• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    أحكام المغالبات
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    تفسير: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: الاستطابة
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    ثمرات الإيمان بالقدر
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    العشر وصلت... مستعد للتغيير؟
    محمد أبو عطية
  •  
    قصة موسى وملك الموت (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشاكر، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (12)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    تلك الوسائل!
    التجاني صلاح عبدالله المبارك
  •  
    حقوق المسنين (2)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تعوذوا بالله من أربع (خطبة)
    عبدالله بن عبده نعمان العواضي
  •  
    حكم المبيت بالمخيمات بعد طواف الوداع
    د. محمد بن علي اليحيى
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

حقوق المسنين (2)

حقوق المسنين (2)
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/5/2025 ميلادي - 29/11/1446 هجري

الزيارات: 92

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق المسنين (2)

 

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ولي الصالحين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

وبعد:

ما زلنا وإياكم مع حقوق الكبار والمسنين في الإسلام.

 

سُئل بعض السلف فقيل له: من أسعد الناس؟ قال: أسعد الناس من ختم الله له بالخير. أسعد الناس من حسُنت خاتمته, وجاءت على الخير قيامتُه, قال - صلى الله وعليه وسلم -: «خيركم من طال عمره وحسن عمله, وشركم من طال عمره وساء عمله»[ رواه أحمد (5/ 40) والترمذي في كتاب الزهد].


يا ابن آدم، إذا رق عظمك وشاب شعرك فقد أتاك النذير، قال تعالى: ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ ﴾ [فاطر:37]؛ تذكرة من الله عزوجل , وتنبيه من الله سبحانه وتعالى رحمةً بعباده. كان السلف الصالح †إذا بلغ الرجل منهم أربعين سنة لزم المساجد وسأل الله العفو عما سلف، و الإحسان فيما بقي من الأزمان،. أما اليوم فعض أبناء ستين وسبعين في الحياة يلهثون, غافلون لاهون, من طلوع الصباح إلى غروب الشمس يلهثون في هذه الدنيا, بل من الغريب أن بعض من بلغ الخمسين والستين تراهم مقصرين في صلاة الفجر والبعض يسل لسانه في الناس بالغيبة والنميمة وما هذا إلا سوء توفيق، فيا أيها الأب الكبير اتق الله فالموت اقرب إليك من غيرك.

 

يا معاشر الآباء الكبار، أنتم قدوة لأبنائكم وبناتكم وأهليكم, قدوة في مجتمعاتكم، فإن كنت محافظًا على الخير والطاعات أحبوك وهابوك وأجلّوك وأكرموك, وإن وجدوك مقصرا في الطاعات تسب الناس وتشتمهم وتنتقصهم وتعيبهم وتغتابهم أهانوك وأذلوك ثم وعابوك, وهكذا يُجزى المحسن بالإحسان, والمسيئون بالخيبة والخسران.

 

معاشر الآباء الكبار، إنكم قدوة في مجتمعاتكم، أردتم أم لم تريدوا، من هم دونكم في السن ينظرون إليكم نظرة إجلال واقتداء، فالحذر الحذر من المخالفة والعصيان، إن المجتمع لا يقبل أن يُرى كبير السن سيئًا في خلقه وتعامله، لا يرضى المجتمع أن يُرى كبير السن يدخن مثلًا، فكيف بما هو أعظم من التدخين؟! أو يلاحظ عليه ما يشين. نعم يا معاشر الكبار، إن من حقكم علينا الاحترام والتقدير والمواساة، ومن حقنا عليكم القدوة وأن تكونوا نماذج يُحتذى بكم ويستفاد من خبرتكم وتجاربكم.

 

وفي صحيح مسلم وسنن النسائي من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال - صلى الله وعليه وسلم -: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم ولا يكلمهم يوم القيامة ولهم عذاب أليم» قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: «شيخ زانٍ، وملك كذاب، وعائل مستكبر».

 

يقول الرسول - صلى الله وعليه وسلم - ثلاثة لا ينظر إليهم الله ولا يزكيهم ولا يكلمهم يوم القيامة يا ترى من هم خابوا وخسروا ورب الكعبة؟! قال: الأول: شيخ زانٍ، قَلَّت عنده الشهوة وضعفت عنده الرغبة وبالرغم من ذلك ذهب ليتمرغ في أوحال الفاحشة العفنة، ويرتع في مستنقع الرذيلة القذر!!.

 

يا معاشر الآباء الكبار، إنابة إلى الله الواحد القهار, وتوبة من الحليم الغفار، إذا تقربت إلى الله شبرًا تقرب منك ذراعًا, وإن تقربت منه ذراعًا تقرب منك باعًا, وإذا أتيته تمشي أتاك هرولة, إذا نظر الله إلى قلبك أنك تحب التوبة وتحب الإنابة إليه فتح لك أبواب رحمته ويسر لك السبيل إلى مغفرته وجنته.

 

قال بعض كبار السن: اللهم أحسن لي الخاتمة, فمات بين الركن والمقام. وقال ثان: اللهم أحسن الختام, فمات وهو ساجد بين يدي الله عزوجل. وقال ثالث: اللهم إني أسألك حسن الخاتمة, فمات يوم الخميس صائمًا لله عزوجل. أحسنوا الختام, وأقبلوا على الله عزوجل بسلام، وودعوا هذه الدنيا بأحسن الأعمال وشيم الكرام، فإن الأعمال بالخواتيم. اللهم احسن ختامنا يارب العالمين.

 

يا معاشر الآباء الكبار، إن مما يحفظ عليكم صحتكم وقوتكم حتى مع كبر سنكم طاعة الله جل وتعالى، وأن لا تُستخدم هذه الجوارح في معصيته، ولذا يقول النبي - صلى الله وعليه وسلم -: «احفظ الله يحفظك»، أي: من حفظ الله في صباه وقوته حفظه الله في حال كبره وضعف قوته، ومتعه بسمعه وبصره وحوله وقوته وعقله.

 

رُوي عن أبي الطيب الطبري - / - أنه جاوز المائة سنة وهو ممتع بقوته وعقله، فركب مرة سفينة، فلما خرج منها قفز قفزةً قوية لا يستطيعها الشباب، فقيل له: ما هذا يا أبا الطيب؟! فقال: ولِمَ وما عصيت الله بواحدة منها قط؟! هذه جوارح حفظناها في الصغر فحفظها الله لنا وقت الكبر.

 

إنها جوارح متى ما حُفِظت حَفَظَت، «احفظ الله يحفظك».

 

معاشر الآباء الكبار، لقد دلّنا رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - إلى بعض الأعمال التي بسببها يطول عمر الإنسان، وعُدّ إطالة العمر جزاءً لهذه الأعمال الفاضلة، ومن ذلك بر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الخلق وحسن الجوار وتقوى الله عزوجل.

 

فنسأل الله جل وتعالى طول عمر مع حسن عمل، كما نسأله سبحانه صحة في قلوبنا وصحة في أبداننا، وأن لا يحوجنا إلى غيره سبحانه.

 

إن مرحلة الشيخوخة من العمر مرحلة عصيبة، ولا عجب فلقد تعوذ منها رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - فيما رواه عنه أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله وعليه وسلم - كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم»[رواه البخاري]، وفي رواية أخرى أنه عليه الصلاة والسلام كان يتعوذ من أن يرد إلى أرذل العمر. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - قال: «بادروا بالأعمال سبعًا: هل تنتظرون إلا فقرًا مُنسيا أو غنى مطغيا أو مرضًا مفسدا أو هرمًا مفندا أو موتًا مجهزا؟! ».


رعاية المسنين

ولئن اعتنت الدول بهذه المرحلة من عمر الإنسان فظهر ما يسمى بنظام التقاعد والتأمينات الاجتماعية، فإن الإسلام قد نظّم وأكد هذا الأمر قبل أكثر من أربعة عشر قرنًا. إن المسنّين يدخلون ضمن الرعية التي يعَدّ إمام المسلمين راعيًا لهم ومسؤولًا عنهم، «كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته»[ رواه البخاري من حديث ابن عمر].

 

ورعاية المسنين تلزم ولي أمر المسلمين، وهي مسؤولية شاملة لجوانب الرعاية، من اقتصادية واجتماعية وطبية ونفسية وغيرها. عن معقل بن يسار - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - يقول: «ما من عبد يسترعيه الله رعية فلم يُحِطها بنصحه إلا لم يجد رائحة الجنة»[ رواه البخاري].

 

أتَى الصّدِّيق - رضي الله عنه - عامَ الفتح بأبيه أبي قُحَافةَ إلى النبيِّ - صلى الله وعليه وسلم - لكَي يبايِع النّبيَّ ويعلنَ إسلامَه، فقالَ النبيّ - صلى الله وعليه وسلم - للصدِّيق: «ألا تركتَ الشيخَ في بيتِه فنأتيهِ نحن» [أخرجه أحمد (6/349)، والطبراني في الكبير (24/88) عن أسماء بنت أبي بكر - ك -]، فصلوات الله وسلامُه عليه أبدًا دائمًا إلى يومِ الدين. «ألا تركتَ الشيخ في بيتِه حتى نأتي»، هكذا يعامل رسول الله المسِنِّين، وهَكذا يرحَمهم ويُشفِق عليهم، وهكذا يعلِّم أَصحابَه كيفَ التعاملُ معَ الكِبار. كان إذا تحدَّث الصغير قال: «كبِّر كبِّر» [رواه البخاري في الجزية (3173)، ومسلم في القسامة (1669) من حديث سهل بن أبي حثمة - رضي الله عنه -]، فيُقدِّم الكِبارَ ليتَحدّثوا تأدِيبًا للصّغار؛ ليعلَموا حقَّ الكبارِ وفضلَ الكِبار. مرَّ رَجلٌ بابن عمَر وهو يطوف بالبَيت حاملًا أمَّه علَى كتِفِه يطوف بها، قال: يا عَبدَ الله بن عمر، أتَراني قمتُ بحقِّ أمّي؟ قال: يَا هذا، لاَ والله، ولا طَلقة من طلقاتِ الوِلادةِ، ولكنَّك محسِن والله يثيبك. [أخرجه أحمد، وأبو داود في الأدب، والترمذي في البر، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (925)].

 

أيّها الأبُ الكريم، أبناؤُك على اختلاف مراحِلِ أعمارهم أدِّبهم، وقل للصّغير: لا تجلِس قبلَ الكبير، وقل للصّغير: لا تتقدَّم علَى الكبير، وقل للصّغير: لا تأخُذ أشياء قبلَ الكبير، فلنبدأ بأنفسِنا في بيوتِنا وأبنائِنا ثم أقاربِنا ثم المسلِمين.

 

أحكام المسنين

لقد جاءت هذه الشريعة رحمة للبشرية، ومن صور هذه الرحمة أن الله عزوجل خص كبار السن ببعض الأحكام؛ رحمةً بهم وإشفاقًا عليهم، مراعاةً لحالتهم الصحية والبدنية، من ذلك:

أنه أمر الأئمة في المساجد بتخفيف الصلاة مراعاة لكبار السن والمرضى، روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - قال: «إذا صلى أحدكم للناس فليخفف؛ فإن منهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء».


ومن الأحكام أن الأكبر سنا مقدّم في الإمامة في الصلاة إذا تساووا في قراءة القرآن.

 

وأيضا من الأحكام أن كبير السن الذي لا يستوي على الراحلة يحج عنه ويعتمر ولو كان حيا، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: جاءت امرأةٌ من خثعم عام حجة الوداع قالت: يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يستوي على الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟ قال: «نعم» [ رواه البخاري].

 

ومن الأحكام الرخصة لكبير السن بالإفطار في رمضان حين عجزه، والإطعام عن كل يوم مسكينا أخذا بقول الله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184].

 

ومن الأحكام أنه أمر الصغير أن يسلم على الكبير، وأن يبدأه إجلالا له وتقديرا لسنه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله وعليه وسلم -: «يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير» [رواه البخاري].

 

ومن أحكام كبار السن أنه - صلى الله وعليه وسلم - أمر أن يُبدأ بتقديم الشرب للأكابر، ففي الحديث أن رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - كان إذا سُقي قال: «ابدؤوا بالكبراء»، أو قال: «بالأكابر». ومرةً جاءه عيينة بن حصن وعنده أبو بكر وعمر وهم جلوس على الأرض، فدعا لعيينة بوسادة وأجلسه عليها، وقال: «إذا أتاكم كبير قوم فأكرموه».

 

ومن أحكام المسنين أن الشريعة نهت عن قتل كبير السن من العدو الكافر حال الجهاد، فقد كان رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - يوصي أصحابه عند بعث السرايا والجيوش في الغزوات: «أن لا يقتلوا صغيرًا ولا امرأةً ولا شيخًا كبيرًا»، روى الطبراني عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - إذا بعث جيشًا أو سريةً دعا صاحبهم فأمره بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: «اغزوا بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، لا تغلّوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدًا ولا شيخًا كبيرًا».

 

فتأمل ـ يا رعاك الله ـ إلى شريعة الإسلام حتى مع العدو حال القتال، لا يقتل كبير السن، ولا تقتل المرأة، فضلًا عن الأطفال، وقارن ـ يا أخي الحبيب ـ بين هذا وبين ما يمارسه الكفار اليوم بجميع مللهم ونحلهم، ابتداءً من اليهود ومرورًا بالنصارى وانتهاءً بالصرب والشيوعيين، وكيف أنهم لم يرحموا طفلًا رضيعًا ولا شيخًا كبيرًا ولا امرأةً مسكينة، بل بهم يبدؤون، وعليهم ترسل الصواريخ والقذائف، بل وتدمر البيوت والمساكن فوق رؤوسهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله، إنها شريعة الغاب التي يدين بها الغرب.

 

وإن تعجب فأعجب من موقف عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مع ذلك الرجل الكبير المسنّ الضرير اليهودي، وقد ذكره أبو يوسف في كتاب الخراج أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مرَّ بباب قوم وعليه سائل يسأل، شيخ كبير ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه، فقال: من أيّ أهل الكتاب أنت؟ قال: يهودي، قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية والحاجة والسنّ، قال: فأخذ عمر - رضي الله عنه - بيده فذهب به إلى منزله فأعطاه من المنزل شيئًا، ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه، فوالله ما أنصفناه إذ أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم، ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ ﴾[التوبة: 60]، فالفقراء هم المسلمون والمساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه.

 

ألا فلتسمع الدنيا مثل هذه المعاملة، ولتسمع بخالد بن الوليد - رضي الله عنه - عندما صالح أهل الحيرة وجاء في صلحه معهم أنه قال: (وجعلت لهم أيّما شيخ ضعف عن العمل أو أصابته آفة من الآفات أو كان غنيًا فافتقر وصار أهل دينه يتصدقون عليه طرحت جزيته وعيل من بيت مال المسلمين).

 

المسنين في الغرب

أين منظمات حقوق الإنسان اليوم عن مثل هذه الأحكام وهذه التشريعات؟! إن الغرب ـ أيها الأحبة ـ الذي يدّعي حقوق الإنسان اليوم زعموا، إليك بعض أخباره مع كبار السن عندهم:

تطالعنا الأخبار بين حين وآخر عما يحدث لبعض المسنِّين هناك، فهذا مسنٌّ يبقى متوفيًا داخل شقته لأكثر من سنة ولم تكتشف جثته إلا صُدفة. أترى لو كان أبناء أصدقائه يزورونه ويصلونه هل سيصل إلى هذه الحالة؟!! وهذا تقرير يصدر عن وزارة الأسرة والشبيبة والكهولة في ألمانيا جاء فيه: أن هناك (440 ) ألف مسنّ تعرضوا لإيذاء جسدي ومعاملة سيئة مرة واحدة على الأقل عام 1993م، والغريب في الأمر أن ذلك الإيذاء صادر من أفراد الأسرة، فهل ينتظر من أفراد الأسرة تلك صلة صديق والدها؟

 

وهذه عجوز تموت جوعًا في شقتها بسبب ابنها الذي قطع عنها الماء والكهرباء والغاز، وأصبحت رهينة شقتها عاجزة عن الحركة حتى اكتشف الجيران أمرها، ولكن بعد فوات الأوان! ويضيف الخبر أن أقرباء المسنَّة لم يبدوا أيَّ اهتمام تجاه الأمر!!

 

ولا يقتصر الأمر على العالم الغربي فحسب! بل حتى العالم الشرقي عمّه هذا البلاء، فقد ذكرت مجلة ( فوكوس ) اليابانية أنه عُثر على جثّة مسن بعد مضي سنة ونصف من وفاته في شقته بأحد الأحياء الراقية جدًا في مدينة طوكيو، وهذه مسنة عثر عليها في شقتها بمدينة طوكيو وقد ماتت جوعًا، وأشدها غرابة ذلك العجوز الذي توفي وقد تجاوز عمره التسعين عامًا، إلا أن أحدًا لم يدر بموته إلا بعد خمسة أيام، ومبعث الاستغراب أنه مات في دار خاصة بالمسنِّين في مدينة (سابور) باليابان ولم يشعر العاملون بموته رغم وجوده في دار خاصة برعايته والعناية به!!!، وقد علم بوفاته بعض أفراد عائلته عندما جاؤوا لزيارته إذا فالحل لمشاكل الأمة والعالم اجمع في الإسلام وشريعة الإسلام ورحمة الإسلام.

 

إذًا فالمسنُّ في المجتمع المسلم يعيش في كنف أفراده، ويجد له معاملة خاصة تتميز عن الآخرين، ولم تقتصر هذه الرعاية والعناية على المسن المسلم، بل امتدت يد الرعاية لتشمل غير المسلم طالما أنه يعيش بين ظهراني المسلمين.

 

إنه لا خلاص للبشرية من الممارسات الوحشية اليوم في العالم كله إلا بالإسلام، ويوم يرجع الإسلام لحكمه في الأرض فستنعم البشرية في ظله، وهو يوم آت لا نشك في ذلك، ولتعلمُنّ نبأه بعد حين.

 

اللهم ارحمنا رحمة اهد بها قلوبنا، اللهم اختم لنا بخير, اللهم اختم لنا بخير, اللهم اجعل خير أعمالنا أواخرها, وخير أعمارنا خواتمها, وخير أيامنا يوم لقائك, اللهم اجعل أسعد اللحظات وأعزها لحظة الوقوف بين يديك برحمتك يا أرحم الراحمين, اللهم ارحم كبارنا, ووفق للخير صغارنا, وخذ بنواصينا لما يرضيك عنا...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق المسنين في الشريعة الإسلامية
  • حقوق المسنين (خطبة)
  • حقوق المسنين في الإسلام (خطبة)
  • حقوق المسنين (1)

مختارات من الشبكة

  • حقوق المسنين من منظور إسلامي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رعاية المسنين وحماية حقوقهم في الإسلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من أعظم حقوق الناس حق الجوار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام وحقوق المعاقين: دراسة فقهية في كيفية حماية حقوق المعاقين في المجتمعات الإسلامية وفق الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب