• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    بطلان القول بعرض السنة على القرآن
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    بيان ما يتعلق بعلوم بعض الأنبياء عليهم السلام
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن ...
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم التوكل على غير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة: أهمية العمل التطوعي
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    خطبة: تجديد الحياة مع تجدد الأعوام
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    ذكر الله سبب من أسباب ذكر الله لك في الملأ الأعلى
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (خطبة)
    د. مراد باخريصة
  •  
    المرأة بين حضارتين (خطبة)
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    تفسير قوله تعالى: { ومن أهل الكتاب من إن تأمنه ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    رجل يداين ويسامح (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (25) «ذهب أهل ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    من فضائل لا إله إلا الله
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أصول الفقه مفهومه وفوائده وأهميته في الدين
    د. ربيع أحمد
  •  
    خطابات الضمان، تحرير التخريج، وبيان الحكم، ...
    د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري
  •  
    شموع (111)
    أ.د. عبدالحكيم الأنيس
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع
علامة باركود

المرأة بين حضارتين (خطبة)

المرأة بين حضارتين (خطبة)
أبو سلمان راجح الحنق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/7/2025 ميلادي - 26/1/1447 هجري

الزيارات: 251

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المرأة بين حضارتين


المقدمة:
قال الله تعالى: ﴿ يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ﴾ [النساء: 11]، وقال الله تعالى: ﴿ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴾ [النساء: 7]، روى الإمام البخاري عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)).

 

وجاء عند الترمذي عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((حسبك من نساء العالمين: مريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون)). قال جل جلاله: ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ... ﴾ [التحريم: 11].

 

قال سبحانه وتعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].

 

أيها المسلمون، بين الحين والآخر "نسمع جعجعة ولا نرى طحنًا"، وهذا مَثَل عربي يصوِّر لك زيف الشعارات الغربية وكذبها، فها هم الغرب النصراني وأذنابهم من العلمانيين، ومن مروِّجي التفاهات، وممن في قلبه مرض كل يوم يطالعونا بتفاهاتهم وتُرَّاهاتهم؛ بل قل بقذاراتهم حول شعار "حرية المرأة، وحقوق المرأة" وهم من سلب المرأة حريتها وحقوقها، وجعلوها بضاعةً تُباع وتُشترى في سوق النخاسة؛ بل جعلوها مصدرًا للشر والخطيئة.

 

فالمرأة الغربية أخرجوها من بيتها إلى الشوارع، فخالطت الرجال كما أرادت أو كما أرادوا لها، وأقحموها في كل عمل، ورفعت عنها كل رقابة، وصار من حقها أن تفعل ما تشاء في أي وقت تشاء، ومع أي شخص تشاء أيضًا، فماذا كانت العاقبة؟!

 

العاقبة أمر خطير وشر مستطير ومفاسد وأضرار تعانيها المجتمعات التي طبقت الاختلاط والتحرر وجربت ذلك، فالتحرر والاختلاط تعانيه المجتمعات التي جربته أشد المعاناة؛ فقد زعزع أمنهم، وهدم أخلاقهم، واضطربت حياتهم.

 

واسمعوا إلى هذه المرأة الأمريكية ماذا تقول: "أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة؛ بل ارجعوا لعصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوروبا وأمريكا، امنعوا الاختلاط"، وتقول هذه الكاتبة الأمريكية: "فقد عانينا من الاختلاط الكثير والكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعًا مليئًا بكل صور الإباحية والخلاعة، إن ضحايا الاختلاط يملؤون السجون، إن الاختلاط في المجتمع الأمريكي والأوروبي، قد هدد الأسرة وزلزل القيم والأخلاق". وقالت كاتبة بريطانية: "إنه لَعارٌ على بلاد الإنجليز أن تجعل بناتها مثلًا للرذائل بكثرة مخالطة الرجال".

 

أيها المسلمون، إن العاقل لا يقول: "لنلقي رجلًا وسط أمواج متلاطمة ثم نطلب منه أن يحافظ على ثيابه من البلل"، والعاقل لا يقول: "لنلقي رجلًا وسط نيران مشتعلة، ثم نطلب منه أن يحافظ على جسمه من الاحتراق"، فهل هذا يعقل؟! فيا دعاة الرذيلة، ويا دعاة الاختلاط، ويا من في قلبه مرض، هل تعقلون معنى أن تختلط النساء بالرجال غير المحارم؟! هل فكرتم بالعواقب؟! هل تطَّلِعون على ما يحصل في الغرب النصراني وفي أوروبا وفي أمريكا من مصائب، وجرائم، وانحلال، وتفَسُّخ، وهتك للأعراض، وذبح للفضيلة، وهدم للقيم والأخلاق، ومسخ للفطر السليمة، وفتح المجال لسعار الشهوات، وضياع للأسر والأبناء والبنات؟! هل أنتم تقرؤون عما يحصل في الغرب النصراني وفي أوروبا وفي أمريكا، من كثرة أولاد الفاحشة، وكثرة الاغتصابات، وكثرة السجناء والسجينات؟! فهذا كله حاصل هناك في الغرب وأوروبا وأمريكا، ولكن دعاة الانحلال ودعاة تحرير المرأة، ومروِّجي التبرج والاختلاط في بلاد الإسلام عميت بصائرهم وأبصارهم: ﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46].

 

إن الذين ينادون بالاختلاط بين النساء والرجال من أبناء جلدتنا وممن يتكلمون بلغتنا وينتسبون إلى ديننا، إنما يحملون من خلال هذه الدعوة معاوِلَ هَدْم لأمن بلدانهم، وسعادة مجتمعاتهم، وترابط أسرهم، وكرامة نسائهم، وغيرة رجالهم.

 

أيها المسلمون، المرأة المسلمة اليوم تقف على مفترق طرق بين ثقافات مختلفة؛ حيث تواجه ضغوطًا قوية من التغريب الذي يسعى إلى تقويض وتهديد هويتها الدينية والاجتماعية.

 

أيها الناس، لقد رفع الإسلام مكانة المرأة، وأكرمها بما لم يكرمها به دين سواه؛ فالنساء في الإسلام شقائق الرجال، وخير الناس خيرهم لأهله؛ فالمسلمة في طفولتها قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها، وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة، التي يغار عليها وليُّها، ويحوطها برعايته، فلا يرضى أن تمتد إليها أيدٍ بسوء، ولا ألسنة بأذًى، ولا أعين بخيانة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يكون لأحد ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، أو بنتان، أو أختان، فيتقي الله فيهن، ويحسن إليهن إلَّا دخل الجنة))، فإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله، فتكون في بيت الزوج بأعز جوارٍ، وأمنع ذمار، وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكفّ الأذى عنها، وإذا كانت أمًّا كان برها وطاعتها مقرونًا بحق الله تعالى، وعقوقها والإساءة إليها مقرونًا بالشرك بالله، والفساد في الأرض، قال عز وجل: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23، 24]. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله، من أحقُّ الناس بحسن صحابتي؟ قال: ((أمُّك))، قال: ثم مَن؟ قال: ((أمُّك........)).

 

وإذا كانت أختًا فهي التي أمر المسلم بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها، وإذا كانت خالة كانت بمنزلة الأم في البر والصلة، وإذا كانت جدة، أو كبيرة في السن زادت قيمتها ومكانتها لدى أولادها وأحفادها وجميع أقاربها، فلا يكاد يُرَد لها طلب.

 

وإذا كانت هذه المرأة بعيدة عن الإنسان ليس له بها قرابة، أو جوار، كان عليه تجاه هذه المرأة حق الإسلام العام من: كفِّ الأذى، وغضِّ البصر ونحو ذلك.

 

أيها المسلمون، ومن إكرام الإسلام للمرأة أن أمرها بما يصونها، ويحفظ كرامتها، ويحميها من الألسنة البذيئة، والأعين الغادرة، والأيدي الباطشة، فأمرها بالحجاب والستر، والبعد عن التبرج، وعن الاختلاط بالرجال الأجانب، وعن كل ما يؤدي إلى فتنتها.

 

سؤال يقول: فمن الذي أهان المرأة؟ هل أهان المرأة الدين الإسلامي؟ "حاشا وكلا" والله تعالى قد بيَّن لنا في القرآن الكريم، وكذلك بيَّنت لنا السنة النبوية المطهرة مكانة المرأة، ودورها في الحياة.

 

أما الغرب النصراني الكافر فقد بانت حقيقة كذبهم وزيفهم وباطلهم وضلالهم؛ حيث يدعون أنهم من يدافع ويطالب بحقوق المرأة، وكوَّنوا لأجل ذلك المنظمات والفضائيات ووسائل الإعلام، وجيَّشوا أوباش من النساء والرجال ليحملوا فكرة تحرير المرأة، ويدافعوا بزعمهم عن حقوق النساء، وعن حرية الفتاة، وهم بذلك كاذبون ومفترون؛ بل إنهم ظلموا هذه المرأة، وامتهنوها، وحققوا أرباحًا طائلة من الأموال باسم حقوق النساء وحقوق المرأة، وهم بذلك كاذبون.

 

ونحن نسأل هؤلاء دعاة تحرير المرأة، ومن يدعي أنه يقف ضد من يمتهن المرأة، وضد من يسلبها حقوقها.

 

نقول لهم: لقد فُضِحْتم، وظهر كذبكم، وانكشف زيفكم، هذه المرأة في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص سُلِبَتْ حقوقُها، وسُفِك دمها، وتقطَّعَتْ أوصالها، ودُفِنَتْ تحت الأنقاض، آلاف من النساء، وآلاف من الفتيات، وآلاف من البنات ذهبن من هذه الحياة، ومزقت أجسادهن بفعل الإجرام الصهيوني، وبسبب الحقد اليهودي على أمة الإسلام، سالت الدماء في الطرقات، واختلطت العظام بالحديد، وقطعت الأجساد، وبترت السوق والأقدام، وتناثرت قطع لحم الأجساد على البيوت والجدران.

 

فأين دعاة حقوق الإنسان؟ وأين دعاة حقوق النساء؟ وأين من يرفع عقيرته ويرفع صوته على بلد من بلاد الإسلام إذا أراد أهلها أو حُكَّامها أن يفرضوا الحجاب على نساء بلدانهم؟! فلا ترى إلا الزعيق والنعيق من دعاة الانحلال ودعاة تحرير المرأة ومروِّجي التبرج والاختلاط، يهددون ويصيحون، ويعلنون العقوبات الاقتصادية، والمقاطعات السياسية، ووقف الدعم عمَّن أراد أن يحمي دينه وعرضه وشرفه وكرامته، سبحانك هذا بهتان عظيم، إن العالم اليوم يقف متفرجًا أمام ما يحصل في أرض فلسطين وفي غزة، أمة بكاملها تُمْسَح من على وجه الأرض، وحقوق مسلوبة، ودماء مسفوكة، ونساء وأطفال يقتلون، ثم لا حراك ولا موقف ولا كلمة تقال للعدوِّ الغادر الفاجر من اليهود والنصارى وأعوانهم من منافقي هذه الأمة الذين باعوا كرامتهم وامتهنوا شعوبهم، وأذلُّوا أهل العزة والغيرة والكرامة من مواطنيهم، وسجنوا أشراف الأمة، وتفَنَّنُوا في بناء عروشهم وجمع الأموال، ونشروا الفساد في بلدانهم، وعطَّلُوا شريعة الله أن تحكم في الأرض، وحاربوا الدعوة والدعاة والعلماء، وجمدوا العمل بالكتاب والسُّنَّة، فكان هؤلاء هم أضرّ على الإسلام والمسلمين من أعداء الإسلام.

 

فعلينا جميعًا أن نتوب إلى الله تعالى من ذنوبنا وتقصيرنا "ومَنْ تاب تاب الله عليه".

 

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أما بعد:

أيها المسلمون، نحمد الله تعالى الذي أكرم المرأة المسلمة كل الإكرام، وأسبغ عليها نعمة الإيمان والإسلام، وصانها تعالى بالستر والعفة والاحتشام.

 

أيها المسلمون، الإسلام منهاج الحياة الأشمل، والأكمل، اعتقادًا وفكرًا، أحكامًا وآدابًا، سلوكًا وأخلاقًا، عبادةً ومعاملةً، والمرأة جزء من هذا النظام لا يتجزأ: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ﴾ [النساء: 1].

 

فلا نغتر ولا ننجرّ وراء دعاة الانحلال ودعاة تحرير المرأة- زعموا كذبًا وزورًا- وعلينا أن نتمسك بديننا "كتاب الله تعالى وسنة رسوله" على فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين القرون المفضلة، الذين كانوا على الحق والهدى، والذين أقاموا صرح هذا الدين، ونشروه في العالمين، وبذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس، وصدقوا مع الله فصدقهم، ورضي الله عنهم ورضوا عنه، علموا الأمم التوحيد، وأقاموا العدل، وحاربوا الظلم، وكانت نساؤهم خير نساء الأرض، عالمات وفقيهات ومربيات ومنهن أمهات المؤمنين- رضي الله عنهن-، وكذلك بنات رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: فاطمة ورقية وأم كلثوم وزينب- رضي الله عنهن وأرضاهن- وسائر نساء الصحابة؛ حيث كان لأمهات المؤمنين وبنات رسول رب العالمين وسائر نساء الصحابة- رضي الله عنهم ورضي الله عنهن جميعًا- فقد كان لهن دور عظيم وبارز في نصرة هذا الدين ورفعته.

 

فهل لهذه الأمة حكامًا ومحكومين أن يعيدوا لهذه الأمة مجدها وعزها ومكانتها، وأن يصدقوا مع الله تعالى، ويقيموا شريعة الله في الأرض، وأن يحكموا بكتاب الله تعالى وبسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن يحافظوا على عقول الأبناء والبنات، وأن ينشروا العلم الشرعي، وأن يسيروا في الناس بسيرة الخلفاء الراشدين المهديين "أبي بكر الصِّدِّيق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورَيْن، وعلي بن أبي طالب أبي الحسنين، وأن يقيموا العدل، وأن يحاربوا الظلم، وأن يشجعوا العلماء والدعاة والناصحين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر حتى يستقيم حال سفينة المجتمع بإذن الله تعالى.

 

وعلى الحُكَّام، حفظ بيضة الإسلام، وأن يصدوا عن شعوبهم موجات التغريب، ودعوات الانحلال، ودعوات تحرير المرأة، وأن يكونوا سدًّا منيعًا أمام الشهوات والشبهات التي يعمل أعداء الإسلام على نشر ذلك في أوساط المسلمين.

 

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]، ألا وصلوا وسلموا...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وقفات مع أحداث غزة حرسها الله (خطبة)
  • الهجرة: دروس وعبر (خطبة)
  • التعليم وصناعة الجيل (خطبة)
  • دروس من قصة الغلام المؤمن (خطبة)
  • خطبة: عام مضى وعام أتى (خطبة)
  • سورة الفاتحة مفتاح كل خير ومنهج حياة (خطبة)
  • داء الأمم (خطبة)
  • وقفات بعد شهر الطاعات (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: أهمية العمل التطوعي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: تجديد الحياة مع تجدد الأعوام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رجل يداين ويسامح (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (25) «ذهب أهل الدثور بالأجور» (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: أهمية العمل التطوعي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من وحي عاشوراء (الطغاة قواسم مشتركة، ومنهجية متطابقة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مشكاة النبوة (5) "يا أم خالد هذا سنا" (خطبة) - باللغة النيبالية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: أفشوا السلام(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أكثر من 70 متسابقا يشاركون في المسابقة القرآنية الثامنة في أزناكاييفو
  • إعادة افتتاح مسجد تاريخي في أغدام بأذربيجان
  • ستولاك تستعد لانطلاق النسخة الثالثة والعشرين من فعاليات أيام المساجد
  • موافقة رسمية على مشروع تطويري لمسجد بمدينة سلاو يخدم التعليم والمجتمع
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/1/1447هـ - الساعة: 16:0
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب