الركعات التي يقرأ فيها بـ: {‌قل ‌يا ‌أيها ‌الكافرون}، و{قل هو الله أحد}

الركعات التي يقرأ فيها بـ: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾، و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾

ركعتا الفجر:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((قرأ في ركعتي الفجر: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾، و: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾))؛ [أخرجه مسلم رقم: (726)].

وعن ابن عمر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ تعدل ثلث القرآن، و: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾ ‌تعدل ‌ربع ‌القرآن، وكان يقرأ بهما في ركعتي الفجر..))؛ [رواه أبو يعلى، والطبراني في الكبير (12/ 405)، والأوسط رقم: (186) واللفظ له. وصححه الألباني لشواهده في صحيح الترغيب رقم: (583)، وسلسلة الأحاديث الضعيفة (11/ 90)، قلت -بكر-: وفيه زيادة لا تصح؛ ولذا حذفها من آخره، وهي في سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم: (‌‌5051)، ولي رسال بعنوان: الأربعون الحسان في فضل ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ وأنها تعدل ثلث القرآن، ثم نشرت والحمد لله].

وعن ابن عمر- رضي الله عنه- قال: ((‌رمقت ‌النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- شهرًا فكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر، بـ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾ و: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾))؛ أخرجه الترمذي رقم: (417)، وأحمد (2/ 58و95)، والمقدسي في المختارة، والطبراني في الكبير (12/ 434)، وابن ماجه رقم: (1149). وهو في أصل صفة الصلاة (2/ 488) للألباني -رحمه الله-].

وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: ((كان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- يصلي ركعتين قبل الفجر، وكان يقول: ‌نعم ‌السورتان ‌هما، يقرأ بهما في ركعتي الفجر، ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾))؛ [أخرجه ابن ماجه رقم: (1150)، وأحمد رقم: (26022)، وهو في أصل صفة الصلاة للألباني- رحمه الله-، وصحَّحه شعيب].

ركعتا مقام إبراهيم- عليه السلام-:

عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: ((دخلنا على جابر بن عبدالله- رضي الله عنه- فسأل عن القوم حتى انتهى إليَّ..))، وفيه: ((ثم نفذ إلى مقام إبراهيم- عليه السلام- فقرأ: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة: 125]، فجعل المقام بينه وبين البيت. فكان أبي يقول: ولا أعلمه ذكره إلا عن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-: كان يقرأ في الركعتين: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ و:﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾..))؛ [أخرجه مسلم رقم: (1218)].

وعن جابر بن عبدالله- رضي الله عنه-: ((أن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- لما انتهى إلى مقام إبراهيم قرأ: ﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ فصلى ركعتين، فقرأ فاتحة الكتاب، و: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾ و: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ ثم عاد إلى الركن فاستلمه، ثم خرج إلى الصفا))؛ [أخرجه النسائي (5/ 236)، والبيهقي (5/ 91)، وصحَّحه الألباني- رحمه الله- في صحيح النسائي رقم: (2773)، وأخرجه الترمذي رقم: (869) من طريق آخر].

وعن جابر- رضي الله عنه-: "فذكر هذا الحديث، وأدرج في الحديث عند قوله: ((﴿ وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [البقرة: 125] قال: ‌فقرأ ‌فيهما ‌بالتوحيد، و﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾))؛ [أخرجه أبو داود رقم: (1909)، وقال الألباني- رحمه الله- في صحيحه رقم: (1667): "قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم. وقد أخرجه بنحوه وليس فيه الإدارج المذكور إلا في قصة فاطمة، وهو الأرجح..."].

صلاة المغرب ليلة الجمعة:

عن جابر بن سَمُرة- رضي الله عنه- قال: ((كان النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾ و: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾))؛ [أخرجه خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في جزء له (ص: 39)، وابن حبان رقم: (552)، والبيهقي (2/ 391)، وكان صحَّحه الألباني في تحقيق المشكاة رقم: (849) وغيره، ثم ضعَّفَه في الضعيفة رقم: (‌‌559)، وأبقيته للفائدة].

سنة المغرب البعدية:

عن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: ((ما أُحصي ما سمعت من رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- يقرأ في الركعتين بعد المغرب، وفي الركعتين قبل صلاة الفجر بـ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾ و: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾))؛ [أخرجه الترمذي رقم: (431)، وابن نصر رقم: (31)، والطحاوي (1/ 175 -176)، والطبراني في الكبير (10/ 174)، ورواه ابن ماجه رقم: (1166) مقتصرًا على ركعتَي المغرب بلفظ: ((كان يقرأ في الركعتين بعد صلاة المغرب ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾ و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾))؛ حسنه الألباني في تحقيق المشكاة رقم: (851)، وأصل صفة الصلاة (2/ 453)].

وعن ابن عمر- رضي الله عنه-: ((أن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- كان يقرأ ‌في ‌ركعتي ‌الفجر، [والركعتين بعد المغرب] ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾ و: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾))؛ [قوَّاه الألباني بشواهده في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (‌‌3328)، وانظر ما تقدم في ركعتي الفجر، والقراءة بهما مُستحبَّة كما في المغني (2/ 126،128) وغيره. والله أعلم].

فائدة:

روى ابن نصر (31 و34) عن عبدالرحمن بن يزيد النَّخَعي الكوفي: "كانوا يستحبون أن يقرؤوا في الركعتين بعد المغرب والركعتين قبل الفجر بـ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾ و: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾". قال النووي- رحمه الله- (3/ 385): "ونص الشافعي في- البويطي- على استحباب القراءة بهما فيهما". وإلى هذا ذهب علماؤنا- كما في الفتح (1/ 228). انتهى من أصل صفة صلاة النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- للألباني (2/ 455-456).

ركعتا الوتر:

عن عبدالعزيز بن جريج قال: سألنا عائشة- رضي الله عنها-: بأي شيء كان يوتر رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-؟ قالت: ((كان يقرأ في الأولى بـ ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾، ‌وفي ‌الثانية ‌بـ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾، وفي الثالثة بـ: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ والمعوِّذتين))؛ [أخرجه الترمذي رقم: (463)، وأبو داود رقم: (1424)، وابن ماجه رقم: (1173)، وصحَّحه الألباني- رحمه الله- في تحقيق المشكاة، رقم: (1269)، ورواه الحاكم (1/ 305) من طريق أخرى صحيحة، وقال- رحمه الله-: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وقال الألباني كما في أصل صفة الصلاة (2/ 542): "وهو كما قالا"].

وعن أُبَيِّ بن كعب- رضي الله عنه-: أن رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-: ((‌كان ‌يوتر ‌بثلاث ‌ركعات، كان يقرأ في الأولى بـ ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾، وفي الثانية بـ: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ ﴾، وفي الثالثة بـ: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، ويقنت قبل الركوع، فإذا فرغ قال عند فراغه: سبحان الملك القدُّوس ثلاث مرات، يطيل في آخرهن))؛ [أخرجه أبو داود رقم: (1423)، والنسائي (3/ 235)، وابن ماجه رقم: (1171)، وأحمد (5/ 123)، وغيرهم وصحَّحه الألباني في صحيح النسائي والحويني في الغوث المكدود (1/ رقم: 271) وأحال على بذل الإحسان رقم: (1735)، قلت -بكر-: وقد ذكرته ورواياته في رسالة صغيرة لي في صلاة القيام والتراويح ذكرت فيها الأخطاء والمخالفات والآداب والسنن المهجورة. والحمد لله].