• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حفظ اللسان (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    خطبة: التحذير من الغيبة والشائعات
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    {أو لما أصابتكم مصيبة}
    د. خالد النجار
  •  
    خطبة: كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    خطبة قصة سيدنا موسى عليه السلام
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    شكرا أيها الطائر الصغير
    دحان القباتلي
  •  
    خطبة: صيام يوم عاشوراء والصيام عن الحرام مع بداية ...
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    منهج المحدثين في نقد الروايات التاريخية ومسالكهم ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    كيفية مواجهة الشبهات الفكرية بالقرآن الكريم
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: الشائعات والغيبة والنميمة وخطرهم على
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    أيهما أسهل فتح المصحف أم فتح الهاتف؟ (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    فوائد من سورة الفاتحة جمعتها لك من كتب التفسير ...
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    حديث: كان الإيلاء الجاهلية السنة والسنتين
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    من عمل صالحا فلنفسه (خطبة) - باللغة النيبالية
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    قصة نجاة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    فقه السير إلى الله تعالى (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصيام ورمضان وما يتعلق بهما
علامة باركود

خطبة: صيام يوم عاشوراء والصيام عن الحرام مع بداية العام

خطبة: صيام يوم عاشوراء والصيام عن الحرام مع بداية العام
د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/7/2025 ميلادي - 17/1/1447 هجري

الزيارات: 92

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة: صيام يوم عاشوراء والصيام عن الحرام مع بداية العام

 

الحمد لله الذي أنزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا؛ القائل في كتابه الكريم: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ [النحل: 89]، والصلاة والسلام على البشير النذير، قائد الغرِّ المحجلين محمد بن عبدالله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، وصحابته الكرام، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين؛ أما بعد:

 

فأوصيكم أيها المؤمنون ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله رحمكم الله؛ فمن أراد محبة الله، فالله يحب المتقين، ومن أحب أن يكون الله وليَّه، فالله ولي المتقين، ومن أراد معية الله، فالله مع المتقين، ومن أراد كرامة الله، فأكرم الناس عند الله أتقاهم، ومن أراد فوز الآخرة، فالآخرة عند ربك للمتقين، ومن أراد قبول أعماله، فإنما يتقبل الله من المتقين، فاتقوا الله رحمكم الله؛ فهي وصية الله للأولين والآخرين: ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النساء: 131].

 

ثم اعلموا - عباد الله - أن نبيكم الكريم صلوات ربي وسلامه عليه رغَّب في صيام يوم عاشوراء؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفِّر السنة التي قبله))، ويوم عاشوراء يومٌ عظيم، أنجى الله تعالى فيه موسى وقومه من فرعون وقومه؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ * وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ﴾ [البقرة: 49، 50]، فبعدما أيقن فرعون أن زوال ملكه يكون على يدَي رجلٍ من بني إسرائيل، أمر بقتل كل ذَكَر يُولد، فلما ظهر صيت موسى عليه السلام، فأخذ يدعو قومه إلى الإيمان بالله وحده، وأظهر الله على يده تسع آيات معجزات، وحين أدرك فرعون موسى عليه السلام، فكان هو وقومه من خلف موسى ومتبعيه، والبحر من أمامهم فلا مفر في مثل هذه المواقف إلا إلى الله تعالى وحده، ولا يوقن بالله في وقت الأزمات إلا أولياء الله الصالحين: ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 61، 62]، الله أكبر، هذا هو اليقين الذي يعتز به ويفخر كل مؤمن بالله، أن الله ناصره ومُعينه ومُنجِّيه، حتى لو ﴿ ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ ﴾ [التوبة: 118]، فيأتي الفرج من حيث لا تحتسب، وتأتي النجاة من حيث لا تتخيل ولا تتصور ولا تتوقع، فالله ناصر أوليائه مهما طال الزمن، والله ممكِّن لدين الإسلام الذي ارتضاه في الأرض، مهما بطش فرعون بموسى وقومه: ﴿ فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ [الشعراء: 63]، ينفلق البحر اثني عشر طريقًا كالجبل العظيم، مما دفع فرعون إلى الإقدام للحاق بموسى وقومه: ﴿ وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ ﴾ [الشعراء: 64]، فيكون الفرج من عند الله، وتتحقق النجاة: ﴿ وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [الشعراء: 65 - 68]، فكان يوم النجاة هو يوم عاشوراء، فشكر الله موسى عليه السلام ربَّه، فصار يصوم هذا اليوم شكرًا لله تعالى؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((فنحن أحق وأولى بموسى منكم))، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بصيامه، وصيام يوم قبله أو يوم بعده مخالفةً لليهود، لكن لماذا وصَّانا نبينا صلى الله عليه وسلم أن نخالف اليهود؟ وصانا نبينا صلى الله عليه وسلم بمخالفة اليهود؛ لأن الله ذكر فيهم من الصفات التي لا تليق بالمؤمن الذي يتصف بالخِلال الحميدة؛ فمن صفات اليهود في كل زمان ومكان كما ذكر القرآن: معرفة الحق وكتمانه، والتواصي فيما بينهم على ذلك؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾ [البقرة: 14]، ومن صفاتهم أيضًا الإكثار من أكل أموال الناس بغير حقٍّ من ربًا واحتيال وخداع بشتى صوره؛ قال تعالى: ﴿ وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 62]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [التوبة: 34]، وقد وصفهم القرآن بأنهم خائنون للعهود، ناقضون لها، وغادرون؛ قال تعالى: ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [البقرة: 100]، وقد وصفهم أيضًا أنهم أشد الناس عداوةً للذين آمنوا؛ قال الله تبارك وتعالى: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [المائدة: 82]؛ قال الإمام الطبري رحمه الله تعالى: "لتجدن يا محمد أشد الناس عداوةً للذين صدَّقوك واتبعوك، وصدَّقوا بما جئتهم به من أهل الإسلام؛ اليهودَ والذين أشركوا"، ومن شدة العداء أنهم يعرفون الحق لكنهم لا يتبعونه، فهم يعرفون أن النبي صلى الله عليه وسلم حق، وأنه من عند الله، ولكنهم لم يتبعوه، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم ووصل إلى المدينة، نظر إليه اليهود فعرفوه، وأكنُّوا له العداوة؛ كما روت ذلك أم المؤمنين صفية بنت حُيَيِّ بن أخطب زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها، فإنها ذكرت أن حييَّ بن أخطب أحد زعماء يهود لما قدم النبي عليه الصلاة والسلام المدينةَ، رآه فعرف أنه نبي مما قرأ عنه في التوراة؛ تقول صفية رضي الله عنها: "إن أباها وعمها التقيا بعد أن رأيا النبي عليه الصلاة والسلام، فقال عمها لأبيها: أهو هو؟ قال: نعم، أعرفه بوجهه أو بنعتِه، قال: فما في صدرك له؟ قال: عداوته ما بقيت"؛ وهذا مصداق قول الله جل وعلا: ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ﴾ [البقرة: 89]، وقوله تبارك وتعالى: ﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ﴾ [البقرة: 146]، ولقد ورد في القرآن الكريم أنه من شدة عداوتهم للمؤمنين: ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 32]، ومن أبرز صفاتهم التي ذكرها القرآن: أنهم جبناء، ومحبون للحياة، بل حريصون عليها: ﴿ لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحشر: 14]، ومن صفاتهم أيضًا أنهم قوم مغرورون، ومتكبرون، وكذابون، وهذه الصفات من أقبح الصفات، ومن كِبرهم قالوا: إنهم أبناء الله وأحباؤه؛ كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ [المائدة: 18]، وقالوا: لا يدخل الجنة إلا من كان منهم؛ كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [البقرة: 111]، ومن صفاتهم الذميمة: عصيانهم لله تعالى، واعتداؤهم على الخلق، وأنهم لا يتناهَون عن المنكرات فيما بينهم؛ قال الله تعالى: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة: 78، 79]، هذه بعض صفاتهم في كتاب ربنا، وعمومًا فإن اليهود قد جمعوا كل صفة قبيحة فاتصفوا بها؛ لذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخالفتهم وعدم التشبه بهم، وصوم يومٍ قبل عاشوراء أو صوم يوم بعده.

 

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من آيات وحكمة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات من كل ذنب وخطيئة، استغفروه؛ إنه غفور رحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، ﴿ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا ﴾ [الأنعام: 96]، القائم بأرزاق خلقه، فما لأحدٍ منهم عنه غِنًى، الخلائق كلهم فقراء إليه، وله سبحانه وحده مطلق الغِنى، ﴿ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [النجم: 31]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، بنى السبع الشداد فأحكم ما بنى، ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه: 8]، وأشهد أن نبينا محمدًا عبدُالله ورسوله، ومصطفاه وخليله، دعا إلى الله وجاهد في سبيله، فما ضعف وما استكان، صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه الأخيار الأطهار الأمناء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان، وسلم تسليمًا كثيرًا، ما سجا ليلٌ، وما أضاء سناء.

 

عباد الله: دعانا رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى صيام شهر الله المحرم وصيام عاشوراء، وإذا كان الصيام معناه اللغوي: الإمساك عن الشيء والترك له، والكف والبعد عنه، فحريٌّ بنا أن نبدأ عامنا هذا مع صيام الأيام الفاضلة، أن نصوم ونُمسك أنفسنا عن كل ما حرمه الله تعالى، فنترك كل ما يُغضبه جل جلاله، ونكف عن كل ما يبعدنا عن رضاه سبحانه وتعالى، فنكف ألسنتنا عن التلفُّظ بكلامٍ لا نلقي له بالًا، فيهوي بنا إلى جهنم وبئس المصير، ونُمسك أنفسنا عن كل أذًى يلحق بالآخرين، أو تعدٍّ يسوؤهم، فنحفظ لأنفسنا كرامتها وللآخرين حقوقهم، فلا نظلم أحدًا، ولا نسلب مالًا، ولا نعتدي على حقوق أحد من الناس، لنستمسك بصفات المؤمنين المتقين، ونترك ونكف ونبتعد عن كل صفة قبيحة ذميمة سيئة، وُسِم بها اليهود والمنافقون، لنصوم - يا عباد الله - عن كل ما يشوِّه علاقتنا بربنا حين نترك لأنفسنا اتباع ما تهواه، وما يزينه الشيطان لنا، فنُمسك البصر والسمع والفؤاد عن كل انفلات يبعد عن خشية الله تعالى، فنكف حواسنا عما يُبغض الله عز وجل بكل وسائل العصر التقنية الحديثة، فوسائل التقنية الحديثة – يا عباد الله – إن لم نستخدمها بحذر وحماية لأنفسنا، فَقُلْ على سمعك وبصرك وفؤادك السلام؛ ولنتذكر قول الله عز وجل: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الملك: 12]، فمهما اختفيت عن الأنظار، فالله عز وجل من فوق السماوات والأرض مطَّلع علينا سبحانه وتعالى.

 

عباد الله: لنغيِّر أنفسنا، ونتغير مع بداية هذا العام، فكل خير نعمله فلنداوم عليه، ولنسلك أيضًا أبوابًا أخرى في الخير إضافةً إلى ما كنا عليه، ولنجاهد أنفسنا - أيها المؤمنون - على التخلص من كل عادة قبيحة وسلوك خاطئ.

 

ونسأل الله الرزاق أن يرزقنا الهدى والتُّقى، والعفاف والغِنى، ونسأله سبحانه وتعالى المُعين أن يُعيننا على ذكره وشكره، وحسن عبادته، صلوا على إمام الهدى ونور الدُّجى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه؛ فقال عزَّ من قائلٍ حكيمًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من صلَّى عليَّ صلاةً، صلى الله عليه عشرًا؛ فأكثِروا أو أقِلُّوا)).

 

اللهم صلِّ وسلم على سيدنا ونبينا ورسولنا، وحبيبنا وقدوتنا محمدٍ، في كل وقت وحين، اللهم صلِّ وسلم عليه في العالمين إلى يوم الدين، اللهم صلِّ وسلم عليه عدد ما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، اللهم صلِّ وسلم عليه عدد من صلى عليه، وعدد من لم يصلِّ عليه، اللهم صلِّ وسلم عليه عدد الأشجار ومياه البحار، وملء السماوات والأرض، وما تعاقب الليل والنهار، اللهم صلِّ وسلم عليه صلاةً تنجينا بها من الأهوال والآفات، وترفع بها عنا الكربات، اللهم صلِّ وسلم عليه صلاةً ترفع بها لنا الدرجات، وتحط بها عنا الخطيئات، وتقضي بها لنا الحاجات.

 

اللهم صلِّ وسلم عليه صلاةً تحل بها العقد، وتنفرج بها الكرب، وتلبي بها الرغبات، وتحسن بها الخواتيم، يا أرحم الراحمين، وارضَ اللهم عن الصحب والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وارضَ عنا معهم بعفوك وكرمك ورحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم اجعله عامَ خيرٍ وبركة، وعزٍّ وسؤدد للإسلام والمسلمين، اللهم أعِنَّا فيه على الخيرات والأعمال الصالحات، وأجِرنا فيه من كل سوء وبلاء ومكروهات، اللهم نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللهم نسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض أن تجعلنا في حِرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك، اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، ودلَّنا بك عليك، واجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مُضلين، اللهم جمِّلنا بأحسن الأخلاق، واهدِ قلوبنا لأفضل الأفعال، وهذِّب ألسنتنا لأعذب الأقوال، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، نحن عبيدك ظلمنا أنفسنا، واعترفنا بذنوبنا؛ فاغفر لنا وارحمنا، ولا تدَع لنا ولا للمسلمين ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا كربًا إلا نفَّسته، ولا مظلومًا إلا نصرته، ولا مبتلًى إلا عافيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا ضالًّا إلا هديته، ولا عسيرًا إلا يسَّرته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضًا، ولنا وللمسلمين فيها صلاح، إلا أعنتَنا جميعًا على قضائها، ويسَّرتها برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم بلِّغنا في أنفسنا وأقاربنا وأحبابنا والمسلمين كل خير وهدًى ورشاد، وجنِّبنا جميعًا كل سوء وشر وفساد، اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، اللهم نسألك من كل خير خزائنه بيديك، ونعوذ بك من كل شر خزائنه بيديك، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مراحل صيام يوم عاشوراء والحكمة منه
  • صيام يوم عرفة يكفر الله بها عامين وصيام يوم عاشوراء يُكفر الله بها عاما
  • حكم صيام يوم عاشوراء إذا وافق يوم الجمعة
  • خطبة: فضل صيام يوم عاشوراء
  • فضل صيام يوم عاشوراء
  • حكم صيام يوم السبت منفردا في صيام التطوع مثل صيام يوم عاشوراء ونحوه

مختارات من الشبكة

  • صيام التطوع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أجوبة مختصرة حول أحكام صيام التطوع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حكم صيام عاشوراء، وصيام الأطفال فيه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من آداب الصيام: صيام ستة أيام من شوال بعد صيام شهر رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الفوائد العقدية من قصة موسى مع فرعون، وفضل صيام عاشوراء (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • الأفضلية لمن: يوم عرفة أم يوم عاشوراء؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عن يوم عاشوراء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل صيام يوم عاشوراء(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحكام متفرقة في الصيام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحكام صيام التطوع(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/1/1447هـ - الساعة: 10:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب