• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحريم إنكار إرادة الله تبارك وتعالى أو إرادة ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة: عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم
    أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة
  •  
    القواعد الشرعية المستنبطة من النصوص الواردة في ...
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    أقنعة الزيف.. حين يصبح الخداع طبعا (خطبة)
    محمد الشقيري
  •  
    خذ العفو (خطبة)
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    خلاف العلماء في ترتيب الغسل بين أعضاء الوضوء
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    رسائل قلبية إلى المبتلى بالأمراض الروحية
    د. صلاح عبدالشكور
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (38) «من عادى ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    فضل كلمة التوحيد «لا إله إلا الله»
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الجزاء من جنس العمل
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    استجابة الله تعالى لأدعية الأنبياء عليهم السلام
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    مكانة العلماء في ضوء الكتاب والسنة وهدي السلف ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    نماذج من سير الأتقياء والعلماء والصالحين (11) ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    التعامل النبوي مع الفقراء والمساكين (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    الآيات الإنسانية في القرآن الكريم
    محمد عبدالعاطي محمد عطية
  •  
    آثارك بعد موتك (خطبة)
    السيد مراد سلامة
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / السيرة
علامة باركود

خطبة: عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم

خطبة: عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم
أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/10/2025 ميلادي - 14/4/1447 هجري

الزيارات: 213

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة: عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم


أيها المؤمنون، عباد الله، حديثنا اليوم عن عظمة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومهما تحدث المتحدث، وتكلم المتكلم، فإنه لن يوفي رسولنا صلى الله عليه وسلم حقَّه من الحديث، فإن البيان يقف حائرًا أمام عظمته صلى الله عليه وسلم، وتصطف الكلمات في حياء وهي تتناول شيئًا من إشراقات عظمته عليه الصلاة والسلام.

 

ماذا يقول القائل؟ وماذا يخطب الخطيب في حقِّ أشرف الخلق صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ الرسول الحق، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، الذي اصطفاه الله تعالى ليكون للعالمين نذيرًا، الذي ختم به الرسالات والنبوات، وجعله رحمة للعالمين.

 

إن الحديث عن شيء من سيرته العطِرة وشمائله الشريفة حديث يأسر القلوب المُحِبة له صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ويهز الوجدان، فهي سيرة مشرقة خالدة، ومدرسة تربوية رائدة، اجتمع عليها المحبُّون من أصقاع الأرض، أسودُهم وأبيضهم، عربهم وعجمهم، لينالوا من خيراتها، ويتنسموا عبقَ خِصالها، إنها البركات التي تتنزل على من أحب صاحبها، واشتاق إلى رؤيته صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

أيها المؤمنون، إن جوانب العظمة في سيرته صلى الله عليه وعلى آله وسلم عظيمة وكثيرة ومتنوعة، يكفيكم أنه في رحلة الإسراء والمعراج؛ كما في حديث أنس، جاءه جبريل بالبُراق؛ وهو الدابة التي كان يركبها الأنبياء قبله، فإذا بالبراق يستصعب حاله؛ أي ينفر من بين يديه، فإذا بجبريل يوبِّخه ويقول له: ((أبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم تفعل هذا؟ فما ركبك أحد أكرم على الله منه قبله، قال: فاستحى البراق وتصبب عرقًا؛ من حيائه من محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم))؛ [الحديث رواه الترمذي والبيهقي، وإسناده صحيح].

 

هكذا، حتى الحيوانات تعظِّمه وتستحي منه، وتعيش مع عظمته، فما بالكم بالإنسان؟

 

إن عظمة الشيء تبَع لعظمة خِصاله، وكمال الإنسانية في محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم هي أنه اختاره من بين سائر الخلق ليُتم به الرسالة، ويكمل به النبوة، والله تعالى أعلم حيث يجعل رسالته؛ كما قال: ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124]، وعظمة الشخص إما أن تكون في أخلاقه وصفاته الشخصية، أو في أعماله الجليلة، أو في آثاره العظيمة التي يتركها بعده، ومحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم اجتمعت عظمته في هذه الأمور كلها.

 

فمن جوانب عظمته صلى الله عليه وعلى آله وسلم:

أولًا: عظمة منزلته ومكانته عند الله، ويكفيه بهذا عظمة ومكانة، فإن الله سبحانه وتعالى عظَّمه ورفعه، وجعل قدره كبيرًا عنده، فأعطاه الدرجة الرفيعة في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا فختم به المرسلين، وجعله سيدَ ولد آدم، وجعله أعظم من مشى على الثرى؛ وزكَّى الله لسانه بقوله عز وجل: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴾ [النجم: 3]، وزكى قلبه بقوله: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ [النجم: 11]، وزكى بصره بقوله: ﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴾ [النجم: 17]، وزكى أخلاقه بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، وأقسم بعمره، وهذا دليل على مكانته عنده؛ فقال: ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾ [الحجر: 72]، وأقسم له فقال: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ * مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴾ [القلم: 1، 2]، وصلى عليه قبل أن يأمر الخلق بالصلاة عليه؛ فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، ودافع عنه في أول لحظة؛ حين حاول أحد أعمامه أن يؤذيه ويفرِّق الناس عنه، لما قام على الصفا، فدعاهم إلى الله، فقال له عمه أبو لهب: تبًّا لك، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله في الحال: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾ [المسد: 1، 2]، بل إن الله سبحانه وتعالى من عظمة نبيه عنده، أنه توعَّد بالعذاب الأليم من يتعرض لأذيته؛ فقال: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 61]، ومن مكانته لديه، عصمته من الخَلَلِ والزَّلَلِ، وأيضًا عصم الناس من أذيته؛ فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾ [المائدة: 67].

 

كم حاولوا أن يقتلوه أو يؤذوه، ولكن الله كان مدافعًا عنه صلى الله عليه وسلم لمكانته وعظمته ومنزلته عنده!

 

أما مكانته في الآخرة فلا تسَل عنها؛ فهو أول من تنشق عنه الأرض، وهو أول من يدق باب الجنة، وهو أكرم وأعظم من في المحشر على الله، فإن الله رفع مقامه وأعطاه اللواء المحمود، فالناس تحت لوائه من آدم فمن بعده، وأعطاه المقام المحمود؛ مقامَ الشفاعة، حين يعتذر كل الخلائق، يعتذر نوح وإبراهيم وموسى وعيسى، فيقول محمد صلى الله عليه وسلم: ((أنا لها، أنا لها))، فيرفع الله شأنه في ذلك المكان، ويعطيه الشفاعة، فيشفع إلى الله للقضاء بين الناس يوم القيامة.

 

نعم - أيها المؤمنون - أعطاه هذه المكانة في الآخرة، فهو أول من يستفتح باب الجنة، وأول من يدخلها، وهو أكرم الناس على الله تعالى، وأكثرهم قربًا من ربه جل وعلا، بل إنه خليل الرحمن، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

أيها المؤمنون، عباد الله، ومن جوانب عظمته صلى الله عليه وعلى آله وسلم عظمةُ مسؤوليته، نعم، لقد كان الأنبياء عليهم السلام يُبعثون في أقوامهم خاصة، أما محمد صلى الله عليه وسلم فبُعث في الناس كافة، فعظُمت مسؤوليته، وصار الخلق كلهم بعد بعثته من أمته، إما من أمة الدعوة، وإما من أمة الإجابة، بل صارت مسؤوليته على الإنس والجن على حدٍّ سواء، فهو إمام الثَّقلين، وقد أرسله الله تعالى إليهم أجمعين.

 

ومن عظمة مسؤوليته: أن دينه هو الدين الخالد، فلا دين بعده ولا رسالة بعده، فدينه باقٍ إلى قيام الساعة، ولذلك كان أكثر الأنبياء تابعًا يوم القيامة.

 

هذه المسؤولية العظيمة التي جعلها الله سبحانه وتعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم دليلٌ على عظمة تلك المسؤولية، وكلما تولى الإنسان قيادة مجموعة من الناس، عظمت مسؤوليته بكثرتهم.

 

ومن جوانب عظمته صلى الله عليه وسلم: عظمة شخصيته؛ فقد اكتملت فيه جميع الكمالات الإنسانية، وكأنه وُلد مبرأً من كل عيب صلى الله عليه وسلم، فاجتمعت عظمته في عظمة خَلقه، وعظمة خُلقه.

 

أما عظمة خَلقه؛ فقد كان رَبْعَةً من الرجال، لا بالطويل ولا بالقصير، خلقه الله على الكمال البشري المتوسط الذي لا نقص فيه ولا زيادة، فقد اكتمل خلقه صلى الله عليه وسلم، وكان أجملَ في خلقه من القمر، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

أما خُلقه؛ فقد قال الله فيه: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، اجتمعت فيه خِصال الخير كلها، فلم تبقَ خصلة من خصال الخير، ولا حسنة من محاسن الأخلاق، إلا توفرت فيه صلى الله عليه وسلم، مع استواء واعتدال فطرته، وزكاء قلبه وقوة شخصيته، وكان عظيمًا في بساطة، وقريبًا في سموٍّ وعلوٍّ، وكان يسيرًا ميسرًا؛ حتى جاء في الحديث: ((ما خُيِّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين شيئين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا، كان أبعدَ الناس عنه صلى الله عليه وسلم)).

 

ومن عظمة شخصيته: أنه ما رآه أحد إلا عظَّمه وطأطأ رأسه، وأغمض عينيه؛ إجلالًا له؛ قال عمرو بن العاص داهية العرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما كنت أُطيق أن أملأ عيني من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إجلالًا ومهابة له".

 

أما عظمة خلقه فقد زكَّاه الله ووصفه بأن خُلقه عظيم؛ قالت عائشة رضي الله عنها: ((كان خُلُقه القرآن))، هذا القرآن الذي هو آيات بينات، ويتلوه الإنسان، لقد كان صلى الله عليه وسلم يمتثله في سلوكه، وفي عمله، وفي أحواله كلها: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

 

وانظر إلى التعبير بلفظ "على"، في لغة العرب يفيد الاستعلاء؛ أي: إنك فوق هذه الأخلاق وأعلى منها؛ لمكانتك وكرمك عند الله سبحانه وتعالى، وبمعنى آخر أنه تمكَّن من الأخلاق الحسنة، وعلا عليها، وصار الخُلُق عظيمًا بعظمته صلى الله عليه وسلم.

 

ويعجز كل خطيب أن يصفه أو يذكر شمائله، وحريٌّ بأمته الغافلة عن شمائله وهَدْيِهِ، أن تقرأ كثيرًا في شمائله وأوصافه وأخلاقه، فهو القدوة؛ كما قال الله عز وجل: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21].

 

أيها المؤمنون، لقد بُعث من أجل أن يتمم الأخلاق؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق))، وقد جبله الله في فطرته على الأخلاق الحسنة، وربَّاه الله وأدَّبه فأحسن تأديبه، فلم يؤثَر عنه قبل البعثة ولا بعدها شيئًا من الأخلاق التي تشين صاحبها أبدًا، بل كان بعيدًا عن كل ما يسيء إلى الأخلاق، أو ينقص من المروءة، وعُرف بأخلاقه وقِيَمِهِ حتى بين الكفار، ووصفوه بالصادق الأمين، مع كفرهم وكرههم لبعثته ورسالته، إلا أنهم لم يستطيعوا أن يكتموا حُسن خُلقه، وحسن تعامله معهم، صلى الله عليه وسلم.

 

ومن عظمته عظمةُ إنجازه، فالعظماء اليوم يُقاسون بمقدار ما أنجزوه للبشرية، ومحمد صلى الله عليه وسلم بُعث في أمة ممزقة مشتتة، لم تكن تُعرف بين الأمم، عاشوا على الظلم والاستبداد، يبطش القويُّ بالضعيف، وشعارهم: من لم يذُدْ عن حوضه بسلاحه يُهدم = ومن لم يَظلمِ الناس يُظلمِ.

 

بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم في وقتٍ كانت البشرية في ضلال مبين؛ كما قال الشاعر:

أتيت والناس فوضى لا تمر بهم
إلا على صنم قد هام في صنمِ
والأرض مملوءة جورًا مسخرة
لكل طاغية في الخَلقِ محتكمِ
فعاهل الفرس يطغى في رعيته
وعاهل الروم من كِبر أصمُّ عَمِ
والناس يبطش أقواهم بأضعفهم
كالذئب بالشاة أو كالحوت بالبلمِ

 

بُعث في هذه الحالة المُزرية للبشرية، التي مقتهم الله بسببها؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله نظر إلى أهل الأرض عربِهم وعجمهم، فمقتهم، إلا بقايا من أهل الكتاب، ثم أذِن ببَعثي)).

 

لقد بُعث صلى الله عليه وسلم، والبشرية في حالة لا تُوصف من قبحها وسوئها، فماذا فعل؟ جمع الناس على دين واحد، وعبادة صحيحة سليمة، وأخلاق حسنة قوية، وقاد العرب لتفتح البلاد كلها بالحق والتوحيد والأخلاق الحسنة.

 

وفي 23 سنة من بعثته صلى الله عليه وسلم، كانت الجزيرة كلها على الإسلام، وما مضت 40 سنة من بعثته إلا وقد انتشر الإسلام والعدل والأخلاق في كثير من بلدان المعمورة، ووصل إلى أقصى السند والهند، وسائر بلاد العرب والعجم.

 

نعم أيها المؤمنون، هذا هو إنجازه: جمع البشرية على الهدى، أخرجهم من الظلمات إلى النور، رفعهم من السجود للأصنام والأوثان، إلى أن يسجدوا ويخضعوا لربهم الواحد الدَّيَّان.

 

نعم أيها المؤمنون، أخرجهم من العصبية والطائفية البغيضة، والعنصرية المقيتة إلى أمة الإسلام: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10]، لا فضل لعربي على أعجميٍّ، ولا أبيضَ على أسود إلا بالتقوى، أخرجهم من الخرافة والشعوذة والدَّجَل إلى نور العلم والمعرفة، إلى التوحيد، إلى الأخلاق الحسنة الفاضلة.

 

قامت الحُجة على الخلق به، وأقام الله تعالى به المحجَّة، فما تُوفِّيَ صلى الله عليه وسلم إلا وقد ترك الناس على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

 

هذا إنجازه، وما زالت الأمة إلى اليوم ترضع من هذا الإنجاز، وتستقي من هذه الكرامات والأخلاق والقيم، وما أمة الإسلام اليوم إلا ثمرة من ثمار دعوته ورسالته صلى الله عليه وسلم.

 

ومن جوانب عظمته صلى الله عليه وسلم، عظمة الخلود في رسالته واستمرارها، ولقد كان الأنبياء يُبعثون إلى أقوامهم، وتنتهي رسالتهم برسالة الرسول الذي يأتي بعدهم، أما محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كتب الله الخلود لرسالته ولدعوته، ولا تنتهي، بل هي مستمرة إلى قيام الساعة، منذ أن صدع بالدعوة في مكة، وعده الله أن يُظهر له دينه كله على البشرية؛ كما قال تعالى: ﴿ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [الصف: 9]، ﴿ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [الصف: 8]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله زوى لي الأرضَ، فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن ديني سيبلُغ ما زُويَ لي منها، وإنه لن يدَع في الأرض بيتُ حجرٍ ولا مدر ولا وبر، إلا أدخله الله الإسلام، بعزِّ عزيز أو بذلِّ ذليل)).

 

فخلود رسالته واستمرارها دليلٌ على عظمة مكانته صلى الله عليه وسلم، وسيبقى دينه الخالد مهما حاول أعداؤه؛ كما قال الله: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [الصف: 8]، ولا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرة، لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم، حتى يأتي وعد الله.

 

أيها المؤمنون عباد الله، هذه بعض جوانب عظمته صلى الله عليه وسلم، ولو قرأتم في كل سيرته وتفاصيل حياته اليومية، لزدتُم إدراكًا لعظمته أكثر وأكثر، فقد كانت حياته كلها عظيمة: عظيم في ثباته وشجاعته؛ فإذا حَمِيَ الوطيس احتمى به أصحابه، وفروا إليه، وكان عظيمًا في تواضعه للفقراء والمساكين، وللجارية والعجوز، فيجلس معها على قارعة الطريق فتشكو إليه، ويقضي لها حاجتها.

 

وكان عظيمًا في قول الحق، فلا تأخذه في الله لومة لائم، ولو كان أقرب الناس إليه؛ وهو القائل: ((والله لو سرقت فاطمةُ بنت محمد لقطعت يدها)).

 

وكان عظيمًا في صدق البلاغ، فلم يكتم شيئًا من دين الله؛ فبلَّغ الآيات التي عاتبه الله فيها: ﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى ﴾ [عبس: 1، 2]، فقد كان صادقًا وقويًّا وعظيمًا في البلاغ المبين.

 

وكان عظيمًا في ذوقه وحسه المرهف، وحسبكم أنه هو من سنَّ آداب الطعام وآداب الشراب، وقرر قواعد النظافة واللباس الجميل، وكان صاحب الطِّيب المطيب، صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

وكان عظيمًا في علاقته مع الخلق أجمعين: في علاقته مع أصحابه، مع أهله، مع أعدائه وخصومه، فقد كان صاحبَ علاقة عظيمة مميزة، يعيش مثل الناس، وكان يأتي الأعرابي إلى مجلسه فلا يعرفه، لأنه لا يمتاز عليهم بثيابٍ ولا بمجلس، فيبحث عنه بين الناس ثم يقول: "أيكم محمد؟" فيقوم صلى الله عليه وسلم من بين الناس ويقول: ((نعم، أنا هنا)).

 

وهكذا تزداد العظمة في شخصية الإنسان، في تواضعه وأخلاقه وقِيَمِهِ، ومحبة من حوله له، وليست العظمة بالكِبر على الناس، ولا بالمظاهر الجوفاء، ولا بكثرة الحشم والخدم والترفُّع على الناس، لا والله، إن العظمة هي أن تكون لك مكانة ومحبة في قلوب الناس بسبب تواضعك.

 

أيها المؤمنون عباد الله، لقد كان عظيمًا صلى الله عليه وسلم كما قلنا في حياته كلها، ولو تفكرنا في سيرته وتفاصيل حياته اليومية، لقلنا: إنه تفرغ لكل جانب من جوانب حياته فقط، مع أنه لم يكن متفرغًا لجانب واحد.

 

فحين ننظر في حياته كداعية، سنجد أنه عاش للدعوة، جالسًا قائمًا، وعلى الطعام، وفي المسجد، وفي الغزوات، وفي الطريق، وعلى المنبر، وبين أصحابه، وفي حله وفي سفره، فالدعوة مبثوثة في تفاصيل حياته اليومية، حتى يُقال: إنه كان متفرغًا للدعوة فقط.

 

وإذا نظرنا في حياته الزوجية، وقد كان عنده أكثر من تسع نساء، لو نظرت في تفاصيل حياته الزوجية، لقلت: إنه كان يعيش متفرغًا للتنقل بين بيوت زوجاته، عائشًا معهن، يُفرحهن ويُؤنسهن، يتحدث معهن، يقضي حاجتهن، ويخدم في بيته حتى لكأنه كان متفرغًا لذلك فقط.

 

وإذا نظرنا في حياته كأبٍ، لقلنا: إنه كان متفرغًا للأبوة فقط، فقد عاش مع بناته وأولاده وأحفاده، يؤدِّبهم ويعلِّمهم.

 

وإذا نظرنا في عبادته، لقلنا: إنه كان متفرغًا للعبادة فقط، فهو بين صلاة وصيام واستغفار، وقيام ليل، وصيام نافلة، وغيرها من العبادات، وكأنه كان متفرغًا للعبادة.

 

وإذا نظرنا في علاقته مع أصحابه، يدبِّر أحوالهم، ويعلِّمهم، ويعيش مشاكلهم ويحلها، لقلنا: إنه متفرغ لحل مشكلات الناس فقط، وقل مثل ذلك في سائر جوانب حياته كلها، فقد كان صلى الله عليه وسلم مكتمل العظمة في جوانب الحياة كلها؛ وفعلًا: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21].

 

أيها المتأسُّون، أيها المقتدون، اتركوا كل القدوات واقتدوا بمحمد صلى الله عليه وسلم؛ فهو قدوة لكل الناس، قدوة للقائد والمسؤول، وقدوة للأب، وقدوة للزوج، وقدوة للمعلم، وقدوة للقاضي، وقدوة للداعية، وقدوة لكل الناس في سائر جوانب الشخصية الإنسانية.

 

فعلى المسلم أن يقرأ في سيرته، وأن يتتبع شمائله وأخلاقه، وأن يقتدي به، فهو الذي لن تدخل الجنة إلا من طريقه صلى الله عليه وسلم.

 

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يقتدون بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

 

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

عباد الله، أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله، فهي خير الزاد؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

 

أيها المؤمنون عباد الله، الحديث عن عظمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث ذو شجون، واعذروني على الإطالة، لكن ماذا نفعل؟ هذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إذا لم نتصبر لسماع شيء من سيرته، وتعلُّم شيء من أخلاقه، والوقوف على شيء من عظمته، فلمن نتصبر؟!

 

إذا كان الغرب يعترف بعظمته، وهم كفار به، أفلا نُشيد بها ونعلمها ونحن أتباعه الذين اهتدَوا بهديه، وساروا على سنته، وننتظر أن نشرب من حوضه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة؟

 

أيها المؤمنون عباد الله، أنصح نفسي وإياكم بقراءة سيرته الصحيحة وشمائله الصحيحة، لماذا نقول "الصحيحة"؟ لأن الدجالين والزنادقة حاولوا تشويه سيرته وشمائله بإضافة أشياء لا تصلح له، بإضافة خزعبلات وخرافات للتنفير منه صلى الله عليه وسلم.

 

فهو عظيم الخُلُق وقد وصفه الله بذلك، لا يحتاج إلى أن نكذب له كما يقول بعض المغفلين، حتى نزيد في سيرته وصفاته وأشياء ليست موجودة، فيقرأها الآخرون على أنها مذمة وخرافة لا تليق ببشر.

 

فانتبهوا، وتأكدوا فقط من سيرته الصحيحة، واقرؤوها، واهتدوا بها، واقتدوا بما فيها من الشمائل والأخلاق الفاضلة.

 

اليوم الناسُ يبحثون عن عظيم ليقتدوا به، ولا أعظم من رسول الله صلى الله عليه وسلم في البشرية، ولا أحسن خلقًا، ولا هَدْيًا، ولا أعدل حكمًا، ولا أرشد صفات منه صلى الله عليه وسلم.

 

لو اقتدى به الناس، لَما ضلوا، ولو اقتدى به الحكَّام والولاة، لِما ظلموا ولِما جاروا، ولو اقتدى به المعلمون لأفلحوا، ولو اقتدى به التجار لصدقوا وبَروا، فقد كان صلى الله عليه وسلم تاجرًا يربح الحلال، ويُبارَك له في تجارته.

 

ولو اقتدى به المصلحون لأصلحوا الأمة، ولو اقتدى به الدعاة لنجحوا وفازوا، وأقبلت عليهم القلوب والأفئدة.

 

ولو اقتدى به أي إنسان، لصار من المفلحين في الدنيا والآخرة.

 

أيها المؤمنون عباد الله، لقد ابتلانا الله بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لننظر: هل نحبه حبًّا صحيحًا أم مزيفًا؟

 

فحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعني: أن نعظمه أولًا في قلوبنا، وأن نتبع سنته، ونسير على هديه، ونتخلق بأخلاقه، وندافع عنه، ونكون خيرَ خلفٍ لخيرِ سلفٍ من أصحابه وأتباعهم رضي الله عنهم.

 

والذي لا يتخلق بأخلاقه، ولا يسير على سنته، ويدعي أنه يحبه، فهذا يكذب على نفسه، والناس يعرفون أنه كذاب؛ كما قيل:

تعصي الإله وأنت تزعم حبه
هذا لَعمري في القياس شنيعُ
لو كان حبك صادقًا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيعُ

 

فحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعني طاعتنا له امتثالنا لأمره، فأين نحن من الصلوات الخمس؟ وأين نحن من أخلاقه الفاضلة؟ وأين نحن من الرحمة بالناس والفقراء والمحتاجين؟ وأين نحن من الرحمة بالخلق وإقامة العدل، ورفع الظلم عنهم؟ وأين نحن من هذه الصفات التي تحتاجها البشرية اليوم، وتئن من كثرة المظالم، وتبحث عن منقذٍ يُنقذها مما هي فيه، كما أنقذ الرسول صلى الله عليه وسلم العرب الأوائل مما كانوا فيه من جاهليةٍ وخِيمةٍ؟

 

أيها المؤمنون، عباد الله، ومن الصعوبة بمكان أن نتحدث عن عظمته كأب، كزوج، كداعية، كمصلح، كيف كان يتعامل مع أصدقائه، مع أعدائه، مع المخالفين، كيف كان يعيش حياته اليومية.

 

وكيف أنه بوجوده استنارت الأرض، وبموته طُفِئ ذلك النور وأظلمت المدينة.

 

نعم أيها المؤمنون، إننا – والله - بحاجة إلى تتبُّع سيرته وشمائله الصحيحة، والاقتداء بها، وتعليمها للناشئة، وتربية المجتمع عليها، حتى يسعدوا في الدنيا والآخرة.

 

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أتباع سنته المهتدين بهديه، السائرين على طريقته، المدافعين عن عِرضه، وعن عِرض أزواجه وأصحابه رضي الله عنهم جميعًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • جوانب من عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (خطبة)
  • عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الغايات والأهداف من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرسول صلى الله عليه وسلم معلما (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: معالم القدوة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محبة الرسول صلى الله عليه وسلم اتباع لا ابتداع (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • صلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • اكتشف أبناءك كما اكتشف رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • محبة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عيش النبي صلى الله عليه وسلم سلوة للقانع وعبرة للطامع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب محبة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النبي القدوة -صلى الله عليه وسلم- في الرد على من أساء إليه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • انطلاق سلسلة محاضرات "ثمار الإيمان" لتعزيز القيم الدينية في ألبانيا
  • أكثر من 150 مشاركا يتعلمون مبادئ الإسلام في دورة مكثفة بمدينة قازان
  • انطلاق فعاليات شهر التاريخ الإسلامي 2025 في كندا بمشاركة واسعة
  • أطباء مسلمون يقودون تدريبا جماعيا على الإنعاش القلبي الرئوي في سيدني
  • منح دراسية للطلاب المسلمين في بلغاريا تشمل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه
  • مبادرة "زوروا مسجدي 2025" تجمع أكثر من 150 مسجدا بمختلف أنحاء بريطانيا
  • متطوعو كواد سيتيز المسلمون يدعمون آلاف المحتاجين
  • مسلمون يخططون لتشييد مسجد حديث الطراز شمال سان أنطونيو

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/4/1447هـ - الساعة: 16:16
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب