• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    جوامع الكلم النبوي: دراسة في ثراء المعاني من حديث ...
    د. ثامر عبدالمهدي محمود حتاملة
  •  
    الخشية من الله تعالى (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    حتى لا تفقد قلبك
    بدرية بنت حمد المحيميد
  •  
    وفاة ملكة جمال الكون!
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    الإمام أبو بكر الصديق ثاني اثنين في الحياة وبعد ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    حقوق الحيوان
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة آيات ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    دعاء الربانيين: مفتاح النصر وسر المحن
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    العولمة وتشويه الغيب في وعي المسلم المعاصر (خطبة)
    د. مراد باخريصة
  •  
    جمع فوائد العلم والعمل من رؤيا ظلة السمن والعسل ...
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    العلاقات بين الابتلاء والصبر
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    من مائدة السيرة: الدعوة الجهرية
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    تحرير قدر الصاع النبوي
    إبراهيم الدميجي
  •  
    وقفات مع الذكاء الاصطناعي (خطبة)
    خالد سعد الشهري
  •  
    تقنية الذكاء بين الهدم والبناء (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    تأملات في أخوة المصالح
    د. سعد الله المحمدي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الذكر والدعاء
علامة باركود

دعاء الربانيين: مفتاح النصر وسر المحن

دعاء الربانيين: مفتاح النصر وسر المحن
د. مصطفى يعقوب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/7/2025 ميلادي - 4/2/1447 هجري

الزيارات: 184

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دعاءُ الرَّبَّانيِّين: مِفتاحُ النَّصرِ وسِرُّ المِحَنِ

 

تَتجلَّى عَظَمةُ القرآنِ الكريمِ في قُدرتِهِ الخالدةِ على مُعالجةِ أدقِّ تفاصيلِ النَّفسِ البشريَّةِ، وأعمقِ مكنوناتِها في سَاعاتِ الشِّدَّةِ والهَزيمةِ، في رَحابِ آياتِهِ نعيشُ مع قَصصِ الصَّادقينَ ونَستلهِمُ من دُعائِهم دُروسًا لا ينضبُ مَعينُها، ومِن بينِ هذهِ اللَّوحاتِ الإيمانيَّةِ الخالدةِ؛ دُعاءُ الرَّبَّانيِّينَ الذي يَنبضُ بحرارةِ الإيمانِ ويَفيضُ بعُبوديَّةٍ خالصةٍ لربِّ العالمينَ.

 

حينَ تُلقي المِحَنُ ظِلالَها على النَّفوسِ، وتَعصِفُ الهزائمُ بصُفوفِ المُؤمنينَ، تَبرزُ الحاجةُ الماسَّةُ إلى مَنهجٍ ربَّانيٍّ يُحوِّلُ المِحنةَ إلى مِنحةٍ، والهزيمةَ إلى نَصرٍ، والضَّعفَ إلى قُوَّةٍ، فتأتي الآياتُ لتُعلِّمَنا كيفَ تَكونُ العِبرَةُ، وتُرشِدُنا إلى أسرارِ النَّصرِ وقوانينِ التَّمكينِ.

 

في سِياقِ غَزوةِ أُحُدٍ: المِحنةُ وصَدى الهَزيمةِ:

نَزلَتْ هذهِ الآياتُ الكريمةُ في سياقِ الحديثِ عن غَزوةِ أُحُدٍ؛ تلكَ المَعركةِ الفاصِلةِ التي شَهِدَتْ ابتلاءً عظيمًا وهزَّةً عنيفةً في صُفوفِ المُسلمينَ؛ حَيثُ ذاقوا مَرارةَ الهَزيمةِ بعدَ حَلاوةِ النَّصرِ في بَدْرٍ، كانَتْ أُحُدٌ امتحانًا حقيقيًّا لصَلابةِ الإيمانِ في القُلوبِ، واختبارًا لثَباتِ اليَقينِ في الصُّدورِ.

 

يَقولُ اللهُ - جلَّ في عُلاهُ -: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ * وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ * فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 146 - 148].

 

فجاءتِ الآياتُ لتُبلسِمَ جِراحَ المُؤمنينَ، وتُعيدَ بناءَ نُفوسِهِم المُتألِّمةِ، مُذكِّرةً إيَّاهُم بقِصَصِ الأنبياءِ السَّابقينَ وأتباعِهِم المُخلصينَ الذين اجتازوا مِحَنًا مُشابهةً بثَباتٍ وصَبرٍ.

 

أشارَ المُفسِّرونَ إلى أنَّ الآيةَ تلمحُ إلى قِصَصِ أنبياءٍ كُثُرٍ قُتِلوا أو قاتَلوا: كأرمياءَ الذي قَتلَهُ بنو إسرائيلَ، وحزقيالَ الذي قتلوهُ لأنَّهُ وبَّخَهُم على سُوءِ أعمالِهِم، وأشعياءَ الذي قَتلَهُ مَنسّى بنُ حِزقيلَ مَلِكُ إسرائيلَ، وزكريَّا ويحيى اللذينِ قُتِلا على يَدِ بني إسرائيلَ، وحَنظلةَ بنِ صَفوانَ الذي قَتلَهُ أهلُ الرَّسِّ مِن العَربِ، والشَّاهِدُ هُنا: ثَباتُ الرِّبيّينَ على الدينِ مع مَوتِ أنبيائِهِم ودُعاتِهِم.

 

الرِّبيُّونَ: مَن هُم أولئكَ الرِّجالُ الأفذاذُ؟

الرِّبِّيونَ جَمْعُ رِبِّيٍّ، وهُوَ المُتَّبِعُ لشَريعةِ الرَّبِّ، مِثلُ الرَّبّانيِّ، والمُرادُ بِهِم هُنا: أتباعُ الرُّسُلِ وتلامذةُ الأنبياءِ عليهمُ السَّلامُ، هُم أهلُ العلمِ والعَملِ، والفِقهِ والزُّهدِ، والحِكمةِ والبَصيرةِ.

 

وقد قُرِئَتْ "رِبِّيُّونَ" بكَسرِ الرَّاءِ على أنَّهُ من تَغييراتِ النَّسَبِ، كما قُرِئتْ بفَتْحِها على القِياسِ، وفي الكَلِمةِ مِنَ العُمْقِ والشُّمولِ ما يَصِفُ طَبقةً خاصَّةً من المُؤمنينَ الصَّادقينَ الذينَ تَربّوا على يَدِ الوَحْيِ، وصَقَلَتْهُمُ المِحَنُ، فصاروا رمزًا للثَّباتِ والصَّبْرِ.

 

مَيَّزَهُمُ اللهُ تعالى بثلاثِ صِفاتٍ عَظيمةٍ: ﴿ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا ﴾ [آل عمران: 146]، فلا وَهَنَ في عَزائِمِهِم، ولا ضَعْفَ في أجسادِهِم، ولا استِكانةَ في نُفوسِهِم، إنَّهُم رِجالٌ كالجِبالِ، ثابِتونَ رَاسِخونَ، تَنكَسِرُ على صُخورِ إيمانِهِم أمواجُ المِحَنِ، وتَتحطَّمُ على صَخْرةِ يَقينِهِم صَخرةُ المِحَنِ.

 

الثَّالوثُ المُؤلِمُ: الوَهَنُ - الضَّعفُ – الاستِكانةُ:

لا غَرْوَ أنْ جاءَ النَّفيُ متتاليًا ثلاثَ مرَّاتٍ! فما أخطَرَ هذا الثَّالوثَ المُدمِّرَ على الأُمّةِ والأفرادِ! فالوَهَنُ: قِلَّةُ القُدرةِ على العَملِ، وهُوَ أقرَبُ إلى خَوَرِ العَزيمةِ، ودَبيبِ اليأسِ في النُّفوسِ والفِكرِ، والضَّعفُ: ضِدُّ القُوَّةِ في البَدنِ، وهُوَ أقرَبُ إلى الاستِسلامِ والفَشَلِ في المُقاوَمةِ، والاستِكانةُ: الخُضوعُ والمَذلَّةُ للعَدُوِّ.

 

ومِنَ اللَّطائِفِ أنَّ الآيةَ رتَّبَتْ هذهِ الصِّفاتِ بحَسَبِ تسلسُلِها في الحُصولِ: فإذا خارَتِ العَزيمةُ (الوَهَن)، فَشِلَتِ الأعضاءُ (الضَّعف)، وجاءَ الاستِسلامُ، فتَبِعَهُ المَذلَّةُ والخُضوعُ للعَدُوِّ (الاستِكانة)، وهكذا فإنَّ السُّقوطَ النَّفْسيَّ يَسبِقُ السُّقوطَ العَسْكريَّ، والهَزيمةَ المَعنويّةَ تَسبِقُ الهَزيمةَ في ميدانِ المَعركةِ.

 

دُعاءُ الرَّبَّانيِّينَ: مِفتاحُ النَّصْرِ وسِرُّ التَّمْكينِ:

ثُمَّ يَكشِفُ القُرآنُ الكَريمُ عن مِفْتاحِ قُوّةِ هؤلاءِ الرِّبِّيِّينَ، وسِرِّ ثَباتِهِم، وينبوعِ صَبرِهِم؛ ألا وهُوَ الدُّعاءُ: ﴿ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 147].

 

إنَّهُ دُعاءٌ يُختَصَرُ في أربعَةِ مَطالِبَ، ولكنَّها تَجمَعُ بينَ خَيرَيِ الدُّنيا والآخِرةِ، وتُحقِّقُ مَراتِبَ التَّمكينِ كُلَّها، دُعاءٌ تَتجلَّى فيهِ روحُ العُبوديَّةِ في أسمى مَعانيها، وتَتراءى فيهِ مَدارِجُ اليَقينِ بأجلى صُوَرِها.

 

أوَّلُ المَطالِبِ: "رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا":

نَطَقَ الرِّبّيُّونَ بكَلِمةِ "رَبَّنَا"؛ وهيَ كَلِمةٌ تَحمِلُ في طَيَّاتِها اعتِرافًا بالعُبوديَّةِ وإقرارًا بالرُّبوبيَّةِ، إضافَتُها إلى ضَميرِ الجَماعةِ "نا" تُجسِّدُ روحَ الوَحدةِ والتَّضامُنِ في التَّوجُّهِ إلى اللهِ، إنَّها مِفتاحُ الدُّعاءِ وسِرُّهُ الأوَّلُ، فهيَ تُعلِنُ خُضوعَ العَبدِ لِرَبِّهِ، واستِسلامَهُ لِقُدرَتِهِ.

 

ثُمَّ يأتي طَلَبُ المَغفِرةِ: "اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا"؛ تَقديمُ المَغفِرةِ على كُلِّ مَطلَبٍ آخَرَ يَكشِفُ عن فِقهٍ عَميقٍ في تَرتيبِ الأوْلَويَّاتِ، فالعَبدُ يُدرِكُ أنَّ أعظَمَ حاجَتِهِ ليسَتْ إلى نَصْرٍ أو رِزْقٍ أو عافِيةٍ، بل إلى مَغفِرةِ اللهِ ورِضْوانِهِ.

 

تَقديمُ طَلَبِ المَغفِرةِ يَعكِسُ فَهْمًا عَميقًا لِسُنَنِ اللهِ في الكَونِ، فإنَّ الذُّنوبَ سَبَبٌ للهَزيمةِ والضَّعْفِ؛ كما قالَ تعالى: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165]، فالتَّطهُّرُ مِنَ الذُّنوبِ هُوَ أوَّلُ خُطواتِ النَّصْرِ.

 

ثاني المَطالِبِ: "وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا":

أَضافَ الرِّبّيُّونَ إلى طَلَبِ المَغفِرةِ للذُّنوبِ طَلَبَ المَغفِرةِ للإسرافِ في الأمرِ، وَصَفَهُمُ اللهُ بالمُحسِنينَ، ومع ذلكَ وَصَفوا أنفُسَهُم بالإسرافِ، إنَّهُ تَجسيدٌ لِحَقيقةِ العُبوديَّةِ التي لا تَدَّعي لِنَفسِها كَمالًا!

 

كُلَّما ازدادَ المُؤمِنُ قُرْبًا منَ اللهِ، ازدادَ شُعورُهُ بالضَّعْفِ والتَّقْصيرِ، والإسرافُ هُنا جاءَ بَعْدَ الذُّنوبِ، في تَدرُّجٍ دَقيقٍ يُشيرُ إلى أنَّ هُناكَ مَراتِبَ في المَعاصي.

 

وقد يَشمَلُ الإسرافُ هُنا التَّقْصيرَ في شأنِهِم ونِظامِهِم فيما يَرجِعُ إلى أُهْبةِ القِتالِ والاستِعدادِ لهُ أو الحَذَرِ منَ العَدُوِّ، كما حَصَلَ في غَزوةِ أُحُدٍ مِن مُخالَفةِ الرُّماةِ لأمرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ ممَّا أدَّى إلى تَحوُّلِ مَسارِ المَعركةِ.

 

ثالِثُ المَطالِبِ: "وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا":

انتَقَلَ الدُّعاءُ مِن طَلَبِ العَفْوِ عنِ الماضي إلى طَلَبِ العَونِ للمُستقبَلِ، "وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا"؛ تَعبيرٌ بَليغٌ عنِ الحاجةِ إلى الثَّباتِ المادِّيِّ والمَعنويِّ، ثَباتِ القَدَمِ عِندَ اللِّقاءِ، وثَباتِ القَلبِ عِندَ الابتِلاءِ.

 

الثَّباتُ مِن أعظَمِ مِنَحِ اللهِ لِعَبدِهِ؛ لأنَّ الإنسانَ بِطَبْعِهِ سَريعُ التَّقلُّبِ، ضَعيفٌ أمامَ المُتغيِّراتِ، وفي كَلِمةِ "أَقْدَامَنَا" لَطيفةٌ بَديعةٌ، فهيَ جَمْعٌ لِكَلِمةِ "قَدَم" وليسَتْ مُفرَدةً، الجَمعُ هُنا يُشيرُ إلى تَعدُّدِ أقدامِ المُؤمِنينَ المُجاهِدينَ، فالجَماعةُ المُؤمِنةُ كالجَسَدِ الواحِدِ، سَلامَتُها في سَلامةِ جَميعِ أعضائِها.

 

رابِعُ المَطالِبِ: "وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ":

بَعدَ أنْ طَهَّروا أنفُسَهُم بالاستِغفارِ، وطَلَبوا الثَّباتَ عِندَ اللِّقاءِ، انتَقَلوا إلى طَلَبِ النَّصْرِ، تَرتيبٌ مَنطِقيٌّ يَرسُمُ مَنهَجَ النجاحِ: تَطهيرٌ داخِليٌّ، ثُمَّ ثَباتٌ وصُمودٌ، ثُمَّ نَصْرٌ وتَمكينٌ.

 

لم يَقولوا: "انصُرْنا على أعدائِنا"؛ بل قالوا: "على القَومِ الكافِرينَ"، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ عَداوَتَهُم ليسَتْ شَخصيَّةً؛ بل هيَ عَداوةٌ للكُفْرِ والباطِلِ؛ إنَّها مَعركةٌ بينَ الحَقِّ والباطِلِ، بينَ الإيمانِ والكُفرِ، بينَ النُّورِ والظُّلُماتِ.

 

المُعادَلةُ الرَّبَّانيَّةُ العَجيبةُ:

اشتَمَلَ دُعاءُ الرِّبِّيِّينَ على مُعادَلةٍ رَبَّانيَّةٍ عَجيبةٍ:

• استِشعارُ الضَّعْفِ هُوَ بِدايةُ القُوَّةِ.

 

• الإقرارُ بالذَّنبِ هُوَ بِدايةُ المَغْفِرةِ.

 

• الاعتِرافُ بالحاجةِ هُوَ بِدايةُ الغِنى.

 

• الانكِسارُ للهِ هُوَ بِدايةُ العِزّةِ.

 

هذهِ المُعادَلةُ العَجيبةُ هيَ سِرُّ العُبوديَّةِ: في العُبوديَّةِ للهِ تَتجلَّى الحُرِّيَّةُ الحَقيقيَّةُ، يَقولُ ابنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ: "كُلَّما عَظُمَتْ عُبوديَّةُ العَبدِ للهِ تعالى، كَمُلَتْ حُريتُهُ وسَعادَتُهُ، وكُلَّما نَقَصَتْ عُبوديَّتُهُ للهِ، نَقَصَتْ حُريتُهُ وزادَتْ عُبوديَّتُهُ لغَيرِ اللهِ"؛ [مدارج السالكين: 2/ 121].

 

لَمسةٌ بلاغيَّةٌ:

قَدَّمَ تعالى خَبَرَ "كان" على اسمِها في قَولِهِ: ﴿ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ ﴾ وذلكَ رَدًّا لاعتِقادِ مَن قد يَتوهَّمُ أنَّهُم قالوا أقوالًا تُنبِئُ عنِ الجَزَعِ والهَلَعِ، أو الشَّكِّ في النَّصْرِ، أو الاستِسلامِ للكُفَّارِ، ويُلاحِظُ المُتأمِّلُ أنَّ هُناكَ انتِقالًا بَلاغيًّا دَقيقًا مِن صِيغةِ النَّفْيِ "فَمَا وَهَنوا..، وَمَا ضَعفوا..، وَمَا استَكانوا" إلى صِيغةِ الحَصْرِ والقَصرِ ﴿ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَن قَالُوا ﴾، كأنَّ الآيةَ لا تَكتفي بنَفيِ الوَهَنِ والضَّعفِ والاستِكانةِ، بل تُؤكِّدُ أنَّهُم انشَغَلوا عن الجَزَعِ والأنينِ بالتَّوجُّهِ إلى رَبِّ العالَمينَ بهذا الدُّعاءِ العَظيمِ.

 

﴿ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ﴾[آل عمران: 148]:

الفاءُ في قَولِهِ تعالى: ﴿ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ﴾ عاطِفةٌ سَبَبيَّةٌ؛ أي: بِسَبَبِ دُعائِهِم ذلكَ أعطاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنيا وحُسْنَ ثَوابِ الآخِرةِ، وتَتضمَّنُ إعلامًا بِتَعجيلِ إجابةِ دُعائِهِم أو دَعوتِهِم لِحُصولِ خَيرَيِ الدُّنيا والآخِرةِ.

 

هُنا تَظهَرُ لَطيفةٌ عَظيمةٌ: هؤلاءِ المُحسِنونَ لم يَسألوا اللهَ شَيئًا مِن مَتاعِ الدُّنيا أو زينَتِها، لم يَطلُبوا مالًا ولا جاهًا ولا غَنيمةً ولا مَكسَبًا دُنيَويًّا، كانَ هَمُّهُم مُنصَبًّا على المَغفِرةِ والثَّباتِ والنَّصرِ، وهيَ قِيَمٌ روحيَّةٌ ومَعنويَّةٌ.

 

ومعَ ذلكَ، أعطاهُمُ اللهُ أكثَرَ ممَّا سَألوا: ﴿ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ﴾، وفي هذا دَرسٌ عَظيمٌ: إذا طَلَبتَ ما عِندَهُ، أعطاكَ ما عِندَهُ وما لَدَيهِ، وإذا آثَرتَ الآخِرةَ على الدُّنيا، جَمَعَ لكَ بينَ خَيرَيِ الدَّارَينِ.

 

وممَّا يَلفِتُ النَّظَرَ أنَّ الآيةَ خَصَّتْ ثَوابَ الآخِرةِ بالحُسنِ دونَ ثَوابِ الدُّنيا في قَولِهِ: ﴿ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ﴾، وذلكَ تَنبيهًا على جَلالةِ ثَوابِهِم في الآخِرةِ، حَيثُ إنَّ ثَوابَها أبَديٌّ وفي غايةِ الحُسنِ، بِخِلافِ ثَوابِ الدُّنيا، فإنَّهُ لا يُقاسُ عَلَيهِ، بل بَينَهُما كَما بينَ الثَّرى والثُّريَّا.

 

سِرُّ مَحبّةِ اللهِ للمُحسِنينَ:

خُتِمَتِ الآيةُ الكَريمةُ بقَولِهِ تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾، وهذا الخِتامُ يَكشِفُ عن سِرٍّ عَظيمٍ؛ أنَّ اللهَ سُبحانَهُ وتعالى، خالِق السماواتِ والأرضِ، يُحِبُّ هؤلاءِ البَشَرَ الضُّعَفاءَ المَخلوقينَ مِن طينٍ.

 

إنَّها مَنزِلةٌ فَوقَ الوَصفِ أنْ يُحِبّكَ اللهُ جَلَّ جَلالُهُ! في هذا الدُّعاءِ العَظيمِ، يَتجلَّى سِرُّ الإحسانِ الذي يَنالُ بهِ العَبدُ مَحبَّةَ الرحمنِ، إنَّهُ إحسانٌ يَجمَعُ بينَ الصِّدقِ معَ النَّفْسِ، والصِّدْقِ معَ اللهِ، والصِّدْقِ معَ الناسِ.

 

تأمَّلْ كيفَ وَصَفَهُمُ اللهُ بالمُحسِنينَ ومعَ ذلكَ وَصَفوا أنفُسَهُم بالإسرافِ، وطَلَبوا المَغفِرةَ لِذُنوبِهِم! هذا هُوَ سِرُّ الإحسانِ؛ أنْ تَرى نَفسَكَ مُقصِّرًا دائِمًا، مُذنِبًا أبَدًا، مُحتاجًا إلى عَفوِ اللهِ ومَغفِرَتِهِ.

 

تَطبيقاتٌ عَمليَّةٌ مُعاصِرةٌ:

حُسنُ التَّعامُلِ معَ الهَزيمةِ يُحوِّلُها نَصرًا:

المَوقِفُ الصحيحُ مِنَ الهَزيمةِ يُحوِّلُها إلى نَصرٍ وعِزّةٍ، الهَزيمةُ النفسيةُ تَفعَلُ في الأُمَّةِ أشَدَّ مِن فِعْلِ أعدائِها بِها، وهُوَ ما تُعاني مِنهُ الأُمَّةُ الإسلاميةُ اليَومَ، ومِن أهَمِّ أسبابِ تَحويلِ الهَزيمةِ إلى نَصْرٍ:

الحَذَرُ مِنَ الوَهَنِ والضَّعفِ والاستِكانةِ:

المُؤمِنُ لا يَنبَغي أنْ يَهِنَ ولا يَحزَنَ ولا يَضعُفَ ولا يَستَكينَ؛ إذ كيفَ يَهِنُ وهُوَ الأعلى بإيمانِهِ وعِزَّتِهِ وعَونِ رَبِّهِ لهُ؟ ﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 139].

 

كيفَ يَهِنُ ويَحزَنُ لِما أصابَهُ وقد أصابَ الكُفَّارَ في وَقائِعَ أُخرى مِثلُ ما أصابَهُ أو أكثَرُ؟ ألم يَقُلِ اللهُ تعالى: ﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 140].

 

مُراجَعةُ النفسِ ومُحاسَبَتُها:

مُراجَعةُ النفسِ ومُحاسَبَتُها على تَقصيرِها في حَقِّ اللهِ تعالى أو في الأخذِ بأسبابِ النصرِ الماديةِ، إنَّ المَعاصيَ سَبَبٌ لِخِذلانِ اللهِ للعَبدِ أحوَجَ ما يَكونُ إلَيهِ.

 

إنَّ الطَّاعةَ سَبَبٌ لِتَثبيتِ اللهِ تعالى لِعَبْدِهِ في المَواقِفِ الدُّنيَويَّةِ والأُخْرَويَّةِ، إصلاحُ النفسِ مِن أهَمِّ مُقوِّماتِ النصرِ، يَقولُ تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

 

الدُّعاءُ والالتِجاءُ إلى اللهِ:

الدُّعاءُ والالتِجاءُ إلى اللهِ هُوَ شأنُ المُؤمِنينَ يَلتَجِئونَ إلى رَبِّهِم، يَتضرَّعونَ إلَيهِ يَستَنزِلونَ نَصرَهُ ومَدَدَهُ؛ فلا حَولَ ولا قُوَّةَ لَهُم إلَّا بهِ تعالى.

 

ما أحوَجَ الأُمَّةَ اليَومَ في ظِلِّ المِحنةِ التي تَعيشُها أنْ تَسلُكَ هذا الهَديَ النبويَّ! يَقولُ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلَيكُم بالدُّعاءِ، فإنَّهُ سِلاحُ المُؤمِنِ"؛ [رواه الطبراني].

 

عَدَمُ مُوالاةِ الكُفَّارِ والرُّكونِ إلَيهِم:

مَهما اشتَدَّ الكَربُ وعَظُمَتِ المُصيبةُ فلا يَجوزُ للمُسلِمينَ أنْ يَمُدُّوا أيديَهُم إلى الكُفَّارِ راكِنينَ إلَيهِم؛ فإنَّ العاقِبةَ وَخيمةٌ: ﴿ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 149].

 

وإنَّ بَعْضَ النُّفوسِ الضَّعيفةِ عِندَ الهَزيمةِ قد تَتطلَّعُ إلى ما عِندَ الكُفَّارِ تَتلمَّسُ العِزّةَ عِندَهُم، فمَن كانَ حالُهُ كذلكَ فليَتذكّرْ: ﴿ بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ﴾ [آل عمران: 150].

 

شُموليَّةُ الدُّعاءِ وخَصائِصُهُ:

جَمَعَ هذا الدُّعاءُ القَصيرُ بينَ خَيرَيِ الدُّنيا والآخِرةِ، بينَ إصلاحِ الباطِنِ بِطَلَبِ المَغفِرةِ، وطَلَبِ القُوةِ والنصرِ في الظاهِرِ، وجَمَعَ بينَ الاعتِرافِ بالذَّنبِ والخَطَأِ وبينَ الثِّقةِ باللهِ والتَّوكُّلِ عَلَيهِ.

 

بهذا الدُّعاءِ الوَجيزِ، جَمَعوا بينَ أركانِ العُبوديَّةِ كُلِّها: التَّوبةِ مِنَ الماضي، والاستِعانةِ في الحاضِرِ، والتَّوفيقِ للمُستقبَلِ، يا لهُ مِن دُعاءٍ جامِعٍ شامِلٍ!

 

خَاتِمةٌ:

هذا الدُّعاءُ العَظيمُ يُعلِّمُنا أنَّ العَبدَ مَهما بَلَغَ مِنَ الصَّلاحِ والتَّقوى فإنَّهُ يَظَلُّ مُحتاجًا إلى مَغفِرةِ اللهِ ورَحمَتِهِ، وأنَّ قُوّةَ الإنسانِ الحَقيقيةَ تَكمُنُ في ضَعفِهِ وافتِقارِهِ إلى رَبِّهِ، وأنَّ مَحبَّةَ اللهِ للعَبدِ هيَ أعظَمُ نَعيمٍ يَنالُهُ الإنسانُ في الدُّنيا والآخِرةِ.

 

هذا الدُّعاءُ ليسَ مُجرّدَ كَلِماتٍ تُقالُ باللِّسانِ، بل هُوَ مَنهَجُ حَياةٍ ومَدرَسةٌ في السُّلوكِ، يُعلِّمُنا كيفَ نَتعامَلُ معَ أنفُسِنا بالإصلاحِ، ومعَ اللهِ بالاستِغفارِ، ومعَ الأعداءِ بالجِهادِ، يُعلِّمُنا أنْ نَجمَعَ بينَ مُراقَبةِ النفسِ ومُجاهَدَتِها، وبينَ التَّوكُّلِ على اللهِ واللُّجوءِ إلَيهِ، وبينَ مُواجَهةِ الباطِلِ والثَّباتِ أمامَهُ.

 

فإذا أرَدتَ أنْ تَتعلَّمَ لُغةَ الدُّعاءِ، وإذا أرَدتَ أنْ تَفهَمَ سِرَّ الإجابةِ، وإذا أرَدتَ أنْ تَنالَ مَحبّةَ اللهِ التي هيَ غايةُ الوُجودِ، فتأمَّلْ هذا الدُّعاءَ العَظيمَ، واستَشعِرْ مَعانيَهُ، وتَرَسَّمْ خُطاهُ، ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 147].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من مقامات الربانيين
  • مسألة الوطنية المعاصرة في نظر العلماء الربانيين!
  • من أخلاق العلماء الربانيين
  • وصايا للمعلمين من العلماء الربانيين

مختارات من الشبكة

  • من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دعاء من القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • لماذا تتأخر إجابة الدعاء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعاء فضائل وآداب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعاء المستجاب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعاء القرآني في الصلاة(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • صيغ الدعاء القرآني(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفاتيح الخير ومفاتيح الشر فمن أيهما نحن؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعاء وأثره في تحقيق النصر(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بدأ تطوير مسجد الكاف كامبونج ملايو في سنغافورة
  • أهالي قرية شمبولات يحتفلون بافتتاح أول مسجد بعد أعوام من الانتظار
  • دورات إسلامية وصحية متكاملة للأطفال بمدينة دروججانوفسكي
  • برينجافور تحتفل بالذكرى الـ 19 لافتتاح مسجدها التاريخي
  • أكثر من 70 متسابقا يشاركون في المسابقة القرآنية الثامنة في أزناكاييفو
  • إعادة افتتاح مسجد تاريخي في أغدام بأذربيجان
  • ستولاك تستعد لانطلاق النسخة الثالثة والعشرين من فعاليات أيام المساجد
  • موافقة رسمية على مشروع تطويري لمسجد بمدينة سلاو يخدم التعليم والمجتمع

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/2/1447هـ - الساعة: 15:20
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب