• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: عاشوراء
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    تفسير: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الدرس التاسع والعشرون فضل ذكر الله
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها ووجوب قص الشارب
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    وبشر الصابرين..
    إلهام الحازمي
  •  
    أشنع جريمة في التاريخ كله
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    تحريم الاستعاذة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    البخل سبب في قطع البركة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    قصة المنسلخ من آيات الله (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    نعمة الأولاد (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    خطبة (المسيخ الدجال)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    وقفات تربوية مع سورة العاديات
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    من أسباب الثراء الخفية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    قبسات من علوم القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ﴿ ولقد صدقكم الله وعده ﴾
    د. خالد النجار
  •  
    تفسير سورة يونس (الحلقة الحادية عشرة) مسيرة بني ...
    الشيخ عبدالكريم مطيع الحمداوي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن / عون الرحمن في تفسير القرآن
علامة باركود

تفسير قوله الله تعالى: {فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله ...}

تفسير قوله الله تعالى: {فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله ...}
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/4/2025 ميلادي - 23/10/1446 هجري

الزيارات: 517

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير قوله الله تعالى:

﴿ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ... ﴾

 

قوله الله تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ * وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [آل عمران: 53، 54].

 

قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾.

 

لما ذكر الله - عز وجل - في الآيات السابقة بشارة الملائكة لمريم بعيسى عليه السلام، وما له من المنزلة العظيمة، والقرب من الله تعالى، وما أعطاه الله - عز وجل - من الآيات الشرعية والكونية، وإرساله إلى بني إسرائيل، وتبليغهم آيات الله تعالى، وأمرهم بتقوى الله وطاعته وعبادته وحده، وأن هذا هو الصراط المستقيم - أتبَع ذلك ببيان إطباقهم على الكفر، ولجوء عيسى عليه السلام إلى اختيار الصفوة منهم إعذارًا منه إلى الله تعالى.

 

قوله: ﴿ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ﴾ الفاء: استئنافية، و«لما»: ظرف بمعنى «حين» متضمن معنى الشرط؛ أي: ﴿ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ﴾ بعد أن جاءهم بالآيات وبلغهم بالرسالة، وأمرهم بتقوى الله وطاعته وعبادته - عز وجل - وحده.

 

ومعنى ﴿ أَحَسَّ﴾؛ أي: استشعر وأدرك وسمع وعلم وتيقن.

 

﴿ مِنْهُمُ ﴾؛ أي: من بني إسرائيل الذين أُرسِل إليهم.

 

﴿ الْكُفْرَ﴾؛ أي: التصميم على الكفر والجحود والتكذيب بآيات الله، والاستمرار على الضلال؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ * وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ [يونس: 96، 97].

 

﴿ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ﴾؛ أي: قال عيسى لعموم بني إسرائيل.

 

﴿ مَنْ﴾ للاستفهام؛ أي: (من أنصاري منكم)، وأنصار: جمع «نصير»، والأنصار: «الأعوان».

 

﴿ إِلَى اللَّهِ﴾؛ أي: في دعوتي إلى الله وطريقي إلى الله تعالى.

 

والمعنى: أنه عليه السلام لما تيقَّن منهم الكفر وعدم الإيمان لجأ إلى الاختيار وانتخاب الأكْفَاء؛ تأكيدًا للبلاغ وإعذارًا إلى الله تعالى، فقال: ﴿ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ ﴾؛ أي: من أنصاري منكم في دعوتي وطريقي إلى الله؟

 

كما كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول في مواسم الحج: «ألا رجل يحملني إلى قومه؛ فإن قريشًا منعوني أن أبلغ كلام ربي»[1]، حتى قيَّض الله تعالى له الأنصار فآوَوه وآزَروه ونصَروه.

 

وفى قول عيسى عليه السلام: ﴿ إِلَى اللَّهِ ﴾ إشارة إلى أن النصرة ينبغي أن تكون خالصة لله تعالى.

 

﴿ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ ﴾: «الحواريون» جمع «حواريّ» بتشديد الياء، وهو الناصر والصفيّ، أي: قال أنصار عيسى وأصفياؤه وخاصته، قيل: «كانوا اثنى عشر رجلًا»، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم انتدب الناس يوم الأحزاب، فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير، فقال صلى الله عليه وسلم: «إن لكل نبي حواريًّا، وإن حواريَّ الزبير بن العوام»[2].

 

وقد غلب اسم الحواريين على أنصار عيسى عليه السلام.

 

﴿ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ ﴾: الجملة مكونة من مبتدأ وخبر، معرّفة الطرفين تفيد الحصر؛ أي: نحن لا غيرنا.

 

﴿ أَنْصَارُ اللَّهِ ﴾؛ أي: أنصار دينه؛ كما قال تعالى في سورة الصف: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴾ [الصف: 14].

 

﴿ آمَنَّا بِاللَّهِ ﴾؛ أي: صدَّقنا بالله، وأقررنا به، وانقدنا لشرعه.

 

﴿ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾؛ أي: كُن شهيدًا لنا على أننا مسلمون، ولم يطلبوا الشهادة على إيمانهم بالله لأنه أمر باطن، وإنما استشهدوه على الإسلام؛ لأنه أمر ظاهر، وذلك من باب التوكيد وإعلان الإسلام تقوية لعيسى عليه السلام.

 

قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾.

 

قوله: ﴿ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ ﴾؛ أي: يا ربنا صدقنا باطنًا بالذي أنزلت؛ أي: بالإنجيل الذي أنزلت على عيسى- عليه السلام- وبالتوراة التي أنزلت على موسى- عليه السلام- وبجميع الكتب التي أنزلتها على أنبيائك، وبهذا أشهدوا ربَّهم على إيمانهم الباطن بما أنزل على جميع رسله.

 

﴿ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ ﴾: معطوف على ﴿ آمَنَّا ﴾، و«أل» في ﴿ الرَّسُولَ ﴾ للعهد الذهني، أي: الرسول المعهود عندنا؛ أي: رسولنا عيسى- عليه السلام.

 

ويحتمل كون «أل» للعهد الذكري؛ لقوله تعالى فيما سبق: ﴿ ورسولًا ﴾.

 

ويحتمل كونها للجنس؛ أي: جنس الرسل؛ أي: وأقرَرنا بجميع الرسل، واتبعناهم بما جاؤوا به من الدعوة إلى الله، وبهذا أشهدوا ربهم على إيمانهم الظاهر باتباعهم الرسول وانقيادهم له، فجمعوا بين التصديق باطنًا بما أنزَل الله، وبين الاتباع ظاهرًا للرسول، وهو ثمرة الإيمان الباطني.

 

و﴿ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ الفاء: واقعة في جواب شرط مقدر، و﴿ مَعَ ﴾ للمصاحبة، أي: فاكتبنا مع الشاهدين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولكتبك ورسلك بالصدق والحق؛ كما قال تعالى عنهم في سورة المائدة: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [المائدة: 83]؛ أي: فاكتبنا مع الشاهدين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولكُتبك ورسلك بالحق والصدق؛ كما قال تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18].

 

وقيل: المراد بـ﴿ الشَّاهِدِينَ ﴾: أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم هم الذين لهم الشهادة المطلقة على جميع الرسل بالبلاغ، وعلى أُممهم بمواقفهم من رسلهم؛ كما قال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 143].

 

والمعنى على هذا: فاكتبنا مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم الذي بشرنا به عيسى - عليه السلام - كما قال تعالى عنه: ﴿ وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾ [الصف: 6].

 

قوله تعالى: ﴿ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾.

 

قوله: ﴿ وَمَكَرُوا ﴾: الضمير «الواو» يعود إلى الذين كفروا من بني إسرائيل؛ كما قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ﴾، و«المكر»: هو الكيد والتدبير الخفيّ لإلحاق الضرر بالغير خفية؛ أي: «ومكر بنو إسرائيل وبخاصة اليهود»، أي: كادوا ودبروا بخفية لإنكار رسالة عيسى عليه السلام، وتكذيب دعوته، والكفر بها، ولقتله، فوشَوا به إلى ملكهم، وتمالَؤوا على قتله، ولكن الله أنجاه منهم، فعاد وبال كيدهم عليهم؛ كما قال تعالى: ﴿ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾ [فاطر: 43]، وقال تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴾ [الأنعام: 123]، وقال تعالى: ﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ﴾ [إبراهيم: 46].

 

ولهذا قال: ﴿ وَمَكَرَ اللَّهُ ﴾، والمكر لا يُضاف ولا يُنسب إلى الله تعالى إلا على سبيل المجازاة للماكرين، كالكيد للكائدين، والاستهزاء بالمستهزئين، والسخرية بالساخرين.. ونحو ذلك، كما قال تعالى: ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [النمل: 50، 51]؛ أي: ومكر الله بهم، وكاد لهم معاقبةً لهم ومجازاة على مكرهم، فنصر عيسى عليه السلام ومن معه من الحواريين عليهم؛ كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ﴾ [الصف: 14].

 

ومكر عز وجل بهم فنجَّى عيسى عليه السلام منهم حينما تمالؤوا على قتله، ودخلوا عليه يريدون قتله وهو لم يَشعر بذلك، فألقى الله - عز وجل - شبه عيسى على رجل منهم، بل قيل على زعيمهم، أو على رجل من أصحاب عيسى عليه السلام، فظنُّوه عيسى فقتَلوه وصلبوه؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ﴾ [النساء: 157].

 

﴿ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾؛ أي: أقواهم وأشدهم وأعظمهم مكرًا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30]، وقال تعالى: ﴿ وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 42]، وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ ﴾ [يونس: 21].

 

ومن أشد مَكره - عز وجل - بهؤلاء الذين همُّوا بقتل عيسى عليه السلام أن يُلقي سبحانه على رجل منهم أو على زعيمهم شبهَ عيسى عليه السلام، فيظنوه عيسى فيقتلوه ويصلبوه، فعاملهم عز وجل بنقيض قصدهم، وقد قيل: «مَن حفَر حُفرة لأخيه وقع فيها»[3].



[1] أخرجه أحمد (3 /322،339)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

[2] أخرجه البخاري في الجهاد والسير (2847)، ومسلم في فضائل الصحابة (2415)، والترمذي في المناقب (3745)، وابن ماجه في المقدمة (122)، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه.

[3] قيل: كان هذا مكتوبًا في التوراة، روي هذا عن عمرو بن العاص، وعن كعب الأحبار، رواه عنه ابن عباس؛ انظر: «حلية الأولياء» (1 /288)، و«تفسير الثعلبي» (8 /116)، و«تفسير ابن جزي» (2 /177).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير قوله تعالى: { أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }
  • الفوائد والأحكام في سورة البقرة الآيات (151-157)
  • تفسير قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ...}
  • تفسير قوله تعالى: { كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت ... }
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}
  • تفسير قوله تعالى: { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ... }
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم... }
  • تفسير قوله تعالى: (سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة...)
  • تفسير قوله الله تعالى: { لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله... } [البقرة: 284 - 286]

مختارات من الشبكة

  • تفسير قوله تعالى: {فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار ...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • البيان في تفسير القرآن - تفسير قوله تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • البيان في تفسير القرآن - تفسير قوله تعالى (قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • البيان في تفسير القرآن - تفسير قوله تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • البيان في تفسير القرآن - تفسير قوله تعالى (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله..)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • البيان في تفسير القرآن - تفسير قوله تعالى (صراط الذين أنعمت عليهم)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • البيان في تفسير القرآن - تفسير قوله تعالى (اهدنا الصراط المستقيم)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • البيان في تفسير القرآن - تفسير قوله تعالى (وإياك نستعين)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • البيان في تفسير القرآن - تفسير قوله تعالى (الحمد لله رب العالمين)(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي
  • مشروع للطاقة الشمسية وتكييف الهواء يحولان مسجد في تيراسا إلى نموذج حديث
  • أكثر من 5000 متطوع مسلم يحيون مشروع "النظافة من الإيمان" في زينيتسا
  • في حفل مميز.. تكريم المتفوقين من طلاب المسلمين بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • ندوة دولية في سراييفو تبحث تحديات وآفاق الدراسات الإسلامية المعاصرة
  • النسخة الثانية عشرة من يوم المسجد المفتوح في توومبا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 7/1/1447هـ - الساعة: 15:12
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب