• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    جوامع الكلم النبوي: دراسة في ثراء المعاني من حديث ...
    د. ثامر عبدالمهدي محمود حتاملة
  •  
    الخشية من الله تعالى (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    حتى لا تفقد قلبك
    بدرية بنت حمد المحيميد
  •  
    وفاة ملكة جمال الكون!
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    الإمام أبو بكر الصديق ثاني اثنين في الحياة وبعد ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    حقوق الحيوان
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تلاوة آيات ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    دعاء الربانيين: مفتاح النصر وسر المحن
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    العولمة وتشويه الغيب في وعي المسلم المعاصر (خطبة)
    د. مراد باخريصة
  •  
    جمع فوائد العلم والعمل من رؤيا ظلة السمن والعسل ...
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    العلاقات بين الابتلاء والصبر
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    من مائدة السيرة: الدعوة الجهرية
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    تحرير قدر الصاع النبوي
    إبراهيم الدميجي
  •  
    وقفات مع الذكاء الاصطناعي (خطبة)
    خالد سعد الشهري
  •  
    تقنية الذكاء بين الهدم والبناء (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    تأملات في أخوة المصالح
    د. سعد الله المحمدي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

جمع فوائد العلم والعمل من رؤيا ظلة السمن والعسل ((أصبت بعضا وأخطأت بعضا))

جمع فوائد العلم والعمل من رؤيا ظلة السمن والعسل ((أصبت بعضا وأخطأت بعضا))
د. محمد أحمد صبري النبتيتي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/7/2025 ميلادي - 4/2/1447 هجري

الزيارات: 111

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جمع فوائد العلم والعمل من رؤيا ظلة السمن والعسل

((أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا))

 


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، أما بعد:

قال ابن القيم رحمه الله:

من مراتب الهداية: الرُّؤيا الصّادقة:

وهي من أجزاء النُّبوَّة كما ثبت عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: "الرُّؤيا الصَّادقة جزءٌ من ستّةٍ وأربعين جزءًا من النُّبوّة".

 

والرُّؤيا مبدأ الوحي، وصدقها بحسب صدق الرّائي، وأصدق النَّاس رؤيا أصدقهم حديثًا، وهي عند اقتراب الزَّمان لا تكاد تخطئ، كما قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لبعد العهد بالنُّبوَّة وآثارها، فيعوَّض المؤمنون بالرُّؤيا، وأمَّا في زمن قوَّة نور النُّبوَّة، ففي ظهور نورها وقوَّته ما يُغني عن الرُّؤيا.

 

ونظير هذا: الكرامات التي ظهرت بعد عصر الصَّحابة رضي الله عنهم، ولم تظهر عليهم؛ لاستغنائهم عنها بقوَّة إيمانهم، واحتياجِ مَن بعدهم إليها لضعف إيمانهم، وقد نصَّ أحمد رضي الله عنه على هذا المعنى.

 

قال عبادة بن الصَّامِت رضي الله عنه: رؤيا المؤمن كلامٌ يكلِّم به الرَّبُّ عبدَه في المنام، وقد قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "لم يبق من النُّبوَّة إلَّا المبشِّرات"، قيل: وما المبشِّرات يا رسول الله؟ قال: "الرُّؤيا الصَّالحة يراها المؤمن أو تُرى له".

 

وإذا تواطأت رؤيا المسلمين لم تكذِبْ، وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه لمّا أُرُوا ليلةَ القدر في العشر الأواخر: "أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر، فمن كان منكم متحرِّيها فليتحرَّها في العشر الأواخر من رمضان".

 

والرُّؤيا كالكشوف، منها رحمانيٌّ، ومنها نفسانيٌّ، ومنها شيطانيٌّ، وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "الرُّؤيا ثلاثةٌ: رؤيا من الله، ورؤيا تحزينٌ من الشَّيطان، ورؤيا ممَّا يحدِّث به الرَّجلُ نفسَه في اليقظة فيراه في المنام"، والذي هو من أسباب الهداية هو الرُّؤيا التي من الله خاصَّةً.

 

ورؤيا الأنبياء عليهم السلام وحيٌ، فإنَّها معصومةٌ من الشَّيطان، وهذا باتِّفاق الأمَّة؛ ولهذا أقدم الخليلُ عليه السلام على ذبح إسماعيل بالرُّؤيا، وأمَّا رؤيا غيرهم، فتُعْرَض على الوحي الصَّريح، فإن وافقته وإلَّا لم يعمل بها.

 

فإن قيل: فما تقولون إذا كانت رؤيا صادقة، أو تواطأت؟

 

قلنا: متى كانت كذلك استحال مخالفتها للوحي؛ بل لا تكون إلَّا مطابقةً له، منبِّهةً عليه، أو منبِّهةً على اندراج قضيّةٍ خاصّةٍ في حكمه، لم يعرف الرَّائي اندراجها فيه، فيُنَبَّه بالرُّؤيا على ذلك، ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحرَّ الصِّدْقَ وأكلَ الحلال والمحافظةَ على الأمر والنَّهي، ولينم على طهارةٍ كاملةٍ مستقبلَ القبلة، ويذكر الله حتَّى تغلبه عيناه؛ فإنَّ رؤياه لا تكاد تكذب البتَّة.

 

وأصدَقُ الرُّؤيا: رؤيا الأسحار، فإنَّه وقت للنُّزولِ الإلهيِّ وسكونِ الشَّياطين. وعكسه رؤيا العَتَمة عند انتشار الشَّياطين والأرواح الشَّيطانيَّة.

 

وقال عبادة بن الصَّامِت رضي الله عنه: رؤيا المؤمن كلامٌ يكلِّم به الرَّبُّ عبدَه في المنام.

 

وللرُّؤيا ملكٌ موكَّلٌ بها، يُريها العبد في أمثالٍ تناسبه وتشاكله، فيضربها لكلِّ أحدٍ بحسبه. وقال مالكٌ رضي الله عنه: الرُّؤيا من الوحي. وزجَر عن تفسيرها بلا علمٍ، وقال: أيُتلاعب بوحي الله تعالى؟

 

ولذكر الرُّؤيا وأحكامها وتفاصيلها وطرق تأويلها مظانُّ مخصوصةٌ بها، يُخرجنا ذكرُها عن المقصود. والله أعلم.

 

مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (1/ 73 - 76) بتصرُّف يسير.

 

بينا كنت أقرأ في بعض كتب السيرة شدَّتني وأدهشتني رؤيا عجيبة أردت في هذا المقال أن أجمع رواياتها وأنقل شرحها ثم أجمع فوائدها لأهميتها.

 

أولًا: جمع الروايات:

حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ، فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا، فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَإِذَا سَبَبٌ وَاصِلٌ مِنَ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَرَاكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ، ثُمَّ وُصِلَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ - بِأَبِي أَنْتَ - وَاللَّهِ لَتَدَعَنِّي فَأَعْبُرَهَا. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اعْبُرْ". قَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَالْإِسْلَامُ، وَأَمَّا الَّذِي يَنْطُفُ مِنَ الْعَسَلِ وَالسَّمْنِ فَالْقُرْآنُ حَلَاوَتُهُ تَنْطُفُ، فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ الْقُرْآنِ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ فَالْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، تَأْخُذُ بِهِ، فَيُعْلِيكَ اللَّهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ، فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ رَجُلٌ آخَرُ، فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ رَجُلٌ آخَرُ، فَيَنْقَطِعُ بِهِ، ثُمَّ يُوَصَّلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ، فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ- بِأَبِي أَنْتَ- أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَصَبْتَ بَعْضًا، وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا". قَالَ: فَوَاللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ. قَالَ: "لَا تُقْسِمْ"؛ رواه البخاري، كتاب التعبير، باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب 7046.


حَدَّثَنَا حَاجِبُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ، أَوْ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ- وَاللَّفْظُ لَهُ- أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ عُبَيْدَاللَّهِ بْنَ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَرَى اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ ظُلَّةً تَنْطِفُ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ، فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا بِأَيْدِيهِمْ، فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَأَرَى سَبَبًا وَاصِلًا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، فَأَرَاكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَعَلَا، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ بِهِ، ثُمَّ وُصِلَ لَهُ فَعَلَا. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ، وَاللَّهِ لَتَدَعَنِّي فَلَأَعْبُرَنَّهَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اعْبُرْهَا". قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَظُلَّةُ الْإِسْلَامِ، وَأَمَّا الَّذِي يَنْطِفُ مِنَ السَّمْنِ وَالْعَسَلِ فَالْقُرْآنُ؛ حَلَاوَتُهُ وَلِينُهُ، وَأَمَّا مَا يَتَكَفَّفُ النَّاسُ مِنْ ذَلِكَ فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ الْقُرْآنِ وَالْمُسْتَقِلُّ، وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ فَالْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللَّهُ بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ، ثُمَّ يُوصَلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ، فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ- بِأَبِي أَنْتَ- أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا". قَالَ: فَوَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَتُحَدِّثَنِّي مَا الَّذِي أَخْطَأْتُ. قَالَ: "لَا تُقْسِمْ".

 

(...) وَحَدَّثَنَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْصَرَفَهُ مِنْ أُحُدٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَأَيْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ ظُلَّةً تَنْطِفُ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ، بِمَعْنَى حَدِيثِ يُونُسَ.

 

(...) وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَوْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ عَبْدُالرَّزَّاقِ: كَانَ مَعْمَرٌ أَحْيَانًا يَقُولُ: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَأَحْيَانًا يَقُولُ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي أَرَى اللَّيْلَةَ ظُلَّةً، بِمَعْنَى حَدِيثِهِمْ.

 

(...) وَحَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ عَبْدِالرَّحْمَنِ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ- وَهُوَ ابْنُ كَثِيرٍ- عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِمَّا يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ رُؤْيَا فَلْيَقُصَّهَا؛ أَعْبُرْهَا لَهُ". قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُ ظُلَّةً، بِنَحْوِ حَدِيثِهِمْ؛ رواه مسلم في كتاب الرؤيا، باب في تأويل الرؤيا 2269.

 

أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُخْبِرَنِّي بِالَّذِي أَصَبْتُ مِنَ الَّذِي أَخْطَأْتُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تُقْسِمْ يَا أَبَا بَكْرٍ".

 

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّزَّاقِ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُ ظُلَّةً بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ تَنْطُفُ سَمْنًا وَعَسَلًا. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ نَحْوَهُ؛ رواه ابن ماجه، كتاب تعبير الرؤيا، باب تعبير الرؤيا 3918.

 

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ- هُوَ ابْنُ كَثِيرٍ- عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مِمَّا يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ رُؤْيَا فَلْيَقُصَّهَا عَلَيَّ فَأَعْبُرَهَا لَهُ". قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْتُ ظُلَّةً بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ تَنْطِفُ عَسَلًا وَسَمْنًا، وَرَأَيْتُ سَبَبًا وَاصِلًا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَرَأَيْتُ أُنَاسًا يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا، فَمُسْتَكْثِرٌ وَمُسْتَقِلٌّ، فَأَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، فَأَعْلَاكَ اللَّهُ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ الَّذِي بَعْدَكَ فَعَلَا، فَأَعْلَاهُ اللَّهُ، ثُمَّ أَخَذَهُ الَّذِي بَعْدَهُ فَعَلَا، فَأَعْلَاهُ اللَّهُ، ثُمَّ أَخَذَهُ الَّذِي بَعْدَهُ فَقُطِعَ بِهِ، ثُمَّ وُصِلَ فَاتَّصَلَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي فَأَعْبُرَهَا. فَقَالَ: "اعْبُرْهَا". وَكَانَ أَعْبَرَ النَّاسِ لِلرُّؤْيَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَالْإِسْلَامُ، وَأَمَّا الْعَسَلُ وَالسَّمْنُ فَالْقُرْآنُ؛ حَلَاوَةُ الْعَسَلِ وَلِينُ السَّمْنِ، وَأَمَّا الَّذِينَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهُ فَمُسْتَكْثِرٌ وَمُسْتَقِلٌّ فَهُمْ حَمَلَةُ الْقُرْآنِ، وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ فَالْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللَّهُ بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ، ثُمَّ يُوصَلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ. فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ- بِأَبِي أَنْتَ- أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ فَقَالَ: "أَصَبْتَ وَأَخْطَأْتَ". فَقَالَ: فَمَا الَّذِي أَصَبْتُ وَمَا الَّذِي أَخْطَأْتُ؟ فَأَبَى أَنْ يُخْبِرَهُ؛ رواه الدارمي كتاب الرؤيا باب في اللبن والعسل وغير ذلك في النوم 2202.

 

حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: رَأَى رَجُلٌ رُؤْيَا، فَجَاءَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ ظُلَّةً تَنْطِفُ عَسَلًا وَسَمْنًا، فَكَأَنَّ النَّاسَ يَأْخُذُونَ مِنْهَا؛ فَبَيْنَ مُسْتَكْثِرٍ، وَبَيْنَ مُسْتَقِلٍّ، وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَكَأَنَّ سَبَبًا مُتَّصِلًا إِلَى السَّمَاءِ. وَقَالَ يَزِيدُ مَرَّةً: وَكَأَنَّ سَبَبًا دُلِّيَ مِنَ السَّمَاءِ، فَجِئْتَ، فَأَخَذْتَ بِهِ، فَعَلَوْتَ فَأَعْلَاكَ اللَّهُ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ، فَأَخَذَ بِهِ فَعَلَا فَأَعْلَاهُ اللَّهُ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكُمَا، فَأَخَذَ بِهِ فَعَلَا فَأَعْلَاهُ اللَّهُ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكُمْ، فَأَخَذَ بِهِ، فَقُطِعَ بِهِ، ثُمَّ وُصِلَ لَهُ، فَعَلَا فَأَعْلَاهُ اللَّهُ. قَالَ أَبُو بَكْرٍ: ائْذَنْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَأَعْبُرُهَا لَهُ، فَأَذِنَ لَهُ، فَقَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَالْإِسْلَامُ، وَأَمَّا الْعَسَلُ وَالسَّمْنُ فَحَلَاوَةُ الْقُرْآنِ؛ فَبَيْنَ مُسْتَكْثِرٍ وَبَيْنَ مُسْتَقِلٍّ وَبَيْنَ ذَلِكَ، وَأَمَّا السَّبَبُ فَمَا أَنْتَ عَلَيْهِ تَعْلُو فَيُعْلِيكَ اللَّهُ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِكَ رَجُلٌ عَلَى مِنْهَاجِكَ، فَيَعْلُو وَيُعْلِيهِ اللَّهُ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمَا رَجُلٌ فَيَأْخُذُ بِأَخْذِكُمَا فَيَعْلُو فَيُعْلِيهِ اللَّهُ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ بَعْدِكُمْ رَجُلٌ يُقْطَعُ بِهِ، ثُمَّ يُوصَلُ لَهُ فَيَعْلُو فَيُعْلِيهِ اللَّهُ. قَالَ: أَصَبْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "أَصَبْتَ، وَأَخْطَأْتَ". قَالَ: أَقْسَمْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُخْبِرَنِّي، فَقَالَ: "لَا تُقْسِمْ".

 

حَدَّثَنَا عَبْدُالرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِاللَّهِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ؛ رواه أحمد، مسند عبدالله بن عباس 2113، 2114.

 

ثانيًا: شرح الحديث:

قال النووي رحمه الله في شرحه لمسلم: قوله: ((أرى الليلة في المنام ظلة تنطف السمن والعسل، فأرى الناس يتكففون منها بأيديهم، وأرى سببًا واصلًا))، ‏أما "الظلة" ‏‏فهي السحابة، و"تنطف" ‏‏بضم الطاء وكسرها؛ أي: تقطر قليلًا قليلًا، و"يتكففون"‏‏: يأخذون بأكفهم، ‏و"السبب": ‏‏الحبل، ‏و"الواصل": ‏‏بمعنى الموصول، ‏وأما "الليلة"، ‏فقال ثعلب وغيره: يقال: رأيت الليلة، من الصباح إلى زوال الشمس، ومن الزوال إلى الليل: رأيت البارحة.

 

‏قوله صلى الله عليه وسلم: ((أصبت بعضًا، وأخطأت بعضًا)) ‏اختلف العلماء في معناه، فقال ابن قتيبة وآخرون: معناه: أصبت في بيان تفسيرها، وصادفت حقيقة تأويلها، وأخطأت في مبادرتك بتفسيرها من غير أن آمرك به، وقال آخرون: هذا الذي قاله ابن قتيبة وموافقوه فاسد؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قد أذن له في ذلك، وقال: اعبُرْها، وإنما أخطأ في تركه تفسير بعضها؛ فإن الرائي قال: رأيت ظلة تنطف السمن والعسل، ففسره الصِّدِّيق رضي الله عنه بالقرآن حلاوته ولينه، وهذا إنما هو تفسير العسل، وترك تفسير السمن، وتفسيره السنة، فكان حقه أن يقول: القرآن والسنة، وإلى هذا أشار الطحاوي، وقال آخرون: الخطأ وقع في خلع عثمان؛ لأنه ذكر في المنام أنه أخذ بالسبب فانقطع به، وذلك يدل على انخلاعه بنفسه، وفسَّره الصِّدِّيق بأنه يأخذ به رجل فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به، وعثمان قد خلع قهرًا، وقُتِل، وولي غيره، فالصواب في تفسيره أن يحمل وصله على ولاية غيره من قومه، وقال آخرون: الخطأ في سؤاله ليعبرها. قوله: (فوالله يا رسول الله، لتحدثني ما الذي أخطأت، قال: لا تقسم).

 

وقال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري:

قوله: ((إني رأيت))، كذا للأكثر، وفي رواية ابن وهب: ((إنى أرى))، كأنه لقوة تحققه الرؤيا كانت ممثلة بين عينيه حتى كأنه يراها حينئذٍ.

 

قوله: ((ظُلَّة)) - بضم الظاء المعجمة - أي: سحابة لها ظل، وكل ما أظل من ثقيفة ونحوها يسمى ظلة، قاله الخطابي.

 

وقال ابن فارس: الظلة: أول شيء يظل، زاد سليمان بن كثير في روايته عند الدارمي وأبي عوانة، وكذا في رواية سفيان بن عيينة عند ابن ماجه: ((بين السماء والأرض)).

 

قوله: ((تنطف السمن والعسل)) - بنون وطاء مكسورة، ويجوز ضمها - ومعناه: تقطر - بقاف وطاء مضمومة، ويجوز كسرها - يقال: نطف الماء: إذا سال. وقال ابن فارس: ليلة نطوف: أمطرت إلى الصبح.

 

قوله: ((فأرى الناس يتكففون منها))؛ أي: يأخذون بأكفهم، في رواية ابن وهب: ((بأيديهم))، قال الخليل: تكفف: بسط كفه ليأخذ، ووقع في رواية الترمذي من طريق معمر: ((يستقون)) - بمهملة ومثناة وقاف - أي: يأخذون في الأسقية، قال القرطبي: يحتمل أن يكون معنى: ((يتكففون)): يأخذون كفايتهم، وهو أليق بقوله بعد ذلك: ((فالمستكثر والمستقل)). قلت: وما أدري كيف جوز أخذ "كفى" من "كففه"، ولا حجة فيما احتج به لما سيأتي.

 

قوله: ((فالمستكثر والمستقل))؛ أي: الآخذ كثيرًا والآخذ قليلًا، ووقع في رواية سليمان بن كثير بغير ألف ولام فيهما، وفي رواية سفيان بن حسين عند أحمد: ((فمن بين مستكثر ومستقل وبين ذلك)).

 

قوله: ((وإذا سبب))؛ أي: حبل.

 

قوله: ((واصل من الأرض إلى السماء))، في رواية ابن وهب: ((وأرى سببًا واصلًا من السماء إلى الأرض))، وفي رواية سليمان بن كثير: ((ورأيت لها سببًا واصلًا))، وفي رواية سفيان بن حسين: ((وكأن سببًا دُلِّي من السماء)).

 

قوله: (فأراك أخذت به فعلوت)، في رواية سليمان بن كثير: (فأعلاك الله).

 

قوله: (ثم أخذ به)، كذا للأكثر، ولبعضهم: (ثم أخذه)، زاد ابن وهب في روايته: (من بعد)، وفي رواية ابن عيينة وابن حسين: (من بعدك) في الموضعين.

 

قوله: (فعلا به)، زاد سليمان بن كثير: (فأعلاه الله)، وهكذا في رواية سفيان بن حسين في الموضعين.

 

قوله: (ثم أخذ به رجل آخر فانقطع)، زاد ابن وهب هنا: (به)، وفي رواية سفيان بن حسين: (ثم جاء رجل من بعدكم فأخذ به فقطع به).

 

قوله: (ثم وصل)، في رواية ابن وهب: (فوصل له)، وفي رواية سليمان: (فقطع به، ثم وصل له فاتصل)، وفي رواية سفيان بن حسين: (ثم وصل له).

 

قوله: (بأبي أنت)، زاد في رواية معمر: (وأمي).

 

قوله: (والله، لتدعني) - بتشديد النون - وفي رواية سليمان: (ائذن لي).

 

قوله: (فأعبُرها)، في رواية ابن وهب: (فلأعبرنها) - بزيادة التأكيد باللام والنون - ونحوه في رواية معمر، ومثله في رواية الزبيدي.

 

قوله: (أعبرها)، في رواية سفيان عند ابن ماجه: (عبّرها) - بالتشديد - وفي رواية سفيان بن حسين: (فأذن له)، زاد سليمان: (وكان من أعبر الناس للرؤيا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم).

 

قوله: (وأما الظلة فالإسلام)، في رواية ابن وهب وكذا لمعمر والزبيدي: (فظلة الإسلام)، ورواية سفيان كرواية الليث، وكذا سليمان بن كثير، وهي التي يظهر ترجيحها.

 

قوله: (فالقرآن حلاوته تنطف)، في رواية ابن وهب: (حلاوته ولينه)، وكذا في رواية سفيان ومعمر، وبينه سليمان بن كثير في روايته فقال: (وأما العسل والسمن فالقرآن في حلاوة العسل ولين السمن).

 

قوله: (فالمستكثر من القرآن والمستقل)، زاد ابن وهب في روايته قبل هذا: (وأما ما يتكفف الناس من ذلك)، وفي رواية سفيان: (فالآخذ من القرآن كثيرًا وقليلًا)، وفي رواية سليمان بن كثير: (فهم حملة القرآن).

 

قوله: (وأما السبب...) إلخ، في رواية سفيان بن حسين: (وأما السبب فما أنت عليه تعلو فيعليك الله).

 

قوله: (ثم يأخذ به رجل)، زاد سفيان بن حسين وابن وهب: (من بعدك)، زاد سفيان بن حسين: (على مناهجك).

 

قوله: (ثم يأخذ به)، في رواية سفيان بن حسين: (ثم يكون من بعدكما رجل يأخذ مأخذكما).

 

قوله: (ثم يأخذ به رجل)، زاد ابن وهب: (آخر).

 

قوله: (فيقطع به، ثم يوصل له فيعلو به)، زاد سفيان بن حسين: (فيعليه الله).

 

قوله: (فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت، أصبت أم أخطأت)، في رواية سفيان: (هل أصبت يا رسول الله أو أخطأت؟).

 

قوله: (أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا)، في رواية سليمان بن كثير وسفيان بن حسين: (أصبت وأخطأت).

 

قوله: (قال: فوالله)، زاد ابن وهب: (يا رسول الله)، ثم اتفقا: (لتحدثني بالذي أخطأت)، في رواية ابن وهب: (ما الذي أخطأت)، وفي رواية سفيان بن عيينة عند ابن ماجه، فقال أبو بكر: (أقسمت عليك يا رسول الله لتخبرني بالذي أصبت من الذي أخطأت)، وفي رواية معمر مثله، لكن قال: (ما الذي أخطأت)، ولم يذكر الباقي.

 

قوله: (قال: لا تقسم)، في رواية ابن ماجه: "فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تقسم يا أبا بكر))، ومثله لمعمر، لكن دون قوله: ((يا أبا بكر))، وفي رواية سليمان بن كثير: (ما الذي أصبت وما الذي أخطأت، فأبى أن يخبره).

 

قال الداودي: قوله: ((لا تقسم))؛ أي: لا تكرر يمينك؛ فإني لا أخبرك.

 

وقال المهلب: توجيه تعبير أبي بكر أن الظلة نعمة من نعم الله على أهل الجنة، وكذلك كانت على بني إسرائيل، وكذلك الإسلام يقي الأذى وينعم به المؤمن في الدنيا والآخرة، وأما العسل فإن الله جعله شفاء للناس، وقال تعالى: إن القرآن: ﴿ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ﴾ [يونس: 57]. وقال: إنه ﴿ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82]. وهو حلو على الأسماع كحلاوة العسل في المذاق، وكذلك جاء في الحديث: ((أن في السمن شفاء)).

 

قال القاضي عياض: وقد يكون عبر الظلة بذلك لما نطفت العسل والسمن اللذين عبرهما بالقرآن، وذلك إنما كان عن الإسلام والشريعة، والسبب في اللغة: الحبل والعهد والميثاق، والذين أخذوا به بعد النبي صلى الله عليه وسلم واحدًا بعد واحد هم الخلفاء الثلاثة، وعثمان هو الذي انقطع به ثم اتصل، انتهى ملخصًا.

 

قال المهلب: وموضع الخطأ في قوله: (ثم وصل له)؛ لأن في الحديث: ((ثم وصل))، ولم يذكر (له).

 

قلت: بل هذه اللفظة وهي قوله: (له) وإن سقطت من رواية الليث عند الأصيلي وكريمة، فهي ثابتة في رواية أبي ذر عن شيوخه الثلاثة، وكذا في رواية النسفي، وهي ثابتة في رواية ابن وهب وغيره، كلهم عن يونس عند مسلم وغيره، وفي رواية معمر عند الترمذي، وفي رواية سفيان بن عيينة عند النسائي وابن ماجه، وفي رواية سفيان بن حسين عند أحمد، وفي رواية سليمان بن كثير عند الدارمي وأبي عوانة، كلهم عن الزُّهْري، وزاد سليمان بن كثير في روايته: ((فوصل له فاتَّصَل))، ثم بنى المهلب على ما توهمه فقال: كان ينبغي لأبي بكر أن يقف حيث وقفت الرؤيا ولا يذكر الموصول له؛ فإن المعنى: أن عثمان انقطع به الحبل ثم وصل لغيره، أي: وصلت الخلافة لغيره؛ انتهى.

 

وقد عرفت أن لفظة (له) ثابتة في نفس الخبر، فالمعنى على هذا: أن عثمان كان ينقطع عن اللحاق بصاحبيه بسبب ما وقع له من تلك القضايا التي أنكروها، فعبر عنها بانقطاع الحبل، ثم وقعت له الشهادة فاتصل بهم، فعبر عنه بأن الحبل وصل له فاتصل فالتحق بهم، فلم يتم في تبيين الخطأ في التعبير المذكور ما توهمه المهلب.

 

والعجب من القاضي عياض؛ فإنه قال في "الإكمال": قيل: خطؤه في قوله: (فيوصل له)، وليس في الرؤيا: (إلا أنه يوصل)، وليس فيها (له)؛ ولذلك لم يوصل لعثمان وإنما وصلت الخلافة لعلي، وموضع التعجب سكوته عن تعقب هذا الكلام مع كون هذه اللفظة وهي (له) ثابتة في صحيح مسلم الذي يتكلم عليه، ثم قال: وقيل: الخطأ هنا بمعنى: الترك؛ أي: تركت بعضًا لم تفسره، وقال الإسماعيلي: قيل: السبب في قوله: ((وأخطأت بعضًا)) أن الرجل لما قصَّ على النبي صلى الله عليه وسلم رؤياه كان النبي صلى الله عليه وسلم أحق بتعبيرها من غيره، فلما طلب تعبيرها كان ذلك خطأ، فقال: ((أخطأت بعضًا)) لهذا المعنى، والمراد بقوله: (قيل): ابن قتيبة؛ فإنه القائل لذلك، فقال: إنما أخطأ في مبادرته بتفسيرها قبل أن يأمره به، ووافقه جماعة على ذلك، وتعقبه النووي تبعًا لغيره، فقال: هذا فاسد؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قد أذن له في ذلك، وقال: ((اعبُرها)).

 

قلت: مراد ابن قتيبة: أنه لم يأذن له ابتداء، بل بادر هو فسأل أن يأذن له في تعبيرها فأذن له، فقال: أخطأت في مبادرتك للسؤال أن تتولَّى تعبيرها، لا أنه أراد: أخطأت في تعبيرك، لكن في إطلاق الخطأ على ذلك نظر؛ لأنه خلاف ما يتبادر للسمع من جواب قوله: (هل أصبت؟)؛ فإن الظاهر أنه أراد الإصابة والخطأ في تعبيره؛ لا لكونه التمس التعبير، ومن ثم قال ابن التين ومن بعده: الأشبه بظاهر الحديث أن الخطأ في تأويل الرؤيا؛ أي: أخطأت في بعض تأويلك، قلت: ويؤيده تبويب البخاري؛ حيث قال: ((من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب))، ونقل ابن التين عن أبي محمد بن أبي زيد وأبي محمد الأصيلي والداودي نحو ما نقله الإسماعيلي، ولفظهم: أخطأ في سؤاله أن يعبرها، وفي تعبيره لها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم.

 

وقال ابن هبيرة: إنما كان الخطأ؛ لكونه أقسم ليعبرنها بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان الخطأ في التعبير لم يقره عليه. وأما قوله: ((لا تقسم))، فمعناه: أنك إذا تفكرت فيما أخطأت به علمته. قال: والذي يظهر أن أبا بكر أراد أن يعبرها فيسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقوله فيعرف أبو بكر بذلك علم نفسه لتقرير رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

قال ابن التين: وقيل: أخطأ؛ لكون المذكور في الرؤيا شيئين؛ العسل والسمن، ففسرهما بشيء واحد، وكان ينبغي أن يفسرهما بالقرآن والسنة، ذكر ذلك عن الطحاوي.

 

قلت: وحكاه الخطيب عن أهل العلم بالتعبير، وجزم به ابن العربي فقال: قالوا: هنا وهم أبو بكر؛ فإنه جعل السمن والعسل معنى واحدًا، وهما معنيان؛ القرآن والسنة. قال: ويحتمل أن يكون السمن والعسل: العلم والعمل، ويحتمل أن يكونا الفهم والحفظ، وأيد ابن الجوزي ما نسب للطحاوي بما أخرجه أحمد عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: "رأيت فيما يرى النائم كأن في إحدى إصبعي سمنًا وفي الأخرى عسلًا فألعقهما، فلما أصبحت ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: تقرأ الكتابين؛ التوراة والفرقان، فكان يقرؤهما". قلت: ففسر العسل بشيء والسمن بشيء. قال النووي: قيل: إنما لم يبر النبي صلى الله عليه وسلم قسم أبي بكر؛ لأن إبرار القسم مخصوص بما إذا لم يكن هناك مفسدة ولا مشقة ظاهرة، فإن وجد ذلك فلا إبرار، ولعل المفسدة في ذلك ما علمه من سبب انقطاع السبب بعثمان، وهو قتله وتلك الحروب والفتن المترتبة عليه، فكره ذكرها خوف شيوعها، ويحتمل أن يكون سبب ذلك أنه لو ذكر له السبب للزم منه أن يوبِّخه بين الناس لمبادرته، ويحتمل أن يكون خطؤه في ترك تعيين الرجال المذكورين، فلو أبر قسمه للزم أن يعينهم، ولم يؤمر بذلك؛ إذ لو عينهم لكان نصًّا على خلافتهم، وقد سبقت مشيئة الله أن الخلافة تكون على هذا الوجه، فترك تعيينهم خشية أن يقع في ذلك مفسدة.

 

وقيل: هو علم غيب، فجاز أن يختص به ويخفيه عن غيره، وقيل: المراد بقوله: ((أخطأت وأصبت)): أن تعبير الرؤيا مرجعه الظن، والظن يخطئ ويصيب، وقيل: لما أراد الاستبداد ولم يصبر حتى يفاد، جاز منعه ما يستفاد، فكان المنع كالتأديب له على ذلك.

 

قلت: وجميع ما تقدم من لفظ الخطأ والتوهم والتأديب وغيرهما إنما أحكيه عن قائله، ولست راضيًا بإطلاقه في حق الصِّدِّيق، وقيل: الخطأ في خلع عثمان؛ لأنه في المنام رأى أنه آخذ بالسبب فانقطع به، وذلك يدل على انخلاعه بنفسه، وتفسير أبي بكر بأنه يأخذ به رجل فينقطع به ثم يوصل له، وعثمان قد قتل قهرًا ولم يخلع نفسه، فالصواب أن يحمل وصله على ولاية غيره، وقيل: يحتمل أن يكون ترك إبرار القسم لما يدخل في النفوس لا سيما من الذي انقطع في يده السبب وإن كان وصل، وقد اختلف في تفسير قوله: ((فقطع))، فقيل: معناه: قتل، وأنكره القاضي أبو بكر بن العربي، فقال: ليس معنى ((قطع)): قتل؛ إذ لو كان كذلك لشاركه عمر، لكن قتل عمر لم يكن بسبب العلو بل بجهة عداوة مخصوصة، وقتل عثمان كان من الجهة التي علا بها وهي الولاية؛ فلذلك جعل قتله قطعًا، قال: وقوله: ((ثم وصل))، يعني: بولاية علي، فكان الحبل موصولًا ولكن لم ير فيه علوًّا. كذا قال، وقد تقدم البحث في ذلك، ووقع في "تنقيح الزركشي" ما نصه: والذي انقطع به ووصل له هو عمر؛ لأنه لما قتل وصل له بأهل الشورى وبعثمان. كذا قال: وهو مبني على أن المذكور في الخبر من الرجال بعد النبي صلى الله عليه وسلم اثنان فقط، وهو اختصار من بعض الرواة، وإلا فعند الجمهور ثلاثة، وعلى ذلك شرح من تقدم ذكره، والله أعلم.

 

قال ابن العربي: وقوله: ((أخطأت بعضًا))، اختلف في تعيين الخطأ، فقيل: وجه الخطأ: تسوره على التعبير من غير استئذان، واحتمله النبي صلى الله عليه وسلم لمكانه منه.

 

قلت: تقدم البحث فيه، قال: وقيل: أخطأ لقسمه عليه، وقيل: لجعله السمن والعسل معنى واحدًا، وهما معنيان، وأيَّدوه بأنه قال: ((أخطأت بعضًا وأصبت بعضًا))، ولو كان الخطأ في التقديم في اليسار أو في اليمين لما قال ذلك؛ لأنه ليس من الرؤيا، وقال ابن الجوزي: الإشارة في قوله: ((أصبت وأخطأت)) لتعبيره الرؤيا.

 

وقال ابن العربي: بل هذا لا يلزم؛ لأنه يصح أن يريد به: أخطأت في بعض ما جرى وأصبت في البعض، ثم قال ابن العربي: وأخبرني أبي أنه قيل: وجه الخطأ: أن الصواب في التعبير أن الرسول هو الظلة، والسمن والعسل: القرآن والسنة، وقيل: وجه الخطأ: أنه جعل السبب الحق، وعثمان لم ينقطع به الحق، وإنما الحق أن الولاية كانت بالنبوة ثم صارت بالخلافة، فاتصلت لأبي بكر ولعمر، ثم انقطعت بعثمان؛ لما كان ظن به، ثم صحت براءته فأعلاه الله ولحق بأصحابه.

 

قال: وسألت بعض الشيوخ العارفين عن تعيين الوجه الذي أخطأ فيه أبو بكر فقال: من الذي يعرفه، ولئن كان تقدم أبي بكر بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم للتعبير خطأ فالتقدم بين يدي أبي بكر لتعيين خطئه أعظم وأعظم، فالذي يقتضيه الدين والحزم الكف عن ذلك.

 

وقال الكرماني: إنما أقدموا على تبين ذلك مع كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يبينه؛ لأنه كان يلزم من تبيينه مفسدة إذ ذاك، فزالت بعده، مع أن جميع ما ذكروه إنما هو بطريق الاحتمال ولا جزم في شيء من ذلك.

 

ثالثًا: جمع فوائد الحديث:

1- أن الرؤيا ليست لأول عابر كما تقدم تقريره، لكن قال إبراهيم بن عبدالله الكرماني المعبر: لا يغير الرؤيا عن وجهها عبارة عابر ولا غيره، وكيف يستطيع مخلوق أن يغير ما كانت نسخته من أم الكتاب، غير أنه يستحب لمن لم يتدرب في علم التأويل ألَّا يتعرض لما سبق إليه من لا يشك في أمانته ودينه.

 

قلت: وهذا مبني على تسليم أن المرائي تنسخ من أم الكتاب على وفق ما يعبرها العارف، وما المانع أنها تنسخ على وفق ما يعبرها أول عابر؛ (فتح الباري).

 

2- أنه لا يستحب إبرار القسم إذا كان فيه مفسدة؛ (فتح الباري).

 

3- أن من قال: أقسم، لا كفارة عليه؛ لأن أبا بكر لم يزد على قوله: (أقسمت)، كذا قاله عياض، ورده النووي بأن الذي في جميع نسخ صحيح مسلم أنه قال: (فوالله يا رسول الله، لتحدثني)، وهذا صريح يمين.

قلت: وقد تقدم البحث في ذلك في كتاب الأيمان والنذور؛ (فتح الباري).

 

4- قال ابن التين: فيه أن الأمر بإبرار القسم خاص بما يجوز الاطلاع عليه، ومن ثم لم يبر قسم أبي بكر؛ لكونه سأل ما لا يجوز الاطلاع عليه لكل أحد.

قلت: فيحتمل أن يكون منعه ذلك لما سأله جهارًا، وأن يكون أعلمه بذلك سرًّا؛ (فتح الباري).

 

5- الحث على تعليم علم الرؤيا وعلى تعبيرها، وترك إغفال السؤال عنه؛ (فتح الباري).

 

6- فضيلة الرؤيا لما تشتمل عليه من الاطلاع على بعض الغيب وأسرار الكائنات؛ (فتح الباري).

 

7- قال ابن هبيرة: وفي السؤال من أبي بكر أولًا وآخرًا وجواب النبي صلى الله عليه وسلم دلالة على انبساط أبي بكر معه وإدلاله عليه؛ (فتح الباري).

 

8- أنه لا يعبر الرؤيا إلا عالم ناصح أمين حبيب؛ (فتح الباري).

 

9- فيه أن العابر قد يخطئ وقد يصيب؛ (فتح الباري).

 

10- أن للعالم بالتعبير أن يسكت عن تعبير الرؤيا أو بعضها عند رجحان الكتمان على الذكر. قال المهلب: ومحله إذا كان في ذلك عموم، فأما لو كانت مخصوصة بواحد مثلًا فلا بأس أن يخبره ليعد الصبر ويكون على أُهْبة من نزول الحادثة؛ (فتح الباري).

 

11- جواز إظهار العالم ما يحسن من العلم إذا خلصت نيته وأمن العجب؛ (فتح الباري).

 

12-كلام العالم بالعلم بحضرة من هو أعلم منه إذا أذن له في ذلك صريحًا أو ما قام مقامه، ويؤخذ منه جواز مثله في الإفتاء والحكم؛ (فتح الباري).

 

13- أن للتلميذ أن يقسم على معلمه أن يفيده الحكم؛ (فتح الباري).

 

14- فضل الإكثار من أخذ القرآن تلاوةً وفهمًا وعملًا، وأنه كالعسل والسمن في فائدته وحلاوته؛ (موسوعة الأحاديث النبوية).

 

15- الإشارة إلى خلافة أبي بكر وعمر وعثمان- رضي الله عنهم-؛ (موسوعة الأحاديث النبوية).

 

16- قلت (صبري) أن التمسك بالقرآن والسنة هو الحق الذي يريده الله، وهو السبب في رفعة الإنسان وعلوِّه في الدنيا والآخرة.

 

وفي الحديث أنَّ نَافِعَ بنَ عبدِ الحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بعُسْفَانَ، وَكانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ علَى مَكَّةَ، فَقالَ: مَنِ اسْتَعْمَلْتَ علَى أَهْلِ الوَادِي، فَقالَ: ابْنَ أَبْزَى، قالَ: وَمَنِ ابنُ أَبْزَى؟ قالَ: مَوْلًى مِن مَوَالِينَا، قالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عليهم مَوْلًى؟! قالَ: إنَّه قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وإنَّه عَالِمٌ بالفَرَائِضِ، قالَ عُمَرُ: أَمَا إنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قدْ قالَ: إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ؛ رواه مسلم.

 

17- قلت (صبري) فيه جواز عرض التلميذ رأيه على شيخه ليصوبه أو يقره

 

18- قلت (صبري) فيه أدب أبي بكر رضي الله عنه، فلم يغضب، ولم يتلفَّظ بكلمة واحدة تدل على سخطه؛ بل سأل عن خطئه، ولما قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تقسم))؛ سكت واستجاب وامتثل رضي الله عنه.

 

19- قلت (صبري) فيه خطورة الفتيا والتصدُّر لها، فها هو أبو بكر الصِّدِّيق العالم الفقيه الفَهِم يخطئ في تعبير رؤيا، وهو من؟!

 

فهي رسالة لمن يتصدر للفتيا دون علم بالقرآن ولا بالسنة ثم يعجب برأيه ولا يرد العلم إلى الله نعوذ بالله من الجهل وأهله.

 

20- قلت (صبري) في الحديث أهمية جمع الروايات وطرق الحديث لفهم الحديث جيدًا أو للترجيح عند تعارض الأقوال كما سبق في شرح الحديث في أكثر من موضع.

 

هذا والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إبليس إهلاك في صورة إشفاق
  • الثبات على الدين
  • رؤوس أقلام للناس الهادئة العاقلة بخصوص موت الصحفية شيرين أبو عاقلة
  • شبهة تعارض آيات في القرآن والرد عليها
  • دروس وأسرار من دعاء سيد الاستغفار

مختارات من الشبكة

  • جمع التكسير وعلاقته بأسماء الجموع الأخرى(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حكم الجمع بين الجمعة والعصر جمع تقديم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: جمع بين المغرب والعشاء بجمع(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • باب الجمع بين الصلاتين في السفر وأسباب الجمع(محاضرة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • جمع الجمع لا ينقاس(استشارة - الاستشارات)
  • لماذا نكرر العلم؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إذا رفض الإمام الجمع بين الصلاتين في المطر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جمع الصلوات في البيت بسبب المطر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الجمع بين صلاتين في المطر والثلج والبرَد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العلامة حسن الجبرتي والنهضة الحضارية (1)(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بدأ تطوير مسجد الكاف كامبونج ملايو في سنغافورة
  • أهالي قرية شمبولات يحتفلون بافتتاح أول مسجد بعد أعوام من الانتظار
  • دورات إسلامية وصحية متكاملة للأطفال بمدينة دروججانوفسكي
  • برينجافور تحتفل بالذكرى الـ 19 لافتتاح مسجدها التاريخي
  • أكثر من 70 متسابقا يشاركون في المسابقة القرآنية الثامنة في أزناكاييفو
  • إعادة افتتاح مسجد تاريخي في أغدام بأذربيجان
  • ستولاك تستعد لانطلاق النسخة الثالثة والعشرين من فعاليات أيام المساجد
  • موافقة رسمية على مشروع تطويري لمسجد بمدينة سلاو يخدم التعليم والمجتمع

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/2/1447هـ - الساعة: 15:20
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب