• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أثر البركة والبركات محقها بالسيئات وللحصول عليها ...
    الشيخ الحسين أشقرا
  •  
    التسبيح مكفر للخطايا
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    دعاء الأنبياء عليهم السلام على الكفار
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    وعد الآخرة
    محمد حباش
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    كفى بالموت واعظا (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    متى ينال البر؟
    سعيد بن محمد آل ثابت
  •  
    فقه العمل الصالح (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    الحذر من مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    علة حديث: ((الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة))
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    شرح حديث دعوات المكروب
    أ. د. كامل صبحي صلاح
  •  
    وجعلت قرة عيني في الصلاة (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    فضل التيسير على الناس وذم الجشع (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    نعمة الأمن ووحدة الصف (خطبة)
    الشيخ أحمد إبراهيم الجوني
  •  
    {ليس عليكم جناح}: رفع الحرج وتيسير الشريعة
    بدر شاشا
  •  
    الحديث الحادي عشر: الصدق سبب في نجاح الدنيا ...
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن / عون الرحمن في تفسير القرآن
علامة باركود

فوائد وأحكام من قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ...}

فوائد وأحكام من قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ...}
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/10/2025 ميلادي - 28/4/1447 هجري

الزيارات: 118

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فوائد وأحكام من قوله تعالى:

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ... ﴾

 

قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 102 - 105].

 

1- تصدير خطاب المؤمنين بالنداء، للتنبيه والعناية والاهتمام، ونداؤهم بوصف الإيمان؛ تشريفًا وتكريمًا لهم، وحثًّا على الاتصاف بهذا الوصف، وأن امتثال ما بعده: من الأمر بتقوى الله حق تقاته، والثبات على الإسلام إلى الموت والاعتصام بحبل الله، وعدم التفرق والاختلاف من مقتضيات الإيمان، وأن عدم ذلك نقص في الإيمان.

 

2- وجوب تقوى الله - عز وجل - حق تقواه، بقدر الاستطاعة والجهد؛ لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾؛ كما قال تعالى: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16].

 

3- لا غضاضة في أمر المؤمنين بتقوى الله - عز وجل - فقد أمر الله بها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.

 

4- وجوب المبادرة إلى الإسلام، ولزومه، والثبات عليه، إلى الممات؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾.

 

5- أن المدار على الخاتمة، وما يموت عليه الإنسان؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾، لكن جرت العادة بفضل الله - عز وجل - أن من عاش على الإسلام، فإنه يحفظه الله، حتى يتوفاه على الإسلام، وهذا أمر مشاهد وواقع، حتى إن أناسًا صدقوا في طلب أن يموتوا شهداءَ، فرزقهم الله الشهادة، وأناسًا صدقوا مع الله في طلب الموت سُجدًا وصوامًا، ونحو ذلك، فتوفاهم الله على ذلك.

 

6- وجوب الاعتصام بشرع الله، والتمسك به؛ لقوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ ﴾.

 

7- وجوب الاجتماع على شرع الله، والتحاكم إليه، وتحريم التفرق شيعًا وأحزابًا وجماعات؛ لقوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾.

 

8- أن في تمسُّك الأمة بشرع الله، واجتماعها عليه، عصمة لها وقوة في داخلها، وأمام أعدائها وغيرهم، وفي تهاونها في التمسك بشرع الله وتفرُّقها، ضعفها وتخلفها، وتسلط الأعداء عليها؛ كما هو حال الأمة اليوم.

 

9- وجوب ذكر نعم الله بالثناء عليه بها باللسان، وتذكرها بالقلب، وشكرها بالجوارح، ومن أعظمها نعمة الإسلام والإيمان؛ لقوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾.

 

10- أن من أكبر نعم الله - عز وجل - وأعظمها على المؤمنين تأليفه - عز وجل - بين قلوبهم بالإيمان- بعد أن كانوا أعداءً قبل ذلك؛ لقوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ﴾.

 

وهي نعمة من الله - عز وجل - ومنة على الصحابة - رضي الله عنهم - على وجه الخصوص، وعلى من يأتي بعدهم من المؤمنين إلى يوم القيامة على وجه العموم.

 

11- أن تذكر المنعم عليه لحاله قبل النعمة، من فرقة، أو مرضٍ، أو فقر، أو فِقدان أمن، أو غير ذلك، من أسباب شكر النعمة، وقد قيل: «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى».

 

12- أن ثمرة التأليف بين القلوب تحقيق الأخوة الإيمانية بين المؤمنين التي تتلاشى أمامها جميع روابط النسب والعرق والوطن، والقوميات، والحزبيات، وغيرها؛ لقوله تعالى: ﴿ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾.

 

13- أن التفرق والتشتت نقمة، وعلامة على سلب النعمة، يجب الحذر منه.

 

14- نعمة الله - عز وجل - ومنته على المؤمنين السابق منهم واللاحق، بإنقاذهم بالإيمان من النار؛ لقوله تعالى: ﴿ وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ﴾.

 

15- إثبات النار، وأنها موجودة الآن معدة للكافرين؛ لقوله تعالى: ﴿ وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ﴾؛ أي: وكنتم على طرف حفرة من النار، تكادون تسقطون فيها، بسبب الكفر والشرك، فأنقذكم منها بالإيمان.

 

16- تبيين الله - عز وجل - آياته الشرعية والكونية لنا أتم بيان، إقامة للحجة على الخلق؛ لقوله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾، ولهذا قال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴾ [القيامة: 16 - 19]، والآيات في بيانه عز وجل لآياته وتفصيلها كثيرة جدًّا.

 

وفي هذا ردٌّ على أهل التحريف والتأويل المذموم الذين يقولون: المراد بالآيات خلاف ما يظهر منها، فهم بهذا يزعمون أن الله لم يبينها، وأنهم أعلم بالمراد بها منه تعالى الله عما يقول الظالمون علوًّا كبيرًا.

 

17- أن الحكمة والعلة في بيانه - عز وجل - آياته للناس؛ لأجل أن يهتدوا؛ لقوله تعالى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾.

 

18- إثبات الحكمة والعلة في أفعال الله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾، وفي هذا ردٌّ على من ينفي من أهل البدع حكمته - عز وجل - في أفعاله.

 

19- رحمة الله - عز وجل - بالناس ومحبته لهدايتهم، ولهذا بيَّن لهم آياته لأجل أن يهتدوا، ولذلك أرسل الرسل وأنزل الكتب، كما قال عز وجل مخاطبًا لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

 

20- وجوب الدعوة إلى الإسلام وشرائعه العظام؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ﴾، وهو فرض كفاية؛ لقوله تعالى: ﴿ مِنْكُمْ ﴾، و«من» للتبعيض.

 

ويحتمل كون «من» لبيان الجنس، فتكون الدعوة واجبة على الأمة كلها؛ أي: ولتكونوا أمة داعية إلى الخير.

 

وذلك حسب معرفة الإنسان وقدرته؛ لأن هناك من الأمور ما يمكن أن يدعو له كل مسلم، وهناك منها ما يحتاج إلى أهل العلم.

 

وينبغي أن تكون الدعوة إلى الخير بالحكمة وبالموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن، مع الإخلاص، والحذر من الانتصار للنفس، ونحو ذلك.

 

ويجب على الداعية إلى الخير أن يكون عالمًا بما يدعو إليه شرعًا، ولا يكفي مجرد حسن النية والقصد، فإن الشيطان قد يأمر بسبعين بابًا من الخير؛ ليصل إلى باب من الشر أعظم من ذلك الخير. قال عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه-: «ليس كل مريد للخير يصيبه»، وقد قيل:

وقد يأمر الشيطان بالخير قاصدًا
وصولًا إلى باب من الشر أعظم[1]

ولهذا فإن ما يُرفع من شعار «كن داعيًا»، ينبغي ألا يكون على إطلاقه، فيدخل في الدعوة من لا يحسنها، ولا يصلح لها، فيكون ضرره أكبر من نفعه.

 

21- الترغيب في كل ما هو خير؛ قولًا أو فعلًا أو بذلًا؛ لقوله تعالى: ﴿ إِلَى الخَيْرِ﴾، وذلك يشمل خير الدين والدنيا.

 

22- وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لقوله تعالى: ﴿ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾، وهو فرض كفاية؛ لقوله: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ﴾، وقد يجب على جميع الأمة إذا لم يستطعه بعضها.

 

عن حذيفة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده، لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا من عنده، ثم لتدعنه، فلا يستجيب لكم»[2].

 

وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»[3].

 

فالإنكار باليد يكون لولي الأمر، ولأهل الحسبة الذين ولاهم، ولمن له ولاية من الرجال والنساء، على من تحت ولايته؛ كالأب والأم، وولي اليتيم ونحوهم.

 

والإنكار باللسان لكل من قدر عليه وأحسَنه، والإنكار بالقلب لا يعذر في تركه أحد.

 

ويشترط في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

أولًا: العلم الشرعي بما يأمر به الإنسان أو ينهى عنه، بحيث يعلم أن هذا الأمر مما أمر الله به، أو مما نهى الله عنه، فإن كان يجهل ذلك وجب عليه ترك الأمر والنهي، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الأعراف: 33].

 

ثانيًا: أن يكون على بيِّنة من حال المأمور والمنهي بأنه ترك هذا المعروف، أو ارتكب هذا المنهي، فإن كان لا يدري، أو يشك في ذلك، أو قيل له ذلك ونحو ذلك، فلا يجوز له الدخول في ذلك؛ لما يترتب عليه من مفاسد، وقد قال الله - عز وجل -: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36]، وقال عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].

 

ثالثًا: أن يكون الأمر والنهي بالحكمة، بأن لا يؤدي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى منكر أعظم من ذلك. قال تعالى: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [الأنعام: 108].

 

وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آداب من أهمها:

ألا يخالف فعل الآمر والناهي قوله، بأن يأمر بالمعروف وهو لا يفعله، أو ينهى عن المنكر وهو يفعله؛ قال تعالى موبخًا من يفعل ذلك: ﴿ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44].

 

وفي حديث أسامة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يُؤتى بالرجل يوم القيامة، فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور فيها كما يدور الحمار بالرحى، فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون: مالك، يا فلان، ألم تك تأمرنا بالمعروف، وتنهانا عن المنكر؟ فيقول: بلى، كنت آمركم بالمعروف، ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه»[4].

 

قال الشاعر:

يا أيها الرجل المعلم غيره
هلاّ لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنا
كيما يَصح به وأنت سقيم
ونراك تُصلح بالرشاد عقولنا
أبدًا وأنت من الرَّشاد عديم
فابدأ بنفسك فانهها عن غيها
فإذا انتهتْ عنه فأنت حكيمُ
فهناك يُقبل ما تقول ويُقتدى
بالعلم منك ويَنفع التعليم
لا تنهَ عن خُلق وتأتي مثله
عارٌ عليك إذا فعلت عظيم[5]

 

وامتثال الإنسان لما يأمر به، واجتنابه لما ينهى عنه من أعظم أسباب القبول لأمره ونهيه عند الناس، لكنه ليس شرطًا في الأمر والنهي لانفكاك الجهة، فعليه أن يأمر نفسه وينهاها، ويبدأ بها، فإن لم يأمر نفسه ولم ينهها، فلا يبرر له ذلك ترك أمر غيره ونهيه، فهو يحاسب على الأمرين، ولهذا قال تعالى عن بني إسرائيل: ﴿ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ ﴾ [المائدة: 79]، وهذا يقتضي اشتراكهم في الفعل، وذمهم على ترك التناهي.

 

وكما قيل:

إذا لم يَعظ في الناس من هو مذنب
فمن يَعظ العاصين بعد محمد

ومن آداب الأمر والنهي: القول اللين؛ كما قال عز وجل لموسى وهارون، وقد أرسلهما إلى أعتى الخلق، فرعون الذي ادَّعى الربوبية والألوهية: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 43، 44].

 

وقال الله - عز وجل - لسيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159].

 

فليت كثيرًا ممن يتولون الأمر والنهي والدعوة والتوجيه، ينتبهون لهذا، ويتفطنون له، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه»[6]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله رفيق يُحب الرِّفق في الأمر كله، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف»[7].


ومن آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: توطين النفس على الأذى في سبيل ذلك، والصبر عليه؛ كما قال تعالى حكاية عن لقمان أنه قال لابنه وهو يعظه: ﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [لقمان: 17]، وقال تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ ﴾ [العنكبوت: 10].

 

23- عِظم مكانة الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لهذا خصهما الله بالذكر وقرن بينهما في الآية.

 

24- أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من أعظم الدعاء إلى الخير، ولهذا عطف عليه من عطف الخاص على العام.

 

25- وعد الله عز وجل الذي لا يتخلف للدعاة إلى الخير، والآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر بالفلاح، وتأكيد ذلك لهم، بل وحصره فيهم؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾.

 

وهذا يدل على فضل الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكفى ذلك شرفًا أنه طريق الرسل ـ عليهم الصلاة والسلام.

 

26- نهي المؤمنين عن التفرق والاختلاف، كما فعل أهل الكتاب من بعد ما جاءهم البينات؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ﴾؛ كما قال عز وجل عنهم: ﴿ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ﴾ [الحشر: 14].

 

27- أن ترك الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم أسباب التفرق والاختلاف؛ لأن الله أعقب الأمر بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بالنهي عن التفرق والاختلاف.

 

28- ذم أهل الكتاب الذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات، وقامت عليهم الحجة.

 

29- إذا كان التفرق والاختلاف قد يُبرر قبل مجيء البينات، فإن التفرق والاختلاف بعد مجيء البينات، وظهور الحق، أمر لا مبرر له، ولا يجوز؛ لقوله تعالى: ﴿ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ﴾.

 

30- بيان الحق في هذه الشريعة الكاملة أتمَّ بيان، في كتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مما لا عذر فيه في التفرق والاختلاف.

 

31- الوعيد الشديد للذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾.

 

32- أن مَن سلكَ مسالكَ أهلِ الكتاب وسَننهم السيئة من هذه الأمة، فمصيره مصيرهم.



[1] هذا البيت من قصيدة لي.

[2] أخرجه الترمذي في الفتن (2169)، وأحمد (5/ 388).

[3] أخرجه مسلم في الإيمان (49)، وأبو داود في الصلاة (1140)، والنسائي في الإيمان وشرائعه (5008)، والترمذي في الفتن (2172)، وابن ماجه في إقامة الصلاة (1275).

[4] أخرجه البخاري في بدء الخلق - صفة النار وأنها مخلوقة (3267)، ومسلم في الزهد والرقائق (2989).

[5] الأبيات لأبي الأسود الدؤلي؛ انظر: «ديوانه» (ص404).

[6] أخرجه مسلم في البر (2594)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

[7] أخرجه البخاري في الاستئذان (6356)، ومسلم في البر (2593)، من حديث عائشة - رضي الله عنها، وأخرجه أبو داود في الأدب (4807)، وأحمد (4/ 87)، من حديث عبدالله بن مغفل رضي الله عنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: ﴿ قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم.... ﴾
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم... }
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك... }
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة... }
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ...}
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: {كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه...}
  • فوائــد وأحكــام من قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون...}

مختارات من الشبكة

  • خطبة في فقه الجزية وأحكام أهل الذمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • طهارة المرأة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحكام تكبيرة الإحرام: دراسة فقهية مقارنة (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • أحكام الغيبة في الفقه الإسلامي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أحكام من أدرك وقت الصلاة فلم يصل ثم زال تكليفه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لقاء بعنوان: من أحكام الفتوى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أحكام سلس البول(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التأصيل المنهجي لاستنباط أحكام النوازل الفقهية المعاصرة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسلمو ألميتيفسك يحتفون بافتتاح مسجد "تاسكيريا" بعد أعوام من البناء
  • يوم مفتوح بمسجد بلدة بالوس الأمريكية
  • مدينة كلاغنفورت النمساوية تحتضن المركز الثقافي الإسلامي الجديد
  • اختتام مؤتمر دولي لتعزيز القيم الأخلاقية في مواجهة التحديات العالمية في بلقاريا
  • الدورة العلمية الثانية لتأهيل الشباب لبناء أسر مسلمة في قازان
  • آلاف المسلمين يشاركون في إعادة افتتاح أقدم مسجد بمدينة جراداتشاتس
  • تكريم طلاب الدراسات الإسلامية جنوب غرب صربيا
  • ختام الندوة التربوية لمعلمي رياض الأطفال المسلمين في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 27/4/1447هـ - الساعة: 16:3
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب