• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حين يتجلى لطف الله
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: الحذر من الظلم
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    التوحيد بين الواقع والمأمول (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    حين يستحي القلب يرضى الرب (خطبة)
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    البعثة المحمدية وحال الناس قبلها
    عبدالقادر دغوتي
  •  
    خطبة: استشعار التعبد وحضور القلب (باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    إلى كل مشتاق لتحسين الأخلاق (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    الخليل عليه السلام (12) دعوات الخليل في سورة ...
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير قوله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    خطر التبرج: رسالة للأولياء والتجار (خطبة)
    شعيب العلمي
  •  
    أسباب الوقاية من الشيطان
    محمد حباش
  •  
    من أخطاء المصلين (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    من درر العلامة ابن القيم عن الدنيا
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    حرص الصحابة رضي الله عنهم على اقتران العلم ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الإقبال على الخير من علامات التوفيق
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: الوقت في حياة الشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

حين يستحي القلب يرضى الرب (خطبة)

حين يستحي القلب يرضى الرب (خطبة)
الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/10/2025 ميلادي - 8/5/1447 هجري

الزيارات: 338

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حين يستحي القلب يرضى الرب

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسله الله بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الغُرِّ الميامين، وعلى من أحبَّهم واتَّبَع هديهم إلى يوم الدين، أما بعد:

عباد الله، اتقوا لله فهي وصية الله للأوَّلين والآخرين ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النساء: 131]، وحق وصية الله العمل بها وامتثالها، اللهم ارزقنا تقواك، واجعلنا نخشاك، كأننا نراك.

 

خلق الإسلام والفطرة، وعنوان الوقار ومنبع الفضيلة لباس التقوى وجلباب العفيفة وستر الشريفة، خلق الأنبياء ومسلك الشرفاء وحجة الأتقياء. التمسك بهذا الخلق يمنع من ارتكاب القبيح، والتمسك به يجلب للإنسان المديح، ويبعد عنه أصحاب الفحش والكلام القبيح؛ إنه خلق الحياء، فحين يستحي القلب يرضى الربُّ، فالحياء لم يزل صاحبه ممدوحًا من سائر الأنبياء، قال عليه الصلاة والسلام: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوَّة الأولى إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت))؛ رواه البخاري.

 

الحياء: هو تغيُّر وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب عليه، وقيل: هو خُلُق يبعث على اجتناب القبيح، يمنع من التقصير في حق ذي الحق.

 

ويتكوَّن الحياء عند رؤية النِّعَم ورؤية التقصير في حق المنعم سبحانه وتعالى، فيتولَّد بينهما حالة تُسمَّى الحياء.


يقول ابن القيم- رحمه الله-: الحياء من أفضل الأخلاق وأجملها وأعظمها قدرًا وأكثرها نفعًا، بل هو خاصة الإنسانية، فمن لا حياء فيه فليس معه من الإنسانية إلا اللحم والدم والصورة، وكما أنه ليس معه من الخير شيء، ولولا هذا الخُلُق لم يقر الضيف، ولم يوفِ بالوعد، ولم يؤدِّ أمانة، ولم يقضِ لأحد حاجة، وقديمًا قالو: ((من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه)).

 

عباد الله، جاءت شريعتنا الغرَّاء بصياغة وصناعة هذا الخُلُق ورعايته.

 

فكل ما يخدش الحياء منعته، فمنعت العبد من فحش الكلام وفعله، واستخدم القرآن العظيم أسلوب التكنية عما يستحى ويستقبح من ذكره؛ كما قال ابن عباس رضي الله عنه: ((إن الله حيي كريم يكني بما شاء عما شاء)).

 

فعبَّر عما يقع بين الزوجين بالملامسة أو المماسة أو المباشرة أو التغشي أو الإفضاء، أو الإتيان، فحصل المراد، وتحقَّق المقصود من غير مساس بالحياء ولا خدش ٍ لمسامع الكرماء إلا أنه يجب أن يعلم: أن الحياء لا يمنع العبد من أخذ الحق والمطالبة به، ولا يمنعه من إظهار دينه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يمنع من السؤال في الدين حياء من الناس، فالله أحقُّ أن يُستحى منه.

 

والحياء الشرعي: هو ما حمل الإنسان على فعل الواجب وترك المحرم. وأما غيره فليس حياء بل هو عجز وخور وضعف وذل ومهانة.

 

وللحياء فضائل كثيرة منها:

1- أنه علامة الإيمان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ((الإيمان بضعٌ وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان))؛ رواه البخاري ومسلم.

 

2- الإسلام شارة أهله الحياء؛ ففي الحديث الصحيح: ((إن لكل دين خُلُقًا، وإن خُلُق الإسلام الحياء، وكذلك الخير كل الخير في الحياء)). قال عليه السلام: ((الحياء لا يأتي إلا بخير)).

 

3- الحياء من أسباب دخول الجنة: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ((الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة...)).

 

ولو لم يكن من فضائل الحياء شيء إلا أن ربنا الكريم اتصف به وأحبه لكفى؛ ففي الحديث: ((إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يرُدَّهما صفرًا خائبتين)).

 

وقال عليه السلام: ((إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر))؛ رواه أبو داود والنسائي، وصحح إسناده الألباني في إرواء الغليل.

 

وحياء الله تبارك وتعالى حياء يليق بجلاله وعظمته وليس كحياء المخلوقين فليس كمثله شيء وهو السميع البصير، ومعناه كما يقول شارح النونية رحمه الله ترك ما ليس يتناسب مع رحمته، وكمال جوده وكرمه، وعظيم عفوه وحلمه، فالعبد يجاهر بالمعصية مع أنه أفقر شيء إليه وأضعفه لديه، بل يستعين العبد بنعمة الله على معصيته ولكن الرب مع كمال غناه وتمام قدرته عليه يستحي من هتك ستره وفضيحته، فيستره بما يهيئ له من أسباب الستر، ثم بعد ذلك يعفو عنه ويغفر له.

 

عباد الله، الله سبحانه يحب أسماءه وصفاته، ويحب ظهور آثارها في خلقه، فإن ذلك من لوازم كماله إلا في الصفات التي لا تناسب العبد؛ كالعظمة والجبروت والكبرياء، فمن نازع الله فيها قصمه الله، فالله حيي ويحب الحياء وأهله.

 

والحياء يكون على ثلاثة أنواع:

أولًا: حياء مع الله وذلك باتِّباع الأوامر واجتناب النواهي؛ قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ((استحيوا من الله حق الحياء))، قال: قلنا يا رسول الله، إنا نستحي والحمد لله قال: ((ليس ذلك، ولكن من استحيا من الله حق الحياء، فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبِلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء)).

 

وتذكَّر حين يستحي القلب يرضى الرب جل جلاله.

 

ثانيًا: حياء العبد مع الناس:

وهذا النوع أساس مكارم الأخلاق ومنبع الفضائل؛ لما يترتب عليه من طيب الفعال، وكريم الخصال، فكفَّ عن الناس الأذى، ولا تتبع عوراتهم، ولا يمنعك حق أحد عن أحد، واترك القبيح والمجاهرة به، ولقد قال حذيفة بن اليمان: "لا خير فيمن لا يستحي من الناس".

 

وقد أحسن من قال:

إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حياؤه
ولا خير في وجه إذا قلَّ ماؤه
حياك فاحفظه عليك وإنما
يدلُّ على فعل الكريم حياؤه

 

ثالثًا: حياء العبد مع نفسه:

حياء النفس العزيزة التي لا ترضى لنفسها بالنقص أو تقنع بالدون، ويكون هذا الحياء بالعفة وصيانة النفس في الخلوة، وحسن السريرة، فتجد العبد المؤمن نفسه يستحي من نفسه، يقول أحد العلماء: "من عمل في السرِّ عملًا يستحي منه في العلانية، فليس لنفسه عنده قدر".

 

عباد الله، الحياء صفة جبِلِّية ومكتسبة، فكيف نكتسب الحياء:

1- مطالعة فضائل الحياء وترديدها على القلب وجمع الهمة على تحصيل أعلى درجات الحياء وتقوية الإيمان والعقيدة في القلب وسؤال الله التوفيق له.

 

2- المواظبة على الحياء مرة بعد مرة حتى تعتاده النفس وتألفه فيكون لها طبعًا وسجية.

 

3- مخالطة أهل الحياء كثيرًا والنظر في كيفية صنيعهم ومحاولة التشبُّه بهم، والبعد كل البعد عن مجالس أهل الفحش والبذاءة، فمن اعتاد سماع الفحش والبذاءة ولم ينكرها ألفتها نفسه، فكثرة المساس تذهب الإحساس.

 

4- مطالعة سير أهل الحياء، فرسولنا عليه الصلاة والسلام كان أشدَّ حياء من العذراء في خِدْرها، وكان إذا كره شيئًا عُرِف ذلك في وجهه، ولكنه لا يسكت عن منكر، ولا يرضى به.

 

5- وأيوب بعد أن أعياه المرض وأجهده، فثقل مسمعه، أتاه من يسأله فقال: لا أدري ما تقول، غير أن الله يعلم أني كنت أمرُّ على الرجلين يتنازعان فيذكران الله- أي يحلفان- فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما. فكره أن يذكر الله إلا في حق. رحمة أيوب عليه السلام بالخلق كبيرة، وحياؤه من الله عظيم.

 

وأبو بكر الصِّدِّيق يضع ثوبه على وجهه في الخلاء حياءً من الله، وعثمان لا يقيم صلبه عند الاغتسال حياءً من الله، وعثمان يستحي منه رسول الله ويقول: ((ألا أستحي ممَّن تستحي منه الملائكة)).

 

وأما الزهراء فاطمة فيالها من حييَّة! استمع لخبرها؛ خاطبت الزهراء أسماء بنت عميس رضي الله عنها قائلة: يا أسماء، إني قد استقبحت ما يصنع النساء، إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها، فقالت أسماء: يا بنت رسول الله، ألا أريك شيئًا رأيته بأرض الحبشة، فدعت بجرائد رطبة، فحنتها ثم طرحت عليها ثوبًا فقالت: ما أحسن هذا وأجمله! تعرف المرأة من الرجل، فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعليٌّ ولا تدخلي عليَّ أحدًا؛ حرصًا على الستر حتى بعد الموت، يا رب احشرنا معهم وفي زمرتهم.

 

وإن تعجب فاعجب من المرأة التي أتت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، إني أصرع فأتكَشَّف فادعُ الله لي، فقال: إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك، فقالت: أصبر، فقالت: يا رسول الله، إني أتكشَّف فادع الله لي ألَّا أتكشَّف فدعا لها.

 

الصالحات من النساء تصبر على المرض وألمه، ولا تصبر على التكشُّف، ألا فلنعلم خُلُق الحياء من كان تحت أيدينا فلقد قلَّ الحياء عند بعض الناس كثيرًا.

 

ومما يعين على اكتساب الحياء رؤية العبد آلاء الله عليه ورؤية تقصيره عن شكره ومراقبة الله في كل حركة أو سكنة فهو عليم لا يخفى عليه شيء، قال تعالى: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61].

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وآله وصحبه المستكملين الشرفا، وبعد:

عباد الله، نزع الحياء من أول مداخل الشيطان على الإنسان فتأمل في معصية تمارسها لأول مرة، ولنقل مثلًا النظر للحرام، فلأول معصية رهبة وخوف من الله.. ثم مع تكرار المعصية تزول تلك الرهبة، ثم تبدأ في إظهار المعصية عند خاصة أصحابك وجلسائك، ويعتريك شيء من الخجل والحياء، ثم يزول الحياء، ثم لربما جاهر الإنسان بمعصيته ولم يكترث. وتأمَّل في معاصٍ طال فعلك لها حتى هل تشعر بألم المعصية راقب نفسك وحاسبها قبل فوات الأوان ثم ينزع الحياء تمامًا، فتفاخر بعصيان الله أمام الملأ، وتسخر ممن لا يفعل فعلك، فتنقلب عليك الأمور، فيصبح المعروف منكرًا، والمنكر معروفًا، ثم ربما عيرت وسخرت ممن لا يجاهر مثلك بالمعصية، ألم تسمع لخبر قوم لوط وسبب إخراجهم لأهل الصلاح من قومهم ﴿ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾ [النمل: 56]، فانظر عاقبة انتزاع الحياء من الله لحظة بلحظة واستدرك نفسك.

 

عباد الله، أول مشروع خطط له الشيطان في تاريخ البشرية هو التكشُّف؛ قال تعالى: ﴿ فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا ﴾ [الأعراف: 20].

 

فكل توسُّع في اللباس نزولًا أو ارتفاعًا هو نجاح لذلك المخطط الشيطاني، وتذكَّروا تحذير ربكم ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [فاطر: 6]؛ ولذا وجب على الجميع تعزيز الحياء في نفوس المسلمين والمسلمات ومن سن مبكرة نسعى جاهدين لتنشئة الأولاد على الحياء بترك الألفاظ البذيئة والحركات المشينة والحرص الحرص على اللباس فإظهار العورة ونزع اللباس من مقاصد إبليس فتنبهوا يا أولياء الأمور، وراقبوا اللباس ومخالفاته، فالتكشُّف مثيرٌ للنفوس، جالب للفتنة، ثم يزداد، وبعده الشقاء، والوقاية خير من العلاج، فإياكم والتساهل مع النساء في الخضوع في القول مع الأجانب، وكذا تشبُّه أحد الجنسين بالآخر، والتساهل مع الخدم والسائقين، واختلاط الجنسين، ولزوم الشرع هو الدافع لكل شر.

 

فلباس المرأة تحكي تربية أبيه، وغيرة أخيها، ورجولة زوجها، وحرص ومتابعة والدتها، وقبل ذلك وبعده استشعار رقابة الله تعالى، قال تعالى: ﴿ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴾ [مريم: 28].

 

اللهم اجعلنا مُعظِّمين لأمرك، مؤتمرين به، واجعلنا مُعظِّمين لما نهيت عنه، منتهين عنه، اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

 

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأن تذِلَّ الشرك والمشركين، وأن تدمِّر أعداء الدين، وأن تنصر من نصر الدين، وأن تخذل من خذله، وأن توالي من والاه بقوَّتك يا جبار السماوات والأرض.

 

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفِّق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى.

 

اللهم من أرادنا وأراد ديننا وأمننا وشبابنا ونساءنا بسوء وفتنة، اللهم اجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره دماره يا سميع الدعاء، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، وجازهم خير الجزاء، اللهم اقبل من مات منهم، واخلفهم في أهليهم يا رب العالمين.

 

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واجمع كلمتهم على ما يرضيك يا رب العالمين، اللهم بواسع رحمتك وجودك وإحسانك يا ذا الجلال والإكرام اجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا، وتفَرُّقنا من بعده تفرُّقًا معصومًا.

 

اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازهم عنا خير الجزاء، اللهم من كان منهم حيًّا فأطل عمره، وأصلح عمله، وارزقنا بِرَّه ورضاه، ومن سبق للآخرة فارحمه رحمةً من عندك تغنيهم عن رحمة من سواك.

 

اللهم ارحم المسلمين والمسلمات، اللهم اغفر لأموات المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة، اللهم جازهم بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا يا رب العالمين.

 

اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، ووفقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك.

 

اللهم أصلحنا وأصلح ذرياتنا وأزواجنا وإخواننا وأخواتنا ومن لهم حق علينا يا رب العالمين.

 

اللهم ثبِّتْنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين، اللهم كن لإخواننا المسلمين في كل مكان، اللهم كن لهم يا رب العالمين.

 

اللهم إنا نسألك بأنك أنت الصمد تصمد إليك الخلائق في حوائجها لكل واحد منا حاجة لا يعلمها إلا أنت، اللهم بواسع جودك ورحمتك وعظيم عطائك اقْضِ لكل واحد منا حاجته يا أرحم الراحمين.

 

اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وجازهم عنا خير ما جزيت والد عن والده أجمعين، اللهم من كان منهم حيًّا فأطل عمره، وأصلح عمله، وارزقنا بِرَّه ورضاه، ومن كان منهم ميتًا فارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء وجميع أموات المسلمين يا أرحم الراحمين.

 

﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 - 182]، وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة: حفاوة الله بعبده المقبل عليه
  • ماذا بعد رمضان (خطبة)
  • الثبات: أهميته وسير الثابتين (خطبة)
  • عبر ودروس من قصة آل عمران عليهم السلام (خطبة)
  • المحبة تاج الإيمان (خطبة)
  • الذنوب وآثرها وخطرها (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون (تصميم)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قول الإمام: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • أقنعة الزيف.. حين يصبح الخداع طبعا (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حين تربت الآيات على القلوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث: إن الله لا يستحيي من الحق(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • تفسير: ( إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تدبر: إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • برنامج شبابي في توزلا يجمع بين الإيمان والمعرفة والتطوير الذاتي
  • ندوة نسائية وأخرى طلابية في القرم تناقشان التربية والقيم الإسلامية
  • مركز إسلامي وتعليمي جديد في مدينة فولجسكي الروسية
  • ختام دورة قرآنية ناجحة في توزلا بمشاركة واسعة من الطلاب المسلمين
  • يوم مفتوح للمسجد للتعرف على الإسلام غرب ماريلاند
  • ندوة مهنية تبحث دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم الإسلامي
  • مسلمو ألميتيفسك يحتفون بافتتاح مسجد "تاسكيريا" بعد أعوام من البناء
  • يوم مفتوح بمسجد بلدة بالوس الأمريكية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 7/5/1447هـ - الساعة: 12:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب