• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / في الفتن وأشراط الساعة
علامة باركود

أعظم فتنة: الدجال (خطبة)

أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
د. محمد بن مجدوع الشهري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/5/2025 ميلادي - 13/11/1446 هجري

الزيارات: 530

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أعظم فتنة: الدَّجَّال

 

الحمد لله القاهر فوق عباده، المالك لرقاب خلقه، الحليم إذا عصوا، الذي أحاط بكل شيء علمًا، وأحصى كل شيء عددًا، أحمده سبحانه على لطفه وإن زلَّت الأقدام، وأشكره على حلمه وإن كثُرت الآثام، سبحانه عزَّ سلطانه، وتعالت أسماؤه، لا يُدرَك بكيف، ولا يُرى بعين، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، نحمده سبحانه حمدًا يليقُ بجلاله، ونشكره شكرًا على جميلِ نواله، ونعوذُ به من فتنةٍ تُزلزل القلوب، وتذهلُ العقول، فتنةٍ أعظم من أن يُستهانَ بها، وأخطر من أن يُغفلَ عنها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا شبيه له ولا نظير، لا ندَّ له ولا قرين، لا يُرى بالأبصار، ولا يُحيط به الفكر، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه، أصدق من نطق، وأكمل من صدق، فصَّل الملاحم، وحذَّر من الفتن، صلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الفجرُ والسَّحَرُ، وما تعانق الغيمُ والمطرُ.

 

عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، فإنها العاصم من الهوى..حديثنا اليوم عن فتنةٍ عظيمة، وكارثة جسيمة، بل أعظمُ فتنةٍ تطأ وجه الأرض منذ خُلق آدم إلى قيام الساعة؛ إنها فتنة الكذَّاب الأفَّاك، الذي يُفتن به السفهاء، ويزلُّ بسببه الجهلاء، ويثبت عند لقائه الأولياء، فتنة المسيح الدجَّال الأعور الكذَّاب، الأعور الدجَّال، أو مسيح الضلالة؛ كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وسمي المسيح؛ لأنه يمسح الأرض، وقيل: لأنه ممسوح العين، والدجَّال؛ لأنه كذَّاب، ورد ذكره في مئة حديث ذكرها الشوكاني في كتابه (التوضيح)، وخروجه من علامات الساعة الكبرى؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثٌ إذا خرجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا: طلوع الشَّمسِ من مغربِها، والدَّجَّال، ودابَّة الأرضِ»؛ رواه مسلم. وهو شرُّ غائب يُنتظر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ»؛ رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ»؛ رواه مسلم....

 

وخُلاصة صفاتِ الدجَّال الواردة في الأحاديث: أنه رجلٌ من بني آدم ضخم، يخرج في آخِرِ الزمان، يَفْتِن الناسَ بما يُعطاه من الآيات والخوارق؛ أحمر، قصير، أفحج، جعد الرأس، أجلى الجبهة، عريض النحر، ممسوح العين اليمنى، وفي رواية مسلم: العين اليسرى، ليست بارزة، ولا غائرة، كأنها عنبة طافئة، على عينه الممسوحة ظفرة غليظة (أي: جلدة تُغشَّي البصر)، جُوفال الشَّعر (كثير الشعر) ومتجعد، مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤها كلُّ مسلمٍ كاتب أو غير كاتب. وهو عقيم لا يُولد له، وأنه موجود الآن، وهو في جزيرة من الجزر مقيد بوثاق شديد من حديد، يخرج إذا لم يثمر نخل بيسان (مدينة شمال فلسطين)، وقد بدأت هذه العلامة قبل ثمانمائة عام؛ كما قال ياقوت الحموي، وحين ذهاب ماء بحيرة طبريا (وماؤها في نقصان) وهي شمال بيسان، وعند ذهاب ماء عين زغر ولا يزرع بها (هي في الأردن)، والآن ماؤها قليل جدًّا، وفتح قسطنطينة بالتهليل والتكبير دون قتال (هي إسطنبول)..يَعرفه المؤمنون إذا خرج فلا يُفتنون به، ويغتر به الجاهلُ الذي غلبت عليه الشِّقوة...

 

قال صلى الله عليه وسلم: «الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ، يُقَالُ لَهَا: خُرَاسَانُ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ (جمع ترس) الْمُطْرَقَةُ (أطرق بعضها فوق بعض)»؛ صحيح رواه الترمذي..وقال صلى الله عليه وسلم: «يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ»؛ رواه مسلم (والطيالسة: ضربٌ من الأكسية توضع على الرأس والكتفين)...يقصد المدينة، يقول صلى الله عليه وسلم: «يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّقَنَاةَ (موضع شرق المدينة)، فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ، وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ وَعَمَّتِهِ فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا؛ مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ»؛ صحيح رواه أحمد...تَتْبَعُه كنوز الأرض، يقطع الأرضَ بسرعةٍ عظيمة؛ كسرعة الغيث إذا استدبرته الريح، يستجيب له الجماد والحيوان، جاء في حديث النواس بن سمعان في ذِكْرِ الدجَّال أنَّ الصحابة رضي الله عنهم قالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا لُبْثُهُ فِي الأَرْضِ؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ يَوْمًا؛ يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ»؛ رواه مسلم.

 

فمجموع مُكْثِه في الأرض بأيامنا هذه "أربعة عشر شهرًا، وأربعة عشر يومًا" تقريبًا، ومن خطب النبي صلى الله عليه وسلم في التحذير من الدجَّال، قوله: (أيها الناس، إِنها لَمْ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ مُنْذُ ذَرَأَ اللَّهُ ذُرِّيَّةَ آدَمَ أَعْظَمَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ، وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلا حَذَّرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ، وَأَنَا آخِرُ الأنْبِيَاءِ وَأَنْتُمْ آخِرُ الأمَمِ، وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لا مَحَالَةَ، فإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا بَيْنَ أظهركم فَأَنَا حَجِيجٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ، وَإِنْ يَخْرُجْ مِنْ بَعْدِي فَكُلٌّ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ (أي: طريق)، فَيَعِيثُ يَمِينًا وَيَعِيثُ شمالًا. يَا عِبَادَ اللَّهِ، أيها الناس، فَاثْبُتُوا، فَإِنِّي سَأَصِفُهُ لَكُمْ صِفَةً لَمْ يَصِفْهَا إِيَّاهُ نَبِيٌّ قَبْلِي، يقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ، وَلا تَرَوْنَ رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا، وَإِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ: كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ أَوْ غَيْرِ كَاتِبٍ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا، فَنَارُهُ جَنَّةٌ، وَجَنَّتُهُ نَارٌ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيَسْتَغِثْ بِاللَّهِ، وَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ الْكَهْفِ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَقُولَ لأَعْرَابِيٍّ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُ شَيْطَانَانِ فِي صُورَةِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَيَقُولانِ: يَا بُنَيَّ، اتَّبِعْهُ فَإِنَّهُ رَبُّكَ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يُسَلَّطَ عَلَى نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَيَقْتُلهَا، يَنْشُرهَا بِالْمِنْشَارِ حَتَّى تُلقى بشقَّين، ثُمَّ يَقُول: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا فَإِنِّي أَبْعَثُهُ، ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ رَبًّا غَيْرِي، فَيَبْعَثُهُ اللَّهُ، وَيَقُولُ لَهُ الْخَبِيثُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ، وَأَنْتَ عَدُوُّ اللَّهِ، أَنْتَ الدَّجَّالُ، وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قط أَشَدَّ بَصِيرَةً بِكَ مِنِّي الْيَوْمَ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِر، وَيَأْمُرَ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالْحَيِّ فَيُكَذِّبُونَهُ فَلا تَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ إِلا هَلَكَتْ، وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنْ يَمُرَّ بِالْحَيِّ فَيُصَدِّقُونَهُ فَيَأْمُر السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ، وَيَأْمُر الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ، حَتَّى تَرُوحَ مَوَاشِيهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ ذَلِكَ أَسْمَنَ مَا كَانَتْ، وَأَعْظَمَهُ وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، وَأَدَرَّهُ ضُرُوعًا، وَإِنَّهُ لا يَبْقَى شَيْءٌ مِنَ الأَرْضِ إِلا وَطِئَهُ وَظَهَرَ عَلَيْهِ إِلا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، لا يَأْتِيهِمَا مِنْ نَقْبٍ مِنْ نِقَابِهِمَا (أي: طريق من طرقهما) إِلا لَقِيَتْهُ الْمَلائِكَةُ بِالسُّيُوفِ صَلْتَةً (أي: بسيوف مجردة من غمدها)، حَتَّى يَنْزِل عِنْدَ الضريْبِ الأَحْمَرِ عِنْدَ مُنْقَطَعِ السَّبَخَةِ (مكان بالمدينة)، فَتَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاثَ رَجَفَاتٍ (أي: تتزلزل وتضطرب) فلا يَبْقَى فيها مُنَافِقٌ وَلا مُنَافِقَةٌ إِلا خَرَجَ إِلَيْهِ، فَتَنْفِي الْخَبَثَ مِنْهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، وَيُدْعَى ذَلِكَ الْيَوْمُ يَوْمَ الْخَلاصِ)، قيل: فَأَيْنَ الْعَرَبُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: (هُمْ يَوْمَئِذٍ قَلِيلٌ، وَإِمَامُهُمْ رَجُلٌ صَالِحٌ، فَبَيْنَمَا إِمَامُهُمْ قَدْ تَقَدَّمَ يُصَلِّي بِهِمُ الصُّبْحَ إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ الصُّبْحَ، فَرَجَعَ ذَلِكَ الإِمَامُ يَنْكُصُ (أي: يرجع إلى الوراء) يَمْشِي الْقَهْقَرَى لِيَتَقَدَّمَ عِيسَى، فَيَضَعُ عِيسَى يَدَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ: تَقَدَّمْ فَصَلِّ فَإِنَّهَا لَكَ أُقِيمَتْ، فَيُصَلِّي بِهِمْ إِمَامُهُمْ، فَإِذَا انْصَرَفَ قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلام: افْتَحُوا الْبَابَ، فَيفْتَحُون وَوَرَاءَهُ الدَّجَّالُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ يَهُودِيٍّ، كُلُّهُمْ ذُو سَيْفٍ مُحَلًّى وَسَاجٍ (غمد من الخشب ثمين)، فَإِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ الدَّجَّالُ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، وَيَنْطَلِقُ هَارِبًا وَيَقُولُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلام: إِنَّ لِي فِيكَ ضَرْبَةً لَنْ تَسْبِقَنِي بِهَا (أي: لن تفوِّتها عليَّ) فَيُدْرِكُهُ عِنْدَ بَابِ اللُّدِّ الشَّرْقِيِّ (بلدة بفلسطين) فَيَقْتُلُهُ فَيَهْزِمُ اللَّهُ الْيَهُودَ)؛ صحَّحه الألباني...نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وسنة نبيِّه، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

عباد الله، أرشد النبيُّ أمَّتَه إلى ما يَعْصِمُها من فتنة المسيح الدجَّال؛ ومن أعظم ذلك: الاستمساكُ بالكتاب والسنة؛ قال تعالى: ﴿ فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ﴾ [الزخرف: 43]، والاعتصامُ بالله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [آل عمران: 101]. والعلمُ بأسماء الله الحُسْنى وصفاته العلى التي لا يُشاركه فيها أحد؛ فيعلم أنَّ الدجَّال بَشَر يأكل، ويشرب، ويعتريه ما يعتري البشر، وأنَّ الله تعالى مُنَزَّه عن ذلك، وأنَّ الدجَّال أعور، وأنَّ الله سبحانه ليس كذلك، وأنه لا أحد يرى ربَّه حتى يموت، والدجَّال يراه الناسُ عند خروجه مؤمنُهم وكافرُهم، ومعرفة الأحاديث الواردة في صفات الدجَّال، وزمن خروجه، ومكانه، من طريق النجاة منه...

 

ومما يعصم من الدجَّال: التعوُّذ بالله تعالى من فتنته، وخاصةً في الصلاة؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ؛ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ»؛ رواه مسلم...

 

وكذلك قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ»؛ رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ»؛ رواه مسلم. قال النووي: "سببُ ذلك ما في أوَّلِها من العَجائِبِ والآيات، فمَنْ تَدَبَّرها لم يَفْتَتنْ بالدَّجَّال، وكذا في آخِرِها"...

 

ومما يعصم من الدجَّال: الفرارُ منه والابتعاد عنه؛ فقد حذَّر النبيُّ صلى الله عليه وسلم من ذلك، فقال: «مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ؛ فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهْوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ، فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يُبْعَثُ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ»؛ صحيح، رواه أبو داود.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أعظم فتنة في الأرض (فتنة الدجال) وأربعة عشر سببا للنجاة منه
  • أعظم فتنة مقبلة فتنة المسيح الأعور الدجال (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • أعظم فتنة في الأرض - الدجال - وأربعة عشر سببا للنجاة منه(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • أعظم الأعمال بأعظم الأيام(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • الشيخ سليمان بن جاسر الجاسر في محاضرة بعنوان ( أعظم الأعمال بأعظم الأيام )(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • أعظم الفتن خيانة الوطن(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أعظم أشراط الساعة فتنة وخطر(محاضرة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • يوم خروج الدجال (فانتظروا الدجال من يومه أو غده)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فتنة المسيح الدجال(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • خطبة: فتنة الدجال... العبر والوقاية (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فتنة المسيح الدجال (خطبة)(مقالة - موقع أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله الحميضي)
  • خطبة فتنة المسيح الدجال وسبل الوقاية منها(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب