• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: فتنة الدجال... العبر والوقاية (2)
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    شروط الصلاة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    لا بد من اللازم!
    عبدالرحيم بن عادل الوادعي
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (29) «أخبرني ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    يا أهل بدر اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة
    عبدالله بن محمد بن مسعد
  •  
    ما يستثنى من الآنية وثياب الكفار والميتة من كتاب ...
    مشعل بن عبدالرحمن الشارخ
  •  
    الحديث الخامس: خطورة الرياء
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    بناء الشخصية الإسلامية في زمن الفتن (خطبة)
    د. مراد باخريصة
  •  
    تذكير أهل الديانة بخلق الأمانة
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    فقه الإحسان (5) الإحسان إلى الخلق
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    خلاف العلماء في حكم جلد الميتة بعد الدباغ
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    اكتشف أبناءك كما اكتشف رسول الله صلى الله عليه ...
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    عناية الصحابة - رضي الله عنهم - بحفظ القرآن وضبطه ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    كيف تكون عبدا ربانيا
    أ. د. زكريا محمد هيبة
  •  
    لقاء حول البنوك (PDF)
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / خواطر إيمانية ودعوية
علامة باركود

يوم القيامة: نفسي.. نفسي

يوم القيامة: نفسي.. نفسي
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/7/2025 ميلادي - 13/1/1447 هجري

الزيارات: 710

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يوم القيامة نفسي.. نفسي

﴿ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾[1].

 

تمهيد:

من فضل الله ورحمته أن أكرمَنا بشريعة واضحة المعالم، نظّمت شؤون حياتنا كلها، دِقّها وجِلّها، وتحكمها سنن وقوانين كونية واجتماعية وفق إرادة الله تعالى، قال تعالى: ﴿ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾[2]. والإنسان بما أنعم الله عليه وأكرمه بإدراكات وملكات يدير بها شؤون حياته بحسب هذه القوانين والسنن، والموفق من أعانه الله وسدده، وكلما كان الإنسان من الله أقرب وأخذ بهذه القوانين والسنن، والتزم بأداء أوامره واجتناب نواهيه سعد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[3]. قال ابن كثير رحمه الله: "هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحاً؛ وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم من ذكر، أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وإن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله؛ بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا، وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة"[4].

 

أقوال العلماء في تفسير الآية موضوع المقال:

قال السعدي رحمه الله: "﴿ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا ﴾ كلٌّ يقول: نفسي.. نفسي لا يهمه سوى نفسه، ففي ذلك اليوم يفتقر العبد إلى حصول مثقال ذرة من الخير، ﴿ وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ ﴾ من خير وشر ﴿ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ فلا يزاد في سيئاتهم، ولا ينقص من حسناتهم ﴿ فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾"[5].

 

وقال المراغي رحمه الله: "يوم تأتي كل نفس تخاصم عن نفسها، وتحاجّ عنها، وتسعى في خلاصها، بما أسلفت في الدنيا من عمل، ولا يهمها شأن غيرها من ولد، ووالد، وقريب، ﴿ وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ أي: وتعطى كل نفس جزاء ما عملت في الدنيا من طاعة، أو معصية، فيجزى المحسن بما قدم من إحسان، والمسيء بما أسلف من إساءة، ولا يعاقب محسن، ولا يثاب مسيء؛ والخلاصة: أن كل إنسان يجادل عن ذاته لا يهمه شأن غيره؛ كما قال: ﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾[6]"[7].

 

الملامح التربوية المستنبطة من الآية موضوع المقال:

أولاً: الحياةُ ميدان عمل بلا حساب، وسباقٌ إلى فعل الخيرات. قال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ﴾[8]، والآخرة ميدان حساب بل عمل، وجزاء كل نفس بما عملت، قال تعالى: ﴿ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾[9]، وقد نبهتِ الآيةُ -موضوع المقال- إلى دقة الحساب يوم القيامة ﴿ وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ ﴾، فكل قول، أو عمل لا يخفى على الله منه شيء ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾[10]. فالكل محاسب عليه، ولو رمشة عين، فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾[11]. ويوم القيامة تُعرض الأعمال للجزاء والحساب ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ ﴾[12]. قال المراغي رحمه الله: "أي: فيومئذ تحاسبون وتُسألون، لا يخفى على الله شيء من أموركم، فإنه تعالى عليم بكل شيء، لا يعزب عنه شيء في الأرض ولا في السماء. وفى هذا تهديد شديد، وزجر عظيم، ومبالغة لا تخفى، وفضيحة للكافرين، وسرور للمؤمنين بظهور ما كان خفيًاعليهم من أعمالهم، وبذلك يتكامل حبورهم وسرورهم. وفى هذا العرض إقامة للحجة، ومبالغة في إظهار العدل"[13]. فهذه التوجيهات تتضمن تنبيه وتحذير للإنسان لمراقبة الله تعالى في أعماله وأقواله وحركاته وسكناته في جهره وسره. نسأل الله تعالى أن يسدد أعمالنا وأقوالنا وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

 

ثانياً: إن الإسلامَ أوجب صلة الأرحام في الدنيا ورتّب عليها الأجر العظيم، وحذر من قطعها. والآيات القرآنية والأحاديث النبوية زاخرة بذلك، قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[14]. قال ابن باز رحمه الله: "واتقوا الأرحام أن تقطعوها، فإن قطيعة الرحم من أقبح الجرائم، وصلة الرحم من أفضل القربات، والله أمر العباد أن يصلوا أرحامهم، وحذرهم من قطيعتها ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾[15]. وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: "‌لَا ‌يَدْخُلُ ‌الْجَنَّةَ ‌قَاطِعُ ‌رَحِمٍ"[16]. فهذا يدل على أن قطيعة الرحم من الكبائر".

 

ثالثاً: على الرغم أن صلةَ الأرحام في الدنيا من أعظم القُربات، وأن قطيعتها من أقبح الجرائم، لكن يوم القيامة يتغير المشهد تماماً، وصوَّرَه لنا القرآن الكريم أبلغ تصوير، سواء في الآية موضوع المقال، أو في آيات أخر، منها: قال تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾[17]. قال السعدي رحمه الله: "أي: إذا جاءت صيحة القيامة، التي تصخ لهولها الأسماع، وتنزعج لها الأفئدة يومئذ، مما يرى الناس من الأهوال وشدة الحاجة لسالف الأعمال ﴿ يَفِرُّ الْمَرْءُ ﴾ من أعز الناس إليه، وأشفقهم لديه، ﴿ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ ﴾ أي: زوجته ﴿ وَبَنِيهِ ﴾ وذلك لأنه ﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ أي: قد شغلته نفسه، واهتم لفكاكها، ولم يكن له التفات إلى غيرها"[18].

 

رابعاً: إن الإيمانَ بالله تعالى ركنٌ أساس من أركان الإيمان. فقد جاء في حديث جبريل المشهور: "قال: ‌أخبرني ‌عن ‌الإيمان، قال: الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر كله خيره وشره"[19]. فمن استقر الإيمان باليوم الآخر في قلبه أشغل نفسه بما ينجيه من أهوال يوم القيامة، وكان من ضمن الفائزين بفضل الله ورحمته، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ﴾[20]. فعلى المسلم الذي اطمأن قلبه بالإيمان أن لا يخالجه أدنى شك بالوقوف بين يدي الله تعالى للحساب، وكلما قوي الإيمان في قلب المسلم كلما كان أشد وَجَلًامن حساب الله تعالى، فالواجب أن نحرصَ على تقوية الإيمان في قلوبنا بالعناية بتوحيد الله الخالص، وكثرة الأعمال الصالحة، وفعل الخيرات، لنكون على أهبة الاستعداد للقاء الله تعالى، فاللهم سلم.. سلم.

 

خامساً: اعتنى الإسلام بالتراحم بين المسلمين ومحبة بعضهم لبعض، قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾[21]. وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤْمِنُ أحدُكُم حتى يُحِبَّ لِأَخِيهِ ما يُحِبُّ لنفسِهِ من الخيرِ"[22]. وغير ذلك من التوجيهات التي تحض على التراحم والتواد والتعاون والإيثار؛ لكن كل معاني الأخوة السامية في الدنيا تتلاشي يوم القيامة، فلكل حياة: "الدنيا، البرزخ، الآخرة"، لها نظام محكم تسير عليه، فالموفق من عمل واستعد واجتهد لكل حياة بما شرع الله تعالى، قال تعالى: ﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ﴾[23]. قال القرطبي رحمه الله: "هو إشارة إلى امتثال جميع ما أمر الله به، والانتهاء عن كل ما نهى الله عنه؛ أي جاهدوا أنفسكم في طاعة الله وردوها عن الهوى، وجاهدوا الشيطان في رد وسوسته، والظلمة في رد ظلمهم، والكافرين في رد كفرهم"[24]. وجميل أن نحرص على الدعاء النبوي المبارك: "اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وقِنَا عَذَابَ النَّارِ"[25].

 

سادساً: مهما بلغ العبد من الحرص في طاعة ربه عز وجل إلا أنه قد ينتابه شيء من التقصير، قال تعال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ ﴾[26]. ولكن من رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين وتوفيقه أن ألهمَهم الرجوع إليه بالتوبة والاستغفار. قال تعال: ﴿ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾[27]، وجعل جزاءهم: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴾[28]. قال السعدي رحمه الله: "أي: هذه الجنة وما فيها، مما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، هي التي وعد الله كل أوّاب أي: رجّاع إلى الله، في جميع الأوقات، بذكره وحبه، والاستعانة به، ودعائه، وخوفه، ورجائه، ﴿ حَفِيظٍ ﴾ أي: يحافظ على ما أمر الله به، بامتثاله على وجه الإخلاص والإكمال له"[29].

 

سابعاً: الله جل جلاله عدله مطلق لا يظلم نفسًاشيئًاولو مثقال حبة من خردل، ﴿ وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾، قال تعالى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾[30]. قال ابن كثير رحمه الله: "أي: ونضع الموازين العدل ليوم القيامة، وقوله: ﴿ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ كما قال تعالى: ﴿ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾[31]، وقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾[32]"[33].

 

ثامناً: لما نزه الله تعالى نفسه جل جلاله عن الظلم جعله بين العباد محرماً، جاء في الحديث القدسي: "يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي وجعلتُهُ بينَكم محرَّمًا فلا تَظالموا"[34]. وقال صلى الله عليه وسلم: "اتَّقُوا الظُّلم؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ"[35]، والآيات الكريمات حول تحريم الظلم كثيرة جداً، منها، قوله تعالى: ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾[36]. قال ابن باز رحمه الله: "الظلم عاقبته وخيمة، وشرّه عظيم، وهو من الفساد في الأرض، ولهذا حرَّمه الله عز وجل لما يترتب عليه من العدوان والشر والفساد والبغضاء والعداوة". فالله الله يا عباد الله أن نظلم أنفسنا بالتقصير في حقوق الله تعالى، أو نظلم الأخرين بأكل أموالهم بالباطل، أو الاعتداء عليهم بأي لون من ألوان الاعتداء. وصدق القائل:

إِلى الديّانِ يَومُ الدينِ نَمضي
وَعِندَ اللَهِ تَجتَمِعُ الخُصومُ



[1] النحل: 111.

[2] الأحزاب:62.

[3] النحل:97.

[4] تفسير ابن كثير (4/ 516).

[5] تفسير السعدي (ص: 450).

[6] عبس:37.

[7] تفسير المراغي (14/ 149).

[8] الواقعة: 10-11.

[9] الواقعة: 24.

[10] آل عمران:5.

[11] غافر:19.

[12] الحاقة:18.

[13] تفسير المراغي (29/ 55).

[14] النساء:1.

[15] محمد:22-23.

[16] صحيح مسلم، حديث رقم: (2556).

[17] عبس:33-37.

[18] تفسير السعدي (ص: 911).

[19] الألباني، صحيح ابن ماجه، حديث رقم: (53).

[20] البروج:11.

[21] الحجرات:10.

[22] صحيح البخاري، رقم: (13)، صحيح مسلم، رقم: (45).

[23] الحج:78.

[24] تفسير القرطبي (12/ 99).

[25] صحيح البخاري، رقم: (4522)، صحيح مسلم، رقم: (2690).

[26] الأعراف:202.

[27] الإسراء:25.

[28] ق:31-32.

[29] تفسير السعدي (ص: 806).

[30] الأنبياء:47.

[31] الكهف: 49.

[32] النساء: 40.

[33] تفسير ابن كثير (5/ 303).

[34] صحيح مسلم، رقم: (2577).

[35] صحيح مسلم، رقم: (2578).

[36] الشعراء:277.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مشاهد وأحداث يوم القيامة: الحشر
  • الظلم ظلمات يوم القيامة: ظلم النفس (خطبة)
  • الميزان يوم القيامة: صفته وأدلته وحكمته وآثار الإيمان به
  • الصراط يوم القيامة: أدلته، وصفته، وأحوال الناس عليه، وآثار الإيمان به
  • إكرام الله شرف عظيم
  • الضلال نفق مظلم

مختارات من الشبكة

  • أنت الآن في الأمنية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنج بنفسك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التغافل: راحة نفسية وطمأنينة وسكينة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أولى الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة أكثرهم صلاة عليه(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: الشهود يوم القيامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إن امرأتي لا ترد يد لامس، قال: غربها، قال: أخاف أن تتبعها نفسي! قال: فاستمتع بها(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • أنا لا أحب أمي(استشارة - الاستشارات)
  • تفسير قول الله تعالى: { كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه... }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحمد لله (3) حمد الله تعالى نفسه(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان
  • اختتام فعاليات المسابقة الثامنة عشرة للمعارف الإسلامية بمدينة شومن البلغارية
  • غوريكا تستعد لإنشاء أول مسجد ومدرسة إسلامية
  • برنامج للتطوير المهني لمعلمي المدارس الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • مسجد يستضيف فعالية صحية مجتمعية في مدينة غلوستر
  • مبادرة "ساعدوا على الاستعداد للمدرسة" تدخل البهجة على 200 تلميذ في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/3/1447هـ - الساعة: 11:37
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب