• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    مبدأ التخصص في الإسلام (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    نجاح موسم الحج بفضل الله وبرحمته (خطبة)
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    التحذير من المغالاة في المهور والإسراف في حفلات ...
    سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
  •  
    اشتراط الحول والنصاب في الزكاة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    من فضائل الدعاء
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    لا أحد أحسن حكما من الله
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    دلالة السنة والنظر الصحيح على أن الأنبياء عليهم ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    تفسير: (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الدرس الثالث والعشرون: لماذا نكره الموت
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الإنفاق على الأهل والأقارب بنية التقرب إلى الله ...
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الإسلام يدعو إلى المؤاخاة
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    خطبة عيد الأضحى: عيدنا طاعة وعبادة
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    خطبة عيد الأضحى: الامتثال لأوامر الله
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    أقسام المشهود عليه
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشهادتان - شهادة: أن لا إله إلا الله
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تحريم النذر لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / فقه وأصوله
علامة باركود

هذه الضجة الكبرى علامَ؟

نادية كيلاني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/7/2010 ميلادي - 20/7/1431 هجري

الزيارات: 8182

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هذه الضجة الكبرى علامَ؟

 

لماذا كل هذه الضَّجَّة على تصريحٍ برأيٍ قاله وزير الثقافة؟

هذا سؤال طرَحه عددٌ غير قليل، سواءٌ ممَّن يؤيِّدون الحجاب أو الرافضين له.

فالمؤيِّدون يقولون: إنَّ وزير الثقافة ليس فقيهًا في الدِّين، ورأيه ليس بِذِي أهمِّيَّة، ورأيه غير مؤثِّر، والمحجَّبات في تزايد، وكونه غيرَ سعيد بانتشاره فتَكفيه التعاسة عقابًا.

وأما الرافضون للحجاب فيقولون: وقَعَ المحظور وانكشف المستور.

ولَهثْنا لكي نعرف ما هو المستور الذي انكشف، فإذا به فخٌّ نصَبَه القدَر للجماعة المحظورة وهي - في رأيهم - جماعة قمْعية لا تُطِيق الرأي الآخر.

وانحصرَت القضيَّة في وجهة نظر، ورأي آخر.

لا هذا ولا ذاك يا سادة، القضيَّة الأساسيَّة لهذه الضَّجَّة هي أنَّ التي تَلبس الحجاب تَعتقد أنه مِن الدِّين وأمرٌ سماويٌّ، وأنَّ خالِقَ الكون، وخالق الإنسان هو الذي فرَضه على المرأة ضِمْن دستور كامل، ومنهج تامٍّ ينظِّم أسلوب الحياة على الأرض.

لم يخلُق اللهُ الكونَ والإنسانَ ويتركْه سُدًى دون أن يُرتِّب له حياتَه في جميع العلاقات والمعاملات والعبادات، وقد حرَّم الدِّينُ على الإنسان بعضًا من أنواع الطعام والشراب، فمِن باب أولى أن يَفرض عليه شكْلَ اللِّباس.

 

فإذا جاء الوزير أو غيره وقال:

"إنَّ هذا الزيَّ الذي فُرض على المرأة المصرية لم يعُدْ يناسب العصر"!!

 

نقول له:

إنه فَرْضٌ مِن الخالق البارئ المصوِّر، وهنا يُصبح الموضوع خارجًا عن وِجهة النَّظر والرَّأي الآخر، وإنما يُصبح تطاوُلًا على الذَّات الإلهيَّة، وانتقاصًا لقُدرة الله سبحانه لأنها عاجزة عن إدراك تطوُّر العصر، ففرَضَت زِيًّا يصلُح لعصر دون عصر.

 

﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ﴾ [العنكبوت: 49].

 

وهو تعطيلٌ لآية قرآنيَّة واضحة الدِّلالة؛ ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ [الفرقان: 30].

 

وهجْرُ القرآن - كما قال ابن القيِّم رحمه الله - أنواعٌ خمسة:

الأول: هجْرُ سماعِه والإيمانِ به.

والثاني: هجرُ العملِ به، وإنْ قرَأه وآمنَ به.

والثالث: هجرُ تحكيمه والتحاكُمِ إليه.

والرابع: هجر تدبُّرِه وتفهُّمِ معانيه.

والخامس: هجر الاستشفاءِ والتَّداوي به مِن أمراض القلوب.

 

فإذا كان الوزيرُ وغيرُه لم يُدَاوُوا أمراضَ قلوبهم بالقرآن، ويَهجُرون العملَ به، والتحاكُمَ إليه في شؤونِهم، فمَا لَهم والآخَر الذي يُحكِّم القرآن في جميع حياته، فيُتَّهم بالتخلُّف والرِّدَّة والجهل، إلى آخره.

﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾ [الذاريات: 23].

 

وكما قلت: إنَّ سبب الضجة ليس الاتِّهامَ بالتخلُّفِ والرِّدَّة والجهل، ولكن التطاوُل على ذات الله، والاستهزاء بما فرَضَه، والهجْرُ للقرآن.

 

وما هو القرآن؟

هو كلام الله عزَّ وجلَّ، المنَزَّلُ على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بواسطة جبريل عليه السلام، المتعبَّدُ بتلاوته، والمتحدَّى بأقصر سورةٍ منه، المنقولُ إلينا نقْلًا متواترًا.

 

نزَل على النبي صلى الله عليه وسلم مُنَجَّمًا لعدَّة أسباب:

• تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم.

• الردُّ على أسئلة الصحابة رضوان الله عنهم.

• موافاة الأحداث.

• تيسيرًا لحفظه.

• التدرُّج في التربية والتكاليف.

• ثم تجدُّد نزول الوحي.

 

فنقول للذين يرفضون آيات الحجاب معلِّقين ذلك على فَهْم أسباب النُّزول، معلِّقين بقولهم:

"فقد تدلُّ ألفاظ الآية على أنَّ الحُكم الذي تتضمَّنه حُكم عامٌّ، في حين أنَّنا لو عَلِمنا سبب نزولِها لأَدركنا أنه حكم خاصٌّ متَّصِل بقصة معيَّنة أو بشخص معيَّن".

 

نَقول لهم:

فوائد معرفة أسباب النُّزول هي:

• معرفة حكمة الله تعالى على التَّعيين فيما شَرعه بالتَّنْزيل، وفي ذلك نفْعٌ للمؤمن وغير المؤمن؛ أمَّا المؤمن فيَحرص على تَنفيذ أحكام الله والعمَلِ بكتابه، وأما الكافر فتَسوقه الحِكَم الباهرة إلى الإيمان إنْ كان منْصِفًا.

• الاستعانة على فهم الآية ودفْع الإشْكال عنها، قال الواحدي:

(لا يُمكن معرفة تفسير الآية دون الوقوف على قصَّتها وبيان نزولها).

• وقال ابن تيميَّة: (سبب النزول يُعِين على فَهم الآية؛ فإنَّ العِلم بالسبب يُورث العِلم بالمسَبَّب).

• تخصيص الحكم بالسبب عند مَن يرى أنَّ العِبرة بخصوص السبب لا بعموم اللفظ، مِثْل آيات الظِّهار، فبَدِيهي أنه لا يمكن معرفةُ المقصود ولا القياس عليه إلا إذا عُلم السبب.

• معرفة أنَّ سبب النُّزول غيرُ خارج عن حكم الآية إذا ورَد مخصِّصٌ لها؛ وذلك لقيام الإجماع على أن حكم السبب باقٍ قطْعًا.

• معرفة مَن نزَلَت فيه الآية على التعيين؛ حتَّى لا يَشتبه بغيره، فيُتَّهم البريء.

• تيسير الحفظ وتيسير الفهم، وتثبيت الوحي في ذهن كلِّ مَن يَسمع الآية إذا عَرف سببها.

 

هذه هي الحكمة مِن معرفة أسباب النزول، وليس لأَنْ نلغي آيةً ثابتةً بالقرآن، ونقول: انتهَى زمَنُها!

 

وما هي هذه الآية؟

قال تعالى:

﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [النور: 31].

 

في هذه الآية سبعة أوامر:

أوَّلًا: غضُّ البصر.

ثانيًا: حفظ الفَرْج.

ثالثًا: الاقتصار على الزينة الظاهرة.

رابعًا: إسْدال الخِمَار على الجيوب.

خامسًا: تحديد المحَارم المُطَّلِعين على زينة النساء.

سادسًا: عدم الضرب بالأرجل لِلَفْت الأنظار.

سابعًا: التوبة إلى الله عما سلف.

 

فكيف - بالله - نَأتي لآية واحدة، ونحذف مِن وَسط هذه الأوامر أمرًا واحدًا فقط خاصًّا بِلُزوم حِجَاب المرأة!

فكلمة ﴿بِخُمُرِهِنَّ﴾ لِمَن يتكلَّمُ العربيَّةَ دليل على لُزوم الغطاء للرَّأس والنَّحْر والصَّدْر؛ أي: إنَّ الأصل هو تغطية الشَّعر.

 

والآية تَفرض أنَّ الشعر عليه خِمارٌ بالضرورة، وفقط تَطلب أنْ تُغطِّي المرأةُ بهذا الخِمار فَتحة الصدر، وهذا هو الدليل على وجوب تغطية الرأس.

 

ولشدَّة التأكيد على ضرورة الالتزام بما جاء في سورتي النور والأحزاب؛ نَجد قولَه سبحانه وتعالى: ﴿سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النور: 1].

 

﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [الأحزاب: 36].

 

وقد فهم بعضُ الفقهاء مِن الآية وجوبَ تغطية بدَنِ المرأة كلِّه إلا عينًا واحدة.

ومنهم مَن أفتى بستْر جميع بدَن المرأة بما في ذلك الوجه والكفَّان والقدَمان (الحنابلة).

ومنهم مَن رأى أنَّ قدَمَي المرأة ليستا عورةً؛ عمَلًا بمبدأ "الابتلاء بالإبداء" (أبو حنيفة).

فهكذا النفوس المؤمنة، منها ما تَأخذ نفسها بالشدَّة، ومنها ما تَميل إلى الاعتدال، وكلُّها مُثَابة على اجتهادها بإذن الله.

 

ولكن مَن مِنهم أفتَى بإظهار الشَّعر الذي هو مَوضوعُ خلافِنا؟!

ومَن منهم أفتى بأنَّ الآية الكريمة كانت لتيسير خروج المرأة (في الصحراء لقضاء حاجتها وكفَى)؟!

ومَن جَرُؤ وقال: وقد نُسِخ هذا الحكم بوجود دَورات مياه في البيوت؟!

والمعروف أنَّ الآية تُنسَخ بآية، وفي زمن نزول الآيات، لا برأي يقول: لم يكُن هناك دورات مياه في البيوت، فهذه سُخرية مِن كلام ربِّ العزة.

﴿لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ﴾ [الأحزاب: 24].

 

فإذا قال البعضُ بتغطية بدَنِ المرأة كلِّه، إلا عينًا واحدةً، وأرادَت بعضُ النساء الأخذَ به سدًّا للذَّرائع - فلَها حُرِّيتها، وإذا قال البعض بإبداء الوجه والكفين والقدمين، وأرادت بعض النساء الأخذ به تيسيرًا، فلا بأس عليها.

 

أمَّا أن نَرفض هذا وذاك، ونَبْتر الآية، فهذا يقع تحت قوله تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾ [البقرة: 85].

 

الكتاب كله في قلبي، الكتاب كله على رأسي، أمَّا أن نأخذ بعضَه ونترك بعضَه، فسوف يؤدِّي هذا التهاون إلى ترك الباقي وتعطيل كلام الله، والأخذ بكلام البشَر الذي هو بالضرورة قاصرٌ عن إدراك الحكمة.

 

أما القول: إنَّ الإسلام لم يَبتدع الخِمار ولم يَبتكر الجلباب، وكان مِن العادات السائدة قبل الإسلام، فهذا صحيح.

• وشُرْب الخمْر أيضًا كان مِن العادات السائدة قبل الإسلام، وحرَّمها اللهُ سبحانه وتعالى، وسالت الخمر في الطرقات أنهارًا.

• والتعامل بالرِّبا أيضًا كان سائدًا، وهو مِن معاملات الناس اليومية، وحرَّمها الله، وامتنع الناس في الحال عن التعامل بالرِّبا.

• وكان طلاق الرجل للمرأة وإرجاعها دون رِضَاها إلى ما لا نهاية، وقنَّنه الإسلام بثلاثٍ فقط، وامْتَثَل الناس في الحال.

• وكان للرجل أن يتزوَّج ما شاء مِن النساء بلا عدَد، وحدَّده الاسلام بأربع فقط، وطلَّق مَن كان متزوِّجًا بأكثر مِن أربع ما زاد.

• وكانت عادة التبنِّي سائدةً ومعتَرَفًا بها، وقال الإسلام: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ﴾ [الأحزاب: 5] وفي الحال غيَّر الناسُ أسماء أدعيائهم.

• وكانت هناك عادة وَأدِ البنات، وحرَّمها الله.

• كل هذا تمَّ تنفيذه في الحال، فَورَ نزول الأمر.

• وكذلك الخمار - غطاء الشعر والنحْر والصدْر - كان سائدًا قبل الإسلام، لكنَّ الله سبحانه لم يلْغِه مثلَ بعضِ ما كان سائدًا وتمَّ إلغاؤه، بل أقرَّه ونظَّمه بما يضْمَن له أن يكون أكثرَ سترًا، وذلك بلَفِّه على الصَّدر، حتى النساء عندما نزَلَت الآيات كُنَّ يقطِّعْن مِن ثيابهن ويضَعْن على رؤوسهن، فأيُّ غموض في هذا الكلام المُبِين؟!

• أما القول بأنَّ القُدَامى فَهِموا آيات القرآن الكريم وَفْقَ مفاهيم عصرهم، فهذا هو الفهم الأصح الذي نَأخذ به؛ حيث كان القرآنُ يَنْزِل ويُفسَّر في حِينه، ويُعمل به في التَّوِّ.

• قال صلى الله عليه وسلم: ((خيرُ القرونِ قرني هذا، ثم الذي يليه، ثم الذي يليه)).

• فقد كان القرآن ينزل والنبيُّ فيهم، ونحن إذا حزَبَنا أمْرٌ أَتَينا بأمَّهات الكتب؛ لنعرف ما هو حُكم الدِّين مِن خلال ما قاله المفسِّرون الأوائل، فمَا بَالُنا بآية نزلتْ بصيغة الأمر "قل" وهو صلى الله عليه وسلم.

 

فكوني متميِّزةً أيَّتها المسلمة، فالذي اختارَ لك زِيَّك هو ربُّ العِزَّة مالك يوم الدِّين، وليس مُلوك (الموضة)، وبيوت الأزياء اليهودية.

 

بالمناسبة، في حوار مع وزير الثقافة في مجلَّة "المصور" بخصوص الرأي الذي أعْلَنَه عن الحجاب قال بالنص: "لا أحِبُّ أن أرَى الغزْوَ الثقافي مِن دول أخرى تغزُونا وتخترقنا كما يحدث حاليًّا، وأعتقد أنَّ الحجاب ظهَرَ وانتشَر بَعد حرب أكتوبر 1973 م، وهجرة آلاف المصريِّين إلى دول الخليج، وعودتهم إلى مصر بالثَّقافة الكاملة لهذه الدول".

 

الوزير "الفنان" يَرفض زِيًّا يَأتينا مِن دول الخليج، ويَقبل زيًّا يَأتينا مِن أوربا وإسرائيل!

 

أمَّا القول: هل تَستطيع قطعةُ نسيج أن تَحمي شرف المرأة، وتجبرها على العِفَّة؟!

فنعم، إنَّ قطعة النسيج منها زِيُّنا، فنحن نستر أجسادنا بقطع النسيج، فنجعله كثيفًا في الشتاء، خفيفًا في الصيف، مناسِبًا في الربيع، فقط وَضْعه على الرأس هو الذي يُؤذِينا ويَفعل الأفاعيل!

 

وأؤكِّد لكم أنَّ قطعة نسيج على الرأس تجبر المرأة فِعْلًا على التزام الوقار والحذر، وتجعل الذي في قلبه مرَضٌ يتردَّد ألف مرَّة، ولا يجترئ، فإنْ أخطأَتْ كانت سريعةَ التَّوبة؛ مِن أجَّل تلك القطعة، وإنْ أخطأت رَدَّها الآخَرون: كيف تفعلين ذلك وأنتِ محجَّبة؟!

 

والتي تسأل عن عقاب شرعي صريح لِمَن تُظْهِر شَعرها نقول لها:

• كلمة "خُمُرهن" في اللغة العربية تَعْنِي غطاء الرأس، وما دَام توجد آية تَأمر بضرب الخمار على الصدر فالتي لم تَلتزم بتغطية رأسها وجيبها تَعصي الله ورسوله.

﴿وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾ [الجن: 23].

• وهذا هو عقاب التي لا تغطِّي شَعرها.

• أما الذين يَقضون أعمارَهم ولا عمَلَ لهم إلا كشْف ستْرِ الآخرين، فهؤلاء هم الأَخْسَرون أعمالًا، وقد ضاع عمرهم سُدًى.

• قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا﴾ [الكهف: 103 - 106].

 

يظَلُّ الإنسان يَسعى في هذه الدُّنيا ويُكافح ويَتعب، ويُنادِي بمبادِئَ خاطئة، وهو يظن أنه يُحْسن صنعًا، ثم يُفَاجأ - والعياذ بالله - بأنه مِن الأخسرين أعمالًا.

 

وهل هناك خَسارة أكثر مِن تضييع الوقت في إقناع المحتَشِمة بالتبَرُّج؟! وها هو الرَّجل يَلبس فوق رَأسه العمامة، والطاقية والبرنيطة، أما الرجل السُّعودي والخليجي وحتَّى الآن يغطِّي رأسه بالغُتْرة والعِقال، ولم نَجِد الاعتراضات التي نَجدها على (إيشارب) تَضَعه المرأة على رأسها، ولم تَهُبَّ الدَّعواتُ تُنادي الرجلَ العربي بخلع غطاء رأسه، لماذا؟!

 

المرأة هي المقصودة بالتخريب؛ لكي تنهار الأسرة المسلمة، ويتفَكَّك المجتمع، لماذا؟

 

لأن غترة الرجل مِن العُرف والعادات، يَلبسها بمزاجه وليس بأمر دينيٍّ، أمَّا خِمار المرأة فمِن العبادات والطاعات، فيَصنع الغَرْب للرَّجل غِطاء رَأسه بنفسه ويَبيعه له، ويَرفع عن المرأة غطاء رأسها.

 

وإذا كان الحجاب مِن المتشابهات - وهذا غير صحيح - فالقاعدة الفقهية تقول: (دَعْ ما يَرِيبُك لما لا يَرِيبك)، فما بالنا إذا جاء بنص واضح وصريح بصيغة الأمر؟!

 

نَسأل الله العلي القدير أن يوفِّقنا لمَرْضاته، ويجعلنا ممَّن يستمعون القول فيتَّبِعون أحسَنَه، وقبل أن ننسَى فالَّذي تُحاربونه هو رَبُّ العالمين، والإثم ما حاك في الصدر!

وَلَوْ أَنَّا إِذَا مِتْنَا تُرِكْنَا
لَكَانَ الْمَوْتُ غَايَةَ كُلِّ حَيِّ
وَلَكِنَّا إِذَا مِتْنَا بُعِثْنَا
وَنُسْأَلُ بَعْدَهَا عَنْ كُلِّ شَيِّ




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وماذا سنخفي وراء الحجاب؟
  • المنازعات في القطعيات؛ الحجاب، مثالاً
  • خواطر عن الحجاب
  • حرب الحجاب.. والقابضات على الجمر
  • يا ذات الحجاب الفاتن!
  • الحجاب

مختارات من الشبكة

  • لم هذه الضجة الكبرى؟ (1)(مقالة - ملفات خاصة)
  • سر الضجة حول الأقليات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فرنسا: همبورجر حلال للمسلمين يثير ضجة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ضجة حول محجبات في حزب علماني تركي(مقالة - المسلمون في العالم)
  • حبوب (الفياغرا) ضجة إعلامية أم حقيقة علمية ؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • لغة القرآن وتميزها على سائر لغات العالمين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رسالة من القلب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • هل يمكن أن يستمر الزواج بهذه التعاسة؟(استشارة - الاستشارات)
  • قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أهل الحديث أمناء هذه الأمة(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- بارك الله فيك..
غادة.. - مصر 04-07-2010 08:26 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد..
فجزاك الله أختنا الكريمة خيرا وبارك الله فيك..
فقد أوفيت بالمقال..
وللأسف أننا نجد كثيرين ممن يفترض فيهم الثقافة يقرأون الكتب مشرِّقُها ومغرِّبُها ولا يقرأون كتاب ربهم ورسالته إليهم.
ولو قرأوه لعرفوا ما به من حِكَم ويسر..
فحتى النقاب الذي يعتقد البعض أنه من قبيل أخذ النفس بالقوة والشدة، أشهد الله عز وجل أن لا شدة فيه وأن الدين كله يسر..
بل وكان من أسباب ارتدائي للنقاب، أن سؤالا كان دائما يدور بنفسي عن السبب الذي جعل العلماء والفقهاء يفسرون ضرب الخمر على الجيوب بتغطية الصدور دون الوجوه عن طريق لف الغطاء حولها مستثنيا الوجه، فأنا لو ضربت بغطاء رأسي على صدري لغطى الوجه بالضرورة، إلا أن يكون هناك ما يفيد استثناؤه، وليس بالآية ما يفيد ذلك.
فسألت عن فهم الصحابة للآية، فعرفت أنه ثبت عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه -وهو حبر الأمة والذي دعى له النبي صلى الله عليه وسلم بالتأويل- يفسرها بتغطية جسد المرأة كله ما عدا العين اليسرى للرؤية.
فاطمئن قلبي وتيسر أمري وارتديت النقاب بفضل الله تعالى وسعدت به، واسأل الله عز وجل أن يديم علينا النعمة..
اللهم آمين..
وجزاكم الله خيرا.

1- بوركت يابنت الاسلام
حاتم محمد عبدالله - مصر 03-07-2010 07:41 PM

بوركت أختاه وزادك الله علما وفقها وتمسكا بما شرع البارى.
وانما يصنع العلمانيون مثل هذا الضجيج دوما لإفتقادهم الدليل، وعوزهم دوما الى الحجة.
فإن أتحفهم بعض أشباههم بما يرروقهم سارعوا الى تلقفه ونشره عوضا عن هذا الدليل أو تلك الحجة ...وهيهات هيهات.
وقلنا ولا زلنا نقول أن المرجعية فى كل مسألة إلى دليلها الصحيح من قرآن وسنة بفهم سلف الأمة وقرونها الفاضلة وإجماع أئمتها الربانيين.
وهكذا نتحاكم ...
ومن هنا ننطلق ...
ولا نبالى بنعرات أو صيحات تنطلق بين آونة وأخرى .. فى ظل برامج وندوات فضائية تبث ليل نهار وتريد من المواضيع البراقة ما تجذب به مشاهدا أو تمرر به حلقة أو مجموعة حلقات.
نسأل الله النجاة.. والعفو والعافية

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/12/1446هـ - الساعة: 10:11
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب