يحيى بن سعيد القطان وعبدالرحمن بن مهدي والرواية عن المحدثين الضعفاء (6 /12)

يحيى بن سعيد القطان وعبدالرحمن بن مهدي

والرواية عن المحدثين الضعفاء (6 / 12)

6 - 3 - من تركه عبدالرحمن بن مهدي:

1 - أبان بن أبي حازم البجلي:

سكت عنه البخاري، ووثَّقه أبو حاتم الرَّازي، ونقل ابن حجر العسقلاني في "التهذيب" توثيقَ ابن معين وأحمد بن حنبل له، قال ابن عدي: "هو عزيزُ الحديث، عزيز الرِّوايات، لم أجد له حديثًا مُنكرَ المتن أذكره، وأرجو أنه لا بأسَ به، أمَّا ابن حبان فقد اتَّهمه بالخطأ الفاحش والانفراد بالمناكير"[1].

2 - إسماعيل بن خليفة أبو إسرائيل العبسي:

قال يحيى بن معين: صالح الحديث، وقال في موضع آخر: ضعيف، وقال أبو زرعة: صدوق إلاَّ أن في رأيه غُلُوًّا؛ وقال أبو حاتم: حسن الحديث، جيد اللقاء، وله أغاليط، لا يُحتجُّ بحديثه، ويكتب حديثه، قال الجوزجاني: مفتر زائغ، وقال النَّسائي: ضعيف، واتَّهمه العقيلي بكثرة الوَهم والاضطراب في حديثه مع سوء مذهبه، أمَّا ابن عدي فقد قال فيه: عامة ما يرويه يخالف الثِّقات، وهو في جملة من يكتب حديثه.

وقد ألقى عمرو بن الفلاس الضَّوء على سبب إعراض ابن مهدي بالرواية عنه فقال: سألت عبدالرحمن عن حديث أبي إسرائيل، فأبى أن يُحدثني به، وقال: كان يشتم عثمان - رضي الله عنه[2].

3 - إسماعيل بن عياش أبو عتبة العنسي الحمصي:

عالم أهل الشام، أخذ عن شرحبيل بن مسلم، ومحمد بن زياد الألهاني، وبحير بن سعد، وخلق، وعنه: سفيان الثَّوري، وابن إسحق، وسعيد بن منصور، وهناد، والحسن بن عرفة، وخلق.

قال ابن معين: ثِقَة، وقال يزيد بن هارون: ما رأيت أحفظ من إسماعيل بن عياش، بالطرف المقابل ليَّنه أبو حاتم، وضعَّفه ابن المديني بتضعيف ابن مهدي له، والنَّسائي، وابن حبان.

ومصدر اتِّهامه بالضَّعف يعود إلى إغرابه بالرِّواية عن ثقات الحجازيِّين، وغلطه عن المدنيين - كما ذكر ابن حبان - بَيْدَ أنَّ القولَ الفصل فيه يُمسك بزمامه إمامُ الصَّنعة البخاري، وذلك بتصحيح حديثه عن أهل بلده، أمَّا إذا حدَّث عن غيرهم ففيه نظر؛ قال دحيم: هو في الشاميين غاية، وقد ظهر لي من تقصِّي أخباره ظهور الوَهم في بعض مرويَّاته[3].

4 - إسماعيل بن يعلى أبو أمية الثقفي البصري:

روى عن نافع، وهشام بن عروة، وعنه زيد بن الحباب، وشيبان، وطائفة.

قال ابن معين: ضعيف، ليس حديثه بشيء، وقال النَّسائي والدارقطني: متروك، وقال البخاري: سكتوا عنه، وقد أورد ابن عدي عنه بضعة عشر حديثًا معروفة، بَيْدَ أنَّها منكرة الإسناد[4].

5 - الحسن بن صالح بن حي الهمداني الثوري:

سبق ذكره في الفقرة (1 - 3)، الترجمة (18)، ويبدو أنَّ تشيُّع الحسن بن صالح وتركه لصلاة الجمعة، وكونه يرى السيف - وراء ترك ابن مهدي للرِّواية عنه.

قال عمرو بن الفلاس: سألت ابن مهدي عن حديث الحسن بن صالح، فأبى أن يحدثني به، وقال: قد كان ابن مهدي يحدث عنه ثلاثة أحاديث ثم تركه[5].

6 - الحسن بن عمارة أبو محمد الكوفي الفقيه:

روى عن ابن أبي مليكة، وعمرو بن مرة، وخلق، وعنه السفيانان، وعبد الرزاق، وشبابة، كان شعبة كثيرَ النكير عليه، وقال أحمد، وأبو حاتم، ومسلم، والدَّارقطني: متروك، وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء، وقال الجوزجاني: ساقط[6].

7 - زفر بن الهذيل بن قيس العنبري:

أحد الفقهاء العُبَّاد، وثَّقه ابن معين، وقال فيه: زفر صاحب الرأي، ثقة مأمون؛ وقال ابن سعد: لم يكن في الحديث بشيء؛ وقال الذهبي صدوق، ووثقه ابن حبان، وقال: كان متقنًا حافظًا، قال بشر بن السري: ترحمت يومًا على زفر، وأنا مع الثَّوري، فأعرض بوجهه عني[7].

8 - شعيب بن صفوان بن الربيع بن ركين:

قال أبو حاتم: لا يُحتج به، وقال أحمد: لا بأسَ به، وقال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابع عليه[8].

9 - عبدالرحمن بن زيد بن أسلم العمري:

روى عثمان الدارمي عن ابن معين قوله فيه: ضعيف، وقال البخاري: ضعَّفه ابن المديني جدًّا، وضعَّفه الإمام أحمد، قال أبو حاتم: كان في نفسه صالحًا، وفي الحديث واهيًا، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث[9].

10 - عبدالرحيم بن زيد العمي:

قال ابن معين: كذاب، وقال في موضع آخر: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: ترك حديثه، وهو مذهب البخاري، وقال أبو زرعة: واهٍ، وقال الجوزجاني: غير ثقة، وضعفه أبو داود[10].

11 - عبدالعزيز بن أبي حازم المدني:

قال أحمد: لم يكن يعرف بطلب الحديث، ولم يكن بالمدينة بعد مالك أفقه منه، وقال ابن معين: صدوق، وقال ابن المديني: كان حاتم بن إسماعيل يطعن عليه في أحاديث رواها عن أبيه، أما الذَّهبي فقال عنه: أحد الثقات[11].

12 - عبدالله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي:

اختلفت آراءُ النُّقَّاد في ابن لهيعة اختلافًا بيِّنًا، بين موثق يرقى به إلى مصافِّ الأئمة الأثبات، وبين مَن يُوهنه، ويُعرِض عن مرويَّاته، كعبدالرحمن بن مهدي.

قال أحمد: من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه، وقال سُفيان الثَّوري: كان عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفُرُوع، بالمقابل فقد ضعَّفه يحيى بن القطان، وابن معين، والنَّسائي، وأبو زرعة، وأبو حاتم، قال الجوزجاني: لا ينبغي أن يحتج به[12].

13 - عبدالله بن المسور بن عون الهاشمي:

قال أحمد: أحاديثه موضوعة، وتركه النَّسائي، والدَّارقطني، قال الذهبي: ليس بثقة[13].

14 - عبيس بن ميمون أبو عبيدة التيمي:

قال أحمد والبخاري: مُنكر الحديث، وضعَّفه ابن معين، وأبو داود، بينما اعتبره عمرو بن الفلاس من عداد المتروكين، أمَّا ابن حبان فقال: يروي عن الثِّقات الموضوعات توهمًا.

قال النَّسائي: ليس بثقة، وقال ابن عدي: عامَّة ما يرويه مناكير[14].

15 - علي بن صالح بن حي الهمداني:

من اختلف النُّقَّاد في شأنه، فقد وثقه ابن معين، والنَّسائي - على تشدُّده - بينما نقل محمد بن المثنى توقُّف ابن مهدي بالرواية عنه[15].

16 - عنبسة بن سعيد القطان:

اختلف فيه، فوثقه أبو داود، وضعَّفه ابن معين، وأبو حاتم الرَّازي[16].

17 - فليح بن سليمان المدني:

أحد كبار علماء عصره، اجتاز قنطرة الشَّيخين فأخرجا له في صحيحَيهما، بيد أن نُقَّاد الحديث قد ضعَّفوه، فقال أبو حاتم والنَّسائي: ليس بالقوي، وقال أبو داود: لا يحتج بفليح، وقال الدارقطني: يختلفون فيه ولا بأسَ به، واختلفت أقوال ابن معين فيه، فروى عثمان بن سعيد عنه: ضعيف، ونقل الدوري قوله: لا يُحتج به، أمَّا الذهبي فقد ذهب مَذْهَبَ أبي حاتم والنَّسائي في الحُكْم عليه[17].

18 - كامل بن العلاء أبو العلاء السعدي الكوفي:

ممن اختلف أئمة الشأن في الحكم عليه، فقد وثَّقه ابن معين، وقال النَّسائي: ليس بالقوي، ونقل في موضع آخر عنه: ليس به بأس، وأدخله ابن عدي في عداد الضُّعفاء بكامله، واستدرك قائلاً: لم أر للمتقدمين فيه كلامًا، وفي بعض رواياته أشياء أنكرتها، ومع هذا أرجو أنَّه لا بأسَ به، أمَّا ابن حبان فاتَّهمه بقلب الأسانيد ورفع المراسيل من حيثُ لا يدري[18].

19 - محمد بن أبي حميد المديني:

قال عبدالله بن محمد: سمعت أبي يقول: محمد بن أبي حميد أحاديثُه أحاديث مناكير، وقال في موضع آخر: ليس هو بقوي في الحديث، بالمقابل قال ابن معين: محمد بن أبي حميد ليس بشيء[19].

20 - مسلمة بن علقمة المازني:

ممن اختلف فيه، فقد وثَّقه يحيى بن معين، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وضعَّفه أحمد وقال فيه: شيخ ضعيف روى عن داود مناكير[20].

21 - مندل بن علي العنزي الكوفي:

كان من المتشيِّعة، قال أبو حاتم: شيخ، وقال أبو زرعة: ليِّن، وضعَّفه أحمد، قال محمد بن عثمان: سمعت يحيى - وسُئل عن مندل وحبان بن علي - فقال: هما صالحان وليسا بذاك[21].

22 - يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي:

صاحب أبي حنيفة النُّعمان، إمام الفقه والورع، لم يكن موفورَ الحظِّ مع أصحاب الحديث، شأن بقيَّة الفقهاء الذين يتداولون الحديث، فيتتبَّع المحدِّثون هفواتِهم، قال عمرو بن الفلاس: صدوق كثير الغلط، وقال البخاري: تركوه، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقد نقل عن ابن معين تَلْيِينه.

قال ابن عدي: ليس في أصحاب الرَّأي أكثر حديثًا منه، إلا أنَّه يروي عن الضُّعفاء الكثير، مثل: الحسن بن عمارة وغيره، وكثيرًا ما يخالف أصحابه ويتبع الأثر، وإذا روى عنه ثِقَة، وروى هو عن ثقة، فلا بأسَ به.

قلت: لا يسلم الفقيه من سهام المُحَدِّث إذا روى الحديث أو الأثر، كما أن السَّادة الحنفية كانوا بنظر المحدثين أصحابَ الرَّأي، الذين هم على طرف نقيض مع أهل الحديث والأثر؛ لذا فليس بمستغرب أن يضعِّف أبا يوسف القاضي، وهو إمام جليل من أئمة الفقهاء، فللمحدِّثين موازين تختلف عن موازين الفُقهاء، وكلٌّ ينظر إلى المسألة بميزانه[22].