• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    المحافظة على صحة السمع في السنة النبوية (PDF)
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اختيارات ابن أبي العز الحنفي وترجيحاته الفقهية في ...
    عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد التويجري
  •  
    القيم الأخلاقية في الإسلام: أسس بناء مجتمعات ...
    محمد أبو عطية
  •  
    فوائد من حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    لم تعد البلاغة زينة لفظية "التلبية وبلاغة التواصل ...
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    البشارة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    حديث: لا نذر لابن آدم فيما لا يملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    خطبة: شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    تفسير سورة الكافرون
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (4)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    من مائدة الفقه: السواك
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أهمية عمل القلب
    إبراهيم الدميجي
  •  
    أسوة حسنة (خطبة)
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا والآخرة
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

لماذا لا نحتفل بالكريسماس؟

لماذا لا نحتفل بالكريسماس؟
نجلاء جبروني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/1/2025 ميلادي - 16/7/1446 هجري

الزيارات: 633

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لماذا لا نحتفل بالكريسماس؟

 

ما المقصود بالكريسماس؟

هو عيد الميلاد عند النصارى، ويكون في الخامس والعشرين من ديسمبر لدى نصارى الغرب، بينما يحتفل به نصارى الشرق في السابع من يناير؛ حيث تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 7 يناير من كل عام بعيد ميلاد المسيح، ويُسمُّونه (عيد الميلاد المجيد)، وهو أحد الأعياد الدينية الكبرى في الكنيسة.

 

والبعض قد يتساءل: لماذا لا نحتفل بالكريسماس؟

أليس عيسى عليه السلام نبيًّا من الأنبياء؟

أليس المسلمون يؤمنون بجميع الأنبياء والرسل؟

أليس احتفال المسلمين بميلاد المسيح تعبيرًا عن الفرح بمولده؟

 

أليس مشاركة غير المسلمين في الاحتفال بأعيادهم نوعًا من المشاركة المجتمعية، وتعظيمًا من القدر المشترك بين أهل الأديان السماوية، وتقوية للروابط الإنسانية؟

 

أليس هذا الاحتفال نوعًا من البر والإحسان الذي أمرنا الله به في التعامل مع غير المسلمين؟

 

وقبل أن نجيب عن هذه التساؤلات، علينا أن نبدأ بهذه المقدمة البسيطة التي توضح لنا حقيقة الإسلام:

خلق الله الكون وأبدعه، وخلق الإنسان وكرمه، ونفخ فيه من روحه، وسخر له كل شيء؛ ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20].

 

خلقنا في أحسن صورة، وسخَّر لنا كل شيء لنعبده وحده لا شريك له: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

 

أخذ علينا جميعًا العهد ونحن في أصلاب آبائنا؛ أن نعبده وحده ولا نشرك به شيئًا: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا ﴾ [الأعراف: 172]؛ حيث استخرج سبحانه ذرية آدم من ظهره، وقررهم بتوحيده سبحانه ووجوب عبادته وحده؛ فأقروا.

 

والعبادة هي التذلل والخضوع، هي طاعة الله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه، وتلك هي حقيقة الإسلام؛ لأن معنى الإسلام: الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.

 

الاستسلام المتضمن غايةَ الانقياد والخضوع لله تعالى.

 

ولذلك أرسل الله تعالى الرسل ليذكِّروا الناس بالميثاق الأول، ويهدوهم إلى الطريق المستقيم: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36].

 

جميع الرسل افتتحوا دعوتهم بهذه الكلمة: ﴿ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 59]، وهذا هو معنى كلمة التوحيد؛ لا إله إلا الله.

 

كل الرسل عليهم الصلاة والسلام من نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم، دعَوا إلى عبادة الله وحده: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25].

 

كل الرسل عقيدتهم واحدة، دينهم واحد، الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقَدَرُ خيره وشره، إفراد الله تعالى بالعبادة وطاعته في الأمر والنهي، وإن اختلفت الشرائع والأحكام، الدين واحد والشرائع مختلفة؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19]، وقال سبحانه: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾ [المائدة: 48].

 

جميع الرسل دينهم الإسلام:

فنوحٌ يقول لقومه: ﴿ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 72]، والإسلام هو الدين الذي أمر الله به أبا الأنبياء إبراهيمَ: ﴿ إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [البقرة: 131]، ويوصي كلٌّ من إبراهيم ويعقوب أبناءه قائلًا: ﴿ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 132]، وأبناء يعقوب يجيبون أباهم: ﴿ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 133]، وموسى يقول لقومه: ﴿ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 84]، والحواريُّون يقولون لعيسى: ﴿ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 52].

 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لِعَلَّات؛ أمهاتهم شتى ودينهم واحد))[1].

 

يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: "معنى الحديث أن أصل دينهم واحد وهو التوحيد، وإن اختلفت فروع الشرائع"؛ [انتهى من فتح الباري (6/489)].

 

جميع الرسل أرسلهم الله بالإسلام:

ما من رسول إلا وهو يدعو إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة وحده لا شريك له، وإن اختلفت الشرائع بين الرسل، كل رسول معه شريعة تناسب قومه، ثم بعث الله تعالى محمدًا صلى الله عليه وسلم مكمِّلًا ومتمِّمًا لرسالات مَن قبله مِن الرسل؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ﴾ [آل عمران: 144]، فجاء صلى الله عليه وسلم بأتم الإسلام وأكمله؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن مَثَلِي ومثل الأنبياء من قبلي، كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله، إلا موضعَ لبِنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجَبون له، ويقولون: هلَّا وُضعت هذه اللبنة، قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين))[2].

 

"هذا هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، صلوات الله عليهم أجمعين، بعثه الله سبحانه ليتمَّ به البناء الإيماني، والهَدي الرباني؛ فبه اكتمل للإنسانية النور الذي يضيء لها طريق السعادة، واكتملت مكارم الأخلاق ودعائم الحق والعدل، وخُتمت به النبوة، فكان صلى الله عليه وسلم هو اللَّبنة التي بها اكتمل البناء؛ لأن به صلى الله عليه وسلم كمالَ الشرائع السابقة، وليس معنى هذا أن الأديان السابقة كانت ناقصةً، وإنما المراد أنه وإن كانت كل شريعة كاملةً بالنسبة إلى عصرها، فإن الشريعة المحمدية هي الشريعة الأكمل والأتم، وكونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين؛ أي: لا نبي بعده"[3].

 

هذا هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بعثه الله تعالى بعقيدة التوحيد وبشريعة كاملة، صالحة لكل الأمم، صالحة لكل زمان ومكان، ناسخة للشرائع السابقة، باقية إلى يوم القيامة؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((أُعطِيت خمسًا لم يُعطهن أحد من الأنبياء قبلي؛ نُصرت بالرعب مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فلْيُصلِّ، وأُحلت لي الغنائم، ولم تُحل لأحد قبلي، وأُعطيت الشفاعة، وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصةً، وبُعثت إلى الناس عامةً))[4].

 

شرائع الرسل السابقين نُسخت بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم فلا يصح لأحد بعد بعثة محمد أن يعمل بشرائع الرسل السابقين؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، لا يهودي، ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسلت به، إلا كان من أصحاب النار))[5].

 

فالمؤمنون من أتباع الأنبياء والرسل السابقين كلهم كانوا مسلمين، بالمعنى العام، يدخلون الجنة بإسلامهم، فإذا أدرك أحدهم مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، لم يُقبَل منه إلا اتباعه صلى الله عليه وسلم.

 

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"فمن كان متبعًا لشرع التوراة أو الإنجيل الذي لم يبدَّل ولم يُنسخ فهو على دين الإسلام، كالذين كانوا على شريعة التوراة بلا تبديل قبل مبعث المسيح عليه السلام، والذين كانوا على شريعة الإنجيل بلا تبديل قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم"[6]؛ [انتهى كلامه].

 

فالإسلام هو دين الأنبياء والرسل جميعًا؛ من آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم، دين واحد في العقائد وأصول الأحكام، أما تفاصيل بعض الأحكام ففيها اختلاف بين الشرائع، وشريعة محمد صلى الله عليه وسلم مُلزمة وناسخة للشرائع التي قبلها، لا يسع أحدًا إلا أن يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، فمن لم يؤمن برسالته صلى الله عليه وسلم ويتبع شريعته، فهو كافر وإن كان من أهل الكتاب؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ﴾ [البينة: 6].

 

وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].

 

الدين الحقُّ واحد هو دين الإسلام، وجميع الأديان الأخرى باطلة، الشريعة الوحيدة التي يجب اتباعها بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم هي شريعة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنها ناسخة للشرائع التي قبلها؛ قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].

 

هذا هو ديننا؛ دين الإسلام، الدين الحق الذي ندين لله تعالى به، الدين الذي رضِيَه الله لعباده؛ توحيد الله واتباع شرعه وطاعته في الأمر والنهي: ﴿ إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 51]، ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].

 

هذه هي حقيقة الإسلام؛ أن تُسلِمَ قلبك لله وحده، وأن تطيع أمره عز وجل، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فلا تفعل شيئًا إلا بدليل، ولا تسير في حياتك إلا بنور الوحي؛ القرآنِ والسنة، وأن تتبع المنهج الحق، في أفكارك وتصوراتك، وآرائك وأقوالك، وأعمالك وسلوكك، وعلاقاتك وحركاتك وسكناتك، وعباداتك وأخلاقك ومعاملاتك، وأن تجعل نصوص القرآن والسنة هي الميزانَ الذي تزِن به كل ما حولك من الأشخاص والأحداث، والمواقف والآراء والأفكار، وأن تخضع لله تعالى ولأمره ولدينه ولكتابه، ولا تُقدِّم عليهما أحدًا؛ تلك هي حقيقة الإسلام، وروح الإيمان، ومعنى العبودية؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: 1].

 

علينا أن نعمل بالإسلام في جميع أمورنا، لا نخالف دين الله، ولا نخالف القرآن والسنة مهما كان الأمر، لا نجعل العادات أو التقاليد أو الآراء تتقدم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

 

وهذا هو سرُّ صلاح المجتمع المسلم وعلو الأمة على أعدائها، وسر قوتها وانتصارها؛ التمسكُ بالوحى؛ لأن الوحي هو المصدر الوحيد للهداية والرشاد والصلاح، والنصر والتمكين؛ قال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [المنافقون: 8]، وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قصة خروجه إلى الشام، عندما فتح بيت المقدس؛ قال رضي الله: "إنا كنا أذلَّ قومٍ، فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به، أذلنا الله"[7].

 

ما حكم الاحتفال بالكريسماس في شريعة الإسلام؟

هل يجوز لنا أن نحتفل كمسلمين بأعياد اليهود أو النصارى أو غيرهم؟

وهل يجوز لنا الاحتفال بعيد ميلاد المسيح، أو ميلاد غيره من الأنبياء في شريعة الإسلام؟

وهل هذا يُعَدُّ من المعاملة الحسنة التي أمرنا بها الإسلام مع غير المسلمين؟

 

أولًا: قولهم: إن هذا العيد هو عيد ميلاد المسيح عليه السلام هو من الكذب والتلبيس.

فمن المعروف أن هذا العيد المعروف بالكريسماس هو من الأعياد الوثنية الرومانية، وأنه تم إدماجه في المسيحية بعد دخول كثير من الشعب الروماني في المسيحية، ومن السنن السيئة التي اعتادها رجال الكنيسة هي إدماج المظاهر الوثنية للأمم المنتقلة من الوثنية إلى المسيحية؛ بحُجَّة ترغيبهم في الدين الجديد، على عكس سُنة النبي صلى الله عليه وسلم في محو الجاهلية وآثارها؛ حيث وقف صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قائلًا: ((ألَا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع))[8].

 

لكن الكنيسة اعتادت خلط الجاهلية بالمسيحية، وصبغ المظاهر الوثنية بصبغة مسيحية، ومن ذلك ما يسمى بالكريسماس، فهو عيد روماني وثني، يحتفل فيه الرومان الوثنيون بعيد (الشمس الذي لا تُقهر)، ومع عدم تمكُّن رجال الكنيسة من تحديد موعدٍ دقيق لميلاد المسيح، جعلوا عيد (إله الشمس) عند الرومان هو موعد لذكرى ميلاد المسيح، الذي يرمز عندهم للشمس، لكون المسيح عندهم هو (شمس العهد الجديد) و(نور العالم).

 

فالنصارى قد ابتدعوا أعيادًا لا دليل عليها في كتبهم، ومن ذلك عيد الميلاد؛ ومما يؤكد ذلك الاختلاف بين الطوائف المسيحية في تحديد تاريخ هذا العيد؛ حيث يحتفل به نصارى الغرب في 25 ديسمبر، بينما يحتفل به نصارى الشرق في 7 يناير، والحقيقة أنه لم يرِد ذكر تاريخ ميلاد المسيح في الأناجيل.

 

فعيد الميلاد عيد وثني جاهلي أخذه النصارى من الأمم الوثنية التي دخلتها المسيحية، ولهذا لم يكن هذا العيد موجودًا في القرون الأولى في المسيحية، وإنما بدأت الكنيسة الاحتفال به في القرن الرابع الميلادي؛ حيث اختار البابا يوليوس الأول 25 ديسمبر للاحتفال بعيد ميلاد المسيح.

 

وكذلك مظاهر الاحتفال بهذا العيد تعود لجذور وثنية، فعادة تزيين شجرة عيد الميلاد هي عادة مرتبطة بعبادة الشجر، وهي من العبادات الوثنية، وكانت منتشرة على وجه الخصوص في ألمانيا؛ ولذلك لم تحبذ الكنيسة في القرون الوسطى عادة تزيين الشجرة، وأول ذكر لها في المسيحية يعود لعهد البابا بونيفاس (634 - 709) الميلادي، الذي أرسل بعثة تبشيرية (تنصيرية) لألمانيا، ومع اعتناق سكان المنطقة للمسيحية لم تُلْغَ عادة وضع الشجرة في عيد الميلاد.

 

حتى لو ثبت تاريخ ميلاد المسيح لا يجوز لنا نحن المسلمون الاحتفال به؛ لأن الأعياد في الإسلام ترتبط بالعبادات الكبرى وشعائر الدين، وليس بميلاد شخص أو وفاته.

 

حكم الاحتفال بميلاد المسيح:

لا يجوز للمسلم الاحتفالُ إلا بالأعياد المشروعة في ديننا، ولا يشرع في ديننا الاحتفال بأعياد الميلاد أو الموالد، حتى مولد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء، فمولد النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأنبياء ليس عيدًا لنا، فنتقرب فيه إلى الله بالاحتفال أو إظهار الفرح، ولما كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم وفاة ولده إبراهيمَ، وقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس صلاة الكسوف ثم قال: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يُخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك، فادعوا الله، وكبِّروا وصلُّوا وتصدَّقوا))[9].

 

فلم يرِدْ في شرعنا دليل يدل على جواز الاحتفال بمولد أحد ولا مماته، ولم يُنقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم أنهم احتفلوا بذلك.

 

ثم إن النصارى لا يحتفلون في هذا اليوم بميلاد المسيح - الرسول - وإنما يحتفلون بميلاد (ابن الرب) كما يعتقدون ويدَّعون، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا؛ ففي إنجيل لوقا:

 

"فقال لها الملاك: «لا تخافي يا مريم، نلتِ حَظوةً عند الله، فستحبلين وتلدين ابنًا تسمينه يسوع، فيكون عظيمًا وابنَ الله العلي يُدعى، ويعطيه الرب الإله عرش أبيه داود، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد، ولا يكون لملكه نهاية» فقالت مريم للملاك: «كيف يكون هذا وأنا عذراء لا أعرف رجلًا؟» فأجابها الملاك: «الروح القدس يحل عليك، وقدرة العلي تظللك، لذلك فالقدوس الذي يُولَد منكِ يُدعى ابن الله، ها قريبتك أليصابات حبلى بابنٍ في شيخوختها، وهذا هو شهرها السادس، وهي التي دعاها الناس عاقرًا، فما من شيء غير ممكن عند الله»، فقالت مريم: «أنا خادمة الرب، فليكن لي كما تقول»، ومضى من عندها الملاك"[10].

 

فهم ينسُبون الولد لله، تعالى الله عن قولهم، ويحتفلون بميلاد (ابن الرب) على زعمهم، فكيف نحتفل - نحن المسلمين - معهم؟ وكيف نُهنئهم على ذلك الشرك بالله جل وعلا؟ قال سبحانه: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13].

وقال سبحانه وتعالى واصفًا قبح شركهم وبشاعة كفرهم: ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴾ [مريم: 88 - 95].

 

ولذلك لا يجوز لنا أن نحتفل مع النصارى بعيد الميلاد، ولا يجوز لنا أن نهنئهم بهذا العيد.

 

ثانيًا: لا بد أن نعلم أن الأعياد في الإسلام من شعائر الدين، وليست من أمور العادات:

قال ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ﴾ [الحج: 67] قال: عيدًا، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك؛ التي قال الله سبحانه: ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ﴾ [الحج: 67]، كالقِبلة والصلاة والصيام، وقال أيضًا: بل الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر"؛ ا.هــ.

 

وأن الله تعالى شرع لنا عيدين اثنين مرتبطين بمواسم الخير والطاعة: عيد الفطر؛ مرتبط بعبادة الصوم في رمضان، وعيد الأضحى؛ عبادة الحج في شهر ذي الحجة.

 

والدليل على ذلك حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر))[11].

 

وهذا الحديث يفيد حرمة التشبُّه بهم في أعيادهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُقرَّهم على العيدين الجاهليين، ولا تركهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال: ((قد أبدلكم الله))، والإبدال يقتضي ترك المبدل منه.

 

فإنشاء العيد من اختصاص الشرع، وليس من اختصاص العادات؛ ومما يدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((قد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم الفطر، ويوم الأضحى))، فلو كان إحداث العيد مردُّه إلى العادة، لتركهم على أعيادهم كشأن سائر العادات المباحة.

 

فالمسلمون ليس لهم إلا عيدان اثنان؛ عيد الفطر وعيد الأضحى، وكل الأعياد الكفرية والبدعية محرَّمة؛ كعيد رأس السنة وعيد الجلاء، وعيد الثورة وعيد الحب، وعيد الزواج وعيد الميلاد، وعيد الأم وعيد العمال، وعيد النيل وعيد شم النسيم، وعيد المولد النبوي، وغيرها من الأعياد المبتدعة.

 

ثالثًا: أمرنا الشرع بمخالفة المشركين وأهل الكتاب من اليهود والنصارى:

1- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خالفوا المشركين، أحفُوا الشوارب، وأوفُوا اللِّحى))[12].

 

2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((غيِّروا الشيب، ولا تشبَّهوا باليهود والنصارى))[13].

 

3- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تشبَّه بقوم فهو منهم))[14].

 

 

قال ابن القيم رحمه الله: "وسر ذلك أن المشابهة في الهَديِ الظاهر ذريعة إلى الموافقة في القصد والعمل"[15].

 

ومخالفة المشركين تكون في عباداتهم وأعيادهم وعاداتهم الخاصة بهم؛ قال تعالى: ﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [الجاثية: 18].

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وقد دخل في (الذين لا يعلمون) كلُّ من خالف شريعته، و(أهواؤهم) هي ما يهوونه، وما عليه المشركون من هديهم الظاهر الذي هو من موجبات دينهم الباطل، وتوابع ذلك، فهم يهوونه، وموافقتهم فيه اتباع لما يهوونه، ولهذا يفرح الكافرون بموافقة المسلمين في بعض أمورهم، ويُسَرُّون به، ويودون أن لو بذلوا مالًا عظيمًا ليحصل ذلك"؛ [انتهى].

 

4- عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خالفوا اليهود؛ فإنهم لا يُصلُّون في نعالهم ولا خِفافهم))[16].

 

5- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن اليهود والنصارى لا يصبُغون؛ فخالفوهم))[17].

 

6- وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: ((حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تُعظِّمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صُمْنا اليوم التاسع، قال: فلم يأتِ العام المقبل حتى تُوفِّيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم))[18].

 

فعزم الرسول صلى الله عليه وسلم على مخالفة اليهود والنصارى بصيام يوم آخر مع يوم عاشوراء.

 

ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنها: "صوموا التاسع والعاشر؛ خالفوا اليهود"[19].

 

فهذه بعض الأدلة من الكتاب والسنة على النهي عن التشبه بالمشركين، والأمر بمخالفتهم، وهذا يدل على أن ذلك من مقاصد الشريعة الإسلامية، فعلى المسلمين أن يراعوا ذلك في شؤونهم كلها.

 

"فإن من مقاصد شريعة الإسلام: (المفاصلة العقائدية والتمايز الديني)؛ فلا يجوز للمسلم أن يشارك الكفار من النصارى واليهود أو غيرهم في أعيادهم؛ لأن هذا مما يؤثر على عقيدتك تجاههم، ويجعلك تتقرب إليهم وتتودد وتطلب محبتهم، وقد تفعل مثل أفعالهم، وتُهديهم الهدايا، وتقيم معهم بأماكنهم التي لا تخلو من إظهار شعائر الكفر بالله، وقول الزور على الله تعالى"[20].

 

رابعًا: استدلال البعض بالبر والإقساط المأمور به مع غير المسلمين المسالمين على جواز الاحتفال بعيدهم هو من التلبيس أيضًا، فإن هذا البر والمسامحة مجالها المعاملة وليس العقيدة وأمور الدين، والأعياد من شعائر الدين، والمجاملة على حساب الدين هي من التنازل والمداهنة المنهي عنها؛ قال تعالى: ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ [القلم: 9].

 

وقد أجازت الشريعة الإسلامية من صور المعاملات بين المسلم والكافر ما يحقق التعايش السلمي في المجتمع، دون المداهنة في الدين أو التنازل عن ثوابت الشرع؛ مثل: البيع والشراء، وقبول الهدية، وصلة القريب الكافر، وعيادة المريض، والزواج بالكتابية المحصنة، والانتفاع بما عندهم من العلوم والخبرات، ويجوز تهنئتهم بمناسباتهم الخاصة؛ مثل: الزواج أو النجاح أو غير ذلك من الأمور الدنيوية، وتعزيتهم دون الترحم على موتاهم، أما تهنئتهم بالأعياد الدينية فلا يجوز؛ لأن الأعياد من شعائر الدين، وأعياد الكفار مرتبطة بشركهم واعتقاداتهم الكفرية.

 

قال تعالى: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8].

 

خامسًا: الأدلة من القرآن والسنة وأقوال الصحابة وإجماع الأئمة على حرمة الاحتفال أو التهنئة بأعياد المشركين:

الأدلة من القرآن الكريم:

1- قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾ [الفرقان: 72].

قال ابن عباس والضحاك، ومجاهد وأبو العالية، وطاوس ومحمد بن سيرين، والربيع بن أنس، وغيرهم: هي أعياد المشركين[21].

 

قال ابن سيرين: الزور هو الشعانين، والشعانين: عيد للنصارى يقيمونه يوم الأحد السابق لعيد الفصح، ويحتفلون فيه بحمل السعف، ويزعمون أن ذلك ذكرى لدخول المسيح بيت المقدس[22].

 

2- قال تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30]؛ قال سلطان العلماء العز بن عبدالسلام: "﴿ الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ ﴾ [الحج: 30]: أي عبادتها، و﴿ قَوْلَ الزُّورِ ﴾ [الحج: 30]: الشرك، أو الكذب، أو شهادة الزور، أو أعياد المشركين"[23].

 

3- قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة: 51].

 

قال الإمام الذهبي: "قال العلماء: ومن موالاتهم: التشبه بهم، وإظهار أعيادهم، وهم مأمورون بإخفائها في بلاد المسلمين، فإذا فعلها المسلم معهم، فقد أعانهم على إظهارها، وهذا منكر وبدعة في دين الإسلام، ولا يفعل ذلك إلا كل قليل الدين والإيمان"[24].

 

الأدلة من السنة:

1- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((قدِم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قد أبدلكم الله بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر))[25].

 

فلقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلَ المدينة أن يحتفلوا بأعياد المشركين التي كانوا يفعلونها سابقًا، وبيَّن أنه لا يجوز ذلك، وأن الله تعالى أبدلهما بهما عيدين: عيد الفطر، وعيد الأضحى، فكيف نستبدل بأعيادنا أعياد الكفار؟ أنستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!

 

2- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تشبَّه بقوم فهو منهم))[26].

 

قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: "من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم، وتشبه بهم حتى يموت، حُشر معهم يوم القيامة"[27]، ومعنى بنى: سكن.

 

3- عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: ((نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلًا بِبُوانة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني نذرت أن أنحر إبلًا ببوانة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يُعبد؟ قالوا: لا، قال: هل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوفِ بنذرك؛ فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم))[28]، وفيه الحرص على اجتناب أعياد الكفار من حيث المكان والزمان، وأن هذا الموضع المنذور لو كان فيه عيد من أعياد الجاهلية، لمنع منه النبي صلى الله عليه وسلم خوفًا من إحياء أعياد الجاهلية، وتعظيم البقاع التي كانوا يُعظِّمونها.

 

4- حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: ((دخل أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بُعاث، قالت: وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر: أمزاميرُ الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وذلك في يوم عيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا))[29].

 

قال الإمام الذهبي رحمه الله: "فهذا القول منه عليه الصلاة والسلام يُوجِب اختصاص كل قوم بعيدهم؛ كما قال تعالى: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾ [المائدة: 48]، فإذا كان للنصارى عيد، ولليهود عيد، كانوا مختصين به، فلا يشركهم فيه مسلم، كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا في قِبلتهم"[30].

 

وأما آثار الصحابة وإجماع الأئمة:

1- فقد سبق ذكر أقوال الصحابة في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾ [الفرقان: 72]، وأنهم فسَّروه بأعياد المشركين.

 

2- روى البيهقي بإسناد صحيح عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم؛ فإن السخطة تنزل عليهم"[31].

 

وقال عمر أيضًا: "اجتنبوا أعداء الله في أعيادهم"، فالنهي هنا عن لقائهم والاجتماع بهم والدخول عليهم، فكيف بمن عمل أعمالهم واحتفل معهم؟

 

3- ومن ذلك اشتراط عمر بن الخطاب رضي الله عنه على النصارى ألَّا يُظهِروا أعيادهم في دار الإسلام، فكتب في كتابه المشهور حين صالح نصارى من أهل الشام وشرط عليهم: "وألَّا نخرج شعانينًا"[32].

 

4- قال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: "من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم، وتشبَّه بهم حتى يموت، حُشِرَ معهم يوم القيامة"[33].

 

نقول من كلام أهل العلم الثقات من علماء المذاهب الأربعة في تحريم الاحتفال بأعياد الكفار وتهنئتهم بها:

1- نص الإمام أحمد على أنه لا يجوز شهود أعياد اليهود والنصارى؛ واحتج بقول الله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾ [الفرقان: 72][34].

 

2- قال الإمام الشافعي في شروط مصالحة أهل الذمة وكتابتها: "على أن ليس لكم أن تُظهروا في شيء من أمصار المسلمين الصليبَ، ولا تُعلنوا بالشرك، ولا تبنُوا كنيسة، ولا موضع مجتمع لصلاتكم، ولا تضربوا بناقوس، ولا تُظهروا قولكم بالشرك في عيسى ابن مريم، ولا في غيره لأحد من المسلمين"[35].

 

3- قال ابن حبيب المالكي: "وكره ابن القاسم للمسلم أن يُهديَ للنصراني شيئًا في عيده مكافأة له، ورآه من تعظيم عيدهم وعونًا لهم على كفرهم، ولا يحل للمسلمين أن يبيعوا عن النصارى شيئًا في مصلحة عيدهم، لا لحمًا ولا إدامًا ولا ثوبًا، ولا يُعارُون دابة، ولا يُعاوَنون على شيء من عيدهم؛ لأن ذلك من تعظيم شركهم ومن عونهم على كفرهم، وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك، وهو قول مالك وغيره، ولا أعلم خلافًا فيه"[36].

 

وقد سُئل ابن القاسم أحد علماء المالكية عن الركوب في السفن التي يركب فيها النصارى لأعيادهم، فكرِهَ ذلك مخافة نزول السخط عليهم؛ لكفرهم الذي اجتمعوا له.

 

4- وقال أبو بكر الكاساني الحنفي: "لا يُمكَّنون من إظهار صليبهم في عيدهم؛ لأنه إظهار شعائر الكفر، فلا يُمكَّنون من ذلك في أمصار المسلمين، ولو فعلوا ذلك في كنائسهم، لا يُتعرَّض لهم، وكذا لو ضربوا الناقوس في جوف كنائسهم القديمة لم يُتعرَّض لذلك؛ لأن إظهار الشعائر لم يتحقق، فإن ضربوا به خارجًا منها، لم يُمكَّنوا منه لِما فيه من إظهار الشعائر"[37].

 

قال شيخ الاسلام ابن تيمية في كتاب (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم): "فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شُعَبِ الكفر، بل إن الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه"[38]، وقال أيضًا: "مشابهتهم في بعض أعيادهم تُوجِب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء، وقال رحمه الله: من أهدى (للمسلمين) هدية في هذه الأعياد، مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد، لم تُقبل هديته، خصوصًا إن كانت الهدية مما يُستعان بها على التشبُّه بهم، في مثل إهداء الشمع ونحوه في الميلاد، أو إهداء البيض واللبن والغنم في الخميس الصغير الذي في آخر صومهم، وكذلك أيضًا لا يُهدى لأحد من المسلمين في هذه الأعياد هدية لأجل العيد، لا سيما إذا كان مما يُستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه"[39].

 

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "أما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالإجماع؛ مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلِم قائله من الكفر، فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئهم بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله، وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفَرْجِ الحرام، ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدًا بمعصية أو ببدعة أو كفر، فقد تعرَّض لمقتِ الله وسخطه"[40].

 

وقال الإمام ابن حجر الهيتمي الشافعي: "من أقبح البدع موافقة المسلمين النصارى في أعيادهم بالتشبه بأكلهم، والهدية لهم وقبول هديتهم فيه"[41].

 

قال الإمام الذهبي: "فإن قال قائل: إنا لا نقصد التشبه بهم، فيُقال له: نفس الموافقة والمشاركة لهم في أعيادهم ومواسمهم حرام؛ بدليل ما ثبت في الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ((نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنها تطلع بين قرني شيطان، وحينئذٍ يسجد لها الكفار))، والمصلي لا يقصد ذلك، إذ لو قصده كفر، لكن نفس الموافقة والمشاركة لهم في ذلك حرام"[42].

 

مما سبق من نُقُول الصحابة وأهل العلم يتضح أن القول بتهنئة النصارى بأعيادهم قول يخالف إجماع الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ولن يستطيع أحد منهم أن يأتي بقول لصحابي أو تابعي إلى عصور متأخرة بجواز تهنئة النصارى أو الكفار بأعيادهم.

وللعلم فالكنيسة الأرثوذكسية لا تهنئ الكنيسة الكاثوليكية بأعياد الميلاد، فكل طائفة تكفِّر الأخرى، وتعتبرها ليست على دين المسيح، فلا يُلام المسلم على ذلك.

 

فتبين بهذا أن الاحتفال بأعياد الكفار، أو التهنئة بها محرَّم بالكتاب والسنة والإجماع؛ لأن فيها إقرارًا لما هم عليه من شعائر الكفر ورضًا به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنئ بها غيره؛ لأن الله لا يرضى بذلك؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ﴾ [الزمر: 7].

 

وكذلك يحرُم على المسلم التشبُّه بالكفار أو مشاركتهم في أعيادهم بتبادل الهدايا، أو توزيع الحلوى وأطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال، سواء فعل ذلك مجاملة أو توددًا أو حياءً منهم، أو غير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله عز وجل.

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (مجموع الفتاوى): "لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء، مما يختص بأعيادهم، لا من طعام، ولا لباس ولا اغتسال، ولا إيقاد نيران، ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة، وغير ذلك، ولا يحل فعل وليمة، ولا الإهداء، ولا البيع بما يُستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد، ولا إظهار زينة"[43].

 

وعلى المسلم أن يتمسك بالإسلام، ولا يغترَّ بالناس في أفعالهم، بل الواجب أن ينظر إلى الشرع وما جاء به، ويمتثل أمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يبالي بالناس؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [يوسف: 103]، وقال تعالى: ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 116].

 

خلاصة ما سبق:

1- الأعياد من أهم شعائر الدين.

2- يحرم على المسلمين المشاركةُ في الاحتفال بأعياد الكفار الدينية اتفاقًا؛ لأن فيه إقرارًا بشعائر دينهم الباطل.

3- يحرم تهنئة الكفار بعيدهم الديني؛ لأنه تهنئة لهم على كفرهم وشركهم بالله جل وعلا.

4- لا يجوز إعانتهم على إقامة أعيادهم ببيع أو إجارة أو إعارة أو غير ذلك.

5- يحرم تخصيص أعيادهم بوليمة أو حفلة أو نزهة، أو أي مظهر من مظاهر الاحتفال.

6- لا يجوز تعطيل الأعمال في ذلك اليوم، ولا الدراسة ولا العمل الرسمي العام ولا الخاص.

7- وأن يكون هذا اليوم وليلته كسائر الأيام والليالي، لا نُظهر فيه أي مظهر من مظاهر الاحتفال.

8- على تجار المسلمين أن يتقوا الله ولا يبيعوا شيئًا مما يُعين على إظهار هذه الشعائر الكُفْرِيَّة.

9- الإسلام هو الدين الحق؛ وهو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله.

10- شرع الله لأهل الإسلام عيدين اثنين؛ عيد الفطر وعيد الأضحى، فلا يجوز في الإسلام مشاركة الكفار في أعيادهم، أو الاحتفال بها، أو تبادل الهدايا معهم.

 

على كل مسلم أن يتبع شرع الله تعالى، وأن يتمسك بالإسلام؛ فهو سبيل العزة والرفعة في الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 139].

 

وأما اتباع الكفار وتقليدهم والتشبه بهم، فهو سبيل الذل والهوان؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((وجُعل الذُّلُّ والصَّغار على من خالف أمري، ومن تشبَّه بقوم فهو منهم))[44].

 

اللهم أعزنا بالإسلام، واحفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راقدين، ولا تشمت بنا الأعداء الحاسدين، اللهم إنا نسألك من كل خير خزائنه بيدك، ونعوذ بك من كل شر يا رب العالمين.



[1] رواه البخاري في صحيحه (3443)، ومسلم (2365).

[2] صحيح البخاري (3535).

[3] موقع الدرر السنية، الموسوعة الحديثية، رابط المادة https://dorar.net/hadith/sharh/150337).

[4] أخرجه البخاري (335) واللفظ له، ومسلم (521).

[5] أخرجه مسلم (153).

[6] مجموع الفتاوى 370 /27.

[7] أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 214)، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[8] رواه مسلم (1218).

[9] صحيح البخاري (1044)، ومسلم (901).

[10] إنجيل لوقا 30:138 الكِتاب المُقَدَّس.

[11] أخرجه أبو داود (1134) واللفظ له، والنسائي (1556)، وأحمد (12006).

[12] رواه مسلم (259).

[13] صحيح الجامع (4168).

[14] صحيح أبي داود (4031).

[15] إعلام الموقعين (107/2).

[16] صحيح أبي داود (652).

[17] رواه البخاري (3462)، ومسلم (2103).

[18] رواه مسلم (1134).

[19] أخرجه البيهقي، وصححه الألباني في "حجاب المرأة المسلمة" (ص177).

[20] حوار هادئ مع أطروحات فكرية حول مشاركة النصارى وتهنئتهم بأعيادهم، خباب بن مروان الحمد، شبكة الألوكة.

[21] تفسير ابن كثير (130/6).

[22] اقتضاء الصراط المستقيم: (1/537) والمعجم الوسيط: (1/ 488).

[23] تفسير العز بن عبدالسلام (2/353).

[24] تشبيه الخسيس بأهل الخميس (ص: 34).

[25] أخرجه أبو داود (1134) واللفظ له، والنسائي (1556)، وأحمد (12006).

[26] صحيح أبي داود (4031).

[27] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (ج9/ص392) وإسناده حسن.

[28] صحيح أبي داود (3313).

[29] أخرجه البخاري (952)، ومسلم (892).

[30] تشبه الخسيس (ص:27).

[31] أخرجه عبدالرزاق في المصنف (1609)، والبيهقي بإسناد صحيح في السنن الكبرى (18640)، وابن أبي شيبة (6/208)، وصحح إسناده ابن تيمية في "مسألة في ذم خميس النصارى"، وعزاه الشيخ الإمام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (1/511) لأبي الشيخ الأصبهاني في شروط أهل الذمة، وساق إسناده منه؛ وقال: "بإسناد صحيح".

[32] رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الجزية، باب الإِمَامُ يَكْتُبُ كِتَابَ الصُّلْحِ عَلَى الْجِزْيَةِ (19186)، وقال ابن تيمية: إسناده جيد.

[33] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (ج9/ص392) وإسناده حسن.

[34]الفتاوى الكبرى لابن تيمية (2/ 486).

[35] الأم للشافعي (4/210).

[36] المدخل للعلامة ابن الحاج المالكي (2/4648).

[37] بدائع الصنائع للكاساني (7/ 114).

[38] اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم (1/528).

[39] اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم، ابن تيمية (2/12).

[40] أحكام أهل الذمة (144/1).

[41] فتاوى ابن حجر الهيتمي (4/238).

[42] تشبيه الخسيس بأهل الخميس.

[43] مجموع الفتاوى (2/488).

[44] صحيح الجامع (2831).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • هل نحتفل بعيد الحب؟!!
  • خطبة نحتفل بالمولد أم نحزن بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
  • رمضان شهر الخيرات وموسم البركات والنفحات شهر تفتح فيه أبواب الجنة

مختارات من الشبكة

  • حكم الاحتفال والتهنئة بالكريسماس (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • بروناي: السجن خمس سنوات لأي مسلم يحتفل بالكريسماس(مقالة - المسلمون في العالم)
  • طاجكستان: منع الاحتفالات بالكريسماس في المدارس والجامعات(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إندونيسيا: عضو بمجلس العلماء يستنكر مظاهر الاحتفال بالكريسماس(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إيطاليا: إخلاء بعض المدن من المسلمين من أجل الاحتفال بالكريسماس(مقالة - المسلمون في العالم)
  • لماذا لا أدري لكن لماذا؟(استشارة - الاستشارات)
  • لمـاذا؟!(مقالة - موقع الدكتور وليد قصاب)
  • وقفة بين جيلين: سابق بالخيرات وظالم لنفسه (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التهنئة بعيد الكريسماس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أستراليا: فتوى تحريم المشاركة في الكريسماس تثير الجدل(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/11/1446هـ - الساعة: 13:49
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب