• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    {وشاورهم في الأمر}
    د. خالد النجار
  •  
    بين عام غابر، وعام زائر (خطبة)
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    الهجرة النبوية والأمل
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    النظام في هدي خير الأنام صلى الله عليه وسلم
    السيد مراد سلامة
  •  
    أسباب النجاة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    خطبة: {وأنيبوا إلى ربكم} (باللغة البنغالية)
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    تخريج حديث: رأيت ابن عمر أناخ راحلته مستقبل
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    كف الأذى عن الناس (خطبة)
    خالد سعد الشهري
  •  
    كن ذكيا واحذر الذكاء الاصطناعي (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    من استعاذة الرسول صلى الله عليه وسلم
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القاهر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    منزلة الأخلاق في الإسلام
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    التحرير في حديث توسل الضرير (WORD)
    إبراهيم الدميجي
  •  
    فوائد من حديث: «ولم يكمل من النساء إلا...»
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    حديث: دخل رمضان فخفت أن أُصيب امرأتي، فظاهرت منها
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    حقوق المرأة (2)
    د. أمير بن محمد المدري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

بين عام غابر، وعام زائر (خطبة)

بين عام غابر، وعام زائر (خطبة)
وضاح سيف الجبزي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/7/2025 ميلادي - 2/2/1447 هجري

الزيارات: 119

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بين عامٍ غابرٍ، وعامٍ زائرٍ

 

الحمد لله المبدئ الوارث، المعيد الباعث، الذي قهر بالفناء ما دونه، وعلِم من الغيب مكنونه، وأنجز من الوعد مضمونه، واختار من خلقه محمدًا أمينه، وجعل الحنيفية شريعته ودينه، أحمَده وهو بالحمد جدير، وأستنصره وهو نعم المولى ونعم النصير.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، شهادةً سالمة العاقبة، قائمةً بحقوق الله الواجبة.

 

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بأسدِّ الطرق والمذاهب، واختاره من صفوة النُّجباء والنجائب، وابتعثه من أطهرِ المنابت والمناصب، وأحلَّه من صميمِ العرب في أعلى الذوائب، من شجرة مُرَّةَ بن كعب بن لؤي بن غالب، صلى الله عليه وعلى آله الأطهرين الأطايب، ما وخدت قلوصٌ براكب، ودارت فلَكُ المشارق والمغارب، وسلم تسليمًا.

يا رب صلِّ على النبي وآله
وعلى الذين مضوا على منواله
واجعل لنا يا رب فيه أسوةً
ننجو بها في الحشر من أهواله
ليس المحب من ادعى بلسانه
والحال منه مكذِّب لمقاله
إن المحب إذا ذكرتَ حبيبه
لم يخفَ منه هوى المحب الواله
صلى عليك الله يا بدر الدجى
ما عمَّ مخلوقًا عظيمُ نواله

 

صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته؛ أما بعد:

أفل العام وولى وذهب
وأتى العام الجديد المرتقب
هكذا الأعوام في إدبارها
كل عام إن بدا عامٌ غرب
تقطع الأيام من أعمارنا
قطعَ مِنشار لأعواد الخشب
ويشيب الدهر أحداثًا وقد
يزرع الشيب على رأس الأشب
والكبير الشيخ يُجرى خلفه
ما له من قبضة الموت هرب
إنما الرابح في الدنيا الذي
ضنَّ بالوقت الثمين المكتسب

 

أيها الإخوة المؤمنون، ها نحن نودع عامًا، ونستقبل آخر، وبين عام فات، وعام - بإذن الله - آتٍ، بين عام مغادر، وعام جديد زائر، يتأمل الإنسان انصرام الأيام ومرورها، وانقضاء الليالي وعبورها، وانقراض الأعوام وكرورها، ونقص السنين وبدورها، وتقلص الأعمار وضمورها.

تنقص الأعمار عامًا بعد عام
أترى يشعر بالنقص النيام؟!
نحو ما نخشاه نجري غفلةً
تحمل الأكتاف أوزار الحطام
من بنى دنياه واستكفى بها
فعليها وعلى الباني السلام
البدايات سواء في الورى
إنما العبرة في حسن الختام

 

عباد الله، في مرور الأيام، وكرور الأعوام، ذكرى لمن ادَّكر، وعِبرة لمن اعتبر، وموعظة لمن تدبر واستبصر، فطوبى لمن أخذ من ذلك العبرة، وفاضت من عينه العَبرة، ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ﴾ [الأنعام: 104]، ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ﴾ [ق: 37]، ﴿ سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى ﴾ [الأعلى: 10].

تطوي لنا صفحة الأقدار أعمارا
عام يمر وعام يطرق الدارا

نقف على حافتَي عام حاضر، وعام غابر، ذهب كأمس الدابر، وكأن أحداثه دوران رحًى، ومدة بقائه كإقامة شمس ضحًى، ﴿ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ ﴾ [الأحقاف: 35]، ﴿ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ﴾ [النازعات: 46].

قالوا سيرحل من أعمارنا عام
فقلت: كيف وهذا العمر أيامُ؟!
لا يرحل العام نحن الراحلون إلى
نهاية العمر والأعوام أرقامُ

 

أيها المسلمون، بين عام منصرم، وعام قادم، نستذكر: كم من الأعمار أمضينا؟ وكم من الأعوام قضينا؟ وكم من الأحباب فقدنا؟ وكم من الأصحاب دفنا؟ وكم من الأقارب وارينا؟

خليلي كم من ميت قد حضرته
ولكنني لم أنتفع بحضوري
وكم من ليالٍ قد أرتني عجائبًا
لهنَّ وأيام خلت وشهورِ
وكم من خطوب قد طَوتني كثيرة
وكم من أمور قد جرت وأمورِ
ومن لم يزِده السن ما عاش عبرةً
فذاك الذي لا يستنير بنورِ

 

في مفترق عامين، ومتسق زمانين، نتذكر - يا أيها الأحبة - الأحِبة الذين كانوا معنا في العام الماضي، أمَا أصابتهم سهام المنون المواضي، وأفنتهم آفات الآجال القواضي، وأعدمتهم صومًا وفطرًا، وزودتهم من الحنوط عطرًا، وأصبح كل منهم ساكنًا قبرًا؟! أمَا أدارت عليهم المنون رحاها، وحكَّ وجوههم الثرى فمحاها؟!

في الذاهلين الأولي
ن من القرون لنا بصائرُ
لما رأيت مواردًا
للموت ليس لها مصادرُ
ورأيت قومي نحوها
يمضي الأكابر والأصاغرُ
لا يرجع الماضي ولا
يبقى من الباقين غابرُ
أيقنت أني لا محا
لة حيث صار القوم صائرُ

 

معاشر الإخوة الفضلاء، العام الجديد يثير - عند ذوي النفوس الحية، والقلوب المؤمنة - العِبرة بمرور الأيام، وسرعة انقضائها، والقلوب اليقظة، تتجدد فيها الحياة كلما دارت الأفلاك، وسبحت الأملاك، وتتوثب فيها المنافسة كلما سارت الكواكب، ورست المراكب، ﴿ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴾ [الإسراء: 12]، ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ [الفرقان: 62]، ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ﴾ [فاطر: 37].

من لاح في عارضه القتير
فقد أتاه بالبِلى النذير
إن اختفى ما في الزمان الآتي
فقِس على الماضي من الأوقاتِ
علمت يا مجاشع بن مسعدة
أن الشباب والفراغ والجدة
مفسدة للمرء أي مفسدة
يا للشباب المرح التصابي
روائحُ الجنة في الشباب
ليس على ذي النصح إلا الجهد
الشيب زرع حان منه الحصد

 

فلا تتعامَ - يا عبدالله - عن المصرع؛ فإن النفَس قد يخرج ولا يعود، فأنت غريم المنايا، وأسير الأماني، وإن عسكر الموتى لا ينتظرون، والموت لا يستمع لصرخة ملهوف، ولا لحسرة مفارق، ولا لرغبة راغب، ولا لخوف خائف، فاحذر - حفظك الله - أن يكون عمرك عليك حُجة، وأيامك عليك شقوة.

أيا بن آدم لا تغررك عافية
عليك شاملة فالعمر معدود
ما أنت إلا كزرع عند خضرته
بكل شيء من الأوقات مقصود
فإن سلمت من الآفات أجمعها
فأنت عند كمال الأمر محصود

 

أيها الناس، الدهر ذو عِبَر، يجري بها قدر؛ مُلك يُنزع، وعافية تُرفع، وبلاء يقع، وكل نعمة فإلى انتقال، وكل ظلم فإلى زوال، وكل كيدٍ فإلى وبال، وكل علوٍّ فإلى سفال، وكل بغيٍ فإلى ضلال، وكل سلطان فإلى اضمحلال، وكل مُلك فإلى انتهاء، وكل مخلوق فإلى الفناء، ﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 27]، ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2].

دنياك ساعات سِراع الزوال
وإنما العُقبى خلود المآلِ
فهل تبيع الخلد يا غافلًا
وتشتري دنيا المُنى والضلالِ؟!

 

﴿ وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 64]، ﴿ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 17].

 

يقول صلى الله عليه وسلم: ((والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه في اليم، فلينظر بم ترجع؟))[1].

 

يقول أبو حازم رحمه الله: "إن قليل الدنيا يشغل عن كثير الآخرة، وإن كثيرها ينسيك قليلها، وإن كنت تطلب من الدنيا ما يكفيك فأدنى ما فيها يكفيك، وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس فيها شيء يغنيك"[2].

 

أيها الناس، في توديع عام واستقبال آخر، يتذكر الإنسان قدومه على الله، ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران: 30]، ﴿ ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ ﴾ [الأنعام: 62]، ﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾ [الفجر: 23، 24].

إلى كم تمادى في غرور وغفلة
وكم هكذا نوم إلى غير يقظة؟!
لقد ضاع عمر ساعة منه تشترى
بملء السما والأرض أية ضيعة
أينفق هذا في هوى هذه التي
أبى الله أن تسوى جناح بعوضة؟
أترضى من العيش الرغيد وعيشة
مع الملأ الأعلى بعيش البهيمة؟
أفانٍ بباقٍ تشتريه سفاهةً
وسخطًا برضوان ونارًا بجنة؟
لقد بعتها هونًا عليك رخيصةً
وكانت بهذا منك غير حقيقة

 

قال أبو حازم رحمه الله: "عجبًا لقوم يعملون لدار يرحلون عنها كل يوم مرحلة، ويدَعون أن يعملوا لدار يرحلون إليها كل يوم مرحلة"[3].

وما هذه الأيام إلا مراحل
يحث بها داعٍ إلى الموت قاصدُ
وأعجب من ذا لو تأملت أنها
منازل تُطوى والمسافر قاعدُ

 

أيها المؤمنون، تمر الشهور تعقبها الشهور، وتمضي السنون على إثرها سنون، وكثير من الخلق في سُبات غافلون، وفي غيهم سادرون، ويمر علينا عام بعد العام، والبعض قد غرق في وحل دنياه وعام، لم يعظه الموت، ولم ينْهَه السقام، ﴿ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ﴾ [الأعراف: 146]، ﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾ [يونس: 92].

أتسمع الطير أطال الصياح
وقد بدا في الأفق نور الصباح؟
ما صاح إلا باكيًا ليلةً
ولت من العمر السريع الرواح

 

أيها المؤمنون، الآجال مضروبة، والأيام معدودة، والأرزاق مقسومة، ولن يعجِّل الله شيئًا قبل أجَله، ولن يؤخر شيئًا بعد موعده، ﴿ إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [نوح: 4].

 

ألَا فاتقوا الله رحمكم الله، وحاسبوا أنفسكم؛ فمن حاسب نفسه حفِظ لسانه، وطهَّر جَنانه، وبكى على خطيئته، وندم على جريرته، وعُرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره والناس مفطرون، وبورعِه والناس يخلطون، وبصمته والناس يخوضون، وبخوفه إذا الناس غافلون، وكان حاله ومقاله: ﴿ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 161 - 163].

 

ألَا فلينظر العامل عمله، والمؤمل وما أمله؛ فابن آدم مجهول الأمل، معلوم الأجل، محفوظ العمل، مكنون العلل، أسير جوعه، وصريع شبعه، تؤذيه البقَّة، وتقتله الشرقة، لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا؛ فأعجب العجب: سرور في غرور، وسهو في لهو.

الموت في كل حين ينشر الكفنا
ونحن في غفلة عما يُراد بنا
لا تطمئن إلى الدنيا وزخرفها
وإن توشحت من أثوابها الحسنا
أين الأحِبة والجيران ما فعلوا؟
أين الذين هم كانوا لنا سكنا؟
سقاهم الدهر كأسًا غير صافية
فصيَّرتهم لأطباق الثرى رهنا

 

أيها الناس، إنكم في دار ليست للبقا، وإن تراخى العمر وامتد المدى، الدنيا قنطرة لمن عبر، وعِبرة لمن استبصر واعتبر، ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]، حياة تقود إلى الممات، لا يُرى في حشودها إلا الشتات، وما يُسمع في ربوعها إلا: فلان مرض، وفلان مات.

يهون كل اغتراب في الحياة فكم
ذي غربة عاد محفوفًا بإجلالِ
وغربة الموت أقسى ما نكابده
كم فرقت بيننا من غير إمهالِ!
من ذا الذي نال في دنياه غايته؟
من ذا الذي عاش فيها ناعم البال؟
يفنى الفتى وعلى عينيه أشرعة
من الذهول تواري دمعه الغالي
يضيق بالمرء عمرٌ لو أفاق له
لما قضاه بتفريط وإهمالِ
آمنت بالله لا يأسي سينفعني
ولا بكائي فإن الله أبقى لي

 

معاشر الأحبة، كفى بخشية الله علمًا، وكفى بالاغترار جهلًا، وترك الخطيئة خير من طلب التوبة، ورُبَّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلًا؛ ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46].

فعليك تقوى الله فالزمها تفُز
إن التقي هو البهيُّ الأهيبُ

معاشر المسلمين، العقلاء ثلاثة: من ترك الدنيا قبل أن تتركه، وبنى قبره قبل أن يدخله، وأرضى مولاه قبل أن يلقاه، وكان من الذين إذا ذكِّروا بآيات ربهم ﴿ خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [السجدة: 15، 16].

 

أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [الشورى: 36 - 38].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما جاء فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل، لي ولكم، ولسائر المسلمين، من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله المبدئ المعيد، الولي الحميد، ذي العرش المجيد، الفعَّال لما يريد، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ضد ولا نديد، شهادة مخلصٍ في التوحيد، راجٍ للحسنى والمزيد، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله لبنة التمام، وبيت القصيد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأزواجه وذريته والتابعين، والناصرين لسنته بالقول والفعل إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فاتقوا الله رحمكم الله، واغتنموا الأيام قبل فواتها، وأحسنوا أعمالكم قبل موافاتها؛ فإن الأعوام تتصرم عامًا بعد عام، والناس في غفلة نِيام، يشاهدون المنايا، وتفجؤهم الآفات والبلايا، وهذا عام قد ودَّعتموه، شاهد بما قد أودعتموه، والموفَّق من ترك التفريط والإهمال، واستكثر من صالح الأعمال؛ فإن كل لحظة تمرُّ على ابن آدم هي جوهرة لا تعدلها الدنيا بما فيها من حُطام، فلا تفرط فيما بقيَ لك من الأيام، ﴿ وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾ [القصص: 77].

 

واعلم أن خير الناس كما أخبر رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: ((من طال عمره، وحسن عمله))[4].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: ((وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا))[5].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: ((ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام؛ لتسبيحه، وتكبيره، وتهليله))[6].

 

﴿ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ﴾ [الكهف: 46].

 

كان أبو معاوية الأسود يقول لنفسه: "إن كنتَ يا أبا معاوية تريد لنفسك الجزيل، فلا تنامنَّ الليل ولا تقيل، قدِّم صالح الأعمال، ودع عنك كثرة الأشغال، بادر ثم بادر قبل نزول ما تحاذر، ولا تهتم بأرزاق من تخلف، فلست أرزاقهم تكلف"[7].

 

ويقول سهل بن عبدالله: "استجلب حلاوة الزهد بقصر الأمل، واقطع أسباب الطمع بصحة اليأس، وتعرض لرقة القلب بمجالسة أهل الذكر، واستفتح باب الحزن بطول الفكر، وتزين لله بالصدق في كل الأحوال، وإياك والتسويفَ فإنه يُغرق الهلكى، وإياك والغفلة فإن فيها سواد القلب"[8].

دع عنك ما قد فات في زمن الصبا
واذكر ذنوبك وابكِها يا مذنبُ
وغرور دنياك التي تسعى لها
دار حقيقتها متاع يذهبُ
والروح فيك وديعة أودعتها
ستردها بالرغم منك وتسلبُ

 

فيا من يقصد بالموت وينحى، يا من أسرف في المعاصي إجرامًا وقبحًا، يا من أسمعته المواعظ إرشادًا ونصحًا؛ هلَّا انتهيت وارعويت، وبذلتَ وبكيتَ، وفتحت للخير عينيك، وقمت للهدى مشيًا على قدميك؛ لتحصل على غاية المراد، وتسعد كل الإسعاد؛ فإن عصيتَ وأبيتَ، وأعرضت وتوليت، حتى فاجأك الأجل، وقيل: ميت، فستعلم يوم الحساب من عصيت، وستبكي دمًا على قبح ما جنيت.

يا غافلًا عما خُلقت له انتبه
جدَّ الرحيل ولستَ باليقظانِ
سار الرفاق وخلَّفوك مع الألى
قنعوا بذا الحظ الخسيس الفاني
ورأيت أكثر من ترى متخلفًا
فتبعتهم ورضيتَ بالحرمانِ
لكن أتيت بخطتَي عجز وجه
ل بعد ذا وصحبت كل أمانِ
منَّتك نفسك باللحاق مع القعود
عن المسير وراحة الأبدانِ
ولسوف تعلم حين ينكشف الغطا
ماذا صنعت وكنت ذا إمكانِ؟!

 

فيا أيها الناس، أقلِعوا عن التسويف قبل أن تُقلَعوا، وارجعوا عن الحوب قبل أن تُرجعوا، وتمتعوا بالعمل الصالح قبل أن تُمنعوا، فقد أتاح الله لكم ميادين التجارة الرابحة فتاجروه، وأنذركم شدة بأسه فحاذروه، فأنيبوا إليه، وأسلموا له وراقبوه؛ ﴿ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الزمر: 55 - 58].

 

فأطلقوا - يا أيها المسلمون - الحسراتِ على فوات الأمس، وأرسلوا العَبرات على مقاساة الرَّمس، وأحسنوا الاستعداد ليوم تدنو فيه منكم الشمس، وبادروا بالمتاب قبل أن يحل الموت بجوالبه، ويتمكن منكم بمخالبه، فيومئذٍ لا يمد لكم في الأجل، وما فات منكم لا عوض عنه ولا بدل، ولا تنفع يومئذ الغلل ولا الحيل، ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 10، 11].

 

أما بعد:

بمجيء عام وانقضاء أخيه
أنا واثق بالله حد التيه
ثقتي بنصر الله فوق مواجعي
ما خاب قلب والمهيمن فيه

 

﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ ﴾ [يوسف: 110]، ﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ﴾ [النساء: 47]، ﴿ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ﴾ [الأحزاب: 38]، ﴿ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3].

 

﴿ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [آل عمران: 53].

 

﴿ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [يونس: 85].

 

﴿ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [الممتحنة: 4].

 

نسألك اللهم الثباتَ في الأمر، والعزيمة على الرشد، ونسألك موجباتِ رحمتك، وعزائمَ مغفرتك، ونسألك شكر نعمتك، وحسن عبادتك، ونسألك قلبًا سليمًا، ولسانًا صادقًا، ونسألك من خير ما تعلم، ونعوذ بك من شر ما تعلم، ونستغفرك لما تعلم، إنك أنت علَّام الغيوب.

 


[1] رواه مسلم (2858)، وأحمد (18009)، والترمذي (2323)، والنسائي في الكبرى (11797).
[2] حلية الأولياء (3/ 232).
[3] صفة الصفوة (2/ 494).
[4] رواه أحمد (20518)، والترمذي (2330)، والحاكم (1256)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3297).
[5] رواه مسلم (2682)، وأحمد (8592).
[6] رواه أحمد (1401)، وأبو يعلى (634)، والنسائي في الكبرى (10606)، وصححه الألباني في الصحيحة (654)، وصحيح الجامع (5371).
[7] قصر الأمل لابن أبي الدنيا (103).
[8] حلية الأولياء (10/ 199).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الصبر ضياء (خطبة)
  • إطلالة على شرفات السبع المثاني (خطبة)
  • يا باغي الخير أقبل (خطبة)
  • خير من ألف شهر (خطبة)
  • عرفات.. سحائب عطايا مرسلات (خطبة)
  • فاستقم كما أمرت (خطبة)
  • ويا باغي الشر أقصر (خطبة)
  • إشراقات من وحي شهر البركات (خطبة)
  • على ضفاف عاشوراء {ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه} (خطبة)
  • إشارات في نهاية عام فات (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • تضرع وقنوت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أدعية الاستفتاح: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيني وبين فتاة علاقة عاطفية وعرف أهلها ما بيننا(استشارة - الاستشارات)
  • المؤاخاة في العهد النبوي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين عام مضى وعام أتى(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • شيوع الحقد والبغض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إلا امرأته قدرنا إنها لمن الغابرين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أهالي قرية شمبولات يحتفلون بافتتاح أول مسجد بعد أعوام من الانتظار
  • دورات إسلامية وصحية متكاملة للأطفال بمدينة دروججانوفسكي
  • برينجافور تحتفل بالذكرى الـ 19 لافتتاح مسجدها التاريخي
  • أكثر من 70 متسابقا يشاركون في المسابقة القرآنية الثامنة في أزناكاييفو
  • إعادة افتتاح مسجد تاريخي في أغدام بأذربيجان
  • ستولاك تستعد لانطلاق النسخة الثالثة والعشرين من فعاليات أيام المساجد
  • موافقة رسمية على مشروع تطويري لمسجد بمدينة سلاو يخدم التعليم والمجتمع
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 2/2/1447هـ - الساعة: 11:46
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب