• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصيام ورمضان وما يتعلق بهما
علامة باركود

إشراقات من وحي شهر البركات (خطبة)

إشراقات من وحي شهر البركات (خطبة)
وضاح سيف الجبزي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/3/2025 ميلادي - 20/9/1446 هجري

الزيارات: 1876

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إشراقات من وحي شهر البركات

 

الحمدُ لله المنفردِ بالخلقِ والتدبير، الواحدِ في الحكم والتقدير، الملكِ الذي لا يخرج عن ملكه كبير ولا صغير، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11]، المتقدِّس في كمال وصفه عن الشَّبيه والنظير، العليم الذي لا يخفى عليه ما في الضمير، ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الملك: 14]، العالم الذي أحاط علمه بمبادئ الأمور ونهاياتها، السميع الذي لا فضل في سمعه بين جهر الأصوات وإخفائها، الرزَّاق وهو المنعم على الخليقة بإيصال أقواتها، القيُّوم وهو المتكفل بها في جميع حالاتها، الواهب وهو الذي مَنَّ على النفوس بوجود حياتها، القدير وهو المعيد لها بعد وجود وفاتها، الحسيب وهو المجازي لها يوم قدومها عليه بحسناتها وسيئاتها، فسبحانه مِن إلهٍ مَنَّ على العباد بالجود قبل الوجود، وقام لهم بأرزاقهم مع كلتا حالتيهم من إقرار وجحود، ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ﴾ [البروج: 14، 15].

 

وأشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، الذي تواضع كلُّ شيءٍ لعظمته، وذلَّ كلُّ شيء لعزَّتِه، وخضع كلُّ شيء لمُلكِه، واستسلم كلُّ شيء لقدرتِه، وسكن كلُّ شيء لهيبته، وأظهَر كلَّ شيء بِحكمَتِه، وتصاغر كلُّ شيء لكبريائه، ﴿لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ [الفرقان: 2].

 

وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله، صاحب الأصل الماجد، وخارقُ نظام العوائد، الذي انشقَّ له القمر وحنتْ إليه الجوامد.

 

اللهم صلِّ على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه الطاهرين المعاقد.

صلاة اللهِ ما هلَّ الصِّيام
وما ابتهجت بمقدمهِ الأنامُ
وتاقت أنفسُ الأبرارِ شوقًا
إلى الآياتِ ما قام القيامُ
على من جاءه في خير ليلٍ
كتابٌ فيه آياتٌ عِظامُ
وسلِّمَ ما تلا القرآنَ تالٍ
وصَحب خير مَن صلَّوا وصامُوا


وبعد:

انفثوا السحْرَ يا رجال البيانِ
وأطيلوا الحديث عن رمضانِ
العزيز الحبيب أسمحُ من هلَّ
علينا، وأكرمُ الضيفانِ
النصيحُ المُعلّم الواعظُ الها
دي رسولُ الحنان والإحسانِ
جامعُ الشمل مطفئ الغلّ مذكي
قبس الحبِّ موقظُ الإيمانِ
حدّثونا عن راحة القيد فيه
حدّثونا عن نعمة الحرمانِ
هو للناس قاهرٌ دون قهرٍ
وهو سلطانهم بلا سلطانِ
قال: جوعوا نهاركم فأطاعوا
خُشَّعًا يلهجون بالشكرانِ
قال: أفنوا الدجى بنُسْكٍ وذكرٍ
فتباروا في طاعة الرحمن
أفسحوا لي في الذاكرين مكانًا
ومكانًا في مجلس القرآنِ
هيئوا لي منارةً أحتفي بالفجْ
ر فيها، مجلجلًا بالأذانِ



أيها الصائمون، هبّت اليومَ على القلوب نفحةٌ من نفحاتِ نسيمِ القُرْب، سعى سُمّارُ المواعظِ للمهجورين في الصلح، وصلت البشارةُ للمنقطعين بالوصل، وللمذنبين بالعفو، وللمستوجبين النارَ بالعتق، لمَّا سُلسِل الشيطانُ في شهر رمضان، خمَدتْ نيرانُ الشهوات بالصيام، انعزل سلطانُ الهوى، وصارت الدولة الحاكم العقل بالعدل، فلم يَبق للعاصي عُذر.

 

فيا غيوم الغفلة عن القلوب تقشَّعي، يا شموس التقوى والإيمان اطلعي، يا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي، يا قلوب الهائمين انكسري لربك واخشعي، يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي، يا عيون المجتهدين لا تهجعي، يا ذنوب التائبين لا ترجعي، يا أرض الهوى ابلعي ماءك، ويا سماء النفوس أقلعي، يا بروق الرضا للمخبتين المعي، يا خواطر العارفين ارتعي، يا همم المحبِّين بغير الله لا تقنعي.

 

قد مُدتْ في هذه الأيام موائدُ الغفران للصوَّام، فما منكم إلا وقد دعي: ﴿يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ﴾ [الأحقاف: 31]، فطوبى لمن أجاب فأصاب، وويل لمن صُدَّ عن الباب وما دُعي[1].

ليت شعري إن جئتُهم يقبلوني
أم تُراهم عن بابهم يصرفوني
أم تُراني إذا وقفت لديهم
يأذنوا بالدخول أم يطردوني؟


أيها المسلمون، أتاكم شهرُ المرابح بظلاله ونواله، وجماله وجلاله، زائرٌ زاهر، وشهر عاطر، فضله ظاهر، بالخيرات زاخر، أبدع من أن يُحدَّ بحُسنٍ ذاتُه، وأرفع من أن تُعدَّ نفحاتُه، وأروع من أن تماثل صفاته، وأكرم من أن تطوى صفحاتُه، وأغزر من أن تدرك هباتُه، وأعظم من أن تحصى خيراته، وأوسع من أن تستقصى ثمراته، نشر فينا عُرفَ الكبا، وريح الصَّبا، فلا ترى إلا عابدًا يركع، وقارئًا يرتّل ويخشع، يرقُّ قلبه ويدمع، بآيات تجلو الصدى، وتذهب الظما، وتزيل العشى، فاحمدوا الله أن بلَّغكم، واشكروه على أن أخَّركم إليه ومكَّنكم، فكم من طامع بلوغَ هذا الشهر فما بلغه، كم مؤمِّل إدراكَه فما أدركه، فاجأه الموت فأهلكه![2]

كم كنت تعرفُ ممن صام في سَلَفٍ
من بين أهل وجيران وإخوانِ؟!
أفناهمُ الموتُ واستبقاك بعدهمُ
حَيًّا فما أقربَ القاصي من الدَّاني!

 

أيها الصائمون، إن هلال رمضان طلعةُ الوليد، وبشير الخير، ومشرق أنوار القرآن، وشذا نفحات الجنان، وواحة الاسترواح في صحراء الضعف والتقصير، وراحُ الأرواح بالصلاة والصيام والقيام والقرآن والذكر الحكيم.

 

من أجل هذا تربَّى المسلم أن يقول إذا رأى الهلال: «هلالُ خَيرٍ ورُشدٍ، هلالُ خَيرٍ ورُشدٍ، هلالُ خَيرٍ ورُشدٍ، آمنتُ بالذي خلقَكَ»، ثلاثَ مراتٍ، ثم يقولُ: «الحمدُ للهِ الذي ذهبَ بشهرِ كذا، وجاءَ بشهرِ كذا»[3]، «اللَّهُ أكْبَرُ، اللَّهُمَّ أهِلَّهُ عَلَيْنا بالأمْنِ والإيْمانِ، والسَّلامَةِ والإسلامِ، والتَّوْفِيقِ لِما تُحِبُّ وتَرْضى، رَبُّنا ورَبُّكَ اللَّهُ»[4].

 

وما أدراك ما رمضان!

يسيرُ ممتطيًا أضواءَ كوكبهِ
ويُلبِسُ الشغفَ المشتاقَ إكليلا
يسيرُ ممتطيًا أضواءَ كوكبهِ
ويُلبِسُ الشغفَ المشتاقَ إكليلا
وافٍ بميعادِه الأسنى، وغيمتُه
تنصبُ في يبس الأفواه ترتيلا
سيماه عدنية الألحان رتَّلها
هلالُه، وأماج الرُّوحَ تهليلا
كأنني حين أتلو الوحي منفردًا
أجالسُ المصطفى الهادي وجبريلا
في ليلة القدر والأنوارُ تغمرنا
أعانق المجد في ساعاته الأولى
ماذا وراء ابتسام الشمس غير ضحى
يزف عن ملأ الضوء التفاصيلا
لو استطعتُ -وفانوس المنى هرِمٌ-
علَّقت برق لياليه قناديلا


رمضان ذلك المقبل من آفاق الغيب، حاملًا هدايا العتق، وبشارات الرحمة! فارتقبه طفلًا ناضر القلب، يحمل في صدره قنديل التوبة، وربيع الوحي، وعافية السلامة من أغلال الحقد وضغائنه، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183].

 

أيها الإخوة الصائمون، كان الصالحون يعدُّون إدراك رمضان من أكبر النعم، فلو تأملت حالهم لوجدتهم بين باكٍ غلب بعبرته، وقائم غص بزفرته، وساجد يتباكى بدعوته.

فالنفسُ تدأبُ في قولٍ وفي عملٍ
صومُ النهار وبالليلِ التراويحُ

 

قال المعلى بن الفضل: كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان.

 

وقال يحيى بن أبي كثير: كان من دعائهم: اللهم سلِّمني إلى رمضان، وسلِّم لي رمضان، وتسلمه مني متقبلًا[5].

 

ذاك أن رمضان تاجٌ على مفرق الدهور، وقبَّة في فَلَكِ الشهور، وإكليلٌ على ممر الأعوام، وغُرةٌ في جبين الزمن، وذروةُ سَنام القرب، وهلالُ ملكوتِ الحُبِّ.


إنهُ كعبةُ الشهور، وحرمُ الأعوام، من دخله كان آمنًا، ومن صامه بصدق نجا من الرِّقِّ، واستوجب العتق.

فديتُكَ زائِرًا في كُلِّ عامٍ
تُحيَّا بالتَّحيةِ والسَّلامِ
وتُقبِلُ كالغمام يَفِيضُ حِينًا
ويبقى بعده أثرُ الغمامِ
وكم في النّاس مِن كَلِفٍ مَشُوقٍ
إليك، وكم شجيٍّ مُستَهامِ!
ولم أرَ قبلَ حُبِّك مِن حبيبٍ
كفى العشَّاقَ لوعاتِ الغرامِ
فلو تدري العوالمُ ما درينا
لحنَّتْ للصلاة وللصِّيامِ
بني الإسلام هذا خيرُ ضيفٍ
إذا غَشِيَ الكريمُ ذرَا الكرامِ
يلمُّكمو على خير السّجايا
ويجمعكم على الهممِ العظامِ
فشدُّوا فيه أيديكم بعزمٍ
كما شدّ الكميُّ على الحسامِ
وقوموا في لياليه الغوالي
فما عاجتَ عليكم للمقامِ


أيها الأحبة الأكارم، لو كان رمضان بشرًا لكان نعم البشر؛ يصاحب الملائكة، ويصفد الشياطين، ويحيي المساجد، ويثوّر القرآن، يوصلنا إلى الله بروحانيته، ويقربنا من الناس بإحسانه، يومُه خيرٌ من أمْسِه، وغدُه خيرٌ من يومه، ما من بدايات خير من بداياته، ولا خاتمةٍ أحسن من خواتيمه، لا يُعرف إلا بالجميل، ولا يُذكر إلا بالخير.

واحة أنت في صحاري الوجودِ
ونسيمٌ يرف بين الورودِ
في زمان الجفاف أنت ربيع
وشعاع في حالكات العهودِ
يا حبيب القلوب أنت قريب
ما طواك الزمان خلف الحدودِ
أيها الشهر أنت سفر المعالي
أنت شمس الزمان بين العقودِ
بشّر التائبين بشرى أمان
بانعتاق من خزي نار الخلودِ


إن شهر رمضان بين الشُّهور-يا أيها الصائمون- كيُوسف بين إخوته؛ فكما أن يُوسف أحبُّ الأولاد إلى يعقوب، كذلك رمضان أحبُّ الشُّهور إلى علَّام الغيوب.

رمضانُ من بين الشهُورِ جَمالُهُ
كَجمالِ يوسفَ في بَنِي يعْقُوبَا
من لم يشاهدْ ذا الجمالِ بحسِّهِ
سيكونُ في جُبِّ الهوى محجُوبا


وما أدراك ما رمضان! إنه عبيرٌ يُبهِج النفوس التي أزكمتها ذنوب الخلوات، والتفريط في جنب الله في الجلوات.. يقدم رمضان فيملأ القلوب تقوى، ويصبِّر الأجساد لتقوى، وينسخ روائح القسوة والدَّعة والأثرة والجفاف.. إنه ربيعُ الفضلِ لِرُوَّاده، والمغنمُ الباردُ لِوُرّادِه.

رمضان يا أملَ النُّفُو
سِ الظامئاتِ إلى السلامْ
يا شهرُ بل يا نهرُ ينهَلُ
من عذوبتهِ الأنامْ
طافتْ بك الأرواحُ سا
بحةً كأسراب الحمامْ
بِيضٌ يجلّلها التُّقى
نورًا ويصقلها القيامْ
رمضان نجوى مخلصٍ
للمسلمين وللسلامْ
أن يلهم الله الهداة
الرُّشد في كل اعتزامْ


شهرُ رمضان -يا أيها الصائمون- عند الأيقاظ المُتَذكِّرين شهرُ التجليات الرحمانية على القلوب المؤمنة، ينضحها بالرحمة، ويفيض عليها بالرَّوح، ويأخذها بالمواعظ، فإذا هي كأعواد الربيع جِدَّةً ونُضرةً، وطراوةً وخُضرةً.

 

ولحكمةٍ ما كان شهرًا قمريًّا لا شمسيًّا، ليكون ربيعًا للنفوس، متنقلًا على الفصول، فيروِّض النفوس على الشدة في الاعتدال، وعلى الاعتدال في الشدة[6].

وإن أتى رمضانُ واصطُفيتَ له
فاخلَع ثيابَ الهوى وقُم على قدمِ
وصُنه عن كل ما يُردِيك من حُرُمٍ
ولتعكِسِ النفسَ عكسَ الخيلِ باللُّجُمِ


روى أحمد[7] من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: لَمّا حَضَرَ رَمَضانُ، قالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ جاءَكُمْ رَمَضانُ، شَهْرٌ مُبارَكٌ، افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أبْوابُ الجَنَّةِ، وتُغْلَقُ فِيهِ أبْوابُ الجَحِيمِ، وتُغَلُّ فِيهِ الشَّياطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِن ألْفِ شَهْرٍ، مَن حُرِمَ خَيْرَها، فَقَدْ حُرِمَ».

 

وعند الطبراني[8] من حديث عَنْ عُبادَةَ بْنِ الصّامِتِ -رضي الله عنه- أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ يَوْمًا وحَضَرَ رَمَضانُ: «أتاكُمْ رَمَضانُ شَهْرُ بَرَكَةٍ، فِيهِ خَيْرٌ يُغَشِّيكُمُ اللَّهُ فِيهِ، فَتَنْزِلُ الرَّحْمَة، وتُحَطُّ الخَطايا، ويُسْتَجابُ فِيهِ الدُّعاءُ، فَيَنْظُرُ اللَّهُ إلى تَنافُسِكُمْ، ويُباهِي بِكُمْ مَلائِكَتَهُ، فَأرُوا اللَّهَ مِن أنْفُسِكُمْ خَيْرًا، فَإنَّ الشَّقِيَّ مِن حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ».

 

وفي البخاري: «إذا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضانَ فُتِّحَتْ أبْوابُ السَّماءِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّياطِينُ»[9].

 

وفيه أيضًا: «إذا دَخَلَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّياطِينُ»[10].

 

وفي صحيح مسلم: «إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ»[11].

 

وفيه أيضًا: «إذا كانَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الرَّحْمَةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ جَهَنَّمَ، وسُلْسِلَتِ الشَّياطِينُ»[12].

 

وفي سنن الترمذي[13]، وغيره[14]: «إذا كانَ أوَّلُ لَيْلَةٍ مِن شَهْرِ رَمَضانَ صُفِّدَتِ الشَّياطِينُ، ومَرَدَةُ الجِنِّ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنها بابٌ، ويُنادِي مُنادٍ: يا باغِيَ الخَيْرِ أقْبِلْ، ويا باغِيَ الشَّرِّ أقْصِرْ، ولِلَّهِ عُتَقاءُ مِنَ النّارِ، وذَلكَ كُلَّ لَيْلَةٍ».

 

قال ابن العربي-رحمه الله-: وإنما تُفتَّحُ أبوابُ الجنة؛ ليعظُمَ الرجاءُ، ويكثُرَ العملُ، وتتعلَّق به الهِمم، ويتشوَّقَ إليها الصابر، وتُغلَّقُ أبوابُ النار؛ لتُخزَى الشياطين، وتقِلَّ المعاصِي[15].

شهرُ الصّيام به جهنّمُ مُقفلهْ
وبه الشياطينُ العُتاةُ مُسلسلهْ
أما الجِنانُ فإنها مفتوحةٌ
أبوابُها تدعو القلوبَ المُقبِلهْ
والليلُ للعُبَّاد غيثُ نفوسِهم
تُتلى به آيُ الكتابِ مُرتَّلهْ
وبه رسولُ الله أسمحُ بالنّدى
مِن جُود أنفاسِ الرِّياحِ المُرسلهْ
صلُّوا عليه ووقِّروه فإنه
خيرُ امرئٍ ربُّ البريَّة أرسلهْ
صلى عليك الله ما صام امرؤٌ
يبغي رضا مَن قال: إنّ الصوم لهْ

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الحديد: 21].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه، فيا فوز المستغفرين، ويا نجاة التائبين!

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على بلوغ رمضان حمدًا يوافي نعمه وعطاياه، ونشكره على ما أفاض من الخير وأسداه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا معبود بحق سواه، ونشهد أنَّ نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، ونبيُّه وصفيُّه ونجيُّه، ووليُّه ورضيُّه ومجتباه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، صلاةً دائمةً ما دام انفلاقُ الصبح وإشراقُ ضياه، وبعد:

عن قريبٍ يُطلُّ أكرم زائرٍ
حاملًا للعباد أغلى البشائرْ
كم هفونا لوصله يا إلهي
فأنلنا كنوزه والذخائرْ
فاستعدوا بكل روحٍ طموحٍ
ويقينٍ وكلِّ جهدٍ مثابرْ


عباد الله، إنَّ شهرَ رمضان ضيفٌ كريمُ الهبات والفضائل، عظيمُ الأعطيات والنَّوَائل، جليل الفوائد، غزير العوائد، لا منتهى لمداه، ولا إقلاع لنداه.

هو الشهرُ الذي لله فيه
جوائزُه وذلك كلَّ ليلةْ
فمن ظفِرتْ أمانيه فطوبى
ومَن خسِر الذي يرجوه ويلهْ!

 

أيها الصائمون الكرام، رمضان نفحاتٌ إلهيةٌ تَهُبُّ على العالم الأرضي في كل عام قمريٍّ مرةً، وصفحةٌ سماويةٌ تتجلى على أهل الأرض فتجلو لهم من صفات الله عطفَه وبرَّه، ومن لطائف الإسلام حِكمتَه وسرَّه؛ فلينظرِ المسلمون أين حظُّهم من تلك النفحة، وأين مكانُهم من تلك الصفحة؟

 

ورمضانُ مستشفى زمانيّ، يجد فيه كل مريض دواءَ دائه، حيث يستشفي فيه مرضى البخلِ بالإحسان، ومرضى البِطْنةِ بالجوع والعطش، ومرضى الخصاصةِ والجوع بالكفاية والشِّبَع[16].

رمضان يا خيرَ الشهورِ تحيةً
تضفي عليك من الجلال جلالا
خذها يفوح عبيرُها من مؤمنٍ
يبغي لك التعظيمَ والإجلالا

 

أيها الصائمون القانتون، يقول صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى فَرَضَ صِيامَ رَمَضانَ عَلَيْكُمْ، وسَنَنْتُ لَكُمْ قِيامَهُ، فَمَن صامَهُ وقامَهُ إيمانًا واحْتِسابًا خَرَجَ مِن ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ»[17].

 

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة: «مَن صامَ رَمَضانَ وقامَهُ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ»[18].

 

وروى كعب الأحبار أن الله قال لموسى بن عمران: «فَإنِّي آلَيْتُ عَلى نَفْسِي ألَّا أرُدَّ دَعْوَةَ صائِمِي شَهْرَ رَمَضانَ، يا مُوسى، إنِّي أُلْهِمُ فِي شَهْرِ رَمَضانَ السَّمَواتِ، والأرْضَ، والجِبالَ، والشَّجَرَ، والدَّوابَّ، أنْ يَسْتَغْفِرُوا لِصائِمِي رَمَضان»[19].

 

فمتى يُغفَرُ لمن لا يُغفَرُ لهُ في هذا الشَّهرِ؟

متى يُقبَلُ مَن رُدَّ في ليلةِ القدرِ؟

متى يصلُح مَن لا يصلح في رمضانِ؟

متى يصحُّ من كانَ بهِ فيهِ من داءِ الجهالةِ والغفلةِ مرضان؟

كلُّ ما لا يُثمِرُ مِنَ الأشجارِ في أوانِ الثّمارِ، فإنَّه يُقطَعُ ثم يُوقَدُ في النَّارِ.

من فرَّط في الزَّرعِ في وقتِ البدارِ لم يحصُد يومَ الحصادِ غيرَ النَّدمِ والخسارِ[20].

 

فيا عبد الله:

أُعطيت ملكًا فسُس ما أنت مالكُهُ
من لم يسُس ملكَه فالملك قاتلُهُ
وبادر العمر فالساعات تنهبهُ
وما انقضى بعضه لم يبقَ كاملُه
وليس ينفع بعد الموت عضُّ يدٍ
من نادمٍ ولَوَ انْبَتَتْ أناملُهُ

 

أيها الصائمون المخبتون، ألا وإنَّ أفضل ما يُستقبلُ به هذا الشهر الكريم: توبةٌ صادقة، وهمة فارقة، وعزيمة خارقة، ووثبة بارقة، وقلبٌ متعبِّد، ونشاطٌ متجدِّد، وشوق متأكِّد، وعزم متأبِّد، ونفسٌ توَّاقة، وهمة عملاقة، وخطة براقة، وروح سبَّاقة.

 

فاحرص -يا أيها الصائم المنيب- على ترتيب أولوياتك، وعدّ لحظاتك، وحفظ ساعاتك، وسل الله العافية والقبول، واغتنم ساعات دهرك قبل الأفول.

 

وكن -يا عبد الله- لرمضان مستودَعًا لا مودِّعًا، يغدو شهرك دهرًا، ولياليك قدرًا؛ فإنه شهر جعل الله فيه من الأعمال جليلَها، ومن الأجور عظيمها.

 

وإنه لشهرُ التَّوقي من الأكدار، والتَّنقي من الأقذار.

رمضانُ مدرسةُ الحياة
ودربُها الهادي إلى الرَّب
رمضان معراجُ النُّفوس
الصالحات لكل مطلب
والصومُ أحلى الأعطيات
لذا إلى الرحمن يُنسب
والصوم أربحُ ما ينال
وإنه ذخرٌ ومكسب
والصومُ أطهر ما ينقي
القلبَ من درنٍ وأعذب
والصومُ ليس فقط بمنع
النّفس من أكلٍ ومشرب
من لم يهذبه الصيام
من الصعوبة أن يهذب
من لم يعلمه الصيام
فإنه للجهل أقرب
من لم تصم منه الجوارح
لم ينلْ أجرًا ومكسب
الله حبَّبَه لنا
فنعم ما الرحمنُ حبّب
والله قال الصوم لي
وجزاؤه للعبد يُكتب

 

اللهم هب لنا رحمةً من عندك تغفر بها ذنوبنا، وتستر بها عيوبنا، وتفرِّج بها كروبنا، وتهدي بها قلوبنا، وتجمع بها شملنا، وتلمُّ بها شعثنا، وتصلح بها غائبنا، وترفع بها شاهدنا، وتزكي بها عملنا، وتلهمنا بها رشدنا، وترد بها ألفتنا، وتعصمنا بها من كل سوء.



[1] لطائف المعارف (1/ 163).

[2] ينظر: التبصرة (2/ 77).

[3] سنن أبي داود (5092)، عمل اليوم والليلة، لابن السني (647)، مصنف عبدالرزاق (7353)، جامع معمر بن راشد (20338)، الدعوات الكبار، البيهقي (517).

[4] سنن أبي داود (5092)، سنن الدارمي (1694)، مسند البزار (947)، صحيح ابن حبان (888)، المعجم الكبير (13330)، المستدرك (7767).

[5] ينظر: لطائف المعارف (1/ 148).

[6] ينظر: آثار الإمام البشير الإبراهيمي (4/ 196).

[7] مسند أحمد (7148)، سنن النسائي (2106)، المنتخب من مسند عبد بن حميد (1429)، شعب الإيمان (3328).

[8] مسند الشاميين للطبراني (2238).

[9] صحيح البخاري (1899).

[10] صحيح البخاري (3277).

[11] صحيح مسلم (1079).

[12] السابق.

[13] سنن الترمذي (682).

[14] سنن ابن ماجه (1642)، صحيح ابن حبان (3435)، المستدرك (1532)، شعب الإيمان (3327).

[15] المسالِك في شرح موطَّأ مالك (4/ 246).

[16] ينظر: آثار الإمام البشير الإبراهيمي (3/ 477).

[17] أخرجه النسائي (2210)، وابن ماجه (1328)، وابن خزيمة (2201).

[18] رواه البخاري (2014)، ومسلم (760).

[19] حلية الأولياء (6/ 16)، شعب الإيمان، للبيهقي (3445)، فضائل شهر رمضان، للمقدسي (1/ 68).

[20] لطائف المعارف (1/ 211).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رمضان شهر البركات
  • متعرضون للنفحات في شهر البركات
  • نفحات مباركات في شهر البركات
  • وداعا يا رمضان يا شهر البركات
  • في شهر البركات كن من المسابقين إلى الخيرات
  • استعدادات المخلوقات لاستقبال شهر البركات (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • من وحي السيرة: إشراقة النور(مقالة - ملفات خاصة)
  • الوحي وحي (قصيدة)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • إشراقات سورة البقرة (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إشراقات نبوية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إشراقات من قول الله سبحانه (أو إطعام في يوم ذي مسغبة)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • إشراقات قرآنية - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إشراقات قرآنية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إشراقات من قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • إشراقات من قول الله تعالى: (وإني لغفار لمن تاب)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • إشراقات من سورة العصر(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب