• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    سورة الكافرون.. مشاهد.. إيجاز وإعجاز (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

فضل سورة العصر (خطبة)

فضل سورة العصر (خطبة)
الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/10/2024 ميلادي - 2/4/1446 هجري

الزيارات: 6910

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

فضل سورة العصر (خطبة)

 

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مُضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله:

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب70 ـ 71] [1].

 

أما بعد:

فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها[2]، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

معاشر المؤمنين، خطبتنا معكم في هذه الجمعة تأملات في سورة قصيرة جزيلة عظيمة في معناها، قليلة في ألفاظها، هذه السورة هي سورة (العصر)، تلكم السورة التي يحفظها المسلمون، لكن قليل مَن يتدبرها ويعمَل ما فيها من العمل، هذه السورة المباركة تحمل في طياتها سعادة البشرية، والخير والفلاح، والنجاح في الدنيا والآخرة، هذه السورة المباركة نزلت في العهد المكي[3] على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، ومن حرص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن كان أحدهم يلتقي بالآخر، فلا يفارق أحدهما الآخر حتى يقرأ عليه هذه السورة المباركة فيما رواه الطبراني من حديث أبي مدينة الدارمي - وكانت له صحبة - قال: (كان الرجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يَفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ [العصر 1-2]، ثم يسلم أحدهما على الآخر) [4].

 

والإمام المبجل أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي يقول فيما صح عنه: لو ما أنزل الله على عباده إلا هذه السورة لوسعتهم، أو قال: لو تدبَّروها لوسعتهم[5]، وما ذلك إلا لعلمه بما تحمله هذه السورة من غزارة المعنى.

 

فيا أيها المسلمون، هذه السورة الكريمة يصدرها رب العالمين، الذي أنزل القرآن الكريم، بأداة من أدوات القسم، وهو الواو، والله تعالى يُقسم بما شاء من خلقه، وما يقسم الله إلا بأمر عظيم، وله قدر عنده وشرف رفيع، فقال جل وعلا: ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾، والمراد به على خلاف بين أهل التفسير، المراد به الدهر كله مرور الليالي والأيام، وما ذلك إلا لأهمية الوقت، وأنه واجب على المسلم أن يستغل أيامه وحياته كلها، ولا ينبغي أن يتركها تمر عليه سبهللًا، ويجب على المسلم أن يتعلم أن وقته وعمره رأس ماله، وأنه ثماره في الدارين، فوجب عليه أن يتخذ له من الوقت سبيلًا إلى مرضاة الله سبحانه وتعالى.

 

الوقت أنفس ما عنيت بحفظه      وأراه أسهلَ ما عليك يضيعُ

 

من المسلمين مَن يضيعون أوقاتهم، وليت ذاك كان في مباح مجرد، لكنهم قد يضيعونه في حرام - عياذًا بالله - في سهرات وفي نظر إلى ما يسخط الله - عز وجل- ثم يعد ذلك يريدون الاستفادة من الوقت، وكأنه يمتلك هذا الوقت مع أن أية لحظة إذا مرت بك يا عبد الله لن تعود إلى قيام الساعة، وأنك محاسب عن هذا الوقت والعمر؛ قال الله – جلا وعلا – في كتابه الكريم: ﴿ قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ * قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلًا لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [المؤمنون 112-114].

 

تعالى الله وجل الله أن يخلق عباده هملًا أو يتركهم سدًى، فالله خلق عباده لمقصد عظيم ولأمر رفيع، وهو عبادة الله جل وعلا؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].

 

وصحَّ عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع... ومن هذه الأربع: عن عمره فيمَ أفناه وشبابه فيمَ أبلاه) [6].

 

وقيل لبعض الصالحين: اجلس لنتحدث قليلًا، فقال له: احبس الشمس، والمعنى: إذا كنت قادرًا على إيقاف الشمس، فأنا أنتظر معكم قليلًا، وأكون قد احتسبت هذا من عمري الذي أمتلكه، لكن لَمَّا كان ليس بمقدور العبد، فلا يجوز له أن يُضيع لحظة من حياته.

 

وهذا إمام من الأئمة سفيان بن سعيد الثوري كان جالسًا مع أصحابه يتحدث، ثم تذكر الوقت وما فيه من الأهمية، فقال: أنا ها هنا أتحدث معكم بما لا يفيد والنهار يعمل عملَه، فقام يتوضأ ثم دخل في صلاته؛ عَلِم هؤلاء الصالحون أن أوقاتهم إما عمار وإما دمار؛ إما أن يكون عمرك نافعًا لك في الدارين، وإما أن تتضرر بهذا العمر يوم أن تنفقه بما لا يعود عليك بالنفع لا في الدنيا ولا في الآخرة.

 

فالله ربنا أقسم بهذا الوقت، بل بأشرف الوقت وهو (العصر)، ذلكم الزمن المحدد فيه الصلاة الوسطى، ومعنى الوسطى أي الفُضلى التي فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها صلاة العصر يوم غزوة الخندق، قال: (شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر)[7] ، فكان تفسيره مقدمًا على غيره من التفاسير.

 

ثم بعد هذا القسم العظيم يحكم الله - عز وجل - على بني آدم من أولهم إلى آخرهم، عربيهم وعجميهم، ذكورهم وإناثهم، بأنهم في خسارة في الدارين، فقال - جل وعلا -: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾ [العصر 1-2]؛ أكَّد هذا بمؤكِّدين اثنين، والمراد بالإنسان أي جنس الإنسان، فهذه الألف واللام التي في كلمة الإنسان تسمى عند علماء العربية، بلام الاستغراق، أو (أل) الاستغراقية، أو الجنسية أي تعم جميع بني آدم، ثم يستثني ربنا - سبحانه وتعالى - فئة من الخلق اجتمعت فيهم أربعة أوصاف، فكانت أوصافهم هذه رافعة لهم من حضيض الخسارة في الدنيا والآخرة، فقال ربنا - جل وعلا -: ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا، فهذا يعتبر استثناء بعد حكم عام شامل، ﴿ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾، أما ما يتعلق بأمر الإيمان، فالإيمان عند علمائنا هو: نطق باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

 

والإيمان هو شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن الإيمان أن تؤمن بما جاء من عند الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة، سواء كان أمرًا علميًّا أو كان أمرًا غيبيًّا، فإن الله قد امتدح أولئك القوم بقوله سبحانه: ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ﴾ [البقرة: 1-3]؛ أي: بما غاب عن أذهانهم وعن حواسهم، فهم يؤمنون به؛ لأن الذي أخبر بذلك هو الله - سبحانه وتعالى - ولا بد لهذا الإيمان من عمل، وإلا كان مجرد دعوى.

 

والدعاوي إن لم يُقيموا عليها بينات أبناؤها أدعياء

 

فلا يكفي أن يقول العبد: أنا مؤمن وهو مُفرط بالعمل، فإن الله يقرن بين الإيمان والعمل في آيات كثيرة من سور القرآن؛ يقول جل وعلا: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا ﴾ [الكهف: 107] إلى غير ذلك من الآيات يقرن بين الإيمان والعمل الصالح.

 

ويُروى عن الحسن البصري أنه كان يقول: ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي، وإنما الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل.

 

مؤمن من المؤمنين يقول: هو يؤمن بالله وملائكته ورسوله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، يؤمن بكل ما أخبر به الله - عز وجل - ورسوله صلى الله عليه وسلم، لكنه لا يؤدي الصلاة المفروضة، فأي إيمان يزعُمه هذا الرجل؟ عنده نقص في إيمانه، يوم أن ترك شعيرة من الشعائر العظيمة، لقد حكم العلماء على تارك الصلاة بالكفر المخرج من الملة؛ عملًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)[8] ، وحديث: (ليس بين الرجل والشرك أو الكفر إلا الصلاة، فمن تركها فقد كفر) [9].

 

رجل يزعم الإيمان ثم بعد ذلك يقع في كثير من الحرام، يقع في الزنا، واللواط، أو الربا، وكثير من المحرمات، ثم يقول بعد ذلك: أنا مؤمن، وعلى عمل صالح.

 

يا عباد الله: لابد أن نجمع بين الإيمان والعمل الصالح الذي عناه الله بقوله: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾، فليس أي عمل يكون نافعًا، إنما ينفعنا العمل الذي يكون صالحًا، ولا يكون العمل صالحًا إلا بخمسة شروط:

الأول: الإخلاص لله تعالى.

 

الثاني: المتابعة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

الثالث المحبة والرغبة، إذا عبدت الله تعالى لابد أن تكون محبًّا لهذا العمل، ومحبًّا لله - سبحانه وتعالى - وراغبًا يوم أن تقوم بهذا العمل.

 

الرابع والخامس: الخوف والرجاء، فهما بمثابة الجناحين للطائر، إن كُسر أحد الجناحين ما استطاع الطائر طيرانًا، فهكذا العبد لابد أن يكون بين الخوف والرجاء، يرجو ما عند الله، ويخشى من عذاب الله، ولقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا صلى الوتر يقنت قائلًا: (اللهم إياك نعبد، ولك نُصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكفار ملحق) [10].

 

فقد كان هؤلاء يدركون أنه لابد من إيمان ولابد من عمل، ولابد أن يكون العمل عملًا صالحًا، وإلا كان مردودًا على صاحبه، نسأل الله السلامة والعافية.

 

صلى من أجل فلان، أو من أجل أن يراه مديره في العمل، أو أراد أن يتزوج من آل فلان فصلى وصام كما قيل: صام وصلى لأمر كان يقصده فلما قُضِيَ الأمر فلا صلى ولا صام.

 

فهذا العمل باطل لا يقبله الله تعالى؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا ﴾ [الفرقان: 23]، ويقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه) [11].

 

ويقول الله للمرائين يوم القيامة: (اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤونهم في الدنيا، هل تجدون عندهم من جزاء) [12]، وهكذا من عمل عملًا مخالفًا لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذا الدين وهذا العمل له ميزانان اثنان:

• ميزان باطني وهو: الإخلاص.

• ميزان ظاهري، وهو: اتباع سنة محمد صلى الله عليه وسلم.

 

فإذا كان العمل قد قصر من أحدهما كان مردودًا على صاحبه؛ يقول صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملًا ليس عليه أمرنا، فهو رَدٌّ) [13]، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو رَدٌّ) [14]، والله عز وجل يقول: ﴿ مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ﴾ [النساء: 80]، ويقول سبحانه: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].

 

ولو قال قائل: أنا أطمع في الأجر كثيرًا، فبدلًا من صلاة الجمعة ركعتين أجعلها أربع ركعات، أو ست ركعات، قلنا له: إنه آثم؛ لأنه خالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: أنا صليت ستًّا أكثر من ركعتين، نقول: نعم، قال: أيعذبني الله من أجل الصلاة، قلنا: لا، تعذب من أجل مخالفتك لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لذا يقول سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: 1].

 

فلا ترفع صوتك على صوت رسول الله حيًّا، ولا ترفع صوتك على سنة رسول الله ميتًا، فالأمر في ذلك سيان.

 

وهؤلاء قوم أتعبوا أنفسهم ليلًا ونهارًا، فقدموا أعمالًا كثيرة لكنها غير صالحة، إما أن تكون مفتقرة إلى إخلاص، أو إلى متابعة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانوا يوم القيامة من أشقى أهل الأرض.

 

يقول تعالى: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ ﴾ [الغاشيية:2}؛ أي: إنها نصبت من كثيرة العمل؛ أي تعبت، وبعد هذا قال سبحانه: ﴿ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً ﴾، بعد العمل، وبعد الكد، وبعد الجد في الأعمال ما قبلت أعمالهم يوم القيامة: ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ * لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِن جُوعٍ ﴾ [الغاشية 1:7]، ثم بيَّن الله طريقة الأعمال المقبولة: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ ﴾، والمراد بالسعي: الأعمال التي قدَّمتها في الدنيا، وقال سبحانه: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ [الكهف:103]، فلابد أن تفهموا هذه الشروط الخمسة، ولابد أن نتساءل جميعًا عن أعمالنا كلها، سواء كان ذلك من صلاة أو برٍّ أو معاملة حسنة مع الجيران، على أي عمل قدمته لله - عز وجل - وجب عليك أن تتأمل في هذه الشروط الخمسة: الإخلاص، والاتباع، والمحبة لله، والخوف، والرجاء.

 

نضرب مثالًا آخر: لو أن رجلًا يطيع أباه ليلًا ونهارًا، لكن هذه الطاعة ليست مبنية على أن الله هو الذي أمره، وإنما يطيع والده من أجل الميراث، أو من أجل المال، لا أن الله هو الذي أمر بذلك؛ كما قال جل وعلا: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ﴾ [الإسراء: 23]، كان هذا من البر مرفوضًا؛ لأنه لم يكن على إخلاص، فوجب على العبد أن يبر والديه، لا ينبغي له أن يحسب مالًا أنفقه في حال إنفاقه على والديه في حال صحة أو مرض بأي أمرٍ من الأمور، وجب عليه أن يعلم أن الله هو الذي أمر بذلك، وهكذا ما يتعلق بأمر الجار، إن أحسن إلى جاره لا ينبغي له أن يَمُنَّ؛ لأن الله هو الذي أمرك بذلك أن تحسن إلى الجار.

 

وهكذا ما يتعلق بالضيف، وهكذا ما يتعلق بالزوجة والولد، أمور كثيرة تفتقر إلى إخلاص فهذان الأمران، الإيمان والعمل الصالح، وجب على المؤمن أن يتأمل فيهما، فالله جل وعلا رفع الخسارة والهلاك عن المؤمن العامل عملًا صالحًا، فكان مستثنى من أهل الخسارة.

 

ثم كانت الخصلة الثالثة في هؤلاء المؤمنين قال: ﴿ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ ﴾ بعد الإيمان وبعد العمل الصالح تواصوا بالحق والمراد بالحق: كل الحقوق من الخير، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله أن تدعو إخوانك المسلمين إلى هذا الحق، وإن كنت أنت تعرف الحق وجارك لا يعرفه، فبيَّن له هذا الحق إن كان صاحبه على معصية وأنت على طاعة، وجب عليك أن تبين له طريق الطاعة، فكانت هذه أمانة عند أهل الإيمان والعمل الصالح أن يدعو المسلمين إلى الحق.

 

كانت الخيرية لهذه الأمة يوم أن اتَّسموا بهذه الشعيرة العظيمة؛ قال - جل وعلا -: ﴿ كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران:110]، وهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه سمع بعض المسلمين في زمانه من إذا قيل له: هذا أمر بمعروف أو نهي عن منكر، قال: دعوا الناس، كما هو حال كثير من المسلمين اليوم إذا رأيت سارقًا أو زانيًا أو فاجرًا، فأردت أن تأمر بالمعروف وأن تنهى عن المنكر، قال: دع الناس وشأنهم، فسمع أبو بكر هذه المقولة واستدل لها قائلها بقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 105].

 

فقال أبو بكر رضي الله عنه فيما صح عنه في مسند الإمام أحمد قال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تَقْرَؤُونَ هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، وَإِنَّكُمْ تَضَعُونَهَا عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهَا وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الْمُنْكَرَ وَلَا يُغَيِّرُوهُ أَوْشَكَ اللَّهُ أَنْ يَعُمَّهُمْ بِعِقَابِهِ) [15].

 

فإذا رأيت منكرًا على ولدك أو على ابنتك، أو على جارك أو على صديقك، فمن الرحمة ومن الإيمان والعمل الصالح أن تنصح أخاك المسلم، إذا رأيته على سبيل المثال يتناول السجائر ليشربها، فنقول له: اتَّقِ الله، وتذكِّره بما يترتب على ذلك من الأمراض والخسائر من الإسراف والتبذير، ومن مؤاذاة الجليس أمور كثيرة يطول شرحها، فتنصحه أن يتوب إلى الله - عز وجل - رأيت من يتأمل إلى النساء إن أقبلت المرأة نظر إلى صدرها وإن أدبرت نظر إلى ظهرها تقول له: اتَّق الله، لا يجوز لك أن تنظر إلى ما حرم الله، فإن الله يقول: ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30].

 

وهكذا في كل حق عرَفته من أمر الله، وجب علينا أن يوصي بعضنا بعضًا بذلك، فوجب على المسلم أن يعلم أن هذه مسؤولية ليست مسؤولية العلماء أو الدعاة إلى الله أو طلاب العلم، فما من أحد منا إلا وهو يريد جنة عرضها السماوات والأرض؛ يقول صلى الله عليه وسلم: (الدال على الخير كفاعله) [16]، ويقول صلى الله عليه وسلم: (من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة) [17].

 

لو أنك نظرتَ إلى رجلٍ لا يصلي ولا يخرج الزكاة المفروضة، فذهبت زائرًا أو مُسَلمًا، واستأذنته أن تلقي بعض النصائح عليه، فاستجاب لك، يا عبد الله لابد أن تعلم يقينًا أن أي سجدة أو تسبيحة أو ريال أخرَجه في سبيل الله، أنت مشارك له بالأجر.

 

رأيت رجلا عاقًا لوالديه، فنصحته أن يبر والديه وأن يحسن إليهما، كنت مشاركًا في الأجر؛ يقول سبحانه: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].

 

رأيت من قد رفع أطباق الأجهزة التي خربت أخلاق المسلمين وأفسدت فِطَر المسلمين، فنصحته وقُدتَه إلى الله - عز وجل - وبيَّنت له خطر هذا الجهاز، فإن تركه كنت مشاركًا له في هذا، وكنت يوم القيامة في صحبة النبيين، فإن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، يكون قد أقام نفسه مقام رسول الله يبلغ عن جبريل عن رب العالمين.

 

اللهم بارك لي ولكم بالقرآن العظيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيد الأولين والآخرين، ورضي الله عن أصحاب رسول الله أجمعين.

 

عبادَ الله، مما أوصانا الله - عز وجل - به وجعل ذلك علامة لرفع الخسران عنا في الدنيا والآخرة، بعد الإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق، أن يوصي بعضنا بعضًا بالصبر، فتصبر أخاك المسلم على طاعة الله وتصبره عن معصية الله، وتصبره على أقدار الله المؤلمة.

 

يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد[18]، ويقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: وجدنا خير عيشنا في الصبر[19].

 

والصبر قد ذكر في آيات كثيرة تجاوزت المائة، وما ذلك إلا لأهميته فأنت تحتاج إلى الصبر على مدار اليوم والليلة، إن أردت أن تقوم إلى الطاعة فأنت تحتاج إلى الصبر، وإن أردت أن تترك المعصية، فتحتاج إلى الصبر، وإن نزل بك شيء من الأقدار المؤلمة، فأنت تحتاج إلى الصبر، فأنت تحتاجه مع أبيك وأمك، ومع أهلك وولدك، وتحتاجه مع المسلمين عمومًا.

 

وإن الذين فرَّطوا في هذا الباب، ربما ابتُلوا بكثير من الأمور التي - عياذًا بالله - أفضَتْ بهم إلى أمراض مستعصية، إما جلطة في الدماغ، وإما بعض الأمراض التي لا يوجد لها علاج - عياذًا بالله - وما ذلك إلا لأهمية هذا الأمر، لو أن العبد المسلم يتلقى أقدار الله بالرضا وبالتسليم كم من رجل حدث عن أمر حصل إما انحراق بيته أو ماله، أو موت أعز الناس إليه، فإما أن يصاب بالجنون، أو يصاب بأمور كثيرة جدًّا، وهكذا بعض المسلمين فيما هو أنزل من هذا، ربما كان ركز على امرأة من أجل أن يتزوج بها، وفجأة غيره أخذها من طريقه، فبعد ذلك يظل معقدًا مدى الحياة، والواجب أن يرضى وأن يُسلم، وأن يعلم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

 

الصبر مثل اسمه مُرٌّ مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسلِ

 

وقال آخر:

صبرتُ ومن يَصبِر يجد غبَّ صبره ألذَّ وأحلى من جني النحل في الفم

 

فمن دعا إلى الطاعة كالصلاة مثلًا، وهو في نوم أو في شغل له، فليعلم أنه يترتب على الصلاة أجور كثيرة، وقبل ذلك أوجبها الله، وأنه يترتب على بقائه الحرمان والخسران، ويترتب سخط الرحمن، فلابد أن يتأمل في هذين القضيتين، وأن يصبر على طاعة الله وعن معصية الله.

 

رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فعليه أن يتأمل فيما يترتب على جريمته من اختلال في الأرحام، وهكذا في توريث من ليس بوارث، وعلى دخول في القوم من ليس منهم، وعلى انتهاك حرمات الله، وعلى أن هذه معصية يغضب الله عز وجل لها، فعليه أن يصبر، وأن يحتسب الأجر لله عز وجل، رجل نزل به الأقدار المؤلمة، فعليه أن يتذكر أن هذا الأمر قضاه الله؛ قال تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155-157].

 

أسأل الله بمنِّه وكرمه، وبأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من عباده الصادقين، وأن يرفع درجاتنا في المهديين، وأن يُرينا الحقَّ حقًّا، فيرزُقنا اتباعه، والباطل باطلًا فيرزقنا اجتنابه.

 

اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

 

اللهم اقسِم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومِن اليقين ما تُهون به علينا مصيبات الدنيا، ومتِّعنا بأسماعنا وأبصارنا، وقوتنا ما أحْيَيتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على مَن ظلمنا، وانصُرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلِّط علينا من لا يرحمنا[20].

 

- اللهم أصلح قلوبنا، وأصلِح عيوننا، وأصلح ألسنتنا، وأصلح فروجنا.

- اللهم إنا نسألك صلاحًا عامًّا شاملًا للبلاد والعباد.

- اللهم احفَظ أولادنا وبناتنا ونسائنا، واحفظ المسلمين أجمعين.

- اللهم اغفِر للمؤمنين والمؤمنات، إنك سميع مُجيب الدعوات.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



[1] هذه خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها بين يدي كلامه وكان يعلم أصحابه أن يجعلوها بين يدي كلامهم في أمور دينهم سواء كان خطبة نكاح أو جمعة أو غيرها ، قال العلامة الألباني في مقدمة رسالته "خطبة الحاجة": قد تبين لنا من مجموع الأحاديث المتقدمة أن هذه الخطبة تفتتح بها جميع الخطب سواء كان خطبة نكاح أو جمعة أو غيرها فليست خاصة بالنكاح كما يظن ، وقال أيضا: هذه خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه وكان السلف يفتتحون بها خطبهم في دروسهم وكتبهم.

رواها الترمذي رقم (1105) والنسائي (3/105) وأحمد (3730) وعبد الرزاق (10449) وأبو داود (8/21) والحاكم (183) والطحاوي (1-2) والطيالسي (338) والبغوي (3368) والبيهقي (3/212) والطبراني في الكبير (10080) وصححها الألباني في رسالته "خطبة الحاجة"

[2] وهذه سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح البخاري من حديث مرة الهمداني أنه سمع عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول: (إن أحسن الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم وشر الأمور محدثاتها و﴿ إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ ۖ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ ﴾ [الأنعام: 134] صحيح البخاري رقم (6735) كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، باب: الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[3] المكي: هو ما نزل قبل الهجرة وإن كان بالمدينة وهذا هو المشهور وهو القول الراجح.

[4] رواه الطبراني في الأوسط (2 /11 /5281) وصححه الألباني في الصحيحة (2648).

[5] تفسير ابن كثير (8 /479).

[6] حسن: رواه الترمذي (2340) وحسنه الألباني.

[7] متفق عليه: رواه البخاري (5917) ومسلم (997) عن علي رضي الله عنه.

[8] صحيح: رواه أحمد (29859) والترمذي (2542) والنسائي (459) والحاكم (11) من حديث بريدة رضي الله عنه ، وصححه الألباني.

[9] رواه مسلم (116).

[10] صحيح: رواه ابن أبي شيبة (2 /213) وعبد الرزاق (3 /110) وصححه الألباني في الإرواء (2 /171).

[11] رواه مسلم (116).

[12] صحيح: رواه أحمد رقم (22528) والبيهقي في "شعب الإيمان رقم (6263)"، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1555).

[13] متفق عليه: رواه البخاري (2 /753) ومسلم (3243).

[14] رواه مسلم (3242) فائدة: قال الإمام النووي: وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وهو من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم فإنه صريح في رد كل البدع والمخترعات.

[15] صحيح: رواه أحمد (16).

[16] رواه مسلم (3509).

[17] رواه مسلم (4831).

[18] ضعيف: رواه البيهقي في الشعب رقم (40) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3535).

[19] رواه البخاري معلقا (باب الصبر عن محارم الله)و أبو نعيم في الحلية (1 /50).

[20] رواه الترمذي (3502) وحسنه الألباني.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير سورة العصر
  • وقفات مع سورة العصر
  • تأملات في سورة العصر
  • كلمة عن سورة العصر
  • تدبر سورة العصر (خطبة)
  • بين يدي سورة العصر (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • وقفات مع سورة العصر: في رحاب سورة العصر (1) (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفهوم الفضائل والمناقب والخصائص والبركة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نجاة أهل العصر في سورة العصر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل العفو والصفح - فضل حسن الخلق - فضل المراقبة (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إعلام أهل العصر بسنية الركعتين بعد العصر (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • قائمة المفردات الشائعة في اللغة العربية من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث للدكتور فتحي علي يونس(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة إظهار العصر لأسرار أهل العصر(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • فضل سنة العصر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل صلاة العصر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل من جلس يذكر الله تعالى بعد صلاة الصبح وصلاة العصر(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب