• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / النصائح والمواعظ
علامة باركود

حقوق الوالدين

حقوق الوالدين
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/5/2025 ميلادي - 12/11/1446 هجري

الزيارات: 180

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق الوالدين

 

الحمد لله، حكم بالفناء على هذه الدار، وأخبر أن الآخرة هي دار القرار، وهدم بالموت مشيد الأعمار، أحمده على نعمه الغزار، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حذر من الركون إلى هذه الدار، وأمر بالاستعداد لدار القرار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الأطهار، وسلم تسليمًا كثيرًا ما تعاقب الليل والنهار.

 

وبعد:

يقوم الإسلام على الرحمة والتكافل بين أفراده ولذلك يهتم ببر الوالدين والإحسان إليهما والعناية بهما، وهو بذلك يسبق النظم المستحدثة في الغرب مثل "عيد الأم" و"رعاية الأمومة والمسنين". وقد جاء الإسلام بأوامر صريحة تلزم المؤمن ببر والديه وطاعتهما ما لم يأمرا بمعصية قال تعالى:

﴿ وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ﴾ [الأحقاف: 15].

 

وقال: ﴿ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ وقرن برهما بالأمر بعبادته في كثير من الآيات. برهان ذلك قوله تعالى:

﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾ [الإسراء: 23].

 

وقوله: ﴿ وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء: 36].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك. قال ثم من؟ قال أمك. قال ثم من؟ قال أمك. قال ثم من؟ قال أبوك» [رواه الشيخان]. وما ذكر الله الإحسان إلى الوالدين بعد توحيده إلا لأن حقهما عظيم وبرهما واجب.

 

فضل بر الوالدين:

وفي فضل بر الوالدين وكونه مقدمًا على الجهاد ومكفرًا للذنوب ورد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رغم أنفه رغم أنفه رغم أنفه » قيل من يا رسول الله؟ قال: «من أدرك والديه عند الكبر أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة» [رواه مسلم والترمذي]. وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله؟ «قال الصلاة على وقتها. قلت ثم أي؟ قال بر الوالدين. قلت ثم أي؟ قال الجهاد في سبيل الله» [متفق عليه].

 

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال أقبل رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى. فقال: «هل من والديك أحد حي»؟ قال نعم بل كلاهما. قال: فتبتغي الأجر من الله تعالى؟ قال: نعم. قال: فارجع فأحسن صحبتهما». [متفق عليه]. وهذا لفظ مسلم وفي رواية لهما جاء رجل فاستأذنه في الجهاد. فقال: «أحي والداك» قال: نعم. قال: «ففيهما فجاهد». وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رضا الرب في رضا الوالد وسخط الرب في سخط الوالد» [رواه الترمذي].

 

وفي البر منجاة من مصائب الدنيا كما ورد في حديث أصحاب الغار وكان أحدهم بارًا بوالديه يقدمهما على زوجته وأولاده. وعكس البر هو العقوق ونتيجته الحرمان من الجنة لحديث أبي محمد جبير بن مطعم - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يدخل الجنة قاطع».

 

قال سفيان في روايته يعني قاطع رحم [رواه البخاري ومسلم] والعقوق هو العق والقطع وهو من الكبائر [بل كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم] من أكبر الكبائر - وفي الحديث المتفق عليه وجدت أن العقوق يأتي مباشرة بعد الإشراك بالله.

 

والعق لغة هو المخالفة وضابطه عند العلماء أن يفعل مع والديه ما يتأذيان منه تأذيا ليس بالهين وتوسيعًا لدائرة البر اعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخالة بمنزلة الأم لما ورد عن البراء بن عازب - رضي الله عنه -عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الخالة بمنزلة الأم» [رواه الترمذي] وقال حديث صحيح.

 

وهذا في طلب إرضائها وصلتها وليس في تقسيم الميراث وفي الترمذي بإسناد صحيح حديث الرجل الذي أصاب ذنبًا عظيمًا وجاء يسأل هل له من توبة؟ وجواب النبي صلى الله عليه وسلم هل لك من أم؟ قال لا ثم قال: هل لك من خالة؟ قال نعم قال: فبرها.

 

البر بعد الموت:

وبر الوالدين لا يقتصر على فترة حياتهما بل يمتد إلى ما بعد مماتهما ويتسع ليشمل ذوي الأرحام وأصدقاء الوالدين. فقد روى أبو داود والبيهقي «جاء رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما بعد موتهما؟ قال: «نعم الصلاة عليهما والاستغفار لهما وإنفاذ عهدهما بعدهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما وإكرام صديقهما».

 

وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما - أنه كان يسير في طريق مكة راكبًا على حمار يتروح عليه إذا مل الركوب على الراحلة فمر به أعرابي فقال أنت فلان بن فلان قال بلى فأعطاه الحمار وقال اركب هذا وأعطاه عمامة كانت عليه وقال اشدد بها رأسك فقالوا لابن عمر غفر الله لك أعطيته حمارًا كنت تروح عليه وعمامة تشد بها رأسك فقال ابن عمر إن هذا كان صديقًا لعمر وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه.

 

وأنواع البر كثيرة منها:

1- أن لا يتضجر منهما ولو بكلمة أف بل يجب الخضوع لأمرهما وخفض الجناح لهما ومعاملتهما باللطف.

 

2- شكرهما الذي جاء مقرونًا بشكر الله والدعاء لهما لقوله تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾.

 

3- اختصاص الأم بمزيد البر لحاجتها وعظم شأنها وتعبها في الولادة والحل والرضاعة. والبر يكون بمعنى حسن الصحبة والعشرة وبمعنى الطاعة والصلة لقوله تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14].

 

4- الإحسان إليهما في القول والعمل والأخذ والعطاء وتفضيلهما على النفس والزوجة وتقديم أمرهما وطلبهما ومجاهدة النفس برضاهما حتى وإن كانا غير مسلمين لقوله تعالى: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ [لقمان: 15].

 

5- رعايتهما ولاسيما عند الكبر وملاطفتهما وإدخال السرور عليهما.

 

6- الإنفاق عليهما عند الحاجة قال تعالى: ﴿ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ ﴾ [البقرة: 215].

 

7- استئذانهما قبل السفر وأخذ موافقتهما إلا في حج فرض.

 

8- الدعاء لهما بعد الموت وبر صديقهما وإنفاذ وصيتهما.

 

هذا بيان منزلة البر وعظيم مرتبته أما آثاره فهي الثواب الجزيل في الآخرة والجزاء بمثله في الدنيا فإن من بر بوالديه بر به أولاده. وتفريج الكربات، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - في قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار فدخلوه فانطبقت عليهم صخرة فسدته عليهم فتوسلوا إلى الله تعالى بصالح أعمالهم أن يفرج عنهم فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلًا ولا مالًا فنأى بي طلب الشجر يومًا فلم أرح عليهما حتى ناما فحلبت غبوقهما فوجدتهما نائمين فلبثت والقدح على يدي أنتظر استيقاظهما حتى برق الفجر فاستيقظا فشربا غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من هذه الصخرة فانفجرت قليلًا وتوسل صاحباه بصالح من أعمالهما فانفجرت كلها وخرجوا يمشون.

 

وإن في بر الوالدين سعة الرزق وطول العمر وحسن الخاتمة فعن على بن أبي طالب - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من سره أن يمد له في عمره ويوسع له في رزقه ويدفع عنه ميتة السوء فليتق الله وليصل رحمه». [إسناده جيد] وبر الوالدين أعلى صلة الرحم لأنهما أقرب الناس إليك رحمًا.

 

إنه لا يليق بعاقل مؤمن أن يعلم فضل بر الوالدين وآثاره الحميدة في الدنيا والآخرة ثم يعرض عنه ولا يقوم به أو يقوم بالعقوق والقطيعة قال تعالى: ﴿ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾[ الإسراء: 23 – 24]. ففي حال بلوغ الوالدين الكبر يكون الضعف البدني والعقلي منهما وربما وصلا إلى أرذل العمر الذي هو سبب للضجر والملل منهما وفي حال كهذه نهى الله الولد يتضجر أقل تضجر من والديه وأمره أن يقول لهما قولًا كريمًا وأن يخفض لهما جناح الذل من الرحمة فيخاطبهما مخاطبة من يستصغر نفسه أمامهما ويعاملهما معاملة الخادم الذي ذل أمام سيده رحمة بهما وإحسانًا إليهما ويدعو الله لهما بالرحمة كما رحماه في صغره ووقت حاجته فربياه صغيرًا.

 

إن على المؤمن أن يقوم ببر والديه وأن لا ينسى إحسانهما إليه حين كان صغيرًا لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًا وأمه تسهر الليالي من أجل نومه وترهق بدنها من أجل راحته وأبوه يجوب الفيافي ويتعب فكره وعقله وجسمه من أجل حصوله على معاشه والإنفاق عليه ولكل منهما بر بجزاء عمله.

 

أيها الأحباب:

لا ينكر أحد فضل الولدين على أولادهما فالوالدان سبب وجود الولد ولهما عليه حق كبير فقد ربياه صغيرًا وتعبًا من أجل راحته وسهرا من أجل منامه. تحملك أمك في بطنها وتعيش على حساب غذائها وصحتها لمدة تسعة شهور غالبًا، كما أشار الله إلى ذلك في قوله: ﴿ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ ﴾.

 

ثم بعد ذلك حضانة ورضاع لمدة سنتين مع التعب والعناء والصعوبة... والأب كذلك يسعى لعيشك وقوتك من حين الصغر حتى تبلغ أن تقوم بنفسك ويسعى بتربيتك وتوجيهك وأنت لا تملك لنفسك ضرًا ولا نفعًا، ولذلك أمر الله الولد بالإحسان بوالديه إحسانًا وشكرًا.

 

إن حق الوالدين عليك أن تبرهما وذلك بالإحسان إليهما قولًا وفعلًا بالمال والبدن، وتمتثل أمرهما في غير معصية الله وفي غير ما فيه ضرر عليك، تلين لهما القول وتبسط لهما الوجه وتقوم بخدمتهما على الوجه اللائق بهما ولا تتضجر منهما عند الكبر والمرض والضعف ولا تستثقل ذلك منهما فإنك سوف تكون بمنزلتهما، سوف تكون أبًا كما كانا أبوين، وسوف تبلغ الكبر عند أولادك إن قدر لك البقاء كما بلغاه عندك وسوف تحتاج إلى بر أولادك كما احتاجا إلى برك، فإن كنت قد قمت ببرهما فأبشر بالأجر الجزيل والمجازاة بالمثل فمن بر والديه بره أولاده، ومن عق والديه عقه أولاده والجزاء من جنس العمل فكما تدين تدان. ولقد جعل الله مرتبة حق الوالدين مرتبة كبيرة عالية حيث جعل حقهما بعد حقه المتضمن لحقه وحق رسوله.

 

فقال تعالى: ﴿ وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [النساء: 36].

 

وقال تعالى: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾ [لقمان: 14]...

 

وقدم النبي صلى الله عليه وسلم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله كما في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - قال قلت يا رسول الله أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت ثم أي؟ قال: بر الوالدين. قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله. [رواه البخاري ومسلم]. وهذا يدل على أهمية حق الوالدين الذي أضاعه كثير من الناس وصاروا إلى العقوق والقطيعة فترى الواحد منهم لا يرى لأبيه ولا لأمه حقًا وربما احتقرهما وازدراهما وترفع عليهما وسيلقى مثل هذا جزاءه العاجل أو الآجل [حقوق دعت إليها الفطرة وقررتها الشريعة ص11-14].

 

أيها المسلم الكريم إذا أردت النجاح في الدنيا والآخرة فاعمل بالوصايا الآتية:

• خاطب والديك بأدب ﴿ ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا ﴾ [الإسراء: 23].


• أطع والديك دائمًا في غير معصية فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

 

• تلطف بوالديك ولا تعبس في وجوههما ولا تحدق النظر إليهما غاضبًا.

 

• حافظ على سمعة والديك وشرفهما ومالهما ولا تأخذ شيئًا بدون إذنهما.

 

• اعمل ما يسرهما ولو في غير أمرهما كالخدمة وشراء اللوازم والاجتهاد.

 

• شاورهما في أعمالك كلها واعتذر لهما إذا اضطررت للمخالفة.

 

• أجب نداءهما مسرعًا بوجه مبتسم قائلًا لبيك يا أبي لبيك يا أمي.

 

• أكرم صديقهما وأقرباءهما ولا تصادق عدوهما في حياتهما وبعد موتهما.

 

• لا تجادلهما ولا تخطئهما وحاول بأدب أن تبين لهما الصواب.

 

• لا تعاندهما ولا ترفع صوتك عليهما وأنصت لحديثهما وتأدب معهما ولا تزعج أحد اخوتك إكرامًا لوالديك.

 

• ساعد أمك في البيت ولا تتأخر عن مساعدة أبيك في عمله.

 

• لا تسافر إذا لم يأذن لك ولو لأمر هام فإن اضطررت فاعتذر لهما ولا تقطع رسائلك عنهما.

 

• لا تدخل عليهما بدون إذنهما ولاسيما وقت نومهما وراحتهما.

 

• إذا كان عندهما ضيف فقم بالخدمة وراقب نظرهما لعلهما يريدان شيئًا.

 

• لا تتناول طعامًا قبلهما وإكرمهما في الطعام والشراب واللباس.

 

• لا تكذب عليهما ولا تلمهما إذا عملا عملًا لا يعجبك.

 

• لا تفضل زوجتك وأولادك عليهما واطلب رضاهما قبل كل شيء - فرضا الله في رضا الوالدين وسخط الله في سخط الوالدين.

 

• لا تجلس في مكان أعلى منهما ولا تمش أمامهما.

 

• لا تتكبر من الانتساب إلى أبيك ولو كنت موظفًا كبيرًا واحذر أن تنكر معروفهما أو تؤذيهما ولو بكلمة واحدة.

 

• لا تبخل بالنفقة على والديك حتى يشكواك فهذا عار عليك وسترى ذلك من أولادك فكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل.

 

• أكثر من زيارة والديك وتقديم الهدايا لهما واشكرهما على تربيتك وتعبهما عليك واعتبر بأولادك وما تقاسيه معهم.

 

• أحق الناس بالإكرام أمك ثم أبوك واعلم أن الجنة تحت أقدام الأمهات.

 

• احذر عقوق الوالدين وغضبهما فتشقى في الدنيا والآخرة. وسيعاملك أولادك بمثل ما تعامل به والديك.

 

• إذا طلبت شيئًا من والديك فتلطف بهما واشكرهما أن أعطياك وأعذرهما أن منعاك ولا تكثر طلباتك لئلا تزعجهما.

 

• إذا أصبحت قادرًا على كسب الرزق فاعمل وساعد والديك فأنت ومالك لأبيك.

 

• إن لوالديك عليك حقًا ولزوجتك عليك حقًا ولأولادك عليك حقًا ولإخوتك عليك حقًا فأعط كل ذي حق حقه وحاول التوفيق بين هذه الحقوق إن اختلفت وقدم لهما الهدايا سرًا وجهرًا وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء.

 

• إذا اختصم أبواك مع زوجتك فكن حكيمًا وأفهم زوجتك أنك معها إن كان الحق لها وأنك مضطر لترضي والديك.

 

• إذا اختلفت مع والديك في الزواج والطلاق فاحتكموا إلى الشرع فهو خير عون لكم.

 

• دعاء الوالدين مستجاب فاحرص على أن يدعوا لك بالخير واحذر دعاءهما عليك بالشر.

 

• تأدب مع الناس فمن سب الناس سبوه قال صلى الله عليه وسلم «من الكبائر شتم الرجل والديه يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه» [متفق عليه].

 

• زر والديك في حياتهما وبعد موتهما وتصدق عنهما وأكثر من الدعاء لهما قائلًا: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ﴾ [نوح: 28] - ﴿ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24] [تذكير شباب الإسلام ببر الوالدين وصلة الأرحام، عبد الله بن جار الله الجار الله].

 

أسأل الله أن يؤلف بين قلوب المسلمين، ويهديهم سبل السلام، وأن يجنبهم الفتن والآثام، وأن ينصرهم على أنفسهم وأعدائهم والشيطان، وصلى الله وسلم وبارك على محمد خير الأنام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق الوالدين
  • حقوق الوالدين (2)
  • من حقوق الوالدين (خطبة)
  • حقوق الوالدين
  • حقوق الوالدين والأرحام (خطبة)
  • حقوق الوالدين في الإسلام: واجبات الأبناء والتحديات العصرية

مختارات من الشبكة

  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • التبيان في بيان حقوق القرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: من أعظم حقوق الناس حق الجوار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الإسلام وحقوق المعاقين: دراسة فقهية في كيفية حماية حقوق المعاقين في المجتمعات الإسلامية وفق الشريعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • من حقوق ومكانة أهل الأعذار عند السلف وحقوقهم علينا(محاضرة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • تكفير الحج حقوق الله تعالى وحقوق عباده(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تدين روسيا بانتهاك حقوق الإنسان في الشيشان(مقالة - المترجمات)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب