• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    لطائف دلالات القرآن في خواتم سرد القصص
    بشير شعيب
  •  
    فضل التعوذ بكلمات الله التامات
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حقوق الوطن (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    الكرامة قبل العطاء
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    شموع (113)
    أ.د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    مبادرة لا تغضب
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    محبة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    شرب النبيذ في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    مختصر شروط صحة الصلاة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    حكم من ترك أو نسي ركنا من أركان الصلاة
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    وقفات تربوية مع سورة الماعون (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تفسير قوله تعالى: {أفمن اتبع رضوان الله كمن باء ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    احترام كبار السن (خطبة)
    الشيخ أحمد إبراهيم الجوني
  •  
    نعمة الماء من السماء ضرورية للفقراء والأغنياء ...
    الشيخ الحسين أشقرا
  •  
    من عظماء الإسلام
    عبدالستار المرسومي
  •  
    بين خطرات الملك وخطرات الشيطان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

لطائف دلالات القرآن في خواتم سرد القصص

لطائف دلالات القرآن في خواتم سرد القصص
بشير شعيب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/10/2025 ميلادي - 9/4/1447 هجري

الزيارات: 103

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لطائف دلالات القرآن في خواتم سرد القصص

 

إن القرآن الكريم هو كتاب منزَّل من عند الله، أنزله على عبده ورسوله ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ليقود الناس به إلى الهداية والتوفيق، وإلى الإيمان واليقين، كفل الله بحفظه من كيد الكائدين وشبهة الأعداء، جمع هذا الكتاب العقيدةَ والشريعة والقصص، وقد فصَّل الله فيه ما يجب على الإنسان المؤمن أن يتمسك به، من حقوق ربانية في التوحيد والأسماء والصفات، وقد ضمِنت سورة الإخلاص هذه المعاني الراقية؛ حيث قال جل شأنه: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1 - 4]، وهي مهمة لكل أنبياء الله إلى أُممِهم كما أخبرنا القرآن بذلك؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، أما الشريعة فتتعلق بالعبادات والمعاملات، والحقوق والواجبات، سواء بين الخالق وعباده، أو بين أفراد الناس أنفسهم.

 

بيَّن الله في هذا الكتاب وفي سنة نبيه محمد أحكامَ تلك الحقوق في العبادات والمعاملات بكل وضوح وتبيان؛ قال تعالى: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، وقال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44]، الذكر هنا في الآية أي السنة النبوية.

 

أما القصص فقد أوردها القرآن الكريم في سور كثيرة، وبأساليب متنوعة ومتعددة، تجذب العقول، وتُغذي النفوس؛ إذ إنها أنباء ولَّت أزمانها، يحكيها من لم يكن حاضرًا في تلك الأزمنة، وهي بحاجة إلى حجج دامغة تُقنع من ينكرها ليقتنع بالواقع الحقيقي، ويزداد من يؤمن بها صدقًا، ويتعظ بها في مسير حياته، وهي قصص أوحاها الله إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لإثبات صدق نبوته ورسالته للذين سبقوه بالرسالة من الأمم، بالنعم للذين آمنوا بالرسل، وبالنقم للذين خالفوهم، لإقامة الحجة على من أنكر ورفض، وهي في كل الأحوال عِبر ووعظ، وعد ووعيد؛ قال تعالى: ﴿ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا * رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 164، 165].

 

1- منها: قوله تعالى: ﴿ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [البقرة: 252].

 

اختتمت الآية بخمس دلالات تتسم بمعنى القصة:

1- تلك (لبعد الزمن).

2- آيات الله (كلام الله).

3- نتلوها عليك (ننزلها عليك).

4- الحق (الصدق).

5- وإنك لمن المرسلين (أنت رسول الله بلا شك).

 

بعد أن ذكر الله قصة بني إسرائيل؛ طالوت، وجالوت، وداود، وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 251]، وختمت الآيات بقوله: ﴿ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [البقرة: 252]؛ أي: يا محمد هذه القصة تلوناها عليك، وعلمناك إياها لإثبات أنك والله من الذين أرسلتُ إليهم، جاء الأسلوب بـ (إن) و(اللام) في قوله: ﴿ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [البقرة: 252]؛ للتأكيد على خبر المذكور أنه رسول الله، لو لم يكن رسولًا، لَما علِم ذلك الخبر المذكور، وبذلك يُزال الشك باليقين، والتردد بالاطمئنان.

 

2- منها: قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴾ [آل عمران: 44]، اختتمت الآية بخمس دلالات تتسم بمعنى القصة:

1- ذلك (لبعد الزمن).

2- أنباء الغيب (الغيبيات).

3- الوحي (ليست الأساطير ولا الأحلام).

4- ما كنت لديهم (لست حاضرًا).

5- يختصمون (يتناقشون).

 

عقب ذكر قصة مريم وأمها، وزكريا وزوجته، والبشرى التي بشره الله بها مع زوجته العاقر؛ وهي ولادة يحيى، والنعم التي أنعم الله بها على مريم على لسان الملائكة، فاختتمت الآية بما يناسب ما دار بينهم في مسألة كفالة مريم، بعد أن وضعتها أمها؛ قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [آل عمران: 36]، وذلك بتوجيه الخطاب إلى رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، على أن هذه القصة من أنباء الغيب، أوحيها إليك ليطمئن بها قلبك، وليتيقن بها المشككون والمترددون في صدق رسالتك، وهي تكون عِبرة ووعظًا لهم ولغيرهم، وهذا الجدل الذي دار بين أسرة عمران ختم الله بها الآية؛ بقوله: ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴾ [آل عمران: 44].

 

3- منها: ﴿ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 108].

 

اختتمت الآية بخمس دلالات تتسم بمعنى القصة:

1- تلك (لبعد الزمن).

2- آيات الله (كلام الله).

3- نتلوها عليك (ننزلها عليك).

4- بالحق (بالصدق).

5- وما الله يريد ظلمًا للعالمين (الله يريد العدالة).

 

لم تكن قبل هذه الآية قصة سردها الله كسابقتها، بل إنما أحوال وحالات أهل الكتاب ذكرها في صيغة اللوم والعتاب، ثم تحذير المؤمنين من اتباع سلوكهم ونهجهم، حث الله المؤمنين على الاعتصام بالقرآن والعمل الجماعي، والدعوة إلى بث الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم التفرق فيما بينهم، مع الوعيد بالعذاب للكفار، والنعيم بالجنة للمؤمنين، فختمت الآية بقوله: ﴿ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 108]، وجَّه الله خطابه إلى نبيه؛ ليخبر أمته بأن الله عادل في حكمه، وعادل في عمله، يعطي كل ذي حق حقه، وهذه العدالة صفة من صفاته جل شأنه، وهي قائمة على الأمة بالوجوب، وهي نقيض الظلم الذي جعله الله حرامًا على نفسه وعلى الناس قاطبة؛ وفي الحديث القدسي قال تعالى: ((يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا...)).

 

4- منها: ﴿ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [هود: 49]، اختتمت الآية بخمس دلالات تتسم بمعنى القصة:

1- تلك (لبعد الزمن).

2- أنباء الغيب (الغيبيات).

3- الوحي (ليست الأساطير ولا الأحلام).

4- ما كنت تعلمها (لست عالمًا بها ولا قومك).

5- فاصبر إن العاقبة للمتقين (التزم أنت ومن تبعك الصبر).

 

جاءت هذه الآية بعد ذكر قصة نوح عليه السلام مع من آمن معه، وابنه الذي لم يؤمن به، وإن كانت قصة نوح قد وردت في القرآن في أكثر من موضع، غير أن صياغة القصة هنا مرتبطة بابنه الذي رفض أوامر والده، فأخبر الله نوحًا بأن ابنه ليس من أهله؛ حيث قال عز وجل: ﴿ وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴾ [هود: 45]، فردَّ الله عليه بقوله: ﴿ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴾ [هود: 46]، هذا الحوار الذي دار بين الله ونبيه نوح عليه السلام، في سياقه ختم الله به سرد القصة، وقد تضمنت الآية تلك الدلالات المذكورة أعلاه.

 

5- منها: ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ﴾ [يوسف: 102].

 

قصة يوسف عليه الصلاة والسلام وهي قصة مشهورة، يوسف مع إخوته، وصفها الله بأنها من أحسن القصص؛ قال تعالى: ﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ ﴾ [يوسف: 3]، وهي قصة طويلة أخذت سورة كاملة في القرآن، سُميت بسورة يوسف، والذي يعنينا هنا دلالات الآية التي ختم بها القرآن في صياغة القصة.

 

اختتمت الآية بخمس دلالات تتسم بمعنى القصة:

1- ذلك (لبعد الزمن).

2- أنباء الغيب (الغيبيات).

3- الوحي (ليست الأساطير ولا الأحلام).

4- ما كنت لديهم (لست حاضرًا).

5- أجمعوا أمرهم وهم يمكرون (اتفاقهم على قتل يوسف).

 

هناك محطات مرت بها قصة يوسف مع إخوته ومع ملك مصر وزوجته، ودخوله في السجن، وممارسته تأويل الأحلام فيه، والمكان الذي تبوأ في مصر، واستعادة أخيه بنيامين، ولجوء إخوته إليه، وكشف نفسه وكشف أخيه بنيامين، واعتراف إخوته بأخطائهم والفضل الذي تفضل الله به عليه، ونقل والده وإخوته جميعًا إلى مصر ليكونوا معه، اختتمت الآية بتلك الدلالات التي تحتوي على مضمون صياغة القصة لتؤكد من صدق النبوة والرسالة؛ قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ﴾ [يوسف: 102]، وهي قصة تحمل معانيَ عدة وكثيرة يستفيد منها اللاحقون، وهي عبرة لأولي الألباب؛ كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111].

 

الدروس المستفادة:

القصص في القرآن الكريم لم تأتِ من فراغ، بل إنما أتت لتجسد الأحداث الواقعية في الأزمنة التي مضت منذ قرون بعيدة، بعضها تتعلق بالرسل الذين أُرسلوا إلى أممهم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ [غافر: 78]، وبعضها تتعلق بالحوادث الجماعية كقصة أصحاب الكهف، وبعضها الفردية كقصة الخضر مع موسى، وأمثالها مليئة في القرآن، كلها أتت لتقدم دروسًا للأجيال والأمم فيما يتعلق بدينهم ودنياهم؛ لتزرع قيمًا إنسانية نبيلة، وعِبرًا ووعظًا إيمانيًّا؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [يوسف: 111].

 

إنها أتت لتؤكد:

• العبر والوعظ فيما حصل للأجيال المنصرمة ألَّا يتكرر للأجيال القادمة: ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [يوسف: 111].

 

• أنها وحي من الله إلى رسله عليهم الصلاة والسلام وليست أساطيرَ وخرافات؛ ﴿ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى ﴾ [يوسف: 111].

 

• أنها تثبت رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم صدقًا وحقًّا؛ ﴿ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [البقرة: 252].

 

• أنها أكدت أن الله هو الموحي، يوحي لمن يشاء من رسله؛ ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ﴾ [آل عمران: 44].

 

• أن أسلوب القرآن في سرد القصص أسلوب جذاب، ذو دلالات مقصودة في خواتم الآيات.

 

• أنها جاءت لتقود الأمة إلى طريق الهداية والصواب بالأدلة الواقعية الملموسة؛ ﴿ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً ﴾ [يوسف: 111].

 

• أنها أتت لتقطع حجج الكفار والمنافقين يوم القيامة، بعد برهان أُقيم وقصة ذُكرت؛ ﴿ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾ [النساء: 165].

 

• أنها تؤكد أن الرسل والأنبياء جميعًا لا يعلمون الغيب، يبقى علم الغيب عند الله وحده؛ ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [النمل: 65].

 

• أنها تثبت أن هذه الآيات كلها من عند الله، لا أحدَ قادرٌ أن يأتي بآية مثل أسلوب القرآن؛ ﴿ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ﴾ [الإسراء: 88].

 

• أن ما ورد في هذه القصص المذكورة كان الخطاب كله موجهًا إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، تارة: ﴿ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ ﴾ [البقرة: 252]، وأخرى: ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ﴾ [آل عمران: 44].

 

المصادر والمراجع:

القرآن الكريم:

1- سورة البقرة.

2-سورة آل عمران.

3- النساء.

4- النمل.

5- سورة هود.

6- سورة يوسف.

7- سورة غافر.

 

كتب التفاسير:

1- تفسير القرطبي.

2- تفسير الطبري.

3- تفسير ابن كثير.

4- التفسير الميسر.

5- التفسير الوسيط.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أبعاد كتابات اللغات الإفريقية بالحرف العربي ومسيرتها التاريخية
  • آثار الفكر الغربي في مزاج التفكير العربي (1)
  • آثار الفكر الغربي في مزاج التفكير العربي (2)
  • أثر التفكير الغربي في مناهج التعليم للعالم العربي
  • من طرائف القرآن الكريم وبلاغته
  • آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي

مختارات من الشبكة

  • {يغشى طائفة منكم}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { ودت طائفة من أهل الكتاب لو يضلونكم وما يضلون إلا أنفسهم... }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من كنوز القرآن الكريم: قصة يوسف عليه السلام (وقفات - فوائد - لطائف)(محاضرة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • لطائف البيان في تجويد القرآن (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة لطائف القرآن (النسخة 2)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • من كنوز القرآن الكريم "قصة يوسف، وقفات - وفوائد - لطائف" (الجزء الثاني)(كتاب - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • من كنوز القرآن الكريم "وقفات - فوائد - لطائف" (الجزء الأول PDF)(كتاب - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • صدر حديثاً (لطائف المنان في نفي الزيادة والحذف في القرآن) للدكتور فضل حسن عباس(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • العناية بالشَّعر في السنة النبوية(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • شرح حديث أبي موسى: مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • منح دراسية للطلاب المسلمين في بلغاريا تشمل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه
  • مبادرة "زوروا مسجدي 2025" تجمع أكثر من 150 مسجدا بمختلف أنحاء بريطانيا
  • متطوعو كواد سيتيز المسلمون يدعمون آلاف المحتاجين
  • مسلمون يخططون لتشييد مسجد حديث الطراز شمال سان أنطونيو
  • شبكة الألوكة تعزي المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا في وفاة سماحة مفتي عام المملكة
  • برنامج تعليمي إسلامي شامل لمدة ثلاث سنوات في مساجد تتارستان
  • اختتام الدورة العلمية الشرعية الثالثة للأئمة والخطباء بعاصمة ألبانيا
  • مدرسة إسلامية جديدة في مدينة صوفيا مع بداية العام الدراسي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 8/4/1447هـ - الساعة: 16:15
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب