• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    قد أفلح من تزكى (خطبة)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    تفسير: (يا أيها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    خلاف العلماء في حكم استقبال القبلة واستدبارها ...
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    تجارة العلماء (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    خيار الناس وأفضلهم
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    لا تكونوا كالذين آذوا موسى (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    النفاق خطر متجدد في ثوب معاصر (خطبة)
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    الحديث الرابع والعشرون: حقيقة التوكل على الله
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    قسوة القلب (خطبة) (باللغة الإندونيسية)
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    تخريج حديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    صيغ العموم وتطبيقاتها عند المناوي من خلال فيض ...
    عبدالقادر محمد شري
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    ياسر بن صالح العضيبي
  •  
    حسن الخلق
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    خطبة: الشتاء موسم العبادة والصدقة
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    أمنيات في يوم الحسرات (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

قد أفلح من تزكى (خطبة)

قد أفلح من تزكى (خطبة)
وضاح سيف الجبزي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/12/2025 ميلادي - 9/7/1447 هجري

الزيارات: 115

حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعةأرسل إلى صديقتعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قد أفلح من تزكى

 

الحمد لله اللطيفِ الرؤوف المنَّان، الغنيِّ القويِّ السلطان، الحليم الكريم، الرحيم الرحمن، الأول فلا شيءَ قبله، والآخر فلا شيء بعده، والظاهر فلا شيء فوقه، والباطن فلا شيء دونه، المحيط علمًا بما يكون وما كان، يعز ويذِلُّ، ويغني ويُفقر، ويفعل ما يشاء بحكمته، كل يوم هو في شأنٍ، أرسى الأرض بالجبال في نواحيها، وأرسل السحاب الثِّقال بماء يُحييها، وقضى بالفناء على جميع ساكنيها، ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا، ويجزي المحسنين بالإحسان.

 

أحمَده على الصفات الكاملة الحِسان، وأشكره على نِعمه السابغة، وبالشكر يزيد العطاء والامتنان.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الواحد الماجد الملك الديَّان، لا ندَّ له في ألوهيته وربوبيته، والملك والسلطان، ولا شبيهَ له في كرمه وجوده والفضل والإحسان، ولا مِثلَ له في عدله وحكمته، والقسط والميزان، ﴿ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [الرحمن: 17، 18].

 

وأشهد أن محمدًا عبده ورسولهسيد ولد عدنان، أرسله ربه بالهدى والبرهان إلى الإنس والجانِّ، فبلَّغ الرسالة، وأوضح المحجَّة، وشيَّد منار الحق وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي التقى والإيمان، والتابعين لهم ومن تبعهم بإحسان، صلاةً مقرونةً بالرضا والرضوان،تبلغهم دار الأمان، وأعالي الجنان، وسلم تسليمًا كثيرًا يدوم بدوام الأزمان.

 

صلى عليه الذي أولاه منزلةً
بين النبيين لم تدرك بحسبانِ
والآل والصحب والأتباع ما سجعت
ورق الحمام على خوطٍ وأغصانِ
وخصَّ طيبة والبيت الحرام بما
يُرضي الأحِبة من جُود وإحسانِ

 

أما بعد:

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله الذي يؤوي من اتقاه، ويهدي من استهداه، ويحمي من لاذ بحِماه، ويكفي من استكفاه، ويجيب من دعاه، ويسمع من ناداه، ويجير من رجاه، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 35].

 

أيها المسلمون، ما هو أطول قسم في القرآن؟ وما قضيته وموضوعه؟ وما هو جوابه؟

 

اسمعوا إذًا بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴾ [الشمس: 1 - 7].

 

معاشرَ الإخوة، هذه سبع آيات، في سورة من سور المفصَّل، اشتملت على أحد عشر قَسَمًا، وعلى قضية واحدة، وموضوع واحد؛ ألَا وهو قوله جل شأنه: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10].

 

وأما جواب القَسَم، فهو قوله تعالى شأنه: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ [الشمس: 9]، وقد جاء هذا الجواب بعد القسم مباشرة.

 

فكأنَّ هذه الآيات تقول لنا: إن المُفلح من زكى الله نفسَه؛ بهدايته إلى الطريق المستقيم.

 

وتقول أيضًا: قد أفلح من زكى نفسه؛ بطاعة ربه، وطهَّرها من الأعمال الدنيئة، والأفعال الرذيلة، والسلوكيات المشينة، والأخلاق المهينة.

 

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ [الشمس: 9]، قد أفلح من هذَّبها، قد أفلح من ربَّاها، قد أفلح من جاهدها.

 

أيها المؤمنون، ولأهمية تزكية النفس؛ ذكر الله أربع آيات في كتابه، وأخبر أنها في صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام فقال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى * بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّ هَذَا ﴾؛ أي: المذكور في الآيات الأربع: ﴿ لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى ﴾ [الأعلى: 14 - 19].

 

عباد الله، ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ﴾ [الأعلى: 14]، وطهَّر نفسه من النقائص والمُهلكات والعيوب، وجنَّبها الفواحش والمُوبقات والذنوب، وألزمها كلَّ محبوب ومرغوب ومطلوب لمرضاة علَّام الغيوب؛ أفلح في دنياه؛ فعاش بالطاعات مشغولًا، وبالصالحات موصولًا، وأفلح في أُخراه؛ فكان عند ربه مقبولًا، وبالنجاة مشمولًا: ﴿ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [فاطر: 18].

 

معاشر الأحِبة، والتزكية أصلها عائدٌ إلى النَّماء والطهارة؛ فتزكية النفس تعني: تنمية ما فيها من الخيرات والبركات، وتطهيرها من الأمور الدنيئة والمُضلَّات.

 

من نفسه شريفة أبيهْ
يربأ عن أموره الدنيهْ
ولم يزل يجنح للمعالي
يسهر في طِلابها الليالي
ومن يكن عارفًا بربه
تصور ابتعاده من قربه
فخاف وارتجى وكان صاغيا
لما يكون آمرًا وناهيا
فكلُّ ما أمره يرتكب
وما نهى عن فعله يجتنب
فصار محبوبًا لخالق البشر
له به سمع وبطش وبصر
وكان لله وليًّا إن طلب
أعطاه ثم زاده مما أحب

 

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ﴾ [الأعلى: 14]، والفَلَاح - يا معاشر المؤمنين - هو: الظَّفَرُ بالمرغوب، والحصول على المطلوب، والفوز بالمحبوب، والنجاة من المرهوب، وإدراك البغية والأمل، والسلامة من الآفات والعِلل، فهي كلمة جامعة التوفيق لكل خيرٍ، ومجانبة كل ضَير.

 

روى الطبراني[1]، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرَّ بهذه الآية: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾ [الشمس: 7، 8]، وقف، ثم قال: اللهم آتِ نفسي تقواها، أنت وليُّها ومولاها، وخير من زكاها)).

 

يقول ابن القيم رحمه الله: "وتزكية النفوس أصعب من علاج الأبدان وأشد، فمن زكى نفسه بالرياضة والمجاهدة والخلوة التي لم يجئ بها الرسل، فهو كالمريض الذي يعالج نفسه برأيه، وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب؟! فالرُّسُل عليهم السلام أطباء القلوب، فلا سبيل إلى تزكيتها وصلاحها إلا من طريقهم، وعلى أيديهم، وبمحض الانقياد، والتسليم لهم[2].

 

فمن يصدقهم بلا شِقاق
فقد وفَّى بذلك الميثاق
وذاك ناجٍ من عذاب النار
وذلك الوارث عقبى الدار

 

عباد الله، إن تزكية النفوس من أعظم مقاصد البعثة النبوية، وأهم أهداف الرسالة المحمدية؛ قال الله تعالى: ﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 151]، ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ ﴾ [آل عمران: 164]، فتأمل: كيف قدَّم التزكية على التعليم؟! وما ذاك إلا لأهميتها، وأولويتها.

 

وأجمل حال بلغت به
كمالًا وعزًّا بإمكانيهْ
جهادٌ لنفسك تسمو به
وحرصك دومًا على تزكيهْ

 

أيها المسلمون، ومما يدل على مكانة التزكية، وأهميتها في ديننا الحنيف: أنْ جَعَلَ من أعظم مقاصد العبادات، وأهدافها: زكاةَ النفوس، وتهذيبها، وتشذيبها، وتربيتها؛ قال الله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21]، وقال: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾ [التوبة: 103].

 

حتى صدقات التطوع فمقصدها وغايتها زكاة النفس: ﴿ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ﴾ [الليل: 18].

 

وما حرم الله المحرَّمات إلا لتزكية النفوس؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ﴾ [النور: 30]، وقال: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].

 

أيها الأحِبة، والدرجات العُلا من الجنة لا ينالها إلا من تزكى؛ كما قال الله: ﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى ﴾ [طه: 75، 76]، ويا لها من منزلة رفيعة، ومقام أمين!

 

يقول صلى الله عليه وسلم: ((إن أهلَ الجنة لَيتراءون أهلَ الغرف من فوقهم، كما تتراءَون الكوكب الدرِّيَّ الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب، لِتفاضلِ ما بينهم، قالوا: يا رسول الله، تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم، قال: بلى، والذي نفسي بيده، رجالٌ آمنوا بالله وصدَّقوا المرسلين))[3].

 

عباد الله: إن أساس التزكية، ولُبُّها، وروحها هو توحيد الله جل في علاه، وإخلاص الدين له جل جلاله؛ ولهذا قال موسى عليه السلام لفرعون عدو الله: ﴿ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى ﴾ [النازعات: 18، 19].

 

وأعظم ما تزكو به النفوس، وتصلح وتستقيم هو القرآن الكريم؛ قال الله: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16]، وقال: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]، وقال: ﴿ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ﴾ [الشورى: 52].

 

ومما تزكى به النفوس أيها الأحبة: مراقبة الله جل وعلا، واستحضار قُربه ومعيته، وقد فسَّر النبي صلى الله عليه وسلم تزكية النفس بهذا المعنى؛ فقد سأله رجل: وما تزكية النفس؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((أن يعلم أن الله عز وجل معه حيث كان))[4].

 

إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فلا تقل:
خلوتُ ولكن قل: عليَّ رقيبُ
ولا تحسبن الله يغفُل ساعةً
ولا أن ما تُخفي عليه يغيبُ

 

أيها المسلمون، ومن أهم، وأنجع، وأوجب وسائل التزكية: محاسبة النفس؛ وقد أشار القرآن إلى ذلك بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [الحشر: 18]؛ قال ابن كثير: "أي: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا، وانظروا ماذا ادَّخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم، وعرضكم على ربكم؟"[5].

 

يقول عمر رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزِنوا أنفسكم قبل أن تُوزنوا، وتزيَّنوا للعرض الأكبر، ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 18]"[6].

 

وكتب رضي الله عنه إلى بعض عمَّاله، فكان في آخر كتابه: "أن حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة؛ فإنه من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة؛ عاد مرجعه إلى الرضا والغِبطة، ومن ألهَته حياته، وشغلته أهواؤه؛ عاد أمره إلى الندامة والحسرة"[7].

 

يا ويح نفسي من تتابع حوبتي
لو قد دعاني للحساب حسيبي
فاستيقظي يا نفسُ ويحكِ واحذري
حذرًا يهيج عَبرتي ونَحيبي

 

ولما سُئل ذو النون: بمَ ينال العبدُ الجنةَ؟ فقال: "بخمسٍ: استقامة ليس فيها روغان، واجتهاد ليس معه سهو، ومراقبة الله تعالى في السر والعلانية، وانتظار الموت بالتأهُّب له، ومحاسبة نفسك قبل أن تحاسَب"[8].

 

وقال الحسن: "إن المؤمن – والله - لا تراه إلا قائمًا على نفسه: ما أردت بكلمة كذا؟ ما أردت بأكلة كذا؟ ما أردت بمدخل كذا ومخرج كذا؟ ما أردت بهذا؟ ما لي ولهذا؟ والله لا أعود إلى هذا... ونحو هذا من الكلام، فبمحاسبتها يطَّلع على عيوبها ونقائصها، فيمكنه السعي في إصلاحها"[9].

 

والنفس كالطفل إن تُهمله شبَّ على
حبِّ الرَّضاع وإن تفطِمه ينفطمِ

عن وهب بن منبه، قال: "مكتوبٌ في حكمة آل داود: حقٌّ على العاقل ألَّا يغفُل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه، ويصدُقونه عن نفسه، وساعة يخلو فيها بين نفسه وبين لذاتها، فيما يحل ويحمد؛ فإن في هذه الساعة عونًا على تلك الساعات، وإجمامًا للقلوب.

 

وحق على العاقل ألَّا يُرى ظاعنًا[10] إلا في ثلاث: زاد لميعاد، أو مَرَمَّة لمعاش[11]، أو لذة في غير محرَّم.

 

وحقٌّ على العاقل أن يكون عارفًا بزمانه، حافظًا للسانه، مقبلًا على شأنه"[12].

 

لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها
لنفسي من نفسي عن الناس شاغلُ

عن ميمون بن مهران قال: "لا يكون الرجل تقيًّا حتى يكون لنفسه أشدَّ محاسبة من الشريك لشريكه"[13].

 

وقال أبو حامد الغزالي: "عرف أربابُ البصائر من جملة العباد أن الله تعالى لهم بالمرصاد، وأنهم سيُناقشون في الحساب، ويُطالبون بمثاقيل الذَّرِّ من الخطَرات واللحظات، وتحققوا أنه لا ينجيهم من هذه الأخطار إلا لزوم المحاسبة، وصدق المراقبة، ومطالبة النفس في الأنفاس والحركات، ومحاسبتها في الخطرات واللحظات، فمن حاسب نفسه قبل أن يحاسَب خفَّ في القيامة حسابه، وحضر عند السؤال جوابه، وحسُن منقلبه ومآبه، ومن لم يحاسِب نفسه دامت حسراته، وطالت في عرَصات القيامة وقفاته، وقادته إلى الخزيِ والمقت سيئاته، فلما انكشف لهم ذلك؛ علموا أنه لا ينجيهم منه إلا طاعة الله، وقد أمرهم بالصبر والمرابطة؛ فقال عز من قائل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا ﴾ [آل عمران: 200]، فرابَطوا أنفسهم أولًا بالمشارطة، ثم بالمراقبة، ثم بالمحاسبة، ثم بالمعاقبة، ثم بالمجاهدة، ثم بالمعاتبة"[14].

 

أُثامن بالنفس النفيسة ربَّها
وليس لها في الخلق كلهم ثمنُ
بها تدرك الأخرى فإن أنا بعتُها
بشيء من الدنيا فذاك هو الغبنُ
لئن ذهبت نفسي بدنيا أصبتُها
لقد ذهبت نفسي وقد ذهب الثمنُ

 

عباد الله، ومن أقصر وأخصر طرق التزكية، وأوسع أبوابها: الافتقار إلى الله جل جلاله، والانطراح على عتبة عبوديته، والوقوف ببابه، واللَّوذ بجنابه، والإكثار من الابتهال إليه، ودوام التضرع بين يديه؛ فهو الذي يمُن بهذه التزكية فضلًا منه وتكرمًا سبحانه: ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [النور: 21].

 

وفي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه: ((قل: اللهم فاطرَ السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، رب كل شيء ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترفَ على نفسي سوءًا، أو أجرَّه إلى مسلم))[15].

 

وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((دعوات المكروب: اللهم رحمتَك أرجو، فلا تكِلني إلى نفسي طرفةَ عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت))[16].

 

وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، كان يقول: ((اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر، اللهم آتِ نفسي تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها))[17].

 

معاشر الإخوة، ومما ينبغي التنبه له: الحذر من تزكية النفس مدحها والرضا عنها، والاطمئنان إليها؛ فإن المؤمن الصادق الموفَّق مهما اجتهد في القربات لا يزكي نفسه، ولا يرضى عنها، ولا يدَّعي الكمال أو التمام؛ قال الله: ﴿ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النجم: 32]، وقال: ﴿ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ﴾ [يوسف: 53].

 

وقد عاب الله على أقوام رضاهم عن أنفسهم، وتزكيتهم لذواتهم، أو لغيرهم؛ فقال: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [النساء: 49].

 

ولما أثنى رجلٌ على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم قال:((ويلك، قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك؛ مرارًا، ثم قال: من كان منكم مادحًا أخاه لا محالة، فليقل: أحسب فلانًا، والله حسيبه، ولا أزكي على الله أحدًا، أحسبه كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه))[18].

 

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: "إن الرجل لَيغدو من بيته ومعه دينه، فيأتي الرجل لا يملك له ولا لنفسه ضرًّا ولا نفعًا فيقول: والله إنك كيت وكيت، ويرجع إلى بيته وما معه من دينه شيء، ثم قرأ: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ ﴾ [النساء: 49]))[19].

 

فعلى المؤمن ألَّا يرضى عن نفسه يا عباد الله، ولا يغتر بمدح المادحين، ولا بثناء المُثنين، وأن ينتبه لمداخل الشيطان، وأن يستعين بربه، ويستعيذ به من شر نفسه، ومن شر شياطين الإنس والجن؛ فقد كان عليه الصلاة والسلام يعلِّم أصحابه أن يقولوا: ((ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له))[20].

 

وخالف النفس والشيطان واعصِهما
وإن هما محَّضاك النصح فاتَّهمِ
ولا تُطع منهما خَصمًا ولا حَكمًا
فأنت تعرف كيدَ الخصم والحكمِ

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الجمعة: 2].

 

فاللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

 

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه يغفر لكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي أرشد النفوس إلى هداها، وحذَّرها من رَداها، ودعاها وحَداها، وبيَّن أنه ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10].

 

نحمده سبحانه ونشكره على نعمٍ لا تُحصى وآلاء لا تتناهى.

 

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، رضِينا به ربًّا ومعبودًا، وسيدًا وإلهًا.

 

ونشهد أن سيدنا محمدًا عبدالله ورسوله، أعلى الخلق منزلةً، وأعظمهم عند الله جاهًا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، ما طلعت شمسٌ وضحاها، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما أشرقت أرض بضِياها، وسلم تسليمًا كثيرًا ما تجلَّى في الخافقين رُباها؛ أما بعدُ:

فرحِم الله عبدًا اعتز بصلاح قلبه، فنقَّاه من مراءاة الخَلق، وزكَّاه بالصدق والإخلاص للحق؛ نقَّاه من العُجب، والتعاظم، والتكبر على الناس، وحلَّاه بحِلية التواضع التي هي خير لباسٍ؛ نقاه من الغش، والغل، والحقد، وجمَّله بإرادة الخير، والنصح لكل أحد؛ نقاه من الميل إلى المعاصي وهو مرض الشهوات، ومن أمراض الشكوك والريب، والشبهات، وجمَّله بالعقل الراجح لفِعل الخيرات، والإقلاع المصمم الصادق عن المحرَّمات، والسعي في العلوم النافعة الجالبة لليقين، وتحصيل الأدلة الصحيحة والبراهين[21].

 

عباد الله، ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ [الشمس: 9]، ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ﴾ [الأعلى: 14]، ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 11].

 

وقال عليه الصلاة والسلام: ((قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقنَّعه الله بما آتاه))[22].

 

معاشر المؤمنين، ومن أسباب الفلاح، وطرقه: ﴿ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 69]، ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157]، ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [الأنفال: 45]، ﴿ فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ ﴾ [القصص: 67].

 

وفي المقابل أيها الإخوة: ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنعام: 21]، ﴿ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يونس: 17]، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [يونس: 69]، ﴿ وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾ [القصص: 82].

 

ختامًا عباد الله، ومن البرامج التزكوية التي وجَّه بها النبي صلى الله عليه وسلم؛ وصيته صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: ((ألَا أدلُّك على أبواب الخير؟ الصوم جُنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النارَ، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا: ﴿ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ ﴾، حتى بلغ: ﴿ يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 16، 17]، ثم قال في آخره: ألا أخبرك بمِلاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه، قال: كُفَّ عليك هذا، فقلت: يا نبي الله، وإنا لَمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكِلتك أمك يا معاذ، وهل يُكب الناس في النار على وجوههم - أو على مناخرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم))[23].

 

ومن ذلك أيضًا: وصيته صلى الله عليه وسلم لكعب بن عجرة رضي الله عنه: ((يا كعب بن عجرة، الصلاة قُربان، والصوم جُنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار))[24].

 

ولنتأمل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 277]، ﴿ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴾ [الأعراف: 170]، ﴿ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 22]، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [فاطر: 29، 30].

 

اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.

 

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعَفاف والغِنى، ونعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، يا سميع الدعاء.

 

اللهم اجعلنا نخشاك كأننا نراك، وأسعِدنا بتقواك،وأعزَّنا بطاعتك، ولا تُذلَّنا بمعصيتك، وأعنَّا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك.

 

اللهم إنا نسألك أنفسًا مطمئنة، تؤمن بلقائك، وترضى بقضائك، وتقنع بعطائك.



[1] المعجم الكبير (11191)، وحسنه الهيثمي في المجمع (11495)، والألباني في ظلال الجنة (319).

[2] مدارج السالكين (2/ 315).

[3] رواه البخاري (3256)، ومسلم (2831).

[4] رواه الحكيم الترمذي في النوادر، الأصل الثامن والثامنون والمائة (2/ 302)، والطبراني في الصغير (555)، والبيهقي في الشعب (3026)، وقال الألباني في الصحيحة (1046): إسناده صحيح.

[5] تفسير ابن كثير (8/ 77).

[6] المصنف لابن أبي شيبة (34459).

[7] محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (59).

[8] إحياء علوم الدين (4/ 297).

[9] مدارج السالكين (2/ 478).

[10] الظاعن: المرتحل؛ [شرح ديوان المتنبي للعكبري (3/ 95)].

[11] المرمة: متاع البيت؛ [لسان العرب (12/ 254)]، والمقصود هنا: جلب ما يعيش عليه، ويقتات به.

[12] مدارج السالكين (2/ 478).

[13] محاسبة النفس لابن أبي الدنيا (25).

[14] إحياء علوم الدين (4/ 394).

[15] رواه الترمذي (3529)، وأحمد (6851)، وأبو داود (5067)، والبخاري في الأدب المفرد (1204)، وابن حبان (962)، وصحيح الجامع (7813).

[16] رواه أحمد (20430) وحسنه الأرنؤوط، والبخاري في الأدب (701)، وأبو داود (5090)، والنسائي في الكبرى (10412)، وابن حبان (970)، وصحيح الجامع (3388).

[17] رواه مسلم (2722)، وأحمد (19308)، والنسائي (5538).

[18] رواه البخاري (2662)، ومسلم (3000).

[19] تفسير الثعلبي (3/ 326).

[20] رواه أبو داود (2118)، والترمذي (1105)، والنسائي (1404)، وابن ماجه (1893)، وأحمد (2749)، وأبو يعلى (7221)، وابن السني (599)، وصححه الألباني في تحقيق المشكاة (3149).

[21] الفواكه الشهية للسعدي (230).

[22] رواه مسلم (1054)، وأحمد (6572)، والحاكم (7149).

[23] رواه الترمذي (2616)، والنسائي في الكبرى (11330)، وابن ماجه (3973)، وصحيح الجامع (5136).

[24] رواه أحمد (15284)، وأبو يعلى (1999)، وابن حبان (1723)، والبيهقي في الشعب (5377)، وصححه الألباني في ظلال الجنة (756).





حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعةأرسل إلى صديقتعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • القرآن سكينة القلوب (خطبة)
  • خطبة: رمضان... ودأب الصالحين (القيام)
  • إشراقات من وحي شهر البركات (خطبة)
  • الميلاد الجديد: التوبة (خطبة)
  • توبوا إلى الله توبة نصوحا
  • أفضل أيام الدنيا: العشر المباركات (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • زكاة الجاه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تجارة العلماء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لا تكونوا كالذين آذوا موسى (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • النفاق خطر متجدد في ثوب معاصر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قسوة القلب (خطبة) (باللغة الإندونيسية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الشتاء موسم العبادة والصدقة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أمنيات في يوم الحسرات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل الإيمان (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حاجتنا إلى الصلاة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • المحاضرات الإسلامية الشتوية تجمع المسلمين في فيليكو تارنوفو وغابروفو
  • ندوة قرآنية في سراييفو تجمع حفاظ البوسنة حول جمال العيش بالقرآن
  • سلسلة ورش قرآنية جديدة لتعزيز فهم القرآن في حياة الشباب
  • أمسية إسلامية تعزز قيم الإيمان والأخوة في مدينة كورتشا
  • بعد سنوات من المطالبات... اعتماد إنشاء مقبرة إسلامية في كارابانشيل
  • ندوة متخصصة حول الزكاة تجمع أئمة مدينة توزلا
  • الموسم الرابع من برنامج المحاضرات العلمية في مساجد سراييفو
  • زغرب تستضيف المؤتمر الرابع عشر للشباب المسلم في كرواتيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/7/1447هـ - الساعة: 9:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب