• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فيح الأزهار من كرم النبي المختار صلى الله عليه ...
    السيد مراد سلامة
  •  
    من معاني اليقين في القرآن الكريم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    خطبة عن أعمال ترفع الدرجات
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    تفسير: (كذب الذين من قبلهم وما بلغوا معشار ما ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    السماحة في البيع والشراء والكراء (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    رفع الارتياب في بيان أحكام إجازة القراءة والسماع ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    أسباب البركة في العمر
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    100 فائدة من كتاب الداء والدواء لابن القيم
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    لماذا أحب رسول الله؟
    م. وليد عبداللطيف الصيفي
  •  
    خطبة: احتساب الثواب والتقرب لله عز وجل (باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    من درر العلامة ابن القيم عن الأغذية
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    حقوق العمال
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    خطاب إلى الدعاة: رؤية دعوية إصلاحية
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    من مائدة التفسير: سورة الهمزة
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

أسباب البركة في العمر

أسباب البركة في العمر
رمضان صالح العجرمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/10/2025 ميلادي - 20/4/1447 هجري

الزيارات: 203

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسباب البركة في العمر


• الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله؛ أما بعد:

• فإن البركة في العُمُرِ وغيرِةِ نعمةٌ عظيمةٌ من الله تعالى يجودُ بها على من يشاء من عباده، وهي من أسمَىٰ المطالب التي ينبغي أن يتحرَّاها المسلم.

 

• ومعنى البركة: الزيادة والنماء، وثبوتُ الخيرِ في الشيء، ودوامه وزيادته.

 

ومعنى البركة في العمر: أن الإنسان يستطيع في مدة حياته أن يُحقِّق من الإنجازات والأعمال الكثيرة ما لا يستطيع غيرُه أن يحققَهَا، فطُولُ الْعُمُرِ ليس بِكَثْرَةِ الشُّهُورِ وَالْأَعْوَامِ؛ وَلَكِنَّ طُولَ الْعُمُرِ بِالْبَرَكَةِ فِيهِ؛ وكما قيل: [قليلٌ مبارك خيرٌ مِنْ كثيرٍ منزوعِ البَرَكة].

 

• والعمر مما يُسأل عنه العبد يوم القيامة بين يدي الله تعالى؛ فعن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‌((لَا ‌تَزُولُ ‌قَدَمَا ‌عَبْدٍ ‌يَوْمَ ‌الْقِيَامَةِ ‌حَتَّى ‌يُسْأَلَ ‌عَنْ ‌أَرْبَعٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ.))؛ [رواه التِّرمذي، وصححه الألباني].

 

• والمتأمل في أعمار أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يجد فرقًا شاسعًا بين أعمارنا وبين أعمار من سبقنا من الأمم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((أَعمَارُ أُمَّتي مَا بَينَ السِّتِّينَ إِلى السَّبعِينَ، وَأَقلُّهُم مَن يَجُوزُ ذَلِكَ))؛ [رواه الترمذي، وابن ماجه، وحسنه الألباني]، والمراد: أن غالب من يعمر من الأمة، فإنه لا يتجاوز السبعين.

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مُعْتَرَكُ الْمَنَايَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبْعِينَ))؛ [رواه أبو يعلى، وصححه الألباني]، والمُعْتَرَكُ: هو موضع القتال أو موضع العراك والمعاركة؛ فكأن هذا السن ميدان حرب يَكثُر فيها الموت.

 

وقد تكلم بعض أهل العلم في الحكمة من ذلك:

فقيل: هذا من رحمة الله بهذه الأمة، قصر أعمارهم؛ لئلا يَبطروا ويَستكبروا.

 

وقيل: ليخفَّ حسابهم يوم القيامة، فلا يتأخروا عن دخول الجنة.

 

وقيل: ليجتهدوا في العمل.

 

وقيل: عوَّضهم عن قِصَر أعمارهم بمضاعفة الثواب لهم، فعوَّضهم الله تعالى بليالي وأزمنة وأمكنة ومناسبات تتضاعف فيها الأجور؛ كليلة القدر وعشر ذي الحجة، وصيام عرفة، وغير ذلك.

 

• وإذا بلغ الإنسان الستين، فقد أعذر الله إليه في العمر؛ كما قال تعالى: ﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾ [فاطر: 37]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً))؛ [رواه البخاري].

 

• وخير الناس من طال عُمُرُه وحسن عملُهُ؛ فعن نفيع بن الحارث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل: أي الناس خير؟ قال: ((مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ))، قِيلَ: فَأَيُّ النَّاسِ شَرٌّ؟ قَالَ: ((مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَسَاءَ عَمَلُهُ))؛ [رواه الترمذي، والدارمي، وصححه الألباني].

 

• والمتأمل لأحوال الصحابة يجد البركة في أعمارهم: والهمة العالية في الاستفادة من الأوقات؛ فإن المرء والله ليَعجب أشدَّ العجب من حالهم، وعِظَم ما أنجزوه وصنَّفوه، حتى إن الإنسان لو أفنى حياته في قراءة ما كتبوه ودوَّنوه بأيديهم ما استطاع أن يُنهيه، فكيف بدراسته وحفظه وفَهْمه وتعليمه لغيره؟! والسر في ذلك هو حصول البركة في حياتهم.

 

• فهذا أبو هريرة رضي الله عنه يصحبُ النبي صلى الله عليه وسلم سنوات معدودة، ومع ذكر كان من أكثر الصحابة روايةً للحديث!

 

• وهذا سعد بن معاذ رضي الله عنه أسلم وعُمره ثلاثون عامًا، ومات وعمره ستٌّ وثلاثون، ولكن: ((اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ))؛ [رواه البخاري].

 

• وهذا الإمام البخاري رحمه الله جمع مائة ألف حديثٍ صحيح، وقد عاش خمسًا وستين سنةً فقط!!

 

• وهذا يحيى بن معين رحمه الله يقول: "كتبت بيدي ألف ألف حديث".

 

• وهذا ابن حزم رحمه الله قد بارَك الله في أوقاته، حتى إنه ترك أربعمائة مجلد، تشتمل على قريب من ثمانين ألف ورقة.

 

• وهذا الإمام النووي رحمه الله، بُورِكَ له في عمره، ففي قدر يسير من العمر ترك لنا هذا الإنتاج العظيم من المصنفات؛ مع أنه لم يكن يُشغل أكثر وقته في التصنيف، فعنده في اليوم الواحد اثنا عشر درسًا، والعبادة تأخذ من وقته الشيء الكثير، فهو معدود من العُبَّاد؛ ومع ذلك ترَك من المؤلفات الكثيرة ما قسموه على حياته، فكان نصيب كل يوم أربعة كراريس.

 

• وهذا ابن الجوزي رحمه الله يقول: "كتبت بإصبعي هاتينِ ألفَيْ مجلد"، وبلغت مؤلفاته الخمسمائة مؤلف، وأسلم على يديه عشرون ألفًا من اليهود والنصارى.

 

• وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية يقول عنه تلميذه ابن القيم رحمهم الله جميعًا: "وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سَنَنِهِ وكلامِه وإقدامِه وكتابِه أمرًا عجيبًا، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ في جمعة وأكثر"، مع أنه قضى سبع عشرة سنة متفرقة من عمره في السجون.

 

فما الأسباب الجالبة للبركة في الأعمار؟

1- تقوى الله عز وجل؛ قال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [الأعراف: 96].

 

2- كثرة شكر الله عز وجل؛ لأن الشكر يقيد النعم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

 

3- صلة الأرحام؛ فإنها من أعظم الأعمال التي بسببها تطول الأعمار؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ له فِي رِزْقِهِ، وأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ))؛ [متفق عليه]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تعَلَّموا من أنسابِكم ما تَصِلُونَ به أرحامَكم؛ فإن صلةَ الرحِمِ مَحَبَّةٌ في الأهلِ، مَثْرَاةٌ في المالِ، مَنْسَأَةٌ في الأَثَرِ))؛ [رواه أحمد، والترمذي، وصححه الألباني]؛ ومعنى منسأة في الأثر: يعني به الزيادة في العمر.

 

• قال العلماء: إما يزيد عمره على الحقيقة، أو أن يرزُقه العافية، أو يجعل له أثراً طيبًا بعد وفاته، وأرجح الأقوال: أن يبارك له في العمل القليل، فتكون هذه الزيادة بالبركة في العمر، والتوفيق للطاعات، وعمارة أوقاته بما ينفَعه في الآخرة، وصيانتها عن الضياع في غير ذلك، والمعنى: أن يعمل في الزمن القصير ما لا يعمَله غيرُه في الزمن الطويل.

 

• لِما لا وواصلُ الرحم موصولٌ بالله جل في علاه؛ ففي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْ خَلْقِهِ، قَالَتِ الرَّحِمُ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَهُوَ لَكِ.))، وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرحم مُعلَّقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله)).

 

4- حُسن الخلق والإحسان إلى الجار من الأعمال الجالبة لبركة الأعمار؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صِلَةُ الرَّحِمِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَحُسْنُ الْجِوَارِ، يَعْمُرَانِ الدِّيَار، وَيَزِيدَانِ فِي الأَعْمَار))؛ [رواه أحمد، وصححه الألباني] وبالخلق الحسن ينال العبد ثواب من صام النهار، وقام الليل؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بِحُسْنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ))؛ [رواه أبو داود، والحاكم، وصححه الألباني].

 

5- بر الوالدين: ومن المعلوم أن ذوي الأرحام لا يربطهم بالمرء إلا والداه، فإذا كان الله تعالى جعل صلة الأرحام من أسباب سَعة الأرزاق والبركة في الأعمار؛ فكيف ببر الوالدين؟!

 

6- الدعاء: أن يجعلك ممن طال عمره وحَسُن عمله؛ فقد صَحَّ عَن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: ((لا يَرُدُّ القَضَاءَ إِلاَّ الدُّعَاءُ، وَلا يَزِيدُ في العُمُرِ إِلاَّ البِرُّ))؛ رواه الترمذي، وابن ماجه، وحسنه الألباني].

 

7- اغتنام الأوقات المباركة التي يعظُمُ أجرُ العمل فيها؛ ومنها:

• ثُلُث الليل؛ فعن عمرو بن عنبسة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أقربُ ما يكون الرب عز وجل من العبد في جوف الليل، فإن استطعتَ أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكُن))؛ [رواه أبو داود، والترمذي].

 

• ومن بركة هذا الوقت: أنه يُحصِّلُ لصاحبه الثواب المضاعف، فقليله يُزيلُ عنه اسم الغفلة، ومتوسطه يكسوه اسمَ القنوت، وكثيره يجلبُ له قناطير الأجر، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قام بعشر آيات لم يُكتَب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كُتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين))؛ [رواه أبو داود].

 

• ومنها: يوم الجمعة، وتأمل هذا الأجر والثواب العظيم لمن حافظ على آداب ومستحبات يوم الجمعة، ومن ضمنها التبكير إلى المسجد؛ فعن أوس بن أوس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من اغتسل يوم الجمعة وغَسَّل، وبكَّر وابتكر، ودنا واستمع وأنصَت، كان له بكل خُطوة يخطوها أجر سنة؛ صيامها وقيامها))؛ [رواه أحمد، والترمذي، وصححه الألباني].

 

• ومنها: شهر رمضان؛ لأن الأجور فيه تتضاعف، ولا سيما ليلة القدر؛ لقوله تعالى: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 3]؛ أي: أفضل من عبادة ثلاث وثمانين سنة تقريبًا!

 

• ومنها: أيام عشر ذي الحجة؛ ففي هذه الأيام العشر يجتمع فضل الزمان وفضل العمل؛ فهي (أفضل الأيام)، والعمل الصالح فيها (أفضل الأعمال).

 

• ومنها: صيام ثلاثة أيام من كل شهر؛ فإنها تعدل صيام الدهر كله؛ لحديث: ((مَن صام ثلاثةَ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، فقد صام الدهرَ كلَّه))؛ وذلك لأن الحسنة بعشر أمْثَالِهَا؛ كما قال تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾ [الأنعام: 160]، فاليومُ بعشرةِ أيَّامٍ.

 

• ومنها: وقت الضحى، فمِنْ فَضَائِلِ صَلَاةِ الضُّحَى: أن عملها يسير وأجرها كبير؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْثًا فَأَعْظَمُوا الْغَنِيمَةَ، وَأَسْرَعُوا الْكَرَّةَ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا رَأَيْنَا بَعْثًا قَطُّ أَسْرَعَ كَرَّةً، وَلَا أَعْظَمَ مِنْهُ غَنِيمَةً مِنْ هَذَا الْبَعْثِ، فَقَالَ: ((أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَسْرَعَ كَرَّةً مِنْهُ، وَأَعْظَمَ غَنِيمَةً؟ رَجُلٌ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ تَحَمَّلَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّى فِيهِ الْغَدَاةَ، ثُمَّ عَقَّبَ بِصَلَاةِ الضَّحْوَةِ، فَقَدْ أَسْرَعَ الْكَرَّةَ، وَأَعْظَمَ الْغَنِيمَةَ))؛ [رواه أبو يعلى، وحسنه الألباني].

 

8- وكذلك اغتنام الأماكن المباركة؛ ومنها:

• الصلاة في مكة، والمدينة؛ فإن مما يُزاد ويُبارك بسببه في أعمارنا القصيرة: الإكثار من الصلاة في الحرمين الشريفين؛ فعن جَابرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ، وَصَلاَةٌ فِي المَسْجِدِ الحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ)).

 

• تأمل: الصلاة الواحدة في الحرم تساوي صلوات خمسة وخمسين سنة!

 

• ومنها: صلاة الجماعة في بيوت الله؛ فعن ابنِ عمَر رضي اللَّه عنهما أَنَّ رسولَ اللَّه صلى عليه وسلم قَالَ: ((صَلاةُ الجَمَاعَةِ أَفضَلُ مِنْ صَلاةِ الفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ درَجَةً))؛ [متفقٌ عليه].

 

9- وكذلك اغتنام الأعمال التي تُطيل في الأعمار؛ فمن الأعمال التي بسببها تبارك الأعمار:

أولًا: ذكر الله عز وجل؛ فهو بحر عظيم من الحسنات:

• ومن أنواع الذكر: التسبيح؛ فعَن سَعدِ بنِ أَبي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: كُنَّا عِندَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ((أَيَعجِزُ أَحَدُكُم أَن يَكسِبَ كُلَّ يَومٍ أَلفَ حَسَنَةٍ؟))، فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِن جُلَسَائِهِ: كَيفَ يَكسِبُ أَحَدُنَا أَلفَ حَسَنَةٍ؟! قَالَ: ((يُسَبِّحُ مائَةَ تَسبِيحَةٍ، فَيُكتَبُ لَهُ أَلفُ حَسَنَةٍ أَو يُحَطُّ عَنهُ أَلفُ خَطِيئَةٍ))؛ [رواه مسلم].

 

• ومن أنواع الذكر: الاستغفار للمؤمنين والمؤمنات؛ فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً))؛ [رواه الطبراني، وضعَّفه بعض العلماء].

 

ثانيًا: الدعوة إلى الله تعالى؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَعُمِلَ بهَا بَعْدَهُ، كُتِبَ له مِثْلُ أَجْرِ مَن عَمِلَ بهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِن أُجُورِهِمْ شيءٌ))؛ [رواه مسلم].

 

• تخيل: تكون سببًا في هداية شخص، فإن عمرَهُ كله يكون في ميزان حسناتك!

 

ثالثًا: حضور المساجد للعلم أو التعليم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ أَنْ يَتَعَلَّمَ خَيْراً أَوْ يُعَلِّمَهُ، كَانَ لَهُ كَأَجْرِ حَاجٍّ تَامّاً حَجَّتُهُ))؛ [رواه الطبراني، والحاكم، وحسنه الألباني].

 

رابعًا: مما يطيل الأعمار ويزيد بسبها أجرُ المؤمن: أن يحتسب الأجر والثواب في كل قول وعمل يقوم به، ولو كان ذلك من العادات؛ مثل: نومه وأكله وشربه وعمله، ونفقته على أهله؛ يقول صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: ((إنك لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللَّهِ إِلا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ))؛ [متفقٌ عَلَيهِ].

 

خامسًا: من الأَعمَال التي يبارك الله بها الأعمار، ولا يَنقَطِعُ ثَوَابُهَا بِانتِهَاءِ العُمُرِ وَانقِطَاعِ العَمَلِ: ما وردت في الحَدِيثِ: ((إِذَا مَاتَ ابنُ آدَمَ انقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِن ثَلاثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، أَو عِلمٌ يُنتَفَعُ بِهِ، أَو وَلَدٌ صَالحٌ يَدعُو لَهُ))؛ [رواه مسلم]، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ ممَّا يَلحَقُ المُؤمِنَ مِن عَمَلِهِ وَحَسَنَاتِهِ بَعدَ مَوتِهِ: عِلمًا نَشَرَهُ، وَوَلَدًا صَالِحًا تَرَكهُ، وَمُصحَفًا وَرَّثَهُ، أَو مَسجِدًا بَنَاهُ، أَو بَيتًا لابنِ السَّبِيلِ بَنَاهُ، أَو نَهَرًا أَجرَاهُ، أَو صَدَقَةً أَخرَجَهَا مِن مَالِهِ في صِحَّتِهِ وَحَيَاتِهِ تَلحَقُهُ مِن بَعدِ مَوتِهِ))؛ [رواه ابن ماجه، وصحَّحه الألباني].

 

10- الحذر من الذنوب والمعاصي؛ فإنها تَمحق بركة العمر، وذلك يكون من عدة وجوه؛ كما قال العلماء:

الأول: أن المعصية تشغل وقتًا كان الأصل فيه أن يُستعمل في الطاعة، فمن قضى ساعة في معصية، فقدْ فَقَدَ من عمره ساعة، ونقص عمره النافع بقدرها، فالمعصية تُفوِّت بقدر وقتها طاعات، فإذا جاء العبد يوم القيامة ليحاسب على هذا الوقت، وجده وقتًا ضائعًا.

 

الثاني: المعاصي تدعو لأمثالها؛ كما قال بعض السلف: "إن من عقوبة السيئة السيئةَ بعدها".

 

الثالث: أن المعصية تضعف إرادة التوبة؛ فإن الذنوب إذا تكاثرت على قلب صاحبها، غلفته بالرَّان والصدأ؛ كما قال تعالى: ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [المطففين: 14]، قال الحسن البصري رحمه الله: "هو الذنب على الذنب، حتى يُعمي القلب".

 

الرابع: المعاصي تأكل ثواب الطاعة؛ وذلك أن العبد يعمل الطاعات زمنًا طويلًا، ويحرص أن يحقق فيها كل أسباب القبول وشروط الرضا، ويتقبلها الله سبحانه وتعالى منه، ثم يأتي يوم القيامة ويرى ثوابها في موازين الآخرين؛ وذلك نتيجة المعاصي والمظالم المتعلقة بحقوق للعباد.

 

نسأل الله العظيم أن يَجعلنا ممن طال عمرُه وحَسُنَ عملُه، وأن يجعل خير أعمالنا أواخرها، وخير أعمارنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الوصية بـ (البركة في العمر)

مختارات من الشبكة

  • أسباب البركة في الوقت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب البركة في المال(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب البركة في الطعام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب البركة في البيوت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب البركة في الأولاد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب انقطاع الرزق - أكل المال الحرام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب انقطاع الرزق - الذنوب الخفية (ذنوب الخلوات)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب محبة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب التوفيق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب مضاعفة الحسنات(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة العلمية الثانية لتأهيل الشباب لبناء أسر مسلمة في قازان
  • آلاف المسلمين يشاركون في إعادة افتتاح أقدم مسجد بمدينة جراداتشاتس
  • تكريم طلاب الدراسات الإسلامية جنوب غرب صربيا
  • ختام الندوة التربوية لمعلمي رياض الأطفال المسلمين في البوسنة
  • انطلاق سلسلة محاضرات "ثمار الإيمان" لتعزيز القيم الدينية في ألبانيا
  • أكثر من 150 مشاركا يتعلمون مبادئ الإسلام في دورة مكثفة بمدينة قازان
  • انطلاق فعاليات شهر التاريخ الإسلامي 2025 في كندا بمشاركة واسعة
  • أطباء مسلمون يقودون تدريبا جماعيا على الإنعاش القلبي الرئوي في سيدني

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/4/1447هـ - الساعة: 15:46
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب