• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وقفات تربوية مع سورة المسد (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    شم العرار من إيثار النبي المختار (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة جمعة عن الهواتف والإنترنت ووسائل التواصل
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    من نفيس كلام السلف في المعلوم من الدين بالضرورة
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    الله الخالق الخلاق (خطبة) – باللعة الإندونيسية
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    الحديث الخامس عشر: ذم الاستكثار من الدنيا
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    خطبة الاستسقاء 1447 هـ
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    تخريج حديث: لا يخرج الرجلان يضربان الغائط كاشفين ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    خطبة: في ظلال آية
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    بلزوم الاستغفار والدعاء يدوم الخير والرخاء (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    من درر العلامة ابن القيم عن الظلم
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الجنة ونعيمها (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    ظاهرة كسب المال الحرام (خطبة)
    أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة
  •  
    من الفائز؟ (خطبة)
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    ولاية الله بين أهل الاستقامة وأهل الوسائط
    أ. د. علي حسن الروبي
  •  
    من أدلة صدقه عليه الصلاة والسلام: تبتله وكثرة ...
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / قضايا المجتمع
علامة باركود

خطبة جمعة عن الهواتف والإنترنت ووسائل التواصل

خطبة جمعة عن الهواتف والإنترنت ووسائل التواصل
د. محمد بن علي بن جميل المطري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/11/2025 ميلادي - 26/5/1447 هجري

الزيارات: 161

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة جمعة عن "الهواتف والإنترنت ووسائل التواصل"

 

الحمد لله العلي الأعلى، الذي خلق فسوَّى، والذي قدَّر فهدى، أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى أهل بيته وأزواجه وذريته، أما بعد:

فاتقوا الله يا عباد الله، واعلموا أن التقوى خيرُ زاد للقاء الله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

أيها المسلمون، لقد امتنَّ الله علينا بنعمٍ كثيرةٍ ظاهرةٍ وباطنةٍ، دينيةٍ ودنيويةٍ، ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18]، سخَّر الله لنا كل شيء في الكون من أجل طاعته وعبادته، ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20]، ومِنْ شُكرِ اللهِ أن يستخدم الإنسانُ نِعَمَ اللهِ في المباحات، ولا يعصي الله بما أنعم عليه، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 243].

 

أيها الناس، إنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ علينا في هذا الزمان نعمةَ الجوَّالات والإنترنت، تُقرِّب البعيد، وتتصل بمن تريد، وتتواصل بالقريب والصديق، وتعرف أخبار العالم، وتتعلم ما ينفعك في دينك ودنياك، وتنتفع بالبرامج المناسبة، وتستطيع أن تنشر الخير في وسائل التواصل المتنوعة، لكن أكثر الناس أساءوا استخدام هذه النِّعَم، فاستعملوها في المعاصي والشرور والشهوات والشبهات والفِتَن، وضلَّ بسببها كثيرٌ من الناس رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، واتَّبعوا خطوات الشيطان، ﴿ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [النور: 21].

 

كم ضاع بسبب الهواتف والإنترنت والشاشات من شباب وشابات! كم فيها من ضياع للأوقات! كم حصل بسببها من طلاق وخلافات!

 

أيها المسلمون، من أعظم أضرار الإنترنت ووسائل التواصل المتنوعة: ضياعُ الأوقات بسببها، والإدمانُ عليها، صار كثير من الناس رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، مدمِنين للجوالات، ومفتونين بالإنترنت والشاشات، فيا حسرة على العباد!

 

عُمرُك أيها الإنسان يَمضي يومًا بعد يوم، وشهرًا بعد شهر، وسنةً بعد سنة، فاغتنم حياتَك قبل موتِك، وشبابك قبل هَرَمِك، لا تُبَعثِر أوقاتك في الملهيات والمغريات، ولا تكن ممن يتابعُ الأشرار، ويتواصل مع الفجَّار، ويبحث عن الأفلام الهابطة، والصور الخليعة، والمواقع الإباحية، وبعضهم يصل به الحال إلى الفسوق والعصيان، وربما إلى الكفر والإلحاد، بسبب متابعةِ الفسَقةِ الفَجَرة، وشياطينِ الإنسِ الضَّالين المضلِّين، ﴿ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ ﴾ [البقرة: 221] بأحوالهم وأقوالهم وأفعالهم، ومن تشَبَّه بقومٍ فهو منهم، ساءتِ الأخلاق، وشاعتِ الفواحش، وانتشرتِ الجرائم؛ بسبب مشاهدةِ الأفلامِ الخليعة، والمسلسلاتِ الماجِنة، والدخولِ في المواقع المحرَّمة، والتواصلِ مع الذين في قلوبهم مرضٌ من الرجال والنساء الغافلين والغافلات، ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا * يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا ﴾ [النساء: 27، 28].

 

لماذا تجرَّأَ كثيرٌ من الناس على المحرمات، وتهاونوا على المحافظة على الصلوات؟!

إنه بسبب هذه الفتنة العظيمة: فتنةُ الجوالات والإنترنتِ وألعابِ الشبكة، ووسائلِ التواصل المختلفة، ضعُف الإيمان، وقلَّ الحياء، واعتاد كثير من الناس السهر فضيَّعوا صلاة الفجر في وقتها، ووصل الحال ببعضهم إلى ترك الصلوات، وهجر الجمعة والجماعات، وأعرضوا عن تلاوة كتاب الله، وابتعدوا عن عبادة الله الذي خلقنا لعبادته، فما أعظمها من فتنة!

 

﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ [مريم: 59]، يا ويلهم من اللهِ العظيمِ الجبَّار، هو يراهم ويُمهلهم، ويذرُهم في طغيانهم يعمهون، وفي خوضِهم يلعبون، ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدرٍ فيندمون، ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99، 100].

 

أيها المسلمون؛ إدمانُ النظرِ في الهواتف والإنترنت وألعاب الشبكة ومقاطع الفيديو المتنوعة يسبب أضرارًا صحية ونفسية وعصبية وعقلية، وقد حذَّر الأطباء من خطورة الإكثارِ من استعمال الهواتف والإنترنت على صحة الإنسان وعقله وتفكيره ودماغه! وذكروا أنَّ المقاطع القصيرة تؤثِّر في طبيعةِ الإنسان ومزاجِه، ينظر مقطعًا يتعجبُ منه، ثم مقطعًا يُفرِحه، ثم مقطعًا يُحزنه، ثم مقطعًا يُحيِّره، ثم مقطعًا يُضْحِكه، ثم مقطعًا يُخيفُه، كلُّ هذا خلالَ دقائقَ معدودة، يتنَقَّل نظره وعقله بين الشرق والغرب، ويتغيَّر مزاجُه وتفكيرُه عدة مراتٍ في جلسة واحدة بسبب مشاهدة تلك المقاطع المختلفة المتنوعة، فتهتزُّ مشاعرُه ونفسيتُه هزًّا، ويتبلدُ إحساسُه تَبَلُّدًا؛ مما يسبب له الغَباءَ والخُمولَ والكسل واللامبالاة، ويؤثر في دراسته وعمله وتفكيره، وإدمانُ ذلك يصيبه بالأمراض النفسية والعصبية والعقلية.

 

أيها المسلمون، الحذرَ الحذرَ من مفاسد الجوَّالات والإنترنت ووسائل التواصل المختلفة، فهي فتنةُ العصر الكبرى، وفيها كلُّ شرٍّ وبلوى، وشرُّها أكثرُ من خيرها، فاستعْمِلها بحذرٍ شديدٍ، بقدر الحاجة ولا تزيد، ﴿ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 205]، ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن والسُّنَّة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحِكمة، وأسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتَّبِعون أحسنه، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد الأوَّلين والآخرين، وسلامٌ على عباد الله الصالحين، أما بعد:

فالإسلام دين الأخلاق والآداب، ولكلِّ شيءٍ أدبٌ وذوقٌ وأخلاق، على المسلم أن يراعيها، وسنذكر في هذه الخطبة آدابَ استعمالِ الهاتف والإنترنتِ والشاشات:

1- على المسلم أن يستعمل هذه الوسائل الحديثة بقدر الحاجة بلا زيادة، ويستعملها فيما ينفعه في دينه ودنياه بأدب وذوق، فإذا أراد مثلًا أن يتصل بالهاتف فليتأكد من صحة الرقم المطلوب حتى لا يُزعِج الآخرين، ويتصل في وقتٍ مناسب، فإن لم يُجب صاحبُه فليُرسِل له رسالةً نصيةً، ويبدأ المتَّصِل كلامه بالسلام، ويُجيبه الآخر برد السلام، ولا يطيلُ الكلام بلا حاجة، ويختم كلامَه بالسلام، ولتكن رنَّةُ الهاتف مباحةً مناسبةً، ليس فيها معازف، ولا تكن مزعجة، ولا يجوز التواصل بين الرجال والنساء بلا ضرورةٍ أو حاجةٍ؛ كاستفتاءِ عالِم أو استشارةِ طبيب، مع عدم خضوع المرأة بالقول فيطمعَ الذي في قلبه مرض، وعلى المرأة إن جاءها اتصالٌ من رقمٍ غريبٍ ألَّا تبادر بإجابته، وإن علِمت أنه سفيهٌ فلتعمل حظرًا فلا يستطيع الاتصالَ بها مرة أخرى، ولتحذر المسلمةُ من الانشغال بالهاتف فتقصر في الأعمال المنزلية، ولتحذر من متابعة المسلسلات والأفلام والموضات التي تُفسد الأخلاق والفِطرة، وليحذر كل مسلم ومسلمة من تضييع وقته مع الهاتف والإنترنت والشاشات فيما لا ينفعه في دينه ولا دنياه، ولا بأس بالترفيه عن النفس أحيانًا بالمباحات من غير إسراف، وليحذر أن تشغله هذه الوسائل عن ذكر الله، وعن الصلوات الخمس في أوقاتها، أو عن صلاة النافلة وتلاوة القرآن، وليحذر العاقل من تضييع وقته في الألعاب والدردشات التافهة، وليحذر المسلم من السهر فتفوته صلاةُ الفجر جماعة، فالمؤمن الموفَّق يسارع في الطاعة، ويغتنم شبابَه قبل هَرَمِه، وفراغَه قبل شُغلِه، وحياتَه قبل موتِه، فلا تُلهيه هذه الوسائل عن التقرب إلى ربِّه بالعبادة، وطلب العلم النافع والأعمال الصالحة، وإتقانِ الأعمال الدنيوية النافعة لنفسه وأهله ومجتمعه.

 

2- غض البصر عن الحرام، فالجوَّالات ووسائل التواصل والإعلام مع كونها نعمةً عظيمةً إلا أنها تشتمل على فتنٍ عظيمةٍ، ومفاسدَ كثيرةٍ، وفيها دعاةٌ إلى الشهوات والشبهات، فليعتز المسلم بإيمانه، وليكن من الذين وصفهم الله بقوله: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان: 72]، وقوله: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [القصص: 55]، واللغو كل ما لا فائدة فيه من قول أو فعل، مثل: الأفلام الخليعة، والمسلسلات الفاجرة، والمباريات الملهية، والدردشات التافهة، والمقاطع الخيالية الكاذبة، والألعاب المشتملة على المخالفات الشرعية، التي تتضمن ما يفسد العقيدة والأخلاق والعقول والفِطرة.

 

3- الخوف من الله عند الخلوات، فعند الخلوة بهذه الوسائل يتبين المؤمنُ القويُّ صاحبُ القلبِ السليم المنيبِ الذي لا يطمئن إلا بذكر الله، وضعيفُ الإيمان الذي في قلبه مرضُ الشهوات، فالحذرَ الحذرَ من ذنوب الخلوات، فإنها أعظمُ أسبابِ النفاقِ والانتكاسات، ومَن وقع في بعض السيئات فليبادر إلى التوبة، والله يحب التوَّابين.

 

4- تقوى الله في السرِّ والعلن، والسفر والحضر، ومن اتقى الله كفاه وأسعده، وإذا صلح القلب صلحت الجوارح، فعلى مستخدم هذه الوسائل أن يتقي الله في سمعه وبصره ولسانه ويده، وليتق الله فيما يقول ويكتب، وليحذر من إيذاء المسلمين بالغيبة أو النَّميمة أو الكذب، وليحرص على التبين والتثبت في الأخبار؛ كما قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6]، وأكثرُ نَقَلةِ الأخبار اليوم ليسوا مؤتمنين، وأغلبُهم مجهولون، لا يجوز الجزمُ بأخبارهم التي لا يتواطؤون عليها، وكثيرًا ما يكتفون بمصدر واحد غير موثوق به، وقد يزيدون في الخبر الصحيح ما ليس منه، وليحذر العاقلُ من التصديق بكل ما يراه ويسمعه في الشاشات والإذاعات، فما أكثرَ الكذبَ والخداعَ والتضليلَ والتهويلَ في هذا الزمان على المشاهدين والمستمعين! لا سيما بعد ظهور الذكاء الاصطناعي الذي يستخدمه بعض الناس في الشر والتدليس، ومن علامات الساعة: انتشار الكذب، وتصديق الكاذب، والله المستعان.

 

5- الحرصُ على الاستفادة من هذه الوسائل فيما ينفع في الدين والدنيا، والحرصُ على متابعة العلماء والدعاة والصالحين الحريصين على نفع المسلمين في دينهم ودنياهم، والإعراضُ عن متابعة التافهين والتافهات، والضائعين والضائعات، ولا يكن ممن يُكثِّر متابعيهم ومشاهديهم فيُشَجِّعهم على الاستمرار على باطلهم وغفلتهم، وليكن من الدعاة إلى الله في هذه الوسائل ولو بالنشر والدلالة على الخير، وليحرص على الاستفادة من التطبيقات المتنوعة النافعة التي يمكنه تنزيلها في هاتفه؛ كتطبيقات تعليم تجويد القرآن الكريم وتفسيره؛ كتطبيق سورة، وتطبيق المصحف المعلِّم، وتطبيقات الأذكار، وتطبيق جامع الكتب التسعة، وغيرها من التطبيقات العلمية المتنوعة، ويستفيد من القنوات والمواقع الإسلامية التي تَزيدُ الناظرَ فيها إيمانًا وعِلمًا وعملًا صالحًا، ويجد فيها من يُذكِّره بالله ويُعلِّمه، وينصحه في دينه ودنياه، وهي بحمد الله كثيرة، مثل: مؤسسةِ الدُّرَرِ السَّنِيَّة، وشبكةِ الألوكة، وموقعِ الإسلام سؤال وجواب، وإسلامِ ويب، وفيه ركنٌ للاستشارات، وركنٌ للفتوى، وفيه بوَّابةٌ خاصة بالصُّم بلغة الإشارة.

 

6- الحذر من المشاركة في المسابقات والمواقع المشبوهة المشتملة على القمار والغَرر والخِداع، وعدمُ الاغترارِ بالمواقع التجارية المجهولة، والرسائلِ الخادعة، والإعلاناتِ الجذَّابة المتنوعة، وعدمُ التطفُّل بالنظر في المواقع المحرَّمة، ومن حسن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه.

 

اللهم أحسِنْ إسلامنا، وحبِّبْ إلينا الإيمان وزيِّنْه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيان، واجعلنا من الراشدين، وبارك لنا في القرآن العظيم، وارزقنا تلاوته وتدبُّره والعمل به، واجعله حجة لنا لا علينا، اللهم إنا نسألك خيرَ ما في هذا الزمان من الوسائل التي يسَّرتَ اختراعها، ونعوذ بك من شرِّها، ونعوذُ بك أن نُفتن بها، اللهم اجعلنا من الصالحين المصلِحين، وثبِّتنا على دِينِك حتى نلقاك غير مفتونين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألِّف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، وانصرهم على عدوِّك وعدوِّهم، اللهم عليك بالكفرة والظالمين الذين يُفسِدون في الأرض ولا يصلحون، واكفنا شرَّ ما يعملون، وصلِّ اللهم وسلِّم على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سحر الهواتف ( أعراضه - كيف يحدث؟ - علاجه )
  • أثر وسائل التواصل الاجتماعية والهواتف الذكية على لغتنا
  • تكبير الله عبر أجهزة التسجيل والهواتف النقالة
  • جناية الهواتف النقالة وتطبيقاتها على المصلي!
  • وسائل التواصل الاجتماعي واختلاق الأخبار ونشر الشائعات
  • وسائل التواصل والمشاكل الأسرية
  • جرائم الابتزاز عبر وسائل التواصل الاجتماعي (خطبة)
  • خطبة عن وسائل التواصل الاجتماعي
  • طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي

مختارات من الشبكة

  • سورة ق في خطبة الجمعة وأبرز سننها الكونية والشرعية (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • وقفات تربوية مع سورة المسد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شم العرار من إيثار النبي المختار (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الله الخالق الخلاق (خطبة) – باللعة الإندونيسية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة الاستسقاء 1447 هـ(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: في ظلال آية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بلزوم الاستغفار والدعاء يدوم الخير والرخاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الجنة ونعيمها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ظاهرة كسب المال الحرام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من الفائز؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • برنامج تدريبي للأئمة المسلمين في مدينة كارجلي
  • ندوة لأئمة زينيتسا تبحث أثر الذكاء الاصطناعي في تطوير رسالة الإمام
  • المؤتمر السنوي التاسع للصحة النفسية للمسلمين في أستراليا
  • علماء ومفكرون في مدينة بيهاتش يناقشون مناهج تفسير القرآن الكريم
  • آلاف المسلمين يجتمعون في أستراليا ضمن فعاليات مؤتمر المنتدى الإسلامي
  • بعد ثلاث سنوات من الجهد قرية أوري تعلن افتتاح مسجدها الجديد
  • إعادة افتتاح مسجد مقاطعة بلطاسي بعد ترميمه وتطويره
  • في قلب بيلاروسيا.. مسجد خشبي من القرن التاسع عشر لا يزال عامرا بالمصلين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/5/1447هـ - الساعة: 16:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب