• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    ما انتقد على «الصحيحين» ورجالهما، لا يقدح فيهما، ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    على ضفاف عاشوراء {ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه} ...
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    وما ظهر غنى؟
    السيد مراد سلامة
  •  
    سؤال وجواب في أحكام الصلاة
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    خطبة: يكفي إهمالا يا أبي
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    خطبة: فتنة التكاثر
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    تحريم الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم
    د. وفا علي وفا علي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { ودت طائفة من أهل ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    إطعام الطعام من أفضل الأعمال
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    { لا تكونوا كالذين كفروا.. }
    د. خالد النجار
  •  
    دعاء من القرآن الكريم
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    تخريج حديث: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    أخلاق وفضائل أخرى في الدعوة القرآنية
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    مراتب المكلفين في الدار الآخرة وطبقاتهم فيها
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

على ضفاف عاشوراء {ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه} (خطبة)

على ضفاف عاشوراء {ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه} (خطبة)
وضاح سيف الجبزي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/7/2025 ميلادي - 19/1/1447 هجري

الزيارات: 38

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

على ضفاف عاشوراء

﴿ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ ﴾ [الأعراف: 137]

 

الحمد لله رب العالمين، يا رب:

لك الحمد حمدًا نستلذ به ذكرًا
وإن كنت لا أحصي ثناءً ولا شكرًا
لك الحمد حمدًا طيبًا يملأ السما
وأقطارها والأرض والبر والبحرا
لك الحمد حمدًا سرمديًّا مباركًا
يقل مداد البحر عن كتبه حصرًا
لك الحمد تعظيمًا لوجهك قائمًا
يخصك في السراء منا وفي الضرا
لك الحمد حمدًا طيبًا أنت أهله
على كل حال يشمل السر والجهرا
لك الحمد يا ذا الكبرياء ومن يكن
بحمدك ذا شكر فقد أحرز الشكرا
لك الحمد أضعافًا مضاعفةً على
لطائف ما أحلى لدينا وما أمرا
لك الحمد حمدًا أنت وفقتنا له
وعلمتنا من حمدك النظم والنثرا
لك الحمد حمدًا نبتغيه وسيلة
إليك لتجديد اللطائف والبشرى
لك الحمد كم قلدتنا من صنيعة
وأبدلتنا بالعسر يا سيدي يسرا
لك الحمد كم من عثرة قد أقلتنا
ومن زلَّة ألبستنا معها سترا
إلهي تغمَّدنا برحمتك التي
وسِعت وأوسعت البرايا بها برَّا
وصلِّ على روح الحبيب محمدٍ
حميد المساعي ملتقى مضرَ الحمرا
صلاةً وتسليمًا عليه ورحمةً
مباركةً تنمو فتستغرق الدهرا
وتشمل كل الآل ما هبت الصبا
وما سرت الركبان في الليلة الغرا

 

أما بعد:

فاتقوا الله - عباد الله - فإن تقوى الله خير وصية تُقال، وأعظم نصيحة تستدعي الامتثال، وهي الدواء لكل داء عُضال، وسبب للفوز والنجاة في الحال والمآل، يا لَرحابة أبوابها! ويا لسَعة أسبابها! ويا لرفعة أحسابها! ويا لطمأنينة أصحابها! ويا لصدق أرباها!

وإذا بحثتَ عن التَّقي وجدته
رجلًا يصدِّق قوله بفعال
وإذا اتقى اللهَ امرؤ وأطاعه
فيداه بين مكارمٍ ومعالِ
وعلى التقيِّ إذا ترسخ في التُّقى
تاجان تاجُ سَكينة وجمالِ
وإذا تناسبت الرجال فلن ترى
نسبًا يكون كصالح الأعمالِ

 

معاشر المؤمنين، يقول الملك جل جلاله: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ﴾ [التوبة: 36].

 

ويقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: ((إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرًا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضرَ، الذي بين جُمادى، وشعبان))[1].

 

أيها المسلمون، وهذا هو شهر المحرم، الذي سمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم: شهر الله؛ كما في الحديث: ((أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم))[2] ؛ فإضافته إلى الله إضافة تشريف، وتدل على فضله ومكانته، فإنه لا يضيف إليه إلا خواص مخلوقاته.

 

أيها المؤمنون، ولما كان هذا الشهر مختصًّا بإضافته إلى الله، وكان الصيام من بين الأعمال مضافًا إلى الله؛ كما في الصحيحين: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به))[3] ؛ ناسب أن يختص هذا الشهر، المضاف إلى الله، بالعمل المضاف إليه، المختص به؛ وهو الصيام.

 

وقد قيل في معنى إضافة هذا الشهر إلى الله جل جلاله: إنه إشارة إلى أن تحريمه إلى الله عز وجل، ليس لأحد تبديله، كما كانت الجاهلية يُحلونه، ويُحرمون مكانه شهر صفر، فأشار إلى أنه شهر الله الذي حرمه، فليس لأحد من خلقه تبديل ذلك، ولا تغييره[4].

شهر الحرام مبارك ميمونُ
والصوم فيه مضاعف مسنونُ
وثواب صائمه لوجه إلهه
في الخلد عند مليكه مخزونُ

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة، بعد الفريضة، صلاة الليل))[5].

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره، إلا هذا اليوم؛ يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني: شهر رمضان))[6].

 

فيا عبدالله:

هل أرهقتك ذنوب عام غابر
وتريد عفوًا من كريم قادرِ؟!
أبشِر فإن المصطفى قد دلَّنا
أن الخَطا يُمحى بصوم العاشرِ

 

ففي حديث أبي قتادة رضي الله عنه: ((ثلاث من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، فهذا صيام الدهر كله، صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله، والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله))[7].

 

فيا من أقام على الذنوب دهورًا، ويرجو ربًّا غفورًا وكلنا ذاك.

يا من أقام على الذنوب دهورًا
ومضى الزمان ولم يزل مستورا
ها قد أظلك ما يكفِّر ما مضى
أعني به: التاسوع والعاشورا
فاشكر إلهك أن بلغت صيامه
ودعِ الخطيئة وافعل المأمورا
بادِر بصدق في المتاب ولا تكن
ممن غدا بذنوبه مأسورا
فالله يفرح بالمتاب وإنه
للخلق كان ولا يزال غفورا
واسأل إلهك نصرَ كل موحد
فعسى الدعاء يُيسر المعسورا

 

عن الحكم بن الأعرج قال: انتهيت إلى ابن عباس رضي الله عنهما وهو متوسِّد رداءه في زمزم، فقلت له: أخبرني عن صوم عاشوراء، فقال: ((إذا رأيت هلال المحرم فاعدُد، وأصبِح يوم التاسع صائمًا، قلت: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه؟ قال: نعم))[8].

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صوموا يوم عاشوراء، وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يومًا، أو بعده يومًا))[9].

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظِّمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأتِ العام المقبل، حتى توفي صلى الله عليه وسلم))[10].

 

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينةَ، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، قال صلى الله عليه وسلم: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه، وأمر بصيامه))[11].

 

وفي رواية: ((فقالوا: هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون، ونحن نصومه تعظيمًا له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن أولى بموسى منكم، ثم أمر بصومه))[12].

يا صباحًا ليس يُنسى
فيه نجى الله موسى
يوم عاشوراء ربي
عدله في الأرض أرسى
أهلك الباغي وأعطى
فيه للباقين درسا
أن للظالم يومًا
أن للمظلوم شمسا

 

أيها المسلمون، إن يوم عاشوراء يوم صالح مبارك؛ حيث نجى الله جل جلاله فيه موسى صلى الله عليه وسلم، وبني إسرائيل من كيد فرعون ومكره، وبطشه وقهره، ونصرهم عليه: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 6]، ﴿ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ * مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الدخان: 30، 31].

 

وهي سُنة من سنن الله الماضية في هذا الكون - يا أيها الموحِّدون - لا تتخلف، ووعد رباني جازم لا يُخلف؛ أن يُحق الحق، ويُبطل الباطل، ويمحو الظلم، ويزيل الطغيان، ويدمغ الشر، ويذل المستكبرين، ويزهق الباغين، وينتقم من المجرمين، وينجي المستضعفين، ويظهر المؤمنين، ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ﴾ [غافر: 51، 52]، ﴿ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [المجادلة: 21].

 

فالغلبة له جل جلاله، والنصر لأوليائه، والهلاك لأعدائه، والخلود لدينه، والبقاء للحق، ﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128]، ﴿ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132]، ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105].

 

أيها الموحدون، لقد صام موسى صلى الله عليه وسلم هذا اليوم شكرًا لله جل جلاله، وتعظيمًا له، وامتنانًا على نعمته وتفضله، ومنِّه ونصره، ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ [إبراهيم: 7].

 

فمضى محمد صلى الله عليه وسلم على هديِ موسى عليه السلام في سنة صيام عاشوراء؛ تذكرًا للنعمة، وشكرًا للنصر، وحمدًا للظفَر؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((فأنا أحق بموسى منكم))، ((نحن أولى بموسى منكم))، ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90].

 

أيها الناس، لقد هلك في هذا اليوم رأسُ الظلم والطغيان، وإمام البغي والعدوان، ورائد مدرسة الديكتاتورية والاستبداد، وأعظم المستبدين في الكون، وأكثر المستعبدين للناس من دون الله: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى * فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى ﴾ [النازعات: 17 - 26].

 

أيها المسلمون، نتأمل في هذه المناسبة المتكررة سنن الله في الحياة، ونتذكر أيامه جل جلاله في الكون: ﴿ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ [إبراهيم: 5].

 

نتذكر في مناسبة عاشوراء هلاك ذاك الطاغية، ذي الأوتاد، الذي طغى في البلاد، فأكثر فيها الفساد، وأذل رقاب العباد، وأسرف في الفجور، وتمادى في الغرور، حتى قال بتبجُّح فاضح، وتغطرُس واضح: ﴿ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الزخرف: 51]، وصدق الله: ﴿ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [يونس: 83].

 

نتذكر هلاك فرعون، فنتذكر هلاك البطش، والتنكيل، والعلو والجبروت: ﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 4]، ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾ [غافر: 25].

 

معاشر الإخوة، ونحن نطالع قصة موسى صلى الله عليه وسلم، في كتاب الله جل جلاله، تتجلى لنا ملامح ذاك الطاغية المستبد، وشخصيته المغرورة، ونبرته الاستعلائية، وتركيبته العدوانية، وثقافته الإجرامية، وعقليته الديكتاتورية.

 

لقد كان شعاره: ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر: 29].

 

ودستوره: ﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾ [القصص: 38].

 

وبرنامجه: ﴿ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ﴾ [الأعراف: 127].

 

ومنهجه: ﴿ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ﴾ [طه: 71].

 

ورؤيته: ﴿ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ﴾ [طه: 71].

 

إنه سيل من العلو، والبغي، والغرور، والبطش، والإجرام، الذي لا يثبت أمامه إلا أولو العزم من المؤمنين، وأصحاب الرسوخ في اليقين، والتوكل على رب العالمين.

 

لا يثبت ويتماسك أمام تلك الرياح العاتية من الغرور، والأمواج الهادرة من البطش، إلا الإيمانُ العميق، واليقين العتيق، والتوحيد الكامل، والتوكل الصادق، والثقة التامة، والقلوب الحية، والنفوس المطمئنة، والهمم العالية، والإرادات الفولاذية، والأرواح المفعمة بالأمل، والعزائم المرتبطة بالسماء؛ ﴿ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ﴾ [الأعراف: 126].

 

لقد كان سلاح موسى عليه السلام ومن معه في مواجهة ذاك الظلم والطغيان: الالتجاء إلى الله عز وجل: ﴿ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴾ [غافر: 27]، ﴿ وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ ﴾ [الدخان: 20]، وهذا السلاح هو سلاح كل مؤمن بربه، موقِن بقربه، فنِعم السلاح والزاد، والعُدة والعتاد.


أما الدروس التي كان يلقِّنها موسى أتباعَه، ويدرسها أصحابه، فهي الانطراح على عتبة عبوديته جل جلاله، والتسليم له، والتوكل عليه سبحانه وبحمده: ﴿ وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ * فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [يونس: 84 - 86].


أما برنامج الثبات، وزاد الطريق، ومدد الروح، ومفتاح الخلاص، ووسيلة النجاة، فهو الرباط في محراب عبوديته جل جلاله: ﴿ وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 87].


إن الاستعانة بالله، مع الصبر على أقداره، واليقين بموعوده تعالى وتعاظم هو ما كان يحث موسى صلى الله عليه وسلم قومه عليه، ويدعوهم إليه: ﴿ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128]؛ لأن النصر مع الصبر، ﴿ وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴾ [القصص: 5].


أيها الإخوة الموحِّدون، إن الدعاء الصادق، والتفجُّع الواله، والمناجاة الحارَّة، والتضرع الدائم، هو سلاح المستضعفين، وعدة المضطهدين، وعتاد المظلومين، وسلوان المحزونين، وأداة المؤمنين أجمعين، وهذا ما نتعلمه من قصة موسى صلى الله عليه وسلم، فها هو يتوجه إلى الملك الجليل، ملتجئًا مبتهلًا:﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [يونس: 88].


والدعوات الصادقة - يا أيها الأحِبة - خصوصًا من المظلومين، والمقهورين، والضعفاء، والمضطهدين، تُفتح لها بإذن رب العالمين أبوابُ السماء، وتسابق البرق في العروج بها إلى منتهاها، وتتلقفها الملائكة لترفعها لمولاها: ﴿ قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 89].

على ثقة بوعد الله عشنا
بلا يأس وما زلنا نعيش!
تجيش قلوبنا حزنًا ولكن
بذكر الله يهدأ ما يجيش!
وما غير الدعاء إذا عجزنا
فإن سهامه ليست تطيش!‎

 

﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [الشعراء: 63 - 68].


﴿ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ * وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ * وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ [القصص: 40 - 43].

يا أمتي ما خاب من
بذمام خالقه اعتصم
ما كان ربك غافلًا
وهو الحكيم المنتقم
لو شاء أهلك من طغى
لو شاء دمر من ظلم
فرعونَ أغرقه ولم
تعجزه عادٌ أو إرم

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ ﴾ [هود: 102 - 104].


أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله عالمِ الغيب والشهادة، القادرِ على تنفيذ ما قدره وأراده، الحكيم في كل شيء قضاه من الشقاوة والسعادة، أحمَده سبحانه حمدَ عبدٍ عظُم رجاؤه للمغفرة والزيادة.


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أعظِم بها من شهادة!


وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إمام المتقين السادة، اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه نجوم الهداية والإفادة، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد أيها الموحِّدون:

إن الذي نصر الكليم بضربة
شقَّت عصاه لدى البكور بحورا
عما قريب سوف ينصر جنده
وكفى بربك هاديًا ونصيرا


﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴾ [فاطر: 44].


أيها الناس، لقد جعل الله من فرعون وملئه درسًا للطغاة، وعِبرة للبغاة، وعِظة للمتعظين، وآية للمستبصرين؛ ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2].


لقد اطمأنَّ فرعون وجنوده وقومه، في سِنة من الدهر، وأمنٍ من الحَدَثَان، وغفلة من الأيام؛ ﴿ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 90]، وتلك التوبة الكاذبة، بعد فوات الأوان، يضرب بها وجه صاحبها: ﴿ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [يونس: 91]، وجعله الله عبرة لمن يعتبر، وآية لمن يدَّكر: ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾ [يونس: 92].

فجائع الدهر ألوان منوَّعة
وللزمان مسرات وأحزانُ
وهذه الدار لا تُبقي على أحد
ولا يدوم على حال لها شأنُ

 

كم خفقت على رؤوسهم البنود، واصطفت على جوانبهم الجنود، ﴿ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ ﴾ [الحشر: 2]!


رتعوا في لذة العيش لاهين، وتمتعوا في صفو الزمان آمنين؛ ﴿ وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ﴾ [الأعراف: 102].


ظنوا السراب ماءً، والورم شحمًا، والدنيا خلودًا، والفناء بقاءً، وحسبوا الوديعة لا تُسترد، والعارية لا تضمن، والأمانة لا تُؤدَّى؛ ﴿ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 39].


أصبحوا في سرور، وأمسَوا في القبور؛﴿ فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ ﴾ [الدخان: 29].

فأدبروا ووجوه الأرض تلعنهم
كباطلٍ من جلال الحق منهزم
فأدبر الظلم يلقى ها هنا أجلًا
وها هنا يتلقى كفَّ حفار

 

﴿ وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا ﴾ [الكهف: 59].


﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴾ [القصص: 58، 59].


أيها المسلمون، إن علينا أن نثق بنصر الله، وغوثه، وعونه، وفرَجه، وأن عاقبة الطغيان إلى زوال، وسعيَه في ضلال، وكيده في وبال، وأمره في سفال، فهذا فرعون رائد مدرسة الظلم والطغيان، ذهبت مآثره، وبقيت اللعنات تسامره، ﴿ وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً ﴾ [هود: 99]، وأما الآخرة فبئس المصير: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ ﴾ [هود: 99]،﴿ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ ﴾ [القصص: 42]، ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 46].

ومن خاصم الرحمن خابت جهوده
وضاعت مساعيه وأتعابه سُدى

﴿ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ ﴾ [الأعراف: 137].


وبعدُ:

نجيتَ يا ربِّ موسى حينما انطلقا
من بطش فرعون لما بحرُك انفلقا
ونحن يا رب هلكَى فاجلُ كربتنا
إنا نخاف إذا لم تُنجِنا الغرقا
لنا من الهم ما نرجو إزالته
ومن سواك يزيل الهم والقلقا
وأنت يا رب ذو عفو ومغفرة
فجُد علينا بفتح يسبق الفلقا
وهَب لنا رحمة هيئ لنا رشدا
من أمرنا واكفنا من شر ما خلقا
ومن أراد بنا سوءًا فمُد له
كفًّا من البطش لا تُبقي له رَمَقا
ومن أراد بنا خيرًا فكن سندًا
له ويسِّر له يا ربنا الطُّرقا

 


[1] رواه البخاري (4662)، ومسلم (1679).
[2] رواه مسلم (1163)، وأحمد (8515)، والترمذي (438)، والنسائي (1613).
[3] رواه البخاري (1904)، ومسلم (1151).
[4] ينظر: لطائف المعارف (70).
[5] رواه مسلم (1163)، وأحمد (8515)، والترمذي (438)، والنسائي (1613).
[6] رواه البخاري (2006)، ومسلم (1132).
[7] رواه مسلم (1162)، وأحمد (22537)، وأبو داود (2425).
[8] رواه مسلم (1133)، وأحمد (3212)، وأبو داود (2446)، وابن أبي شيبة (9380).
[9] رواه أحمد (2154)، وحسَّنه أحمد شاكر، وابن خزيمة (2095)، والبيهقي في الكبرى (8406)، وقال الألباني كما في صحيح ابن خزيمة (3/290): إسناده ضعيف؛ لسوء حفظ ابن أبي ليلى، وخالفه عطاء وغيره، فرواه عن ابن عباس موقوفًا، وسنده صحيح عند الطحاوي والبيهقي.
[10] رواه مسلم (1134)،وأبو داود (2445)، والبيهقي في الكبرى (8401).
[11] رواه البخاري (2004)، ومسلم (1130).
[12] رواه البخاري (3943)، ومسلم (1130).




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وقفات مع شهر الله المحرم ويوم عاشوراء (خطبة)
  • يوم عاشوراء من صحيح الكتب الستة
  • يوم عاشوراء: أحداث وفوائد (خطبة)
  • خطبة عن يوم عاشوراء
  • فضل صيام يوم عاشوراء
  • قصة موسى مع فرعون وأقسام الناس في يوم عاشوراء (خطبة)
  • عاشوراء بين السنة والبدعة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • فضل صيام عاشوراء وتعريفه(مقالة - ملفات خاصة)
  • مجلس سماع لمسلسل عاشوراء للأمير الصغير ومجلس في فضل عاشوراء للمنذري(مقالة - ملفات خاصة)
  • إفراد عاشوراء بالصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • حكم صيام عاشوراء، وصيام الأطفال فيه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأفضلية لمن: يوم عرفة أم يوم عاشوراء؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • على ضفاف ستوكهولم (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • روسيا: مدرسة إسلامية تنظم احتفالية على ضفاف نهر الفولغا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ضفاف الألم (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • على ضفاف الحروف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قراءة في كتاب: أفكار على ضفاف الانكسار(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/1/1447هـ - الساعة: 10:1
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب