• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    غزوة الأحزاب وتحزب الأعداء على الإسلام في حربهم ...
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    من وحي عاشوراء: ثبات الإيمان في مواجهة الطغيان ...
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    حقوق العلماء (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    نقض شبهة "البخاري بشر يخطئ فلم تجعلون صحيحه فوق ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    خطبة: العناية بالوالدين وبرهما
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    آداب استعمال أجهزة الاتصالات الحديثة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    من مائدة العقيدة: وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه ...
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أعلى النعيم رؤية العلي العظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    اليد العليا خير
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    كان صلى الله عليه وسلم يتداوى بالقرآن
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الضلال نفق مظلم
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    التسبيح في سورة (ق) تفسيره ووصية النبي صلى الله ...
    بدر عبدالله الصاعدي
  •  
    بيان اتصاف النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    خطبة: كيف ننجح في التواصل مع الشباب؟
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    الحياة بين الإفراط والتفريط
    شعيب ناصري
  •  
    البناء والعمران بين الحاجة والترف (خطبة)
    د. مراد باخريصة
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / السيرة / في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم
علامة باركود

غزوة الأحزاب وتحزب الأعداء على الإسلام في حربهم على غزة (خطبة)

غزوة الأحزاب وتحزب الأعداء على الإسلام في حربهم على غزة (خطبة)
أبو سلمان راجح الحنق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/8/2025 ميلادي - 18/2/1447 هجري

الزيارات: 97

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

غزوة الأحزاب

وتحزب الأعداء على الإسلام في حربهم على غزة

 

المقدمة:

قال الله تعالى: ﴿ إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ﴾ [الأحزاب: 10، 11]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴾ [الأحزاب: 9].

 

وقال الله تعالى: ﴿ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا * مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا ﴾ [الأحزاب: 22 - 25].

 

أيها المسلمون، إن المتأمل في هذه الآيات القرآنية التي ذكرها الله تعالى في سورة الأحزاب، وفي معرض الحديث عن غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق، لَيجد العجب في ذلك؛ حيث إن الله جل جلاله صوَّر لنا تلك الغزوة تصويرًا بليغًا، وذكر جل جلاله أحداثها وبيَّن فيها ثبات أهل الإيمان بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومعه تلك الثُّلة المؤمنة المجاهدة الصابرة من الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار، رضي الله عنهم وأرضاهم، وصوَّر تبارك وتعالى لنا كذلك تكالبَ أعداء الإسلام من المشركين، ومن المنافقين، ومن اليهود الذين تجمَّعوا وتحزبوا، وتآزروا وتناصروا؛ من أجل القضاء على الإسلام وأهله في المدينة المنورة، بل لقد قال أحدهم: إنه لن تقوم للإسلام والمسلمين قائمة، لما رأى تكالب أعداء الإسلام وجيوشهم وعتادهم، وزحفهم نحو المدينة بعشرة آلاف من المشركين، وخيانة اليهود من الداخل، وبلبلة أهل النفاق وفرحهم بهذا الهجوم الكاسح على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].

 

أيها المسلمون، وما أشبه الليلة بالبارحة! حيث تجمع اليهود والنصارى في هذا العصر، وعلى رأسهم دولة الكفر والطغيان أمريكا، ومعهم سائر دول الكفر في العالم، وزاد الطين بلة تخاذل الدول العربية الهشَّة وخنوعهم وسكوتهم على جرائم هذا العدو المجرم الغاصب الصهيوني اليهودي، والكل منتظر متى يُقضى على حمَلة الدين في أرض غزة؛ كي يستريح الجميع على حدِّ زعمهم، ﴿ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا ﴾ [الأنفال: 42].

 

ولهذا على أمة الإسلام أن تستيقظ من غفلتها ومن سُباتها العميق، وتعلم أن أعداء الإسلام يتحزبون من أجل القضاء على هذه الأمة وعلى دينها، وعلى أمة الإسلام اليقظة والحذر، والاتحاد والتعاون، من أجل صدِّ عدوان المعتدين على دين رب العالمين، وعلى الأمة المسلمة إعداد القوة الإيمانية والمادية والمعنوية: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾ [الأنفال: 60].

 

كذلك لنعي - نحن أمة الإسلام - أن الأسباب بمفردها لا تصنع نصرًا، ولكن لا بد من التأييد الإلهي للمؤمنين؛ أي إن على هذه الأمة أن تتوجه إلى الله تعالى بصدق وإخلاص، وأن تتحرى ما كان عليه رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، وأن تتحرى هذه الأمة كيف كان حال الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار رضي الله عنهم وأرضاهم؛ من الصدق والإخلاص، والعزيمة والبذل، والتضحية والصدق في متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، حتى نصرهم الله، وأيدهم بجنود من عنده، وقذف الله في قلوب أعدائهم الخوفَ والرعبَ، والهزيمة والفشل، ورد كيدهم عليهم لم ينالوا خيرًا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ﴾ [الأحزاب: 9].

 

أيها المسلمون، وأما ذلك الطابور الخامس، طابور النفاق والعمالة، طابور الخنوع والذل، فقد بيَّن الله ما في صدورهم وفضحهم، وبيَّن عوارهم، وبيَّن زيفهم وكشف باطلهم؛ قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا ﴾ [الأحزاب: 13]، وهكذا منطق المنافقين اليوم، الذين خذلوا إخوانهم في أرض غزة وفلسطين، وقالوا لأهل غزة: لا قدرة لكم على مقاتلة اليهود، ولا طاقة لكم بهم، إنهم وإنهم، وكل ذلك من أجل أن يفتوا في عضُد أولئك الرجال الذين قاموا من أجل دينهم وأعراضهم وأرضهم، ولكن الله غالب على أمره ولو كره الكافرون، ولو كره المنافقون.

 

أيها المؤمنون. إن مع العسر يسرًا، إن مع العسر يسرًا، ولن يغلب عسرٌ يُسرَين.

 

أخرج البخاري في صحيحه من حديث إسماعيل، عن قيس، عن خباب بن الأرت، قال: ((شكَونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسِّد بردةً له في ظل الكعبة، فقلنا: يا رسول الله، ألَا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ قال: كان الرجل فيمن قبلكم يُحفر له في الأرض فيُجعل فيه، فيُجاء بالمنشار فيُوضع على رأسه، فيُشق باثنين، وما يصده عن دينه، ويُمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، ما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)).

 

أيها المسلمون، إن غزوة الأحزاب تتكرر في زماننا هذا، وفي هذه الأعوام التي تكالب فيها الأعداء على المسلمين، وتحالف أهل الشرق والغرب من أجل القضاء على الإسلام وحمَلته، ولعلكم تتذكرون إعلان زعيم الصليبيين قبل سنوات؛ حيث قال: إن من ليس معنا في الحرب على الإرهاب، فهو ضدنا، فانقسم العالم إلى معسكرين؛ معسكر أهل الإيمان، ومعسكر أهل الشر والنفاق، الذين تحالفوا مع الأعداء، ووالوهم وطلبوا رضاهم، وحالفوهم وقدموا لهم كل التسهيلات اللازمة من أجل القضاء على الإسلام الذي يصفونه بالإرهاب.

 

أيها المسلمون، ماذا حقق اليهود الصهاينة من حربهم على غزة ومن ورائهم النصارى؛ أمريكا وبريطانيا، وفرنسا وألمانيا، والسويد، وكثير من دول الكفر، وكذلك من العملاء والمنافقين الخونة، ماذا حقق هؤلاء جميعًا من حربهم الشاملة والمدمرة على غزة؟ لم يحققوا إلا الخزي والعار والكراهية، بل إنهم بحربهم هذه أشعلوا جذوة الجهاد في العالم كله، وأحيوا في المسلمين العقيدة الصحيحة المنسية؛ عقيدة الولاء والبراء، وزرعوا عداوتهم وحبَّ الثأر والانتقام منهم في قلب كل مسلم غيور، وخسر اليهود الصهاينة وأعوانهم المليارات، وعاشوا القلق والرعب والخوف: ﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾ [إبراهيم: 46].

 

وقال جل جلاله: ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [النمل: 50، 51].

 

أيها المسلمون، إن كثرة الشدائد وشدة المصاعب حينما تمر بها الأمة، فإن هذا أعظم دليل على أن الفجر قد اقترب، والنصر قد لاح، وإنما هو مخاضٌ عسير، ثم تكون بعده الولادة المنتظرة بإذن الله تعالى.

 

أيها المسلمون، لقد مر بغزة (466) يومًا من الحرب الهمجية، الحرب الشرسة، عشرات الآلاف من القتلى، وعشرات الآلاف من الجرحى، وهُدمت وطُمست البيوت، وأُحرقت المستشفيات، وقُتلت النساء، وقتلوا الأطفال، وهكذا عشرات من ذوي الإعاقات، ومُحيت أحياء بكاملها، كل ذلك حقدًا على الإسلام وأهله.

 

أيها المسلمون؛ قال جل جلاله: ﴿ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ﴾ [النساء: 104]، ولقد اعترف كثير من قادة اليهود أن ألمهم لن ينقطع، وأنهم خسروا في المعركة مئات القتلى، والجرحى، تكبَّدت اليهود مليارات الدولارات، أيها الناس، إن بني صهيون يتباكَون على عشرات الأسرى ممن أصبحوا في قبضة المؤمنين من أهل غزة: ﴿ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ﴾ [النساء: 104]، وأسرى المسلمين بالآلاف في سجون اليهود، من لهم؟ إنهم يعانون الأمرَّين، فالله مولاهم وهو جل جلاله يتولاهم، وسيجعل الله لهم فرجًا ومخرجًا بحوله وقوته.

 

أيها المسلمون، إن أهل غزة بثباتهم وتضحياتهم أيقظوا الأمة بدمائهم، وأحيوا قضية القدس وفلسطين المحتلة، تحية لأهلنا في غزة، وبارك الله في جهادهم، وفي صبرهم، وفي بذلهم وتضحياتهم، تحية إلى أمة استنارت من الظلمات، واستفاقت من عالم الأموات؛ ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ﴾ [الروم: 4، 5]، قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين؛ أما بعد أيها المسلمون:

فهناك سؤال يطرح نفسه: ما الذي حققته دولة اليهود الصهاينة من حربهم على غزة؟ لا شيء يُذكر، والشيء الوحيد الذي تحقق للعدو اليهودي الغاصب هو: تدمير البيوت، وتخريب البنية التحتية، وتدمير وحرق المستشفيات، وقتل آلاف الناس من المجاهدين ومن المدنيين، والأطفال والنساء، وأسر المئات، نسأل الله لهم فرجًا ومخرجًا عاجلًا، ولا شكَّ أن ذلك مصاب عظيم، وألم كبير، وأنه وجع أقضَّ مضاجع الأمة كلها، ولكن ذلك كله مصحوب بالصبر والثبات والإيمان، وهذا الثبات بحد ذاته فوز عظيم في ميزان الله تعالى.

 

أيها المسلمون، نظرة وأمل في المستقبل: هل من أمل في خضم هذه الأحداث التي تغلي في بلاد الإسلام؟ الأمر لله وحده، وإن أمل هذه الأمة ليس بهيئة الأمم ولا بمجلس الأمن، ولا مبادرات السلام... إن أمل هذه الأمة المسلمة في الله وبالله تعالى أولًا، ثم برجالات هذه الأمة الطاهرة من العلماء والدعاة، والمجاهدين وحفَّاظ القرآن الكريم، وحفَّاظ السنة النبوية المطهرة، وحملة مشاعل الهداية والنور الذين يريدون لهذه الأمة عزًّا ونصرًا وتمكينًا على وفق منهج الله تعالى؛ الكتاب والسنة، وعلى ما كان عليه الصحابة الأخيار الأبرار الأطهار رضي الله عنهم.

 

نقول لأهل غزة وفلسطين: لقد أحدثتم في روح الكيان الصهيوني اليهودي الغاصب شرخًا لن يرمم أبدًا، ودققتم في نعشه مسمارًا لن يستطيع نزعه، وأعدتم إلى الأمة كلها روحًا كانت قد فقدَتها؛ ولقد أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ((أن خير الرباط رباط عسقلان)).

 

يا أهل غزة، نحن نعلم أنكم في نهاية المطاف بشر، وأن الحرب موجعة، والقصف أليم، والتهجير مضنٍ، وفقد الأحبة غربة، ولكن الله لا يضيع أجر المحسنين الصابرين: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، يا أهل غزة لستم وحدكم، وإن بدا الأمر كذلك، إن من ورائكم أمة تغلي، وماردًا محبوسًا في قمقمه دبَّت فيه الروح، وأحيته مشاعر العزة وشوَّقته إلى زمن الفتوحات، وليغيرن الله الحال إلى حال أخرى بإذنه تعالى وكرمه.

 

يا أهل غزة، إن خذلتكم الجيوش، فقد حزتم في قلوب الشعوب إجلالًا وإكبارًا، وإن لم تساندكم الطائرات، فقد ظللتكم الدعوات.

 

إن على الأمة أن تستيقظ من رُقادها، وأن تعرف عدوها، إن عدو هذه الأمة ليس العلماء والدعاة العاملين، ولا عدو هذه الأمة المجاهدين الصادقين، ولا عدو هذه الأمة رجالات الخير والباذلين، إن عدو هذه الأمة هم اليهود الصهاينة الغاصبون: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾ [المائدة: 82]، وعدو هذه الأمة النصارى الحاقدون، وعدو هذه الأمة سائر أهل الإلحاد والزنادقة وسائر المنافقين، وعدو هذه الأمة سائر أهل الضلال والمنحرفين: ﴿ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [المنافقون: 4]، فعلى أمة الإسلام أن تراجع نفسها، وتتوحد كلمتها، وتصحح مسارها، وأن تلملم جراحاتها، وأن تكون يدًا واحدة على عدوها: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران: 103].

 

وعلى الأمة المسلمة أن تعلن الولاء لكل مسلم موحِّد متبع لكتاب الله تعالى، ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تعلن البراءة من كل عدو لهذا الدين، عندها يتحقق لهذه الأمة عزها ونصرها، وفلاحها وفوزها في الدارين.

 

ألَا وصلوا وسلموا على خير خلق الله محمد بن عبدالله، وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مع غزوة الأحزاب
  • غزوة الأحزاب (الخندق)
  • غزوة الأحزاب (خطبة)
  • الشيخ د. عبدالله بن وكيل الشيخ في محاضرة: غزوة الأحزاب في ضوء آيات القرآن
  • غزوة الأحزاب: أحداث وعبر (خطبة)
  • حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في غزوة الأحزاب وكأنك معهم

مختارات من الشبكة

  • تخلف كعب بن مالك عن غزوة تبوك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (يحسبون الأحزاب لم يذهبوا وإن يأت الأحزاب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اجتماع الأحزاب للقضاء على الإسلام في المدينة ومنة الله تعالى بالنصر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فنلندا: قيود أكثر صرامة ضمن مناهج الأحزاب تجاه الهجرة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • الهند: الأحزاب الإسلامية وقدرتها على تحقيق مصالح المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • بناء شخصية المرأة المسلمة من خلال سورة الأحزاب (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • غزوة الأحزاب بين الأمس واليوم(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (لما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غزوة الخندق (الأحزاب)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد مختارة من تفسير ابن كثير (9) من سورة لقمان إلى سورة الأحزاب(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • كاتشابوري تحتفل ببداية مشروع مسجد جديد في الجبل الأسود
  • نواكشوط تشهد تخرج نخبة جديدة من حفظة كتاب الله
  • مخيمات صيفية تعليمية لأطفال المسلمين في مساجد بختشيساراي
  • المؤتمر السنوي الرابع للرابطة العالمية للمدارس الإسلامية
  • التخطيط لإنشاء مسجد جديد في مدينة أيلزبري الإنجليزية
  • مسجد جديد يزين بوسانسكا كروبا بعد 3 سنوات من العمل
  • تيوتشاك تحتضن ندوة شاملة عن الدين والدنيا والبيت
  • مسلمون يقيمون ندوة مجتمعية عن الصحة النفسية في كانبرا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/2/1447هـ - الساعة: 21:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب