• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الإمام مسلم بن الحجاج القشيري وكتابه الصحيح دراسة ...
    سارا بنت عبدالرحمن البشري
  •  
    حلق رأس المولود حماية ووقاية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    حقوق الميت (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    من أسباب النصر والتمكين (خطبة)
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    أسباب البركة في البيوت
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    شتان بين مشرق ومغرب: { قل هل يستوي الذين يعلمون ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    الشيطان وما الشيطان!
    إبراهيم الدميجي
  •  
    الاطلاع والانتفاع بما قال فيه الرسول - صلى الله ...
    بكر البعداني
  •  
    خطبة: اتق المحارم تكن أعبد الناس
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    إفادة خبر الآحاد للعلم بين مقاييس أهل الحديث ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    من مائدة السيرة: إيذاء قريش للمسلمين
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    خالق الناس بخلق حسن (خطبة)
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    فضل زيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مدينة أشباح
    سمر سمير
  •  
    تفسير قوله تعالى: { قل آمنا بالله وما أنزل علينا ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

من أسباب النصر والتمكين (خطبة)

من أسباب النصر والتمكين (خطبة)
أبو سلمان راجح الحنق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/8/2025 ميلادي - 25/2/1447 هجري

الزيارات: 101

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من أسباب النصر والتمكين


المقدمة:

أيها المسلمون، كثيرةٌ هي جراح المسلمين في هذا الزمان، وكثير هم المضطهدون في كل مكان، ولكن قضية المسلمين الأولى في أرض الإسراء والمعراج تبقى هي الأبرز في هذا الزمن؛ وذلك لارتباطها بالمسجد الأقصى، أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين، ومسرى الحبيب المصطفى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكون هذه القضية في عقر دار المسلمين، وكون طرف هذه القضية هم اليهود؛ أشد الناس عداوة للذين آمنوا: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ [المائدة: 82].

 

أيها المسلمون، أمة الإسلام اليوم غثاء كغثاء السيل -إلا من رحم الله- تفكروا فقط في هذا الموقف، كيف كان المسلمون في شهر رمضان المبارك، وفي الصلوات، وكيف كانت المساجد تزدحم بروَّادها من المصلين، ومن المتعطشين للدروس العلمية، "قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم"، "كتاب وسنة"، وكيف كان الناس في صلاة التراويح وصلاة القيام، وفي العشر الأواخر، لا تكاد تجد لك مكانًا في المسجد من شدة الزحام، فماذا حصل للناس بعد خروج شهر رمضان المبارك، قلَّ روَّاد المساجد، وقل المصلون، وقل التالون لكلام الله تعالى، وقل العاكفون على سماع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندها ينتابك خوف تسليط الأعداء على أمتنا الإسلامية بسبب بُعدنا عن الله، وبعدنا عن تطبيق وتحكيم شرع الله تعالى، "كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم"، وتفريطنا بالواجبات، والتهاون في الجُمع والجماعات، والظلم الحاصل بيننا، وهكذا حصل الخلل.

 

أيها المسلمون، نخاطب أنفسنا نحن أمة الإسلام، هل أخذنا بأسباب النصر والتمكين والعز لهذه الأمة؟ هل نصرنا إخواننا المظلومين في كل مكان وفي أرض فلسطين على وجه الخصوص؟ أما أولئك المرابطون على أرض الإسراء والمعراج، وعلى مدار عقود من الزمن، فقد أدَّوا واجبهم؛ من مقارعة الأعداء، والجهاد، والوقوف أمام عتو وإجرام الصهاينة، وقدموا قوافلَ من الشهداء، نحسبهم كذلك والله حسيبهم، وبذلوا أرواحهم، وهُدمت ديارهم، وذهب خيرة رجالهم وشبابهم، كل ذلك دفاعًا عن دينهم ومقدساتهم، وأعراضهم وأرضهم، فهل أدَّوا ما عليهم؟ نحسبهم كذلك والله حسيبهم.

 

ولكن نحن أمة المليارين من أهل الإسلام: هل قام المسلمون بواجبهم نحو دينهم ومقدساتهم، ونصرة إخوانهم؟ سؤال مهمٌّ، يجب على كل مسلم أن يعي هذا السؤال، وأن يعد له جوابًا صادقًا.

 

أيها المسلمون، الحق والباطل في صراع مستمر، وقد أخبرنا الله جل جلاله عن ذلك، وبيَّن تبارك وتعالى عن استمرار الكافرين في قتال المسلمين ليصرفوهم عن دينهم الحق؛ في قوله تعالى: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 217].

 

وبيَّن الله لنا في كتابه الكريم أن الكافرين يكيدون بالمسلمين، ويمكرون بهم في كل حين؛ فقال عز شأنه: ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا ﴾ [الطارق: 15، 16]، وقال سبحانه: ﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾ [إبراهيم: 46].

 

أيها المسلمون، وإذا أرادت هذه الأمة أن يمكَّن لها في الأرض، وأن تكون ظاهرة على عدوها، فعليها أن تأخذ بأسباب التمكين، فمتى أخذت هذه الأمة بتلك الأسباب، نصرها الله على أعدائها، وهذه الأسباب كلها موجودة في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ والله جل جلاله قد بيَّن في كتابه الكريم كل شيء: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9]، وقال سبحانه: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، ومن أعظم ما بيَّنه القرآن الكريم أسبابُ النصر والتمكين؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأنبياء: 10]؛ قال المفسرون: "أي: في القرآن عزكم وشرفكم ورفعتكم في الدنيا والآخرة".

 

أيها المؤمنون، وهنا بيان وذكر لبعض أسباب النصر والتمكين من القرآن الكريم:

١- الإيمان والعمل الصالح: قال سبحانه: ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الروم: 47]، وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51]، وقال سبحانه: ﴿ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴾ [النساء: 141]، وقال ربنا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ [الحج: 38]، وقال الله تعالى: ﴿ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 19]، فالله تعالى مع المؤمنين الصالحين بالنصر والتأييد، وقد وعدهم جل جلاله بالدفاع عنهم، وضمن لهم إن حقَّقوا الإيمان اعتقادًا وقولًا وعملًا، ألَّا يجعل للكافرين عليهم سبيلًا، وهذا مستمر في كل حين، قد ينتصر الكفار في بعض المواطن والأوقات؛ وذلك بسبب تفريط المؤمنين في بعض أسباب النصر، وسنة الله التي لا تتخلف؛ أن ينصر المؤمنين كاملي الإيمان في الحياة الدنيا على أعدائهم بالغلبة إن قاتلوهم، وبالحُجة إن ناظروهم، وبالانتقام منهم إن قتلوهم وظلموهم.

 

فالصحابة رضي الله عنهم حين حققوا الإيمان والعمل الصالح بطاعة الله ورسوله، نصرهم الله على جميع أعدائهم، فهزموا جيوش المرتدين، وفتحوا فارس، وغلبوا الروم، ولم يستطع أحد أن يقف أمامهم، وتحقق وعد الله لهم؛ في قوله سبحانه: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 55].

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "سنة الله تعالى وعادته في نصر عباده المؤمنين إذا قاموا بالواجب على الكافرين، وانتقامه وعقوبته للكافرين الذين بلغتهم الرسل بعذاب من عنده، أو بأيدي المؤمنين، هي سنة الله تعالى التي لا توجد منتقضة قط"؛ [الرد على المنطقيين].

 

فإذا حقق المؤمنون الإيمانَ والعمل الصالح في أي زمان ومكان، فتمسكوا بالقرآن والسنة، وأطاعوا الله ورسوله، وساروا على ما كان عليه الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار، فإنه تعالى يرحمهم، وينصرهم الله على أعدائهم؛ قال تعالى: ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأنعام: 155]، وعن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورين، لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتي أمر الله عز وجل))؛ [رواه ابن ماجه بإسناد صحيح، وأصله في صحيح مسلم: 1920].

 

أيها المسلمون، وإن حصل للمسلمين انهزام في بعض المواطن أو الأزمان فهو من عند أنفسهم، بذنوبهم ومخالفتهم ما أمرهم الله تعالى به، ومخالفة هديِ وسُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كما قال سبحانه عن الصحابة في غزوة أحد: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].

 

فالله تعالى لا يجامل أحدًا، فمن وفى بما أمره الله تعالى، وفاه الله ما وعده؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ﴾ [البقرة: 40].

 

قال ابن تيمية رحمه الله: "الله تعالى قد يديل الكافرين على المؤمنين تارة كما يديل المؤمنين على الكافرين، كما كان يكون لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مع عدوهم، لكن العاقبة للمتقين... وإذا كان في المسلمين ضعف، وكان عدوهم مستظهرًا عليهم، كان ذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم؛ إما لتفريطهم في أداء الواجبات باطنًا وظاهرًا، وإما لعدوانهم بتعدي الحدود باطنًا وظاهرًا"؛ [مجموع الفتاوى (11/ 645)].

 

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: "النصر والتأييد الكامل إنما هو لأهل الإيمان الكامل، فمن نقص إيمانه نقص نصيبه من النصر والتأييد، ولهذا إذا أُصيب العبد بمصيبة في نفسه أو ماله أو بإدالة عدوه عليه، فإنما هي بذنوبه؛ إما بترك واجب، أو فعل محرم، وهو من نقص إيمانه، والله سبحانه قد بيَّن في كتابه الكريم أنه ناصر المؤمنين في الدنيا والآخرة".

 

أيها المؤمنون، فهل نحن أمة الإسلام حققنا هذا السبب الذي هو أعظم سبب في النصر والتمكين والتأييد، بعد توفيق الله تعالى؟

 

هل نحن ممن يؤدي الواجبات، وينتهي عن المحرمات خوفًا من الله تعالى؟ هل نحن أمة الإسلام التزمنا بشريعة رب الأرض والسماء؟ هل نحن أمة الإسلام ممن حكَّم الكتاب والسنة في كل شؤون الحياة، حتى نستحق النصر والتمكين والتأييد؟

 

فتعالَ وانظر إلى حالنا نحن أمة الإسلام؛ من ضياع وتفريط للصلوات؛ الركن الثاني من أركان الإسلام، وهكذا في بقية أركان الإسلام، وأركان الإيمان.

 

هل نحن أمة الإسلام ممن سعى جاهدًا إلى الالتزام بالكتاب والسنة، وعلى ما كان عليه الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار؟

 

هل نحن أمة الإسلام حققنا الأُخوة الإيمانية فيما بيننا؟


هل نحن أمة الإسلام ممن تآلفت قلوبهم، وسلمت صدورهم، وكنا يدًا واحدة على أعدائنا؟ هل عملنا على إزالة المظالم التي عندنا نحن أمة الإسلام؟ هل نحن أمة الإسلام ممن يسعى جاهدًا إلى تربية الأجيال على الإيمان والعمل الصالح، وعلى حبِّ القرآن الكريم والسنة النبوية؟ وهل نحن أمة الإسلام ممن تبرأ من أعداء الدين من يهود ونصارى، ومشركين وبوذيين، ومن سائر الملل والنِّحل المخالفة لدين الله تعالى، والمخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فإذا كنا كذلك، حينها نستحق النصر والتمكين والتأييد من الله تعالى: ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 4، 5].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

قلت ما سمعتم...

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أما بعد أيها المؤمنون:

فإنه لا بد لنا نحن أمة الإسلام من مراجعة شاملة تامة لكلٍّ من: العلماء، والدعاة، وطلاب العلم، والخطباء، والوعَّاظ، والمدرسين، والآباء والأمهات، والساسة والقادة ومن بيدهم القرار، بل وكل مكونات المجتمع المسلم؛ مراجعة حقيقية شاملة، أين نحن من تطبيق دين الله وشرع الله؟ وأين نحن من السير على منهج وسنة وطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وأين نحن من التشبه بما كان عليه أهل القرون المفضَّلة من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين، ممن زكَّاهم الله وشهِد لهم بالإيمان، وأثنى عليهم في القرآن الكريم، وشهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يُوحى؟

 

الأمة اليوم تسلَّط عليها أحفاد القردة والخنازير، وتهجَّم عليها عُبَّاد الصليب، وازدراها كل من في قلبه مرض وحقد وغلٌّ على هذا الدين، وتكالبت أمم الكفر وأعوانهم من المنافقين ومن أهل الشر والضلال، ومعهم كل حاقد على الإسلام والمسلمين، فما هو السبيل لمواجهة هذا الباطل، ودفع هذا الضرر عن أمة الإسلام؟ إن السبيل لمواجهة ذلك هو الرجوع الصادق إلى الله تعالى، والتمسك بهذا الدين، وتحكيم شرع الله المبين، والعمل بالكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار، ونشر العلم بين الناس، وتربية الشباب على الالتزام بما جاء به سيد المرسلين، والعمل على تربية الأسرة وعلى وجه الخصوص تربية المرأة المسلمة على العقيدة والتدين، والعِفَّة والصدق والحشمة، وأن تكون الأمة كل الأمة جهودها؛ إعلاميًّا وثقافيًّا وسياسيًّا، موجَّهة ومركزة على بناء هذا الفرد المسلم إيمانيًّا وأخلاقيًّا وسلوكيًّا، على وفق أصول ومباني هذا الدين العظيم؛ كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألَّا يصيبنا اليأس أو الضعف أو العجز، أو نقول: إن هذا أمر يطول، لا وألف لا، فإذا صدَقْنَا مع الله، صدَقَنَا الله، وتهيأت لنا أسباب النصر والتمكين والتأييد، وجاء مدد السماء: ﴿ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [آل عمران: 13]، ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40].

 

أيها المسلمون، إننا نشاهد ونسمع أن أعداء هذا الدين من يهود ونصارى، ومشركين وبوذيين، ومن سائر الملل والنحل المخالفة لدين الله تعالى، يعلنون حربهم الواضحة والمكشوفة على الإسلام وأهله، ويتبجحون بكفرهم، وبصلبانهم، ويصرِّحون أن حربهم هذه حرب دينية، وأنهم يريدون الانتقام من الدين وحمَلته، ويذكرون في كلامهم حروبهم الصليبية، ويعلنونها صريحة أنهم عدوهم الأول واللدود هو الإسلام ومن يحمل الإسلام الصحيح.

 

وأمة الإسلام يستحيي قادتها ومن تحكَّم فيها أن يطبِّقوا شرع الله، وأن يحكموا كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحاربون العلماء والدعاة العاملين، ويقفون حجر عثرة أمام عزة هذه الأمة، وأمام دينها، وأمام خيرة رجالها، كل ذلك طلبًا لديناهم، وخوفًا من الكفار، وتحقيقًا لشهواتهم وملذاتهم، واغترارًا بمناصبهم، وأما عزة أمتهم، وسلامة دينهم، وحفظ مجتمعاتهم وكرامة شعوبهم، فهذا لا يلتفتون إليه إلا ما ندر.

 

فهل من مراجعة شاملة وحقيقية لهذه الأمة حتى ننهض من كبوتنا، ونُظهر ديننا، ونعلن للعالمين إسلامنا وعقيدتنا، ونعرِّف الغرب والشرق من هي أمة الإسلام، وننشر تاريخ عزنا وحضارتنا، وسيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم، وسيرة الخلفاء الراشدين وعدلهم وجهادهم وصدقهم، ونبين للعالم صورة الإسلام الحق، ونفتح المجال للعلماء العاملين الصادقين كي ينقلوا رسالة الإسلام غضَّة طرية نقية، كما جاء بها سيد البشر وخير الرسل محمدٌ صلى الله عليه وسلم، وكما علمها الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار، ومن جاء بعدهم من التابعين وتابعي التابعين رضي الله عنهم جميعًا؟

 

عندها سنقول لليهود والنصارى وسائر ملل الكفر: أمامكم ثلاثة خيارات لا رابع لها:

1- إما الإسلام، فلكم مالنا وعليكم ما علينا.

 

2- وإما الجزية عن يد تدفعونها وأنتم صاغرون، ولكم منا الحماية ولا يُظلم منكم أحدٌ.

 

3- وإما بيننا وبينكم السيف حتى يحكم الله بيننا وبينكم.

 

فهل ستعمل هذه الأمة المسلمة جاهدة حتى تصل إلى هذا المستوى؟ اللهم حقق لهذه الأمة نصرًا وعزًّا وتمكينًا يا رب العالمين.

 

ومن أسباب النصر والتمكين:

• الإيمان والعمل الصالح.

 

• تقوى الله والإخلاص.

 

• نصرة دين الله.

 

• اجتماع الكلمة على الحق، وإصلاح ذات البين، وعدم التنازع والتفرق، والقتال تحت راية واحدة وبقيادة واحدة، كما كان ذلك على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى عهد الخلفاء الراشدين.

 

• إعداد ما يُستطاع من القوة.

 

• الصبر في الجهادـ والثبات عند اللقاء.

 

• إقامة الصلاة، والإكثار من ذكر الله والاستغفار، والدعاء والاستغاثة بالله.

 

• التوكل على الله.

 

• وضوح الغاية من الجهاد.

 

• موالاة المؤمنين، والبراءة من الكافرين والظالمين.

 

• الحكمة في الجهاد.

 

• حسن الأخلاق.

 

ألَا وصلوا وسلموا على من أُمرتم بالصلاة عليه...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من أسباب النصر

مختارات من الشبكة

  • أسباب منع وجلب المطر من السماء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: اتق المحارم تكن أعبد الناس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عبر ودروس من قصة آل عمران عليهم السلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خالق الناس بخلق حسن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحرص على الوقت (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وعبر من قصة قارون (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الاستبشار بنزول الأمطار (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عبرة اليقين في صدقة أبي الدحداح (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البر بالوالدين دين ودين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة نازران تستضيف المسابقة الدولية الثانية للقرآن الكريم في إنغوشيا
  • الشعر والمقالات محاور مسابقة "المسجد في حياتي 2025" في بلغاريا
  • كوبريس تستعد لافتتاح مسجد رافنو بعد 85 عاما من الانتظار
  • 57 متسابقا يشاركون في المسابقة الرابعة عشرة لحفظ القرآن في بلغاريا
  • طلاب هارفارد المسلمون يحصلون على مصلى جديد ودائم بحلول هذا الخريف
  • المعرض الرابع للمسلمين الصم بمدينة دالاس الأمريكية
  • كاتشابوري تحتفل ببداية مشروع مسجد جديد في الجبل الأسود
  • نواكشوط تشهد تخرج نخبة جديدة من حفظة كتاب الله

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/2/1447هـ - الساعة: 14:19
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب