• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الثبات عند الابتلاء بالمعصية (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    اللسان بين النعمة والنقمة (خطبة)
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    فخ استعجال النتائج
    سمر سمير
  •  
    من مائدة الحديث: خيرية المؤمن القوي
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    وفاء القرآن الكريم بقواعد الأخلاق والآداب
    عمرو عبدالله ناصر
  •  
    خطبة: كيف أتعامل مع ولدي المعاق؟
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    تذكير (للأحياء) مِن الأحياء بحقوق الأموات عليهم!
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    الوسيلة والفضيلة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حقوق الطريق (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    حديث: حسابكما على الله، أحدكما كاذب لا سبيل لك ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    حديث: «نقصان عقل المرأة ودينها» بين نصوص السنة ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    تحبيب الله إلى عباده
    عبدالرحيم بن عادل الوادعي
  •  
    خطبة: المصافحة
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    دور السنة النبوية في وحدة الأمة وتماسكها (خطبة)
    د. مراد باخريصة
  •  
    خطبة عن الافتراء والبهتان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    خطبة: الشهوات والملذات بين الثواب والحسرة
    عبدالعزيز أبو يوسف
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

اللسان بين النعمة والنقمة (خطبة)

الثبات عند الابتلاء بالمعصية (خطبة)
عبدالعزيز أبو يوسف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/8/2025 ميلادي - 15/2/1447 هجري

الزيارات: 457

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اللسان بين النعمة والنقمة


الخطبة الأولى:

الحمد لله الرحيم الرحمن، خلَق الإنسان علَّمه البيان، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم نبينا محمد وعلى آله وصحْبه الطيبين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فـ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].


عباد الله، دينُ الإسلام كامل في أحكامه، شاملٌ في تشريعاته، هَدَى إلى أرقى الأخلاق، وأرشد إلى أكمل الآداب، ونهى عن مساوئ الأفعال ومستقبح الأقوال، وإن مما وجَّه إليه من الفضائل والآداب العنايةَ بأدب الحديث وحُسنه، والنهي والتحذير عن سيئه ولَغوه، فإذا حقَّق العبد ذلك استقام إيمانه؛ قال صلى الله عليه وسلم قال: "لا يستقيمُ إيمانُ عبدٍ حتى يستقيمَ قلبُه، ولا يستقيمُ قلبُه حتى يستقيمَ لسانُه"؛ رواه الإمام أحمد.


إن المسلمَ الموفَّق يحمله عقله ويدفَعه إيمانُه إلى الاعتناء بحسن اللفظ وجميل الكلام، ويَلزَم الصمت حين يكون الكلام يعود عليه بالضرر في دينه ودنياه، مهتديًا بتوجيه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم في قوله: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقُل خيرًا أو ليصمُت"؛ رواه الشيخان.


أيها المؤمنون، إن مَن يُطلق للسانه العنانَ لينطق بكلِّ ما يخطر له ببالٍ، ويوافق هواه، وتشتهيه نفسُه الأمارة بالسوء، فإنه يوردُه موارد العطب والهلاك، ويوقعُه في كبائر الإثم وعظيم الموبقات، من غيبةٍ ونميمةٍ وبهتانٍ، وفحشٍ، وتطاولٍ على عباد الله، وإيذائهم بالسخرية والاستهزاء، والتنقص والازدراء، وتعداد المعايب، والكشف عن المثالب، وتلفيق التُّهم والأكاذيب، وإشاعة الأباطيل والأهاويل، لا يَحْجُزُه عن ذلك دينٌ ولا مُروءة ولا حياءٌ، كأنه لم يسمع قوله عز شأنه: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].

 

وإن مما يُعين بعد توفيق الله تعالى على حفظ اللسان من الوقوع في الحرام رعاكم الله، والنطق بالخير بعد الخوف من الملك العلام، والرغبة في فضله وإحسانه - استحضارَ الثمار الطيبة المباركة الناتجة عن ذلك؛ ومنها:

أولًا: نيل الغفران للذنوب وصلاح الأعمال؛ قال الله تبارك وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].


ثانيًا: حصول العبد على ضمانِ بدخول الجنة بإذن الله تعالى، فقد روى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ".


ثالثًا: تحقيق النجاة للعبد من الشرور في دنياه وأُخراه؛ روى الترمذي عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: "قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا النَّجَاةُ؟ فقَالَ صلى الله عليه وسلم: "أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ"، ورُوي عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنَّه لبَّى على الصَّفا، ثمَّ قال: يا لِسانُ، قُلْ خيرًا تغنَمْ، أو اصمُتْ تسلَمْ من قبلِ أن تندمَ، قالوا: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ، هذا شيءٌ تقولُه أو سمِعتَه؟ قال: لا، بل سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يقولُ:إنَّ أكثرَ خطايا ابنِ آدمَ في لسانِه"؛ رواه الطبراني وأبو نعيم.


رابعًا: في ذلك استقامة للأعضاء والجوارح كلها؛ قال رسول الله عليه وسلم: "إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ، فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا، وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا"؛ رواه الترمذي، وعن الحَسَنِ رحمه الله قال: "اللِّسانُ أميرُ البَدَنِ، فإذا جنى على الأعضاءِ بشيءٍ جَنَت، وإن عَفَّ عفَّت".


خامسًا: بذلك رفعةٌ للعبد وعلوٌّ في درجاته، وفوزٌ برضوان الله تبارك وتعالى، روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ".


سادسًا: أن في ذلك مِلاكًا للأمر وأصلًا للخير كِله، قال صلى الله عليه وسلم في وصيته لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: "أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟"، قُال معاذ: بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وقَالَ: "كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا"، فَقُال معاذ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟! فَقَالَ: "ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ"؛ رواه الترمذي، قال الإمام ابنُ بطَّةَ العُكبَري رحمه الله: "علامةُ من أراد اللَّهُ به خيرًا، وكان ممن سبَقَت له مِن مولاه الكريمِ عنايةٌ - أن يفتَحَ له بابَ الدُّعاءِ باللَّجَأِ والافتِقارِ إلى اللَّهِ عزَّ وجَلَّ بالسَّلامةِ والنَّجا، ويَهبَ له الصَّمتَ إلَّا بما للهِ فيه رضا، ولدينِه فيه صلاحٌ، وأن يكونَ حافِظًا للسانِه، عارفًا بأهلِ زمانِه، مقبِلًا على شأنِه، قد ترك الخوضَ والكلامَ فيما لا يَعنيه، والمسألةَ والإخبارَ بما لعَلَّه أن يكونَ فيههلاكُه، لا يحِبُّ إلَّا للهِ، ولا يُبغِضُ إلَّا للهِ؛ فإنَّ هذه الفِتَنَ والأهواءَ قد فضَحَت خَلقًا كثيرًا، وكَشَفت أستارَهم عن أحوالٍ قبيحةٍ، فإنَّ أصونَ النَّاسِ لنفسِه أحفَظُهم للسانِه، وأشغَلُهم بدينِه، وأترَكُهم لِما لا يَعنيه".


سابعًا: أنه علامة من علامات الإيمان وخَصلة من خصال الدين الدالة على متانة إيمان العبد وقوة صلته بالله تبارك وتعالى؛ روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ".


ثامنًا: بذلك تحقيق الرِّفعة والخيرية للعبد والتفضيل على عباد الله المؤمنين، فعن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عنه قال: "سُئِل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ المُسلِمين أفضَلُ؟ قال: مَن سَلِم المُسلِمون مِن لِسانِه ويَدِه"؛ رواه مسلم.


تاسعًا: فيحِفظِ العباد ألسنتَهم من السوء، وأطْرها على الخير، فُشوُّ الرَّحمةِ والمودَّةِ والمحبَّةِ والتَّرابُطِ بَيْنَ أفرادِ المجتَمَعِ وتآلفه، واستجابةٌ لأمر الله تعالى بقول الكلام الحسن للآخرين، فقال سبحانه: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83]، وقال عز وجل: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الإسراء: 53].


أيها المؤمنون، هذه إشارة إلى بعض ثمار وآثار حفظ اللسان، وأطْره على الخير؛ فالواجب على العبد المؤمن أن يذكر نعمة الله تعالى عليه بهذا اللسان، وأنَّ الله عز وجل كرَّمه بالبيان والإفصاح عما في نفسه به، ومنَّ عليه بذلك، وقد حُرِم من ذلك بعضُ عباده، ومِن شُكر هذه النعمة تسخيرُها في طاعة الله تعالى، والبُعد عن كل ما يُسخطه سبحانه، وليكن العبد على يقين بأن لسانه سيشهد عليه يوم القيامة بما كان ينطق به في الدنيا، كما قال عز وجل: ﴿ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النور: 24].


فالعاقل والموفَّق مَن سعى للسلامة من أن يشهد عليه لسانُه وبقيةُ جوارحه في الآخرة بسيئ فعله في الدنيا. اللهم وفِّقنا لحفظ ألسنتنا عما يُغضبك، ولا تَكلنا إلى أنفسنا طرفةَ عينٍ، وأصلِح لنا شأننا كله.


بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنة، ونفَعنا بما فيهما من الآيات والحكمة.


أقول ما سمعتم، وأستغفِر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فيا أيها المسلمون، كثير ممن يُطلق للسانه العنانَ يقع في الكذب والفاحش من القول، وأعراض الناس، ونشر الشائعات المضللة، يستصغر الكلام اليسير من هذا الحرام، ويراه حقيرًا لا يستدعي الخوف والوجل من عاقبته، فيأمَن تَبِعتَه، وهذا من تلبيس الشيطان الرجيم والهوى عليه؛ قال صلى الله عليه وسلم: "وإن العبد ليتكلم بالكلمة مِن سخط الله، لا يُلقي لها بالًا، يهوي بها في جهنم"؛ رواه البخاري.


وإن من آفات اللسان ما هو موجبٌ لعذا القبر، فقد مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم بقبرين، فقال: "إنهما ليُعذَّبان، وما يُعذَّبان في كبير، ثم قال: بلى، أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة"؛ رواه البخاري.


قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنا، والسرقة، وشرب الخمر، والنظر المحرَّم، ويَصعُب عليه التحفظُ من حركة لسانه، حتى ترى الرجل يُشار إليه بالدين والزهد والعبادة وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يُلقي لها بالًا، يَزِلُّ بالكلمة الواحدة منها أبعدَ مما بين المشرق والمغرب، وكم ترى من رجل متورِّع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، ولا يُبالي ما يقول".


وقد أحسن الإمام الشافعي رحمه الله حين قال:

احفَظ لسانَك أيها الإنسان
لا يَلدَغَنَّك إنه ثُعبان
كم في المقابر مِن قتيلِ لسانه
كانت تَهاب لقاءه الشُّجعان

 

وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله مبينًا ثمرةَ حفظ اللسان في الدنيا، وعاقبة إطلاقه في الحرام: "مَن حفِظ لسانه لأجل الله تعالى في الدنيا، أطلق الله لسانه بالشهادة عند الموت ولقاء الله تعالى، ومن سرَّح لسانه في أعراض المسلمين، واتَّبع عوراتهم، أمسَك الله لسانه عن الشهادة عند الموت".

 

فليختَر العبد لنفسه أيَّ المصيرين يُريد، وليسأل الله تعالى دائمًا أن يُطهر لسانه من الكذب والغيبة والنميمة، وكل فاحش من القول، فإنه الحافظ والموفِّق جل وعلا، ولا غنى للعبد عن توفيقه وحفظه طرفةَ عين، ويجاهد نفسه على ذلك ويُكرهها عليه.


اللهم طهِّر ألسنتنا من الكذب والغيبة والنميمة والبهتان، وكل ما يُغضبك يا رحمن.


اللهم اهدِنا لأحسن الأقوال والأعمال والأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرِف عنا سيِّئها لا يَصرف عنا سيِّئها إلا أنت.


عباد الله، صلُّوا وسلموا رحمكم الله على مَن أمَرنا ربُّنا جل وعلا بالصلاة والسلام عليه، فقال عز من قائل عليمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].


اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين والأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحب والآل، ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم التناد، وعنا معهم بمنِّك وكرمك يا أكرم الأكرمين.


اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداءَك أعداءَ الدين، وانصُر عبادك الموحدين، اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِح أئمتنا وولاةَ أمورنا.


اللهم وفِّق وليَّ أمرنا لما تُحبه وترضاه من الأقوال والأعمال.


اللهم اغفِر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.


اللهم أصلِح نيَّاتنا وذريَّاتنا، وبلِّغنا فيما يرضيك آمالنا، وحرِّم على النار أجسادنا.


اللهم إنا نعوذ بك مِن زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفجاءة نِقمتك، وجميع سَخَطِك، ربَّنا آتنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار.


سبحان ربِّك ربِّ العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الهاتف بين النعمة والنقمة
  • الابتلاء بالعقم (خطبة)
  • حال المؤمن مع الابتلاء (خطبة)
  • معينات في الشدائد والابتلاءات (خطبة)
  • الهاتف الجوال بين النعمة والنقمة (خطبة)
  • كيف نتعامل مع الابتلاء؟ (خطبة)
  • ثمرات الابتلاء (خطبة)
  • فتنة الابتلاء بالرخاء

مختارات من الشبكة

  • من هو السني؟ وهل يخرج المسلم من السنة بوقوعه في بدعة جاهلًا أو متأولا؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح كتاب السنة لأبي بكر اشرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس (70)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • صلة السنة بالكتاب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اللسان الرطب(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • شناعة جحود النعم وقوله تعالى (إن الإنسان لربه لكنود)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • خطورة اللسان (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اللسان من أعظم أسباب دخول الجنة أو النار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: «نقصان عقل المرأة ودينها» بين نصوص السنة وشبهات الحداثة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة المسجد الحرام 30 / 6 / 1434هـ - الصلة بين اللسان والقلب والجوارح(مقالة - موقع الشيخ د. أسامة بن عبدالله خياط)
  • التِّيه والتَّوه، وما بينهما (من موجبات تقويم اللسان)(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مخيمات صيفية تعليمية لأطفال المسلمين في مساجد بختشيساراي
  • المؤتمر السنوي الرابع للرابطة العالمية للمدارس الإسلامية
  • التخطيط لإنشاء مسجد جديد في مدينة أيلزبري الإنجليزية
  • مسجد جديد يزين بوسانسكا كروبا بعد 3 سنوات من العمل
  • تيوتشاك تحتضن ندوة شاملة عن الدين والدنيا والبيت
  • مسلمون يقيمون ندوة مجتمعية عن الصحة النفسية في كانبرا
  • أول مؤتمر دعوي من نوعه في ليستر بمشاركة أكثر من 100 مؤسسة إسلامية
  • بدأ تطوير مسجد الكاف كامبونج ملايو في سنغافورة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/2/1447هـ - الساعة: 13:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب