّة ما شاؤوا ومع مَنْ شاؤوا، وفي أي مكانٍ شاؤوا، يتعلمون من الشارع ما يفسد عليهم أخلاقهم ودينهم.

فاحفظوا أوقات أبناءكم واضبطوها، وكونوا أعينًا تربِّيهم عن قرب وعن بعد.

إن بعضًا منكم كان آخر عهده بالمدرسة يوم سجَّل ابنه فيها، وبعضهم لا يأتي إلا حين الاستدعاء؛ فيا أيها الوالد، يا وليَّ الأمر، مدارسنا يدرس فيها مئات الطلاب؛ فلا تنتظر أن تقوم المدرسة بكل شيء، فإذا لم تضع يدك بيد مدير المدرسة ومعلِّمها؛ فالخاسر أنتَ وابنكَ.

إن على أولياء الأمور زيارة المدارس مرات ومرات؛ للسؤال والمتابعة والمناقشة، السؤال عن الأدب؛ فكثيرٌ من الأبناء تختلف أخلاقهم في البيت عن المدرسة، وإنَّ الخلل إذا عُرِفَ في أول الوقت سَهُلَ القضاء عليه.

عليكَ أن تعرف جلساء ابنك وذهابه وإيابه، عليك صحبة ابنك للمسجد والمسجد النبوي والمحاضرات الدينية والثقافية ومجامع الخير، علِّمه مكارم الأخلاق مرةً بعد مرة ويومًا بعد يوم، صوِّب خطأه، واشكر صوابه، واعلم أن تربيته جهاد.

يا أيها الآباء.. أقولها لكم؛ فتبَّهوا لما أقوله:

أنتم محتاجون لأبنائكم إذا دخلتم قبوركم، فإحسانكم لتربيهم عملٌ صالحٌ مستمرٌ لكم بعد موتكم.

إن الصلاة والصيام والذِّكر والقرآن والأدب والأخلاق، وكلَّ خيرٍ زرعته في أبنائك؛ لهو أُجورٌ لك بعد موتك، والعكس بالعكس؛ فكلّ شرٍّ كنت سببًا في تعليمه لأبنائك من خِلالك، أو من خلال مجلة ساقطة سمحتَ بها، أو فضائيات سمحتَ بها أو أحضرتها - لهي سيئاتٌ تصبُّ في ميزانكَ بعد موتكَ؛ فاختر أيها الأب ما شئتَ.

يقول عليه الصلاة والسلام: ((ما من عبد يسترعيه الله رعيةً، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لها؛ إلا حرَّم الله عليه الجنة)).

أيها المعلِّمون:

يا من حملتم وظيفة الأنبياء في تعليم الناس؛ قال المعلِّم الأول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله وملائكته لَيُصَلُّونَ على معلِّم الناس الخيرَ)).

إن المعلِّم إذا أخلص للأمة ولم يغشَّها؛ فهو يمشي في رحمةٍ ورضا من الله بما يصنع.

أيها المعلمون:

أبناؤنا غدًا يأتون بين أيديكم؛ فالله الله في أبناء المسلمين؛ إنهم أمانةٌ كبيرة، وحِمْلٌ عظيمٌ؛ أعانكم الله عليها، ألا وإن أحسن ما يعينكم هو الإخلاص لله في أعمالكم؛ فعملٌ بلا إخلاص لا بركة فيه، والإخلاص ما كان في قليلٍ إلا كثَّره، ولا في يسيرٍ إلا باركه.

يا مشاعل النور والرحمة:

قدوتكم في التربية والتعليم هو المعلِّم الأول صلى الله عليه وسلم قال معاوية رضي الله عنه  "فبأبي وأمي، ما رأيتُ معلِّمًا كرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كرهني، ولا ضربني، ولا شتمني".

وقال أنس رضي الله عنه: "ما لمستُ حريرًا ولا ديباجًا ألين من كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد صحبته عشر سنين وأنا غلامٌ، ما قال لي يومًا: أفّ، وما قال لي: لم فعلتَ هذا؟ أو: ألا فعلتَ كذا!!".

وقال جرير رضي الله عنه: "ما لقيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم إلا تبسَّم في وجهي".

إن المعلم الذي يشتكي من سوء أدب طلابه، هو في الواقع فشل في استمالة قلوب طلابه إليه برفيع أخلاقه، على المعلم اليوم ألا يشتكي من أن جيل اليوم قد تغيَّر، فقولوا لي بربكم أيها المعلمون: ماذا ينفع تضجُّركم وتبرُّمكم وشكواكم من سوء الأوضاع؟! إنما هذا السوء في الأمة يدعوكم لبذل المزيد من الجهد والعمل، وابتكار الوسائل المفيدة النافعة.

عليكم أن تزاحموا الشرَّ الذي يحيط بأبنائنا، ومَنْ أخلص نيَّته لله؛ فان الله يؤيِّده ويسدِّده.

أيها المعلِّم:

إذا دخلت فصلَكَ، وأغلقتَ بابَكَ، ونامت عين المدير والمسؤول وأولياء الأمور عنكَ، ولم يبقَ إلا أنت وهم بين يديك - فتذكَّر ملائكة الرحمن بين يديك، وأن الله في عليائه مطَّلعٌ عليك.

لا يكن همُّ أحدكم: متى تنتهي الحصة؛ فالحصص ليست فقط دروس لما هو مسطَّر في الكتب؛ بل إن الجانب التربوي هو شغلك الشاغل.

لا تستخفَّن بنفسكَ؛ فكلمةٌ تقولها بإخلاصٍ؛ يبارِك الله فيها، وينفع بها عشرات السنين.

على المعلِّمين أن يكونوا قدوةً لطلاَّبهم، فليس من المقبول أن تعلِّم طلاَّبَكَ ما أنت تنسفه بأفعالك.

على المعلِّم أن يتمثَّل الإسلام في هيئته وتصرُّفاته، فحوله عشرات الطلاب الذين يرقبون فعله وتصرفاته، ويأخدونه قدوةً لهم.

أيها المعلِّم:

((مَنْ دعى إلى هدًى؛ كان له أجرٌ مَنْ عمل به إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أمورهم شيئًا، ومَنْ دعى إلى ضلالةً؛ كان عليه وِزْرُ مَنْ عمل به إلى يوم القيامة)).

فاحرصوا معاشر المعلِّمين على تعليم أبناءنا كلَّ خيرٍ وهدًى وفضيلةٍ وأخلاقٍ؛ فهي أبوابٌ عظيمةٌ من الأجور، مفتوحةٌ لكم، لم تُفتح لغيركم؛ فاغتنموها.

أيها المعلِّم:

مصادر الشرِّ تغزو اليوم أبناءنا من كل مكان؛ ما بين قنوات مدمِّرة للأخلاق، إلى (إنترنت) لنشر الإباحيَّة، إلى تقليد وذوبان الشخصية في شخصية غربيٍّ كافر، إلى أفكار تتسلل إليهم من هنا وهناك، يحتاجون من يُجْليها لهم بصدقٍ ووضوح.

على المعلِّمين والمعلِّمات اليوم أن يسابقوا الزمن في رفع مستوياتهم العلمية والثقافية، عليكم أن تكونوا قارئين مثقفين واسعي الاطِّلاع، فنحن اليوم في زمن الشبكة العنكبوتية سيكون ربما طلابكَ أفضل منكَ؛ فلتسبقهم إلى المعرفة، ولتستلم قيادة الدفَّة، بدلاً من أن تجد نفسكَ مُنقادًا مكسورًا مهزومًا.

معاشر المعلِّمين:

الرفق.. الرفق في الأبناء، ستجدون في أبناءنا تصرُّفاتٍ تنكرونها، وسلوكيَّاتٍ ترفضونها، وأفكارًا تتبرؤون منها.

فعليكم بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم:

البسمة تأسر بها طالبكَ، والحنان تملك به قلبه، والمناقشة الهادئة البعيدة عن التشنُّج والتعصُّب ترفع الغَبَش عن العقول، أطلقوا ألسنة أبنائكم للكلام؛ فان أحسنوا فكافئوهم، وإن أخطؤوا فقوِّموهم بالتي هي أحسن. وفَّق الله الجميع للخيروالفلاح.

أقولُ قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم وللمسلمين؛ إنه غفورٌ رحيمٌ.


الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وصلاة وسلامًا على عباده الذين أصطفى..

أما بعد:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فإنها خير الزاد: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ﴾ [البقرة: 197].

وكلمةٌ أهمسُ بها في أذن إخواني وأبنائي الطلاب:

يا أبنائي، إني لأتألم من أحدكم؛ أجدُهُ حزينَ القلب كسيرَ النفس. لماذا؟ لأن الدراسة غدًا!!

يا بني، ألم تَرَ إلى دول كَفَرَتْ بربِّها، ولم يكن عندها نور الوحيَيْن، قد سَبَقَتْنا في علوم الدنيا التي بها قوام الناس؟ انظر إلى مسجدنا؛ فهذا مصنوعُ في اليابان، وآخر في أمريكا، وثالث في أوروبا، وآخر في الصين، وأحد أسباب ذلك: أنك تذهب غدًا إلى المدرسة حزينًا!!

هل علمت أنه في كل ثانيةٍ - وليس كل دقيقة اكتشاف وانجاز علمي، هؤلاء ما وصلوا لهذا عبثًا، ولكنها سنَّة الحياة مَنْ جَدّ وَجَد، ومَنْ زرع حصد.

هناك يا بني في الغرب؛ انتشر عندهم كتاب الجيب، وهو كتاب صغير تجد الكلَّ يحمله في جيبه؛ ليقرأ به في وقت الانتظار والفراغ، خارج البيت والعمل، أتظن أن الغرب هو تلك الكرة والموسيقى والأزياء والرقص واللهو.

لو كانت هذه حياتهم كلهم ما رأيتَ، كل هذا - بل هذا - ما صدَّروه لكَ لكي تبقى نائمًا غارقًا في شهوتكَ.

يا بني، إن أول ما نزل القرآن: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق:1]، وثنَّاها بـ: ﴿ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾ [العلق: 2-3].

أرأيتَ دينَنا؛ كيف يدعوكَ للقراءة والبحث والعلم؛ بل يا بني إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكَ: ((مَنْ سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا؛ سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة)).

فأخلص نيَّتك يا بني في العلم، واطلب العلم لترفع عن نفسك الجهل، واطلب العلم لتنفع غيرك وأمَّتك، واطلب العلم لأجل العلم؛ لأن العلم زينة.

إنك ما ترى عالمًا في أي مجال؛ إلا والناس يكنُّون له الاحترام والتبجيل.

لا تطلبوا العلم لأجل الوظيفة؛ فالوظيفة رزقٌ، والرزق بيد الله وحده.

واعملوا وجِدُّوا؛ فكلٌّ ميسَّرٌ لما خُلِقَ له.

يا بني:

إنك تتوجَّه غدًا لقلعة من قلاع العلم؛ فابدأ فيها بسم الله، وعلى بركة الله، ولتَكُن بدايتك جادَّةً، ولا تؤجِّل عمل اليوم إلى الغد؛ فهذا طَبْعُ الكَسول، ومَنْ كانت له بداية محرقة؛ كانت له نهاية مشرقة، ومَنْ كانت بدايته رماد؛ فالرماد لا يخلِّف إلا الرماد.

معاشر الطلاب:

عليكم بتقوى الله والصلاة؛ فلا خير فيكم إذا ضيَّعتم الصلاة، تجمَّلوا بالدِّين والأخلاق واحترام المعلِّمين، وحقِّقوا لآبائكم ما يرجونه منكم.

ثم صلُّوا وسلِّموا على البشير النذير، والسراج المنير، سيد الخلق أجمعين.

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين.

اللهم لا تفرِّق جمعنا هذا إلا بذنبٍ مغفور، وعيْبٍ مستور، وعملٍ متقبَّلٍ مبرور.

اللهم أصلح ذريَّاتِنا، واجعلهم - يا إلهي - صالحين مصلحين، هادين مهتدين، مبارَكين أينما كانوا، يا ربَّ العالمين.

اللهم لا تَدَع لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته.

اللهم فرِّج همَّ المهمومين، واقضِ الدَّيْن عن المَدينين، وفُكَّ أسرَ المأسورين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين.

اللهم أصلح وليَّ أمرنا، وخُذْ بناصيته للبرِّ والتقوى، اللهم واجعل له بطانةً صالحةً تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر يا ربَّ العالمين.

﴿ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201].

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الصافات: 180].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وقفات مع الآباء ونحن على أعتاب العام الدراسي (1)
  • تصورات مغلوطة وسبل علاجها (1/7)
  • مع بدء العام الدراسي
  • العام الدراسي الجديد وكيف نستقبله؟
  • العام الدراسي الجديد بين المعلم والمتعلم
  • وقفات مع مطلع عام دراسي جديد
  • بداية العام الدراسي
  • التأخر الدراسي
  • وصايا مهمة في بداية العام الدراسي
  • بدء الدراسة
  • توجيهات بمناسبة العام الدراسي الجديد
  • وقفات وتنبيهات مع العام الدراسي الجديد
  • خطبة العام الدراسي الجديد
  • وقفات مع بدء العام الدراسي الجديد (خطبة)
  • خطبة فضل العلم والعلماء وبدء العام الدراسي
  • أساليب لمساعدة الطفل في مشواره الدراسي
  • بدء العام الدراسي والكوارث الطبيعية (خطبة)
  • وقفات مع العام الدراسي الجديد (خطبة)
  • خطبة: العام الدراسي ليكون عام نجاح

مختارات من الشبكة

  • في وداع العام واستقبال العام الجديد والحث على العمل وفضل يوم عاشوراء(مقالة - ملفات خاصة)
  • في وداع العام واستقبال العام الجديد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العام الهجري الجديد عام تجديد أم تبديد؟(مقالة - ملفات خاصة)
  • وصايا مع إطلالة العام الدراسي الجديد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العام الدراسي الجديد: آمال متدفقة وآفاق متجددة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • وبدأ العام الدراسي الجديد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العام الدراسي الجديد.. أمل وألم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • تصميم بطاقة ( العام الدراسي الجديد )(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • العام الدراسي الجديد...توجيهات ونصائح(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مسلمو دالتون يخططون لافتتاح مركز إسلامي جديد في بداية العام الجديد(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 9:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب