• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    دعاء يجمع خيري الدنيا والآخرة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    عبرة اليقين في صدقة أبي الدحداح (خطبة)
    د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم
  •  
    ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    البر بالوالدين دين ودين (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تخريج حديث: أنه خرج ومعه درقة، ثم استتر بها، ثم ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    أهدافك أم الهدف منك؟!! أيهما أولى باهتمامك؟!
    نبيل بن عبدالمجيد النشمي
  •  
    { ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم }
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (32) «لا ضرر ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    خطبة: مصعب بن عمير باع دنياه لآخرته
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: الودود
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    أسباب البركة في الأولاد
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أنت الآن في الأمنية
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    معنى عالمية الدين
    عبدالعزيز بن محمد السلمان
  •  
    كن نافعا
    محمد أحمد عبدالباقي الخولي
  •  
    من مائدة الفقه: مخالفات شائعة في الوضوء
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    خطبة: كيف يتحلى الشباب بالوقار؟
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

أهدافك أم الهدف منك؟!! أيهما أولى باهتمامك؟!

أهدافك أم الهدف منك؟!! أيهما أولى باهتمامك؟!
نبيل بن عبدالمجيد النشمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/8/2025 ميلادي - 23/2/1447 هجري

الزيارات: 165

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أهدافك أم الهدف منك؟!!

أيهما أولى باهتمامك؟!

 

من أبرز صفات الدنيا وحقائها أنها مؤقتة مهما طالت فكل من عليها فان، ومن أهم صفات الآخرة وحقائقها أنها أبدية لا نهاية لها. حقيقتان دامغتان تجعل المرء يعيد النظر مرارًا في الموقف منهما والعمل على ضوئهما، فلا يغتر في البقاء في الدنيا، ولا ينسى الخلود في الآخرة.

 

وأهدافك الشخصية المشروعة كـ: ترقية وظيفية، شهادة أكاديمية ودرجة علمية، مشروع تجاري، بناء، بيت، زواج ونحوها أو حتى أهداف يومية بسيطة مثل: الخروج في نزهة أو شراء شيء للمتعة أو حتى أكلة تعجبك مادامت أنها في إطار المشروع بل بعضها قد يكون دليلا على علو همة والحرص على ما بنفع عملا بوصية النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين في قوله: « احرصْ على ما يَنفعُكَ »[1].

 

هذه أهدافك وطموحاتك...

الهدف منك ما هو؟

الهدف الذي لأجله خلقت؟

الهدف منك لا شك أنه معروف وهو تحقيق العبودية لله والسعي إلى رضوانه، ولستَ مُطلبًا بأن تترك أهدافك وطموحاتك لا عقلا ولا شرعًا، فلست ممنوعًا من أن تسعى إلى تحقيق أهدافك بل فقهاء النيات وعارفي فن الاحتساب يجمعون بين الأمرين وينالون الحسنيين، بإذن الله تعالى، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..

 

لكن عند التعارض كيف التصرف؟

عندما تتعارض أهدافك وطموحاتك الشخصية الدنيوية مع الوظيفة الرئيسية التي خلقك الله لأجلها وأنعمَ عليك وسخرَ لك من مخلوقاته ما تعلم وما لا تعلم لأجل القيام بها.

 

حتى لو لم تتعارض لكن الهدف الشخصي يؤثر على الهدف من الوجود والخلق... عند ذلك ماذا تصنع؟

 

كيف تتصرف؟

هنا يقع التفاوت بين الناس وتتفاوت الدرجات والمراتب.

وهنا تكتشف فضل الصحابة رضوان الله عليهم أو جزءا من ذلك.

 

تأمل معي آية وحديث؛ الآية: يقول المولى عز وجل: ﴿ وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195].

 

يذكر الواحدي في سبب نزول هذه الآية رواية عن صحابي جليل فيما روي عن عبد الله بن يزيد المقري، أخبرنا حيوة بن شريح، أخبرني يزيد بن أبي حبيب، أخبرني أسلم أبو عمران، قال: كنا بالقسطنطينية وعلى أهل مصر عقبة بن عامر الجهني، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى أهل الشام فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج من المدينة صف عظيم من الروم، وصففنا لهم صفًا عظيمًا من المسلمين، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم حتى دخل فيهم، ثم خرج إلينا مقبلا، فصاح الناس فقالوا: سبحان الله ألقى بيديه إلى التهلكة، فقام أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أيها الناس إنكم تتأولون هذه الآية على غير التأويل، وإنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار، إنا لما أعز الله تعالى دينه وكثر ناصريه، قلنا بعضنا لبعض سرًّا من رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أموالنا قد ضاعت، فلو أنا أقمنا فيها وأصلحنا ما ضاع منها، فأنزل الله تعالى في كتابه يرد علينا ما هممنا به فقال: ﴿ وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ﴾ في الإقامة التي أردنا أن نقيم في الأموال فنصلحها فأمرنا بالغزو. فما زال أبو أيوب الأنصاري غازيًا في سبيل الله حتى قبضه الله عز وجل»[2].

 

ما أعظم أدب الصحابة – رضوان الله عليهم - وما أجل موقفهم من النصوص، فبعد أن شعر الأنصار أن الدين استقام؛ والدولة قويت؛ أرادوا الرجوع إلى أهدافهم الشخصية التي تركوها لانشغالهم بالجهاد والدعوة وحماية الدولة والقيام بشأنها مع فقرهم وحاجاتهم فلما شعروا أن الأمور تحسنت والدولة قامت أعادوا النظر في أهدافهم الشخصية وفكروا بها من جديد، فنزلت الآية فتركوا ما أردوا وعادوا لما كانوا عليه.

 

وقبل نزول الآية منهم من مات ولم يصل إلى مرحلة رؤية قيام الدولة وانتشار الإسلام ومنهم من مات ولم يحقق من أهدافه الشخصية وطموحاته شيئا.. فتأمل.

 

أمَّا الحديث:

فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: «هل تدرون من أول من يدخل الجنة من خلق الله؟»، قالوا: الله ورسوله أعلم.

 

قال: «أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء المهاجرون الذين يسد بهم الثغور وتتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء، فيقول الله لمن يشاء من ملائكته: ائتوهم فحيوهم فيقول الملائكة: ربنا نحن سكان سمواتك، وخيرتك من خلقك أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم؟

 

قال: إنهم كانوا عبادًا يعبدوني لا يشركون بي شيئًا، وتسد بهم الثغور، وتتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاء، قال: فتأتيهم الملائكة عند ذلك فيدخلون عليهم من كل باب ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 24][3].

 

يا الله ما أروع هذا الحديث وما أجله؟!

تأمل قوله: "ويموتُ أحدُهم وحاجته في صدرِه لا يستطيعُ لها قضاءً "، هذه أهدافهم الشخصية وطموحاتهم ماتت معهم ودفنت معهم لا يستطيع لحاجته قضاء، إما لقلة ذات اليد، أو لعدم التفرغ لها وانشغاله بالرابط في الثغور وحماية المجتمع، لم يحققوا أهدافهم الدنيوية، لكن عملهم ودورهم في الحياة ومشروعهم الأول: "تسد بهم الثغور، وتتقى بهم المكاره".. القيام بحق الله والحرص على مرضاته.

 

وهو أحد عناوين تحقيق العبودية لله، والبحث عن مواطن رضوانه، وإن بقيت حاجاتهم وأمانيهم في صدروهم ورحلوا بها.

 

ومن الصحابة من حقق أهدافه وطموحاته، ومنهم من قضى نحبه قبل أن يرى عزَّ الإسلام وعلو شأنه وقوة شوكته، ولذلك لم يغتروا ولم يبدلوا ولم يتوانوا لحظة في نصرة دين الله؛ فهو مشروعهم الرئيس.. حتى بعد توسع الدولة وكثرة المسلمين وفتح الأمصار ودخول الناس في دين أفواجًا إلا أن ذلك لم يكون سببا ولا مبررا لترك موقعهم ودورهم.

 

المحك:

إذا تعارضت أهدافك مع الهدف منك، أو كان تحقيق أهدافك سببًا لنقص أدائك في تحقيق الهدف منك والتأثير عليه، لو أن أهدافك الشخصية تؤدي إلى تأخير الفرائض أو تركها..

لو أن أهدافك الشخصية توقعك في المعاصي وتقربك من الحرام..

 

لو أن أهدافك الشخصية تكون سببًا للقطيعة والهجر غير الشرعي..

 

لو أن أهدافك الشخصية في تحقيقها شبهة حرام أو حرام صريح..

 

لو أن أهدافك الشخصية تأخذ وقتك كله أو أغلبه ولا وقت لديك للقربات والطاعات..

 

بل أبعد من ذلك: كيف لو كان تحقيق أهدافك فيه مغامرة بدينك وبعقيدتك أو بعقيدة ذريتك من بعدك؟

 

وكيف لو كان تحقيق أهدافك الشخصية عن طريق الحرام..

 

وحتى على مستوى أخف كأن يكون تحقيق أهدافك الشخصية سببًا للتباعد بينك وبين الصالحين أو سببًا لترك باب من أبواب الخير..

 

لو أن أهدافك الشخصية تشغلك عن دينك وأمتك وآخرتك..

 

ماذا أنت صانع؟

وكم يمكنك الموازنة والمقاربة والتسديد؟!

 

تأمل هذه القصة - ولعلك قرأتها أو سمعتها من قبل - لكن في هذه المرة اجعل نفسك مكان صاحب القصة وحدث نفسك بما أنت فاعله:

(روى البخاري - رحمه الله تعالى - في "صحيحه" أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، أُتي بطعام وكان صائمًا، فقال: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، كفن في بردة، إن غطي رأسه، بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه - وأراه قال: وقتل حمزة وهو خير مني - ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط - أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا - وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام)[4].

 

عبد الرحمن بن عوف كان تاجرًا من أغنياء الصحابة، رضوان الله عليهم، وكان كثير الصدقة أيضا، وهو في طريق تحقيق أهدافه وطموحاته الشخصية لم ينس الهدف منه، ولم تؤثر تلك الأموال في عبوديته لله، وإن كانت أمواله من كسب طيبٍ ويزيدها طيبة النفقة والتصدق.

 

الذي أبكاه أنه خشي أن يكون تحقيق أهدافه الشخصية التي تحققت مؤثرًا على الهدف منه ومن حياته الآخرة، وهو من هو في الإسلام رضي الله عنه.

 

عندما تنسيك أهدافك الهدف منك فأنت على خطر، وعندما تشغلك أهدافك عن الهدف منك فأنت على خطر أيضا، ومن شغلته دنياه عن آخرته فقد خسر خسرانًا مبينًا؛ قال الله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15، 16].

 

وقال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ﴾ [النساء: 134].


يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تفسير هذه الآية: يقول الله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا ﴾ أي جزاءها ومتعها وزهرتها فقد فاته الخير الكثير؛ لأنه حُرم ما عند الله من ثواب الدنيا والآخرة، ولهذا لم يقل: من كان يريد ثواب الدنيا نؤته منها، كما جاء ذلك في آية أخرى ﴿ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ﴾ [الشورى ٢٠] بل جاء الجواب على خلاف ما يتوقع السامع، يعني فكأنه لم ينل شيئًا.

 

فمن أراد الآخرة لم تفته الدنيا، ومن أراد الدنيا فاتته الدنيا والآخرة، وإن أتته الدنيا فإنه لا يؤتى إلا منها، لا كل ما يريد. هذا هو الحاصل في الإرادات، ومن أراد الدنيا والآخرة معًا فهل نقول: إنه بين درجتين؟ أو نقول: إنه ينال ثواب الدرجة الثانية، وهي إرادة الآخرة؟ نقول هنا: أيهما أغلب فيمن أراد الدنيا والآخرة؟ إذا كان الأغلب الآخرة فإنه ينال ثواب الدنيا والآخرة، وإذا كان الأغلب الدنيا فإنه ينقص من ثواب الآخرة بقدر ما نوى من الآخرة، نعم بقدر ما نوى من الآخرة، فإذا كان نوى الآخرة كلها حصل له الثواب كله، أو بعضها يحصل له أقل.

 

وقد جاءت الأحاديث شاهدة بهذا؛ فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ».

 

ولهذا نجد الذين يريدون الدنيا أحيانًا يوفَّقون في الدنيا ويحصل لهم مرادهم أو بعضه، وأحيانًا لا يحصل لهم ويكونون أشد فقرًا من المسلمين.

 

وقوله عز وجل: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [النساء: 134] يعني وقد فاته ما يريد؛ لأنه في الواقع قد يؤتى ما يريد أو بعضه، ثم لو أتي فإنه لن يدوم، بل سيموت أو يفقد ما أوتي[5].

 

ولذلك لما رفع الصحابة رضوان عليهم شعار (الهدف مني قبل أهدافي) عمليًّا، نقلوا العالم المحيط بهم وما امكنهم بلوغهم خلال سنوات، وغيروا وجه الخريطة وحدود الدول، وأخضعوا الحضارات القائمة لقيمهم ودولتهم، فلم يغتروا ولم يتأثروا بغيرهم مع البون الشاسع والفرق الواسع حضاريا ودنيويا بينهم وبين من حولهم.

 

♦ مصفوفة مهمة:

أهدافك الشخصية

الهدف منك

المربع الأول

المربع الثالث

المربع الثاني

المربع الرابع

 

1- المربع الأول: مربع القمة، وهو الذي تلتقي فيه أهدافك الشخصية مع الهدف منك، فتجمع بين الدينا والآخرة، بإذن الله تعالى.

 

2- المربع الثاني: مربع يغلب فيها العمل على تحقيق العبودية مع ضعف في تحقيق الأهداف الشخصية وهذا على خير عظيم.

 

وفي المربع الأول والثاني يختلف فيه الناس ولكل بحسبه وحسب ما أوتي من فهم وجهد، فهناك من يمكنه الجمع دون أن تؤثر هذه على هذه، ومنهم من لا يستطيع فيلزم غرز العبودية ويصبر على ما لم يمكنه تحقيقه من أهدافه راضيًا مطمئنًا معلقًا قلبه بما عند الله تعالى.

 

3- المربع الثالث: مربع يغلب فيها العمل على تحقيق الأهداف الشخصية مع ضعف في تحقيق العبودية، وهو على خطر.

 

4- المربع الرابع: مربع السبهلل الذي لا يسعى في تحقيق أهدافه ولا يعمل فيما خلق له والهدف منه.

 

النتيجة:

• منطقة الأمان في المربع الأول والثاني، وفيها يتفاوت الناس وتختلف درجاتهم.

 

• منطقة الغفلة في المربع الثالث، وهي التي ينشغل المرء بنفسه ودنياه ويغفل عن آخرته، فإن لم ينتبه يخسر الدينا والآخرة، ومن أبرز ما يتصف بها من في هذا المربع أنه مجتهد في تحقيق أهدافه وتحسين دنياه ولو أدى به الأمر إلى ترك الفرائض وارتكاب المعاصي والبعد عن الله.

 

• منطقة الضياع والهلاك في المربع الرابع لا لأمر الدينا ولا لأمر الآخرة، نسأل الله العافية.

 

والخلاصة:

أن الإنسان يسعى لتحقيق أهدافه وهذا مقتضى التمكين والاستخلاف في الأرض، لكن دون أو تكون عائقًا أو مؤثرًا على الهدف منه، ومتى استطاع الجمع بين الأمرين وكان على قدرٍ من التحكم بذاته والوقوف عند الحدود، وإلا فالآخرة خير وأبقى.

 


[1] رواه مسلم رقم (1540)

[2] أسباب النزول ت زغلول (ص60)

[3] أخرجه أحمد (6650)، والطبراني (14 /113) (14734)، والحاكم (2393) وابن حبان وصححه باختلاف يسير أنظر صحيح ابن حبان (7421).

[4] صحيح البخاري رقم (1275).

[5] تفسير ابن عثيمين – سورة النساء





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • قرارات التعيين بتوقيع النبي الأمين
  • إلى رواد العمل الخيري: لا تنسوا قلوبكم
  • أيكم محمد؟!
  • دورة: الإيمان أولا
  • حافظوا على كرامة اليتيم وأنتم تعطونه

مختارات من الشبكة

  • استراتيجيات تحقيق الهدف الأول لتدريس المفاهيم والتعميمات (عرض تقديمي)(كتاب - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • نموذج مقترح للأهداف السلوكية لتدريس المواد الدراسية المختلفة (عرض تقديمي)(كتاب - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • استراتيجيات تحقيق الهدف الخامس والسادس لتدريس المفاهيم والتعميمات (عرض تقديمي)(كتاب - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • استراتيجيات تحقيق الهدف الثاني والثالث والرابع لتدريس المفاهيم والتعميمات (عرض تقديمي)(كتاب - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • إلى أهدافك انطلق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المعتزلة الجدد وتأويل النص القرآني(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التخطيط اليومي لتحقيق الإنتاجية: خطوات وعادات لبناء روتين فعال وإنجاز الأهداف(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أنر في ظلام الإحباط شمعة أمل(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • وقفات مع اسم الله العليم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة دروب النجاح (1) البوصلة الداخلية: دليل لاختيار مسارك الجامعي بثقة(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • كوبريس تستعد لافتتاح مسجد رافنو بعد 85 عاما من الانتظار
  • 57 متسابقا يشاركون في المسابقة الرابعة عشرة لحفظ القرآن في بلغاريا
  • طلاب هارفارد المسلمون يحصلون على مصلى جديد ودائم بحلول هذا الخريف
  • المعرض الرابع للمسلمين الصم بمدينة دالاس الأمريكية
  • كاتشابوري تحتفل ببداية مشروع مسجد جديد في الجبل الأسود
  • نواكشوط تشهد تخرج نخبة جديدة من حفظة كتاب الله
  • مخيمات صيفية تعليمية لأطفال المسلمين في مساجد بختشيساراي
  • المؤتمر السنوي الرابع للرابطة العالمية للمدارس الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/2/1447هـ - الساعة: 18:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب