• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع
علامة باركود

الجمرة الخبيثة

عبداللطيف المهلهل

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/10/2010 ميلادي - 8/11/1431 هجري

الزيارات: 10563

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الجمرة الخبيثة

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الجمعة: 9].

 

إنَّ الحمد لله نَحْمدُه، ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلاَّ الله وحْده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1] ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

 

أمَّا بعد:

في هذا الزَّمَنِ الذي أصبح العالَم فيه قريةً صغيرة، تنتقل الأفكارُ والمعارِف، وتُتداول المعلوماتُ بواسطة شبكة المعلومات وغيرها، فيها ما هو طيِّب نافِع، وما هو خبيث ضارّ، وما أكثرَ الخبيثَ في زماننا هذا! يُزيَّن لأصحابِ الأهواء فيَفْتتِنون به، وللأنفُسِ المريضة فيُقبِلون عليه، وكأنَّ الحسن متجسِّد فيه، وصَدَق الله العظيم: ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [فاطر: 8].

 

فقد تطوَّرت وتعدَّدتْ وسائل تخدير العقل وتزيين الشرّ، وأصبح الناسُ يتَّخذون دِينَهم لهوًا ولعبًا، فلا تجد إلاَّ شابًّا خائرَ العزيمة، وفتاةً فاترة الهمَّة، وبيْن الخور والفتور تنتشر أنواعُ المفاسد، متنوِّعة بأشكال مختلفة، تُغري ضِعافَ الإيمان، فينجذبون إليها دون وازعٍ من ضمير أو خُلُق؛ ولذلك نبَّه الإسلامُ إلى انتشار هذه المفاسِد، وحمَّل الناسَ مسؤوليةَ كبْحها، وما يترتَّب عليه من آثار؛ قال - عزَّ مِن قائل -: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].

 

ومِن المفاسِدِ انتشارُ أنواع الموبقات مِن مخدِّرات ومسكِرات ومفتِّرات؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90 - 91]، فقد بيَّنتْ هاتان الآيتانِ بيانًا شافيًا بأسلوبٍ واضح جليّ، ونظْم أخَّاذ بليغٍ تحريمَ هذه المضار تحريمًا قاطعًا، وقد فهِم الصحابة مرادَ الله، فتسارعوا إلى إهراقِ الخمْر في سِكك المدينة المنورة - عليها وعلى ساكنها أفضلُ الصلوات وأزكى التسليم - عندَ نزولِ هذه الآيات، وقد علَّق سيِّدُنا عمر - رضي الله عنه - على قوله - تعالى -: ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ أجاب إجابةَ المؤمن الواثق: انتهينا يا ربّ، وعرَّف - رضي الله عنه - الخمرَ فقال: الخمر ما خامَر العَقْل؛ أي: حَجَبه وستَره، وإذا كان مفهومُ الخمر معناه الستر، فإنَّ أنواع المسكرات والمخدِّرات والمفتِّرات تدخُل فيه، وعلَّق الرازيُّ مفسرًا لهذه الآية فبيَّن عددًا من العِلل والوجوه:

أولها: تصدير الآية الكريمة بـ"إنَّما"، وهي أداةُ حصْر؛ إذ حصر الرجس في الخمْر والميسر.

ثانيها: أنَّ شاربَ المسكِرات والمخدِّرات والمفتِّرات كعابدِ الأوثان، فهما في الحُكم سواء؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما رواه ابنُ ماجه في سُننه، والإمام أحمدُ في مسنده عن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما -: ((مُدمِن الخمر كعابدِ وثن)).

ثالثها: أنَّ في المسكِرات والمخدِّرات والمفتِّرات مفاسدَ عظيمةً، فهي رجس، والرجس (الخبث المستقذَر الذي تَعافُه النفس بطبعها).

رابعها: أنَّها تصدُّ عن ذِكْر الله وعن الصلاة، فهي ملهاةٌ عن الدِّين ومضيعة له.

خامسها: أنها جالبةٌ للبغضاء والعداوة بيْن الإخْوة في الدِّين والنَّسْل.

سادسها: أنَّ الأمرَ صادر من الله - عزَّ وجلَّ - بقوله: ﴿ فَاجْتَنِبُوهُ ﴾، ومفهوم الاجتناب الابتعادُ عنه.

سابعها: الاستفهام في قوله - تعالى -: ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ سِيق مساقَ النهي، وهو أبلغ وأوْكد للتحريم؛ ا.هـ ملخصًا.

 

والرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - صحَّ عنه في أحاديثَ كثيرةٍ تشدُّ بعضها بعضًا بأسانيدها، بما يَرقى ببعضها إلى درجة التواتر، كلها تحرِّم المسكِرات والمخدِّرات والمفتِّرات، وقد ذكَر المفسِّر ابن كثير في شرْحه للآيتين سالفتَي الذِّكْر نحوًا مِن خمسين حديثًا.

 

المسكِرات والمخدِّرات والمفتِّرات مفسِدة بالضَّرورات الخمْس: الدِّين - النَّفْس - العقل - النَّسْل - المال - فهي تُؤثِّر على استقرارِ الأفراد والعائلات، وقد بيَّن الفُقهاء أضرارها على المستوى الشخْصي والعائلي والمجتمع، أمَّا الضَّرَر الشخصي فهو التأثيرُ الفادِح في الجسد، والاغتيال للعقْل لما في السُّكْر والمخدِّر والفتر مِن تخريبٍ وتدمير للصحَّة والأعصاب، والعقل والفِكْر، ومختلف أعضاء جهاز الهضْم، وغير ذلك من المفاسِد والمضار، التي تَفتِكُ بالبدن كلِّه، بل وبالاعتبار الأدبي، وكرامة الإنسان؛ حيث تهتزُّ شخصيةُ الإنسان، ويصبح موضعَ الهُزْء والسخرية، وفريسة للأمراض الكثيرة المتنوِّعة.

 

وأمَّا الضرر العائلي، فهو ما يَلْحق بالزوجة والأولاد مِن إساءات، فينقلب البيتُ جحيمًا لا يُطاق من جرَّاءِ التوتُّرات العصبية، والهياج والسبِّ والشَّتْم، وترداد عبارات الطَّلاق بصِيغ مختلفة، وتحطيم الأثاث والعبَث به، وإرْباك العائلات، وإهْمال الزَّوْجة والتقصير في الإنفاق على المنزل، وقد تؤدِّي المسكِرات والمخدِّرات والمفتِّرات إلى إنجابِ أولاد معاقين جسديًّا ومختلِّين ذهنيًّا.

 

وأمَّا ضرَر المجتمع، فهو واضحٌ في إتلاف أموالٍ طائلة من غيْر مردود نفْعي، وفي تعطيلِ المصالِح والأعمال، والتقصير في أداء الواجبات، والإخلال بالوظائفِ العامَّة، سواء بمصالِح الدولة أو مؤسَّساتها، أو المعامل والمدارس، والجامعات والمرافق الاقتصادية والخدميَّة، فضلاً عمَّا يؤدِّي إليه السُّكر والتَّخْدير والتَّفْتير من ارْتكاب الجرائم على الأشخاص والأموال والأعْراض، كما ذكَر الفقهاء تحريم الحشيشة التي مِن أنواعها الأفيون والكوكاين، والمورفين والقات، وغير ذلك ممَّا يُؤْخذ بالحقن أو الشَّم، أو البلع أو المضْغ، أو بواسطة التدخين وغيرها، وهي أخبثُ من الخمر، يُحَدُّ متناولها ويُعزَّر، فيعاقب بالسجن عقوبةً رادعة، فهي أخبثُ مِن كل مسكِر، وهي مفسِدة للعقل والمزاج، حتى يصيرَ في الرجل تخنُّث وميوعة ودياثة، فلا يَغار متعاطيها ومُروِّجها والمُتَّجِر بها على دِينه أو عِرْضه، فكَمْ من فتاةٍ انتهك عفافُها، وكم من أمٍّ نُهِب مالها فعقَّها ولدُها، وكم من منزلٍ سُرِق متاعه!

 

فهي مروِّعة للآمنين، ومُدمِّرة للمجتمع، سهْلٌ على المتعاطي والمروج والمتجر أن يبيعَ الوطن بمؤسَّساته للمغتصِبين والمستعمرين، لا يَرْقُب في أهله ولا مجتمعه إلاًّ وَلا ذِمَّة، فهو أسير لذَّة عابِرة تقوده إلى جهنم؛ عن عبدالله بن بُرَيدة عن أبيه، قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن حبَس العنبَ أيَّام القطاف حتى يبيعَه ممَّن يتخذه خمرًا، فقد تقحم النار على بَصيرة))؛ رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.

 

وأمَّا أكثر مضار المخدِّرات والمسكِرات والمفتِّرات، فقد ذكر بدر الدين الزَّرْكشي في رسالة "زهر العريش في تحريم الحشيش" نقلاً عن ابن البيطار مضارَّها، فقد بلغتْ زُهاءَ مائة وعشرين مضرَّة؛ لذلك فإنَّ علماء الشريعة والقانون والأطبَّاء حذَّروا منها، وفي عالَمنا اليوم مئات الملايين يتعاطَوْن المخدرات، وكأنهم يقتلون أنفسهم، والطامَّة الكُبرى أنَّ معظمهم من المسلمين؛ يقول - سبحانه وتعالى -: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29].

 

فحسبَ إحصائيةِ الأمم المتحدة الصادرة في عام 2009، أنَّ عددَ المتعاطين لأنواع المخدِّرات يَزيد عن أربعمائة واثنين وعشرين مليونًا، كما وصَل التسابق للتجارة بالمخدِّرات إلى مستوًى فاق سباقَ التسلُّح، فقد بلغ حجمُ الإنفاق على هذه الجَمْرة الخبيثة سبعمائة مليار دولار وَفقَ إحصاء 2009!

 

حقًّا إنَّها لُقمة الفجور والفِسق، ملعونٌ متعاطيها والمتَّجِر بها؛ عن أنس - رضي الله عنه - قال: "لعَن رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الخمر عشرة: عاصِرَها، ومعتصرَها، وشاربَها، وحاملَها، والمحمولةَ إليه، وساقيَها، وبائعَها، وآكِلَ ثمنها، والمشتري لها، والمشتراة له"؛ رواه الترمذي وابن ماجه

ويذكُر الأطباء أنَّ مِن بيْن أضرارها:

1- الإيدز (العوز المناعي).

2- الالتِهاب الرِّئوي المزمن.

3- زيادة احتمال الإصابة بسَرطان الرئة.

4- انخفاض الخُصوبة عندَ الرِّجال والنِّساء.

5- تأثير كبير على الذاكرة، وبالتالي على التعليم.

6- كثرة الاستعمال تؤدِّي إلى أمراض نفسيَّة مختلفة، يصبح معها المتعاطي لا يُميِّز بيْن الواقِع والخيال.

7- في حالة المرأة الحامل، فهناك خطرٌ على ولادة الجنين، من حيث ولادته مبكِّرًا، أو ناقصًا في وزنه.

8- سرطان الحنجرة.

9- التبوُّل اللاإرادي.

10- الربو الشعبي.

11- وأمراض القلْب، وغيرها من الأمراض.

 

وأودُّ أن أنبِّه إلى أن متعاطِي المخدرات مسؤولٌ عن كلِّ الجنايات التي يرتكبها، فهو عابثٌ بأمن المجتمع، فإذا صدم أحدًا بسيَّارة، أو قتَل نفسًا بريئة، أو أتْلَف مالاً أو زرعًا، أو طلَّق زوجته، فهو مسؤولٌ عمَّا قام به، ويتحمَّل كلَّ ما يترتَّب على ذلك من آثار؛ لأنَّه أدْخل المخدِّرات على عقله فاغتالَه، وعطَّل إرادته بيده، وكأنَّه بفِعْله هذا يرفض هبةَ المنَّان له التي ميَّزه بها عن كلِّ مخلوقاته، فالعقل شرْط التكليف؛ يقول الحق - تبارك وتعالى -: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 70].

 

وما نتَج من بيْع المخدِّرات من أموال وثروات، فهو سحتٌ لا يجوز الانتفاعُ به، سواء كان الانتفاعُ صدقةً أو أكْلاً، أو شراء أشياء لتملك، فهو مالٌ خبيث، يجب طرْحُه، ويجب على الدولة تأميمُه، وإذا أناب المتجر، وأقبل على الله وضَع هذا المال في المؤسَّسات الخيريَّة، فهو شرْط واجبٌ لقَبول توبته، روَى ابن أبي شيبة عن ابن عبَّاس - رضي الله عنهما -: أنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ الله إذا حرَّم شيئًا حَرَّم ثمنَه))؛ رواه أبو داود وصحَّحه الشيخ الألباني.

ورَوى أبو هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: ((إنَّ الله حرَّم الخمرَ وثمنَها، وحرَّم الميتة وثمنَها، وحرَّم الخِنزير وثمنَه))؛ أخرجه أبو داود في سننه.

 

وحتَّى يُجنَّب مجتمعُنا والمجتمعات الإسلاميَّة قاطبةً هذه الآفة، ينبغي لمؤسَّسات المجتمعات والدُّول أن تسلكَ الخُطوات التالية:

1- الشباب هو رأس مال الوطَن، وعماد بناء الأمَّة، فلا بدَّ أن ننشئه التنشئةَ الصالحة التي تحفَظ عليه إسلامَه وعقلَه وبدنَه، فنُسقيه من سلسال الفضائل، ونُغذيه بمكارم الأخلاق؛ لنبنيَه بناءً سليمًا.

2- على المؤسَّسات الاجتماعيَّة من رِياض الأطفال إلى الجامعات، ومراكز تحفيظ القرآن بالمساجد، والمنارات والزوايا، والنوادي الرياضية، وغيرها من المؤسَّساتِ الأخرى، كلٌّ فيما يخصُّه - وقاية أبنائنا مِن هذه الجمْرة الخبيثة التي تعصِف بكيان الأمَّة.

3- على المؤسَّسات التربويَّة - ولا سيَّما أساتذةِ المناهِج - الاهتمام بالشباب، وتبصيرهم بمخاطرِ آفة التعاطي؛ حتى يتجنَّبوا مضارَّها وويلاتها؛ لنجعلَ منهم رجالاً صالحين، يحبُّون الله ورسولَه، وينتمون للوطن والأمَّة، على أن تكونَ هذه التوعية بالمخاطِر في المناهج بجميع المراحِل التعليميَّة.

4- على أجهزةِ الإعلام من قنوات فضائيَّة، وإذاعات مسموعة، وصُحف مقروءة، ومراكز المعلومات - توعيةُ شبابنا، بحثِّهم على الالتزام بالوقاية من مخاطرِ هذا الخَطَر الماحِق، فلا تبثّ المسلسلاتِ المُمنتجَة التي تُزيِّن الخبائث، فتُلبسها ثيابَ الحُسْن والبهاء، وعليها أن تبثَّ البرامج الهادِفة، وتنشر المقالات الملتزمة التي تُنير العقلَ والجسم، وتدعو لمكارمِ الأخلاق.

5- توفير الإمكانات بمراكزِ العلاج، وذلك بمضاعفةِ قُدراتها الطبيَّة والنفسيَّة والاجتماعيَّة.

6- على المجتمعات قَبول التائِبين الذين أنابوا إلى الله، وأقْبلوا عليه وأخْلصوا له، وذلك بتوفيرِ فُرَص العمل لهم؛ ليُسهموا في بناء المجتمع، وتقدُّمه ورخائه؛ حتى يتحقَّق اندماجهم في المجتمع اندماجًا كاملاً، وليكونَ ذلك دافعًا لزملائهم الذين لا يزالون يعانون من مخاطرِ الإدمان للتوبة والإنابةِ إلى الله.

7- في هذا الزمن تفنَّن المروِّجون والمتاجرون في وسائلِ التهريب، فهرَّبوا المخدِّرات بين دفَّتي المصحف، وفي أحشاء الأطفال، وإطارات السيَّارات وغيرها! فلم يتركوا وسيلةً إلا نفذوا إليها؛ لذا فإنَّه ينبغي لوسائلِ الأمن المختلفة وبخاصَّة رجال المكافَحة تدريبهم ومَنْحهم الصلاحيات الكافية والمرتَّبات السخية؛ لأنَّهم يُعرِّضون أنفسهم للهلاك حمايةً لهذا الوطن.

8- مراقبة جميعِ المنافذ البرية والبحرية والجوية، مراقبةً دقيقة، حتى تَزيد كميات الضبط مِن هذه الآفة، بالإضافة إلى اعتِقال المهرِّبين وتسليمهم إلى القضاء؛ ليلقوا جزاءهم العادل.

9- رَضِي الله عن سيِّدنا عثمان بن عفَّان، الذي قال: "إنَّ الله يَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَع بالقرآن"، مِن أجل تطبيق مقالة ذي النورين وتجسيدها واقعًا معيشًا، يتحقَّق من خلاله أمنُ الناس جميعًا، فينبغي للدول الإسلاميَّة أن تُصْدِر تشريعًا حازمًا يَرْدَع المتعاطين والمروِّجين، والمتاجرين والمنتجين لهذه المُهلِكات، التي تُفسِد العقل والبَدن والدِّين، وتعصف بأمن المجتمع؛ بقصْد تحقيق الأمْن وخلوِّ المجتمعات الإسلامية من هذه الآفاتِ الخطيرة المدمِّرة.

 

وصَدَق رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيما رواه البخاريُّ وأحمدُ والترمذي عن النُّعمان بن بشير - رضي الله عنه -: ((مَثَل القائم على حدودِ الله والواقِع فيها، كمَثَل قومٍ اسْتَهموا على سفينة، فأصابَ بعضُهم أعلاها وبعضُهم أسفلَها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا مِنَ الماء، مرُّوا على مَن فوقهم، فقالوا: لو أنَّا خرقْنا في نصيبنا خرقًا، ولم نؤذِ مَن فوقنا، فإنْ يتركوهم وما أرادوا هلَكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجَوْا ونجَوْا جميعًا))، صَدقتَ يا نبيَّ الله، أمَّتك كسفينة تحتاج لربَّان حكيم، يُطبِّق حدودَ الله؛ يأمُر بالمعروف وينهَى عن المنكر؛ لتسودَ راية الحق والهُدَى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مضار الخمر والتحذير منه
  • من أضرار الخمور والمسكرات والمخدرات
  • بلاء المخدرات والمسكرات
  • الخمور وأندية القمار تعوق السياحة الحلال
  • الخمر أم الخبائث
  • التجربة الإسلامية للعلاج والوقاية من مشكلة المسكرات والمخدرات.
  • لماذا حرمت الخمرة؟
  • الخمر.. آفة المجتمعات اليوم
  • قراءة في كتاب الجمر والضوء (قصيدة تفعيلة)
  • عشر جمرات

مختارات من الشبكة

  • بلجيكا: رسائل مسحوق الجمرة الخبيثة للمساجد(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حديث: رمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • حديث: رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضحى(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • حديث: أرسل أم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • حديث: لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • حديث: رمى رسول الله الجمرة يوم النحر ضحى(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • حديث: حج مع ابن مسعود فرآه يرمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • رمي الجمرة في الحج(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • المبيت بمزدلفة ورمي الجمرة الكبرى(مقالة - ملفات خاصة)
  • ستؤلمني الجمرة(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب