• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الطريق إلى سعادة القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    تفسير قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    أقوال العلماء في الصداقة
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    كثرة السجود... طريقك لرفقة الحبيب (صلى الله عليه ...
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    التوكل على الله (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    كراهية قول: قوس قزح
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    لا نجاة إلا بالتوحيد
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    رفق النبي صلى الله عليه وسلم
    السيد مراد سلامة
  •  
    الظاهرة التكفيرية في العصر الحديث: تحليل شرعي ...
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    معنى اسم النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم في ...
    دكتور صباح علي السليمان
  •  
    تخريج حديث: ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    التلقيح الصناعي (PDF)
    لجين بنت عبدالله سليمان الصالحي
  •  
    الفقه الميسر (كتاب الطهارة- المسح على الخفين ...
    علي بن حسين بن أحمد فقيهي
  •  
    الحديث التاسع عشر: الترهيب من سؤال الناس
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    تفسير: (وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا}
    د. حسام العيسوي سنيد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

أقوال العلماء في الصداقة

أقوال العلماء في الصداقة
الشيخ صلاح نجيب الدق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/12/2025 ميلادي - 18/6/1447 هجري

الزيارات: 50

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أقوال العلماء في الصداقة


اللهم ربَّنا لك الحمد، ملءَ السماوات وملءَ الأرض، وما بينهما، وملءَ ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منَعت، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ، والصلاة والسلام على نبينا محمد الذي أرسله ربُّه شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا؛ أما بعد:

فالصداقة لها أثرٌ كبير على حياة الإنسان، فأقول وبالله تعالى التوفيق: أقوال سلفنا الصالح في الصداقة، سوف نذكر بعض أقوال العلماء والحكماء في الصداقة:

(1) قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما أُعطي عبد بعد الإسلام خيرًا من أخ صالح، فإذا رأى أحدكم ودًّا من أخيه، فليتمسك به. (قوت القلوب ـ أبو طالب المكي ـ جـ2 ـ صـ 360).

 

(2) قال الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا تَصحب الفاجرَ فيُزينَ لك فعلَه، ويَوَدَّ لو أنك مثلُه؛ (الذريعة إلى مكارم الشريعة ـ للراغب الأصفهاني ـ صـ258).

 

(3) قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ما من شيء أدلُّ على شيءٍ، ولا الدخان على النار - من الصاحب على الصاحب؛ (أدب الدنيا والدين للماوردي صـ 205).

 

• قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كنا إذا افتقدنا الأخ أتيناه، فإن كان مريضًا كانت عيادةً، وإن كان مشغولًا كانت عونًا، وإن كان غير ذلك كانت زيارةً؛ (آداب العشرة ـ محمد الغزي ـ صـ61).

 

(4) قال لقمان (رحمه الله) لابنه: يا بني، لا تَعد بعد تقوى الله من أن تتخذ صاحبًا صالحًا؛ (الإخوان لابن أبي الدنيا صـ73 رقم:25).

 

• قال لقمان (رحمه الله) لابنه: يا بني، مَن لا يَملِك لسانه يندم، ومَن يُكثر المراء يُشتَم، ومَن يصاحب صاحب السوء لا يَسلَم، ومن يصاحب الصالح يغنم؛ (مكارم الأخلاق للخرائطي صـ295 ـ رقم:903).

 

(5) قال القاسم بن محمد (رحمه الله): جعل الله في الصديق البار عوضًا من الرحم الـمدبرة؛ ( عيون الأخبار ـ لابن قتيبة الدينوري ـ جـ3 ـ صـ 90).

 

(6) قال جعفر بن محمد (رحمه الله): حافظ على الصديق ولو في الحريق؛ (الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي صـ:48).

 

(7) قال عبيد الله بن الحسن (رحمه الله) لرجل: يا فلان، استكثِر من الصديق فإن أيسرَ ما تُصيب أن يَبلغه موتك فيدعو لك؛ (الإخوان لابن أبي الدنيا صـ78 رقم:29).

 

(8) قال مجاهد بن جبر (رحمه الله): لو لم يكن في الأخ الصالح إلا أن حياءك منه يَمنعك عن معصية الله تعالى، كفاك؛ ( حسن التنبيه ـ محمد الغزي ـ جـ3 ـ صـ30 ).

 

(9) قال أبو الأسود الدؤلي (رحمه الله): ما خلق الله أضرَّ من الصاحب السوء؛ (من تجالس ـ عبد الله الجعيثن ـ صـ39).

 

(10) قال الحسن البصري (رحمه الله): المؤمن مرآة أخيه إن رأى فيه ما لا يُعجبه سدَّده وقوَّمه، وحاطه وحفِظه في السر والعلانية؛ (الإخوان لابن أبي الدنيا صـ107 رقم:55).

 

(11) قال الحسن البصري (رحمه الله): استكثِروا من الأصدقاء المؤمنين, فإن لهم شفاعةً يوم القيامة؛ (معارج القبول ـ حافظ حكمي ـ جـ2 ـ صـ 827).

 

(12) قال سعيد بن المسيب (رحمه الله): كتب إليَّ بعضُ إخواني من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ضع أمر أخيك على أحسنه، حتى يأتيك ما يغلبك (أي: تتأكد)، فلا تظن بكلمة خرجت من امرئ مسلم شرًّا وأنت تجد لها من الخير مَحملًا؛ (التوبيخ والتنبيه ـ أبو الشيخ الأصبهاني ـ صـ76).

 

(13) قال بلال بن سعد (رحمه الله): أخ لك كلما لقِيك ذكَّرك بحظك من الله، خيرٌ لك من أخ كلما لقِيك وضع في كفِّك دينارًا؛ (الإخوان ـ لابن أبي الدنيا ـ صـ136).

 

(14) قال طاوس بن كيسان (رحمه الله) لابنه: يا بني، صاحب العقلاء تُنسب إليهم وإن لم تكن منهم، ولا تصاحب الجهال فتُنسب إليهم وإن لم تكن منهم، واعلم أن لكل شيء غايةً، وغاية المرء حُسن خلقه؛ (حلية الأولياء ـ أبو نعيم الأصبهاني ـ جـ4 ـ صـ 13).

 

(15) قال سفيان الثوري (رحمه الله): ليكن جليسُك مَن يزهِّدك في الدنيا, ويُرغبك في الآخرة, وإياك ومجالسة أهل الدنيا الذين يخوضون في حديث الدنيا, فإنهم يُفسدون عليك دينك وقلبك؛ (حلية الأولياء ـ أبو نعيم الأصبهاني ـ جـ9 صـ 359).

 

(16) قال أبو قلابة (رحمه الله): إذا بلغك عن أخيك شيءٌ تَكرهه، فالتمس له العذر جهدك، فإن لم تجد له عذرًا فقل في نفسك: لعل لأخي عذرًا لا أعلمه؛ (حلية الأولياء ـ أبو نعيم الأصبهاني ـ جـ2 ـ صـ285).

 

(17) قال إبراهيم النخعي (رحمه الله): لا تقطع أخاك ولا تَهجره عند الذنب، فإنه يرتكبه اليوم ويتركه غدًا؛ ( إحياء علوم الدين ـ للغزلي ـ جـ2 ـ صـ 183).

 

(18) قال الراغب الأصفهاني (رحمه الله): على الإنسان أن يتحرى بغاية جهده مصاحبةَ الأخيار؛ فإنها قد تجعل الشرير خيرًا، كما أن مصاحبة الأشرار قد تجعل الخيِّر شِريرًا؛ (الذريعة إلى مكارم الشريعة ـ للراغب الأصفهاني ـ صـ258).

 

(19) قال أبو سليمان الداراني (رحمه الله): لا تَصحَب إلا أحد رجلين: رجلًا ترتفق به في أمر دنياك، أو رجلًا تزيد معه وتنتفع به في أمر آخرتك، والاشتغال بغير هذين حُمقٌ كبيرٌ؛ (موعظة المؤمنين ـ لجمال الدين القاسمي جـ1صـ129).

 

(20) قال صالح بن موسى (رحمه الله): قال رجل لداود الطائي: أوصني، قال: اصحَب أهل التقوى؛ فإنهم أيسرُ أهل الدنيا عليك مؤنةً، وأكثرهم لك معونةً؛ (الإخوان لابن أبي الدنيا صـ:95 ـ رقم:43).

 

(21) قال أيوب السختياني (رحمه الله): إذا بلغني موت أخ لي فكأنما سقط عضو مني؛ (عيون الأخبار ـ لابن قتيبة الدينوري ـ جـ3 ـ صـ4).

 

(22) قال محمد بن حبان (رحمه الله): صحبة الأخيار تورث الخير، وصحبة الأشرار تورث الشر؛ (روضة العقلاء ـ لابن حبان ـ صـ100).


(23) قال الكندي (رحمه الله): الصديق إنسان هو أنت إلا أنه غيرك؛ (أدب الدنيا والدين للماوردي صـ163).

 

(24) قال حمدون القصار (رحمه الله): إذا زل أخ من إخوانك، فاطلب له تسعين عذرًا، فإن لم يقبَل ذلك فأنت المعيب؛ (آداب العشرة ـ محمد الغزي ـ صـ14).

 

(25) قال علقمة العطاردي (رحمه الله) (في وصيته لابنه حين حضرته الوفاة): يا بني، إن عرَضت لك حاجة، فاصحَب من إذا خدَمته صانك، وإن صحِبته زانك؛ أي: حفِظك، وإن قعد بك مانَك - (أي حمل مؤونتك) - اصحب من إذا مددتَ يدك لخير مدَّها، وإن رأى منك حسنةً عدَّها، وإن رأى سيئةً سدَّها، اصحَب مَن إذا سألته أعطاك، وإن نزلت بك نازلة واساك - (جعلك كنفسه - اصحب من إذا قلتَ صدَّق قولك، وإن حاولت أمرًا آمرك، وإن تنازعتُما آثرك؛ (إحياء علوم الدين ـ للغزالي ـ جـ2 ـ صـ 171).

 

(26) قال أبو بكر بن عياش (رحمه الله): أوصى رجل من الحكماء أخًا له، فقال: آخ الكريم الأخوة، الأكمل الـمروءة والذي إن غبت خلفك، وإن حضرت كنفك، وإن لقي لك صديقًا استزاده، وإن لقي لك عدوًّا كفَّ عنك مَعرَّته، وإن رأيته ابتهجت به، وإن ناسبته استرحت؛ ( الإخوان ـ لابن أبي الدنيا ـ صـ110).

 

(27) قال ذو النون الـمصري (رحمه الله): بصحبة الصالحين تطيب الحياة، والخير مجموع في القرين الصالح، إن نسيت ذكَّرك، وإن ذكرتَ أعانَك؛ (حلية الأولياء ـ أبو نعيم الأصبهاني ـ جـ9 صـ 359).

 

(28) قال يونس بن عبد الأعلى (رحمه الله): قال لي الشافعي (رحمه الله): يا يونس، إذا كان لك صديق فشدَّ يديك به، فإن اتخاذ الصديق صعب ومفارقتُه سهل؛ (حلية الأولياء ـ أبو نعيم الأصبهاني ــ جـ9 صـ 121).

 

(29) قال محمد بن يوسف الأصفهاني (رحمه الله): أين مثل الأخ الصالح؟ أهلك يقتسمون ميراثك، ويتنعمون بما خلفت، وهو منفرد بحزنك، مهتم بما قدَّمت وما صرت إليه، يدعو لك في ظلمة الليل وأنت تحت أطباق الثرى؛ (الإحياء ـ للغزالي ـ جـ2 ـ صـ 186).

 

(30) قال ممشاد الدينوري (رحمه الله): صحبة أهل الصلاح تُورث في القلب الصلاح، وصحبة أهل الفساد تورث فيه الفساد؛ (صفة الصفوة ـ لابن الجوزي ـ جـ2ـ صـ 283).

 

(31) قال عبد الرحمن السعدي (رحمه الله): من أعظم نِعم الله على العبد المؤمن أن يوفِّقه لصُحبة الأخيار، ومِن عقوبته لعبده أن يَبتليَه بصحبة الأشرار؛ (آداب المجلس ـ عبد الله الجار الله ـ صـ9).

 

(32) قال ابن عثيمين (رحمه الله): عليك باختيار الصديق الصالح الذي يَدُلك على الخير، ويبيِّنه لك، ويَحثك عليه، ويبيِّن لك الشر، ويحذرِّك منه، وإياك وجليسَ السوء، فإن المرء على دين خليله، وكم من إنسان مستقيم قيِّد له شيطان من بني آدم، فصدَّه عن الاستقامة، وكم من إنسان جائر قاسٍ يسَّر له مَن يَدُلُّه على الخير بسبب الصحبة؛ (شرح حلية طالب العلم ـ لابن عثيمين ـ صـ118).

 

(33) قيل لأحد الحكماء: بِمَ يَعرِف الرجل أصدقاءه؟ قال: بالشدائد؛ لأن كل أحد في الرخاء صديق؛ (الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي صـ:71).

 

(34) قال أحد الحكماء: مصاحبة الأخيار تُورث الخير، ومصاحبة الأشرار تورث الشر؛ كالريح إذا هبت على الطِّيب عبَقت طيبًا، وإن مرَّت على النتن حملت نتنًا؛ (مرقاة المفاتيح ـ علي الهروي ـ جـ8 ـ صـ3136).

 

(35) قال أحد الحكماء لابنه: أي بني، لا تُؤاخِ أحدًا حتى تَعرِف موارد أموره ومصادرها، فإذا استطبتَ منه الخبر ورضِيت منه العشرة، فآخِه على إقالة العثرة والمواساة عند العَسرة؛ ( الإخوان ـ لابن أبي الدنيا ـ صـ:112ـ رقم:60).

 

(36) قال أحد الحكماء: نُصح الصديق تأديبٌ، ونُصح العدو تأنيبٌ؛ (الصداقة والصديق لأبي حيان التوحيدي صـ:171).

 

(37) قال أحد الحكماء: مَن جاد لك بمودته، فقد جعلك عديلَ نفسه، فأول حقوقه اعتقاد مودته، ثم إيناسه بالانبساط إليه في غير مُحرَّم، ثم نُصحه في السر والعلانية، ثم تخفيف الأثقال عنه، ثم معاونته فيما يَنوبه من حادثةٍ، أو يناله مِن نَكْبةٍ؛ (أدب الدنيا والدين ـ للماوردي ـ صـ176).

 

(38) قال أحد الحكماء: اعرِف أخاك بأخيه قبلك؛ (أدب الدنيا والدين للماوردي صـ 205).

 

(39) سُئل أحد الحكماء: أي الكنوز خيرٌ؟ قال: أما بعد تقوى الله، فالأخ الصالح؛ (الإخوان ـ لابن أبي الدنيا ـ صـ112).

 

(40) قال أحد الحكماء: الأخ الصالح خيرٌ من نفسك؛ لأن النفس أمَّارة بالسوء، والأخ الصالح لا يأمر إلا بالخير؛ (موارد الظمآن ـ عبد العزيز السلمان ـ جـ2 ـ صـ 194).

 

احذروا أصدقاء السوء:

إن أصدقاء السوء هم أكثر الناس ضررًا على إيمان الشخص وسلوكه وأخلاقه، فمصاحبتهم سببٌ عظيم من أسباب نقص الإيمان وضَعفه، إن قرين السوء هو الذي يُزين القبيح ويُقبِّح الحسن، إن انتشار الكثير من الأمور السيئة؛ كالتدخين وتناول المخدرات والخمور، والسرقة، والسير في طريق الرذيلة، يرجع غالبًا إلى أصدقاء السوء الذين يَدُلُّون أصدقاءهم على الفساد، والسير في طريق الهلاك، ولذلك يجب على الآباء في المنازل، والمدرسين في المدارس، ورجال الدين في دُور العبادة، ورجال الإعلام في جميع وسائل الإعلام المختلفة: المقروءة، والمرئية، والمسموعة - أن ينصحوا الشباب دائمًا بالابتعاد عن مصاحبة أصدقاء السوء، ويحذِّروهم من سوء العاقبة، مع ضرورة ذكر بعض النماذج الواقعية لهذه الصداقة الكاذبة، وما ترتَّب عليها من نتائجَ سيئة.

 

أصدقاء السوء يتبرَّؤون من أصدقائهم يوم القيامة؛ قال الله تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27 - 29].

 

• قال الإمام ابن كثير (رحمه الله): يُخبر تعالى عن ندم الظالم الذي فارَق طريق الرسول وما جاء به من عند الله من الحق المبين، الذي لا مِرية فيه، وسلك طريقًا أخرى غير سبيل الرسول، فإذا كان يوم القيامة ندِم حيث لا ينفَعه الندم، وعضَّ على يديه حسرةً وأَسفًا؛ (تفسير ابن كثير جـ10صـ301).

 

قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ ﴾ [فصلت: 29].

 

قال الكافرون وهم في النار: يا ربَّنا، أرنا اللذين أضلانا وحملانا على الكفر والمعاصي من الجن والإنس، نَدسُّهما بأقدامنا انتقامًا منهما؛ ليكونا من الأسفلين ذلًا ومَهانة، وفي الدرك الأسفل من النار مكانًا ومقامًا؛ (التفسير الوسيط ـ مجمع البحوث الإسلامية ـ جـ8 ـ صـ702).

 

أقوال سلفنا الصالح في أصدقاء السوء:

(1) قال مالك بن دينار (رحمه الله): إن شياطين الإنس أشدُّ عليَّ من شياطين الجن، وذلك أني إذا تعوَّذت بالله ذهب عني شيطان الجن، وشيطان الإنس يجيئني، فيَجرني إلى المعاصي عيانًا؛ (تفسير البغوي ـ جـ3 ـ صـ 180).

 

(2) قال إبراهيم الحربي (رحمه الله): جنِّبوا أولادكم قُرناءَ السوء قبل أن تَصبغوهم في البلاء (الاختبار) كما يُصبَغ الثوب.

 

• وقال (رحمه الله) أيضًا: أول فساد الصبيان بعضهم من بعض؛ (فصل الخطاب في الزهد لمحمد عويضة جـ10 ـ صـ:182).

 

(3) قال أكثم بن صيفي (رحمه الله): الإفراط في مصاحبة الناس يُكسب قُرناءَ السوء؛ (الأمثال ـ للقاسم بن سلام ـ صـ:290).

 

(4) قال الجاحظ (رحمه الله): أني لا أعلم في جميع الأرض شيئًا أجلبَ لجميع الفساد مِن قُرناء السوء؛ (الرسائل الأدبية ـ للجاحظ ـ جـ1صـ212).

 

(5) قال أبو حيان التوحيدي (رحمه الله): لا تَكِل نفسك إلى اختيار السوء، وإلى قُرناء السوء، فإنك إن فعلت ذلك خسرت خسرانًا مبينًا، وضللت ضلالًا بعيدًا، وتحرَّقت أسفًا، وتقطَّعت ندمًا؛ (المقابسات ـ أبو حيان التوحيدي ـ صـ:266).

 

(6) قال أبو حامد الغزالي (رحمه الله): أصلُ تأديب الصبيان الحفظ مِن قرناء السوء؛ (إحياء علوم الدين للغزالي جـ3صـ73).

 

(7) قال محمد رشيد رضا (رحمه الله): يجب على الآباء منعُ أبنائهم عن قرناء السوء، فإن الولد يستفيد من مثله أكثر مما يستفيد من أبيه وأمه؛ لأن أفكار تِرْبِه في درجة أفكاره، ورغباته مِن جنس رغباته، وأعماله مِن قَبيل أعماله؛ (مجلة المنار جـ2صـ470).

 

• وقال (رحمه الله): شياطين الإنس هم قُرناء السوء؛ (مجلة المنار جـ23صـ383).

 

أقوال الشعراء في الصداقة:

(1) قال الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

لا تَصْحَب أخا الجهل
فإيَّاكَ وإيَّاه
فكم من جاهلٍ أَرْدَى
حليمًا حِينَ يَغشاه
يُقاس المرءُ بالمرءِ
إذا ما هو ماشَاه

( العزلة ـ للخطابي ـ صـ48).

 

(2) قال أبو العتاهية (رحمه الله):

اقْضِ الحوائجَ ما استطعتَ
وكنْ لهمِّ أخيك فارجا
فلخيرُ أيام الفتى
يومٌ قَضى فيه الحوائجَ

( الآداب الشرعية ـ لابن مفلح الحنبلي ـ جـ2 ـ صـ178)

 

(3) قال عدي بن زيد (رحمه الله):

عن المرء لا تَسأل وسَلْ عن قرينِه
فكُلُّ قرينٍ بالمقارَن يَقتدي
إذا كنتَ في قومٍ فصاحِب خيارَهم
ولا تَصحَبِ الأَردَى فتَردَى مع الرَّدِي

(أدب الدنيا والدين للماوردي صـ 205).

 

(4) قال الشاعر:

ما ضاقتِ النفسُ على شَهوةٍ
ألذَّ مِن وُدِّ صديقٍ أمينِ
مَن فاتَه وُدُّ أخٍ صالِحٍ
فذلك المغبونُ حقَّ اليقينِ

( بهجة المجالس ـ ابن عبد البر ـ صـ150).

 

(5) يقول الشاعر:

إذا اعتذَر الصديق إليك يومًا
من التقصير عُذْرَ فتًى مُقرِّ
فصُنْه مِن عتابك واعفُ عنه
فإن العفوَ شِيمةُ كلِّ حرِّ

(موارد الظمآن لعبد العزيز السلمان جـ2صـ306).

 

(6) قال الشاعر:

ما نالت النفس على شهوةٍ
ألذَّ مِن وُدِّ صديقٍ أمين
مَن فاته وُدُّ أخٍ صالِحٍ
فذلك المغبونُ حقَّ اليقين

(بهجة المجالس ـ ابن عبد البر ـ صـ143).


(7) يقول الشاعر:

اختَر قرينَك واصطفِيه تفاخرًا
إن القرينَ إلى المقارن يُنسَب
دَعِ الكذوبَ فلا يكن لك صاحبًا
إن الكذوبَ لبئس خلًّا يُصْحَب

(موارد الظمآن ـ عبد العزيز السلمان ـ جـ3 ـ صـ 259).

 

(8) قال الشاعر:

إذا خطَب الصداقة منك كُفْءٌ
فلا تَطْلُب سوى صدقٍ صَداقا

(موارد الظمآن لعبد العزيز السلمان جـ4صـ216).

 

(9) قال الشاعر:

لا خيرَ في وُدِّ امرئ متملِّقٍ
حلوِ اللسان وقلبُه يتلهَّبُ
يُعطيك مِن طَرفِ اللسان حلاوةً
ويَروغ منك كما يَروغ الثعلبُ
يَلقاك يَحلِف أنه بك واثقٌ
وإذا تواَرى عن سوادك عَقربُ

(مجموعة قصائد الزهديات ـ عبد العزيز السلمان ـ جـ2 ـ صـ 480).

 

أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، ويـجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة، ﴿ وْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89]، وأسأله سبحانه أن ينفَع به طلاب العلم الكرام.

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا مـحمد وعلى آله وأصحابه، والتابعين لـهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الصداقة
  • الصداقة في عيون المختصين الاجتماعيين
  • الصداقة بين تأصيل ابن المقفع وأزمتها المعاصرة
  • الصداقة المزيفة (1) (شعر)
  • الصداقة والعداوة الانتقائية
  • الصداقة: سلام أرواح

مختارات من الشبكة

  • أقوال العلماء حول طهارة العين النجسة بالاستحالة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أقوال العلماء فيما يعفى عنه من النجاسات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أقوال العلماء في حكم التسمية قبل الوضوء داخل الحمام وخارجه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تشجير السوية الإيمانية (مجموعة من الأخلاق والأعمال القلبية) مستفاد من أقوال ومحاضرات العلماء الربانيين (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من أقوال أهل العلم في الاحتفال بالأعياد والمناسبات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في فاحشة اللواط(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في اليتيم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في الحسبلة "حسبي الله ونعم الوكيل"(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في حكم الاحتفال بالمولد النبوي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في البخل والشح(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • 150 مشاركا ينالون شهادات دورة مكثفة في أصول الإسلام بقازان
  • فاريش تستضيف ندوة نسائية بعنوان: "طريق الفتنة - الإيمان سندا وأملا وقوة"
  • بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية
  • مسلمات سراييفو يشاركن في ندوة علمية عن أحكام زكاة الذهب والفضة
  • مؤتمر علمي يناقش تحديات الجيل المسلم لشباب أستراليا ونيوزيلندا
  • القرم تشهد انطلاق بناء مسجد جديد وتحضيرًا لفعالية "زهرة الرحمة" الخيرية
  • اختتام دورة علمية لتأهيل الشباب لبناء أسر إسلامية قوية في قازان
  • تكريم 540 خريجا من مسار تعليمي امتد من الطفولة حتى الشباب في سنغافورة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/6/1447هـ - الساعة: 17:16
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب