• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العرف الشذي من عفو الحبيب النبي صلى الله عليه
    السيد مراد سلامة
  •  
    ترجمة الحجاج بن أرطأة وحكم روايته
    عبد السلام عبده المعبأ
  •  
    تخريج حديث: إذا رأيتني على مثل هذه الحالة فلا ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    جسر البركة الخفي (خطبة)
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    أهمية التطعيمات الموسمية (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال أهل العلم في الاحتفال بالأعياد
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الحديث الثالث عشر: تحريم الخيلاء
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    وجاءكم النذير (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    التعبد بترك الحرام واستبشاعه (خطبة) – باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    بستان الخطيب - الجزء التاسع (PDF)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    بحث حول حقيقة تكافئ الأجر والثواب لتكاليف الرجال ...
    محمد عادل حسن
  •  
    الإنسان والكون بين مشهد جلال التوحيد وجمال
    عامر الخميسي
  •  
    حديث في العدة والإحداد
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    مظاهر الأدب مع رسول الله (خطبة)
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    مسألة: العلج
    عبدالرحمن بن يوسف اللحيدان
  •  
    خطبة: البشرى للمؤمنين
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

العرف الشذي من عفو الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم

العرف الشذي من عفو الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/11/2025 ميلادي - 19/5/1447 هجري

الزيارات: 165

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العرف الشذي من عفو الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم


الخطبة الأولى

الحمد لك يا ألله؛ جعلت الفردوس لعبادك المؤمنين نُزُلًا، فلك الحمد أولًا وآخرًا وظاهرًا وباطنًا، الحمد لله الذي يسَّرها لنا، ويسَّر الأعمال الصالحة لنا؛ فلم يتخذ السالكون إلى الله سواها شغلًا، وسهل لهم سبلها، فلم يَسلكوا سواها سبلًا، خلقها قبل أن يَخلقهم، وأسكنَهم إياها قبل أن يوجدهم، وحفَّها بالمكاره؛ ليَبلوهم أيهم أحسن عملًا، وأودعها ما لا عين رأتْ، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وفوق ذلك: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا﴾ [الكهف:108].

 

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، شهادة أدَّخرها لي ولكم إلى يوم المصير، شهادة عبده وابن عبده وابن أَمَتِه، ومن لا غنى به طرفة عين عن رحمته وفضله ومنِّه وكرمه، ولا مطمع له في الفوز بالجنة والنجاة من النار إلا بمنِّه وكرمه ورحمته.

 

وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، أرسله الله رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، ومحجة للسالكين، وحجة على العباد أجمعين، شرَح الله به الصدور، وأنار به العقول، وفتح به أعينًا عميًا وآذانًا صمًّا وقلوبًا غلفًا:

قدْ كانَ هذا الكونُ قبلَ وُصولِه
شُؤْمًا لظالِمِهِ وللمظلوم
لمَّا أَطَلَّ محمدٌ زَكَتِ الرُّبا
واخضرَّ في البُسْتانِ كلُّ هشيم

 

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

فيا معاشر الأحباب، نعيش في هذا اليوم الطيب الميمون الأغر مع العرف الشذي من عفو الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم؛ لنتعرف على معنى العفو، وأن العفو من صفات الله تعالى، ثم نقف مع صور مشرقة من عفو الحبيب صلى الله عليه وسلم، فأعيروني القلوب والأسماع.

 

أولًا: تعريف العفو: للعفو أيها الساد الكريم تعريفات متعددة أسوق إليكم منها ما يلي:

العفو: التجاوز وترك الانتقام، والصفح: ترك التأنيب والعتاب.

 

قال البيضاوي: العفو ترك عقوبة المذنب، والصفح: ترك لومه.

 

وقيل: إن العفو مأخوذ من عفت الريح الأثر: إذا درسته، فكأن العافي عن الذنب يَمحوه بصفحه عنه.

 

ثانيًا: الحث على العفو والصفح في القرآن الكريم:

لقد أمرنا الله تعالى بالعفو في غير ما آية من كتابه نذكركم ببعضها، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [سُورَةُ الأَعْرَافِ: 199]، وَقَالَ جَلَّ جَلَالُهُ: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: 159]، وَقَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [سُورَةُ المَائِدَةِ: 13].

 

العفو أمر نبوي:

إخوة الإسلام، اعلموا أن حبيبكم صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالعفو وحثنا عليه؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «تَعَافَوُا الْحُدُودَ فِيمَا بَيْنَكُمْ فَمَا بَلَغَنِي مِنْ حَدٍّ فَقَدْ وَجَبَ»؛ أي تجاوزوا عنها، ولا ترفعوها إليَّ؛ أخرجه النسائي وأبو داود والحاكم، والدارقطني والبيهقي.

 

وأخرج الإمام أحمد عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي: «يَا عُقْبَة بْنَ عَامِرٍ؛ صِلْ مَنْ قَطَعَكَ، وَأَعْطِ مَنْ حَرَمَكَ، وَاعْفُ عَمَّنْ ظَلَمَكَ».

 

العفو صفة أساسية من صفات خير البرية - صلى الله عليه وسلم -:

العفو من الصفات التي فطر الله تعالى عليها نبينا - صلى الله عليه وسلم - ووصفه بها في التوراة، ففي صحيح البخاري عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قُلْتُ: أَخْبِرْنِي عَنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي التَّوْرَاةِ؛ قَالَ أَجَلْ، وَاللَّهِ إِنَّهُ لَمَوْصُوفٌ فِي التَّوْرَاةِ بِبَعْضِ صِفَتِهِ فِي الْقُرْآنِ؛ ﴿ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45]، وَحِرْزًا لِلأُمِّيِّينَ، أَنْتَ عَبْدِي وَرَسُولِي، سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّلَ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ وَلاَ سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ، وَلاَ يَدْفَعُ بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَغْفِرُ، وَلَنْ يَقْبِضَهُ اللَّهُ حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ، بِأَنْ يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَيَفْتَحُ بِهَا أَعْيُنًا عُمْيًا، وَآذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا[1].

 

وقوله: (ولا يدفع بالسيئة السيئة) معناه: "لا يُسيء إلى مَن أساء إليه على سبيل المجازاة المباحة ما لم تنتهك لله حُرمة، لكن يأخذ بالفضل؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43][2]، فصدق فيه - صلى الله عليه وسلم - ما قاله الله في وصف المؤمنين: ﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ [الشورى: 37]؛ أي: "يتجاوزون ويحلمون هم عمن ظلمهم... وهذه من محاسن الأخلاق، يشفقون على ظالمهم، ويصفحون عمن جهل عليهم، يطلبون بذلك ثواب الله تعالى وعفوه"[3].

 

عفو النبي - صلى الله عليه وسلم - عمن أساء إليه:

وها هو الواقع التطبيقي للعفو في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أنس - رضي الله عنه - قال: كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه بُرد نجراني غليظ الحاشية، فأدرَكه أعرابي، فجبَذه بردائه جبذةً شديدة، فنظرت إلى صفحة عاتق النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد أثَّرت بها حاشية الرداء من شدة جبْذته، ثم قال: يا محمد! مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه، فضحك، ثم أمر له بعطاء)[4].

 

عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: كأني أنظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يحكي نبيًّا من الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - ضربه قومه فأدْموه، وهو يَمسح الدم عن وجهه، ويقول: «ربِّ اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»[5].

 

عفو النبي عن الأعرابي الذي أراد أن يقتُله - صلى الله عليه وسلم:

وتخيَّلوا عباد الله لو أن رجلًا هجم عليكم الآن، وشهر السلاح في وجوهكم، وأرد الفتك بكم، ثم مكَّنكم الله منه، فماذا أنتم صانعون؟

 

لقد حدث مثل ذلك الموقف مع أمام أهل العفو - صلى الله عليه وسلم - وعفى عنه وسامحه؛ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ - رضي الله عنهما -: «أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَفَلَ مَعَهُ، فَأَدْرَكَتْهُمُ القَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ العِضَاهِ[6]، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَتَفَرَّقَ النَّاسُ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تَحْتَ سَمُرَةٍ[7]، وَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، وَنِمْنَا نَوْمَةً، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُونَا، وَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا[8]، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي فَقُلْتُ: اللهُ، ثَلاثًا، وَلَمْ يُعَاقِبْهُ، وَجَلَسَ»؛ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

 

عفو النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أهل مكة:

إخوة الإسلام، كلنا يعلم ويعي ما صنعه أهل مكة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ومع أصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، فقد عذَّبوهم وأخرجوهم من ديارهم من أوطانهم وأموالهم، ثم إن الله تعالى أظفَر نبيه وأصحابه بأهل مكة، فماذا صنعوا؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ، طَافَ بِالبَيْتِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَتَى الكَعْبَةَ، فَأَخَذَ بِعِضَادَتَيِ البَابِ، فَقَالَ: مَا تَقُولُونَ وَمَا تَظُنُّونَ؟ قَالُوا نَقُولُ: ابْنُ أَخٍ وَابْنُ عَمٍّ حَلِيمٌ رَحِيمٌ؟ فقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَقُولُ كَمَا قَالَ يُوسُفُ: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [سُورَةُ يُوسُفَ: 92]؛ قَالَ: فَخَرَجُوا كَأَنَّمَا نُشِرُوا مِنَ القُبُورِ، فَدَخَلُوا فِي الإِسْلامِ»[9].

 

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رضي الله عنه - قَالَ: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - رُفِعَ إِلَيْهِ شَيْءٌ فِيهِ قِصَاصٌ إِلَّا أَمَرَ فِيهِ بِالعَفْوِ»؛ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ.

‌‌

عفو الرسول - صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن أبي ابن سلول لعنه الله:

لقد كان من ألدِّ الناس عداوة وخصومة للنبي ودعوته وأصحابه - رأس النفاق والمنافقين عبد الله بن أبي بن سلول، فقد قال عبد الله بن أبي ابن سلول: مقالة السوء على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وجعل المرجفين يتهامسون بالإفك حولها، ويهزون أركان المجتمع الإسلامي هزًّا.

 

وجاء ولده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يطلب الصفح عن أبيه فصفح، ثم طلب منه أن يُكفنه في قميصه، فمنحه إياه، ثم طلب منه أن يصلي عليه ويستغفر له، فلم يرد له الرسول صلى الله عليه وسلم الرقيق العفو - هذا السؤال، بل وقف أمام جثمان الطاعن في عرضه بالأمس يَستدر له المغفرة، ولكن العدالة العليا حسمت الأمر كله، فنزل قوله تعالى: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴾ [التوبة: 80].

‌‌

العفو سبب إسلام ثمامة - رضي الله عنه:

بينما كان ثمامة بن أثال في بعض طريقه قريبًا من المدينة، فإذا بسرية من سرايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت تجوس خلال الديار، فأسَرت ثمامة، وهي لا تعرفه، وأتت به إلى المدينة، وشدته إلى سارية من سواري المسجد، منتظرة أن يقف النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - بنفسه على شأن الأسير، وأن يأمر فيه بأمره، ولما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد، وهمَّ بالدخول فيه، رأى ثمامة مربوطًا في السارية، فقال لأصحابه: "أتدرون من أخذتم؟"، فقالوا: لا يا رسول الله، فقال: "هذا ثمامة بن أثال، فأحسِنوا إساره، ثم رجع الرسول إلى أهله، وقال: "اجمعوا ما كان عندكم من طعام، وابعثوا به إلى ثمامة بن أثال"، ثم أمر بناقته أن تَحلب في الغُدو والرَّواح، وأن يقدم إليه لبنها، وقد تَم ذلك كله قبل أن يلقاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقبل على ثمامة يريد أن يستدرجه إلى الإسلام، فقال: "ما عندك يا ثمامة؟"، فقال: عندي يا محمد خير، فإن تَقتُل تَقتُل ذا دم (أي رجلًا أراق منكم دمًا)، وإن تنعم (بالعفو)، تُنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسَل تُعطَ منه ما شئتَ، فتركه رسول الله يومين على حاله، يؤتى له بالطعام والشراب، ويحمل إليه لبن الناقة، ثم جاءه فقال: "ما عندك يا ثمامة؟"، قال: ليس عندي إلا ما قلت لك من قبل، فإن تُنعم تنعم على شاكر، وإن تقتل تقتل ذا دمٍ، وإن كنت تريد المال فسل تُعط منه ما شئت، فتركه رسول الله حتى إذا كان اليوم التالي، جاءه فقال: "ما عندك يا ثمامة؟"، فقال: عندي ما قلت لك، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه وقال: "أطلقوا ثمامة"، ففكُّوا وثاقه، وأطلقه فأعلن إسلامه.

 

وظهر عفو الرسول - صلى الله عليه وسلم - عنه وفك أسره، فكان ذلك العفو سببًا في إسلامه[10].

 

‌‌العفو عند المقدرة:

يقول عدي بن حاتم الطائي: لقد بلغني وأنا في ديار الشام أن خيل محمد أغارت على ديارنا، وأخذت أختي في جملة من أخذته من السبايا، وسيقت إلى يثرب، وهناك وُضعت مع السبايا في حظيرة عند باب المسجد، فمر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقامت إليه وقالت: يا رسول الله، هلك الولد، وغاب الوافد، فامنن عليَّ منَّ الله عليك، فقال: "ومن وافدك؟"، فقالت: عدي بن حاتم، فقال: "الفارُّ من الله ورسوله"، ثم مضى رسول الله وتركها، فلما كان الغد مر بها، فقالت له مثل قولها بالأمس، فقال لها مثل قوله، فلما كان بعد الغد مرَّ بها، وقد يئست منه فلم تقل شيئًا، فأشار لها رجل من خلفه أن قومي إليه وكلِّميه، فقامت إليه فقالت: يا رسول الله، هلك الولد، وغاب الوافد، فامنن علي منَّ الله عليك، فقال: "قد فعلت".

 

فقالت: إني أريد اللحاق بأهلي في الشام، فقال الرسول: "ولكن لا تعجلي بالخروج حتى تجدي من تثقين به من قومك ليُبلغك بلاد الشام، فإذا وجدت الثقة فأَعلميني"، ولما انصرف الرسول - صلى الله عليه وسلم - سألت عن الرجل الذي أشار عليها أن تكلمه، فقيل لها: إنه علي بن أبي طالب، ثم أقامت حتى قدم ركب فيهم من تثق به، فجاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقالت: يا رسول الله، لقد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقة وبلاغ، فكساها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومنحها ناقة تحملها، وأعطاها نفقة تكفيها، فخرجت مع الركب، قال عدي: ثم جعلنا بعد ذلك نترقَّب قدومها، ونحن لا نكاد نصدق ما روي من خبرها مع محمد وإحسانه إليها، فوالله إني لقاعد في أهلي إذ أبصرت امرأة في هودجها تتجه نحونا، فقلت: ابنة حاتم، فإذا هي هي، فلما وقفت علينا قالت: القاطع الظالم، لقد احتملت بأهلك وولدك، وتركت بقية ولدك وعورتك، فقلت: أي أُخية، لا تقولي إلا خيرًا، وجعلت أسترضيها حتى رضيت، وقصت عليَّ خبرها، فقلت لها: ما ترين في أمر الرجل (محمد)؟

 

فقالت: أرى – والله - أن تلحق به سريعًا، فإن يكن نبيًّا فللسابق إليه فضله، وإن يكن ملكًا فلن تذل عنده وأنت وأنت[11].

 

عفو كريم عن عكرمة - رضي الله عنه-:

عفا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه الذي ظل يحاربه أكثر من عشرين سنة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أباح دمه في يوم فتح مكة، ومع ذلك عفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم استجابة لطلب من أم حكيم زوج عكرمة، وكان عكرمة من خيرة الناس بعد إسلامه حتى مات شهيدًا في معركة اليرموك.

 

جاء في كتاب «صور من حياة الصحابة» للدكتور عبد الرحمن رأفت الباشا: «في يوم الفتح أُسقط في يد عكرمة، فمكة نبت به بعد أن خضعت للمسلمين، والرسول - صلى الله عليه وسلم - عفا عما سلف من قريش تجاهه، لكنه استثنى منهم نفرًا سماهم، وأمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة، وكان في طليعة هؤلاء النفر عكرمة، لذا تسلَّل متخفيًا من مكة، ويَمَّم وجهه شطر «اليمن»؛ إذ لم يكن له ملاذ إلا هناك».

 

«أما أم حكيم زوج عكرمة فبعد أن أسلمت قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، قد هرب منك عكرمة إلى «اليمن» خوفًا من أن تقتله، فأمِّنه أمنك الله، فقال عليه الصلاة والسلام: «هو آمن»، فخرجت في طلب زوجها، وأدركته عند ساحل البحر في منطقة تهامة، فقالت له: يا بن عم، جئتك من عند أوصل الناس، وأبر الناس، وخير الناس، من عند محمد بن عبدالله، وقد استأمنت لك منه فأمَّنك، فلا تُهلك نفسك، فقال: أنت كلمته؟ قالت: نعم، أنا كلمته فأمَّنك، وظلت تطمئنه حتى عاد معها».

 

عفوه عن وحشي بن حرب رضي الله عنه:

عفا النبي - صلى الله عليه وسلم - عن وحشي بن حرب الحبشي الذي قتل عمه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه في غزوة أحد؛ قال وحشي: «لما وضعت أحد أوزارها، عدت مع الجيش إلى مكة، فبرَّ لي «جبير بن مطعم» بما وعدني به وأعتق رقبتي، فغدوت حرًّا..

 

لكن أمر محمد جعل ينمو يومًا بعد يوم، وأخذ المسلمون يزدادون ساعة بعد ساعة، فكنت كلما عظمُ أمر محمد عظُم على الكرب، وتمكن الجزع والخوف من نفسي، وما زلت على حالي هذه، حتى دخل محمد مكة بجيشه الجرار فاتحًا، عند ذلك وليت هاربًا إلى «الطائف» ألتمس فيها الأمن، لكن أهل «الطائف» ما لبثوا كثيرًا حتى لانوا للإسلام، وأعدوا وفدًا منهم للقاء محمد، وإعلان دخولهم في دينه، عند ذلك سقط في يدي، وضاقت عليَّ الأرض بما رَحُبت، وأعيتني المذاهب، فقلت: ألحق بالشام، أو باليمن، أو ببعض البلاد الأخرى، فوالله إني لفي غمرة همِّي هذه، إذ رق لي رجل ناصح، وقال: «ويحك يا وحشي إن محمدًا - والله - ما يقتل أحدًا من الناس إذا دخل في دينه، وتشهد بشهادة الحق».

 

فما إن سمعت مقالته حتى خرجت ميممًا وجهي شطر «يثرب» أبتغي محمدًا، فلما بلغتها تحسَّست أمره، فعرفت أنه في المسجد، فدخلت عليه في خفة وحذرٍ، ومضيت نحوه حتى صرت واقفًا فوق رأسه، وقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، فلما سمع الشهادتين رفع بصره إليَّ، فلما عرفني رد بصره عني وقال: «أوحشي أنت؟»، قلت: نعم يا رسول الله، فقال: (اقعد وحدِّثني كيف قتلت حمزة)، فقعدت فحدَّثته خبره، فلما فرغت من حديثي، أشاح عني بوجهه وقال: «ويحك يا وحشي، غيِّب وجهك عني، فلا أرينَّك بعد اليوم»، فكنت من ذلك اليوم أتجنَّب أن يقع بصر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام عليَّ، فإذا جلس الصحابة قبالته، أخذت مكاني خلفه، وبقيت على ذلك حتى قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه».

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطب الثانية

أما بعد:

فضالة بن عمير رضي الله عنه:

ذُكر أنه صلى الله عليه وسلم لَما فتح مكة جعل يطوف بالبيت، وأراد أَن فَضَالَةَ بْن عُمَيْرِ بْنِ الْمُلَوحِ الليْثِي قَتْلَ النّبِي صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَامَ الْفَتْحِ، فَلَمَّا دَنَا مِنْهُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَفَضَالَةُ؟ قال: نعم فضالة يا رسول الله؛ قَالَ: ‌مَاذَا كُنْت تُحَدِّثُ بِهِ نَفْسَك؟ قَالَ لَا شَيْءَ، كُنْت أَذْكُرُ اللهَ، قَالَ: فَضَحِكَ النّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: اسْتَغْفِرْ اللهَ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى صَدْرِهِ، فَسَكَنَ قَلْبُهُ؛ فَكَانَ فَضَالَةُ يَقُولُ: وَاَللهِ مَا رَفَعَ يَدَهُ عَنْ صَدْرِي حَتَّى مَا مِنْ خَلْقِ اللهِ شَيْءٌ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْهُ[12].

 

عفو أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

فهذا هو أبو بكر الصديق خيرُ الناس بعد الأنبياء، كان من قرابته مسطح بن أثاثة، وكان أبو بكر يُنفق عليه ويُحسن إليه، فلما خاض مسطح فيمن خاض في حادثة الإفك، حلف أبو بكر ألا يُحسن إليه كما كان يحسن في السابق، فعاتبه ربُّه عز وجل وأنزل: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22]، فقال: بلى، أحب أن يغفر الله لي، وعاد إلى ما كان عليه من الإحسان إليه، وكفَّر عن يمينه [13].

 

عفو عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قدم عيينة بن حصن بن حذيفة، فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس، وكان من النفر الذين يُدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولًا كانوا أو شبَّانًا، فقال عيينة لابن أخيه: يا بن أخي، لك وجه عند هذا الأمير، فاستأذن لي عليه، قال: سأستأذن لك عليه؛ قال ابن عباس: فاستأذن الحر لعيينة فأذن له عمر، فلما دخل عليه قال: هي يا بن الخطاب، فو الله ما تعطينا الجزل[14]، ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضِب عمر حتى همَّ به، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، وإن هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافًا عند كتاب الله)[15].

 

عفو بلال رضي الله عنه:

وقع في يوم من الأيام بين أبي ذر - رضي الله عنه - وبلال - رضي الله عنه - خصومة، فيغضب أبو ذر وتفلت لسانه بكلمة يقول فيها لبلال: يا بن السوداء، فيتأثر بلال، يوم أكرمه الله بالإسلام، ثم يُعير بالعصبيات والعنصريات والألوان، ويذهب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ويشكو أبا ذر، ويستدعي النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا ذر، فيقول - كما في الحديث المتفق على صحته - يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أعيَّرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية"، فيتأثر أبو ذر ويتحسَّر ويندم، ويقول: وددت - والله - لو ضرب عنقي بالسيف، وما سمعت ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويأخذ بلال - رضي الله عنه - كما رُوي ويضع خده على التراب، ويقول: يا بلال، ضَعْ قدمك على خدي، لا أرفعه حتى تضعه، فتَذرف عينا بلال - رضي الله عنه - الدموع، ويقول: يغفر الله لك يا أبا ذر، يغفر الله لك يا أبا ذر، والله ما كنت لأضع قدمي على جبهة سجدت لله ربِّ العالمين، ويعتنقان ويبكيان، فذهب ما في القلوب[16].

 

عفو ميمون بن مهران - رحمه الله:

رُوي عن ميمون بن مهران أن جاريته جاءت ذات يوم بطبق فيها مَرقه حارة، وعنده ضيوف، فعثرت فصبت المرقة عليه، فأراد ميمون أن يضربها، فقالت الجارية: يا مولاي، استعمل قوله تعالى: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ﴾ [آل عمران: 134]، قال لها: قد فعلت، فقالت: اعمل بما بعده ﴿ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134]، فقال: قد عفوت عنك، فقالت الجارية: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]؛ قال ميمون: قد أحسنت إليك، فأنتِ حرة لوجه الله تعالى[17].

 

عن عطاء قال: مرَّ عمر - رضي الله عنه - برجل وهو يكلم امرأة، فعلاه بالدرة، فقال: يا أمير المؤمنين، إنها امرأتي، قال: ها فاقتص، قال: قد غفرت لك يا أمير المؤمنين، قال: ليس مغفرتها بيدك، ولكن إن شئت أن تعفو فاعفُ، قال: قد عفوت عنك يا أمير المؤمنين، قال: ثم مرَّ من فوره إلى منزل عبد الرحمن وهو يقول: ويل أمك يا عمر، تضرب الناس ولا يضربونك، وتشتم الناس ولا يشتمونك، حتى دخل على عبد الرحمن، فقصَّ عليه القصة، فقال: ليس يا أمير المؤمنين، إنما أنت مؤدِّب[18].

 

الدعاء:

اللهم استُرنا ولا تفضَحنا، وأَكرِمنا ولا تُهنا، وكُن لنا ولا تكُن علينا.

 

اللهم لا تدَع لأحدٍ منا في هذا المقام الكريم ذنبًا إلا غفَرتَه، ولا مريضًا إلا شفيتَه، ولا دَينًا إلا قضيته، ولا همًّا إلى فرَّجته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا عاصيًا إلا هديته، ولا طائعًا إلا سدَّدته، ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتَها يا رب العالمين.

 

اللهم اجعل جَمعنا هذا جمعًا مرحومًا، وتفرُّقنا من بعده تفرقًا معصومًا، ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقيًّا أو محرومًا.

 

اللهم اهدِنا واهدِ بنا واجعلنا سببًا لمن اهتدى.

 

اللهم إن أردتَ بالناس فتنةً، فاقبِضنا إليك غيرَ خزايا ولا مفتونين، ولا مغيِّرين ولا مبدِّلين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم احمِل المسلمين الحُفاة، واكسُ المسلمين العراة، وأطعِم المسلمين الجياع.

 

اللهم لا تَحرِم مصرَ من الأمن والأمان.

 

اللهم لا تَحرم مصر من التوحيد والموحدين برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

‌اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك نبينا محمد الحبيب المُصطفى، والنبي المُجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوك وجُودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.



[1] أخرجه البخاري في كتاب البيوع في الأسواق: 2125، وفي التفسير حديث: 4838، وأخرجه أيضًا في كتاب الأدب المفرد حديث: 246، 247، والبيهقي في دلائل النبوة: 1/ 374 - 375، من طريق هلال بن علي، عن عطاء بن يسار.

[2] شرح ابن بطال (6/ 254).

[3] الجامع لأحكام القرآن (16/ 35 - 36).

[4] البخاري، الفتح 10 (6088) واللفظ له، ومسلم (1057).

[5] البخاري، الفتح 12 (6929) واللفظ له، ومسلم (1792).

[6] العِضَاهُ: كلُّ شجر له شوك.

[7] السَّمُرَةُ: شجرة الطَّلْحِ من نبات الصحراء.

[8] صَلْتًا: أي مجرَّدًا من غِمده.

[9] قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: وفيه ضعف، أقول: وله شواهد، وأما ما يُروى من قوله - صلى الله عليه وسلم -: «اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ»، فإنه مما ذكره ابن إسحاق في سيرته، ونقله عنه ابن هشام، وتناقله أهل السير والأخبار، وليس له إسناد يُعتمد.

[10] صور من حياة الصحابة 59 -61، وانظر: البخاري (4124) كتاب المغازي، باب وفد بني حنيفة.

[11] صور من حياة الصحابة 137 – 139.

[12] الروض الأنف (7/ 114).

[13] تفسير الطبري 19/123، وتحفة الواعظ للخطب والمواعظ للشيخ السيد مراد سلامة.

[14] الجزل: الكريم المعطاء، والعاقل الأصيل الرأي.

[15] البخاري، الفتح 8 (4642)، وتحفة الواعظ للخطب والمواعظ للشيخ السيد مراد سلامة.

[16] موسوعة البحوث الإسلامية، 7، وأصل القصة في البخاري، الفتح 1 (30)، ومسلم (1661).

[17] والعافين عن الناس (ص: 16)، تحفة الواعظ للخطب والمواعظ للشيخ السيد مراد سلامة.

[18] الحجة في بيان المحجة, لأبي القاسم الأصبهاني 381، تحفة الواعظ للخطب والمواعظ للشيخ السيد مراد سلامة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تحفة الأنام بأهمية إدارة الوقت في الإسلام (خطبة)
  • الفتح المبين من درر اليقين (خطبة)
  • آثارك بعد موتك (خطبة)
  • فيح الأزهار من كرم النبي المختار صلى الله عليه وسلم (خطبة)
  • تذكرة النبلاء بحياء سيد الأتقياء صلى الله عليه وسلم

مختارات من الشبكة

  • موت العلماء (رحيل خطيب عرفة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوافي في فضائل يوم عرفة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تجرد العطف من المعية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • العرف الذي تحمل عليه الألفاظ إنما هو المقارن السابق دون المتأخر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيع الاستجرار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيع التلجئة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اختلاف الفتوى باختلاف الأحوال والأزمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفرق بين الرسم العثماني والرسم الإملائي الذي جرى عليه العرف (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • أعيش وحيدة بلا أهل ولا حبيب(استشارة - الاستشارات)
  • خطبة: التواضع(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • آلاف المسلمين يجتمعون في أستراليا ضمن فعاليات مؤتمر المنتدى الإسلامي
  • بعد ثلاث سنوات من الجهد قرية أوري تعلن افتتاح مسجدها الجديد
  • إعادة افتتاح مسجد مقاطعة بلطاسي بعد ترميمه وتطويره
  • في قلب بيلاروسيا.. مسجد خشبي من القرن التاسع عشر لا يزال عامرا بالمصلين
  • النسخة السادسة من مسابقة تلاوة القرآن الكريم للطلاب في قازان
  • المؤتمر الدولي الخامس لتعزيز القيم الإيمانية والأخلاقية في داغستان
  • برنامج علمي مكثف يناقش تطوير المدارس الإسلامية في بلغاريا
  • للسنة الخامسة على التوالي برنامج تعليمي نسائي يعزز الإيمان والتعلم في سراييفو

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/5/1447هـ - الساعة: 15:10
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب