• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / أخلاق ودعوة
علامة باركود

الصدقة (1 / 3)

نايف ناصر المنصور

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/8/2010 ميلادي - 11/9/1431 هجري

الزيارات: 46118

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الصدقة (1 / 3)

 

المقدمة

الحمد لله، والصلاة والسَّلام على رسول الله.

تتفاوت حالات الناس في جميع الأماكن والأزمان في حالة العيش؛ فمِنهم مَن يَعيش غنيًّا متْرَفًا، مَخدومًا، تلبَّى جميعُ احتياجاته، ومنهم مَن يعيش فقيرًا مُعدمًا، لا يجد قُوتَ يومِه، مهمومًا في إيجاد ذلك.

ومنهم مَن يعيش قويًّا عظيم البِنية، قادرًا على الأعمال الشاقة، ومنهم الهزيل العاجزُ عَن أداء أبسط الأعمال؛ ممَّا سبَّب له العَجْزَ المادي.

 

ومِن مَحاسن الدِّين الإسلامي أنه شرَعَ التَّكافل الاجتماعي، والتَّوازن الاقتصادي بين أفراد المجتمع؛ فهناك صِلة الرحم، وفيها التَّواصل بين الأقارب والناس، والسؤال عن أحوال بعضهم البعض.

وفيه شرع الزكاة، وهي تحصيل المال ممَّن عنده بعد توفُّر شروطها عنده، وإعطاؤها أهلها المذكورِين في القران.

وهناك الصَّدقة التي هي أوسع أبوابًا مِن الزكاة، ومن أيِّ عَمَل، وتعتبر خاليةً من أية شروط؛ فمجال الصدقة متنوِّع، وكذلك الأجور من الله فيها، فلكلِّ عمَلٍ منها أجْر، والله يضاعف لمن يشاء.

 

هل تريد الجنة؟

ما مِن رجل أو امرأة يؤمن بالله إلا وله غاية، ألا وهي رِضَا الله ودخول الجنة والنجاة من النار.

 

فما ظنُّك أخي المسلم وأختي المسلمة بِدَار أعدَّها الله بنفسه، وغرَسَ كرامةَ أهلِها بيده؟ جاء في الحديث القدسي: ((أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عَين رأَت، ولا أذُن سَمعت، ولا خطَرَ على قلب بشر))[1].

 

وإنَّ الكل لَيَعمل في هذه الدنيا؛ فمِنهم مَن فاز، ومِنهم مَن خسر، قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((كلُّ النَّاس يَغْدو؛ فبائِعٌ نفْسَه فمُعْتقها، أو موبقها))[2].

 

أخي الحبيب:

لقد سبَقَك إلى الجنة أبو بكر، وذَهَب إليها عُمر، وبُشِّر بها عثمان وعلي، ودَخلها بلال، وطار إليها جعفر، فأين أنت مِن هؤلاء الصحابة؟!

 

أختي الحبيبة:

تبَتَّلَت مريم، فأصبحَتْ خيرَ نِساء العالَمين، وأحسنَتْ فاطمة، فكانت سيدة نساء الجنة، وصار فيها بيت من قَصَب لخديجة، فمَع مَن تُريدين أن تُحشَري؟ ومِثْل مَن تريدين أن تكوني؟

 

إخواني:

إن الجنة قريبة؛ ((الجنَّة أقْرَب إلى أحدكم مِن شِراك نَعْله، والنار مِثل ذلك)).[3]

إنَّ لِلجنة طرُقًا، وإنَّ مِن تلك الطُّرق الصدقة، فلا تَبخل بأموالك عن الصَّدقة على الفُقراء، وتكون عبدًا لِمالك، خادمًا له، وليس العكس، عاشقًا لجمع المال.

فقد ذكر ابن الجوزي في كتابه "صَيد الخاطر": "فصل: شر البلاء عشق المال": "وفي الناس مَن يبخل، ثم يتفاوتون في البخل حتى يَنتهي البلاء بهم إلى عشق عين المال، فربَّما مات أحدُهم هُزالاً وهو لا يُنفقه، فيأخذه الغير ويَندم المُخلف"، فبادِرْ بالبَذْل وفَّقك الله.

 

تعريف الصدقة:

دائمًا نَسمع عن الصدقة، وفلان تصدَّق بكذا، وفلان تصدَّق بكذا، فما مَعنى "صدقة"؟ وما هو تعريفها؟

 

الصدقة في اللغة:

قال ابن منظور في كتابه "لسان العرب": "صدَّق عليه: كتصدَّق، فعَّل في معنى تفعَّل، والصدقة: ما تصدَّقْت به على الفقراء، والصدقة: ما أعطيتَه في ذات الله للفقراء، والمتصدِّق: الذي يعْطِي الصَّدقة، والصدقة: ما تصدَّقت به على مسكين".

 

وقال أحمد عطية الله في "القاموس الإسلامي": "الصدقة بفتح الأول والثاني: ما يُعْطَى على وجه القُربى لله دون إكراه، يقال: تصدَّق: أيْ أعطى الصدَقة، فهو مُصَدِّق، وجمع صدقة: صدقات.

وهي من الألفاظ التي ورَدَت بصيغتي الفرد والجمع في سبعَةَ عشرَ موضعًا في القرآن الكريم".

 

أما تعريفها في الشرع:

فبِمَعنى العطيَّة التي يُبتغى بها الثواب عند الله، فهي: إخراج المال تقرُّبًا إلى الله - سبحانه وتعالى.

 

وهي سدٌّ منيع بين المتصدِّق والسُّوء، ودافِعةٌ لعظيم البلاء والشر، قال العلاَّمة الأصفهاني: "الصدقة ما يُخرجه الإنسان من ماله على وجه القُربة كالزكاة، لكنَّ الصدقة في الأصل تُقال للمتطوع به، والزكاة للواجب، وقد يسمَّى الواجب صدقةً إذا تحرَّى صاحبُها الصِّدق في فِعله".

 

حكم الصدقة:

إنَّ حُكم الصدقة مستحَبٌّ مِن المؤمن في كل الأوقات في كل الأماكن:

أَنْفِقْ وَلاَ تَخْشَ إِمْلاَلاً فَقَدْ قُسِمَتْ
بَيْنَ العِبَادِ مَعَ الأَرْزَاقِ آجَالُ
لاَ يَنْفَعُ البُخْلُ فِي الدُّنْيَا مُوَلِّيَةً
وَلاَ يَضُرُّ مَعَ الإِنْفَاقِ إِقْبَالُ

 

ما هي الغاية من الصدقة؟

ذَكر ذلك ابنُ القيِّم في كتابه "زاد المعاد" في كلامه عن هَدْيِه - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الصدقة والزكاة؛ حيث قال: "إنَّ هدْيَه في الزكاة أكْمَل هدْي؛ في وقْتها وقَدْرها ونِصابها، ومَن تجب عليه ومَصْرفِها، وقد رَاعى فيها مصْلحة أرباب الأموال ومصلحة المساكين.

 

وجعَلها الله - سبحانه وتعالى - طُهْرة للمال ولصاحبه، وقيَّد النِّعمة بها على الأغنياء، فما زَالت النِّعمةُ بالمال على مَن أدَّى زكاته، بل يَحفظه عليه وينمِّيه له، ويَدفع عنه بها الآفات، ويجعلها سورًا عليه، وحصنًا له وحارسًا له.

 

ثم إنَّه جعَلَها في أربعة أصناف من المال، وهي أكثر الأموال دَوَرانًا بين الخَلْق، وحاجتُهم إليها ضروريَّة:

أحدها: الزَّرع والثمار..

الثاني: بهيمة الأنعام؛ الإِبِل والبقر والغنم.

الثالث: الجوهران اللَّذان بهما قوَام العالَم، وهما الذَّهب والفِضَّة.

الرابع: أموال التِّجارة على اختلاف أنواعها.

 

الآيات والأحاديث الواردة في فضْل الصدقة:

وهي كثيرة، وقد طبَّق الرسول - عليه الصلاة والسلام - هذا الأمر مبتَدِئًا بنفسه؛ فقد كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - أعْظَمَ الناس صدقةً بما ملكت يدُه، وكان لا يَستكثر شيئًا أعطاه لله - تعالى - ولا يستقِلُّه، وكان لا يَسأله أحد شيئًا عنده إلا أعطاه؛ قليلاً كان أو كثيرًا.

 

وكان عطاؤُه عطاءَ مَن لا يَخاف الفقر، وكان العطاء والصدقة أحبَّ شيء إليه، وكان سروره وفرحُه بما يعطيه أعظمَ مِن سرور الآخذ بما يأخذه، وكان أجودَ النَّاس بالخير، يمينُه كالرِّيح المرْسَلة.

وكان إذا عَرضَ له محتاج آثرَه على نفسه، تارَةً بطعامه، وتارةً بلباسه.

وكان ينوِّع في أصناف عطائه وصدقته؛ فتارةً بالهِبَة، وتارةً بالصدقة، وتارةً بالهدية، وتارةً بشراء الشيء ثم يعطي البائع الثمن والسلعة جميعًا؛ كما فعل بِبَعير جابر، وتارَةً كان يَقترض الشيء فيرُدُّ أكثرَ مِنه وأفضل وأكبر، ويَشتري الشيء فيُعطِي أكثرَ مِن ثمنه.

ويَقبل الهدية، ويُكافِئ عليها بأكثرَ مِنها أو بأضعافها؛ تلَطُّفًا وتنوُّعًا في ضُروب الصدقة والإحسان بكل ممكن.

 

وكانت صدقتُه وإحسانه بما يَملكه وبِحاله وبقوله؛ فيُخرج ما عنده، ويَأمر بالصدقة، ويحُضُّ عليها، ويدعو إليها بحاله وقوله، فإذا رآه البخيلُ الشَّحيح دَعاه حاله إلى البَذْل والعطاء.

وكان مَن خالطَه وصَحِبه ورَأى هدْيَه لا يملك نَفْسه مِن السَّماحة والنَّدَى.

وكان هدْيُه - صلَّى الله عليه وسلَّم - يدعو إلى الإحسان والصدقة والمعروف؛ ولذلك كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - أشْرَحَ الخَلْق صدْرًا، وأطيبَهم نفْسًا، وأنعَمَهم قلْبًا؛ فإنَّ للصدقة وفِعْل المعروف تأثيرًا عجيبًا في شَرْح الصَّدر، وانْضاف ذلك إلى ما خصَّه الله به مِن شرْح صَدْره بالنُّبوَّة والرسالة، وخصائصها وتوابعها، وشَرْحِ صدره حِسًّا، وإخراج حظ الشيطان منه.

 

جاء في القران ما يدل على فضل الصدقة:

قال الله - تعالى - في الصدقة: ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [البقرة: 245].

 

جاء في تفسير هذه الآية قال الزَّجاج: أصْل القرْض ما يُعطيه الرَّجل أو يَفعله ليُجازَى عليه، وأصْله في اللغة القَطْع، ومنه أُخذ المِقراض، فمعنى أقرَضْته: قطعت له قطعةً يُجازيني عليها.

 

فإن قيل: ما وجه تسمية الصدقة قرضًا؟

فالجواب من ثلاثة أوجه:

أحدها: لأنَّ هذا القرض يبدَّل بالجزاء.

والثاني: لأنه يتأخَّر قضاؤه إلى يوم القيامة.

والثالث: لتأكيد استحقاق الثواب به؛ إذ لا يكون قرْضٌ إلا والعِوَض مستَحَقٌّ به.

 

فأما اليهود فإنهم جهلوا هذا، فقالوا: أيَسْتَقرِض الله منَّا؟

وأما المسلمون فوثقوا بوعد الله، وبادروا إلى معاملته؛ قال ابن مسعود: لما نزَلَت هذه الآية، قال أبو الدَّحْداح: وإنَّ الله ليريد منا القَرْض؟ فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((نعم))، قال: أَرِني يدَك، قال: إني أقرَضْتُ ربِّي حائطي.

قال: وحائطه فيه سِتمائة نخلة، ثم جاء إلى الحائط، فقال: يا أمَّ الدَّحْداح، اخرجي مِن الحائط، فقد أقرضْتُه ربِّي.

وفي بعض الألفاظ: فعمَدَتْ إلى صبيانها تُخْرِج ما في أفواههم، وتَنْفض ما في أكمامهم، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((كَم مِن عِذْق رَاح في الجنَّة لأَبِي الدَّحْداح))[4].

 

وفي معنى القَرْض الحسَن ستَّةُ أقوال:

أحدها: أنه الخالص لله، قاله الضحاك.

والثاني: أن يَخرج عن طِيب نَفْس، قاله مقاتل.

والثالث: أن يكون حلالاً، قاله ابن المبارك.

والرابع: أن يُحتسب عند الله ثوابه.

والخامس: ألا يُتْبِعه مَنًّا ولا أذًى.

والسادس: أن يَكون مِن خيار المال.

 

قوله - تعالى -: ﴿ فَيُضَاعِفَهُ لَهُ ﴾ [البقرة: 245] قرأ أبو عمرو (فيضاعفُه) بألف مع رفع الفاء، كذلك في جميع القرآن، إلا في سورة الأحزاب: ﴿ يُضَعَّفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ﴾.

 

وقرأ نافع وحمزة والكسائي جميعَ ذلك بالألف مع رَفْع الفاء.

وقرأ ابنُ كثير (فَيُضَعِّفُهُ) برفع الفاء من غير ألف في جميع القرآن.

وقرأ ابن عامر (فَيُضَعِّفَهُ) بغير ألف مشددة في جميع القران، ووافقه عاصم على نصب الفاء في (فَيُضَاعِفَهُ)، إلا أنَّه أثبت الألف في جميع القرآن.

 

قال أبو علي: "للرَّفْع وجهان؛ أحدهما: أن يعطفه على ما في الصِّلة وهو يُقرض، والثاني: أن يستأنفه.

ومَن نصب حَمَل الكلام على المعنى؛ لأنَّ المعنى: أيكون قَرض؟ فحَمل عليه (فيضاعفه)".

وقال: "ومعنى ضاعَفَ وضعَّف واحد، والمضاعفة: الزيادة على الشيء حتى يصير مِثْلين أو أكثر.

 

وفي الأضعاف الكثيرة قولان:

أحدهما: أنها لا يُحصى عددها، قاله ابن عباس، والسُّدي، ورُوِي عن أبي عثمان النَّهدي، قال: أتيْتُ أبا هريرة فقلت: بلغَنِي عنك حديثٌ أنَّك تقول: سمعْتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسَلَّم - يقول: ((إنَّ الله - عز وجل - يُعطي عبده المؤمن الحسنةَ ألْفَ ألْف حسنة))، قال أبو هريرة: لا، بل سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسَلَّم - يقول: ((إن الله - عز وجل - يُعطِيه ألْفَي ألْف حسنة))، ثم تلا: ﴿ يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40]، فقال: ((إذا قال: {أَجْرًا عَظِيمًا}، فمَن يقدر قدره))؟![5].

 

والثاني: أنها معلومة المقدار؛ فالدرهم بسبعمائة كما ذكر في الآية التي بعدها، قاله ابن زيد.

 

قوله - تعالى -: ﴿ وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ ﴾، قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي: "يَبسط" و"بَسْطة" بالسِّين، وقرأَهُما نافع بالصاد.

 

وفي معنى الكلام قولان:

أحدهما: أنَّ معناه: يُقَتِّر على مَن يشاء في الرِّزق، ويَبسطه على مَن يشاء، قاله ابن عباس، والحسن، وابن زيد.

والثاني: يَقبض يدَ مَن يشاء عن الإنفاق في سبيله، ويَبسط يَد مَن يشاء بالإنفاق، قاله أبو سُليمان الدِّمشقي في آخرين.

 

وقوله - تعالى -: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].

 

وصَفَ الله جزاء الأعمال، وجعَل لها نهايةً واحدةً؛ فقال: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾ [الأنعام: 160]، وجعل جزاء الصدقة في سبيل الله فَوق هذا فقَال: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ.. ﴾ [البقرة: 261] الآية

 

وقوله - تعالى -: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114].

ومعنى هذه الآية: أَنْ لا خيرَ في كلام الناس إلا مَن قال في صدقَة، أو معروف، أو إصلاح بين الناس.

 

وقوله - تعالى -: ﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39].

وقوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾ [فاطر: 29].

وقوله: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ ﴾ [البقرة: 276].

﴿ إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ ﴾ [الحديد: 18].

 

أما ما جاء في السنة النبوية فكثير، منها:

ما رَوى عدِيُّ بن حاتم - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((اتَّقوا النار ولو بشِقِّ تَمْرة)).[6]

 

والصدقة من أبواب الخير العظيمة، ومن أنواع الجهاد المتعدِّدة؛ بل إنَّ الجهاد بالمال مُقَدَّم على الجهاد بالنفس في جميع الآيات التي ورَدَ فيها ذِكْر الجهاد إلا في موضع واحد؛ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - : ((جاهِدُوا المشْرِكين بأموالكم وأيديكم وألْسِنتكم)).[7]

 

وأيضًا عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن تصدَّق بعدْل تمرة مِن كَسْب طيِّب - ولا يَصْعد إلى الله إلا الطيِّب - فإن الله يتقبَّلها بيمينه، ثم يربِّيها لصاحبه كما يربِّي أحدكم فلوَّه، حتى تكون مثل الجبل))[8].

 

وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: كنتُ أمشي مع النبي - صلَّى الله عليه وسَلَّم - في حرَّة المدينة، فاستقبلنا أُحُد، فقال: ((يا أبا ذر))، قلت: لبَّيك يا رسول الله، قال: ((ما يسُرُّني أنَّ عندي مثْلَ أحُد هذا ذهَبًا، تمضي عليَّ ثالثة وعندي منه دينار، إلا شيئًا أرْصُده لِدَين، إلاَّ أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا))، عن يمينه وعن شماله ومِن خَلْفه.

ثم مشى، فقال: ((إنَّ الأكْثرين هم الأقَلُّون يوم القيامة، إلا مَن قال هكذا وهكذا وهكذا)) عن يمينه وعن شماله ومِن خَلفه ((وقليلٌ ما هم))[9].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - يبلغ به النبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((قَال الله - تبارك وتعالى -: يا ابنَ آدم، أَنفِقْ أُنفِق عليك))، وقال: ((يمين الله مَلأى))، وقال ابن نمير: ملآن ((سحَّاء، لا يغيضها شيءٌ الليل والنهار))[10].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أيضًا أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسَلَّم - قال: ((مَن أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله، هذا خير؛ فمَن كان مِن أهل الصلاة دُعِي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الرَّيان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة)).

 

فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما عَلى مَن دُعي مِن تلك الأبواب مِن ضرورة، فهل يُدعَى أحد من تلك الأبواب كلِّها؟ قال: ((نعم، وأرجو أن تكون منهم))[11].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى النبي - صلَّى الله عليه وسَلَّم - فقال: يا رسول الله، أيُّ الصدقة أعظم أجْرًا؟ قال: ((أن تصَدَّق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتَأمُل الغِنَى، ولا تُمْهِل حتَّى إذا بلغَتِ الحلقوم قُلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان))[12].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسَلَّم - قال: ((سبعةٌ يُظِلُّهم الله في ظلِّه يومَ لا ظِلَّ إلا ظلُّه؛ الإمام العادل، وشابٌّ نشأ في عبادة ربِّه، ورجل قلْبُه معلَّق في المساجد، ورَجُلان تحابَّا في الله؛ اجتمعا عليه، وتفرَّقا عليه، ورجل طلبَتْه امرأة ذات مَنْصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدَّقَ أَخفَى؛ حتَّى لا تَعلم شمالُه ما تُنفق يمينه، ورجل ذكَرَ الله خاليًا ففاضَتْ عيناه))[13].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسَلَّم - قال: ((ما مِن يوم يُصبح العباد فيه إلا ملَكان يَنْزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفِقًا خلَفًا، ويقول الآخر: اللهم أعط مُمْسكًا تلفًا))[14].

 

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا حسدَ إلا في اثنتين؛ رجُلٍ آتاه الله القرآنَ فهو يَقوم به آناءَ الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو يُنفقه آناءَ الليل وآناء النهار))[15].

 

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسَلَّم - قال: ((قال الله: أَنفِقْ يا ابن آدم أُنفِقْ عليك))[16].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسَلَّم - : ((مثَلُ البخيل والمنفِق كمثَلِ رجُلَين عليهما جبَّتان من حديد، مِن ثَدْيِهما إلى تَرَاقِيهما؛ فأمَّا المنفِق فلا يُنفق إلاَّ سَبغَتْ - أو وفَرَتْ - على جِلده حتى تُخْفي بَنانه، وتَعْفُو أثره، وأما البخيل فلا يُريد أن ينفق شيئًا إلا لَزِقت كلُّ حلقة مكانَها، فهو يوسِّعها ولا تتَّسع)).[17]

 

إِذَا جَادَتِ الدُّنْيَا عَلَيْكَ فَجُدْ بِهَا
عَلَى النَّاسِ طُرًّا إِنَّهَا تَتَقَلَّبُ
فَلاَ الْجُودُ يُفْنِيهَا إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ
وَلاَ الْبُخْلُ يُبْقِيهَا إِذَا هِيَ تَذْهَبُ

 

وجاء أيضًا عن أنس بن مالك عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إنَّ الله - عزَّ وجلَّ - لَيَدرأ بالصدقة سبعين مِيتَةً مِن السُّوء))[18].

وعن حذيفة قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كلُّ معروفٍ صَدقة))[19].

وعن عُقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسَلَّم - يقول: ((كلُّ امْرِئٍ في ظلِّ صدَقتِه حتى يُفصَل بين الناس))[20].

وعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: خطَبَنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسَلَّم - فقال: ((يا أيها النَّاس، تُوبوا إلى الله قَبل أن تَموتوا، وبادِرُوا بالأعمال الصالحة قَبل أن تُشْغَلوا، وصِلُوا الذي بينكم وبين ربِّكم بكثْرة ذِكْركم له، وكثرة الصدقة في السِّر والعلانية؛ تُرْزَقوا وتُنصروا وتُجبروا.

 

واعْلَموا أنَّ الله قدِ افترَضَ عليكُم الجُمعة في مَقامي هذا، في يومي هذا، في شهري هذا، مِن عامي هذا إلى يوم القيامة، فمَن ترَكها في حياتي أو بَعْدي وله إمام عادل أو جائر، استخفافًا بها أو جُحودًا بها، فلا جَمَع الله له شَمْله، ولا بارَك له في أَمْرِه))[21].

 


[1] متفق عليه: البخاري (7059 - 4502 - 4501 - 3072)، ومسلم (2825 - 2824 - 189).

[2] صحيح: مسلم (223)، التِّرمِذي (3517)، ابن ماجه (280)، الدَّارِمي (365)، سُنن البَيْهقِي الكبرى (185).

[3] صحيح: المُسْنَد (3667 - 3923) البخاري (6123).

[4] إسناده صحيح: المُسْنَد (12482)، وصحيح ابن حبان (7159)، الحاكم (2194)، وقال: صحيح على شرط مسلم وتابعه الذهبي، شُعَب البَيْهقِي (3451).

[5] إسناده ضعيف: المُسْنَد (10760 - 7945)، والطبري في تفسيره (9510).

[6] متفق عليه: البخاري (7074 - 6195 - 3577 - 3400 - 1351) مسلم (1016).

[7] إسناده صحيح: المُسْنَد (13683 - 12555 - 12246)، النسائي (3096)، أبوداود (2506)، الحاكم (2427)، وقال: صحيح على شرط الشَّيخين.

[8] متفق عليه: البخاري (6993 - 1344)، مسلم (1014).

[9] متفق عليه: البخاري (6079 - 2258)، مسلم (2351).

[10] متفق عليه: البخاري (6983)، مسلم (993).

[11] متفق عليه: البخاري (3466 - 1798) مسلم (1027).

[12] متفق عليه: البخاري (1353) مسلم (1032).

[13] متفق عليه: البخاري (6421 - 1357 - 629) مسلم (1031).

[14] متفق عليه: البخاري (1374) مسلم (1010).

[15] متفق عليه: البخاري (7091 - 4738 - 4737) مسلم (815).

[16] متفق عليه: البخاري (7496 - 5352) مسلم (2355).

[17] متفق عليه: البخاري (1375 - 4993) واللفظ له، مسلم (2406 - 2407 - 2408).

[18] ضعيف: مسنَد الشِّهاب (1094) وأمالي ابن صصري (6) وضعفه الألباني في الضعيفة (5308).

[19] متفق عليه: البخاري (5675) عن جابر بن عبدالله ومسلم (1005) عن حذيفة.

[20] إسناده صحيح: المُسْنَد (17333)، ابن خزيمة (2431)، ابن حبان (3310)، أبو يعلى (1766)، الحاكم (1517)، وقال: صحيح على شرط مسلم.

[21] ضعيف: ابن ماجه (1081)، سنن البَيْهقِي الكبرى (5359)، أبو يعلى (1856)، وضعفه الألباني.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضل الصدقة
  • الصدقة الوقفية
  • داووا مرضاكم بالصدقة
  • الصدقة (3 / 2)
  • الصدقة (3 / 3)
  • هل يجوز التصدق بجميع المال؟
  • الصدقة
  • من تحرم عليهم الصدقة
  • شرح حديث: لأتصدقن بصدقة
  • شرح حديث: أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا

مختارات من الشبكة

  • الصدقة في رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحكام الصدقة الإلكترونية(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • الصدقات تدخلك الجنة من باب الصدقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصدقة في رمضان: فوائد وأحكام وآداب (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • الصدقة - أهميتها وعلاقتها بالصحة والقوة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدرس السابع: الصدقة(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحاديث في فضل صلاة الضحى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحريم الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم وآله(مقالة - ملفات خاصة)
  • فضل الصدقة في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب