• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الحديث وعلومه
علامة باركود

شذا الطيب في وصف الحبيب صلى الله عليه وسلم: دراسة لحديث أم معبد

شذا الطيب في وصف الحبيب صلى الله عليه وسلم: دراسة لحديث أم معبد
محب الدين علي بن محمود بن تقي المصري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/11/2024 ميلادي - 4/5/1446 هجري

الزيارات: 1794

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شَذَا الطِّيبِ في وصفِ الحبيبِ صلى الله عليه وسلم:

دراسةٌ لحديثِ أمِّ معبدٍ رضي الله عنها

 

إِنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مَنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يَضْلِلْ فَلَا هَادي لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَريكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

إِنَّ الصَّلاةَ على النَّبِيِّ حبيبنا
من أفضل الأَفْعَال والأعمال
فَهُوَ النَّبِيُّ الْمُصْطَفى عَلَمُ الْهدى
الطَّيب الأَقْوَال وَالأَفْعَال

 

صَلواتُ رَبِّـي وسَلامهُ على خيرِ الأنامِ، وعلى آلهِ وصحبهِ الكرامِ، ومن تبعهم بإحسانٍ، وبعدُ:

﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21]، هذه الآية أصل في الاقتداء والتأسي به صلى الله عليه وسلم، فهو خير قدوة يُقتدى بها، أفضل مثال يحتذى به، خُلقًا وعلمًا وعملًا، وصبرًا، وطاعةً، وجهادًا، وسائر أحواله صلى الله عليه وسلم.


"وهذه الأسوة الحسنة إنما يسلكها ويوفق لها من كان يرجو اللّه، واليوم الآخر، فإن ما معه من الإيمان، وخوف اللّه، ورجاء ثوابه، وخوف عقابه، يحثه على التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم"[1].


لقد حبا الله نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم بمفاخرَ عديدةٍ وصفاتٍ حميدةٍ، حرِّيٌّ بكلِّ عاقلٍ ناصحٍ لنفسهِ أراد بها خيرًا، وابتغى لها السعادة مطلبًا، وطمحَ لها في النَّجاة والفوز والفلاح، أن يسعى جاهدًا لمعرفة نبيِّه صلى الله عليه وسلم، ودراسة سيرته العطرةِ صلى الله عليه وسلم، والاطِّلاع على أخباره، وأن يعرف صفاته الخَلْقيَّة والخُلُقيَّة، ودلائل نبوَّته، فذاك أجْدَرُ أن يقتدي به، ويتأسَّى بفعاله، وينتصحَ بأقواله، فيَسعد ويُسعِد.

 

النَّصُّ الجامعُ للحديثِ:

قَالَ الحَاكِمُ: حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَحْمَسِيُّ، بِالْكُوفَةِ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ بَشَّارٍ الْخُزَاعِيُّ، ثنا أَخِي أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ، وَسَالِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ جَمِيعًا، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ خُوَيْلِدٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَمَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَدَلِيلُهُمَا اللَّيْثِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ مَرُّوا عَلَى خَيْمَتيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ، وَكَانَتِ امْرَأَةً بَرْزَةً جَلْدَةً تَحْتَبِي بِفِنَاءِ الْخَيْمَةِ، ثُمَّ تَسْقِي وَتُطْعِمُ، فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوا مِنْهَا، فَلَمْ يُصِيبُوا عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، وَكَانَ الْقَوْمُ مُرْمِلِينَ مُسْنِتِينَ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَاةٍ فِي كَسْرِ الْخَيْمَةِ، فَقَالَ: «مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ؟» قَالَتْ: شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ، قَالَ: «هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ؟» قَالَتْ: ‌هِيَ ‌أَجْهَدُ ‌مِنْ ‌ذَلِكَ، قَالَ: «أَتَأْذَنِينَ لِي أَنْ أَحْلُبَهَا؟» قَالَتْ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا فَاحْلُبْهَا، فَدَعَا بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَسَحَ بِيَدِهِ ضَرْعَهَا، وَسَمَّى اللَّه تَعَالَى، وَدَعَا لَهَا فِي شَاتِهَا، فَتَفَاجَّتْ عَلَيْهِ وَدَرَّتْ، فَاجْتَرَّتْ فَدَعَا بِإِنَاءٍ يَرْبِضُ الرَّهْطَ فَحَلَبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى عَلَاهُ الْبَهَاءُ، ثُمَّ سَقَاهَا حَتَّى رَوِيَتْ، وَسَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوا، وَشَرِبَ آخِرَهمْ حَتَّى أَرَاضُوا، ثُمَّ حَلَبَ فِيهِ الثَّانِيَةَ عَلَى هَدَّةٍ حَتَّى مَلَأَ الْإِنَاءَ، ثُمَّ غَادَرَهُ عِنْدَهَا، ثُمَّ بَايَعَهَا وَارْتَحَلُوا عَنْهَا، فَقَلَّ مَا لَبِثَتْ حَتَّى جَاءَهَا زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ لِيَسُوقَ أَعْنُزًا عِجَافًا يَتَسَاوَكْنَ هُزَالًا مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو مَعْبَدٍ اللَّبَنَ أَعْجَبَهُ، قَالَ: مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا أُمَّ مَعْبَدٍ وَالشَّاءُ عَازِبٌ حَائِلٌ، وَلَا حلوبَ فِي الْبَيْتِ؟ قَالَتْ: لَا وَاللَّهِ إِلَّا أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ مِنْ حَالِهِ كَذَا وَكَذَا، قَالَ: صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ.


قَالَتْ: رَأَيْتُ رَجُلًا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ، أَبْلَجَ الْوَجْهِ، حَسَنَ الْخَلْقِ، لَمْ تَعِبْهُ ثَجْلَةٌ، وَلَمْ تُزْرِيهِ صَعْلَةٌ، وَسِيمٌ قَسِيمٌ، فِي عَيْنَيْهِ دَعجٌ، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ، وَفِي صَوْتِهِ صَهَلٌ، وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ، وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ، أَزَجُّ أَقْرَنُ، إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَاهُ وَعَلَاهُ الْبَهَاءُ، أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُ مِنْ بَعِيدٍ، وَأَحْسَنُهُ وَأَجْمَلُهُ مِنْ قَرِيبٍ، حُلْوُ الْمَنْطِقِ فَصْلًا، لَا نَزْرٌ وَلَا هَذْرٌ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يَتَحَدَّرْنَ، رَبْعَةٌ لَا تَشْنَأَهُ مِنْ طُولٍ، وَلَا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ، فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلَاثَةِ مَنْظَرًا، وَأَحْسَنُهُمْ قَدْرًا، لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ، إِنْ قَالَ: سَمِعُوا لِقَوْلِهِ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ، مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ لَا عَابِسٌ وَلَا مُفَنَّدٌ.


قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ: هَذَا وَاللَّهِ صَاحِبُ قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ، وَلَأَفْعَلَنَّ إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا.


وَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَالِيًا يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ، وَلَا يَدْرُونَ مَنْ صَاحِبُهُ وَهُوَ يَقُولُ:

جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ
رَفِيقَيْنِ حَلَّا خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ
هُمَا نَزَلَاهَا بِالْهُدَى وَاهْتَدَتْ بِهِ
فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ
فَيَا لَقُصَيٍّ مَا زَوَى اللَّهُ عَنْكُمُ
بِهِ مِنْ فعَالٍ لَا تُجَازَى وَسُؤْدُدِ
لِيَهْنِ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةُ جَدِّهِ
بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدُ اللَّهُ يَسْعَدِ
لِيَهْنِ بَنِي كَعْبٍ مَقَامُ فَتَاتِهِمْ
وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ
سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا
فَإِنَّكُمُ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ
دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ
عَلَيْهِ صَرِيحًا ضَرَّة الشَّاةِ مَزْبَدِ
فَغَادَرَهُ رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ
يُرَدِّدُهَا فِي مَصْدَرٍ بَعْدَ مَوْرِدِ[2]

 

درجته:

روى حديث أم معبد في وصفها للنبي صلى الله عليه وسلم:

• الحاكم في المستدرك (4274).


• وقال: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَيُسْتَدَلُّ عَلَى صِحَّتِهِ وَصِدْقِ رُوَاتِهِ بِدَلَائِلَ، فَمِنْهَا نُزُولُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْخَيْمَتَيْنِ مُتَوَاتِرًا فِي أَخْبَارٍ صَحِيحَةٍ ذَوَاتِ عَدَدٍ، وَمِنْهَا أَنَّ الَّذِينَ سَاقُوا الْحَدِيثَ عَلَى وَجْهِهِ أَهْلُ الْخَيْمَتَيْنِ مِنِ الْأَعَارِيبِ الَّذِينَ لَا يُتَّهَمُونَ بِوَضْعِ الْحَدِيثِ وَالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ، وَقَدْ أَخَذُوهُ لَفْظًا بَعْدَ لَفْظٍ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ، وَأُمِّ مَعْبَدٍ، وَمِنْهَا أَنَّ لَهُ أَسَانِيدَ كَالْأَخْذِ بِالْيَدِ أَخْذِ الْوَلَدِ عَنْ أَبِيهِ، وَالْأَبِ عَنْ جَدِّهِ لَا إِرْسَالٌ وَلَا وَهَنٌ فِي الرُّوَاةِ، وَمِنْهَا أَنَّ الْحُرَّ بْنَ الصَّبَّاحِ النَّخَعِيَّ أَخَذَهُ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ كَمَا أَخَذَهُ وَلَدُهُ عَنْهُ، فَأَمَّا الْإِسْنَادُ الَّذِي رَوَيْنَاهُ بِسِيَاقِةِ الْحَدِيثِ عَنِ الْكَعْبِيِّينَ فَإِنَّهُ إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَالٍ لِلْعَرَبِ الْأَعَارِبَةِ وَقَدْ عَلَوْنَا فِي حَدِيثِ الْحُرِّ بْنِ الصَّبَّاحِ"[3].


• كما رواه الطبراني في المعجم الكبير (3605).


• وقال ابن كثير في البداية والنهاية: "وَقِصَّتُهَا مَشْهُورَةٌ مَرْوِيَّةٌ مِنْ طرقٍ ‌يَشُدُّ ‌بَعْضُهَا بَعْضًا".


• وقال الألباني في تخريج مشكاة المصابيح: "ضَعِيف وَقد يرقى إِلَى الْحسن بِتَعَدُّد طرقه".


شرح الحديث:

عزم النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة إلى المدينة، رفقة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وصحبهما في هذه الرحلة مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ، وَدَلِيلُهُمَا اللَّيْثِيُّ عَبْدُاللَّهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ، فكان أن مَرَّا في طريقهما بخيمة أم معبد رضي الله عنها، وهي "عاتكة بنت خالد بْن منقذ بْن ربيعة، ‌أم ‌معبد الخزاعية. ويقال عاتكة بنت خالد بْن خليف. وهي التي نزل عليها رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي خيمتها حين خرج من مكة إِلَى المدينة مهاجرًا، وذلك الموضع يدعى إِلَى اليوم بخيمة ‌أم ‌معبد"[4]، وقد عُرفت بكنيتها.


زوجها أَبُو مَعْبَدٍ رضي الله عنه، هو "مختلف في اسمه، فقال محمد بن إسماعيل: اسمه حبيش، وإنه سمع حديثه من أم معبد في صفة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عن أبي معبد زوجها، وعن حبيش بن خالد أخيها، كلهم يرويه بمعنى واحد. قيل: توفي أبو معبد في حياة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكان يسكن قديدًا"[5].


فسألوها طعامًا ليشتروه، فما وجدوا لضيق الحال، وكانت لهم شاة لا تحلب، فاستأذنها النبي صلى الله عليه وسلم، فأذنت له، فمسح على ضرعها فدرت حليبًا، وشربوا جميعًا، ثم رحلوا، ولما عاد زوجها استنكر حال الشاة، فقصّتْ عليه الخبر، ووصفت له أوصاف النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فعرفه بصفاته وأنَّه محمَّد صلى الله عليه وسلم، وعزم على ملاقاته والإسلام. وكان من أمرهما أن أسلما فيما بعد.


قال ابن سعد في الطبقات الكبرى: "فبقيتْ – القول لأم معبد – الشَّاة التي لمسَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرعها عندنا حتى كان زمان الرَّمَادَة، زمان عمر بن الخطَّاب، وهي سنة ثماني عشرة من الهجرة. قالت: وكنَّا نحلبها صَبوحًا وغَبوقًا وما في الأرض قليل ولا كثير. وكانت أمُّ معبد يومئذٍ مسلمة".

 

مفردات الحديث:

• بَرْزَةً: أي الكهلة العفيفة.

• جَلْدَةً: قوية.

• تَحْتَبِي: من الاحتباء، وهي جلوس الشَّخص على أَلْيَتَيه وضمَّ فَخِذَيه وساقَيه إلى بطنه بذراعيه ليستند.

• ثُمَّ تَسْقِي وَتُطْعِمُ: دليل كرم وجود.

• مُرْمِلِينَ: نفد زادهم.

• مُسْنِتِينَ: أصابهم القحط.

• فَاجْتَرَّتْ: أعادت الطعام من بطنها إلى فمها لتمضغه ثانية ثم تبلعه.

• يَرْبِضُ الرَّهْطَ: يكفي الجماعة.

• ثَجًّا حَتَّى عَلَاهُ الْبَهَاءُ: كأن لبنها يسيل سيلًا من ضرعها، حتى علاه الرغوة.

• حَتَّى أَرَاضُوا: حتى رضوا.

• لِيَسُوقَ أَعْنُزًا عِجَافًا يَتَسَاوَكْنَ هُزَالًا مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ: لسن سمانًا يتمايلن ضعفًا وهزالًا.

• رَأَيْتُ رَجُلًا ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ: ظاهر الجمال والحسن.

• أَبْلَجَ الْوَجْهِ: مشرق الوجه.

• لَمْ تَعِبْهُ ثَجْلَةٌ: الثجلة عظم البطن، فهي تنفي عنه كبر البطن.

• وَلَمْ تُزْرِيهِ صَعْلَةٌ: الصَّعْلة: صغر الرأس.

• وَسِيمٌ قَسِيمٌ: كناية عن الجمال.

• فِي عَيْنَيْهِ دَعجٌ: شدة سواد حدقة العين.

• وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ: طول أشفار العين.

• وَفِي صَوْتِهِ صَهَلٌ: فيه بحة مع شدة.

• وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ: أي نور.

• وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ: كثرة ووفرة.

• أَزَجُّ أَقْرَنُ: متقوس الحاجبين، مع اقترانهما.

• إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ الْوَقَارُ: صمته هيبة.

• وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَاهُ وَعَلَاهُ الْبَهَاءُ: علا وارتفع على جلسائه بمنطقه.

• حُلْوُ الْمَنْطِقِ فَصْلًا: فصيح الكلام، يفصله تفصيلًا.

• لَا نَزْرٌ وَلَا هَذْرٌ: النزر: القليل، والهذر: الكثير بغير فائدة؛ أي: إن كلامه قصد.

• كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ يتَحَدَّرْنَ: من جميل كلامه وحسن منطقه.

• رَبْعَةٌ: الربعة ليس بالطويل ولا القصير.

• لَا تَشْنَأَهُ مِنْ طُولٍ، وَلَا تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ مِنْ قِصَرٍ: لا تبغضه العين لفرط طول ولا لفرط قصر.


فوائد من الحديث:

حديث عظيم حافل بالفوائد مليء بالدرر، فمن ذلك:

• أدبه صلى الله عليه وسلم في الطلب، ظهر جليًّا في قوله: «أَتَأْذَنِينَ لِي أَنْ أَحْلُبَهَا؟».


• بيان تواضُعه صلى الله عليه وسلم، وبدا ذلك في حلبه للشاة: "فَدَعَا بِإِنَاءٍ يَرْبِضُ الرَّهْطَ فَحَلَبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى عَلَاهُ الْبَهَاءُ".


• بركة يديه صلى الله عليه وسلم: "فَمَسَحَ بِيَدِهِ ضَرْعَهَا، وَسَمَّى اللَّه تَعَالَى، وَدَعَا لَهَا فِي شَاتِهَا، فَتَفَاجَّتْ عَلَيْهِ وَدَرَّتْ، فَاجْتَرَّتْ".


• علو قدره وشدة محبة الصحابة له وتعظيمه في نفوسهم صلى الله عليه وسلم: "إِنْ قَالَ سَمِعُوا لِقَوْلِهِ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ".


أن من صفاته صلى الله عليه وسلم:

• أنه ربعة.

• أبلج الوجه.

• صوته في بحَّة مع قوة.

• ظاهر الحسن.


اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ على سيِّدِنا محمَّدٍ وَعَلى آلهِ وصَحبهِ أَجْمعينَ.

 

 


 

[1] تفسير السعدي.

 

[2] المُسْتَدْرَكُ عَلى الصَّحِيْحَيْنِ،  (4274).

 

[3] المُسْتَدْرَكُ عَلى الصَّحِيْحَيْنِ .

 

[4] الاستيعاب في معرفة الأصحاب.

 

[5] أسد الغابة في معرفة الصحابة.

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وصف النبي صلى الله عليه وسلم
  • الحاجة إلى وصف النبي صلى الله عليه وسلم

مختارات من الشبكة

  • وصف الخلان في وصف سيد ولد عدنان - صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أحاديث المختار في وصف الجنة والنار: وصف للجنة وأهلها والنار وأهلها (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وصف الحبيب محمد لمن يحب (WORD)(كتاب - ملفات خاصة)
  • قصة أم معبد(مقالة - ملفات خاصة)
  • نفح الطيب من بيت الحبيب صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث: وصف وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقصيا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تخريج حديث عثمان في وصف وضوء النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أبيات في وصف الربيع لصفي الدين الحلي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أبيات في وصف حديقة لصفي الدين الحلي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الشذا والعبير بفوائد من أحاديث التعبير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب