• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    لا حرج على من اتبع السنة في الحج (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تخريج حديث: إنه لينهانا أن نستنجي بأقل من ثلاثة ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    "لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم".. فوائد وتأملات ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    الحج: غاياته وإعجازاته
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشهيد، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    موانع الخشوع في الصلاة (2)
    السيد مراد سلامة
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (13)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    فتنة الابتلاء بالرخاء
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الحج ويوم عرفة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    خطبة (المساجد والاحترازات)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    لماذا قد نشعر بضيق الدين؟
    شهاب أحمد بن قرضي
  •  
    حقوق الأم (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    الدرس الواحد والعشرون: غزوة بدر الكبرى
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    أهم مظاهر محبة القرآن
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    تفسير سورة المسد
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    الحديث: أنه سئل عن الرجل يطلق ثم يراجع ولا يشهد؟
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

زاد العقول شرح سلم الوصول (7/ 17)

أبي أسامة الأثري جمال بن نصر عبدالسلام

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/6/2011 ميلادي - 18/7/1432 هجري

الزيارات: 13931

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

زاد العقول شرح سلم الوصول (7/ 17)

العام وألفاظ العموم

33- مَا عَمَّ شَيْئَيْنِ فَصَاعِدًا فَعَامْ
أَلْفَاظُهُ أَرْبَعَةٌ عَلَى الدَّوَامْ
34- مَنْفِيُّ "لاَ" وَالْمُبْهَمَاتُ تُورَدُ
كَذَا الْمُحَلَّى جَمْعُهُ وَالْمُفْرَدُ

 

معاني المفردات:

ما عمَّ: ما شَمِل.

منفي "لا"؛ أي: ما وقع عليه النَّفي بـ: "لا".

المبهمات: جمع المبهم، وهو الغامض الذي لم يتحدَّد المقصود منه.

المحلَّى: يعني المسبوق بـ"أل".

 

المعنى الإجمالي:

قال الناظم: العامُّ ما شمل شيئين فأكثر.

وألفاظه أربعة:

النَّكرة في سياق النهي.

النكرة في سياق النَّفي.

والأسماء المُبْهَمة.

والجمع والمُفْرَد المُحَلَّيان بـ: "أل".

 

المباحث التي تشتمل عليها الأبيات:

1- تعريف العام.

2- ألفاظ العموم.

 

المبحث الأول:

تعريف العام:

قال الجويني في "الورقات" ص 12:

"تعريف العام:

العامُّ هو ما عمَّ شيئين فصاعدًا، من قوله: عَممْت زيدًا وعَمرًا بالعطاء، وعممْت جميع الناس بالعطاء"؛ اهـ.

 

قلت: وفاتَه في التعريف ما يلي:

1- أنَّه عرف العام بأنه "ما عم"، والأَولى أن يأتي في التعريف بشيء من غير جِنْس المُعَرَّف به؛ حتى يُزيل الإبهام، فقوله: "العام ما عمَّ"، لا يبيِّن معنى العام، فكان لا بُدَّ أن يفسِّر معنى ما عم.

2- أنه فاته ثلاثةُ قيود في التعريف تميِّزه عن غيره:

فالتعريف الأمثل:

أنه ما شمل شيئين فصاعدًا، بِحَسَب وَضْعٍ واحد، دَفْعة، بلا حَصْر.

فلفظ "زوج"، و"شفع" مثلاً تدلُّ على الاثنين، وليسا من ألفاظ العموم.

ولفظ "رجل" نَكِرة في سياق الإثبات، فهو مُسْتغرق، ولكن استغراقه بدلي، لا دفعة واحدة.

ولفظ "عشر" وإن كان يعمُّ أكثر من شيئين فصاعدًا، إلا أنه لا يصحُّ أن يعتبر عامًّا؛ لأنَّه محصور باللفظ.

ولفظ "العين" لا يُعدُّ عامًّا رغم شموله: الماء الجاري، الباصرة، والجاسوس؛ لأنَّه لم يوضع وضعًا واحدًا لهم، بل وُضِعَ لكل واحد منهم على حِدَة، فيُسمَّى: "مشتركًا".

 

المبحث الثاني:

ألفاظ العموم:

ذكَر الناظم تبعًا لصاحب الأصل أنَّ ألفاظ العموم أربعة:

1- منفي "لا":

قلتُ: يعني من النَّكِرات، كما قال الجويني - رحمه الله - في "الورقات" ص 12: "و"لا" في النكرات"؛ اهـ.

قلت: وفيها فوائد على صاحب الأصل، وعلى النَّاظم:

أ- قال العلاَّمة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - في "شرح نظم الورقات" ص 89:

"قوله: "لفظ لا للنكرات" أتى بالمِثال؛ لأنَّ "لا" للنفي، والنكرات هو المنفي.

وعلى هذا: فكلُّ نكرة دخَلَها النَّفي فهي للعموم.

ولهذا قال العلماء: النَّكرة بعد النفي للعموم، كلُّ نكرة في سياق النفي فهي للعموم"؛ اهـ.

 

ب- عمَّمَ الناظم ذلك، فقال: "منفيُّ لا"، وليس كلُّ منفي لـ: "لا" يعمُّ، وإنما يعمُّ إذا كان المنفيُّ نكرة كما سيأتي في التتمَّات - إن شاء الله.

جـ- عبَّر المصنِّفُ والنَّاظم بـ"لا" على سبيل المثال، وإلاَّ فكلُّ حرف يصحُّ النفي به يدخل نفس المدخل، كـ"لن"، و"ليس"... ونحو ذلك.

عن عائشة - رضي الله عنها - أنها كانت تقول: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لن يُدْخِل الجنَّةَ أحدًا عمَلُه))، قالوا: ولا أنتَ يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا، إلاَّ أن يتغمَّدني الله منه برحمة))؛ متفق عليه[1].

فلمَّا أطلق رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لفظ: "أحد" في سياق النفي بـ: "لن" فهمت عائشة - رضي الله عنها - أنَّ لفظ "أحد" يعمُّ الكُلَّ، بما فيهم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

• ومثال المنفي من النكرات بـ: "لا":

عن أبي موسى - رضي الله عنه - أن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((لا نِكَاح إلا بولي))؛ أخرجه أبو داود[2].

 

2- مبهمات الأسماء:

أجمَلَها الناظم، ومثَّل الجويني لبعضها، فقال في: "الورقات" ص 12:

"والأسماء المبهمة: كـ "مَن" فيمن يَعْقِل، و"ما" فيما لا يعقل، و"أي" في الجميع، و"أين" في المكان، و"متى" في الزمان، و"ما" في الاستفهام والجزاء وغيره"؛ اهـ.

 

قلتُ: وإليك أمثلة على ما ذكَر صاحب الأصل:

• مثال "مَن" في العاقل:

قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2].

 

• ومثال: "ما" في غير العاقل:

قال تعالى: ﴿ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ ﴾ [النحل: 96].

 

• ومثال: "أي" في السؤال عن الجميع:

وقد تكون: شرطية، أو استفهامية، أو موصولة.

قال تعالى: ﴿ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا ﴾ [التوبة: 124].

وإذا اتصلت "أي" بـ"ما" كانت تأكيدًا لها.

عن جرير - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أَيُّما عبْدٍ أبَقَ فقد بَرِئت منه الذِّمَّة))؛ أخرجه مسلم[3].

ومثال "أين" في المكان: قال تعالى: ﴿ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ﴾ [التكوير: 26].

ومثال "متى" في السؤال عن الزمان: قال تعالى: ﴿ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 214].

ومثال "ما" في الجزاء: قال تعالى: ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 197].

 

3- المفرد المحلى بـ"أل":

قال تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ [العصر: 1 - 2].

 

4- الجمع المحلي بـ"أل":

قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [المؤمنون: 1].

 

تتمَّات البحث:

التتمَّة الأولى:

يُؤْخَذ على الناظم أنه قال: "منفيُّ لا" ولم يُخصِّصها بالنَّكِرات، بما يُشْعِر أن كل منفي لـ"لا" يعم.

 

التتمة الثانية:

أنه خصص من النفي "المنفي بلا" بالعموم.

فإنْ قيل: إنَّه تبع صاحب الأصل في ذلك، قلتُ: صاحب الأصل مثَّلَ بها، أما المغربي فحصَرَها في ذلك لَمَّا قال:

أَلْفَاظُهُ أَرْبَعَةٌ عَلَى الدَّوَامْ

وقد سبق أن بينَّا أن النكرة في سياق النفي تعم أيًّا مَاكان هذا النفي.

 

التتمة الثالثة:

فات النَّاظمَ ذِكْرُ اشتقاق العام.

قال الجويني - رحمه الله - في "الورقات" ص 12: "من قوله: عَممت زيدًا بالعطاء وعممت جميع الناس بالعطاء"؛ اهـ.

وقد نظَمَه العمريطي في "نظم الورقات" فقال:

مِنْ قَوْلِهِمْ عَمَمْتُهُمْ بِمَا مَعِي
وَلْتَنْحَصِرْ أَلْفَاظُهُ فِي أَرْبَعِ

 

الرابعة:

فات الناظم أن يفصل مُبْهَمات الأسماء كما فعل صاحب الأصل.

 

وقد نظمها العمريطي في "نظم الورقات" فقال:

وَكُلُّ مُبْهَمٍ مِنَ الأَسْمَاءِ
مِنْ ذَاكَ مَا لِلشَّرْطِ مِنْ جَزَاءِ
وَلَفْظُ مَنْ فِي عَاقِلٍ وَلَفْظُ مَا
فِي غَيْرِهِ وَلَفْظُ أَيٍّ فِيهِمَا
وَلَفْظُ أَيْنَ وَهْوَ لِلْمَكَانِ
كَذَا مَتَى الْمَوْضُوعُ لِلزَّمَانِ

 

التتمَّة الخامسة:

فات الناظم أن يذكر أن الأفعال لا عموم لها.

وكان الجوينيُّ - رحمه الله - قد ذكر ذلك في "الورقات" ص 12:

"والعموم من صفات النُّطق، ولا تجوز دعوى العموم في غيره من الفعل وما يجري مجراه"؛ اهـ.

 

وقد نظم العمريطي ذلك في "نظم الورقات" فقال:

ثُمَّ العُمُومُ أُبْطِلَتْ دَعْوَاهُ
فِي الفِعْلِ بَلْ وَمَا جَرَى مُجْرَاهُ

 

التتمة السادسة:

اكتَفى المصنِّفُ بذِكْر أربع صِيَغ من صيغ العموم، وفاته الكثيرُ منها، وقد أخطأ الناظمُ حين حصر ألفاظ العموم في أربع فقط، حيث قال:

أَلْفَاظُهُ أَرْبَعَةٌ عَلَى الدَّوَامْ

وكذا أخطأ العمريطيُّ أيضًا حينما حصَرَها في أربع أيضًا، فقال:

وَلْتَنْحَصِرْ أَلْفَاظُهُ فِي أَرْبَعِ

 

وإليك بعض ما فاتهما من ألفاظ العموم:

1- ما أضيف إلى معرفة:

قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [إبراهيم: 34].

 

2- الألفاظ الدالَّة على العموم أصالة، ومنها:

• "كل":

قال تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الرعد: 16].

قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [آل عمران: 185].

 

• "جميع":

قال تعالى ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ﴾ [البقرة: 29].

 

• "كافَّة":

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((فُضِّلتُ على الأنبياء بسِتٍّ: أُعطيت جوامع الكلم، ونُصِرتُ بالرُّعب، وأُحِلَّت لي الغنائم، وجُعِلت لي الأرض طَهورًا ومسجدًا، وأُرْسِلت إلى الخلق كافَّة، وخُتِم بي النبيُّون))؛ أخرجه مسلم[4].

• ومنها: "عامة"، "قاطبة" ونحو ذلك.

 

3- النَّكِرات:

ذكر منها الجويني "النكرات في سياق النفي"، وفاته:

• النكرة في سياق الإثبات:

وقد اختُلِف في دلالتها على العموم، والصواب أنها تدلُّ على العموم بمجرَّد دلالة السِّياق.

قال تعالى: ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ﴾ [التكوير: 14].

وقال تعالى: ﴿ عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ﴾ [الانفطار: 5].

 

• النكرة في سياق الامتنان:

قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا ﴾ [الفرقان: 48].

 

• النكرة في سياق النَّهي:

قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾ [النساء: 36].

 

• النكرة في سياق الشرط:

قال تعالى: ﴿ إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 54].

 

• النكرة في سياق الاستفهام الاستِنْكاري:

قال تعالى: ﴿ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ ﴾ [القصص: 71].

 

4- الأسماء الموصولة:

كـ: الذي، والذين، والتي، واللاتي، واللائي، واللوائي، من، ما الموصولة، وأل الموصولة.

قال تعالى: ﴿ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 33].

قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

وقال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [آل عمران: 109].

 

التتمة السابعة:

أقسام العام:

ينقسم العامُّ إلى ثلاثة أقسام:

1- العامُّ الباقي على عمومه:

يعني الذي لم يَدْخله التخصيص، قال تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [الرعد: 16].

فـ"كلّ" من ألفاظ العموم، ولم يخصَّص، فيَشمل كلَّ مخلوق.

قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]، ولفظ "المحسنين" جمع مُحَلًّى بـ"أل" الاستغراقية، فيفيد العموم، فيشمل كلَّ محسن، ولا يخرج منه أيُّ محسن.

قال العلاَّمة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - في "الشرح المُمْتِع على زاد المستقنع"، 1/ 105:

"العامُّ يجب إبقاؤه على عمومه، إلاَّ أن يَرِدَ مخصِّص"؛ اهـ.

 

2- العام المخصوص:

يعني العام الذي دخله الخصوص، قال تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: 1 - 3].

 

3- العامُّ الذي يراد به الخصوص:

قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا ﴾ [آل عمران: 173].

فلَفْظ "الناس" يستحيل أن يُحْمَل على عمومه رغم دلالته على ذلك؛ لأنَّ لفظ: "الناس" محلًّى بـ: "الألف واللام"، والجمع المحلَّى بهما يستغرق الأجناس التي تدخل تحته.

فيكون معنى الكلام على هذا الفهم أنَّ كل الناس قالوا لبعض الناس: إنَّ كُلَّ الناس قد جمَعوا لهم، وهذا من غير شكٍّ غير مراد؛ لأنَّه مستحيل؛ لِخُروج القائلين، والمَقُولِ لهم، ومَن لا شأن لهم بالقضيَّة من الكلام، فيكون المعنى أن بعض الناس قد كلَّم بعض الناس أنَّ بعض الناس قد جمَع لهم.

 

التتمة الثامنة:

الأصل أنَّ العام يبقى على عمومه، ما لم يدلَّ دليلٌ على تخصيصه:

قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ * قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 31 - 32].

عن عائشة - رضي الله عنها - أنها كانت تقول: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لَنْ يُدخِل الجنَّةَ أحدًا عمَلُه))، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا، إلاَّ أن يتغمَّدني الله منه برحمة))؛ أخرجه مسلم[5].

وما أرْوَع فهْمَ الصحابة لهذه المسألة!

 

عن جابر - رضي الله عنه - قال: "بعثَنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأمَّر علينا أبا عُبَيدة نتلقى عيرًا لقريش، وزوَّدنا جرابًا من تَمْر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عُبَيدة يُعْطينا تَمْرة تمرة"، قال: "فقلتُ: كيف كنتم تَصْنعون بها؟ قال: نمَصُّها كما يمَصُّ الصَّبي؛ ثم نشرب عليها من الماء، فتكفينا يومَنا إلى الليل، وكنا نَضْرب بعِصِيِّنا الخبَطَ؛ ثم نَبُلُّه بالماء فنأكله، قال: وانطلقنا على ساحل البحر، فرُفِع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضَّخم، فأتيناه فإذا هي دابَّة تُدْعى العنبر، قال: قال أبو عبيدة: ميتة؛ ثم قال: لا، بل نحن رسُلُ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وفي سبيل الله، وقد اضْطُرِرتم، فكُلوا"... الحديثَ؛ أخرجه مسلم[6].

 

التتمة التاسعة:

العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السَّبب:

عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - طرَقَه وفاطِمَةَ بنت النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ليلة، فقال: ((ألا تُصلِّيان))، فقلتُ: يا رسول الله، أنفسنا بِيَدِ الله، فإذا شاء أن يبعثَنا بعثَنا، فانصرف حين قلنا ذلك، ولم يرجع إليَّ شيئًا؛ ثم سمعتُه وهو مُوَلٍّ يَضْرب فَخذَه وهو يقول: ﴿ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً ﴾ [الكهف: 5]؛ متَّفَق عليه[7].

عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رجلاً أصاب مِن امرأة قُبْلة، فأتى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأخبره، فأنزل الله: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 11]، فقال الرجل: يا رسول الله، ألِي هذا؟ قال: ((لِجَميع أُمَّتي كلهم))؛ متفق عليه[8].



[1] أخرجه البخاري في "صحيحه"، (كتاب المرضى، باب: تمَنِّي المريضِ الموتَ، ح 5673).

وأخرجه مسلم في "صحيحه"، (كتاب صفات المنافقين، باب: لن يدخل أحد الجنة بعمله، بل برحمة الله تعالى، ح 71، 72، 73، 74، 75، 76).

[2] في "السُّنن" (كتاب النكاح، باب: في الولي، ح 2085).

وصحَّحه العلامة الألباني في "صحيح الجامع" برقم 7555.

[3] في صحيحه (كتاب الإيمان، باب: تسمية العبد الآبق كافرًا، ح 123).

وأخرجه بلفظ: ((أَيُّما عبْدٍ أبقَ من مواليه، فقد كفَر حتى يرجع إليهم))، (الباب السابق، ح 122).

وأخرجه بلفظ: ((إذا أبَق العبد لم تُقْبَل له صلاة))؛ (الباب السابق، ح 124).

[4] في "صحيحه"، (كتاب المساجد ومواضع الصلاة، ح 5، 6، 7، 8).

[5] سبق تخريجه.

[6] بهذا اللفظ، (كتاب الصيد والذبائح، باب: إباحة ميتات البحر، ح 17)، وأخرجه البخاري بغير الشاهد الذي سُقْتُه من أجله، إذًا اتَّفق الشيخان على الأصل، وانفرد مُسْلم بقول أبي عبيدة: ميتة، لا تقربوها، ثم قال: لا، بل جيش رسول الله، وفي سبيل الله.

وقد أخرج البخاري هذا الحديث بغير هذا الشاهد في "صحيحه"، (كتاب المغازي، باب: غزوة سيف البحر، ح 4360، 4361، 4362).

[7] أخرجه البخاري في غير موضع من "صحيحه"، منها: (كتاب الصلاة، باب: تحريض النبي - صلى الله عليه وسلم - على صلاة الليل والنوافل من غير إيجاب، ح 1127).

وأخرجه مسلمٌ في "صحيحه"، (كتاب صلاة المسافرين، باب: ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح، ح 206).

[8] أخرجه البخاريُّ في "صحيحه"، (كتاب مواقيت الصلاة، باب: الصلاة كفارة، ح 526).

وأخرجه مسلم في "صحيحه"، (كتاب التوبة، باب: قوله تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات، ح 39، 40، 41، 42، 43).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • زاد العقول شرح سلم الوصول (1/ 17)
  • زاد العقول شرح سلم الوصول ( 2/ 17)
  • زاد العقول شرح سلم الوصول (3/ 17)
  • زاد العقول شرح سلم الوصول (4/ 17)
  • زاد العقول شرح سلم الوصول (5/ 17)
  • زاد العقول شرح سلم الوصول (6/ 17)
  • زاد العقول شرح سلم الوصول (8/ 17)
  • زاد العقول شرح سلم الوصول (9/ 17)
  • زاد العقول شرح سلم الوصول (10/ 17)
  • زاد العقول شرح سلم الوصول (11/ 17)
  • زاد العقول شرح سلم الوصول (12/ 17)
  • زاد العقول شرح سلم الوصول (14 /17)
  • زاد العقول شرح سلم الوصول (15 /17)
  • زاد العقول شرح سلم الوصول (16/ 17)
  • زاد العقول شرح سلم الوصول (17/ 17)

مختارات من الشبكة

  • إتحاف العباد بشرح كتاب الزاد: شرح كتاب الصلاة إلى باب الأذان والإقامة من زاد المستقنع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • زاد العقول شرح سلم الوصول (13/ 17)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإرشاد في توضيح مسائل الزاد :حاشية على زاد المستقنع(كتاب ناطق - المكتبة الناطقة)
  • درر مختصرة من أقوال السلف رحمهم الله (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفرق بين محالات العقول ومحارات العقول، في ضوء حديث النزول(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • مفاتيح عقول الناس(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • العقل والشرع ( فضل العقل، العقل والنقل )(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تسهيل المسالك بشرح كتاب المناسك: شرح كتاب المناسك من كتاب زاد المستقنع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب الصيام من الشرح الممتع على "زاد المستنقع" (5)(مقالة - ملفات خاصة)
  • شرح كتاب الصيام من الشرح الممتع على "زاد المستقنع" (4)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/12/1446هـ - الساعة: 23:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب