• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    وما خرفة الجنة؟
    السيد مراد سلامة
  •  
    معنى كلام خديجة رضي الله عنها
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    حياة من الجن وجن من الحيات (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    تحريم صرف الخشية لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    شروط الدعاء
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    إنهم لن يضروا الله شيئا
    د. خالد النجار
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغسل ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    انظروا عمن تأخذون دينكم
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    التعليقات العارفية على الحديث المسلسل بالأولية
    د. محمد عارف الأركاني
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    خطبة: لا تغتابوا المسلمين (باللغة النيبالية)
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    وقفات تربوية مع سورة القارعة
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    وقفة معبرة مع تقويم الهجرة (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تفسير سورة الناس
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    حديث: إذا مضت أربعة أشهر وقف المولي حتى يطلق، ولا ...
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    رؤيا فسرها المنام وصدقها الواقع
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الدعوة وطلب العلم
علامة باركود

انظروا عمن تأخذون دينكم

انظروا عمن تأخذون دينكم
عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 29/6/2025 ميلادي - 4/1/1447 هجري

الزيارات: 94

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

انظروا عمن تأخذون دينكم

 

الحمدُ للهِ الذي أنزلَ الكتابَ هُدًى للناس، وأرسلَ رُسُلَهُ مبشِّرين ومنذرين، والصلاةُ والسلامُ على المبعوثِ رحمةً للعالمين، محمدِ بنِ عبدِالله، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فإنَّ قضيَّةَ التثبُّتِ في أخذِ العلمِ من أعظمِ القضايا التي أهملها كثيرٌ من الناسِ في هذا الزمان، فصاروا يتلقَّوْنَ دينَهم من وسائلِ التواصُل، أو من كلِّ مَن ظهر على شاشة، أو تكلَّم بلغةٍ جيِّدة، أو زيَّن قولَه ببعضِ الشواهدِ. والنتيجةُ: الانحرافُ، والتخبُّطُ، واتباعُ غيرِ سبيلِ المؤمنين.

 

وقد قال الإمام ابن سيرين رحمه الله: "إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم"؛ (أخرجه مسلم في ((مقدمة الصحيح)) (1 /16)، والدارمي (424) عن محمد بن سيرين).هذا الأثر يدل على عِظَم شأن العلم، وأنه ليس مجرد معلومات تُنقل، بل هو دين يُتَقرَّب به إلى الله، فكان لزامًا على المسلم أن يتحرَّى عمن يأخذ هذا الدين، فلا يأخذه إلا عن الثقات المعروفين بالسُّنَّة والاستقامة.

 

دعونا نطَّلِع على بعض الأمور المهمة المتعلقة بهذا الموضوع:

أولًا: طلب العلم من الدين:

طلب العلم ليس مسألة ثقافية أو دنيوية، بل هو أصل من أصول الدين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من يُرِد الله به خيرًا يُفقِّهْه في الدين"؛ (أخرجه البخاري (71)، ومسلم (1037)).


هذا الحديث يدلُّ على أن الفقهَ في الدين علامةٌ على إرادةِ اللهِ الخيرَ بالعبد، فكلما ازداد فَهمُه في أمور دينه، كانت تلك بشارةً له، فإن الفقه سبيلٌ إلى العمل الصالح والنجاة.

 

والمشكلةُ الأصليةُ هي مشكلةُ الفهم، فمهما كان عند الإنسان من الحفظ، فإن لم يكن معه فَهمٌ، فلا خيرَ فيه. وقد قال العلماء: أكثرُ الحُفَّاظ جُهَّال، ولا يُستثنى منهم إلا مَن جمع بين الحفظ والفهم.

 

فالعلم سبيل إلى الله، وهو النور الذي يُهتدى به، فإذا كان هذا النور مأخوذًا من مصدر ملوث، أضلَّ صاحبه بدل أن يهديه.

 

خيرُ مثالٍ على ذلك قد بيَّنه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ اللهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزعهُ مِنَ النَّاسِ، وَلكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأفْتوا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأضَلُّوا"؛ (رواه البخاري في كتاب العلم، باب كيف يقبض العلم 1/ 50 (100))، ومسلم في كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان 4/ 2058 (2673)).


من دلالات هذا الحديث أن الجاهلَ المقصودَ فيه هو الذي لا يملك فهمًا في الدين.


قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115].

 

هذه الآية الكريمة تُبيِّن خطورة مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم واتِّباع غير سبيل المؤمنين، وهم الصحابة رضي الله عنهم، بعد وضوح الحق. فمن فعل ذلك، فقد اختار الضلالة، ويُتوعد بعذاب جهنم.

 

ومَن يأخذ دينه من غير سبيل المؤمنين، ويتَّبع المبتدعة أو الجهَّال، فهو داخل في الوعيد؛ ولهذا وجب التحرِّي في مصدر التلقي، فلا يُؤخذ الدين إلا عن أهل السنة والاتِّباع، السائرين على طريق الصحابة رضي الله عنهم.

 

قال الإمام الشاطبي رحمه الله في الاعتصام: "اتباع سبيل المؤمنين لازم، كما أن اتِّباع الرسول لازم، ولا يصح أحدهما دون الآخر؛ لأن السبيل هو ما كانوا عليه من الاعتقاد والعمل والتلقِّي".

 

ثانيًا: منهج السلف في الحذر من أهل البدع:

كان أئمة السلف يوصون أشد الوصية بالحذر من أهل البدع، بل كانوا يعدُّون مخالطتهم خطرًا على الدين.

 

قال الإمام الآجري رحمه الله في الشريعة (1 /453): "احذروا رحمكم الله من مجالسة أهل الأهواء، فإنهم داء، وقد أمرنا الله عز وجل ألَّا نقعد معهم، وأمرنا ألَّا نسمع منهم، ولا نناظرهم، ولا نجادلهم".

 

وقال أيضًا (1 /457): "ومن علامات أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر، ومن علامات الزنادقة تسميتهم لأهل الأثر حشوية، يريدون بذلك إبطال الأثر، وإبطال السُّنَّة، وإخراجها من أن تكون علمًا".

 

من هذه الأقوال نفهمُ كم ينبغي للإنسان أن يكون حذرًا عند طلب العلم، فلا يجوز أبدًا التهاونُ في تحصيله؛ لأن طلب العلم عبادة، والعبادة توقيفية من الله تعالى؛ لذلك من المهم أن نتعلَّم فقط على يد من يحافظون على إيماننا ويثبتوننا عليه. وتذكَّر أن أعظم ما يملكه الإنسان في حياته هو إيمانه، فوجب عليه أن يحافظ عليه ويعتني به.

 

وهنا نقطة مهمة تستحق التنبيه، وهي أن بعض الناس ينسبون أنفسهم إلى أهل السنة، لكنهم يقولون: "لا يوجد عالم في منطقتنا"، وهذا قول باطل، يدل على جهلٍ بيِّن. ومثال ذلك ما نراه في منطقتي كشمير؛ حيث يردد كثير من الناس هذا الكلام، وهو مما يكشف جهلهم. والواقع أن هؤلاء من الصعافقة، الذين يُسقطون فتاوى العلماء على أشخاص بعينهم بطريقة خاطئة، وهذا خطأ بيِّن، وعلينا أن نحذر منه، خصوصًا فيما يخصُّ شبابنا، حمايةً لهم من الوقوع في هذه الفتنة.

 

لذلك، يجب علينا أن نأخذ العلم والتوجيه من علمائنا الراسخين في العلم. وإذا تحدثنا عن كشمير على وجه الخصوص، فإنني أحب أن أذكر الشيخ محمد رمضان بزلوي- حفظه الله -، فهو من أهل السنة، ويُعد من العلماء المعروفين بالعلم والثبات على الحق في كشمير، ويوجد غيره من العلماء في كشمير ممن يسيرون على منهج أهل السنة والجماعة. وهذه القضية لا تخص كشمير فقط، بل هي قاعدة تنطبق على كل بلد؛ فالعلماء الصادقون موجودون في كل مكان، ويجب علينا الرجوع إليهم وأخذ العلم عنهم.

 

ثالثًا: لا يؤخذ العلم عن كل أحد:

قال الإمام مالك رحمه الله: «لا يؤخذ العلم عن أربعةٍ: سفيهٍ يُعلن السفه وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعةٍ يدعو إلى هواه، ومن يكذب في حديث الناس وإن كنتُ لا أتَّهمه في الحديث، وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدِّث به»؛ [«سير أعلام النبلاء» للذهبي (7/ 162)].

 

ولذلك قال الإمام عبدالله بن المبارك: "الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء، فإذا قيل: مَن حدَّثكم؟ نظرنا، فإن كان من أهل السنة قبلنا، وإن كان من أهل البدعة رددنا قوله"؛ (مقدمة صحيح مسلم: 1 /87، المحدث الفاصل: 209، الضعفاء والمجروحين: 1 /26، مقدمة ابن الصلاح: 130).

 

من أقوى القواعد المتعلقة بهذا القول:

"العدالة والضبط في الراوي شرطٌ في قبول الرواية، وبدون الإسناد لا يُعرف الصادق من الكاذب".

 

ويُؤيِّد هذا أيضًا قول الإمام مسلم في مقدمة صحيحه: "إنما العلم الرواية، لا الرأي، وإنما الرواية بالأسانيد".

 

وهذا كله يُرسِّخ أن الإسناد هو معيار التمحيص، وأن قبول الأخبار لا يكون بالعقل المجرد أو بكثرة المتابعين، بل بالإسناد الصحيح ومنهج أهل السنة في الجرح والتعديل.

 

وكما أن الإسناد شرطٌ في قبول الرواية، فهو كذلك شرطٌ في أخذ العلم؛ فلا يُؤخذ العلم إلا عمَّن عُرف بالسُّنَّة وسلامة المعتقد من البدعة.

 

رابعًا: شبهة "نأخذ الخير ونترك الشر":

كثير من الشباب اليوم يقولون: "نأخذ الخير ونترك الشر"، ويستدلون على ذلك بهذا الحديث: عن أَبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: ((وكَّلَني رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بحِفْظِ زَكَاةِ رمضانَ، فَأَتَاني آتٍ، فَجعل يحْثُو مِنَ الطَّعام، فَأخَذْتُهُ فقُلتُ: لأرَفَعَنَّك إِلى رسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قَالَ: إِنِّي مُحتَاجٌ، وعليَّ عيالٌ، وَبِي حاجةٌ شديدَةٌ، فَخَلَّيْتُ عنْهُ، فَأَصْبحْتُ، فَقَال رسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وآلهِ وسَلَّمَ: يَا أَبا هُريرة، مَا فَعلَ أَسِيرُكَ الْبارِحةَ؟ قُلْتُ: يَا رسُول اللَّهِ، شَكَا حَاجَةً وعِيَالًا، فَرحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سبِيلَهُ. فَقَالَ: أَما إِنَّهُ قَدْ كَذَبك وسيعُودُ فَعرفْتُ أَنَّهُ سيعُودُ لِقَوْلِ رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرصدْتُهُ. فَجَاءَ يحثُو مِنَ الطَّعامِ، فَقُلْتُ: لأَرْفَعنَّكَ إِلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: دعْني فَإِنِّي مُحْتاجٌ، وعلَيَّ عِيالٌ لا أَعُودُ، فرحِمْتُهُ فَخَلَّيتُ سبِيلَهُ، فَأَصبحتُ، فَقَال لي رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا أَبا هُريْرةَ، مَا فَعل أَسِيرُكَ الْبارِحةَ؟ قُلْتُ: يَا رسُول اللَّهِ، شَكَا حَاجَةً وَعِيالًا فَرحِمْتُهُ، فَخَلَّيتُ سبِيلَهُ، فَقَال: إِنَّهُ قَدْ كَذَبكَ وسيَعُودُ، فرصدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجاءَ يحْثُو مِنَ الطَّعام، فَأَخَذْتهُ، فقلتُ: لأَرْفَعنَّك إِلى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وهذا آخِرُ ثَلاث مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ لا تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ، فَقَالَ: دعْني فَإِنِّي أُعلِّمُكَ كَلِماتٍ ينْفَعُكَ اللَّه بهَا، قلتُ: مَا هُنَّ؟ قَالَ: إِذا أَويْتَ إِلى فِراشِكَ فَاقْرأْ آيةَ الْكُرسِيِّ، فَإِنَّهُ لَن يزَالَ عليْكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، وَلا يقْربُكَ شيْطَانٌ حتَّى تُصْبِح، فَخَلَّيْتُ سبِيلَهُ فَأَصْبحْتُ، فقَالَ لي رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ما فَعلَ أَسِيرُكَ الْبارِحةَ؟ فقُلتُ: يَا رَسُول اللَّهِ، زَعم أَنَّهُ يُعلِّمُني كَلِماتٍ ينْفَعُني اللَّه بهَا، فَخَلَّيْتُ سبِيلَه. قَالَ: مَا هِيَ؟ قُلْتُ: قَالَ لي: إِذا أَويْتَ إِلى فِراشِكَ فَاقرَأْ آيةَ الْكُرْسيِّ مِنْ أَوَّلها حَتَّى تَخْتِمَ الآيةَ: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255]، وقال لِي: لا يَزَال علَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَنْ يقْربَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَمَا إِنَّه قَدْ صَدقكَ وَهُو كَذوبٌ، تَعْلَم مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذ ثَلاثٍ يَا أَبا هُريْرَة؟ قُلْتُ: لا، قَالَ: ذَاكَ شَيْطَانٌ))؛ (البخاري (2311)).

 

ومن هذا الحديث لا يجوز أن نستنتج أن العلم يؤخذ من أي أحد، فهذا خطأ كبير عند العلماء، وهو باب واسع للفتنة.


العلم هنا كان من النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، ولم يكن من الشيطان، بل الشيطان هو الذي حاول أن يخدع الصحابي الجليل أبا هريرة رضي الله عنه، فقد أُعطي أمرَ قراءةِ آيةِ الكرسي من النبي صلى الله عليه وسلم.

 

قال ابن حجر رحمه الله: "فيه أن قول الكاذب قد يُقبل إذا وافق الحق، ولكن لا يُجعل أصلًا"؛ (فتح الباري، 4/487).

 

خامسًا: لماذا نأخذ عن العلماء الربانيين؟

لأنهم أهل أمانة وعدالة وفهمٍ صحيح، وتزكية من العلماء، قال الله: ﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء: 83].


هذه الآية تدل على وجوب الرجوع إلى الرسول وأهل العلم في الأمور؛ لأنهم أهل الفهم والاستنباط.


لكن إذا اختلف العلماء في أمرٍ ما، فعليْنا أن نرجع إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم؛ كما قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].


وأولو الأمر في هذه الآية هم العلماء.

 

روى أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه وغيرهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ضمن حديث طويل: "إن العلماء وَرَثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافر".

 

فالعلماء هم الذين يخشَون الله حقًّا، ومن أراد فهم الإسلام على وجهه الصحيح فليلزم العلماء الربانيين.

 

سادسًا: "خذوا العلم عن العلماءِ الأمواتِ، فقد عُرف صدقُهم من خطئِهم".

وقال بعض أهل العلم في معناها: الأحياء لا يُؤمن عليهم الفتنة، وأما الأموات فقد استُقر أمرهم، وظهر من منهجهم ما يُحتذى به أو يُحذر منه.


عن سفيان الثوري رحمه الله قال: "استوصوا بأهل السنة خيرًا، فإنهم غرباء"؛ ذكره ابن بطة في الإبانة الكبرى (رقم 92).

 

عن أيوب السختياني قال: إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة.

 

وقال أيضًا: "إن من سعادة الحدث أن يوفق لشيخ من أهل السنة، يلازمه".

 

وقال الإمام الأوزاعي: "اصبر نفسك على السنة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكفَّ عما كفّوا عنه"؛ (الشرح والإبانة لابن بطة، ص: 136).

 

وقال سفيان الثوري: "استوصوا بمن كان قبلنا؛ فإنهم كانوا على العلم الصحيح".

 

الخاتمة:

أيها الإخوة والأخوات، إن طلب العلم عبادة، وأخذ العلم مسؤولية، ومن أراد السلامة في دينه وعلمه، فليتأنَّ، وليتَّبع منهج السلف، وليحذر من الدعاة الذين يزينون الباطل بثوب الحق، ولا تنخدعوا بقول: "نأخذ الخير ونترك الشر"؛ فإن الشر إذا دخل القلب أفسده، وقد قيل: "القلوب ضعيفة، والشبه خطَّافة".

 

فالسلامة كل السلامة أن تأخذ العلم ممن مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة.

 

وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مفهوم النية في الصيام: دراسة حول الادعاء بأن ضبط المنبِّه للسحور يعتبر نية
  • اتباع الإمام في الأصول مقابل اتباع مذهبه: تحليل فقهي
  • هل يفيد حديث الآحاد الظن؟
  • هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها؟
  • توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن والسنة
  • المقصد الحقيقي من الأضحية

مختارات من الشبكة

  • تفسير الآية 11 من سورة الأنعام: { قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصية نبيكم صلى الله عليه وسلم: انظروا إلى من أسفل منكم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح حديث: انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • انظروا إلى من أسفل منكم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • انظروا هل لعبدي من تطوع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير آية: (قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قل انظروا ماذا في السماوات والأرض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين (مطوية)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حديث: انظروا إلى من أسفل منكم ...(مقالة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا
  • تخريج دفعة جديدة من الحاصلين على إجازات علم التجويد بمدينة قازان
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/1/1447هـ - الساعة: 13:14
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب