• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الأسرة والمجتمع / تربية الأولاد
علامة باركود

تربية أولادنا (2) التربية بالحب (خطبة)

تربية أولادنا (2) التربية بالحب (خطبة)
حسان أحمد العماري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/11/2024 ميلادي - 26/5/1446 هجري

الزيارات: 4973

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تربية أولادنا

(2): التربية بالحب

 

الخطبة الأولى

إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضْلِل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

أما بعد:

فإنَّ أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهديِ هديُ محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: 1] ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد:

أيها المسلمون، لقد دعا الإسلام إلى الحب والتراحم والتعاون بين الناس، واعتبر الحبَّ قيمة عُلْيا في رسالته، وهدفًا ساميًا من أهدافه، يسعى بشتَّى الوسائل لتحقيقه، وتكوينه في النفس البشرية، وإشاعته في المجتمع، بل جعله قيمةً كبرى سعى لتحقيقها في الحـياة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنَّة حتَّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتَّى تحـابُّوا، أوَلا أدلُّكم على شيء إذا فعلتمـوه تحابَبْتم: أفشوا السَّلام بينكم»؛ (صحيح).

 

والحب وسيلة لكسب القلوب، ونشر الطُّمَأْنينة، به تدفع الوساوس والشرور، وعن طريقه تُزال العداوات والأحقاد والضغائن، وهو كذلك أسلوب من أساليب التربية للنفس البشرية، وما أشدَّ حاجة أطفالنا وأبنائنا وطلابنا لتربيتهم وتنشئتهم بالحب والقرب منهم!

 

إن التربية بالحب تعني القدرة على التواصل مع أطفالنا بطريقة يشعرون بها بصدق المحبة، والقرب منهم، وإرادة الخير لهم، واحترام كرامتهم وتقدير ذاتهم، دون ازدراء أو تحقير، وترجمة هذا الحب عن طريق الحوار والتواصل بصورة إيجابية، وتعزيز الاحترام المتبادل، وتشجيع السلوك الجيد الذي يرغب الوالد بظهوره عند طفله بدل التركيز فقط على معاقبة السلوك المذموم إذا ما صدر منه.

 

والتربية بالحب تعني أن تكون صديقًا لابنك أو ابنتك عندما يحتاجان إلى النصيحة، أو يرغبان في السؤال، أو يقعان في مشكلة، أو يقترفان خطأ، أو يبديان رأيًا، أو يتمنيان أمرًا، فتستطيع من خلال ذلك تربيتهم وتزكية نفوسهم وكسب قلوبهم، وانظروا- رعاكم الله- إلى هذا الحب والقرب من الأبناء، الذي جعل من يوسف الطفل الصغير يقص على أبيه حتى أحلامه وهو في هذه السن الصغيرة، قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ [يوسف: 4].

 

عباد الله، وإذا كان الحب يشكل أسلوبًا من أساليب التربية، فإن القرآن الكريم قد أفاض في ذكر الحب وصفات أهله وحب الله لهم وقربه منهم، فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام، اتخذه الله جل جلاله خليلًا، وهي أعلى مرتبة في الحب بالنسبة للبشر، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا﴾ [النساء: 125].

 

وهذا موسى عليه السلام أحَبَّه ربُّه وقرَّبه منه، قال تعالى: ﴿إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي﴾ [طه: 38، 39]، قال ابن عباس رضي الله عنه: "أحبه وحببه إلى خلقه"، وقال عكرمة: "ما رآه أحدٌ إلا أحَبَّه".

 

وكم هي الآيات التي بيَّنت حب الله لعباده وقربه منهم، وكيف أن هذا الحب ثمرة الإيمان والتقوى والعمل الصالح والجهاد والبذل والعطاء، قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة: 54].

 

والله جلَّ جلاله إذا أحبَّ عبدًا قذف حُبـَّه في قلوب من شاء من عباده، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تبارك وتعالى إذا أحَبَّ عبدًا نادى جبريل: إن الله قد أحَبَّ فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء: إن الله قد أحَبَّ فلانًا فأحِبوه، فيحبه أهل السماء، ويوضع له القَبول في أهل الأرض)؛ (البخاري).

 

أيها المؤمنون، والتربية بالحب والقرب كذلك كانت أسلوبًا نبويًّا راقيًا، استطاع النبي صلى الله عليه وسلم من خلال تثبيت الإيمان وغرس القيم كسب القلوب وتوجيه الاهتمامات، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: (يا معاذ، والله إنِّي لأحبُّك، والله إنِّي لأحبُّك، فقال: أوصيك يا معاذ، لا تدعنَّ في دبر كلِّ صلاة تقول: اللهمَّ أعنِّي على ذكرك وشكرك وحُسْن عبادتك)؛ (صحيح الجامع).

 

وعن أنس رضي الله عنه قال: رأى النَّبي صلى الله عليه وسلم النِّساء والصِّبيان مقبلين -قال: حسبت أنَّه قال: من عرس- فقام النَّبي صلى الله عليه وسلم مُمْثِلًا فقال: (اللهمَّ أنتم من أحبِّ النَّاس إليَّ. قالها ثلاث مرار))؛ (البخاري).

 

وعن أبي ذرٍّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا أبا ذرٍّ، إنِّي أراك ضعيفًا، وإنِّي أحبُّ لك ما أحبُّ لنفسي، لا تأمَّرنَّ على اثنين، ولا تولَّينَّ مال يتيم)؛ (مسلم).

 

وكان صلى الله عليه وسلم يُعبِّر عن حبِّه للأطفال وصغار السن، فعن أُسامة بن زيد رضي الله عنهما؛ حدَّث عن النَّبي صلى الله عليه وسلم: أنَّه كان يأخذه والحسن فيقول: (اللهمَّ أحبَّهما فإنِّي أحبُّهما)؛ (البخاري).

 

وكان صلى الله عليه وسلم يوطِّد حبه لأصحابه بوصفهم بأجمل الصفات التي تُعَزِّز الأُلْفة والتقارب بينه وبينهم، فيصف الزُّبير بن العوام بأنه حواريه، ويصفُ أبا بكر وعمر بأنهما وزيراه، وجعل حذيفة بن اليمان كاتم سرِّه، ولقَّب أبا عبيدة عامر بن الجرَّاح بأنه أمين الأُمَّة وغيرهم الكثير من الصحابه رضي الله عنهم أجمعين.

 

كما مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم المتحابِّين في الله، وكشف عن عظيم ثمار هذا الحبِّ في الآخرة، فقال: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ.." فذكر منهم: "... رَجُلانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ..."؛ (البخاري).

 

عندما اشترى حكيم بن حزام زيد بن حارثة لعمته خديجة بنت خويلد، فلما تزوَّج رسول الله صلى الله عليه وسلم بخديجة وهبته له فتبنَّاه الرسول، فخرج أبو زيد وعمُّه لفدائه، فلما وصلا لمكة سألا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وذهبا إليه وخاطباه بلغة راقية جدًّا، قالا: يا بن عبدالمطلب، يا بن سيد قومه، أنتم أهل حرم الله وجيرانه، تفكون الأسير، وتطعمون الجائع، وتغيثون الملهوف، وقد جئناك في ابن لنا عندك، فامنُنْ علينا بفدائه، فإنا سندفع لك في الفداء ما تشاء. قال رسول الله: ومَنْ هو؟ فقالا: زيد بن حارثة، فقال عليه الصلاة والسلام: فهلَّا غير ذلك. قالا: وما هو؟ قال: أدعوه فأُخيِّره، فإن اختاركم فهو لكم، وإن اختارني فما أنا بالذي أختار على من يختارني أحدًا، فقالا: قد زدتنا على النصف وأحسنت.

 

فدعاه وقال له: هل تعرف هؤلاء؟ قال: نعم، قال: من هذا؟ قال: هذا أبي، ومن هذا؟ قال: هذا عمِّي.

فقال لزيد: فأنا من قد علمتَ فاخترني أو اخترهما. "ولم يقدم كشف حساب طويل".

هذا الكلام مُهِمٌّ أيها الأخوة والأخوات، مهم جدًّا؛ لأنه يمثل مِفْتاح التربية بالحب.

قال زيد: ما أنا بالذي يختار عليك أحدًا، أنت منِّي مكان الأب والعم.

 

ما الذي جعل زيد بن حارثة يختار رسول الله صلى الله عليه وسلم دون والده، أليس ذلك سبب الحب والقرب والمعاملة الحسنة التي حباها رسول الله لزيد بن حارثة والتي أثمرت في ما بعد بطلًا شامخًا دافع عن الدين، وقاد جيوش المسلمين، وختم مسيرة حياة بالشهادة في سبيل الله في غزوة مؤته.

 

عباد الله، إنَّ الهدف من تنوُّع أساليب التربية والتوجيه للطفل هو إعداد شخصيَّته وفقًا لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف؛ فيكون إنسانًا راشدًا، وفردًا ناضجًا، وعضوًا فاعلًا في المجتمع، والتربية بالحب والقرب تسهم في تحقيق هذه الأهداف؛ ولذلك فإن على الوالدين أن يُشعِرا أطفالهم بالحب والقرب منهم؛ ليتحقق الأمن النفسي الذي فقده كثير من الأبناء بسبب الشدة والغلظة والجفاء، والتربية بالحب والقرب تصنع طفلًا يحاور جيدًا، ويسأل ليستفيد فيتعلم وينضج سريعًا، والتربية بالحب والقرب تجعل الطفل إلى المسارعة في تنفيذ التكاليف والتوجيهات والابتعاد عن المحاذير وما قد تفضي إليه من أخطار طواعية؛ لأنه لامس حب والديه وإرادتهم الخير له وحرصهم عليه، والتربية بالحب تدفع الأبناء إلى مشاورة آبائهم، وطرح مشاكلهم عليهم، فيجدون العلاج الشافي، والتوجيه الناصح، فتقل حيرتهم، وتهدأ نفوسهم، والتربية بالحب والقرب تكسب الطفل السلوك الجيد والخلق القويم، فالطفل يدرك أن لهذا الحب والقرب ضريبة؛ ألا وهي السلوك السوي، والتصرف السليم، والبحث عن رضا والديه في كل أعماله.

 

﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان: 74]، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد:

أيها الآباء أيها المربون، إن تربية الأطفال بحاجة إلى كثير من الوعي والحكمة والجهد، كما أنها بحاجة ماسة إلى كثير من الحب، فالتربية بالحب هي أول خطوة لإشباع العاطفة عند أطفالنا وهي الحجر الأساس في تكوين شخصيتهم، وعليه لا بد من التعبير الجيد عن هذا الحب بالتوجيه السليم، والنصح السديد، وإشعار الطفل بالحب والقرب وبمكانته في نفس والديه، ويكون كذلك بممزاحته وضمه وتقبيله، فقد قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسًا، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد ما قَبَّلْتُ منهم أحدًا، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: «مَنْ لا يَرْحم لا يُرْحم»؛ (رواه البخاري).

 

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تقبِّلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أوأملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة»؛ (رواه البخاري (5998)).

 

وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبله ذات يوم صبيان الأنصار، والإماء، فقال: «والله إني لأحبكم»؛ (رواه الإمام أحمد (14043))، وصحح إسناده شعيب الأرناؤوط)، إن الحب والقرب من الأولاد أسلوب تربوي ذو فعالية وأثر كبير ينبغي ألَّا نغفل عنه، وعلينا أن نستخدم جميع أساليب التربية المختلفة لتزكية نفوس أبنائنا وقيامًا بواجباتنا ومسؤولياتنا.

 

هذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَحوالنا، وردَّنا إلى دينك ردًّا جميلًا.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

ربنا اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا وارحمهما كما ربَّونا صغارًا.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

عباد الله، ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: 90]؛ فاذكروا اللهَ يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تربية أولادنا (1) التربية بالدعاء (خطبة)
  • تربية أولادنا (3) أساليب تربوية: التربية بالتحفيز (خطبة)
  • تربية أولادنا (4) التربية بالمواقف والأحداث (خطبة)
  • تربية أولادنا (5) التربية بالقصة (خطبة)
  • تربية أولادنا (6) التربية الخلقية (خطبة)
  • تربية أولادنا (7) بالقدوة والسلوك (خطبة)
  • تربية أولادنا (8) التربية بالعقوبة وضوابطها (خطبة)
  • تربية أولادنا (9) بالتعليم الجيد (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • التربية والتوفيق(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • خطبة: كيف نشبع أولادنا بالحب؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تربية الأفراد وكيفية غرسها فيهم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التربية الجمالية في الإسلام ومفهومها(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أهمية التربية النفسية للطفل (الأطفال والتربية النفسية)(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كلمات في التربية: تربيتنا بين الإنسان والآلة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • تربية الأمة الإسلامية تربية ربانية من خلال الاتعاظ بأحوال الأمم(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • مؤتمر علمي عن التربية والتعليم بكلية التربية الإسلامية بجامعة بيهاتش(مقالة - المسلمون في العالم)
  • سؤال التربية بين الخطاب الرؤيوي والبديل السوسيوثقافي من خلال كتاب: إشكاليات التربية بالمغرب لمحمد أمزيان(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إسبانيا: وزارة التربية والتعليم تعلن تدريس التربية الدينية الإسلامية العام المقبل(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب